معرض

الجبهة الوطنية لكرد سوريا : مواد 27و28حزيران‎


 

علّمتنا الكثير يا صغيري لمجاهد مأمون ديرانية

علّمتنا الكثير يا صغيري لمجاهد مأمون ديرانية

أخبار الثورة
مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية
تقرير الرصد اليومي JUNE 28 , 2012

– إستشهاد 103 أشخاص بنيران كتائب الأسد الأربعاء، من بينهم 16 طفلا في إدلب. وكتائب الأسد تواصل قصف حمص وريفها ، وإن قوات النظام استهدفت مدينة الحولة فيها بالدبابات والرشاشات الثقيلة.  (2)

الحراك الميداني:
– خروج متظاهرين في محافظة السويداء يطالبون بإطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام. ويهتفون للمناطق المنكوبة التي تتعرض للقصف المتواصل من مدفعية كتائب الأسد. ويرددون هتافات تنادي بالحرية، وإسقاط نظام الأسد. (2)
النشاط العسكري:
– هجوم على مقر «الإخبارية السورية » يوقع 3 قتلى .. ووزير الإعلام في نظام الأسد يحمل الجامعة العربية المسؤولية (1)
– لجنة تحقيق في الأمم المتحدة تحذر من تطور الأزمة إلى « نزاع مسلح ».. وتحمل نظام الأسد المسؤولية (1)
– مقتل أكثر من 31 عنصراً من كتائب الأسد إثر استهداف شاحنة قرب مدينة الميادين بريف دير الزور (4)
– اشتباكات بين الجيش الحر وكتائب الأسد في كل من دمشق ودرعا ودير الزور وحلب وحمص وتفجير آليات في معرة دبسة في إدلب (4)
– قصف لكتائب الأسد على بلدات خان السبل ومعرة دبسة وكفرنبل وخان شيخون يسفر عن استشهاد 13 شخصا. وقوات النظام تقصف تحرق عشرات المنازل في خان السبل ومعرة دبسة في إدلب. فيما لم يزل هناك شهداء تحت الأنقاض. والأهالي يبدؤون في حركة نزوح كبيرة. (2)
– استشهاد عشرة أشخاص على الأقل في دير الزور. بينهم عائلة بالكامل نازحة من حمص إثر سقوط قذيفة أطلقتها كتائب الأسد على بيتهم. (2)
– انشقاق 15 جنديا في دير الزور من تجمع تتمركز فيه قوات عسكرية وأمنية. (4)
– كتائب الأسد تقصف حي مخيم النازحين في درعا البلد. واشتباكات بين الجيش النظامي ومقاتلي الجيش السوري الحر في منطقة المحطة. كما قامت قوات أمن الأسد بمحاصرة بلدة خربة غزالة من الجهة الغربية. وتعرضت بلدات كفر شمس وجاسم وبصرى الشام والشيخ مسكين وعتمان لقصف بقذائف الهاون. (2)
– قصف عنيف تشنه كتائب الأسد بالصواريخ من الحوامات على ريف حماة في كل من كرناز الرملة والحواش وقبر فضة التي شهدت ووقوع عدد من الإصابات وهدم ثلاثة منازل . (2)
– الجيش السوري الحر ينفذ هجوماً بالقرب من المطار العسكري في حلب. (4)
الحراك السياسي:
– المجلس الوطني السوري يتهم كتائب الأسد بارتكاب إبادة في دير الزور. قائلاً إن القصف خلّف مئات الشهداء والجرحى وتسبب بنزوح الآلاف. مؤكداً وجود أطفال بين الضحايا. وداعياً إلى تحرك عاجل لمساعدة المدنيين الذين يحاصرهم القصف. (4)
– موقع عمون الإخباري الأردني يقول إن وفداً رفيعاً من قيادة جماعة الإخوان المسلمين في سورية زار الأردن الأيام الماضية والتقى مسؤولين أردنيين، بعيداً عن الإعلام. وقيادي في جماعة الإخوان المسلمين السورية يلمح إلى وجود بوادر انفراج في علاقة الأردن بالمعارضة السورية ومنها جماعة الإخوان. (2)
– الدكتور محمد حبش، عضو مجلس الشعب السوري السابق يدعو نظام الأسد لتغيير ما وصفه بسياساته الأمنية الخاطئة. قائلاً إنّ مواجهة المحتجين بالقوة هي التي تسببت في تسليح المعارضة من كل الاتجاهات التي تحب سورية والتي تكرهها. (2)
الأوضاع الداخلية:
– حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تقول إن أحد كوادرها ويدعى كمال حسني غناجة استشهد مساء أمس الأربعاء في منزله بضاحية قدسيا بسورية في ظروف غامضة. ومسؤول في الحركة يتهم الموساد بالوقوف وراء الاغتيال. (2) (5)
– التلفزيون الرسمي في سورية يدّعي أنّ مسلّحين فجّروا مقر قناة الإخبارية الرسمية، مما ألحق به أضراراً بالغة. لكنّ نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي يقول إن المهاجمين أفراد من الحرس الجمهوري المكلف بحراسة القناة انشقوا وهاجموا مقرّها دون التنسيق مع أحد. (2)
– وكالة الأنباء الرسمية في سورية “سانا” تزعم أن ثلاثة إعلاميين وأربعة حراس قتلوا في هجوم شنه مسلحون على مقر قناة “الإخبارية” الموالية للحكومة صباح الأربعاء في ريف دمشق. (1) (2) (4)
– التلفزيون الرسمي في سورية يبثّ صوراً لمبنى قناة الإخبارية وهو مدمر من الداخل تماما وتظهر آثار التفجير والحرق على جدرانه، وقد دمرت أجزاء من المبنى باستخدام عبوات ناسفة حسب مصدر حكومي بينها استديوهات وغرفة الأخبار. (2)
– عمران الزعبي، وزير الإعلام في حكومة الأسد الجديدة يزعم أن مجموعات من الإرهابيين لم يتم تحديد عددهم اقتحموا قناة الإخبارية وقاموا بتفخيخ هذه الأبنية والاستوديوهات وفجروا كل ما يمكن تفجيره وحملوا في سياراتهم ما يمكن تحميله. (4)

– طبيب سوري كان يشغل منصب رئيس وحدة العناية المركزة بمستشفى حلب العسكري يقدم شهادة لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية يقول فيها إن المرضى كانوا يعذبون في عنابر سرية أو يصفّون جسدياً أو يتركوا ليموتوا. (2)
نشاط المنظمات المدنية:
– مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يدين نظام الأسد. ومحققون دوليون يقولون إن قوات الأسد ترتكب انتهاكات جسيمة بما فيها الإعدامات والعنف الجنسي. والمجلس يبدي قلقه من ارتفاع وتيرة العنف الطائفي في سورية خلال الأشهر الأخيرة. (1) (2) (3) (4)
– منظمة “هيومن رايتس ووتش” تدعو سلطات الأسد لإنهاء إطلاق النار “العشوائي” ضد المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، الذين يحاولون الفرار إلى الأردن والدول المجاورة. (4)
– منظمة مراسلون بلا حدود ومنظمة العفو الدولية تستنكران الهجوم الذي تعرضت له محطة الإخبارية الرسمية في سورية. ومنظمة العفو تعتبر أنه “حتى المؤسسة الإعلامية المنخرطة في الدعاية السياسية تبقى هدفاً مدنيا”. مضيفة أن “كل الأطراف يجب أن يدينوا هذا الهجوم”. (4)
– المرصد السوري لحقوق الإنسان يصف الأسبوع الماضي بأنه الأكثر دموية منذ اندلاع الثورة، لاستشهاد 916 شخصاً بين 20 و26 حزيران 2012.(6)

المواقف العربية:
– مصادر تقول إن المخابرات الأردنية تعتقل قيادييْن في تنسيقية الثورة السورية في دمشق هما محمد زياد البياض وعماد بلشة. مضيفة أن القياديين الموجودين في الأردن اعتقلا ولا يعرف مصيرهما. وتربط بين الاعتقال وما تصفه مصادر سورية بالتضييق على المعارضين السوريين في الأردن. (2)
– سميح المعايطة، وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة الحكومية ينفي هبوط طائرة عسكرية سورية ثانية في الأردن. مؤكداً أن الطائرة الوحيدة التي حطت بالأردن هي طائرة ميغ 21 التي وصلت الخميس الماضي ومنح قائدها حق اللجوء السياسي. (2)
– مصادر أردنية تقول إن مدينة الرمثا تشهد منذ أربعة أيام تدفقاً كبيراً للاجئين السوريين، عبر الشريط الفاصل بين الأردن وسورية، بسبب القصف الذي يستهدف بشكل متواصل مناطق واسعة من محافظة درعا الواقعة على الجانب الآخر من الحدود. مضيفة أن معدل التدفق بلغ نحو 500 لاجئ يوميا. (2)

المواقف السياسية الدولية:
– رجب طيب أردوغان ، رئيس الوزراء التركي  يستبعد أن تهاجم بلاده نظام الأسد. ويؤكد أثناء حفل عسكري “أن تركية والشعب التركي لا نية لديهما في مهاجمة سورية، وليس لديهما أي موقف عدائي إزاء أي دولة”. (1) (2)
– كوفي أنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن الأزمة السورية يؤكد دعوته إلى عقد اجتماع على مستوى الوزراء بشأن سورية في جنيف يوم السبت بهدف السعي لإنهاء العنف والاتفاق على مبادئ “انتقال سياسي بقيادة سورية”. (1) (2) (3) (4)
– كوفي أنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن الأزمة السورية دعا وزراء خارجية القوى الخمس الكبرى وهي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى تركية والاتحاد الأوروبي والعراق والكويت وقطر، ولكنه لم يشر إلى إيران، التي رفضت الولايات المتحدة السماح بدعوتها إلى الاجتماع. (2) (3) (4) (6) (7)
– ناصر القدوة، نائب المبعوث الدولي كوفي أنان يطلع مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة على محاولات الوسيط الدولي لمنع الانهيار التام لخطته للسلام المكونة من ست نقاط. ودبلوماسي داخل المجلس يذكر أن القدوة قال إنه من الضروري أن توافق الدول صاحبة النفوذ على مبادئ ومعايير لدعم انتقال سياسي بقيادة سورية. (2)
-دبلوماسي روسي يتحدث عن دعم روسيا بالإضافة وعدد من الدول الكبرى لفكرة أنان بإنشاء حكومة وحدة وطنية في سوريا تشارك فيها المعارضة والنظام، وتستبعد هؤلاء الذين قد يؤثر وجودهم سلباً عليها وعلى المرحلة الانتقالية.(6)
-دبلوماسي بريطاني يشير إلى أن حديث الأسد عن أن سوريا تمر في حالة حرب هو أكبر دافع لكي يتضمن أي حل سياسي للأزمة تنحي الأسد.(7)
– هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية  تقول إن مؤتمر جنيف سينجح في حال كان جميع المشاركين متوافقين على حصول انتقال سياسي للسلطة في سورية. معربة عن أملها في أن يكون المؤتمر نقطة تحول للثورة السورية. (2) (3) (6) (7)
– لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي يلتزم الصمت حيال حضوره مؤتمر جنيف الخاص بالأزمة السورية أو عدمه. لكنه قال إن “المحادثات بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن مستمرة، وربما تستمر يوم السبت في جنيف كي تساهم في تطبيق فعلي لخطة أنان، وهو ما يعني تحركاً صارما، قد يكون عبر الفصل السابع” من ميثاق الأمم المتحدة. (2)
– وليام هيج، وزير الخارجية البريطاني يقول إن الأسد لا يمكنه الآن العودة للسيطرة على الوضع في سورية. مضيفاً “أعتقد أن نظامه محكوم عليه بالانهيار والمسألة فقط هي متى يحدث ذلك”. (3)
– البيت الأبيض يدين كل أعمال العنف في سورية بما في ذلك الهجمات على عناصر مؤيدة للحكومة مثل الهجوم الذي تعرضت له محطة الإخبارية في دمشق. (2) (3) (4)
– مسؤولو مخابرات أمريكيون يقولون إنه على الرغم من انشقاق بعض العسكريين في سورية فإن الدائرة المقربة من بشار الأسد ما زالت متماسكة. مرجحين أن تتحول الثورة في سورية لصراع طويل. فيما يبدد أي آمال أمريكية بأن الأسد سيسقط قريبا. (3)
– مصادر دبلوماسية تقول إن روسيا وبعض الدول الكبرى أبلغت كوفي أنان، المبعوث الدولي إلى سورية، دعمها لمقترحه القاضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية في سورية. ووفق المقترح فإن الحكومة الائتلافية ستضم قوى من المعارضة ونظام الأسد، لكن يشترط ألا يكون بين أعضائها من قد تشكل مشاركته عرقلة لعملها، في إشارة واضحة إلى الأسد. (2) (3)
– فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي يعرب خلال اتصال هاتفي مع أردوغان عن أسف بلاده الشديد حيال إسقاط قوات الأسد طائرة مقاتلة تركية. والطرفان يتفقان على البقاء على اتصال في الفترة المقبلة على أمل كشف الحقيقة الكاملة في هذه القضية. (2)
– محمد خزاعي، سفير إيران في الأمم المتحدة يقول إن بلاده مستعدة لمساعدة جهود أنان لإحلال السلام في سورية. مضيفاً أنه إذا كانت بعض الدول لا تريد حضور طهران في اجتماع للقوى العالمية “فهذه مشكلتها”. (2) (3) (5)

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
(01) جريدة الشرق الأوسط
(02) الجزيرة نت
(03) رويترز
(04) وكالة الانباء الفرنسية AFP
(05) ا ب ( اسوشييتد برس )
(06) الجارديان
(07) التلغراف
مقالات الثورة
هل بإمكان تركية أن تجبر الولايات المتحدة دول الناتو على مهاجمة سوريا؟
بقلم: آدم ليفاين/سي إن إن/25/6/2012
لقد اتخذت القيادة التركية لهجة أكثر شدة يوم الأحد, حيث وصفت عملية إسقاط طائرتها من قبل سوريا  بأنها “عمل عدائي” كما أنها أثارت حقها في التشاور مع دول الناتو. هذه الدعوة للتشاور أثارت التساؤل حول ما إذا كانت الدول الأخرى بما فيها الولايات المتحدة سوف تقوم بالرد نيابة عن تركيا.

لقد تحدث وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون و مع وزيرة الخارجية الأمريكية و مع المملكة المتحدة و فرنسا و روسيا و إيران و مع منسقة الشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون منذ حصول الحادث وهو ما أخبر به المتحدث باسم الخارجية التركية سيلكوك أونال السي إن إن يوم السبت الماضي.
و قد وصف وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ الحادث بأنه “مشين” و قال بأنه يدين هذا العمل بقوة.
وقد قال وزير الخارجية البريطاني :” إن على نظام الأسد أن لا يرتكب خطأ الاعتقاد بأنه يمكن أن يقوم بالعمل و يفلت من العقاب. النظام سوف يتحمل مسئولية أعماله”.
و قد دعا رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي مارتن ديمبسي نظيره التركي نهاية هذا الأسبوع, كما أخبر مسئول أمريكي مراسلة السي إن إن باربرا ستار.
و قد تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع نظيرها التركي أيضا. و في بيان صدر يوم الأحد وصفت الحادث بأنه “عمل وقح وغير مسئول بأقوى العبارات الممكنة”.
إن أعضاء الناتو سوف يجتمعون هذا الثلاثاء في بلجيكا من أجل مناقشة الحادث, و ذلك بطلب من المسئولين الأتراك , وفقا للمتحدثة باسم الناتو أوانا لونغيسكو.
الاجتماع أو ” المشاورات” دعت إليها تركيا تحت البند الرابع من معاهدة الناتو, و ذلك وفقا ل لونغيسكو من خلال رسالة إلكترونية أرسلتها إلى السي إن إن. و تتوقع أن تقوم  تركيا بتقديم موجز حول حادث الطائرة.
و قد كتبت لونغيسكو “تحت البند الرابع, فإن أي عضو يمكن أن يطلب التشاور متى ما أراد, حول سلامة أراضيه و استقلاله السياسي أو أي تهديد أمني موجه له”.
مع التشاور, هناك فرصة بأن تطالب تركيا برد عسكري جماعي. و هي الفكرة القادمة من ما يعرف باسم الفقرة الخامسة من معاهدة  واشنطن لحلف شمال الأطلسي, و التي تنص على أن أي دول عضو تهاجم – و هو ما ينطبق على تركيا- فإنه يتوجب على باقي أعضاء الناتو و بعمل جماعي أن يقوموا بالدفاع عن النفس “بالطريقة المناسبة من ضمن ذلك استخدام القوة المسلحة من أجل الحفاظ و استعادة أمن منطقة شمال الأطلسي”.
لقد أثيرت الفقرة الخامسة مرة واحدة منذ إنشاء الناتو, و هو الرد العسكري بعد حادثة 11/9.
في هذا الحادث’ و بعد تصريحات ضبط النفس في وقت مبكر, صدر عن تركيا تصريحات غاضبة جدا و ذلك مع تكشف المزيد من التفاصيل. يوم الأحد, قال وزير الخارجية التركي بأن بلاده سوف ترد بحزم وفق القانون الدولي و قد فند ما زعمته سوريا وقال بأن عملية إسقاط الطائرة كان عملا عدوانيا.
إن الطائرة التي أسقطت لم تكن مسلحة و لم ترسل إي إشارات عدائية, كما قال داوود أوغلو. و قد كانت الطائرة تختبر أنظمة الرادار التركية وفقا لأوغلو.
و قد قال في أول بيان تفصيلي صادر عن تركيا “عليك أن ترسل تحذيرا في البداية. و إذا لم ينجح التحذير, فإنك ترسل طائراتك و ترسل إشارات تحذيرية أكثر قوة و تجبر الطائرة على الهبوط. لم يكن هناك وقت كافي للقيام بأي شئ مما ذكر في الوقت الذي كانت فيه طائرتنا في الأجواء السورية”.
و قد أضاف داود أوغلو بأن الطائرة قد أسقطت في المجال الجوي الدولي.
لقد قامت تركيا بإثارة البند الرابع من قبل, و ذلك بعد أن ثارت التوترات على الحدود مع العراق.
و قد قالت لونغيسكو “هذا الأمر لم يؤدي إلى استخدام الفقرة الخامسة”.
و قد أخبر مسئول أمريكي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع مراسل السي إن إن جيل دورتي يوم الأحد بأن طلب تركيا “تشاوري فقط , و هم لم يطلبوا أكثر من هذا”. و قد أضاف المسئول بأن هذا التحرك يعني أن تركيا تعتبر أن عملية إسقاط سوريا لطائرتها يعتبر تهديدا للأمن التركي”.
إذا كان الناتو يبحث عن القتال, فإن هذا الأمر يعتبر فرصة جيدة لإثارة الفقرة الخامسة, و لكن ليس هناك أي رغبة لصراع عسكري مع سوريا في الوقت الحالي, و هذا ما أخبر به دبلوماسيون من الناتو مراسلة السي إن إن إليسي لابوت يوم الأحد الماضي.
إن هناك الكثير من العوامل التي تعمل ضد الرد العسكري. أولها و أهمها, أنه يتوجب الحصول على موافقة مجلس شمال الأطلسي على هذا الأمر. أيضا, حتى لو وافق, فإن كل عضو يمكن أن يشارك كما يرى الأمر مناسبا من طرفه.
و بحسب وصف الناتو الذي نشر على موقعه الإلكتروني فإن الأمر “يعتبر واجبا فرديا يترتب على كل حليف و كل حليف مسئول عن تحديد ما هو ضروري في هذه الظروف المحددة”.
لقد عارضت الولايات المتحدة و العديد من الدول الأخرى التدخل العسكري و أنها لن تشجع تركيا على المضي بسرعة في هذا الموضوع. بعد أن قامت القوات السورية بقصف اللاجئين السوريين في الجانب التركي من الحدود بداية هذا العام, فقد أوضح وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا بأنه يمكن لتركيا أن تدعي الحاجة إلى الدفاع الجماعي عن النفس.
و قد سئل بانيتا حول إثارة الفقرة الخامسة و ذلك في جلسة استماع لجنة الخدمات المسلحة في شهر أبريل.

و قد قال بانيتا “أعتقد أنه من الواضح بأن الطريق الوحيد لكي تتدخل الولايات المتحدة عسكريا هو إن كان هناك إجماع في المجتمع الدولي من أجل محاولة فعل أي شئ على هذا الخط. و من ثم يجب التأكد و بشكل واضح أن المجتمع الدولي قادر على الحصول على السلطات اللازمة من أجل المضي في هذا الأمر. كما أن عليهم أن يتأكدوا أن ما يجري هناك يشكل حقيقة تهديدا مباشرا لتركيا. و أعتقد أن هذا الأمر لربما يمتد”.

في بيانها يوم الأحد, قالت كلينتون بأن الولايات المتحدة سوف تبقى على اتصال مع تركيا و ذلك مع قيامها بتحديد ردها. إن الولايات المتحدة سوف تعمل مع تركيا و الشركاء الآخرين من أجل تحميل نظام الأسد المسئولية. وفقا لكلينتون.

لقد وافق أعضاء الناتو الرد على هذا الحادث, و ذلك كما كتب جايمس جوينر في مدونة مجلس الأطلسي, لقد شعر جوينر الذي قال بأنه يعارض التدخل العسكري في سوريا, بأن الحادث لم يثر لحد الآن ذلك المستوى من الرد.

و قد كتب جوينر يوم الجمعة :”إن الكلمة العملياتية التي تجرد هذا الحادث من الفقرة الخامسة هي ” الهجوم”. لقد كانت تركيا متورطة في عمل عدائي على حدودها مع سوريا خلال الوضع المتوتر المحدد و قد دخلت في المجال الجوي السوري. و بينما يمكن اعتبار إسقاط الطائرة ردا مبالغا فيه, فإن حكومة الأسد قالت أن الأمر بالكاد يكون هجوما”.
إضافة إلى ذلك, فقد قال جوينر بأن الفقرة بحاجة إلى رد من أجل الحفاظ أو استعادة الأمن في منطقة شمال الأطلسي.
و أضاف جوينر “بالنظر إلى أن الحادث قد تم احتواؤه, فإن هذا الأمر يعني على الأرجح أنه سوف لن يتبع بأي شكل من أشكال العمل في غياب الاستفزاز السوري, وذلك بالنظر إلى أن الأمن محفوظ فعليا. في الواقع فإن رد الناتو أو الرد التركي سوف يجعل من المنطقة أقل أمنا”.
و لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد يشعر أن عليه أن يقوم برد حاسم, و ذلك كما يقول فؤاد عجمي من مركز هوفر والذي قال بأن أردوغان يقع حاليا تحت الضغط بعد أن انقلب ضد  النظام السوري و دعا إلى إنقاذ الشعب السوري.
و قد قال عجمي في مقابلة مع السي أن أن “أعتقد أن الوضع محرج بالنسبة لرجب طيب أردوغان بسبب أنه بحاجة أن يقدم شيئا ما بالمقارنة مع التهديد الذي أطلقه” .
و قد قال عجمي بأن عملية إسقاط الطائرة يعتبر تطورا مقلقا نوعا ما لأنه يعطي الرئيس السوري بشار الأسد شعورا بالتخلي عنه.
“إن تركيا عضو في الناتو. كما أن تركيا قوة هائلة جدا. إضافة إلى أن تركيا أكبر من سوريا بأربع مرات. كما أن الجيش التركي مؤسسة قوية جدا.
وفكرة أن النظام المتداعي في دمشق يمكن أن يسقط طائرة تركية – طائرة إف 4 فانتوم, يخبرنا بأن نظام بشار الأسد لديه إحساس بعدم القهر , و أنه لا أحد قادم لإنقاذ الشعب السوري” وذلك كما قال عجمي يوم الجمعة.
و لكن في نهاية المطاف, ليس هناك أي شخص يتوقع أن يطلب الأتراك إثارة الفقرة الخامسة, و ذلك لمعرفة أن الناتو لن يسير على هذا الخط على الأرجح, وفقا لما أدلى به دبلوماسيين للسي إن إن يوم الأحد. إن الانطباع هو أن تركيا نفسها لا تريد أن تصعد الأمور إلى ذلك الحد, أيضا.
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
مقالات الثورة
الثورة السورية، و الرِّهان على خِيارات الآخرين
محمد عبد الرازق
ما لذي تنوي ( تركيا ) فعله بعد إسقاط سورية إحدى طائراتها ( f4) في منطقة ( راس الذيب)، ومن قبلُ أصابت لها طائرة إطفاء فوق أحراش ( خربة الجوز )، هل ستقدم على توجيه ضربة عسكرية تنتقم فيها لشرفها الذي أهانته كتائب ( الأسد ) في أكثر من مرة، أو هل ستقوم بتفعيل اتفاقية (أضنة ) الموقعة معه في عام ( 1998م) في جعل منطقة عازلة و منزوعة السلاح من جهة سورية بعمق (خمسة كم )، أو هل سترد بطريقة غير مباشرة من خلال تسهيل وصول السلاح إلى المعارضة السورية، و ما إلى ذلك من التساؤلات التي صارت تدور في مجالس المعنيين بالشأن السوري هذه الأيام.
و لماذا هذا التقاعس من جانب الغرب في الموضوع ذاته، أين حقوق الإنسان، هل مات الضمير الأوروبي الذي كنا نسمعه عن رهافته الشيء الكثير، لماذا لا يتعاملون مع المواطن السوري كما يتعاملون مع الحيوانات التي أصبحت قصص جمعيات الرفق بها موضوع تندر؛ لدرجة أن كثيرًا من أبناء جلدتنا قد شرَّعوا وجوههم صوب شطآنهم، قائلين: إذا كان هذا شأنهم مع الحيوانات؛ فما بالك مع الإنسان؟
و لماذا هذا البرود الأمريكي في أمر كُنَّا نظنُّ حرارة الصيف ستسرع من التعاطي معه بعد سبات شتوي قاسٍ مرَّ على أبناء سورية، كانت فيه حرارة تصريحاتهم أشدَّ منها الآن؟
و لماذا هذا التخاذل الرسمي العربي ممثلاً في جامعة الدول العربية، ما عدا بعض المواقف الخليجية التي حرَّكها قيظ الصيف اللاهب الذي تمرُّ به جزيرة العرب هذه الأيام، و لا سيما أن نظام الأسد كان قد توعدهم بقدومه مبكرًا إذا ظلوا على مناكفته؛ نصرةً للشعب السوري، و هاهي قد أدارت له ظهرها، و قالت له، و لسيدته ( روسيا )، و ولية نعمته ( إيران ): ( تبًا لك، و لوعيدك الأخرق، لقد ولَّى زمان كُنْتَ تُمنينا فيه بالأمن؛ فإذا به خوف كُنْتَ تُصدِّرهُ لنا ).
أين هي مواقف دول الربيع العربي، لقد خذلتْنا، و كانتْ لنا سرابًا تعلَّقنا به، ما عدا ما كان من الشقيقة ( ليبيا ) من دعم مادي لم نرَ منه الشيء الكثير، أمَّا تونس الخضراء ب ( منصفها المرزوقي )، فلا فُضَّ فوها على الحِكَم التي أغدقت بها علينا، و أمَّا مصر فيبدو أنها ستعيد توجيه البوصلة بعد فوز (مرسي).
هذه التساؤلات، و غيرها كثيرًا ما نسمعها في مجالس السوريين، و هي لا تخلو من العتب المرِّ على أشقائهم، و أصدقائهم، و حلفائهم، فلقد مضى على مأساتهم ( عام و نصف )، و مازالوا يأمِّلون خيرًا في المواقف التي ستهب مناصرة لهم في وجه أعتى نظام ( أمني، و عسكري ) شهدته المنطقة، و ما زالت الأسئلة حيرى في عقولهم:
هل هذا ما كنَّا نتوقعه منه؛ لقاء مطالبتنا بالإصلاح في أول أمر الثورة، و هل هذه حساسية الغرب و أمريكا من ظلم الحكام، و جبروتهم تجاه شعوبهم، و هل هذه نخوة العرب التي قرأنا عنها الكثير في كتب التاريخ؟ و هل ، و هل ، و هل؟
إنَّ هذه التساؤلات، و غيرها من علامات التعجب من المواقف التي رأيناها على مدى أيام عمر الثورة السورية، ينبغي لنا أن نكفَّ عنها، فمن لم تُحرِّكه مآسي سورية لن يوقظ ضميره أيُّ شيء بعدها، و من لم يسمع آهات الثكالى، و صرخات اليتامى، و توجعات المكلومين، و ندب الأمهات على أمواتها؛ فلن يسمع بعدها أبدًا. لقد بلغت صرخات السوريين عنان السماء في جمعة ( خذلنا العرب، و المسلمون)، و جمعة ( إذا خذلنا الحكام؛ فأين الشعوب؟ )، و لو أراد أهل الأرض أن يسمعوها لكان لهم ذلك؛ فَدَعوهُمْ و شأنَهم.
لذا فما عليكم أيها ( السوريون ) إلاَّ أن تعودوا إلى حاضنتكم الطبيعية، فتستنهضوا هِمَمَ شعبكم، و تفجروا طاقاته، و تستثمروا ما حققتموه من انتصارات على نظام ( البطش، و الاستبداد )، و من آزره، و تحالف معه، و هي كثيرة جدًّا، تفوق الحصر، و العدَّ، و أديروا ظهركم لمن خابت مساعيكم في توجيه اهتمامه نحو عدالة قضيتكم، فالمواقف الدولية ليست مجانية، بل تحكمها المصالح، ثم المصالح، ثم المصالح؛ فمن يبعك اليوم موقفًا يريد منك ثمنه غاليًا في قابل الأيام، و دونكم التاريخ القريب، و البعيد لتقرؤوا منه الشيء الكثير عن الأثمان التي دُفِعت للمواقف التي كانت من هذه الدولة، أو تلك تجاه الشعوب التي اُضطرَّت للقبول بها في لحظة ضعف، فهل يعجبكم أن ترهنوا قراركم في المستقبل لِمن لم يعرف في حياته إلاَّ البيع ( العاجل )، و بفائدة تربو ما على دُفِع أضعافًا كثيرة، هل يسركم أن يجلس من يمثل سورية (الشعب ) في أي مؤتمر تُدعون إليه؛ فيقال: هذا من جاء على ظهر دبابة، و من أُنزِلَ بمظلة فوق القصر الجمهوري في قاسيون، ألا تزال ذاكرتكم مشحونة بقصص من هذا؟
و قديمًا قالت العرب: ( ما حكَّ جلدَك مثلُ ظفرك؛ فتولَّ أنتَ جميعَ أمرك ).
و قالت جموع المتظاهرين: إذا ما جابها ربُّك؛ بلاها.
و نحن نقول: لا ترهنوا مستقبل أولادكم؛ برَشْفَة من كأس أعماركم.

 
مقالات الثورة/توجد صورة للكاتب
إلى شعبنا الصابر المحتسب .. إلى أبطالنا الشهداء والمعتقلين
الدكتور منير الغضبان
وتصغر كل بطولة أمام بطولة الشهداء وتصغر كل بطولة أمام بطولة المعتقلين
وتصغر كل بطولة أمام بطولة الثكالى والأرامل للشهداء والمعتقلين
عم نتحدث ؟ عن الشهداء , إنهم المصطفون الأخيار من الخلق الذين أحبهم الله تعالى
واتخذهم حواري وأصفياء الله . ومن أهم أسباب جهاد العدو حب الله تعالى لهؤلاء الشهداء.
((إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ))
فما بقاء الطواغيت والظلمة لحب الله تعالى لهم . إنما بقاؤهم لحب الله للشهداء ليختارهم من بين الناس.
(( وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ))
فبين المؤمنين راسبون وهم المنافقون . ومن غير المؤمنين . الكفار هم الراسبون جميعاً ((ويمحق الكافرين))
وهنيئاً لمن اتخذه الله شهيداً , وقد تجاوز شرخ الشباب والكهولة ودلف إلى الشيخوخة فلم يكن يدري أن الله يحبه . وادخر له هذا الحب بالشهادة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لشهيد المحراب عمر رضي
الله عنه حين يراه وقد لبس ثوباً جديدا
(لبست جديداً وعشت حميدا ومت شهيدا)
وكما كان يقول لعثمان : وقد تزلزل بهم أحد ( رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان ) (اثبت أحد ًفإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ))
وجاءته الشهادة وقد تجاوز الثمانين من العمر
وكما كان يقول لعلي رضي الله عنه (كما روى البغدادي ) (من أشقى الأولين ؟ قال عاقر الناقة. قال فمن
أشقى الآخرين ؟ قال الله ورسوله أعلم. قال : قاتَلك )
وقد تجاوز الستين من العمر
وفي ثورتنا العظيمة المباركة نشهد أمثال هؤلاء الذين تجاوزوا السبعين . ونالوا الشهادة إن شاء الله
فكم من الشيوخ والكهول وكبار السن لم يسلموا من رصاص هذا الطاغية المجرم
وعلى رأس من نعرف الأخ الفقيد الحبيب عبد الكريم عرنوس ( أبا عماد ) رحمه الله
الذي اغتالته يد الإجرام , وشبيحة النظام . وقد تجاوز السادسة والسبعين من العمر
فما أعظم شهداءنا طفولة ورجولة وكهولة وشيوخاً , ونسوة طاهرات عفيفات . اخترن الشهادة على الحياة

وماذا عن المعتقلين ؟
المعتقلون المعذبون قد يكونون أكرم عند الله من الشهداء ، وهم يعذبون ويهانون ويسحقون ، بل يتمنون الموت ويختارونه على الذل والمهانة , حتى تصبح الشهادة عندهم حلما اكبر من حلم الاعتقال
وحسب المنايا أن يكن أمانيا
وكما يقول الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد الثوار وشيخهم رضي الله عنه والذي رأى المذلة اكبر من الموت حين تمثل بقول الشاعر :
فإن مت لم أندم وان مت لم أُلم كفى بك موتا أن تذل وترغما
هذا النص هدية لكل شهداء العزة والكرامة في امتنا الإسلامية والعربية الذين يرفضون الظلم ويحاربونه بكل سلاح يملكونه
ان لهم في كل ساعة أجر شهيد ، ولهم في كل يوم عز فقيد ، انهم الصابرون المحتسبون الذين قالوا :
لا في وجه الطغيان
وماذا عن الثكلى وأرامل الشهداء والمعتقلين ؟
اللواتي يملكن قلوبا تتفتت وأكبادا تنزف نزيف مفقوديهم ، وهن الصابرات المحتسبات الضارعات إلى الله في جوف الليل وفي سهام السحر يدعون الله تعالى بقلوب ولهى أن يمحق الله الكافرين ويسحق الطغاة والجبابرة .
إنهن يرفضن أن يُرضعن المذلة لأبنائهن وأزواجهن وإخوانهن بل يتسابقن معهم على الشهادة والجهاد وينافسنهم على الصبر والجهاد والتضحية .
أما رأيتم تلك المرأة التي بقيت وحدها في جورة الشياح بحمص وبدل أن تندب وتنتحب وتصرخ عادت برشاشها تحمله وتطلق منه طلقات النار متحديةً جميع المجرمين .
وماذا عن المشوهين والمعوقين والمشوهات والمعوقات ؟
أتريدون يا أمم الأرض أن تعرفوا أبطالنا من أطفالنا العظام ؟
ذلك الطفل الذي فقد عينه وفقد ثلاثة من أعضائه شهدناه يقول ولما يناهز العاشرة من عمره الحمد لله الذي أبقالي عضوا لأشهد عليه مصرع بشار
وفقد عينا من عينيه فأتم كلامه :
وأبقى لي عينا أرى بها نصر أمتي على بشار مجرم العصر والدهر
هل نحن مع عروة بن الزبير رضي الله عنه . أم عندنا عروة جديد مهمته أصعب من مهمة عروة
وهي : إعادة بناء الأمة من جديد ؟
وحين نتحدّ ث عن المعوقين العظام في تاريخنا المعاصر إضافة إلى طفلنا السابق نقدم طفلنا الجديد
العظيم الخالد المراهق يعالج بدون تخدير ويصرخ
(في سبيل الله — في سبيل الله — في سبيل الله )
يستغفر الله وينادي في سبيل الله
ويعيد لنا قصة الغلام المؤمن الذي ضحى في سبيل الله بحياته
وصاح الناس : آمنا برب الغلام
نضيف إلى هؤلاء العظام من تاريخنا الماضي المجيد من فقعت عيونهم في الحرب وكانوا أجمل العرب
وكانوا قادة كبارا في الأمة نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر
1-أبو سفيان بن حرب شيخ قريش وسيدها والذي فقعت عينه في غزوة الطائف حيث كان جندياً في الجيش
الإسلامي في تحت قيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم
2-هاشم بن عتبة نائب قائد الجيش الإسلامي في القادسية ,في الحرب التي أنهت الوجود الفارسي من أرضنا
العربية حيث فقعت عينه يوم اليرموك وفي الحرب التي أنهت الوجود الروماني من أرضنا العربية
3-المغيرة بن شعبة ممن بايع الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بيعة الرضوان في الحديبية
والذي كان أميرا على الكوفة أيام عمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين فقعت عينه
يوم القادسية في حرب المسلمين مع الفرس
وبذلك ينطبق علينا قول الشاعر:
وخير الناس ذو حسب قديم — أضاف لمجده حسباً جديداً
وشر الناس ذو حسب قديم— إذا فاخرته ذكر الجدودا
إنها أمة تصاغ على يد الله تعالى وعينه
والله تعالى حاميهم وناصرهم
((بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ))
والحمد لله رب العالمين

 

 
مقالات الثورة/توجد صورة للكاتب
تركيا وسوريا..من “حافة الهاوية” إلى قعرها؟
عريب الرنتاوي
بسقوط طائرة “إف 4” التركية بنيران المضادات الأرضية السورية، تكون العلاقات التركية – السورية قد سقطت في قعر هاوية لا عودة منها ولا أمل في شفائها…بل أن الحادثة، بما تحمله من مؤشرات دالّة على مستوى التوتر الذي أصاب هذه العلاقات في السنة الأخيرة، تدفع على الاعتقاد، بأن “المواجهة المسلحة” حاصلة لا محالة، وأن المسألة مسألة وقت لا أكثر ولا أقل…فالحادث وإن بدا “صغيراً” في حجمه إلا أنه كان كبيراً بتداعياته، بالنظر إلى عمق الأزمة ودرجة الاستنفار المتبادل في العلاقات ما بين البلدين.

أنقرة قطّعت جميع حبالها مع دمشق، وهي تجهر صبح مساء بعدائها للنظام ورغبتها في الخلاص منه، لتتحول حادثة بحجم اختراق المجال الجوي السوري إلى عمل عدواني، مع أن المجالين الجوي والبحري السوريين، لطالما أخترقا بطائرات وسفن معادية، لم تكن في طلعات عادية (أو غير مسلحة) كما تقول الرواية التركية، بل كانت مدججة بالصواريخ ومحمّلة ببنك أهداف اشتمل على منشأة نووية في أقصى الشمال ومعسكرات فلسطينية على مقربة من قلب العاصمة، ناهيك عن التحليق الاستفزازي فوق القصر الرئاسي في اللاذقية وإغتيال العميد محمد سليمان من البحر، وهو جالس على شرفة منزله الساحلي…من دون أن نسمع في حينه عن “مضادات أرضية” وأنظمة دفاع جوي وصواريخ أرض بحر، ولو لم تكشف أطرافٌ ثالثة عن هذه الضربات العسكرية الإسرائيلية في العمق السوري، لما سمعنا بها أصلاً.

إن ذلك لا يقلل بالطبع، من خطورة الخرق الجوي التركي المُتعمّد للأجواء السورية، وهو أمر أكده الرئيس عبد الله غول قبل أن ينفيه وزير خارجيته الذي لم تفلح نظريته حول “العمق الاستراتيجي” ومبادرة “دول جوار العراق” في تبديد شغفه ب”الناتو”، إذ كلما “دق الكوز في الجرة” يرفع عقيرته بالتهديد العسكري، مستنداً إلى جدار أطلسي كنّا نظن، أن تركيا لن تلوح به يوماً في مواجهة قضايا المشرق وأزمات المنطقة، سيما بعد الموقف التركي المشرف من الحرب على العراق 2003…لكن الأمور تغيرت على ما يبدو، بل وتغيرت كثيراً.

على أية حال، لم تكن الطائرة الحربية التركية في رحلة استجمام والتقاط صور سياحية للساحل السوري الجميل…الأرجح أنها كانت في واحدة من مهمتين أو كلتاهما معاً: إستخبارية، لجمع المزيد من المعلومات والصور عن اماكن انتشار وتموضع الجيش السوري واسلحته الصاروخية ودفاعاته الجوية…والثانية، مهمة استفزازية لاختبار منظومة المقاومات الأرضية السورية، ودائما في سياق التحضير للسيناريو الأسوأ: سيناريو التدخل العسكري التركي في الأزمة السورية، الذي ينتظر الغطاء والتوقيت المناسبين لا أكثر ولا أقل.

ومن الجائز الافتراض أن أنقرة التي انتظرت التوقيت والغطاء مطوّلاً، ولم يتوفرا بعد، عمدت إلى إفتعال هذه الحادثة لتسريعهما معاً: توفير المبرر الكافي للتدخل واستعجال التوقيت، وفي بلد كتركيا، فإن الذهاب إلى حرب مع “الجارة الجنوبية” بحاجة لتهئية الرأي العام وتحضيره، ولقد رأينا في الأداء الإعلامي والدعائي لقادة تركيا، ما يشي بأن “القوم” بدأوا قولاً وفعلاً في قرع طبول الحرب وتهيئة الرأي العام التركي لها، من خلال مخاطبة نزعته القومية الأصيلة والقوية، واستنهاض حسه الرافض للمهانة والاستخفاق السوريين، ألم يقولوا بأن “هيبة تركيا في الميزان” وأن الرصاص السوري الذي أطلق على الطائرة الحربية كان يستهدف “كرامة تركيا ودورها الإقليمي”…مع أن هذا الكلام، لم يقل بهذه الحدة، وعلى هذه الدرجة من الوضوح وبهذا القدر من التجييش ضد أحد، حتى حين فعلت إسرائيل ما فعلت في “أسطول الحرية”.

والخشية الحقيقية، أن تركيا تجد في العالم العربي من يشجعها على ارتكاب الحماقات ويحثها عليها….ألم يعرض رؤساء إحدى صحف المهجر النفطية، لائحة خيارات أمام أردوغان تبدأ بالمشاغلة الحربية على امتداد أزيد من 800 كليومتر من الحدود المشتركة، ولا تنتهي بسحق الجيش السوري وإغراق الشام في الظلام، إلى غير ما في “قائمة الطعام المسموم” التي يقترحها صاحبنا من خيارات وبدائل سوداوية وكارثية، تليق بأحقاده الجاهلية لا أكثر ولا أقل.

أنقرة بإرسالها الطائرة عامدة متعمدة إلى الأجواء السورية رفعت مستوى المواجهة مع سوريا، وسوريا بإسقاطها الطائرة التي تعرف هويتها (قد لا تعرف مهمتها أو تسليحها)، ردت على التحية التركية بمثلها، وربما ب”أشد” منها…لنصل إلى وضعية “حافة الهاوية” بين البلدين…والأرجح أن الأيام المقبلة، سوف تشهد “تحرشات” تركية جديدة بالأجواء والمياه الإقليمية السورية، لننتهي إلى ضربة تركية “موقعية” مضادة، تعيد لأنقرة ما تعتقد أنه “كرامة مهدورة”…لقد تحدث السيد أردوغان عن تغيير في قواعد الاشتباك مع سوريا، والأرجح أننا ذاهبون إلى “مناوشات” تركية – سورية، تبدو تركيا بحاجة لها أكثر من سوريا وذلك لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد: (1) استعادة ما تسميه أنقرة هيبة الدولة الإقليمية…(2) التعرض لتجمعات وقواعد حزب العمال الكردستاني الذي استعاد نفوذه في مناطق شمال شرق سوريا…(3) إعطاء زخم إضافي للمعارضة السورية المسلحة التي تحتضنها تركيا وتوفر لها الدعم والإسناد، استعجالا في ترحيل النظام الذي ظل عصيّا على السقوط برغم مرور 15 شهراً على الثورة السورية.

على أن الحرب الشاملة بين البلدين، بما هي تدخل عسكري شامل من الجانب التركي حصراً، ليس متوقعة في المدى المباشر، سيما وأن البيئة الدولية والإقليمية الحاضنة لهذه الحرب والمحرضة عليها، لم تتهيأ بعد…لكن الخوف يكمن في رغبة بعض الأطراف العربية والدولية، الزج بتركيا في “مهمة حربية في سوريا، نيابة عن هذه الأطراف، واستعجالاً للحظة الحسم والخلاص من النظام في دمشق، فهل تنجرف أنقرة سريعاً على هذا الطريق؟…أم أنه ما زال في الوقت متسع لإعمال صوت العقل والحكمة في مؤسسات صنع القرار الأمني والعسكري والسياسي في أنقرة ؟.
أخبار الثورة
مقاطع فيديو
كتيبتا شهداء وثوار بابا عمرو تقومان بأسر عميد في الجيش

النظام السوري الفاسد – وقف على حيلك

مسرحية تحت الحزام 21 | العميد وسيادة المجند 2

 

مقالات الثورة/توجد صورة للكاتب
ألمانيا/ موسكو تتحمل مسئولية حرب جديدة بالشرق الأوسط
هيثم عياش ــ برلين /‏27‏/06‏/12
تعتبر اسقاط جيش النظام السوري طائرة مقاتلة تركية في المياه الدولية للبحر الابيض المتوسط بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في العلاقات التركية السورية ، فتركيا كانت بعد السعودية في مقدمة بعض دول العالم التي انتقدت النظام السوري لشنه الحرب ضد شعبه وفتحت تركيا ابوابها للسوريين باللجوء الى اراضيها هربا من بطش اسد ونظامه بعد أن اصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود / حفظه الله / قرارا بعدم ابعاد اي سوري عن المملكة اذا ما انتهت مدة اقامته  وغير ذلك . الا ان طلب انقرة من حلف شمال الاطلسي / الناتو / مناقشة اعتداء سوريا على تركيا الذي تم يوم أمس الثلاثاء 26 حزيران/ يونيو الحالي  وتضامن الحلف مع انقرة والخطاب التحذيري الذي ألقاه رئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوجان  أمام اعضاء برلمان بلاده يعتبر منعطفا خطيرا لتلك العلاقات ونذير حرب جديدة تقع بمنطقة الشرق الاوسط دفاعا عن كرامة تركيا ودفاعا عن الشعب السوري وذلك على حد رأي وزيرة الدولة السابقة في وزارة الخارجية الالمانية كرستين مولر .
الا أن وزير الدولة السابق في زارة الخارجية الالمانية وزعيم شئون السياسة الخارجية لكتلة الديموقراطيين الاشتراكيين خبير شئون / الناتو / وروسيا جيرنوت ايرلر أكد مسئولية روسيا تجاه اي حرب تقع بين البلدين المذكورين وان نزع فتيل الحرب وخفت حدة جرسه يكمن في موسكو مشيرا ان الاعتداء السوري لم يكن ليقع لولا دعم موسكو لنظام دمشق وبالتالي فان الاعتداء لم يكن الاول فقد وقع حادث اطلاق نار من قبل الجيش السوري على لاجئين سوريين ارادوا الوصول الى مناطق اللاجئين السوريين على الحدود بين البلدين وبالتالي لن يكون الاخير اذا ما استمرت موسكو بدعم بشار اسد لإغاظة الغرب والتحرش به اذا ما قام بمد العون العسكري لانقرة . وعزا ايرلر اسبابا رئيسية دعم موسكو لنظام دمشق منها استياء موسكو من نشر حلف شمال الاطلسي  / النانو / صورايخ دفاعية جديدة في اوروبا وبالتحد في المناطق المواجهة لروسيا على بحر البلطيق ومحاولة موسكو من عودتها الى المسرح الدولي بقوة من جديد واثبات هيبتها عليه والشعب السوري ضحية هذه السياسة .
ورأى ايرلر من خلال مقابلة صحافية مع / المحرر / انه اذا ما أرادت الدول العربية وخاصة منطقة الخليج العربي انهاء الوضع المأساوي للشعب السوري دبلوماسيا فعليها قطع علاقاتها مع موسكو مثل ما فعلته السعودية ودول اخرى في العالم قطع علاقاتها مع العاصمة الروسية اثر احتلالها لافغانستان حتى تعرف موسكو ان استمرار دعمها لاسد وحاشيته استمرار لقتل الشعب السوري وقطع العلاقات الاسلامية مع موسكو دليل واضح لاستياء العالم الاسلامي من هذا الدعم .
واعتبر قائد الجيش الالماني السابق هارالد كويات الذي يشغل حاليا عضوية هيئة رئاسة الخطط العسكرية لحلف شمال الاطلسي / الناتو / اجتماع الحلف يوم أمس الثلاثاء 26 الشهر الجاري لطلب انقرة اجتماعا تشاوريا وتدخل / الناتو / عسكريا لحماية تركيا لن يتم على مدى الساعات والايام القليلة المقبلة اذ ان / الناتو / سيرسل خبراء له الى انقرة للتحري عن تلك الطائرة التي اسقطها جيش النظام السوري ومصداقية النظام السوري الذي اشار بانها دخلت مجاله الجوي وتأكيد الحكومة لتركية بخلو الطائرة من اسلحة ودخولها المجال الجوي السوري عن طريق الخطأ مستبعدا في الوقت نفسه ان تكون الطائرة المنكوبة  طائرة تجسس حسب ما اعلنه النظام السوري مؤكدا ان محادثات خلال الساعات القليلة المقبلة ستتم بين / الناتو / وقادة الجيش التركي لاتخاذ خططا عسكرية ضد اي اعتداء جديد من قبل النظام السوري على تركيا على حسب أقوالهم .

 
حقوق الإنسان

مؤذن جامع الرحمن بالهامة
فيصل الظفيري/تنسيقية دمشق الكبرى
مع كل يوم يظهر أمر مروع جديد تكاد عقولنا لا تستوعبه .. بل تعجز عن استيعابه .. رحماااااااااااااااك يارب
البارحة بالهامة… يبتدأ مؤذن جامع الرحمن بالهامة الشيخ عثمان العمر ذو الثانية والسبعين برفع آذان الفجر..الله اكبر الله اكبر… يدخل الشبيحة .. شو عم تاكل*** ولك عرعور .. حطللو هالميكروفون بتمو .. وليش الميكروفون .. الصباط احسن… يجتمع عليه ثمانية من الخنازير الشبيحة .. يمسكه احدهم من لحيته الطويلة ويجره منها.. يضربه الآخر بكعب البارودة.. ينفجر الدم من راسه وفمه.. يبصق الاخر بوجهه.. يحاول آخر ان يعبث به بالهراوة التي يحملها.. يصيح الشيخ .. يتألم بصوت عال … يصيح احدهم .. قعدوا لهل العرعور عالعصاية بلكي ينبسط .. يصيح الشيخ يستغيث .. لك منشان الله انا متل … متل شو ولا عرعور.. انت **** وانا بدي **** لبنتك .. وانت ماعندك غير رب واحد حافظ اسد ومن بعدو بشار … يخرج احدهم سكينا يقتلع العين اليسرى … يصيح الشيخ دخيل الله.. حرام عليكو… اي الله تبعنا ولا تبعكو .. يقتلع العين الثانية .. يصرخ الشيخ صرخة تهز اركان المسجد … خدوه كبوه برا يصيح خنزيرهم الاكبر .. يحمله اثنان منهم.. يرموه بالشارع … يبدأ الشيخ بالزحف ولا يعرف الى اين .. بعد اربع ساعات يجده بعض الشباب.. تاتي سيارة الهلال امرأة حرة وشابين يحملون الشيخ .. يعترضهم الحاجز باسفل جبل الورود عند مطعم البيت بيتك ..شو شايلين .. لك هاد العرعور .. لسهما مات هالم*** … تصرخ البنت من الهلال خللونا نوصلو المستشفى قبل مايموت.. يصرخ خنزير موتة الكلب .. يعلو صوت المسعفة يلطمها احدهم على وجهها .. اخرسي يا **** .. يتدخل احدهم لوين بدكو تاخدو لها العرعور.. يرد احد المسفين عالمواساة .. لا ماحزرت .. بسام تعا طلاع معن عالمشفى العسكري ..(601) .. تتحرك السيارة الى المشفى يستلمه قسم الطوارئ..ولا نعلم البقية ..
روى لي الفصل الاول من المأساة شاهد عيان كان مختبأ بالجامع ..

 
حقوق الإنسان

تصفية السجناء السوريين في المستشفيات العسكرية
الجزيرة نت/ 27/6/2012
في أول مقابلة إعلامية له منذ هجره منصبه كرئيس لوحدة العناية المركزة بمستشفى حلب العسكري قدم الطبيب أحمد تقريرا كشاهد عيان على عنابر سرية قال إن المرضى كانوا يُعذبون فيها أو يرسلون إلى حتفهم.
وقال الطبيب -الذي عرف نفسه باسم أحمد فقط لأسباب أمنية- إن “المرضى المهمين المعتقلين، أولئك الذين كان لديهم معلومات أكثر ليكشفوها، كان لا بد من مداواتهم. وأولئك الذين كانوا عديمي الفائدة للجهات الأمنية كانوا يرسلون إلى عنبر سري سميناه “الغرفة المظلمة” حيث كانوا يعذبون هناك أو يُصفون جسديا أو يُتركون ليموتوا”.
وقالت صحيفة ديلي تلغراف -التي أجرت المقابلة مع الطبيب أحمد- إنه كان يعمل في المستشفيات العسكرية في حلب ودرعا وضواحي دمشق والتي كان في كل مستشفى منها مثل هذه العنابر.
وأشارت الصحيفة إلى أن المرضى كانوا يُحتجزون في حالات رهيبة وأيديهم وأرجهلم مقيدة بالأغلال في الأسرة وأعينهم معصوبة في عنابر خالية من النوافذ والتي غالبا ما تكون في الأقبية.
وكان هؤلاء المرضى يُحرمون من المضادات الحيوية ومسكنات الآلام وغالبا ما كانوا يُتركون مضطجعين في برازهم وكثير منهم كان يُستهزأ بهم ويُتركون بجروحهم الملتهبة.
وقال الطبيب “كانوا يُتركون ليموتوا ببطء أو يُقتلون فورا بحقنة كالسيوم التي تجعل نبض القلب يتباطأ حتى يصاب الجسم بتشنجات”.
وأضاف “في حلب كنت أعالج مريضا ضُرب بقضيب حديدي وتعرفت على العلامات على جسمه. فقد كُسر له 12 ضلعا وكتفه ورجلاه. وأتى لي وقتها القائد العسكري وقال لي: لماذا لم تقتل هذا المريض حتى الآن؟
وذكرت الصحيفة أن العنبر في مستشفى حلب العسكري، مبنى محاط بالأشجار في وسط المجمع، كان محظورا على معظم العاملين وكان الأطباء يحتاجون إلى إذن خاص من رئيس المستشفى أو الشرطة العسكرية بالمدينة.
وقال الطبيب أحمد إنه حصل على تصريح لدخول الغرفة للمرة الأولى في فبراير/شباط هذا العام عندما طُلب منه أن يكون طرفا في عملية تستر لطمس المعالم في مواجهة زيارة لمراقبي الجامعة العربية.
وبصفته رجلا عسكريا رفيع الرتبة وطبيب التخدير الوحيد في المستشفى قال أحمد إن رؤساءه أمروه بتخدير كل المرضى السجناء بالمستشفى للدرجة التي يغيبون فيها عن الوعي كي لا يدلوا بشهادتهم للمراقبين.
وقال أحمد “لقد دعاني قائد المستشفى إلى مكتبه حيث جلست مع لواءين. وقالوا إني كنت وفيا وجديرا بالثقة وينبغي أن أساعد في مكافحة هذه الهجمات. وقالوا لي هذا دورك الآن يا دكتور”.
ولأنه كان يعرف أن رفضه إنما يعني سجنه ولخوفه من الانتقام من أسرته وافق أحمد على ما قيل له.
وقال أحمد “من بين مائتي مريض كان هناك 27 مريضا معتقلا موزعين على المستشفى و25 كانوا في الغرفة المظلمة. وقد حقنت 52 شخصا بالكتامين (مخدر عام سريع التأثير) كي يفقدوا وعيهم. وجاء ثلاثة مراقبين من الجامعة العربية مع أربعين رجلا من الأمن السوري. واصطنع الحراس حالة من الفوضى كي لا تُجرى مقابلة مع أي أحد ولم يُسمح بالتقاط أي صور. وأتذكر أني كتبت في ذاك اليوم أخبر زوجتي بأني كنت في حالة ذهول مما اضطررت لفعله. وقلت لها إني خدرت 52 شخصا”.
وفي حادثة سابقة تذكر الطبيب أحمد أنه كان يزور عنبرا مشابها في مستشفى عسكري بمدينة درعا حيث قال إنه شاهد قوات الأمن يضربون المرضى المصابين.
وقال “كان هناك أربعون رجلا مصابا اعتقلوا في مظاهرات عامة ورأيت ضابطا يضرب رجلا كان مكبلا في سريره ثم أُطلق عليه النار وتحولت الأرض إلى بركة من الدم”.
وقال الطبيب أحمد إن الأمر كان من الخطورة لدرجة لا يستطيع معها الأطباء التدخل: “وإذا بدا على أي طبيب أي انزعاج كان يُرسل فورا إلى مركز الحجز العسكري في دمشق. ويوجد الآن الكثير من الأطباء العسكريين مسجونين هناك”.
المصدر: ديلي تلغراف

 
أخبار الثورة
أنان يعلن اجتماعا حول سوريا السبت
الجزيرة نت/ 27/6/2012
أكد المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن الأزمة السورية كوفي أنان الأربعاء أنه دعا إلى عقد اجتماع على مستوى الوزراء بشأن سوريا في جنيف يوم السبت بهدف السعي لإنهاء العنف والاتفاق على مبادئ “انتقال سياسي بقيادة سورية”.
وأضاف في بيان أنه دعا وزراء خارجية القوى الخمس الكبرى وهي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى تركيا والاتحاد الأوروبي والعراق والكويت وقطر، ولكنه لم يشر إلى إيران، التي رفضت الولايات المتحدة السماح بدعوتها إلى الاجتماع.
وقال أنان في جنيف إن الاجتماع يهدف إلى تأمين تطبيق كامل لخطة السلام والاتفاق على مبادئ الانتقال السياسي في سوريا.
وأضاف “أتطلع إلى اجتماع مثمر مطلع الأسبوع نتفق فيه جميعا على خطوات واضحة لإنهاء دائرة العنف الدائر في سوريا وتحقيق السلام والاستقرار للشعب السوري”.
ومن جانبها أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن أملها في أن يكون اجتماع جينيف نقطة تحول للثورة السورية، وقالت في زيارة لفنلندا إن واشنطن تؤيد تماما خريطة طريق لتحول سياسي في سوريا كان أنان قد أطلع القوى الكبرى عليها.
وأعلنت كلينتون عن استعدادها للمشاركة في اجتماع جنيف، بعد أن كانت مشاركتها مرهونة بالاتفاق المسبق على مرحلة انتقالية بسوريا تتضمن رحيل رئيس النظام.
وأشارت كلينتون إلى أن إعداد أنان لخطة جديدة للتحول السياسي في سوريا سيزيد الضغط على الرئيس بشار الأسد، موضحة “إذا تمكن كوفي أنان من إعداد خريطة  طريق للتحول السياسي، وهو ما أعلن عزمه عليه وتؤيده فيه دول مثل روسيا والصين فسيوجه ذلك رسالة مختلفة للغاية”.
وفي باريس التزم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الصمت حيال حضوره المؤتمر أو عدمه، ولكنه قال في لقاء حول الربيع العربي إن “المحادثات بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن مستمرة، وربما تستمر يوم السبت في جنيف كي تساهم في تطبيق فعلي لخطة أنان، وهو ما يعني تحركا صارما، قد يكون عبر الفصل السابع” من ميثاق الأمم المتحدة.
خلافات دولية
ويأتي إعلان أنان عن توقيت الاجتماع والدول المشاركة فيه بعد شكوك في إمكان عقده بسبب خلافات بين روسيا التي أعلنت أنها ستحضره والولايات المتحدة التي ربطت مشاركتها بالاتفاق المسبق على مرحلة انتقالية بسوريا تتضمن رحيل رئيس النظام، فضلا عن خلاف بشأن مشاركة إيران.
فقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه سيحضر الاجتماع المقرر عقده السبت المقبل في جنيف، لكن المسؤولين الروس أكدوا ضرورة إشراك إيران في المحادثات، وهو الأمر الذي يؤيده أنان، ويبدو أن الولايات المتحدة تعترض عليه.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء إنه يجب إشراك أكبر عدد ممكن من جيران سوريا، بما فيهم إيران، في تسوية الصراع الدائر في سوريا.
وأوضح الرئيس الروسي أن كل جارة من جارات سوريا تتمتع ببعض التأثير على القوى داخل البلاد، محذرا من أن “تجاهل هذه الإمكانات سيأتي بنتائج عكسية وسيعقد العملية”.
أما المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين فقال للصحفيين قبيل اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا “نعلق أهمية كبيرة على هذا الاجتماع”.
لكن مسؤولين كبارا في وزارة الخارجية الأميركية ذكروا أن وزيرة الخارجية الأميركية لن تشارك في الاجتماع ما لم تتفق جميع الأطراف على ضرورة إقامة مرحلة انتقالية سياسية في سوريا.
وقال مسؤولون أميركيون يصحبون كلينتون -التي توجهت إلى فنلندا يوم الثلاثاء في بداية جولة في ثلاث دول ستلتقي خلالها مع لافروف في سان بطرسبرغ يوم الجمعة- إنه لم يتخذ قرار بعد بشأن حضورها، حسب رويترز.
اتصال وضغط
وفشلت حتى الآن محاولات أنان لحمل المعارضة السورية وحكومة الأسد على بدء حوار يستهدف إنهاء الصراع الذي مضى عليه 16 شهرا، ويقول أنان إن “مجموعة اتصال” من الدول الأعضاء الدائمة العضوية بمجلس الأمن والقوى الإقليمية يمكن أن تضغط على الحكومة السورية والمعارضة لبدء مفاوضات سياسية.
وفي هذا السياق أطلع ناصر القدوة نائب أنان مجلس الأمن المكون من 15 عضوا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة على محاولات الوسيط الدولي لمنع الانهيار التام لخطته للسلام المكونة من ست نقاط.
وذكر دبلوماسي داخل المجلس أن القدوة قال “إنه من الضروري أن توافق الدول صاحبة النفوذ على مبادئ ومعايير لدعم انتقال سياسي بقيادة سوريا”.
وقال القدوة إنه يلزم قبل المضي قدما في الاجتماع المقرر في جنيف “الاتفاق على المبادئ ونطاق المشاركة” وهو ما قد يكون إشارة إلى احتمال مشاركة إيران.

 

أخبار الثورة
السلام الإقليمي يمنع التدخل بسوريا
الجزيرة نت/ 27/6/2012
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن إسقاط الدفاعات السورية للمقاتلة التركية، أريد منه إرسال رسالة تحذيرية بأن سوريا تمتلك منظومات ردّ فعّالة في حالة تعرضها لحملة عسكرية مشابهة لتلك التي شنت على العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين لم تسمهم، أن سوريا قامت بتوسيع وتطوير منظومات دفاعها الجوي بعد قيام إسرائيل بقصف موقع في شمال شرق سوريا عام 2007 قيل إنه مفاعل نووي كان قيد الإنشاء.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أميركيين في مناسبات سابقة، إن الدفاعات السورية أقوى إذا ما قورنت بتلك التي واجهتها طائرات حلف الناتو التي شاركت في الحملة العسكرية على ليبيا، وقد تتفوق حتى على الدفاعات الإيرانية.
ولكن الصحيفة عادت لتقول إن الدفاعات الجوية السورية، ليست السبب الوحيد الذي يؤخر اتخاذ قرار دولي بالتدخل في سوريا لإنهاء القمع الدموي الذي تمارسه قوات الرئيس بشار الأسد ضد المحتجين السوريين.
وطبقا لمحللين عسكريين ومسؤولين أميركيين فإن شنّ حملة عسكرية على سوريا سيتطلب جهدا عسكريا أميركيا مستمرا، وسوف يتسبب في سقوط مدنيين.
من جهة أخرى، يجادل المترددون في التدخل العسكري في سوريا بأن الدول الغربية ستقحم نفسها في أتون حرب أهلية طائفية مستعرة، وسيؤدي ذلك إلى انتشارها واتساع نطاقها ليشمل المنطقة برمتها.
أميركيا، تقول الصحيفة إن الجيش الأميركي ما زال يتعافى من تجربة حرب احتلال العراق الطويلة والمميتة، ولا يزال يقاتل في أفغانستان، لذلك فدوائر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مترددة في إقحام الجيش الأميركي في قضية لا تحمل تهديدا مباشرا للمصالح أو الأمن القومي الأميركي.
ويقول الفريق الأميركي المتقاعد ديفد ديبتولا الذي أشرف على استخبارات القوات الجوية الأميركية “نستطيع التعامل مع الدفاعات الجوية المتنوعة. إنها تشكل تحد أكبر بكثير من تلك التي كانت في ليبيا. السوريون يمتلكون صواريخ أرض جو متطورة، ولكن قبل أن نناقش كيف نقاتل، علينا أن نسأل أنفسنا، لماذا نقاتل؟”.
وكانت سوريا قد أنفقت عقب غارة عام 2007 مليارات الدولارات على تطوير دفاعاتها الجوية التي تعود إلى عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. ومن بين ما اشترته منظومات أس أي-22، التي يشك المحللون في أنها استخدمت لإسقاط المقاتلة التركية.
ويجمع الكثير من المحللين الإستراتيجيين على أن الدفاعات الجوية السورية تشبه تلك التي تمتلكها إيران من حيث التقنيات، ولكن السورية تمتاز بأنها تنتشر على رقعة أصغر من إيران الأمر الذي يطيعها تفوقا نسبيا.
ويقول جيفري وايت زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى “إيران مساحتها شاسعة، الأمر الذي تنتج عنه فجوات لا تغطيها الدفاعات الجوية، ويمكن أن تصلح مجالا للمناورة أما في سوريا فالدفاعات مكثفة أكثر”.
من جهة أخرى، قالت الصحيفة إنه رغم أن الدفاعات السورية تبدو متماسكة بشكل نظري، فإن هناك شكوكا حول امتلاك سوريا للطواقم المناسبة لتشغيل وصيانة تلك الأنظمة.
وقالت الصحيفة إن الناتو والقوات الأميركية تمتلك تقنيات تشويش متقدمة لم تكن تشغلها الطائرة التركية (تركيا عضو في الناتو) عندما أسقطتها الدفاعات السورية.
وأشارت الصحيفة إلى وجود أسئلة تبحث عن إجابات في قضية إسقاط الطائرة التركية المقاتلة، ونسبت إلى مسؤول عسكري أميركي قوله إنه من غير الواضح بعد، ما نوع المهمة التي كانت المقاتلة التركية تقوم بها، وما الذي استدعى ذلك الرد السوري.
أخبار الثورة
النظام اليائس يحول وسائل الاعلام إلى أدوات ” حرب ” على الشعب السوري
بعد أن أعلن بشار الأسد بصراحة لا لبس فيها أنه في حرب مع الشعب السوري، تعرضت إحدى أدوات هذه الحرب قناة الإخبارية السورية لهجوم أسفر عن مقتل عدة صحفيين عاملين فيها. إننا إذ نأسف لوقوع ضحايا بين الصحفيين ، ونتمسك دون مواربة بمبدأ تجنيب وسائل الإعلام كل أشكال العنف والتهديد خارج نطاق القانون ، نحمل النظام القاتل مسؤولية هذه الحادثة بغض النظر عمن نفذها ، ودوافعه . فالإعلام الأسدي بات يشكل خطراً على وحدة الشعب السوري ، وكان ولا زال أداة قمع وإنتهاك لحقوقه وقيمه ومصالحه . إنه يمارس وبشكل منهجي التضليل المخزي والتحريض الرخيص وتأليه الحاكم وتدجين المتلقي والهبوط بمستوى مخاطبته إلى ما دون المستوي اللائق بالإنسان العاقل، ولا يتمتع بأي قدر من حرية التعبير والإعلام . إننا نحذر العاملين في وسائل إعلام النظام من أن التحريض على القتل وتبرير جرائم الإبادة ، جريمة يعاقب عليها القانون السوري والقوانين الدولية ، لا تسقط بداعي الإضطرار وتنفيذ الأوامر .لقد قام العاملون في وسائل الإعلام الأسدي في حالات كثيرة ومثبته، بالتحريض على القتل ، وبرروا قصف المشافي والمدارس والبيوت ودور العبادة
المجلس الوطني السوري
٢٧ حزيران يونيو ٢٠١٢

 

 

مرآة أو صدى كرد سورية/ ليس في الصفحة الرئيسية
إبراهيم مصطفى ( كابان ) لناسنامامه كوم ..

الشباب عازمون لعقد مؤتمر واسع لهم من أجل وحدة حراكهم ونضالهم في مواجهة الاستبداد..ولن يثنيهم أية محاولة من قبل بعض الاطراف الحزبية الكوردية في إجهاض مؤتمرهم..
أكد الكاتب والسياسي الكوردي إبراهيم مصطفى ( كابان ) لناسنامامه كوم : إن المؤتمر الشبابي الكوردي الذي أعلن عنه في العاشر من الشهر الجاري من قبل اللجنة التحضيرية في قامشلو بدأت اليوم الاربعاء بإجتماعات تفصيلية لإنهاء جميع الترتيبات المطلوبة لعقد المؤتمر .
وأكد الاستاذ كابان وهو الناطق الرسمي بإسم تجمع شباب الكورد – سوريا حيث تجمعهم إحدى أكبر تجمع شبابي كوردي تأسس مع بداية الثورة السورية وطرف في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشبابي الكوردي في غربي كوردستان وسوريا : إن هناك محاولات حثيثة من قبل بعض الاطراف داخل المجلس الوطني الكوردي ومعها بعض التنسيقيات التابعة لها والتي ليس لها مؤيدين وحضور سوى في بعض الاحياء داخل قامشلو تحاول التشويش وعقد اجتماعات جانبية ومحاولة إجهاض المؤتمر الشبابي من خلال العمل على عقد مؤتمر مضاد لمؤتمر الشباب الكوردي في غربي كوردستان وسوريا .
وأكد : إنه من الغرابة أن تبدأ هذه التنسيقيات الصغيرة بالحديث عن مؤتمر في ظل انطلاقة أعمال اللجنة التحضيرية للمؤتمر .هذا وإنه أكد على ضرورة تضافر الجهود من أجل توحيد الصف الكوردي في مواجهة المحاولات التقسيمية بين الشباب من قبل الاحزاب .
وأضاف : إن اللجنة التحضيرية للمؤتمر هي اللجنة المخولة للنطق بإسم المؤتمر وتحديد موعد المؤتمر وإن تصريحاته هذه نابعة من موقف التجمع الذي يرى إن صفوف الشباب لا يمكن أختراقه من قبل احزاب كلاسيكية لا تصلح برامجها وآلياتها لهذا العصر وإن الشباب أختاروا طريقة نضالهم وآلياتهم وحراكهم ولن يوقفهم أي شي .
كما أكد : إن حركة المجتمع الديمقراطي TEV DEM كان من الأوائل الذين دعموا المؤتمر ، وإن الشباب الكورد ينتظرون موقف المجلس الوطني الكوردي والاطراف الحزبية الاخرى كي تكون سند وداعماً للحراك الشبابي وتصوارتهم ونضالهم .
وتأتي تصريحات الاستاذ كابان بعد اجتماع للتنسيقيات المنضوية تحت مظلة المجلس الوطني الكوردي في مدينة قامشلو قبيل يومين ومحاولة من تلك التنسيقيات المدعومة من بعض الاطراف الحزبية داخل المجلس وبتصرف ليس لجميع أطراف المجلس به علاقة كما أكدها بعض المصادر وإنما محاولة من بعض الاطراف للتشويش على مؤتمر الشباب المزمع انعقاده قريباً ويشارك فيها جميع التجمعات الحركات والمنظومات والائتلافات الشبابية وفي مقدمتهم ائتلاف افاهي للثورة السورية ومنظومة شبيبة غربي كوردستان وحركة شباب الكورد وتجمع شباب الكورد – سوريا والاحرار .. ويتم خلال الايام الجارية تحديد نسب المشاركة للنساء والمستقلين ودعوة الجميع دون استثناء وفي مقدمتهم الاحزاب الكوردية .
غربي كوردستان / ناسنامامه كوم
http://www.nasnamame.com
info@nasnamame.com

 
أخبار الثورة
التقرير اليومي الكامل | الاربعاء 27 حزيران 2012
الهيئة العامة للثورة السورية | مجلس قيادة الثورة في حماة
|| الاحصاءات ||
—————–
عدد الشهداء : 2
عدد الاعتقالات  : 235
عدد المظاهرات : 17
عدد المظاهرات التي تم إطلاق النار عليها : 8
عدد حالات إطلاق النار : 33
عدد الأماكن التي قصفت : 15
عدد المرات التي شوهد فيها معدات جيش ثقيلة : 8
عدد الانشقاقات : 0

|| الشهداء ||
● الشهيدة السيدة خديجة محمد عيد حاج عبد الله 21 عام / حماة – الحواش /  برصاص قناص

● الشهيد صطام  يونس يونس / حماة – قسطون /  برصاص الامن

|| الأوضاع الميدانية للمدينة والريف ||
¤ مدينة حماة :
شهد الوضع في مدينة حماه بعض التوتر .. فقد قام عناصر من الأمن بالتجول في المنطقة الصناعية وتخوف التجار من مداهمات واعتقالات في المنطقة … كما قام جيش الأسد بحملة تفتيش للمحال التجارية  في ساحة العاصي وضرب البطاقات الشخصية على الفيش بالمركز الثقافي … ,  كما تم تطويق بساتين باب النهر من ثلاث محاور وانتشرو بالمنطقة ثم انسحبو
كما دخل رتل كبير من الشبيحة والدبابات ومعهم المخبر ” طلال دقاق ” إلى حماه من طريق سلمية وتوقفو بالقرب من دوار السجن … وفي حي القصوراقتحمت عدد من الدبابات الحي خلف مسجد عبد الرحمن بن عوف ومدرعات ( بي ام بي ) ويرافقها سيارات الدفع الرباعي وسيارات مصفحة ملئية بعناصر الأمن والشبيحة , وتمت مداهمة عدد من الأبينة والمنازل منها البناء المقابل لصيدلية اليونس خلف مسجد عبد الرحمن بن عوف مباشرة  , وكذلك انتشار أمني حول  روضة القصور في شارع الثلاثين وانتشار عدد من المدرعات
أما في حي التعاونية بعد ان تم فك الحصار عنه قام جيش الأسد باعتقال أكثر من مئتي شاب من مختلف الأعمار واقتيادهم الى مدرسة الإعداد الحزبي .
وشهد حي باب طرابلس تفتيش دقيق عند حاجز الكراج الغربي وشمل التفتيش جميع المارة
مساءا خرجوا الاحرار بمظاهرات مسائية من اغلب احياء المدينة كحي باب قبلي وحي الشيخ عنبر وحي طريق حلب وحي الكرامة حيث خرج احرار الحي بمظاهرة عقب صلاة العشاء من مسجد الشيخ سعيد الجابي …هتفوا فيها للحرية واسقاط النظام.. وانسمعت صوت مظاهرتهم بكل أرجاء الحي..
¤ ريف حماة :
جبل شحشبو :
شهدت البلدة اليوم قصف عنيف بالطيران المروحي من قبل عصابات الاسد وادى هذا القصف لسقوط عدد من الجرحى حالتهم خطيرة
قسطون :
استشهاد الشاب صدام يونس يونس إثر إطلاق النار عليه من حاجز طيّار لعصابات الأسد قرب قرية عين الحمرا، صباح اليوم، هذا وقد تم اعتقال الشاب حسن ثابت كعيد من قسطون في الحادثة نفسها
الحواش :
استشهاد خديجة محمد عيد حاج عبدالله برصاص قناص أسدي على طريق دمشق حلب الدولي صباح اليوم عند موقع خان السبيل .
كرناز :
قصف بالطيران العمودي على مدينة كرناز في ريف حماة و بلدة الهبيط في ريف إدلب و المزارع المحيطة بهما ووقوع العديد من الإصابات و القصف مستمر
قبر فضة :
استهدفت طائرات الاسد اليوم قرية قبر فضة والرملة باربعة صواريخ مما ادى الى هدم ثلاثة منازل ووقوع عدد من الجرحى
معردس :
قامت عصابات الأسد المتواجدة في حاجز القبان ومطحنة معردس باطلاق نار كثيف وعشوائي باتجاه قرية معردس مع انقطاع للهواتف الأرضية
قلعة المضيق :
قامت عصابات الاسد مساءا بقصف عنيف على الحي الشمالي في قلعة المضيق واستهداف المدرسة واصابة عدة منازل وسقوط عدد من الجرحى
|| فديوهات ||
¤ مدينة حماة :
حي الأربعين :
الطيران يحلق فوق سماء الحي

مصفحات جيش الأسد تقتحم الحي

الشبيحة يتجولون في الحي

استخدام جيش الأسد وشبيحته لسيارات المدنيين

حي القصور :
مداهمة الحي برتل عسكري مكون من مصفحات ومضاض الطيران وسيارات رباعية الدفع

فديو للشهيد عمر خليل الشامي وهو عسكري منشق استشهد أثتاء اقتحام  العصابات الأسدية على المدينة بتاريخ 21-03-2012

عصابات الأمن تجبر الناس على نقل جثامين الشهداء من حديقة الفيحاء و نقلها للمقبرة

¤ ريف حماة :
معردس :
اقتحام المنازل واعتلاء القناصة لها

تواجد الدبابات في الأراضي الزراعية

حرائق في الأراضي الزراعية

كفرنبودة :
إطلاق نار من الدبابات

جبل شحشبو :
مقطع لطائرة وهي تقصف الجبل


آثار القصف من الطيران الحربي على الجبل


حالة الذعر والخوف بين النساء والأطفال أثناء القصف

الصواريخ التي قصفتها طائرة حربية على جبل شحشبو

آثار القصف على جبل شحشبو وتدمير أحد المنازل المأهولة بالسكان

تصدي الجيش السوري الحر ( كتيبة الشهيد خالد نصر الله ) للطائرات التي كانت تقصف

تشكيلة منوعة  من الصواريخ التي أطلقتها مروحيات النظام الأسدي



صاروخ نصف قطره | 50 | سم سقط من إحدى الطائرات الحربية

كفرزيتا :
الناشط ثائر الحموي جولة في ريف حماه مدينة كفرزيتا ولقاء مع الاهالي ونقل واقع ما يجري من اجرام النظام الاسدي

المروحيات في سماء المدينة أثناء القصف

جرحى القصف المروحي على بلدة الهبيط والذين تم اسعافهم الى مدينة كفرزيتا

الحرائق بالحقول جراء القصف المروحي

طفلة جريحة من جرحى بلدة الهبيط اسعفت إلى كفرزيتا

كرناز :
قصف صاروخي عشوائي عنيف بالدبابات والطيران




جرحى نتيجة القصف


الحواش :
أزمة المحروقات في القرية

الحويز :
حريق ناتج عن قصف القرية

احدى القذائف التي سقطت على القرية و لم تنفجر

صاروخان سقطا على قرية الحويز من طائرة

آثار القصف على القرية

مصياف :
قام أحرار مصياف بتنفيذ حملة ” شوارع الحريّة ” حيث زيّن الأبطال جدران مصياف وأعمدة الكهرباء فيها بملصقات الحرية
وقاموا أيضاً بوضع صور الساقط على حاويات القمامة في البلدة.
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.414798588559570.92545.234091963296901&type=1
|| مظاهرات ||
¤ مدينة حماة :
طريق حلب:
مظاهرة الاحرار رغم الجراح والاعتقالات

حي الشيخ عنبر :
مسائية أبطال الحـي


حي باب قبلي :
مسائية أحرار الحي

غرب المشتل :
مظاهرة لاحرار الحي يوم أمس

¤ ريف حماة :

مداخلة الناشط ابو عبدو على قناة دير الزور يتحدث عن الاوضاع في حماة

ــــــــــــــــــــــــــــــ
الهيئة العامة للثورة السورية | Syrian Revolution General Commission
مجلس قيادة الثورة في حماة | Hama Rebles Council
المكتب الإعلامي | Media Section
http://www.hama-council.org/
info@hama-council.org
http://www.facebook.com/Hama.Rebels.Council

متحدثين من حماة | Spokespersons From Hama
صالح الحموي – عضو الهيئة العامة للثورة السورية – حماة
Saleh Al-Hamwi – Member of SRGC – Hama
رقم سكايب | Skype No.| 0012068556551

أنور عمران – عضو الهيئة العامة للثورة السورية – حماة
Anwar Omran – Member of SRGC – Hama
رقم سكايب | Skype No.| 0012092102105

سامح الحموي – عضو الهيئة العامة للثورة السورية – حماة
Sameh Al-Hamwi – Member of SRGC – Hama
رقم سكايب | Skype No.| 00441212881272

سامر الحسين – عضو الهيئة العامة للثورة السورية – حماة
Samer AlHussein – Member of SRGC – Hama
رقم سكايب | Skype No.| 0012065695795

 
أخبار الثورة
مكتب الارتباط: المجلس الوطني أوفى بجزء كبير من التزاماته تجاه الجيش الحرّ
صرح مصدر مسؤول في مكتب الارتباط في المجلس الوطني السوري بما يلي:
نسبت صحيفة “الشرق الأوسط” في عددها الصادر بتاريخ (26 حزيران/ يونيو 2012) إلى العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحرّ قوله إن “ما يتم التداول به لجهة تقديم المجلس الوطني رواتب لعناصر الجيش الحرّ، لا يعدو كونه وعوداً لم يتم تنفيذها حتى الآن، والأمر نفسه بشأن التسليح الذي لا يزال مقتصراً على الغنائم”.
ويودّ مكتب الارتباط في المجلس الوطني السوري، بوصفه مسؤولاً عن هذا الجانب التأكيد بأن المجلس الوطني بدأ منذ شهر أيار (مايو) 2012بتسديد مخصصات الكوادر العسكرية من ضباط وجنود ومتطوعين في المخيمات الخاصة في تركيا والأردن، كما بدأ في الوقت نفسه بالشروع في تسديد مرتبات عدد من الكتائب والوحدات العسكرية داخل سورية، وفقاً لما حصل عليه من قوائم خاصة بها، على أن تستكمل العملية خلال فترة وجيزة.
وفيما يتعلق بالدعم اللوجستي وتوفير القدرات القتالية والدفاعية فإن مكتب الارتباط يشرف بالتعاون مع كافة الأطراف المعنية على توفير وسائل الإمداد والدعم اللازمة لعدد كبير من الكتائب في المناطق التي يستهدفها النظام في حملاته العسكرية الإجرامية، ولعل تزايد قدرات كتائب الجيش السوري الحرّ في الأسابيع الأخيرة في صدّ قوات النظام وميليشياته وإلحاق الخسائر بها دليل واضح على أثر ذلك الدعم الذي عمل المجلس الوطني السوري على توفيره من خلال جهود مكثفة.
إن المجلس الوطني السوري يؤكد التزامه بالعمل على دعم الجيش السوري الحر وكتائبه الميدانية وتوفير كل ما من شأنه العمل على تحقيق النصر لشعبنا في معركته من أجل استرداد حريته وكرامته.

 

مقالات الثورة/توجد صورة للكاتب
علّمتنا الكثير يا صغيري
د. مؤمن مأمون ديرانية
هذه وقفة تملأ العين دموعاً وتملأ القلب إكباراً، وتزرع الأرض أملاً وثقةً بنصر الله.. وقفة أمام لوحة أخرى خالدة من لوحات الثورة السورية العظيمة.. بل واحدة من أعظم هذه اللوحات..
لوحة يرسمها صبي صغير لم يجاوز الثانية عشرة من عمره، بكلمات قليلة تطفح صدقاُ وإيماناً، تجري على لسانه الغض بعفوية صادقة خارجة من قلبه الصغير..
علي الصغير؛ شهيد باقٍ بين الأحياء، في سورية الشهيدة التي يزحف عليها الموت في كل يوم، شكله شكل شهيد وكلماته كلمات شهيد، فقد إحدى عينيه وكلتا يديه في مسيرة الحرية التي يمشيها أهل سورية منذ خمسة عشر شهراً.. في حرب مجرمة تشنها عصابات النظام الفاجر على الشعب كله لأنه يطلب حريته، لم تستثن فيها النساء والأطفال..
استضافه الإخوة الكويتيون في حديث قصير لا يستطيع من يشهده أن يمنع نفسه من البكاء. يبدأ الحديث معه بسؤاله كيف يتدبّر أمره بلا يدين، فيجيب بابتسامة يشوبها حزن دفين أنه لا يقول إلا الحمد لله، يقولها بكلمتين يخرج كل حرف منها من أعماق قلبه ويشع منها الرضى بما كتبه الله عليه، ويتابع أنه أحسن حالاً من غيره من الذين فقدوا أيديهم وأرجلهم، ثم يقول بيقين راسخ أنه سعيد لأن يديه قد سبقتاه إلى الجنة وهذا أمر لا يتاح لكثير من الناس، وقد أعطاه الله أربعاً؛ يدين ورجلين، فأخذ اثنتين وأبقى له اثنتين، وأعطاه عينين اثنتين فأخذ واحدة وأبقى له واحدة، ليري فيها النصر يوم النصر. ويختم بطلب الدعاء من الشعب الكويتي أن ينتصر الشعب السوري ويعود إلى بلده.
* * *
طفل امتلأ فلبه بالإيمان فأسبغ الله عليه صبراً ورضى وعزيمة لا يكاد الكبار يقدرون عليها.
هنيئاً له بما أنعم الله به عليه، وهنيئاً لأبيه وأمه بنتاج تربية عظيمة، وهنيئاً لثورة سورية بجند هذا شكل اطفالهم ورجالهم ونسائهم.
لن يخذل الله هذه الثورة طالما ضمت هذه القلوب المؤمنة الصابرة المصممة على المضي حتى النصر أو الشهادة.
* * *
هذا واحد من أطفال الحرية، أطفال هذه الثورة الذين يواجهون في طفولتهم الترويع والتشريد والسجن والتعذيب والقتل والذبح بدلاً من أن يعيشوا اللهو والفرح الذي ينعم به بقية الأطفال.. لأنهم يريدون العيش احراراً، كما خلقهم الله أحراراً وكما ولدتهم أمهاتهم أحراراً..
طفل صغير في سنه، كبير في وعيه وإيمانه وثباته وتصميمه..
طفل على أرض سورية في القرن الواحد والعشرين يحمل قلب ويتكلم بلسان أبناء الصحابة على أرض الرسالة في عصر الرسالة، لأنه تربي على هذه الرسالة وعاشها وحملها للناس في الكلمات التي قالها..
ما أعظمها من أرض أرض سورية التي ثارت على الظلم فأنبتت مثل هذه النبتات المباركات بعد أن تسممت طويلاً بسمّ البعث والكفر والاستبداد والاستعباد.
* * *
لله درك يا علي.. أيها الصبي الصغير العظيم العزيز..
علمتنا كيف تكون الرجولة وأنت لم تبلغ مبلغها..
علمتنا كيف نتطلع لأولاد مثلك وكيف نحاول أن نربي أولاداً ليكونوا مثلك.. أو يشبهوك..
علمتنا كيف يكون الإيمان وأنت لم تعرفه إلا سنوات قليلة مضت من عمرك، لكنه وقر في قلبك الصغير وقراً لا تكاد تعرفه القلوب الكبيرة.. وصدّقه لسانك الصغير في كلمات عجز عن بلاغتها الأدباء والشعراء في لهجة تلقائية صادقة.. وظهر على جوارحك المبتورة التي بذلتها لله رخيصة بصدق وإخلاص ورضى يعجز عن مثله أصحاب الأطراف الكاملة.. علمتنا كيف يكون الإيمان راسخاً كالجبال الرواسي..
علمتنا كيف نحمد الله على ما آتانا ونحن نسمعك تحمد الله على ما استبقى لك.. وجعلتنا نخجل من أنفسنا ونزدري الشكر الذي كنا نشكر الله به على نعمائه..
علمتنا كيف يكون البذل وكيف يكون الصدق فيه عندما بذلت أعز ما لديك دون أن يفارقك الرضى بما قسمه الله لك..
علمتنا كيف تكون التضحية وصدق التضحية في مشهد تضحية ينحني له التاريخ..
علمتنا كيف هي البصيرة ونحن نراك أكثر بصيرة بعينك الواحدة الباقية من كل أصحاب العيون الكاملة..
علمتنا كيف تكون العزيمة ونحن نراك أقوى عزيمة وأنت بلا يدين من أصحاب الأيدي السليمة والعضلات المفتولة..
علمتنا كيف نطلب النصر من الله عندما أُعطيت ما تسأله فلم تسأل إلا الدعاء، لأنك علمت قول الله “وما النصر إلا من عند الله” وصدّقت وعد الله “ولينصرن الله من ينصره”
علمتنا الكثير في كلمات قليلة قلتها في دقائق معدودة فكانت مدرسة للأجيال الذين نرجو الله أن يسيروا على خطاك..
علّمتنا الكثير يا صغيري الكبير وجعلت الكبار صغارا..
mumen.mamoun@diraneyya.com
* * *
حديث الطفل:

 
مرآة أو صدى كرد سورية
الفاشلون وحدهم يزعجهم نجاح الآخرين
الكاتب الكردي: خالد جميل محمد
المنبوذون وحدهم يستفزّهم رضا الكُرد عن الأوفياء المخلصين لقضايا هذا الشعب.
فقد ظهرت في الفترة الأخيرة جمعيات واتحادات ثقافية اختصاصية تستحق التقدير والاحترام، وهي في موضع الأمل والتفاؤل، ومنها (جمعية سوبارتو) و(اتحاد الصحفيين الكُرد)، و(منتدى آﭘو أوصمان صبري) إلا أن بعضَ الذين يزعجهم نجاح مثل هذه المشاريع الجيدة، يدفعهم إخفاقهم وخوفهم من الاندثار والتلاشي إلى محاربتها،
مع أنها تضم في صفوفها شخصيات لها احترامها في الأوساط الثقافية والاجتماعية والسياسية الكردية، ولهذا أرى أن من يكتب المقالات المعادية لهذه المشاريع وأصحابها والمشاركين فيها يعبّر عن إخفاقه وإدراكه بأن سطوع شموس كردية جديدة قد تبقيه في الظلام، بعد أن توهّم طويلاً أن الساحة الكردية خالية إلا من أمثاله (الأبطال!)، فالأفضل لمن تفرّغ لمهمة محاربة الناجحين في هذه المشاريع أن يلتفت إلى النقص الذي في شخصيته ليعيد بناءها بعيداً عن الأحقاد والضغائن وبمعزل عن جبهات المعارك هنا وهناك، فالنجاح لا يتحقق بمحاربة الناجحين!! بل كان الأفضل أن أترفع أنا أيضاً عن الكتابة عن هذا النموذج الفاشل ممن جنّدوا أنفسهم لهدم كل ما يخدم الكُرد بصورة سليمة.
باسمي الشخصي، أحيي جهود المشاركين في تأسيس أو إدارة أو هيكلية كلٍّ من (جمعية سوبارتو)، و(اتحاد الصحفيين الكرد)، و(منتدى آﭘو أوصمان صبري) مع تمنياتي لهم بالنجاح الدائم والمثمر.
 
حقوق الإنسان
بيان مشترك
سقوط المزيد من الضحايا في العديد من المدن السورية مع تزايد عمليات الاختطاف والاغتيالات والتفجيرات الإرهابية والاختفاءات القسرية والاعتقالات التعسفية

سقط العديد من القتلى والجرحى,من مدنيين وعسكريين,في العديد من المدن والشوارع السورية, بسبب استمرار حالة العنف المسلحة ,كذلك استمرت عمليات الاختطاف والاغتيالات والتفجيرات الإرهابية والاختفاءات القسرية والاعتقالات التعسفية.ونتيجة الاحداث الدامية التي وقعت خلال الساعات الماضية (بتاريخ26-27\6\2012),قمنا بالتدقيق وتوثيق الأسماء التالية :
الضحايا القتلى من المدنيين
دمشق:
الاعلامي سامي أبو أمين (بتاريخ27\6\2012)
الاعلامي زيد كحل(بتاريخ27\6\2012)
الاعلامي محمد شمة(بتاريخ27\6\2012)

دوما-ريف دمشق:
ياسر سليم شيخ القصير -محمد وليد ادريس-مأمون موفق عبد النافع-عمر درويش مصطفى عبد النافع-محي الدين راشد-محمود تواني(بتاريخ27\6\2012)
موفق فؤاد السرميني- زياد الحموري- (بتاريخ26\6\2012)

داريا – ريف دمشق:
جهاد جمال الشربجي (بتاريخ26\6\2012)

الزبداني-ريف دمشق:
محمد شوكت رمضان- (بتاريخ 26\6\2012)

جوبر-ريف دمشق:
محمد ياسين الشيباني (بتاريخ 26\6\2012)

قدسيا-ريف دمشق:
هيثم الحموي-مدحت الكحيل-صبحي عباس-أنس عتمة- حسن صالح ضرار مستو-خالد الكحيل-أيمن حليمة- خالد رزمة-ماجد الكحيل-بلال المخللاتي-خالد الأقرع(بتاريخ 26\6\2012)

الهامة-ريف دمشق:
عودة محمد سليمان-أبو محمد العربيني- مضر كيلاني-سمير كيلاني-جميل عبد الفتاح-أيمن مأمون النمر-ماهر نبيل كبتول-فرزت فتوح=أحمد فايز نزهت-عماد مرزوق-براء عبيدو-فراس سليمان-ابنة فراس سليمان -زوجة فراس سليمان-محمد عدنان حيدو-جودت القادري (بتاريخ 26\6\2012)

دير العصافير-ريف دمشق:
عبد الرحمن عبد الجليل القطط (بتاريخ26\6\2012)

شبعا-ريف دمشق:
عيسى أبو حمدة (بتاريخ 26\6\2012)

العتيبة-ريف دمشق:
عبد الرحمن خالد عبد القادر(بتاريخ27\6\2012)

سميحان غربي- ريف دمشق:
عودة محمد السلطان(بتاريخ27\6\2012)

حي العمال-ريف دمشق:
ميرفت الأمين (بتاريخ 26\6\2012)

مخيم اليرموك-دمشق:
كمال غناجة (بتاريخ 27\6\2012)

حي الربيع-حمص:
عبد العزيز كنعان-عبد القادر البري-صالح الصالح الطريجي (بتاريخ 27\6\2012)

حمص:
عبير بيطار-قمر بيطار-عبد الرحمن بيطار-سيف الدين البيطار(بتاريخ27\6\2012)

بابا عمرو-حمص:
زياد عويد الحسن(بتاريخ27\6\2012)
أحمد النادر (بتاريخ26\6\2012)

الخالدية-حمص:
سامر ناصر رجوب-عبد الجواد غربال (بتاريخ 26\6\2012)

الرستن-حمص:
محمد أيوب-عبد السلام عبيد-مصعب فرزات-محمد طه منصور-غروب السالم الهزاع(بتاريخ26\6\2012)

الحولة-حمص:
هيثم محمد الرجب(بتاريخ27\6\2012)

كفر زيتا-حمص:
علي محمد الحاج حسن (بتاريخ 26\6\2012)

قسطون-حماه:
صدام يونس يونس(بتاريخ27\6\2012)

حواش-سهل الغاب-حماه:
خديجة محمد عيد حاج عبد الله(بتاريخ27\6\2012)

طيبة الامام-ريف حماه:
عمر أحمد الحلو(بتاريخ 26\6\2012)

عقرب- حماه :
جمعة عبد الكريم طوقاج- مصطفى مروان عز الدين (بتاريخ26\6\2012)

حيان-ريف حلب:
عبير أحمد كسحو -نجم أحمد علي كسحو (بتاريخ27\6\2012)

دارة عزة-ريف حلب:
بكرو رمضان (بتاريخ26\6\2012)

حلب:
بدر أحمد صادق-محمد سليمان زغنون (بتاريخ 27\6\2012)

النيرب-حلب:
ابراهيم محمد الأمين-زياد حمدو الخلف (بتاريخ 26\6\2012)

الباب-ريف حلب:
عمار كامل كميان-محمد رسول واكي (بتاريخ 26\6\2012)

كفر حمرة- ريف حلب:
اسماعيل أحمد الجمعة(بتاريخ27\6\2012)

الصاخور-حلب:
بشير مرعي بتاريخ26\6\2012)

منغ-ريف حلب:
بشار خالد مرعي (بتاريخ26\6\2012)

الاتارب-ريف حلب:
ثناء منصور ي(بتاريخ27\6\2012)
محمد موسى عبيد-خالد عبد القادر عبيان-زوجة ابراهيم حايد الشلو (بتاريخ26\6\2012)

الدير الشرقي-ادلب :
محمد عمر الجرك-أيمن عمر الجرك (بتاريخ 26\6\2012)

سراقب-ادلب:
يوسف الشيخ علي-محمد زكريا حاج علي (بتاريخ26\6\2012)

معردبسة-ادلب:
وسيم محمد الأبرش(بتاريخ27\6\2012)

بنش-ريف ادلب:
محمود مصطفى البدوي(بتاريخ27\6\2012)

قميناس-ريف ادلب:
ناصر الخلف(بتاريخ27\6\2012)

الهبيط-ادلب :
غادة أحمد حسيان-سوسن مصطفى العزو-عبير مصطفى العزو-محمد عبد الله السفر-هناء العزو-صفاء علي العزو-زياد علي العزو-علي محمد العزو (بتاريخ27\6\2012)

خان السبل- ريف ادلب :
جمال بكر الدرويش-مصطفى جمال الدرويش-محمد ياسين العبدو(بتاريخ27\6\2012)
أحمد محمود الحسين-محمود أحمد الحسين-محمد أحمد عماد الدين(بتاريخ26\6\2012)

مرعيان-ادلب:
عبد القادر خالد الخطيب (بتاريخ26\6\2012)

معرة النعمان-ادلب :
محمود تناري(بتاريخ27\6\2012)
حمزة قيطاز- غياث سعيد المحلول (بتاريخ 26\6\2012)

بسامس-ادلب :
عبد الله منصور-حمودي الحاج حسين(بتاريخ27\6\2012)
صلوح الخطيب-عبد الكريم محمد السعيد-ابن حسين الشحود-عبد الرحيم محمد زيدان-أحمد عمر طه الخطيب-محمد عمر الخطيب- محمد حسين شحود- حبابة محمد الخطيب (بتاريخ 26\6\2012)

كفر بطيخ- ادلب:
محمود عادل قسوم (بتاريخ 26\6\2012)

كفر رومة-ادلب :
عبد اللطيف وليد العثمان (بتاريخ 26\6\2012)

خان شيخون-ادلب:
ايمان حسن كيال-هناء عبد القادر الساير-أحمد هنداوي (بتاريخ26\6\2012)

تفتناز-ريف ادلب:
وائل عمر برد (بتاريخ26\6\2012)

دير سنبل-جبل الزاوية-ادلب:
خليل علي الحمدو-سهام وليد الشيبون (بتاريخ26\6\2012)

المغارة -جبل الزاوية-ادلب:
نديم أحمد يوسف(بتاريخ27\6\2012)

التمانعة-ادلب:
هشام السوسي(بتاريخ27\6\2012)

كفر نبل-ريف ادلب:
عبد السلام محمد علي الخطيب(بتاريخ27\6\2012)

نوى-درعا:
ياسر محمود الغزاوي (بتاريخ26\6\2012)

المخيم-درعا:
عبد الله محمد العقرباوي- اسلام محمد الدبعي (بتاريخ 26\6\2012)

داعل-درعا:
مؤيد موسى عواد برغوت-محمد غازي دلول-محمد قسيم الجاموس (بتاريخ27\6\2012)

انخل-درعا :
أحمد عللوه (بتاريخ27\6\2012)
علاء فرحان الفراج-حسام حمادة -عبد الغفار عبد الرحمن النوفل- علاء محمد الناصر- (بتاريخ 26\6\2012)

كفرشمس-درعا:
حسام محمد أمين شحادات- أحمد عبد الرحمن الزرقان-تامر عبد الرحمن الزرقان-فراس محمد الشحادات- أسامة وليد حمادة-اسماعيل جمل السعدي- ياسر موسى الضماد- سمير عبد الرحمن-سميح عبد الرحيم (بتاريخ 26\6\2012)

عثمان-درعا:
نذير عيسى المصري-محمد رياض المحاميد رضوان المحاميد (بتاريخ26\6\2012)

الصنمين-درعا:
عمر عقلة المفلح(بتاريخ27\6\2012)

نافعة –درعا:
تيسير يوسف العبد الله(بتاريخ27\6\2012)

كحيل- درعا:
ساري عبد الله الغباغبي (بتاريخ26\6\2012)

المحطة-درعا:
رافع أبا زيد-زهرية السلطي-محمد العطا- وليد غشام -جبر جبر الخالدي-محمد طلاع-نسيم السلطي-أم عيد العراب-سيد غزاوي- وليد عبد المجيد رشان-سمرة جبر الجبر (بتاريخ 25\6\2012)

جاسم-درعا:
رائد عدنان العبيد(بتاريخ24\6\2012)
حي العرفي-دير الزور:
محمد ابراهيم الزغير(بتاريخ26\6\2012)

الجبيلة-دير الزور:
محمد النافع(بتاريخ27\6\2012)
محمد عبد الوهاب الصايل الكسار (بتاريخ26\6\2012)

الجورة-دير الزور:
محمود سليمان المعيوف-محمد ميزر الحسين الأحمد-خالد مراد الرجب-عبد الرحمن مجيد المجيد-سليمان عبد الله الجراح (بتاريخ 25\6\2012)

حي الحميدية-دير الزور:
محمد ابراهيم يوسف الصالح (بتاريخ27\6\2012)
محمود جمعة الجاسم (بتاريخ 26\6\2012)

التكايا- دير الزور:
خالد حسين النجرس (بتاريخ26\6\2012)

حي الشيخ ياسين-دير الزور:
خالد الهدبان-محمود السارة (بتاريخ26\6\2012)

حي الموظفين-دير الزور:
أحمد أنس الاسحاق (بتاريخ27\6\2012)

دير الزور:
معاذ حسين خلوف-محسن حداوي- عائدة الأقرع(بتاريخ27\6\2012)
سندس أحمد المصطفى- عبد الصمد حيجي-خالد العلو-سمير سعد الله السملوت صالح السيد-عبد الله أحمد المصطفى-حسين علاوي السخنة -نورية خضر المصطفى-قصي الحسيني-محمد عز الدين التركي-محمد ثابت الثامر-حمود شملان السليمان-ابن حمود شملان السليمان-أحمد عبد اللطيف الخلوصي- محمد حيدر الخلوصي (بتاريخ 26\6\2012)

المو حسن-دير الزور:
رعد محمد العبد المطر -غسان الأحمد السالم العيد- رائد الرسلي-عمر موسى (بتاريخ26\6\2012)

الحسكة:
خالد المداد (بتاريخ27\6\2012)

الضحايا القتلى من الجيش والشرطة.
حمص:
الرقيب سليمان علي صقر-الرقيب عبد الله محمود الابراهيم-الرقيب رضوان ابراهيم رضوان- الرقيب حافظ صالح صقر- الرقيب هادي محمد اسماعيل-العريف عبد العزيز أحمد بلول (بتاريخ 25\6\2012)
المجند محمود محمد عصير- المستخدم المدني وسام سليمان(بتاريخ 24\6\2012)

اللاذقية:
النقيب حسام كامل صبيحة -الرقيب أيوب رزق محمد- المجند لؤي يوسف حسين (بتاريخ 24\6\2012)

طرطوس:
المساعد أول أسامة سليمان حسن- المساعد فادي منير حمود- الرقيب أول ربيع رفعت أسعد -الرقيب علي عتيق – الشرطي سومر محمود مصطفى- الشرطي محمد عارف محمد(بتاريخ 24\6\2012)

ريف دمشق:
المجند خالد محمد محمد-المجند محمود خالد اللحام(بتاريخ 25\6\2012)
المساعد أول فؤاد احمد الحمدان-المساعد علي نواف عز الدين- المساعد محمد حسين عز الدين-الرقيب غسان محمد زاعور-المجند احمد عوض الخلف (بتاريخ 24\6\2012)

دمشق:
الرقيب ماهر محمد أحمد -المجند حسام الدين زياد صالحاني-المجند عدنان أحمد القواص (بتاريخ 25\6\2012)

ريف حماه:
المساعد أول هيثم احمد الشريقي-الرقيب اول محمد سليمان درويش-الرقيب سليمان كاسر السالم-الرقيب فادي عيسى جوهرة-الرقيب أحمد رحيل رحال-الرقيب محسن نور الدين علي- المجند مدين علي الجاسم الموسى (بتاريخ 24\6\2012)

السويداء:
المجند غياث سيف-المجند مروان سلمان منذر (بتاريخ 25\6\2012)

حلب:
المساعد أول المغيرة أحمد أمين-المجند هلال عبد الله الابراهيم-المجند رامي صلاح الدين السحية- المجند أحمد عبد اللطيف الاحمد النجار-المجند حسين علاء الدين ناصر(بتاريخ 24\6\2012)
ادلب:
المجند عمار ناصر خرزوم (بتاريخ 25\6\2012)

درعا:
المجند مروان محمد الطراد-المجند يمان فواز أبو حوية (بتاريخ 24\6\2012)

دير الزور:
الرقيب أكرم هويجة محمد-المجند ايمن السواس-المجند عبد الخالق السايس-المجند محمد علي السده (بتاريخ 25\6\2012)

الحسكة:
العريف المجند محمد أحمد الحمو-المجند سليمان عادل يونس (بتاريخ 24\6\2012)

الجرحى من المدنيين والعسكريين

خبب -درعا:
سومر محمود المحمد(بتاريخ 24\6\2012)
حي جنوب الملعب- حماه:
الطبيب مجد دقاق(بتاريخ 21\6\2012)
زهير قرطباني-أسيل مقلة(بتاريخ 21\6\2012)

الاعتقالات التعسفية
استمرت السلطات السورية بنهج الاعتقال التعسفي, وقامت باعتقال العديد من المواطنين السوريين والمثقفين والناشطين ,وعرفنا منهم الأسماء التالية:

كناكر-ريف دمشق:
معاذ عوض عيسى-معتز عوض عيسى-عبدو محمد زينة-أحمد عصام الخطيب-ياسر محمد زينة- عباد عبد الخالق عاشور (بتاريخ 26\6\2012)

سقبا-ريف دمشق:
محمود حرحش (بتاريخ 27\6\2012)

يبرود -ريف دمشق :
فراس السوقي(بتاريخ 27\6\2012)

دمر- دمشق:
أحمد قزحا (بتاريخ 27\6\2012)

المعضمية-ريف دمشق:
عبد الباسط الخطيب-ثائر الخطيب(بتاريخ 27\6\2012)
خالد عبد العزيز عبد الغني-بلال محمد حسنين-أحمد الخطيب (بتاريخ 26\6\2012)

عين منين-ريف دمشق:
بكري محيسن 75 عام(بتاريخ 27\6\2012)
أبو أبي حمادية (بتاريخ 26\6\2012)

التل- ريف دمشق:
أحمد إبراهيم حجازي-جميل سلعس-أحمد خليل وفا (بتاريخ 27\6\2012)

الضمير-ريف دمشق:
عبد الحميد عبارة (بتاريخ26\6\2012)

الكرامة- حماه:
نور الدين منذر (بتاريخ 26\6\2012)

الرقة:
محمد فيصل المصارع (بتاريخ 26\6\2012)

ادلب:
عبدو عبيد (بتاريخ 26\6\2012)

جبلة-اللاذقية:
عبد الرحمن جمال جمعة(بتاريخ 27\6\2012)

الصليبة-اللاذقية:
علاء حكيم(بتاريخ 27\6\2012)

الباب-حلب:
جهاد جمعة أبو مغارة-حسين عبدو أبو مغارة (بتاريخ 26\6\2012)

حلب:
مجد الدين عيسى (بتاريخ22\6\2012)

دارة عزة- ريف حلب:
علي أحمد رشيد-إيهاب محمد صبحي رشيد- عبد الله أحمد رشيد(بتاريخ 21\6\2012)

جسر الشغور-ادلب:
محمد رشواني(بتاريخ22\6\2012)

سحم الجولان- درعا:
أحمد نضال الحشيش (بتاريخ24\6\2012)

نوى- درعا:
أيمن فرحان الناطور-أنور يحيى الناطور- زكريا يحيى الناطور-مهران محمد جبر خطاب-أحمد عبد المولى شرف (بتاريخ 24\6\2012)

الصنمين-درعا:
زهير النصار-نصوح أحمد اللباد-ماهر أحمد اللباد- راكان محمود اللباد-محمد خليل النصار-خليل سميح العثمان(بتاريخ 24\6\2012)
محمود محمد المحمد- خليل سميح العثمان (بتاريخ 23\6\2012)

محجة-درعا:
محمود هاشم المجاريش- ياسر عبد المنعم المجاريش- عدنان المجاريش- مناف هشام المجاريش- إبراهيم موسى المجاريش- يوسف برغش- محمود برغش- إبراهيم برغش(بتاريخ23\6\2012)

درعا – كفرشمس :
خلدون جمال الحمزه – محمد جمال الحمزه – أحمد جمال الحمزه – لؤي أحمد محي الدين السعدي – محي الدين أحمد السعدي – محمد أحمد السعدي – شاهر نواف العودات – أحمد نواف العودات – خالد رياض العودات – أحمد رياض العودات – أحمد أبراهيم الشهاب – خلدون أحمد السعدي – عبد الله العبد الله – أحمد قاسم السعدي – أيهاب كنج السعدي – الشيخ يوسف الشعير وجميع اولاده – ابو غالب الشعير و اولاده – فواز الشعير و اولاده- عدي هيثم الزعبي- عبدالله نبيل الزعبي(بتاريخ 27\6\2012)

داعل-درعا:
محمد سليمان مجيد الناصير (بتاريخ22\6\2012)

اليادودة-درعا:
زكريا الغانم (بتاريخ 26\6\2012)

بصر الحرير-درعا:
وليد حمدان السليم الحريري-حمدان السليم الحريري- تيم حمدان السليم الحريري(بتاريخ23\6\2012)

شهبا- السويداء:
ميس القلعاني-جمال خداج(بتاريخ 27\6\2012)
الاختطاف والاختفاء القسري
العدوي- دمشق:
اللواء الطيار فرج شحادة المقت

ريف دمشق:
العميد الركن احمد خالد بري

دير الزور:
الشيخ عبد القادر الراوى مفتي دير الزور, تعرض للاختطاف من قبل مسلحين مجهولين بتاريخ 25\6\2012

إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, إذ نتوجه بالتعازي الحارة والقلبية, لجميع من سقطوا من المواطنين السورين ومن المدنيين والشرطة والجيش ,ومع تمنياتنا لجميع الجرحى بالشفاء العاجل, فإننا ندين ونستنكر جميع ممارسات العنف والقتل والاغتيال ,أيا كانت مصادرها ومبرراتها, فإننا نتوجه إلى جميع الأطراف الحكومية وغير الحكومية,من اجل العمل على:
الوقف الفوري لدوامة العنف والقتل ونزيف الدم في الشوارع السورية, آيا كانت مصادر هذا العنف وآيا كانت أشكاله ومبرراته .
تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة و محايدة ونزيهة وشفافة بمشاركة ممثلين عن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, تقوم بالكشف عن المسببين للعنف والممارسين له, وعن المسئولين عن وقوع ضحايا ( قتلى وجرحى ),سواء أكانوا حكوميين أم غير حكوميين, وأحالتهم إلى القضاء ومحاسبتهم.
إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، إذ ندين ونستنكر بشدة الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري بحق المواطنين السوريين المذكورين أعلاه، ونبدي قلقنا البالغ على مصيرهم, ونطالب الأجهزة الأمنية بالكف عن الاعتقالات التعسفية التي تجري خارج القانون والتي تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق والحريات الأساسية التي كفلتها جميع المواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بذلك. ونبدي قلقنا البالغ من ورود أنباء عن استخدام التعذيب على نطاق واسع وممنهج ، مما أودى بحياة العديد من المعتقلين
وإذ نعلن تأييدنا الكامل لممارسة السوريين جميعا حقهم في التجمع والاحتجاج السلمي والتعبير عن مطالبهم المشروعة والمحقة والعادلة ,فإننا نطالب الحكومة السورية بالعمل سريعا على تنفيذها, من اجل صيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي امن وواعد لجميع أبناءه دون أي استثناء.
واننا نؤكد على أن الحق في التظاهر السلمى مكفول ومعترف به في كافة المواثيق الدولية باعتباره دلالة على احترام حقوق الإنسان في التعبير عن نفسه وأهم مظهر من مظاهر الممارسة السياسية الصحيحة, كما هو وارد في المادة (163) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ,وكذلك في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة (3) ,و المادة (12) , ان حرية الرأي والتعبير, مصونة بالقانون الدولي العام وخاصة القانون الدولي لحقوق الإنسان, وتعتبر من النظام العام في القانون الدولي لحقوق الإنسان, ومن القواعد الآمرة فيه، فلا يجوز الانتقاص منها أو الحد منها, كما أنها تعتبر حقوق طبيعية تلتصق بالإنسان، ولا يجوز الاتفاق علي مخالفتها، لأنها قاعدة عامة، ويقع كل اتفاق علي ذلك منعدم وليس له أي آثار قانونية, لذلك فإن القمع العنيف للمظاهرات السلمية جرائم دولية تستوجب المساءلة والمحاكمة,ولذلك فإننا نتوجه الى الحكومة السورية بالمطالب التالية:
إغلاق ملف الاعتقال السياسي وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين, ومعتقلي الرأي والضمير, وجميع من تم اعتقالهم بسبب مشاركاتهم بالتجمعات السلمية التي قامت في مختلف المدن السورية , ما لم توجه إليهم تهمة جنائية معترف بها ويقدموا على وجه السرعةً لمحاكمة تتوفر فيها معايير المحاكمة العادلة
كف أيدي الأجهزة الأمنية عن التدخل في حياة المواطنين عبر الكف عن ملاحقة المواطنين والمثقفين والناشطين ,والسماح لمنظمات حقوق الإنسان بممارسة نشاطها بشكل فعلي.
وضع جميع أماكن الاحتجاز والتوقيف لدى جميع الجهات الأمنية تحت الإشراف القضائي المباشر والتدقيق الفوري في شكاوي التعذيب التي تمارس ضد الموقوفين والمعتقلين والسماح للمحامين بالاتصال بموكليهم في جميع مراكز التوقيف
الكشف الفوري عن مصير المفقودين.
اتخاذ التدابير اللازمة والفعالة لضمان ممارسة حق التجمع السلمي ممارسة فعلية.
ضمان الحقوق والحريات الأساسية لحقوق الإنسان في سورية ,عبر تفعيل مرسوم إلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية .
أن تكف السلطات السورية عن أسلوب المعالجات القمعية واستعمال القوة المفرطة, والذي ساهم بزيادة التدهور في الأوضاع وسوء الأحوال المعاشية وتعميق الأزمات المجتمعية, ولم يساهم هذا الأسلوب القمعي بتهدئة الأجواء ولا بالعمل على إيجاد الحلول السليمة بمشاركة السوريين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم ,هذه الحلول التي ستكون بمثابة الضمانات الحقيقية لصيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي آمن لجميع أبنائه بالتساوي دون اي استثناء.
دمشق في
27\6\2012
المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية

منظمة حقوق الإنسان في سورية – ماف.
المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية
المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سورية ( DAD ).
المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية
اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (الراصد ).
لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية ( ل.د.ح ).

 
مقالات الثورة/توجد صورة للكاتب
المنشقون الجدد عن النظام السوري
د . أحمد بن فارس السلوم
من أسباب تأخر النصر في ثورتنا السورية أنها لم تشهد انشقاقات عن النظام الحاكم في هرم السلطة، مما جعل النظام يظهر أمام العالم وكأنه متماسك، ولذلك أسباب من أهمها اعتماده في مفاصل الدولة على الطائفية، وعلى الموالين له بلا حدود.
ولكن كان أول المنشقين عنه هو الشعب، وقد طالب الشعب وطالبنا معه الموظفين الكبار أن ينشقوا عن هذا النظام المجرم .. مراراً وتكراراً .. سراً وجهاراً .. كل ذلك دون جدوى.
كلنا يذكر موقف عبدالرحمن شلقم وخطابه الشهير في مجلس الأمن ذاك الخطاب الذي غير فيه مسار القضية الليبية، أنا شخصياً ما زلتُ أذكر كلمته وكأنها ترن في أذني الآن حين قال: أخ معمر أترك الليبيين وشأنهم!!
لقد كانت ضربة للنظام الليبي على المستوى السياسي.
وحينما اندلعت ثورتنا كنت آمل أن نجد في رجالات  الدولة شلقم وشلاقم ولكن ذلك لم يحصل.
بل كان وما زال ألد أعداء الشعب هو المندوب الدائم في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الصفوي الأصل والديانة!!
وكان لافتاً في المشهد السوري أن الانشقاق هو من نصيب المخلصين من أفراد الجيش السوري، وكانت السابقة في ذلك للبطل الذي تغيرت بانشقاقه الصورة في الثورة السورية: حسين هرموش.
موقف هرموش وانشقاقه عن النظام السوري أروع بكثير من موقف شلقم وانشقاقه عن النظام الليبي، فشلقم كان آمناً مطمئناً، بينما البطل حسين هرموش دفع حياته وحياة عائلته وقبيلته وبلدته ومحافظته… ثمناً لهذا الانشقاق.
وما زلنا نطالب مَن فيه ذرة خير أن ينشق عن هذا النظام القاتل المجرم السفاك، ولكن لا بد من تجلية الأمور..
اليوم… بعد سنة ونصف بدأنا نسمع تراجع في تصريحات بعض المحسوبين عن النظام، من أمثال محمد حبش، بوق النظام وممسحته التي كان يتمندل بها من قاذوراته.
ولا أستغرب أن نسمع غداً خطاباً مختلفاً كذلك من شريف شحادة وخالد العبود وهؤلاء، بل ومن بثينة شعبان ربما..
هذا التغير لو كان وقع في ما سبق لنفع، ولكن الآن بعد أن شاركت كلماتهم في ذبح أطفالنا في مجزرة الحولة، ومسح الغبير، وإبادة الحفة، وتدمير حمص لم يعد لانشقاقهم وتراجعهم معنى، فهم كانوا وما زالوا وسيبقون أعداء الشعب.
ونرحب بانشقاق من لم تتلطخ يده أو لسانه بدم الشعب السوري من كافة قطاعات الدولة.
مع أن الجهة التي نحب انشقاقها ونقبله إلى آخر لحظة ونعول عليه بعد الله عز وجل: هي الجهة العسكرية، فما زلنا نهيب بإخواننا وأبنائنا العسكريين الانشقاق والتخلي عن النظام، فالانشقاق يضمن لك مقعدا في الدولة السورية الجديدة، ومكانتك في هذه الدولة
هو بحسب بلائك بعد الانشقاق، فلا يستوي من انشق وقعد في بيته مع من انشق وأصبح بطلاً ميدانياً ورمزاً من رموز الجيش الحر.
كل من انشق صادقاً نرحب به، ولكن الله عز وجل قسم الناس الى قسمين، قسم آمن قبل فتح مكة وقاتل مع حبيبه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقسم آخر آمن بعد الفتح وقاتل كذلك، فلم يجعل الله عز وجل هؤلاء وهؤلاء في الميزان سواء..
فقال سبحانه: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى)..
يا أبطال الشام، يا قبضايات دمشق وحلب ، يا رجالات حمص وحماة وادلب، يا أبناء الفرات، يا أهل حوران مهد الثورة…بادروا بالانشقاق، ودعوا عنكم التصفيق والنفاق، فساحة الصفر قد حانت وبانت، وليس بعد الليل إلا طلوع النهار.
وإنّ غداً لناظره قريب..
http://alsalloom.blogspot.com/

 
حقوق الإنسان
بيان مشترك

تزايد وتيرة العنف المسلح الدموي في سورية تساهم بسقوط المزيد من الضحايا

مازالت المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان في سورية, تتلقى الانباء المؤلمة عن تزايد وتيرة العنف المسلح الدموي, في مختلف المدن والشوارع السورية, وكذلك الانباء المدانة والمستنكرة عن تواصل عمليات الاختطاف والاغتيالات والتفجيرات الإرهابية والاختفاءات القسرية والاعتقالات التعسفية. وقد سقط نتيجة هذه الحالة العنفية المسلحة والدموية ,العديد بين قتلى وجرحى ,من مدنيين وعسكريين, خلال الساعات الماضية (بتاريخ24-25\6\2012) وبعد التدقيق ,قمنا بتوثيق الأسماء التالية :
الضحايا القتلى من المدنيين
دوما-ريف دمشق:
نضال السيد -أحمد حسين الأحمد- محمد محمود بركة-غياث خالد الحمورية- غسان محمد الساعور (بتاريخ25\6\2012)

داريا – ريف دمشق:
محمد حسن مطر(بتاريخ24\6\2012)

زملكا-ريف دمشق:
بدوي محمد نوح(بتاريخ 24\6\2012)

عربين-ريف دمشق:
عزت علي نصيص(بتاريخ 24\6\2012)

مسرابا-ريف دمشق:
عدنان التكلة (بتاريخ 25\6\2012)

مديرة-ريف دمشق:
ميسون محمد حبوش (بتاريخ 25\6\2012)

باب السباع-حمص:
بلال زردة (بتاريخ25\6\2012)

النهرية- القصير-حمص:
سليمان خالد الأحمد-حسن خالد الأحمد (بتاريخ 25\6\2012)

القرابيص-حمص:
برهان اسماعيل(بتاريخ 25\6\2012)
عبد المجيد طحان(بتاريخ24\6\2012)

حي الستين –حمص:
علي موسى شبلوط (بتاريخ 24\6\2012)

حمص:
هند عبد العزيز الصغير(بتاريخ 25\6\2012)

القصير-حمص:
راتب الديري(بتاريخ 25\6\2012)

بابا عمرو-حمص:
محمد عوض العزو- عمر الوعر (بتاريخ24\6\2012)

الخالدية-حمص:
عبد القادر عزوز(بتاريخ 25\6\2012)

الزعفرانة-الرستن-حمص:
بسام صويص-محمد طيب محمود تيزيني- محمد مصطفى صويص(بتاريخ24\6\2012)

البياضة-حمص:
يوسف الحمودي(بتاريخ24\6\2012)

كرم الشامي-حمص:
لمى عبد الإله الرفاعي (بتاريخ 25\6\2012)

القصور-حمص:
عماد اسماعيل اخوان (بتاريخ 25\6\2012)
حلفايا- حماه :
خالد المجير-عبد الله محمد الرجب (بتاريخ25\6\2012)

اللاذقية:
سعيد قرفاقي(بتاريخ 25\6\2012)
محمد أحمد هواري (بتاريخ24\6\2012)

سلمى-اللاذقية:
شفيق أحمد درويش(بتاريخ25\6\2012)

الحفة-اللاذقية :
اسماعيل علي ديب(بتاريخ 25\6\2012)
رحاب السيد(بتاريخ24\6\2012)

دارة عزة-ريف حلب:
بشار حاج بكري – محمود عبد الوهاب مرعشلي (بتاريخ24\6\2012)

عندان ريف حلب:
محمد عبد اللطيف قطاع -فاطمة عبود الحجي (بتاريخ 24\6\2012)

مخيم النيرب-حلب:
ابراهيم محمد الابراهيم(بتاريخ 24\6\2012)

البلليرامون-ريف حلب:
أحمد نعامة (بتاريخ 25\6\2012)

حلب:
باسل أصلان – حازم بطيخ -محمد وجيه وفائي(بتاريخ24\6\2012)
الحور-ريف حلب:
معروف معروف (بتاريخ25\6\2012)

مساكن هنانو-حلب:
محمد قوجان (بتاريخ24\6\2012)

الاتارب-ريف حلب:
مصطفى محمود عبد الوهاب(بتاريخ25\6\2012)

معرشمشة-معرة النعمان-ادلب :
عبد الله محمود اسماعيل الخليل(بتاريخ 25\6\2012)

كفر نبل-ادلب:
محمد عادل العمر(بتاريخ25\6\2012)

ادلب :
جهاد معاذ (بتاريخ24\6\2012)

جوزف- ريف ادلب :
هشام أحمد خطيب(بتاريخ24\6\2012)

اريحا-ادلب:
نضال زاكي قرقور- محمد نصير قرقور- أحمد غازي قرقور- نوار طالب قرقور- محمد ابراهيم قرقور- صبحي محمد قرقور(بتاريخ24\6\2012)

الهبيط-ادلب :
نوري الزرزور(بتاريخ 25\6\2012)

سرجة-ادلب :
محمد التميمي(بتاريخ 25\6\2012)

معرة النعمان ادلب:
شريف تناري(بتاريخ 25\6\2012)

حيش-ادلب :
ابراهيم حازم السلوم(بتاريخ 25\6\2012)

معرة زيتا-ادلب:
مصطفى قطيش-ماهر قطيش(بتاريخ25\6\2012)

تفتناز-ريف ادلب:
مصعب عمر برد(بتاريخ24\6\2012)

نوى-درعا:
عصام عثمان شرف(بتاريخ24\6\2012)

المخيم-درعا:
ياسين الرديف(بتاريخ 25\6\2012)

جمرين-درعا:
محمد سعيد الكفري (بتاريخ24\6\2012)

انخل-درعا :
ياسين الغوثاني(بتاريخ 25\6\2012)

كفرشمس-درعا:
رباح فوزان قطيش(بتاريخ 25\6\2012)

الصنمين-درعا:
يمان فواز (بتاريخ24\6\2012)

طفس-درعا:
محمد أحمد المصالحة الزعبي-مروان أحمد البردان (بتاريخ 24\6\2012)

الجيزة- درعا:
ياسين عبد الله العنتبلي (بتاريخ24\6\2012)

المحطة-درعا:
رافع أبا زيد-زهرية السلطي-محمد العطا- وليد غشام -جبر جبر الخالدي-محمد طلاع-نسيم السلطي-أم عيد العراب-سيد غزاوي- وليد عبد المجيد رشان-سمرة جبر الجبر (بتاريخ 25\6\2012)

جاسم-درعا:
رائد عدنان العبيد(بتاريخ24\6\2012)
حي العرفي-دير الزور:
خالصة عطا الله المرعي-خضر العاصف- قاسم شوحان-علي صالح الدغيم- قاسم الرسلي – زوجة قاسم الرسلي(بتاريخ24\6\2012)

الجبيلة-دير الزور:
عمر جمعة الناصر-زين العابدين الحسو- أسعد أبو خضر-حسان العبد الله (بتاريخ24\6\2012)

الجورة-دير الزور:
محمود سليمان المعيوف-محمد ميزر الحسين الأحمد-خالد مراد الرجب-عبد الرحمن مجيد المجيد-سليمان عبد الله الجراح (بتاريخ 25\6\2012)

حي الحميدية-دير الزور:
رامي الحمد(بتاريخ 25\6\2012)
أديب أحمد الأبرص (بتاريخ24\6\2012)

البو سرايا-دير الزور:
خضر العفص (بتاريخ25\6\2012)
اسماعيل العتيق-خضر الجاسم -حميد الجاسم(بتاريخ24\6\2012)

الجرذي-دير الزور:
اسماعيل علي العايش (بتاريخ 25\6\2012)

البوليل-دير الزور:
محمد مساعد الوزعل(بتاريخ24\6\2012)

دوار المدلجي -دير الزور:
جمعة المطر(بتاريخ 25\6\2012)

الشنان- دير الزور:
محمد النكلاوي(بتاريخ25\6\2012)

حي سينما فؤاد-دير الزور:
علاء سعد التبن(بتاريخ24\6\2012)

حي الموظفين-دير الزور:
عمار العمار (بتاريخ25\6\2012)
عمار خضر العمار-سلوى مرعي(بتاريخ24\6\2012)

سفيرة تحتاني-دير الزور:
علي أحمد السلامة(بتاريخ 25\6\2012)

دير الزور:
آلاء العطية-حسين علي السخني-خالد العبيد(بتاريخ 25\6\2012)
خليل ابراهيم الكرك-منار محمد الفالح (السلامة)-نضال فيصل الربيع-ماجد الهجو-صفوان صبحي العبود- محمد أنس آغي- محمد جهاد التركي-معين التبن- اسماعيل الدرويش- محمد العبد الله(بتاريخ24\6\2012)

دوار العبود-دير الزور:
ثامر محمد حمادة (بتاريخ25\6\2012)

البوكمال-دير الزور:
حازم رميل الرياح(بتاريخ 25\6\2012)

راس العين-الحسكة:
شمدين حسين آل رشي(بتاريخ24\6\2012)

الضحايا القتلى من الجيش والشرطة.
حمص:
الرقيب سليمان علي صقر-الرقيب عبد الله محمود الابراهيم-الرقيب رضوان ابراهيم رضوان- الرقيب حافظ صالح صقر- الرقيب هادي محمد اسماعيل-العريف عبد العزيز أحمد بلول (بتاريخ 25\6\2012)
المجند محمود محمد عصير- المستخدم المدني وسام سليمان(بتاريخ 24\6\2012)

اللاذقية:
النقيب حسام كامل صبيحة -الرقيب أيوب رزق محمد- المجند لؤي يوسف حسين (بتاريخ 24\6\2012)

طرطوس:
المساعد أول أسامة سليمان حسن- المساعد فادي منير حمود- الرقيب أول ربيع رفعت أسعد -الرقيب علي عتيق – الشرطي سومر محمود مصطفى- الشرطي محمد عارف محمد(بتاريخ 24\6\2012)

ريف دمشق:
المجند خالد محمد محمد-المجند محمود خالد اللحام(بتاريخ 25\6\2012)
المساعد أول فؤاد احمد الحمدان-المساعد علي نواف عز الدين- المساعد محمد حسين عز الدين-الرقيب غسان محمد زاعور-المجند احمد عوض الخلف (بتاريخ 24\6\2012)

دمشق:
الرقيب ماهر محمد أحمد -المجند حسام الدين زياد صالحاني-المجند عدنان أحمد القواص (بتاريخ 25\6\2012)

ريف حماه:
المساعد أول هيثم احمد الشريقي-الرقيب اول محمد سليمان درويش-الرقيب سليمان كاسر السالم-الرقيب فادي عيسى جوهرة-الرقيب أحمد رحيل رحال-الرقيب محسن نور الدين علي- المجند مدين علي الجاسم الموسى (بتاريخ 24\6\2012)

السويداء:
المجند غياث سيف-المجند مروان سلمان منذر (بتاريخ 25\6\2012)

حلب:
المساعد أول المغيرة أحمد أمين-المجند هلال عبد الله الابراهيم-المجند رامي صلاح الدين السحية- المجند أحمد عبد اللطيف الاحمد النجار-المجند حسين علاء الدين ناصر(بتاريخ 24\6\2012)
ادلب:
المجند عمار ناصر خرزوم (بتاريخ 25\6\2012)

درعا:
المجند مروان محمد الطراد-المجند يمان فواز أبو حوية (بتاريخ 24\6\2012)

دير الزور:
الرقيب أكرم هويجة محمد-المجند ايمن السواس-المجند عبد الخالق السايس-المجند محمد علي السده (بتاريخ 25\6\2012)

الحسكة:
العريف المجند محمد أحمد الحمو-المجند سليمان عادل يونس (بتاريخ 24\6\2012)

الجرحى من المدنيين والعسكريين

خبب -درعا:
سومر محمود المحمد(بتاريخ 24\6\2012)
حي جنوب الملعب- حماه:
الطبيب مجد دقاق(بتاريخ 21\6\2012)
زهير قرطباني-أسيل مقلة(بتاريخ 21\6\2012)

الاعتقالات التعسفية
استمرت السلطات السورية بنهج الاعتقال التعسفي, وقامت باعتقال العديد من المواطنين السوريين والمثقفين والناشطين ,وعرفنا منهم الأسماء التالية:

الحسكة :
السيد مصطفى جمعة سكرتير حزب أزادي وعضو مجلس الرئاسة للمجلس الوطني الكردي في سوريا تعرض للاختطاف في منطقة الملكية-الحسكة ,أثناء محاولته العبور إلى كوردستان العراق (بتاريخ 23\6\2012)
محمد أحمد هجيج المحيمد (بتاريخ 22\6\2012)
دمر- دمشق:
حسام جوخدار(بتاريخ 20\6\2012)

داريا-ريف دمشق:
محمد موفق العبار-سومر بشير خشيني-فراس محمد سعيد جنح (بتاريخ 19\6\2012)
حتيتة التركمان-ريف دمشق:
علي نصر-قاسم عسة-عبد الهادي عسة-مهند بقاعي-خالد حليمة- طارق بقاعي (بتاريخ 20\6\2012)

المعضمية-ريف دمشق:
خالد جمال حمود-خالد محمد الغندور(بتاريخ 20\6\2012)

عرطوز-ريف دمشق:
علاء علي طه- عبد السلام علي طه- يحيى ضاهر(بتاريخ 20\6\2012)

دير العصافير- ريف دمشق:
عبد السلام علي طه- علاء علي طه(بتاريخ 20\6\2012)

زملكا-ريف دمشق:
محمود غرة (بتاريخ20\6\2012)

معردس- حماه:
محمد عبدو الكسار(بتاريخ 21\6\2012)

طيبة الإمام-حماه:
سالم محمود الجمعة- علاء سالم الجمعة- أنس سالم الجمعة-محمد سالم الجمعة(بتاريخ 21\6\2012)

القصير -حمص:
أحمد زكريا سليمان (بتاريخ 22\6\2012)

منبج-حلب:
عبدو العمر أبو عرب- محمود الشيخو-عبد الله الزغي- حسين هلال(بتاريخ 21\6\2012)

حلب:
مجد الدين عيسى (بتاريخ22\6\2012)

دارة عزة- ريف حلب:
علي أحمد رشيد-إيهاب محمد صبحي رشيد- عبد الله أحمد رشيد(بتاريخ 21\6\2012)

جسر الشغور-ادلب:
محمد رشواني(بتاريخ22\6\2012)

سحم الجولان- درعا:
أحمد نضال الحشيش (بتاريخ24\6\2012)

نوى- درعا:
أيمن فرحان الناطور-أنور يحيى الناطور- زكريا يحيى الناطور-مهران محمد جبر خطاب-أحمد عبد المولى شرف (بتاريخ 24\6\2012)

الصنمين-درعا:
زهير النصار-نصوح أحمد اللباد-ماهر أحمد اللباد- راكان محمود اللباد-محمد خليل النصار-خليل سميح العثمان(بتاريخ 24\6\2012)
محمود محمد المحمد- خليل سميح العثمان (بتاريخ 23\6\2012)

محجة-درعا:
محمود هاشم المجاريش- ياسر عبد المنعم المجاريش- عدنان المجاريش- مناف هشام المجاريش- إبراهيم موسى المجاريش- يوسف برغش- محمود برغش- إبراهيم برغش(بتاريخ23\6\2012)

داعل-درعا:
محمد سليمان مجيد الناصير (بتاريخ22\6\2012)

المليحة الشرقية-درعا:
وهيب يوسف العماري – محمد عبد العزيز الزعبي (بتاريخ 22\6\2012)

بصر الحرير-درعا:
وليد حمدان السليم الحريري-حمدان السليم الحريري- تيم حمدان السليم الحريري(بتاريخ23\6\2012)
الاختطاف والاختفاء القسري
ريف دمشق:
المهندس حمزة اسماعيل مدير مركز السياسات الزراعية في دمشق -الكائن على طريق مطار دمشق الدولي- بتاريخ 19\6\2012تعرض للاختطاف من قبل مسلحين مجهولين, مع نجله وعدد من حراسه، واقتادوهم إلى جهة مجهولة
ريف دمشق:
احمد عمر السعيد(بتاريخ 23\6\2012)

دير الزور:
الشيخ عبد القادر الراوى مفتي دير الزور, تعرض للاختطاف من قبل مسلحين مجهولين بتاريخ 25\6\2012

إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, إذ نتوجه بالتعازي الحارة والقلبية, لجميع من سقطوا من المواطنين السورين ومن المدنيين والشرطة والجيش ,ومع تمنياتنا لجميع الجرحى بالشفاء العاجل, فإننا ندين ونستنكر جميع ممارسات العنف والقتل والاغتيال ,أيا كانت مصادرها ومبرراتها, فإننا نتوجه إلى جميع الأطراف الحكومية وغير الحكومية,من اجل العمل على:
الوقف الفوري لدوامة العنف والقتل ونزيف الدم في الشوارع السورية, آيا كانت مصادر هذا العنف وآيا كانت أشكاله ومبرراته .
تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة و محايدة ونزيهة وشفافة بمشاركة ممثلين عن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية, تقوم بالكشف عن المسببين للعنف والممارسين له, وعن المسئولين عن وقوع ضحايا ( قتلى وجرحى ),سواء أكانوا حكوميين أم غير حكوميين, وأحالتهم إلى القضاء ومحاسبتهم.
إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، إذ ندين ونستنكر بشدة الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري بحق المواطنين السوريين المذكورين أعلاه، ونبدي قلقنا البالغ على مصيرهم, ونطالب الأجهزة الأمنية بالكف عن الاعتقالات التعسفية التي تجري خارج القانون والتي تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق والحريات الأساسية التي كفلتها جميع المواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بذلك. ونبدي قلقنا البالغ من ورود أنباء عن استخدام التعذيب على نطاق واسع وممنهج ، مما أودى بحياة العديد من المعتقلين
وإذ نعلن تأييدنا الكامل لممارسة السوريين جميعا حقهم في التجمع والاحتجاج السلمي والتعبير عن مطالبهم المشروعة والمحقة والعادلة ,فإننا نطالب الحكومة السورية بالعمل سريعا على تنفيذها, من اجل صيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي امن وواعد لجميع أبناءه دون أي استثناء.
واننا نؤكد على أن الحق في التظاهر السلمى مكفول ومعترف به في كافة المواثيق الدولية باعتباره دلالة على احترام حقوق الإنسان في التعبير عن نفسه وأهم مظهر من مظاهر الممارسة السياسية الصحيحة, كما هو وارد في المادة (163) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ,وكذلك في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة (3) ,و المادة (12) , ان حرية الرأي والتعبير, مصونة بالقانون الدولي العام وخاصة القانون الدولي لحقوق الإنسان, وتعتبر من النظام العام في القانون الدولي لحقوق الإنسان, ومن القواعد الآمرة فيه، فلا يجوز الانتقاص منها أو الحد منها, كما أنها تعتبر حقوق طبيعية تلتصق بالإنسان، ولا يجوز الاتفاق علي مخالفتها، لأنها قاعدة عامة، ويقع كل اتفاق علي ذلك منعدم وليس له أي آثار قانونية, لذلك فإن القمع العنيف للمظاهرات السلمية جرائم دولية تستوجب المساءلة والمحاكمة,ولذلك فإننا نتوجه الى الحكومة السورية بالمطالب التالية:
إغلاق ملف الاعتقال السياسي وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين, ومعتقلي الرأي والضمير, وجميع من تم اعتقالهم بسبب مشاركاتهم بالتجمعات السلمية التي قامت في مختلف المدن السورية , ما لم توجه إليهم تهمة جنائية معترف بها ويقدموا على وجه السرعةً لمحاكمة تتوفر فيها معايير المحاكمة العادلة
كف أيدي الأجهزة الأمنية عن التدخل في حياة المواطنين عبر الكف عن ملاحقة المواطنين والمثقفين والناشطين ,والسماح لمنظمات حقوق الإنسان بممارسة نشاطها بشكل فعلي.
وضع جميع أماكن الاحتجاز والتوقيف لدى جميع الجهات الأمنية تحت الإشراف القضائي المباشر والتدقيق الفوري في شكاوي التعذيب التي تمارس ضد الموقوفين والمعتقلين والسماح للمحامين بالاتصال بموكليهم في جميع مراكز التوقيف
الكشف الفوري عن مصير المفقودين.
اتخاذ التدابير اللازمة والفعالة لضمان ممارسة حق التجمع السلمي ممارسة فعلية.
ضمان الحقوق والحريات الأساسية لحقوق الإنسان في سورية ,عبر تفعيل مرسوم إلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية .
أن تكف السلطات السورية عن أسلوب المعالجات القمعية واستعمال القوة المفرطة, والذي ساهم بزيادة التدهور في الأوضاع وسوء الأحوال المعاشية وتعميق الأزمات المجتمعية, ولم يساهم هذا الأسلوب القمعي بتهدئة الأجواء ولا بالعمل على إيجاد الحلول السليمة بمشاركة السوريين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم ,هذه الحلول التي ستكون بمثابة الضمانات الحقيقية لصيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي آمن لجميع أبنائه بالتساوي دون اي استثناء.
دمشق في
25\6\2012
المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية

المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية
المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سورية ( DAD ).
المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية
اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (الراصد ).
منظمة حقوق الإنسان في سورية – ماف.
لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية ( ل.د.ح ).

 

 

مرآة أو صدى كرد سورية/ ليس في الصفحة الرئيسية
براءة الشباب الأكراد المتهمين باقتحام السفارة السورية في فيينا
مراسل الخطوة – فيينا
قضت المحكمة الحكومية النمساوية ببراءة عشرة من الشباب الأكراد الذين اقتحموا السفارة السورية في فيينا غداة اغتيال الشهيد المناضل مشعل تمو بأيد و أدوات آثمة دفعها النظام في دمشق للقتل والاجرام .
إثر ذلك أقدمت مجموعة من الشباب الكوردي بتاريخ الثامن من شهر تشرين الأول من عام 2011 على اقتحام السفارة السورية مؤكدين للعالم أن ” الدم الكوردي غالي ” وما أن علمت السلطات النمساوية بالحادث حتى وصلت عشرات السيارات من الشرطة ، مرفقة بالكلاب البوليسية ، وأقدمت على اعتقال أحد عشر شابا كرديا ً جرت محاكمتهم أمس الثلاثاء الواقع في 26/6/2012 في صالة محكمة ال ” Landesgericht ” في مدينة فيينا عاصمة جمهورية النمسا الفيدرالية وذلك بحضور وسائل الصحافة والاعلام النمساويتان ، فحكمت على واحد منهم بالسجن لمدة ثلاثة أشهر ، ثم خففت الحكم إلى شهرين مع وقف التنفيذ نظرا ً لخلو ملفه من أية شائنة أمنية أو أخلاقية في دولة النمسا ، وحكمت على البقية بالبراءة استناداً إلى كون لعدم توفر الأدلة ، واعتبارالسبب سياسيً لم يكن بدافع الإجرام والتخريب .
بدورها ، القاضية طلبت من ممثل السفارة ” نديم دحدل ” في المحكمة أن يدلي بشهادته ، فاعتذر وتنصل من المسؤولية قائلا : ” لم أكن موجودا ً في السفارة ، ولم أرى شئ ، ولم آتي برغبتي هنا للشهادة ، وانما السفارة أرسلتني للآدلاء بشهادتي .” .

 

مقالات سياسية أو أخرى
مرسي وإيران
د. محمد السعيدي
تعجب صاحبي لمَّا رأى سروري بفوز الدكتور المهندس محمد مرسي بمنصب رئاسة مصر , وقال كلاماً كثيراً كان مستقبل العلاقة بين مصر وإيران أهم مافيه . فصاحبي لم يكن يتمنى فوز مرسي لا كرهاً له بل خوفاً من علاقة غير محسوبة العواقب بين مصر والدولة الإيرانية الصفوية .
وليس صاحبي أكثر مني استنكاراً من الحميمية التي يبديها كثيرون من رموز جماعة الإخوان نحو النظام الصفوي في إيران , ولا أكثر استياءً مني من التعاطف الذي يبديه النظام الإيراني نحو جماعة الإخوان , لكن الذي أختلف فيه مع صاحبي هو أنني لا أنظر إلى الصورة كاملة –كما أزعمه عن نفسي – بينما ينظر صاحبي إلى جزءٍ من الصورة .
الجزء الذي نظر إليه صاحبي هو دفء المواقف الإخوانية من إيران ومشاريعها التوسعية اقتصادياً وجغرافياً وفكرياً , والغزل الإيراني المستمر بجماعة الإخوان وقياداتها ورموزها التاريخية .
أما الأجزاء التي نظرت إليها فتتمثل فيما يلي:
1 – التوسع الإيراني الاقتصادي والفكري ليس مشروعاً إخوانياً كما يتوهم البعض بل هو مشروع أمريكي صهيوني , ولذلك فإن أي قيادة جديدة لمصر سواء أكانت إسلامية إخوانية أم ليبرالية أم عسكرية سوف تفتح الأبواب للمد الصفوي وذلك إن لم يكن بدافع من التقارب الحركي كما هو الشأن مع الإخوان ,وشاهدنا أنموذجه في تونس ,فسوف يكون بإملاءات خارجية وتبريرات اقتصادية وثقافية , فحتى لو كان الفوز من نصيب شفيق فلن يتغير الموقف فيما أتصوره.
2- إلغاء مجلس الشعب المصري جعل رئاسة الوزراء ليست استحقاقاً للأغلبية التي يُمثلها الإخوان , وسوف نشهد أزمة سياسية في مصر قد تكون ظاهرة على السطح وقد تكون خلف الكواليس حول تعيين رئيس الوزراء , أما تشكيل الحكومة وتوازناتها فسوف تكون الإشكالية فيها أكبر وغياب مجلس الشعب سيجعل الأزمة أصعب , وربما يكون الرئيس مضطراً للإبقاء على الحكومة المؤقتة التي لا تمثل الإخوان ولا غيرهم حتى تعاد انتخابات مجلس الشعب , وفي تقديري أن القوى الدولية والداخلية لن ترضى بل لن تسمح للإخوان بأن يتولوا منصبي رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة , ومع هذا فسوف نشهد تقارباً مصرياً إيرانياً في ظل أي حكومة لا تنتمي رئاستها للإخوان , كما أننا شهدنا الكثير من نماذج هذا التقارب في ظل الحكومة المؤقتة التي يرأسها أحد رجال مبارك السابقين وهو الدكتور الجنزوري , فقد استمعنا إلى تغلغل اقتصادي وتبشيري واضح مع أن الإخوان كانوا أبعد الناس عن الحكومة المؤقتة في تلك الفترة التي أعقبت سقوط مبارك .
3 – وفي حال عودة الإخوان إلى أغلبية مجلس الشعب فلن يضيفوا شيئاً جديداً إلى العلاقات الإيرانية المصرية سوى إضفاء بعد ديني على هذه العلاقة , أما وجودها فهو كائن مع الإخوان أو مع غيرهم , وفي تقديري أن الإخوان لم يكونوا هم المستهدفين بحل مجلس الشعب بل المُستهدف الأكبر هم السلفيون الذين يبعث وجودهم الضيق لكل العاملين في السياسة المصرية من الإخوان والليبراليين والعسكريين على حدٍ سواء, كما يبعث الضيق للقوى الخارجية المؤثرة على السياسة المصرية كالأمريكان والأوربيين والصهاينة, ومن بواعث الضيق هو أن الوجود السلفي الكبير في مجلس الشعب يعني وجوداً مقابلاً له في الحقائب الوزارية , كما يعني عقبة صعبة تعوق كل المشاريع الأجنبية لاستقطاب مصر وتحييدها ومنها المشروع الصفوي المرضي عنه من قبل قوى الشر كلها.
قال صاحبي : الخلاصة أنك ترى أن التقارب المصري الإيراني كائن في ظل الإخوان وفي ظل غيرهم قلت نعم قال : إذاً لماذا فرحت بفوز مرسي؟
قلت أشياء كثيرة تجعلني أفرح بمرسي,منها : أن عوامل انتمائه وثقافته وتدينه السنية وفي ظل انعزاله عن الجماعة بسبب منصبه سوف يخيب آمال الأمريكيين والإيرانيين فيه وسوف يكون رقيباً على العلاقات المصرية الإيرانية من أن تصل إلى تمكين إيران من رقبة مصر فكرياً أو اقتصادياً , هذا ما أتوسمه فيه بإذن الله تعالى. كما أتوسم في كل المخلصين في مصر بعد انقضاء وهج الثورة وتداعياتها أن يتفطنوا لمراد الغرب منهم ومن ثورتهم ويخيبوا آماله العريضة فيهم .
ومنها : أن تدينه ونظافته سوف تساعد على رفع المستوى الاقتصادي لمصر دولة وشعباً , وهذا المطلب لو تحقق فسوف يعود على استقلال القرار السياسي لمصر بالكثير من الإيجابية , مع أن هذا الاستقلال للقرار السياسي في مصر أو في غيرها لن يكون قريب المنال ويحتاج الأمر لبلوغه سنوات من العمل الرفيق الدقيق والمكر السياسي الذي أتمنى أن تحسنه قيادات السياسة المصرية الجديدة.
قال صاحبي : ودول الخليج هل ستستسلم لهذا المخطط الذي تُقَدِّرُه أنت وسوف تحيط إيران بموجبه بهذه الدول إحاطة السوار بالمعصم .
أجبت : دول الخليج أمامها فرص كثيرة لاختراق هذا الطوق الصفيوني الذي يُراد فرضه عليها , وأولها أن تقدم نفسها لمصر كبديل أقوى وأقدر على مُساعدة مصر , ولكن ليس على شكل منح نقدية غير مشروطة كما كان ذلك هو الشأن قبل الثورة , بل على شكل شراكات تنموية تقف فيها مصر موقف الند أي الذي يعطي ويأخذ وليس الذي يأخذ وحسب .

 
أخبار الثورة
رسالة الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية الى رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ورئيس وزراء بريطانيا ورئيسة وزراء ألمانيا الاتحادية
السيد الرئيس
تحت سمع وبصر العالم تقع أخطر مجازر تستهدف ابادة شعب وتدميره أدت الى الآن الى قتل عشرات الآلاف من السوريين وتدمير مدنهم وقراهم
شعب يكافح من أجل الحرية والعدالة والعيش في دولة مدنية ديمقراطية يتعرض الى أقسى درجات العنف وأشد وسائل القمع والاضطهاد .
شعب يتطلع الى ممارسة حقه في تقرير مصيره يتعرض للذبح والاعتقال والتهجير .
نناشدكم أن تتحملوا مسؤوليتكم الانسانية والأخلاقية واتخاذ قرار بتشكيل ائتلاف عسكري دولي لانقاذ شعب سورية وتمكينه من تقرير مصيره .
ما يجري في سورية من جرائم لا يشكل خطرا على شعبها فقط وانما على شعوب المنطقة وعلى الأمن والاستقرار والمصالح الدولية .
طموحات التحالف القائم بين ايران وروسيا والطاغية بشار الأسد تهدف الى السيطرة على الشرق الأوسط والتحكم بشعوبه ونفطه وموارده وموقعه الاستراتيجي .
هذا التحالف يهدف الى خلق واقع جديد في الشرق الأوسط يكون خصما لكم ويضعكم أمام خيارين اما خيار الرضوخ لمطالبه  أو دفعكم الى مرحلة الحرب الباردة بكل احتمالاتها بما في ذلك استنزافكم .
انقاذ الشعب السوري وحمايته وتمكينه من تحقيق طموحاته الوطنية هو في المحصلة حماية لأمن المنطقة وأمنكم وللمصالح الأساسية المتبادلة بينكم وبين شعوب المنطقة .
ان انقاذ الشعب السوري وتمكينه من بناء الدولة المدنية الديمقراطية ضمانة لتحقيق السلم والاستقرار والعدالة في الشرق الأوسط.
نناشدكم ألا يستخف أحد بهذا التحالف كما نناشدكم المساهمة في اسقاطه والطريق الوحيد لاسقاطه هو اسقاط الطاغية بشار الأسد ونظامه .
اسقاط النظام المستبد والقاتل هو اسقاط لاستراتيجية هذا التحالف لأنه من أول نتائجه خروج ايران من لبنان وسورية والعراق ومن الساحة الفلسطينية واغلاق الباب أمام طموحات القيادة الروسية في العودة الى الحرب الباردة والى لاعب أساسي في الساحة الدولية .
الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية

 
أخبار عامة/ ليس في الصفحة الرئيسية
بيان صحفي/500 مليار دولار: حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الأعضاء لـ 2011
بكين ـ 27 يونيو 2012
بكين ترغب في عضوية مراقب بـ (التعاون الإسلامي)
بدأ الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، اليوم الأربعاء، 27 يونيو 2012، زيارة إلى جمهورية الصين الشعبية، هي الثانية، بعد زيارته التاريخية والأولى لأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، في صيف 2010، حيث من المرتقب أن يلتقي إحسان أوغلى بعدد من المسؤولين الصينيين، كما سيفتتح المؤتمر الدولي، (الصين والعالم الإسلامي ـ التلاقي الثقافي)، كما التقى نائب وزير الخارجية الصيني، جهاي جن، الذي أكد في بداية اللقاء العلاقات المتينة بين الصين والعالم الإسلامي، والتي تميزت على مدى قرون بمتانتها، كما أكد الأمين العام للمنظمة ما قاله رئيس الوزراء الصيني، وين جياباو، خلال لقائه معه في الرياض في مايو الماضي، بأن (العلاقات بين الصين والمنظمة، يجب أن تكون علاقات إستراتيجية).
وفي اللقاء، أبدى نائب وزير الخارجية الصيني، حرص بلاده على علاقات اقتصادية وثقافية متميزة مع دول العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن بلاده تحظى بثقة عالية بين الدول الأعضاء بالمنظمة، خاصة لدعمها القضايا المصيرية في منطقة الشرق الأوسط، وحقوق تلك الدول في المحافل الدولية. وقال إن الدول الإسلامية تعتبر من أهم الشركاء العالميين التجاريين للصين، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ في عام 2011، نصف تريليون دولار، ليحتل بذلك المرتبة الثانية بعد دول الاتحاد الأوروبي.
بدوره أكد إحسان أوغلى ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين المنظمة، ودولها الأعضاء من جهة، والصين من جهة ثانية. وشدد كذلك على ضرورة تحديد الهدف لسقف التبادل التجاري المنشود بين الجانبين بغية العمل على تحقيقه في المستقبل، لافتا إلى رغبة المنظمة في وضع برامج مشتركة للعمل بها مع الحكومة الصينية أسوة بتلك البرامج التي تتعاون فيها المنظمة مع دول كبرى مثل برنامج رعاية الأمومة والطفولة الذي بدأته بالفعل مع الولايات المتحدة الأمريكية في أكثر من دولة عضو بالمنظمة.
على صعيد آخر، حث الأمين العام للمنظمة، الجانب الصيني ضرورة زيادة الاهتمام بالطابع الثقافي لمدينة قشغر التاريخية والتي تقع في غرب الصين، وتعرف بسماتها التاريخية والتراثية والثقافية الإسلامية، وأكد جهاي جن بدوره حرص بلاده على تنمية هذه المنطقة، مؤكدا حرص بلاده على الحفاظ على أماكن العبادة في تلك المدينة، وطابعها الثقافي.
كما أكد المسؤول الصيني التزام بلاده بخطتها التنموية، للنهوض بالمستوى المعيشي للشق الغربي من الصين، وقال إن الحكومة الصينية ماضية قدما في تعزيز الفرص التنموية في أقاليم شينغيانغ إيغور المتمتع بالحكم الذاتي، وغيره من الأقاليم في غرب الصين.
من ناحية ثانية، أبدى نائب وزير الخارجية الصيني، رغبة بلاده في الإطلاع على لائحة المعايير المطلوبة لنيل عضوية مراقب بالمنظمة، معربا عن أمله بأن تنال الصين هذه الصفة في اجتماع وزراء الخارجية المقبل في جيبوتي.
كما طلب المسؤول الصيني من وفد المنظمة، تزويده بالمعلومات الضرورية عن مشروع خط سكة حديد ـ بورسودان ـ دكار، الذي يصل المحيط الأطلسي بالبحر الأحمر، وكانت المنظمة قد أعلنت عنه في قمة دكار 2008. وقال جون إن حكومة بلاده تتعامل مع زيارة وفد المنظمة بجدية كبيرة، مشيرا إلى أنها أخطرت الشركات الصينية المعنية برغبتها في الإسهام في هذا المشروع، وهو ما رحب به الأمين العام لـ (التعاون الإسلامي).
سياسيا، حث إحسان أوغلى المسؤول الصيني على العمل من خلال علاقات بلاده القوية مع ميانمار على حماية حقوق (الروهينغا)، الأقلية المسلمة هناك، وذلك في ظل أعمال العنف التي تمارس ضد المسلمين في هذا البلد.

 

حقوق الإنسان
مجزرة تدمر وأخواتها سلسلة دموية تطوق عنق النظام السوري
محمد فاروق الإمام
في هذا اليوم 27 حزيران 1980م، نفذت العصابات الأسدية الباغية مجزرة بشعة بحق 1000 سجين معتقل في سجن تدمر الصحراوي، كانوا من صفوة السوريين وأخيارهم من علماء وأطباء ومهندسين وأساتذة وطلبة جامعات وضباط، غالبيتهم محسوبون على جماعة الإخوان المسلمين المعارضة أو مناصريهم.
ونفذ هذه المجزرة البشعة أكثر من 100 عنصر بمختلف الرتب تابعة لسرايا الدفاع يقودها المقدم محمد ناصيف بأوامر من العقيد رفعت الأسد، حيث نقلوا من دمشق إلى مطار تدمر العسكري، بواسطة 12 مروحية، ثم توجه نحو 80 منهم إلى السجن، ودخلوا على السجناء في زنازينهم وأعدموا المئات منهم بدم بارد رمياً بالرصاص والقنابل المتفجرة.
ووفق ما يتوفر من معلومات فإن جثامين القتلى نقلت بواسطة شاحنات وتم دفنها في مقابر جماعية أعدت مسبقا في وادِ يقع إلى الشرق من بلدة تدمر، دون أن يعترف النظام السوري بارتكابه هذه المجزرة أو الكشف عن أسماء ضحاياها وأماكن دفنهم.
وقعت هذه المجزرة البشعة وسط تعتيم إعلامي محلي وعالمي بعيداً عن أي ضجة يمكن أن تثار حول النظام، ولم يكتشف الناس أو يعلموا بوقوعها إلا بعد اعتقال السلطات الأردنية اثنين من المشاركين في المجزرة، كانا ضمن مجموعة اتهمت بالتخطيط لاغتيال رئيس وزراء الأردن الأسبق مضر بدران، حيث أدليا بتفاصيل المجزرة، فسارعت في حينه منظمة العفو الدولية إلى مطالبة السلطات السورية بإجراء تحقيق في المجزرة، لكن دون جدوى.
ونشرت مواقع حقوقية سورية شهادات لعناصر شاركوا في تنفيذ المجزرة، فأكدوا فيها أن مهمتهم كانت مهاجمة سجن تدمر. وقدر أحدهم عدد القتلى بأكثر من 500 قتيل. بينما قال أحدهم إنه شاهد الأيدي والأرجل ملطخة بالدماء.
ووصفت لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة -في حينه- المجزرة بأنها تتعدى حدود جرائم القتل العمد المعاقب عليها بموجب قانون العقوبات السوري، حيث يعتبر الآمرون بها وكل منفذيها مسؤولين جنائياً عن هذه المجزرة.
ولم تكن مجزرة تدمر هذه هي الوحيدة في عهد حافظ الأسد، بل وثقت منظمات حقوقية سبع مجازر جماعية في سجن تدمر وقعت خلال الأعوام 1980 و1981 و1982 وراح ضحيتها مئات السوريين.
في حين كشف عدد ممن أطلق سراحهم من المعتقلين فيما بعد أنه كان يتم يومياً إعدام ما بين عشرة وعشرين في اليوم الواحد على مدى وجودهم في سجن تدمر، وقد تجاوز اعتقال بعضهم 20 سنة.
وقد كثرت الكتب التي يصور أصحابها المآسي في تلك الفترة، من ذلك كتاب شاهد ومشهود للمعتقل الأردني محمد سليم حماد لمدة 11 عاماً صدر عام 1998م، وهو طالب أردني كان يدرس في جامعة دمشق، واعتقل مع آخرين. وقد صور فيه أهوال التعذيب في سجن تدمر، من صعق بالكهرباء, والتعليق من القدمين، والضرب المبرح، وتحدث الكاتب عن الأجواء المرعبة والإعدامات المتواصلة لسجناء الرأي داخل السجن، وقد شاهد وفاة عدد منهم، والكتاب مطبوع في الأردن.
وهناك المواطن السوري الذي آثر أن يروي مأساته في روايته المدهشة (القوقعة-يوميات متلصص) تحت اسم (مصطفى خليفة) وهو مسيحي يدين بالمذهب الكاثوليكي، وعاش لنحو 6 سنوات في باريس يدرس الإخراج السينمائي وفضل العودة إلى الوطن ليقدم خبرته لبلده فساقه حظه العاثر إلى سجن تدمر بتهمة الانتماء للإخوان المسلمين وأمضى في السجن الصحراوي سيء السمعة نحو 12 سنة وضمّن ذكرياته الأليمة في كتابه القوقعة الذي نشرته دار الآداب-بيروت 2008.
وكذلك كانت حكاية الشاب الأردني المهندس سليمان أبو الخير الذي كان يدرس في ألمانيا وكان ينوي زيارة أهله في الأردن في العطلة الصيفة فدخل سورية عن طريق البر في سيارة ألمانية، فكان جلاوزة الأمن على الحدود السورية له بالمرصاد، فاقتيد إلى أحد فروع المخابرات في دمشق، وليحط رحاله فيما بعد في سجن تدمر الصحراوي لمدة خمس سنوات، ويروي عذاباته في ذلك السجن الرهيب في كتاب تحت عنوان (الطريق إلى تدمر – كهف في الصحراء – الداخل مفقود، والخارج مولود) طبع في الأردن-دار الأعلام 2011م.
ذكريات مجازر تدمر وعذابات سجنائها والتعتيم على فقدان أكثر من 17000 معتقل دون الإعلام عن مصيرهم إن كانوا من بين الأموات أو في عالم الأحياء منذ العام 1980 وحتى الآن، وما خلفوا وراءهم من مآسي إنسانية وأسرية.. لا تزال هذه الذكريات كابوس يجسم على صدور السوريين ويؤرق حياتهم، وسيظل هذا هو الحال حتى القضاء على هذا النظام بكل مكوناته السادية التي لا تعرف إلا القمع والقتل والتدمير والفساد.
سلسلة المجازر الدموية المتواصلة منذ تسلق حفنة من الضباط البعثيين المغامرين جدران القصر الجمهوري في عتمة ليل الثامن من آذار عام 1963 والتي زادت وتيرتها وتوسعت أفقياً وعمودياً وكيفاً وكماً حتى الآن، تؤكد على أن على العالم أن يقف وقفة شجاعة تجاه هذا النظام الدموي لوقف خطره، الذي هو في توسع إلى خارج حدود سورية ليطال الدول المجاورة سعياً لجر المنطقة إلى صراع إقليمي، بعد أن يأس في قمع الثورة السورية التي باتت عصية عليه وعلى كل حلفائه رغم الدعم الكبير الذي يقدم إليه لنحو سنة ونصف، ورغم ما أقدم عليه من ارتكاب المجازر البشعة وما استعمله من أسلحة ثقيلة إضافة إلى الطائرات والبوارج الحربية بكل نيرانها الجهنمية وآثارها المدمرة للمدن والبلدات والقرى، وقد بات محاصراً حيث وجود هذه الأسلحة الثقيلة فاقداً السيطرة على ما يزيد على 70% من الأراضي والمدن والبلدات والقرى السورية في كل رقعة الخريطة السورية.

 

حسب مصادر سياسية كردية, فإن “المجلس الوطني” السوري يخطط لتحويل المنطقة الشمالية السورية من الحسكة والقامشلي وحتى مدينة حلب الى “منطقة محررة” من قوات نظام بشار الاسد لكي يتسنى نقل قيادة “الجيش السوري الحر” وبعض قيادات “المجلس الوطني” الى داخل سورية, وهو تطور سيسهم في تحقيق نتيجتين حيويتين: الأولى, اقناع مجلس الأمن الدولي بتأمين حماية دولية للمناطق المحررة, والثانية, تشكيل قوات عسكرية للمعارضة أكثر تنظيماً وتسليحاً للعمل على تحرير بقية المناطق السورية.
عن صحيفة ال س س ن

 

مقالات سياسية أو أخرى /توضع صورة للكاتب
إيران هي من قتلت الحكيم لأنه كان ينوي نقل المرجعية من قم الى النجف
د. عبدالله النفيسي
ذكر الدكتور عبدالله النفيسي في محاضرته التي عنوانها (موجة التغيير الشعبي في الوطن العربي.. السياق والدلالة) ما يلي:
أنا كنت من الناس النوادر الذين حرصوا على زيارة إيران على مدى زمن طويل بسبب تخصصي في موضوع الشيعة والتشيع ؛ لأن أطروحتي (الدكتوراه) كانت “الدور السياسي للشيعة في تطور العراق السياسي الحديث”، وهذا الموضوع ألزمني بالذهاب إلى العراق، وكنت في ضيافة السيد محسن الحكيم في النجف ، وهذه الضيافة استمرت ستة أشهر هناك ، وكنت ألتقي بكل علماء الشيعة ، ورأيت الخميني سنة 1968 قبل الثورة بعشر سنوات، وجلست في حلقة من حلقاته، وتكلمت معه وكان في عز عنفوانه وشبابه. وكان عبدالعزيز الحكيم، ومحمد باقر الحكيم ومهدي الحكيم الذي قتل في الخرطوم فيما بعد، كل هؤلاء كنت على تماس يومي معهم وكتبت أطروحتي ثم أصبحت مهتما بالشؤون الإيرانية..
وجئت إلى الكويت وكنت أزور سنويا النادي الدبلوماسي في طهران المرتبط بوزارة الشؤون الخارجية (دفتر مطالعات سياسي بيني مللي) حاضرت في هذا المركز لسنوات عديدة ، والتقيت في إيران بكل أطياف المسؤولين من المرشد خامنئي الذي زرته في بيته وقعدت معه وأخذت وأعطيت معه في الكلام حول شؤون الخليج ، إلى ناطق نوري ، وخاتمي ورفسنجاني وروحاني ومهدوي كميل إلى مجموعات هائلة من الأساتذة في جامعات إيران (داي شكاه شيراز وداي شكاه طهران وداي شكاه أصفهان) وهذه جامعات زرتها كلها ، وحاضرت فيها ، وولايتي وعباسي كل هؤلاء من الشخصيات الإيرانية التقيت بهم وجلست معهم وآكلتهم وتناقشت معهم ، وأستطيع أن أزعم من خلال هذه التجربة أني أعرف إيران من الداخل .
كل هؤلاء – من المرشد إلى أصغر موظف في الخارجية إلى كبار الضباط في الجيش إلى الحرس الثوري إلى وزارة الاستخبارات – وكانوا يحضرون محاضراتي عبدالله نوري وجماعته – كل هؤلاء تجمعهم مسألة واحدة، وهي اعتقادهم الجازم أن دول الخليج تابعة لإيران أساسا تاريخيا، والأمر الثاني أن هناك ثأرا تاريخيا بيننا وبينكم أيها العرب الذين غزوتمونا بماتسمونه الفتح الإسلامي وقضيتم على حضارتنا الفارسية، ونحن الآن سنحت لنا الفرصة للأخذ بهذا الثأر التاريخي. كلهم مجمعون على هذا الكلام
يستعملون في إيران التشيع كحصان طرداوة وليس اعتقادا للتشيع . فالتشيع عربي في الأصل وليس إيرانيا ، والذين نقلوا التشيع إلى إيران هم عرب . ولذلك إيران ترى الوسيلة الوحيدة لاختراق العرب هي التشيع مع أن دولتهم دولة قومية فارسية
أنا جمعتني سنة 2002 قبل احتلال العراق جلسة مع محمد باقر الحكيم فبعد أن ألقيت محاضرتي السنوية في النادي الدبلوماسي في طهران ، ورجعت إلى الفندق تلقيت اتصالا من محمد باقر الحكيم ، واستضافني فأرسل إلي سيارة (جراند زادي) وأخذتني إلى بيته ، وجلسنا معا بيننا طبق مأكولات إيرانية، فأغلق الباب والشبابيك، وقال لي : يا عبدالله نحن استضفناك ستة أشهر في بيتنا، أنا أحس أن الإيرانيين اضطهدونا، فطلبت منه أن يخفض صوته لئلا يسمعه أحد وقلت له : نحن نعتبركم في العالم العربي والخليج عملاء لإيران، فقال : ياليتهم يعاملوننا كعملاء لإيران، إنهم يذلوننا لأننا عرب، وقد اكتشفت بأنهم فرس، والتشيع بالنسبة لهم حصان طرداوة لاختراق العالم العربي. فقلت له : وماذا ستفعل ؟ فقال : أول خطوة سأقوم بها حين أعود إلى النجف أن أحول المرجعية إلى مرجعية عربية بدل المرجعية الفارسية . (فالسيستاني كان موجودا وقتها في النجف وجوازه إيراني وجنسيته إيراني وهو من سيستان)
ولذلك مقتل محمد باقر الحكيم له علاقة بهذا . واتهام القاعدة بذلك ليس صحيحا ، فليس للقاعدة أي مصلحة في اغتيال الحكيم..! في ضوء هذا كله لابد من أخذ الحذر كما أرشدنا القرآن {وخذوا حذركم} ، ولا سيما بعد مواقف إيران من البحرين ، وتفاصيل ماحدث في البحرين ، فالتحدي الأساسي لدول مجلس التعاون هو إيران
صدر مؤخرا كتاب ألفه رجل أعمال إيراني مقيم في تكساس اسمه تريتا بارسي كان مبعوث الحكومة الإيرانية إلى إسرائيل وإلى أمريكا ، كتبه بالإنجليزية ونقل إلى العربية في لبنان ، عنوانه (التحالف الشرير بين أمريكا وإسرائيل وإيران) ذكر فيه معلومات بأسماء وتواريخ وأماكن واجتماعات بين الأطراف الثلاثة بهدف التآمر على الدول العربية في الخليج . وأنت إذا جلست مع الإيرانيين وخبرتهم لم تجد عندهم عداوة لليهود ، بدليل معابد اليهود في طهران ، هناك شارع منو شهري ، شارع تباع فيه التحف ، وفيه معابد لليهود ، بينما أهل السنة يمنعون من إقامة مسجد واحد في طهران
وذكر النفيسي تعليقا على ثورات مصر وتونس فقال : شعوبنا عاطفية ، فحين نشاهد هذه التحولات نتصور أن مشكلاتنا حلت . وهذا غير صحيح أبدا . وأذكر هنا أن كوندليزا رايس حين رشحها الرئيس الأمريكي لوزارة الخارجية وتم عمل مقابلة لها في الكونجرس فسألوها عن مشروعها فقالت : سوف أجتهد في التخلص من الحلفاء السابقين لأنهم انتهت صلاحياتهم واستهلكناهم فلابد من التخلص منهم والإتيان بحلفاء جدد
http://www.albasrah.net/maqalat_mukhtara/musawi_10102003.htm

 

أخبار الثورة
اشتباكات عنيفة حول مقار الحرس الجمهوري بالقرب من دمشق
بيروت – أ.ف.ب | 2012-06-27
وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة أمس الثلاثاء في مناطق مختلفة من سوريا أسفرت عن مقتل أكثر من 90 شخصاً، بينهم 27 قتيلاً في الريف الدمشقي.
وقتل 14 شخصاً جراء القصف على بلدة الهامة في ريف دمشق و11 في ضاحية قدسيا، حيث تدور اشتباكات بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين. وقتيلان في كل من دوما وحرستا.
وقتل شخص برصاص قناص في حي جوبر الدمشقي الذي شهد هو الآخر اشتباكات.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى وقوع اشتباكات عنيفة منذ فجر أمس استمرت حتى بعد الظهر حول مقار الحرس الجمهوري المكلف بحماية دمشق وريفها في قدسيا والهامة، وشملت الاشتباكات أيضاً بلدة دمر.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن الاشتباكات وقعت «حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم، على بعد نحو ثمانية كيلومترات من ساحة الأمويين في وسط العاصمة السورية».
وتنتشر عناصر الأمن بكثافة في دمشق، لاسيَّما في الشوارع والأحياء التي توجد فيها مراكز أمنية ومبان حكومية.
وقال عبدالرحمن «هي المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة إلى هذا الحد من وسط العاصمة، ما يدل على عنف الاشتباكات».
وفيما تحدث ناشطون عن «مجزرة» ارتكبتها قوات النظام في بلدة الهامة، قالت وكالة أنباء «سانا» السورية الرسمية إن «الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة تجمعت في الهامة في ريف دمشق».
وقال المتحدث باسم تنسيقية دمشق وريفها أبوعمر لوكالة فرانس برس عبر سكايب إن «كل الاتصالات مقطوعة عن منطقتي الهامة وقدسيا والمناطق القريبة منهما». مشيراً إلى أن قوات النظام اقتحمت المنطقتين بالدبابات، ووصلت أنباء عن «مجزرة»، لكن «لا أخبار مفصلة عما حصل».
وفي محافظة إدلب تعرضت بلدة سراقب لقصف أسفر عن مقتل شخصين، وقتل أربعة مواطنين بينهم مقاتل معارض في اشتباكات في خان السبل، وقتلت فتاة في القصف على منطقة خان شيخون، وجندي منشق في ريف إدلب.
في مدينة دير الزور تعرضت أحياء عدة إلى القصف، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم طفلة، وقتل ثلاثة أشخاص في مدينة موحسن بقصف القوات النظامية التي تحاول استعادة المدينة.
وفي محافظة حماة، قتل «قائد كتيبة ثائرة مقاتلة في بلدة صوران خلال اشتباكات مع القوات النظامية»، وضابط منشق برتبة نقيب في اشتباكات في ريف حماة.
وفي محافظة درعا قتل ثلاثة أشخاص إثر سقوط قذائف على بلدة كفر شمس التي شهدت اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين، وثلاثة في بلدة عتمان التي تعرضت للقصف.
واستمر القصف على مدينة حمص الذي لم يتوقف منذ أكثر من عشرين يوماً.
وذكر ناشطون أن القصف طال أحياء الخالدية وجورة الشياح وبابا عمرو وجوبر والسلطانية والحميدية وباب هود، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي على أطراف حي بابا عمرو.
وأعلنت الهيئة العامة للثورة استمرار القصف على مدينة الرستن في محافظة حمص براجمات الصواريخ.
وقتل، بحسب المرصد، ما لا يقل عن 32 عنصراً من القوات النظامية السورية في انفجارات استهدفت حواجز للقوات النظامية في محافظة إدلب، وفي اشتباكات في محافظات إدلب ودير الزور ودرعا وريف دمشق وحماة.
موسكو لا تعتبر إسقاط الطائرة التركية عملاً مقصوداً
أخبار الثورة
أردوغان يتوعد نظام الأسد بالرد.. و«الأطلسي» يستبعد التصعيد العسكري
عواصم – أ.ف.ب | 2012-06-27
توعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سوريا أمس الثلاثاء بالرد على أي انتهاك سوري لحدودها، وذلك بعد إسقاط الدفاعات السورية طائرة حربية تركية الجمعة.
غير أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن استبعد قيام الحلف بأي عمل عسكري على سوريا.
وقال أردوغان في كلمة أمام البرلمان التركي إن بلاده سترد «في الوقت المناسب» وبـ «حزم» على إسقاط طائرتها، ولو أنه أقر في الوقت نفسه بأن الطائرة انتهكت المجال الجوي السوري «لفترة قصيرة» و «عن غير قصد».
وأضاف أن «قواعد تدخل القوات المسلحة التركية تغيرت الآن. فأي عنصر عسكري قادم من سوريا ويشكل تهديدا أو خطرا أمنيا على الحدود التركية سيعتبر هدفا» عسكريا. واستمرت كلمة أردوغان ساعة أمام نواب حزبه العدالة والتنمية، حيث ندد «بعمل عدائي» و «هجوم جبان من قبل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد» ضد تركيا. وقال «هذا الحدث الأخير يظهر أن نظام الأسد أصبح يشكل تهديدا واضحا وقريبا لأمن تركيا وكذلك لشعبه». وشدد أردوغان على أن بلاده ستواصل دعم الشعب السوري حتى سقوط نظام «الدكتاتور الدموي وزمرته» الحاكمين في دمشق.
وفي بروكسل، وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن إسقاط الدفاعات السورية للطائرة التركية بأنه «عمل غير مقبول»، مضيفا «نحن نندد به بأشد العبارات.. لقد أعلن الحلفاء دعمهم القوي وتضامنهم مع تركيا»، موضحا أن الحلف ما زال «يدرس» الملف.
إلا أن راسموسن بدا وكأنه يخفف من احتمال اندلاع مواجهات بين البلدين المجاورين، فقد قال ردا على سؤال «أتوقع ألا يستمر تصعيد الوضع».
وشدد على أنه لم يتم البحث في المادة الخامسة من معاهدة الحلف التي تتيح التدخل للدفاع عن إحدى الدول الأعضاء.
واعتبر راسموسن أن الهجوم على الطائرة الحربية التركية «مثال إضافي لعدم احترام سوريا للقوانين الدولية وللسلام والأمن وللحياة البشرية»، لكنه لم يأت على ذكر الخيار العسكري.
وتابع «أريد أن أكون واضحا: أمن الحلف الأطلسي لا يتجزأ ونحن إلى جانب تركيا».
ورفض راسموسن الخوض في تفاصيل الرواية التركية للأحداث أمام حلفائها.
لكن في أنقرة، قال أردوغان «لم يصدر أي تحذير أو أي مذكرة من سوريا لقد تصرفوا دون القيام بأي من هذه الإجراءات وبعد ذلك يدعون من دون حياء بأنهم أصدقاء لنا. إنه عمل عدواني».
أخبار الثورة
تقرير الرصد اليومي الاربعاء – 27 يونيو 2012
مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية
–  120 شهيدا بنيران كتائب الاسد ، معظمهم في ريف دمشق ودرعا ودير الزور وحمص , من بينهم 28 شخصاً في قدسيا بريف دمشق. كما أفادت مصادر في الجيش السوري الحر بأن عناصره دمرت ست دبابات وأسقطت مروحية للجيش النظامي بخان السبل في إدلب . (2) (6)
الحراك الميداني:
– استمرار المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في قرى وبلدات حماة، حيث بث ناشطون صوراً لمظاهرتين خرجتا في بلدات اللطامنة وكرناز. (2)
النشاط العسكري:
– المرصد السوري لحقوق الإنسان يصف معارك الأمس بالأعنف منذ بدء الانتفاضة السورية قبل 15 شهراً ، استهدفت مواقع قريبة من مقرات قوات الحرس الجمهوري ، المكلف بحماية دمشق وريفها ، في منطقتي قدسيا والهامة (1)
– شهداء الثلاثاء سقطوا في قصف عنيف لكتائب الأسد استهدف عدداً من أحياء حمص، وكذلك منطقتيْ قدسيا والهامة بريف دمشق. كما استهدف قصف مروحي كفر شمس والكرك الشرقي والمليحة الغربية بدرعا، وسراقب وخان السبل بإدلب، ومو حسن والطابية بدير الزور، فضلاً عن قصف جبل التركمان بريف اللاذقية. (2)
– المرصد السوري : المعارك تقترب من قلب دمشق ، وأشار إلى مقتل عشرة أشخاص «إثر القصف على ضاحية قدسيا (قرب دمشق) التي شهدت اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة » . فيما أشارت مصادر أخرى إلى مقتل نحو  60 في عدة مدن سورية. (1)
– اشتباكات عنيفة وقعت فجر الثلاثاء واستمرت حتى بعد الظهر بين الجيش السوري الحر وكتائب الأسد حول مقار الحرس الجمهوري المكلف بحماية دمشق وريفها في قدسيا والهامة، وشملت الاشتباكات أيضاً بلدة دمر. وكتائب الأسد تقصف بعنف منطقتي قدسيا والهامة بريف دمشق. ما أدى إلى استشهاد 24 شخصاً.  كما جرت اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر. (2) (3) (4)
– ناشطون سوريون يتحدثون عن مجزرة ارتكبتها كتائب الأسد في بلدة الهامة. بينما قالت وكالة أنباء (سانا) الرسمية إن “الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة تجمعت في المنطقة واستخدمتها منطلقاً لاعتداءاتها على المواطنين”. (2) (4)
– المرصد السوري لحقوق الإنسان يقول إن معارك أمس الثلاثاء هي الأعنف في ضواحي دمشق. وأضاف رامي عبد الرحمن مدير المركز أنها المرة الأولى التي تستخدم فيها كتائب الأسد المدفعية في مناطق قريبة إلى هذا الحد من وسط العاصمة.(1)(2)
– انشقاق أول مقدم درزي وانضمامه إلى الجيش الحر , المجلس العسكري في السويداء : النظام يضع أبناء طائفتنا في واجهة المعارك (1)
– 13 ضابطا سورياً منشقا -بينهم ثلاثة برتبة عقيد –  وصلوا إلى الأراضي التركية , من جانب آخر ، قالت مصادر تركية رسمية إن حوالي 350 لاجئاً سورياً ، بينهم 26 عسكرياً دخلوا الحدود التركية هرباً من هجمات الجيش النظامي السوري ، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية , وبذلك يبلغ عدد اللاجئين المسجلين في المخيمات  33.500 ، فضلا عن آلاف من اللاجئين خارج المخيمات في أنطاكيا والمدن القريبة منها. وتوقعت المصادر الرسمية أن يزداد عدد اللاجئين في الأيام المقبلة ، مع ابتعاد الجنود السوريين عن الحدود التركية . (2)
– ناشطون سوريون يقولون إن مقر قناة الإخبارية الرسمية تم تدميره خلال اشتباكات بين الجيش السوري الحر وكتائب الأسد. والتلفزيون السوري يزعم صباح اليوم الأربعاء أن من أسماها “مجموعة إرهابية” هاجمت مبنى قناة الإخبارية وعبثت بمحتوياته، دون أن يورد التلفزيون المزيد من التفاصيل عن الهجوم. (2)
– كتائب الأسد تواصل قصفها لعدة أحياء بمدينة دير الزور. مما أدى إلى استشهاد خمسة أشخاص بينهم طفلة. واستشهد ثلاثة أشخاص في مدينة موحسن بقصف كتائب الأسد التي تحاول استعادة المدينة.(1) (2)
– كتائب الأسد تواصل قصف مدينة حمص، حيث طال أحياء حمص القديمة وجورة الشياح وبابا عمرو وجوبر والسلطانية والحميدية وباب هود. ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي على أطراف حي بابا عمرو. كما أعلنت الهيئة العامة للثورة استمرار القصف على مدينة الرستن في محافظة حمص براجمات الصواريخ. (2)
– ناشطون يبثون أمس الثلاثاء صوراً قالوا إنها لمروحية تابعة لكتائب الأسد وهي تحترق بعد إسقاطها بإدلب. (2)
– كتائب الأسد تقصف بلدة سراقب، مما أدى لاستشهاد شخصين. كما استشهد أربعة مواطنين في اشتباكات بخان السبل. واستشهدت  فتاة في القصف على منطقة خان شيخون. وجندي منشق في ريف إدلب. (2)
– استشهاد 3 أشخاص في درعا بجنوب البلاد إثر سقوط قذائف أطلقتها كتائب الأسد على بلدة كفر شمس، وثلاثة آخرون في بلدة عتمان التي تعرضت للقصف أيضا. (2)
– استشهاد أربعة أشخاص فجر اليوم الأربعاء في محافظة حماة. وكتائب الأسد تقصف بلدة كرناز والمزارع المحيطة بها. (2)
– مركز كاست للأبحاث الدفاعية ومقره موسكو يقول إن من المتوقع أن تسلم روسيا نظام الأسد هذا العام أنظمة دفاع جوي وطائرات هليكوبتر أعيد تجديدها وطائرات مقاتلة تقرب كلفتها من نصف مليار دولار رغم الضغوط الدولية لوقف مبيعات السلاح لنظام الأسد. (3)
الحراك السياسي:
– برهان غليون، الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري يؤكد أنه دخل الأراضي السورية أمس الثلاثاء لبضع ساعات وأجرى “جلسات مع الثوار”. ويقول بعد خروجه إن الزيارة تشكل “دعماً معنوياً للثوار”، و”مواساة لأهلنا الذين تعرضوا للقتل والمجازر والذبح”. مضيفاً “النظام مهلهل لدرجة أنه لا يقدر أن يضبط أي شيء. لقد تجولنا في مناطق عدة في إدلب وواضح أن النظام يفقد السيطرة على الأرض”. (4)
الأوضاع الداخلية:
– مصادر على علاقة بوسطاء مرتبطين بالجهة الخاطفة لأحد عشر لبنانيا في سورية يكشفون أن مفاوضات تجرى لإطلاق سراح ستة منهم. لكن القصف العنيف من جانب كتائب الأسد لريف حلب يحول دون ذلك. (2)
– بيانات ملاحية ومصادر تكشف أن ثلاث ناقلات نفط إيرانية تعاود الإبحار نحو سورية لأول مرة منذ أبريل/نيسان الماضي، حيث يفترض أن تكون أول ناقلة وصلت إلى ميناء بانياس السوري أمس الثلاثاء، فيما تصل السفينة الثانية، والتي تحمل شحنة من زيت الغاز (الديزل) في وقت لاحق من الأسبوع الجاري. وأظهرت بيانات تتبع السفن أن الناقلة “الفان” مرت من قناة السويس أمس الثلاثاء. (2)
نشاط المنظمات المدنية:
– منظمة العفو الدولية تندد بحرق سلطات الأسد جثث ثلاثة طلاب كانوا يساعدون ضحايا القمع في سورية واكتشفت جثثهم الأحد في حلب. (4)
المواقف والتحركات السياسية السورية:
– بشار الأسد يقول إن سورية تعيش حالة حرب “حقيقية”. ويأمر الحكومة الجديدة بتوجيه جميع السياسات نحو “الانتصار في هذه المواجهة”. منتقداً الدول الداعية إلى تنحيه. (2) (3) (4) (6) (7)
العربية:
– ناصر القدوة، مساعد المبعوث العربي الدولي إلى سورية يبلغ الدول الأعضاء في مجلس الأمن بأن أنان لن يعقد اجتماع جنيف إلا إذا حصل على اتفاق مبدئي بشأن الخطوط العريضة لتحول سياسي في سورية، والخطوات التي يتعين اتخاذها في مجلس الأمن للضغط على الحكومة والمعارضة، للامتثال لخطة السلام التي طرحها أنان والمؤلفة من ست نقاط والبدء في حوار سياسي. (2)
المواقف السياسية الدولية:
– أندريس فوغ راسموسن، الأمين العام لحلف الناتو يقول إن الحلف يدين بـ”أشد العبارات إسقاط الدفاعات السورية طائرة استطلاع تركية”، مشيراً إلى أن مندوبي الدول الأعضاء ناقشوا الطلب التركي استناداً للمادة الرابعة من المعاهدة المؤسسة للحلف التي تخول أي دولة عضو طلب مشاورات عاجلة، إذا “تعرضت وحدة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها للتهديد”. (2)
– أندريس فوغ راسموسن، الأمين العام لحلف الناتو يقول إن المادة الخامسة من المعاهدة لم تناقش في الاجتماع، وهو ما يعني أن الحلف لن يمضي باتخاذ أية إجراءات ذات طابع عسكري ضد سورية، لكنه أردف بالقول “سنراقب الأحداث عن كثب ونتشاور ونناقش ما يمكن عمله”. (2)
– رجب طيب إردوغان، رئيس الوزراء التركي يؤكد أن بلاده سترد بحزم على إسقاط قوات الأسد لطائرتها. واصفاً الحادث بانه “عمل عدواني” و”اعتداء جبان”. متوعداً بالرد في حال أي انتهاك لحدود تركية. (2)
– رجب طيب إردوغان، رئيس الوزراء التركي يشير إلى أن قواعد الاشتباك للجيش التركي على الحدود السورية قد تغيرت. وأن كل عسكري تابع لقوات الأسد يقترب من الحدود سيعامل على أنه عدو. مضيفاً أن بلاده لن تتسامح بأي شكل مع الخطر الذي تشكله قوات الأسد على الحدود. معتبراً أن نظام الأسد لم يعد يشكل خطرا على الشعب السوري فقط، وإنما على تركية أيضا والدول المجاورة. (1) (2) (3) (4)
– جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض يقول إن الانشقاقات واقتراب القتال من دمشق، وإسقاط طائرة حربية تركية بنيران سورية. هي جميعها مؤشرات على أن نظام بشار الأسد بدأ يفقد السيطرة على البلاد. (2) (4)
– فكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تقول إن الولايات المتحدة مستعدة لدراسة تقديم المزيد من الدعم لتركية”. مضيفةً أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اتصلت بأنان الثلاثاء للعمل معاً على شكل المؤتمر المزمع عقده في جنيف. مشيرة إلى تزايد احتمالات مشاركة واشنطن في الاجتماع. رافضة الدعوات الروسية لمشاركة إيران في الاجتماع. (4)
– دبلوماسيون يقولون إن بريطانيا وفرنسا ودولاً أوروبية أخرى تحاول استصدار قرار جديد في مجلس الأمن يجعل خطة أنان ملزمة لنظام الأسد والمعارضة. لكن ذلك من شأنه فتح باب للعقوبات ترفضها روسيا والصين. (2)
– هيرفي لادسوس، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام يبلغ مجلس الأمن الدولي بأن الخطر المتزايد في سورية جعل من المستحيل على بعثة المراقبين التابعة للمنظمة الدولية أن تفكر في استئناف عملياتها في الوقت الراهن. مضيفاً أن حكومة الأسد منعت مراقبي الأمم المتحدة من استخدام هواتف تعمل بالأقمار الصناعية وهي أداة أساسية لعملهم. (2) (4)
– دبلوماسيون أمميون لا يستبعدون أن تضطر بعثة المراقبين الدوليين إلى تقليص أفرادها. متحدثين عن خيارات أخرى تبحث بينها إنهاء المهمة كليا، أو تركها أو زيادة وربما تسليح المراقبين الذين ينتهي تفويضهم الأصلي بعد عشرين يوما. (2)
– الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي تفيد أن العقوبات الأوروبية الأخيرة ضد نظام الأسد تستهدف خصوصاً بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية لبشار الأسد، ومجموع الإذاعات وشبكات التلفزة الرسمية. موضحة أن بثينة شعبان، أحد الوجوه الإعلامية لنظام الأسد، تعتبر “مستشارة سياسية وإعلامية للرئيس منذ تموز/يوليو 2008. وبهذه الصفة، تشارك في القمع العنيف للشعب”. (2)
– فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي يقول إنه يجب إشراك أكبر عدد ممكن من جيران سورية -بما فيهم إيران- في تسوية الصراع الدائر هناك. قائلاً “أعتقد أنه كلما زاد عدد جيران سورية المشاركين في عملية الحل، كان ذلك أفضل”. (2)
– فيتالي تشوركين، مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة يقول إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل دعوة من المبعوث الأممي العربي كوفي أنان للمشاركة في المؤتمر الدولي بشأن سورية في جنيف في الثلاثين من الشهر الجاري. (2) (3)
– وزارة الخارجية الروسية تعتقد أنه من المهم ألا يتم النظر إلى حادث إسقاط قوات الأسد للطائرة التركية على أنه عمل استفزازي أو مقصود، وألا يقود إلى زعزعة الوضع. (2) (3) (4)
– رامين مهمانبرست، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية يقول إنه يجب على الدول المؤثرة في المنطقة العمل على احتواء أية ذرائع تطرح من قبل أية دولة لإشعال حرب أهلية أو شن هجوم عسكري على سورية. وذلك للحيلولة دون أن يتعرض الأمن والاستقرار في المنطقة إلى الخطر. (2)
المصادر:
(01) جريدة الشرق الأوسط
(02) الجزيرة نت
(03) رويترز
(04) وكالة الانباء الفرنسية AFP
(05) ا ب ( اسوشييتد برس )
(06) الجارديان
(07) التلغراف
أخبار الثورة
الإتحاد الاوروبي يستهدف بثينة شعبان ووسائل الإعلام السورية الرسمية
لفتت الجريدة الرسمية للإتحاد الاوروبي الى أن “العقوبات الاوروبية الأخيرة ضد النظام السوري تستهدف خصوصًا المستشارة الإعلامية للرئيس بشار الأسد بثينة شعبان ومجموع الإذاعات وشبكات التلفزة الرسمية”، موضحةً أن “بثينة شعبان وهي احد الوجوه الإعلامية للنظام السوري، تُعتبر مستشارة سياسية واعلامية للرئيس منذ تموز 2008، وهي بهذه الصفة، تشارك في القمع العنيف للشعب”.
وفي اطار هذه المجموعة السادسة عشرة من العقوبات قرر الإتحاد الاوروبي منعها من الحصول على تأشيرة دخول الى اوروبا وتجميد الأرصدة التي يحتمل انها اودعتها مصارفها، كما جمّد الأرصدة المحتملة للهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون الملحقة بوزارة الإعلام السورية.
وأشار الإتحاد الاوروبي في الجريدة الرسمية الى أن هذه “الهيئة مسؤولة عن استغلال شبكات تلفزة سورية عامة وشبكتين ارضيتين وشبكة عبر القمر الصناعي، ومحطات اذاعية عامة”، لافتًا الى أن “الهيئة حرضت على العنف ضد المدنيين في سوريا، وقد استخدمت كاداة دعائية لنظام الرئيس الأسد وقامت بحملات تضليل”.
كما أدرج الإتحاد الاوروبي في لائحته السوداء بنك سوريا الدولي الإسلامي الذي اضطلع بدور شركة وهمية لحساب بنك التجارة السوري، مما اتاح لهذا الأخير الإلتفاف على العقوبات التي فرضها عليه الإتحاد الاوروبي.
AFP  / 6/26/2012
http://lebanondebate.com/details.aspx?id=85795&utm_source=Daily+Newsletter&utm_campaign=2f8028c676-LD6_27_2012&utm_medium=email

 
أخبار عامة
روسيا ترى أنّ إسقاط سوريا للطائرة التركيّة ليس “عملاً استفزازيًا أو مقصودًا”
إعتبرت وزارة الخارجيّة الروسيّة أنّ إسقاط سوريا للطائرة الحربيّة التركيّة الاسبوع الماضي يجب ألا ينظر إليه على أنّه “عمل استفزازي أو مقصود وألا يقود إلى زعزعة الوضع”.

ورأت الوزارة، في بيان، أنّ “تصاعد الدعاية السياسيّة بما في ذلك على المستوى الدولي، أمر بالغ الخطورة في سياق جهود جاريّة لحشد كل العوامل الخارجيّة”، من أجل فرض تطبيق خطة السلام التي أعدها المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان، داعيةً “من جديد جميع الأطراف، سواء في المنطقة أو في الخارج، إلى التصرف حصرًا بما يخدم خطة أنان وإلى ألا يتخذوا تدابير تخرج عن هذا الإطار”.
AFP  / 6/26/2012
http://lebanondebate.com/details.aspx?id=85791&utm_source=Daily+Newsletter&utm_campaign=2f8028c676-LD6_27_2012&utm_medium=email

 

مقالات الثورة/توجد صورة للكاتب
بشار وعصاباته سفاحو الحولا والقبير وغيرهما…ليسوا سوريين ولا عربا ولا بشرا
*عبدالله خليل شبيب*
ما تفعله عصابات الأسد في شعب سوريا وأرض سوريا لا يمكن أن يصدر عن بشر فيهم ذرة من إنسانية ..إنها جرائم [ الأرض المحروقة ..والإبادة الإنسانية ] بكل ما تحمل هذه الكلمات من معانٍ ..!
هؤلاء الذين اقترفوا مذابح [ الحولة والقبير ] وغيرهما من عشرات المذابح والجرائم في طول الوطن السوري وعرضه ..وصبوا حقدهم لا على البشر فقط ..ولكن حتى على الشجر والحجر والزرع ..وأحرقوا الأخضر واليابس .. وأهلكوا الحرث والنسل .. وتفوقوا على التتار – وعلى كل مجرمي التاريخ في تصرفاتهم الوحشية والدموية والحاقدة التي تفوق كل وصف..!!
لا يمكن أن يكون هؤلاء بشرا فضلا عن أن يكونوا عربا أو مسلمين .. فللعربي شرف ومروءة وخلق .. تجردوا من أي معنى من معانيه ….وبالطبع لا يمكن أن يكونوا سوريين .. لأن المنتمي إلى شعب أو وطن لا يمكن أن يفعل هكذا بوطنه ومواطنيه – مهما كانت الظروف والأحقاد والثارات !! ولأن الشعب السوري ناصع السيرة عطر التاريخ .. يبرأ من أمثال هؤلاء وتصرفاتهم الهمجية المشينة !!
والمنتمي لوطن لا يمكن أن يدمره بهذا الشكل الحاقد والوحشي .. الذي لا يرحم بشرا ولا حجرا ولا زرعا ولا شيئا ! صاحب الوطن ومحب الوطن لا يحرق زرعه وشجره ولا يدمر بنيانه وإنسانه وبنيته التحتية – بدون عقل أو ضمير ..!
إن هذه التصرفات الهمجية التدميرية الدموية .. لا يمكن أن تنطلق إلا من عدو للوطن والشعب .يحكمه بعقلية ونفسية المحتل الغاصب والغريب المعتدي ..!
. لا يمكن أن يكون [هؤلاء] من وطن أنجب أحرارا ومجاهدين ..أمثال يوسف العظمة وابراهيم هنانو وسلطان الأطرش وصالح العلي وفارس الخوري ومصطفى السباعي وصلاح البيطار وأكرم الحوراني ومحمد الأشمر ( الميداني )..إلخ
.. إن مذبحة رهيبة رعيبة – مثل مذبحة أطفال الحولة الإبادية .. مثلت تحولا خطيرا وتصعيدا فظيعا حتى لم يملك بشار نفسه إلا أن يشجبها ويصفها بالوحشية التي لا يمن أن يرتكبها بشر – محاولا –عبثا- أن يلصقها بما يدعيه هو وشبيحته من وجود [ عصابات مسلحة ] ..- وحاشا لأي عصابات ولو من التتار أو المتوحشين أن تفعل مثل ذلك .. و[ المخزي والوقح ] أن بشارا يعلم أن [ شقيقته بشرى ] هي التي حرضت – بجنون على الانتقام – حين أعدم المجاهدون         [ ذكرها ..المجرم السفاح آصف شوكت ] .. فأقسم شقيقها الشاذ ماهر أن ينتقم لها .. ! فكانت مذبحة الحولة ..وما تبعها – مذبحة القبير – يشكل أفظع مما سبق من جرائم مروعة بحق شعب سوريا وأطفالها وعائلاتها وأبطالها ..!
.. إن هؤلاء المجرمين الطائفيين ..واهمون – إن ظنوا أنهم سوف ينجون بجرائمهم..وأن العقاب لن يطولهم أو لن يلاحقهم ..أو أن أهالي الضحايا – وإخوانهم على امتداد الأرض العربية والإسلامية سينسون ثأرهم ..!
ولو عقل المجرمون – وأنى لهم ذلك – لترفقوا بأنفسهم …,وبمن ينتمي إليهم- واختصروامن جرامهم ..ولم يضخِّموا فواتيرهم يوميا !! ..لكن المجرم الذي غشت دماء جرائمه على سمعه وبصره ..يفقد التمييز ..ويصاب بداء القرم للقتل واللحم والدم البشري ..ويصاب بالسعار حتى يعقر نفسه أخيرا – إن لم يجد من يعقره !
.. هؤلاء قتلة مجرمون كتبوا على أنفسهم عار التاريخ ..وما ينتظرهم 0- – وكل من له بهم صلة – من عقوبات مناسبة لجرائمهم.. !
[ المجتمع الدولي] – بأوامر يهودية – يحاصر الثورة ويدعم القَتَلة !:
.. ولكن ما بال العالم الذي يزعم أنه متحضر وبشري ..وإنساني ..وما زال ينادي بمقولات ( حقوق ألإنسان ) وما يشبهها ..من أكاذيب ..وهو يتفرج على هذه المجزرة .. – ويمتنع – بأوامر يهودية صريحة وجازمة – من مد أية يد للمساعدة الفعلية المجدية للضحايا ومن يدافع عنهم من أحرارِ رفض ضميرهم إلا أن يكونوا مع شعبهم ..وأبوا أن يمدوا أيديهم لقتله .. فأُعدم كثير منهم ..ومن نجا اصطف بجانب ثورة شعبه ليدافع اعن العُزل والمظاهرات التي لا تزال سلمية   !
.. لا نريد من أمريكا وأوروبا – ومن يتبعهم – ولا من دول المنطقة وغيرها ..أن يشنوا حربا على قوات العدوان النصيرية الجحشية القرداحية – [ نسبة للأسد الجحش سابقا ولاحقا ..وقريته التعيسة القرداحة ]..ولا أن يدمروا سلاح سوريا وبناها التحتية – وهي – على أية حال – عائدة للشعب السوري ..وسيرثها من العصابات الطائفية المغتصبة المحتلة لسوريا – كما تحتل العصابات الطائفية اليهودية فلسطين !
.. إن أقل ما كان يجب أن يفعله ما يسمي نفسه [ المجتمع الدولي ] ..أن يتخذ بعض الإجراءات التي تقلل نسبة ضحايا العدوان الأسدي القرداحي ..بأن يقيم       ( مناطق عازلة وممرات آمنة محروسة ..ومناطق حظر طيران – كما فعل في العراق ) حتى يستطيع الكثير من الأبرياء النجاة بعائلاتهم  وبعض ما يملكون ..وحتى يخف عنهم الذبح العشوائي والمستمر والشامل – لكل مناطق السنة بالذات –  !
.. إن أمريكا- وغيرها – تتظاهر بأنها تستنكر تصرفات نظام الأسد .. وأنها        [ تقاومه != بتجميد أرصدة – غير موجودة ] فمعظم الذين طبقت عليهم نظام عقوباتها البنكية ] ليس لأحد منهم[ سنت واحد في بنوكها ][!! ولم يؤثر عليه عقابها مقدار شعرة ]!
.. إنها فقط .. [ حركات نفاق مكشوفة] لمحاولة تبييض وجهها لدى شعبها وغيره ممن توهموا أنها نصير للديمقراطية والحرية والإنسانية..إلخ..! وتبرير موقفها لدى من استغرب من تناقض دعاواها [الإنسانية ] ومواقفها الفعلية ؛ ..وتغطية لتأييدها الحقيقي المبطن ..والمأمور به [ صهيونيا ] للاحتلال والعدوان الأسدي على شعب سوريا ؛ ..والمحافظة على نظام الأسد خير حارس لدولة [ ما يسمى إسرائيل ] !!
..هل رأيتم كيف تساعد أمريكا الثورة السورية والجيش الحر ؟!..هذا أحد نماذج مساعداتها – إنها تجمد أرصدة [ بشرى الأسد وأمها أنيسة مخلوف ..] وأمثالهما !..إضافة لبعض التصريحات ..والتصفيق لطيار هرب ..أونحو ذلك – كما يتفرج المشاهد على مسرحية ..!
.. وكذلك كل العالم المأمور بأمر أمريكا والصهيونية .. التي أصدرت وامرها الصارمة بمنع أية مساعدة للسوريين الأحرار .. فضيق على ورود السلاح – من بعض أفراد الشعوب المتعاطفين معهم..وكذلك الأموال ..وحتى الهاربون من الجحيم النصيري ..أعيد بعضهم وقُذِفوا في جهنم العصابات الطائفية !!
.. قد لا يستغرب هذا [السلوك السلبي البليد بل والمتشفي ] على من له سنين يتفرج على جياع غزة يحاصرهم اليهود ..ويمنعون عنهم أكثر الضروريات – إن استطاعوا – ..ويهدمون بيوتهم على رؤوسهم..ويمنعونهم من جلب ما يبنون به بيوتا غيرها ! ويشاركهم في الحصار معظم ذلك [العالم البليد الحقود عبد اليهود!]
حتمية انتصار الثورة وعقاب المجرمين مهما ساعدهم أمثالهم من المجرمين !
هذا في الوقت الذي تنهال فيه بوارج الأسلحة والمقاتلين الروس [ احتياطا ] .. عدا عما ملأ سوريا من مساعدات شتى إيرانية ورافضية من روافض لبنان ..وحكومة الاحتلال الأمريكي في العراق ..وغير ذلك من مصادر ..تحاول أن تطيل أمد الحكم القرداحي الجحشي [ الأسدي ] ..وتبعث الروح في جثة أصبحت شبه هامدة ..وماهو إلا أجل محدود .. لتنهار أمام ضربات الشعب شبه الأعزل ..وصناديد قواته التي ترسِل إلى [ جهنم ] يوميا المزيد من شبيحة الجبل الطائفيين الحاقدين  المجرمين..!!
” .. فسينفقونها .. ثم تكون عليهم حسرة … ثم يُغلَبون… ”
ذلك أن الشعوب لا تُغلب ..والثورات لا تنهزم ..! فالثائرون يرون ويحسون قذارة ووحشية المعتدين .. المحتلين .. فكيف إذا انتصروا وهُزم الشعب وثورته ؟ .. لا يتصور أحد ماذا يفعله أؤلئك المجرمون في الناس وبقايا ممتلكاتهم !!.. خصوصا أن الكثير من زملائهم الشبيحة المجرمين قد سبقوهم- أمام أنظارهم– إلى جهنم !!
..وليس بعيدا ذلك الوقت .. الذي تنهار فيه سدود ودفاعات وأوكار المجرمين .. فيفر منهم من يفر ..ويمسك الشعب السوري [ببشار أنيسة] وينفذ عليه حكمه الذي أصدره عليه منذ حين [ على الخازوق ] ..!! بعد أن يعرضه في قفص في ساحة المرجة بدمشق ليتفرج عليه بعض المظلومين وأهالي الضحايا ..ويبصقون في وجهه الصفيق .. ثم [ يُخوزق ] أمام الملأ ..كما حكم عليه وعلى [ أمثاله ] الشاعر مظفر النواب ..منذ سنين .. في حفلة خوزقة مناسبة لمقامه !!
أما آن [ للعُمْي عشاق الإجرام والقتل ] أن يستيقظوا؟!:
.. اما بقايا العمي سواء من مؤيدي القتل والإجرام ..ممن تملأ أجوافهم الرشاوى من القتلة ..ويغطون ذلك بأستار مهلهلة من بقايا [ دعاوى الصمود والتصدي والمجابهة – والعصابات المسلحة المزعومة] ..ويوهمون أنفسهم ..بأنه نظام وطني يحاربه العالم – [ المتفرج والمؤيد له حقيقة بمنع المساعدات الفعلية عن خصومه وبالتضييق عليهم ] ..وقد بدا واضحا حماية الصهاينة له وظهر أثر ذلك في منع المساعدات التي كان يمكن أن تسهم في سرعة الحسم لصالح الثورة والثوار .._..ولكنه العمى والهوى ..!!
هؤلاء العمي عشاق ومؤيدو إراقة دماء الأطفال ..ومناظر أشلاء الضحايا ..وأكوام الدمار .. عليهم أن يستيقظوا – إن كان لديهم بقية من ضمير – ونسامحهم – وقد يسامحهم الشعب السوري- فيما ملأوا [بطونهم وأرصدتهم وأفواههم ] من رشاوى النظام الفاجر !! المهم أن يستيقظوا لإنسانيتهم ! ويتداركوا أنفسهم..! إن كانوا لا يحبون – ما يفعله الأسد وعصاباته – أن يفعَل فيهم وفي أولا دهم وأملاكهم !!. فعاشق القتل والدم والإجرام ..حقيق أن يتحقق له ما يعشق !
( وللناس فيما يعشقون مذاهب )!
وبقايا العلويين الوطنيين
.. وكذلك على من [لم يتلوث بعد] من العلويين .. والوطنيين منهم المنكرين لجرائم الأسد ..والرافضين أن يضحوا بما بقي من طائفتهم وقراهم فداء لبشار وعصابته وحماية لكرسيه وخيانته ..!- وخصوصا الذين لم يتورط أحد منهم في الجرائم الأسدية ..ولم يؤيدها وكل من لم يقدم لها أية مساعدة … عليهم أن يعلنوا موقفهم بصراحة ..وينضموا إلى شعبهم .. ومستقبلهم ..ويمنعوا أية مساعدة من قراهم ومناطقهم ..وأقرانهم للنظام القاتل المحتل المجرم ..وأن يقاطعوا وينبذوا كل من تورط منهم – أو من ذويهم- في جرائم النظام ..وتلطخت يداه بدماء الأبرياء من مواطنيه السوريين !..خير لهم إن أرادوا وطنا آمنا ومستقبلا دائما !
صمت العالم على الجرائم الأسدية .. وصمة عار تاريخية في جبين التاريخ والإنسانية!:
لا شك أنه غريب ومريب .. ومخز ومقزز ..ذلك الموقف الذي يقفه العالم الرسمي [ وعلى رأسه الولايات المتحدة وأوروبا ] مما يجري في سوريا ضد مواطنيها الأبرياء ..الذين يسحقون ويبادون بكل وحشية وهمجية – تحت سمع ذلك [العالم ] وبصره .. ليس إلا لأنهم ثاروا لكرامتهم وطالبوا بحرياتهم وحقوقهم
ولكن – ومباشرة – لأن اليهود – وخصوصا مغتصبو فلسطين ومؤيدوهم – لا يروق لهم(حريةالشعوب )..ولأنهم أدمنوا واعتادوا العيش في ظلال نظم دكتاتورية شمولية قمعية تكتم أنفاس شعوبها ..وتحرسهم من يقظتها !..  فقد اعتاد اليهود مغتصبو فلسطين أن يعيشوا وسط أجواء موبوءة..كما لا تعيش الحشرات إلا وسط الأوساخ والقاذورات..- ولذلك فإن حرية أي شعب وامتلاكه لقراره – أيا كان – يعتبرونه خطرا عليهم .. والعجب أنهم يتباهون [ ويسوقون على الآخرين ] أنهم الديمقراطية الوحيدة في المنطقة ..في وسط غابة من الدكتاتوريات القمعية العفنة الفاسدة ..إلخ ..هذا تصوير اليهود لأصدقائهم وحراسهم ..[عفواً..لم نقل إلا الواقع الذي يصورونه للعالم !]
إن الكيان الصهيوني اليهودي العنصري العدواني..هو سبب كل علة وبلاء ..وهو الذي [ يصبغ نظرة العالم بصبغته ويسيره حسب مصلحته] ..وهذا ما ينطبق على الثورة السورية وغيرها ..
..ولم يعد سرا أنه يقف وراء [ منع] كل جهد ممكن أن يحمي الثورة أو يساعدها فعليا ..وأنه في الوقت الذي يتظاهر فيه أحيانا بالتعاطف مع مآسي الضحايا – يحرض على مزيد من الإجرام بحقهم ..وعلى تقوية وإبقاء حكم الأسد ..لأنه لم يعتدِ على دولة اليهود ؛ بل ينكل بكل من يفكر بإيذائهم شر تنكيل!..وقد اعتادوا أن يطمئنوا له ..وفي الحقيقة هم صنعوا والده – بمساعدة أمريكا طبعا وسلموه عرش سوريا مقابل الجولان وحراستهم فيها وفي غيرها ..!
.. ألا يخشى العالم غير المبالي بمآسي السوريين ومصائبهم ..أن يصب الله عليه عذابا وانتقاما .. لصممه عن سماع صرخات الضحايا واستغاثاتهم؟
ألا يخشى المقصرون من سؤال الله لهم يوم القيامة ..لمَ لم يسارعوا لإغاثة الملهوفين والمستصرخين والمظلومين ؟
ألا يخشون أن يحصل لهم ما حصل لغيرهم..فلا يجدوا مغيثا ولا ناصرا ؟.
[ ملحق ] أسود ..عن بعض المجرمين المسؤولين عن جريمة [الحولا] وقتل الأطفال [ وسلخ جلود وجوههم ]!!!

المشرف على المجزرة العميد الركن محمد أنيس بدور نائب قائد اللواء 67 دبابات الفرقة11
– المنفذ للمجزرة العقيد الركن علي خلوف رئيس قسم استطلاع اللواء 67 دبابات وهو أيضاً منأمر بسرقة البيوت واستباحة كل شيء حتى الأعراض وهو من قام شخصياً باغتصاب زوجة عقيد منشق من قوى الأمن الداخلي في تلدو
– العقيد حبيب محمد قائد كتيبة الدبابات التي نفذت القصف
– العقيد محمد نصر خدام قائد مجموعات الشبيحة والذي يقوم شخصياً بسرقة البيوت وحرقها :
– النقيب تمام رهيجة قائد فصيلة وشبيح قام بسرقةالبيوت والسيارات
– الملازم أول شاهر ابراهيم قائد فصيلة وشبيح قام بسرقة السيارات والبيوت
– المقدم الركن نضال سلمان قائد سرية دبابات ومسؤول عن حاجز تلدو قام بسرقة البيوت و السياراتواغتصاب النساء والتمثيل بهم
– المقدم علي الجهني قائد سرية وشبيح من قرية المسعودية في حمص
– المقدم أيهم سلامة رئيس حاجز كفرلاها وتل دهب قام بالقتل والسلب والتنكيل واغتصاب النساء وفي مكتبه غرفة تعذيب وبمشاركة الملازم أول بشار محمد
– النقيب الشبيح سامح الصايغ من الضمير هو من يقوم بتذخير عربات الشيلكا
– الملازم رائد سمور من الجولان المحتلة يقيم في الذيابية بدمشق شبيح رقم واحد في الحولة وتلكلخ ويقوم ايضاً بزرع الألغام والمتفجرات على الطرقات العامة وفك ألغام و متفجرات الجيش الحر
– و للتأكيد على صحة المعلومات فإن رقم العميد محمد أنيس بدور الأرضي في مفرزة الأمن في الحولة 7772000 كما أن هنالك مجموعة من الضباط لم يتسن التأكد من أسمائهم لأن وجودهم كان مؤقت لفترة قصيرة في الحولة و الخبر ورد من شبيح يدعى أبو منصور رقم موبايله 0931650685 من قرية فلة قرب الشراقلية قرب الحولة
ملاحظة مهمة :يمكن معرفة بقية الشركاء في الجرائم ..وكذلك سائر الجرائم التي لم تُعرَف  ممن يقبض عليه حيا من المجرمين المذكورين وغيرهم بالتحقيق مهعم بنفس أساليبهم .. وتنفيذ القصاص العادل ” فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم “..
ولا يكفي الإعدام [السهل ] لأمثال هؤلاء .. بل ( العين بالعين والسن بالسن ..والبادي أظلم)

 

أخبار الثورة
المجلس الوطني: دير الزور مدينة منكوبة بفعل القصف والتدمير
يقوم النظام السوري منذ نحو أسبوع بقصف وحشي لمدينة دير الزور والقرى والبلدات المحيطة بها، مستخدماً المدفعية الثقيلة والدبابات والطائرات المروحية، مما أسفر عن وقوع مئات الشهداء والجرحى وتدمير قطاع واسع من الأحياء السكنية المأهولة، وتهجير آلاف المواطنين.
إن العدوان الواسع الذي يقوم به النظام على مدينة دير الزور الباسلة يشكل فعلاً إجرامياً، وعملاً من أعمال الإبادة الإنسانية، وهو لا يستثني الأطفال أو النساء، كما أنه يطال كل مقومات الحياة البشرية في خطوة تعكس المستوى الإجرامي الذي انحدر إليه النظام في حربه ضد الشعب السوري.
إن المجلس الوطني السوري يعلن دير الزور مدينة وقرى وبلدات منطقة منكوبة وتحتاج إلى مساعدات إغاثية وإنسانية عاجلة، ويحث الأمم المتحدة على التحرك العاجل لتقديم المساعدة لآلاف النازحين، إضافة إلى المحاصرين بفعل القصف الوحشي، ويناشد المنظمات الحقوقية والإنسانية تبني مبادرة عاجلة لمساعدة تلك المنطقة التي سبق للنظام أن فرض عليها الحرمان من التنمية والتطوير خلال العقود الماضية.
كما يدعو المجلس الوطني مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة خاصة لبحث الحملة العسكرية الإجرامية على مدينة دير الزور والعمل على إرغام النظام على وقفها وتأمين الوسائل اللازمة لنقل جثث الشهداء وإجلاء الجرحى من المناطق المحاصرة، وهو الأمر نفسه الذي يجب أن يتم أيضاً بالنسبة لمدينة حمص التي دمّر النظام نحو 65 في المائة من مبانيها وبيوتاتها بشل كلي أو جزئي.
إن على العالم أن يتوقف عن التزام الصمت أو الاكتفاء بمجرد الإدانة في مواجهة أفعال النظام الدموية، والعمل على مواجهته والتصدي له بكل الوسائل الممكنة، وتأمين الحماية المطلوبة للشعب السوري الذي قدم حتى الآن أكثر من عشرين ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى في سعيه لاستعادة حريته وكرامته.

 

مقالات الثورة
حشد الجيوش قبالة الساحل السوري، لماذا؟..
عبد الغني محمد المصري
هناك بوارج بحرية روسية، مع جنود من وحدات النخبة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري. يتواصل تباعاً وصول الحشود الروسية، محملة بحوامات هجومية، دبابات، ومضادات طيران، وغيرها من أنواع الأسلحة.
إسقاط الطائرة التركية، أوجد ذريعة لحلف الناتو كي يقدم بقده وقديده إلى أطراف المتوسط الشرقية، حيث سترسو القوات البريطانية في الجانب اليوناني من قبرص.
إذن، هناك حشدان في المتوسط، روسيا من جهة، والناتو من جهة أخرى، لكن كيف يمكن قراءة هذا الحشد الكبير في منطقة صغيرة كهذه؟!!!.
يبدو، من هذه الحشود، أنه هناك يقين بانهيار النظام. لكن ما البديل؟!!!.
تتمثل المعضلة الرئيسة بالنسبة للقوى العالمية بعدم وجود بديل للجيش الحالي، والقوى الأمنية، يرضي الحراك الثوري سوى الجيش الحر، حيث إنه بعد كل هذا الكم الهائل من الدونية البشرية في الفعل الإجرامي لعصابات النظام، لم يعد هناك أي قبول لبديل يبقي آثاراً للنظام الحالي.
القوى الغربية، لا تؤمن ببديل، يؤمن بقدراته، ويثق بها. حيث إن ذلك يشكل بداية انعتاق من الربق الاستعماري المتواصل. لذلك يجب تامين حل بأحد شقين:
– الشق الأول: تأمين وجود جيش، ذو تركيبة طائفية بنسب معينة. لكن إذا انهار جيش النظام الحالي، وتمكن الجيش الحر من بسط سيطرته على الأرض، عندئذ يصعب تحقيق هذا الحل عبر تفاهم أو شروط دولية.
إذا أرادت القوى الدولية فرض أمر جيش طائفي البنية كأمر واقع، فلا بد لها من التدخل البري، وإنهاك قوى الجيش الحر عبر الاحتلال المباشر المؤقت، والعمل على تهيئة الظروف للتأسيس للتركيبة الطائفية المرغوبة – مثال: العراق.
– الشق الثاني: التأسيس لتقسيم الشام، وقد يشمل ذلك أجزاء من العراق، ولبنان أيضاً. وهذا يتطلب إعادة اقتسام النفوذ، واستعراض قوة، كما أن اقتسام النفوذ الجديد قد يتطلب تدخلاً برياً لكلا المعسكرين، الروسي والأمريكي، كل في منطقة نفوذه الجديدة. مثال: الاستعمار البريطاني والفرنسي بدايات القرن الماضي.
يبدو أن هناك توجساً عالمياً، من انتصار الثورة، وقد ازداد هذا التوجس مع تعاظم مؤشرات تحلل جيش النظام، وتزايد قوة الجيش الحر. لذا لا بد لفصائل الجيش الحر من الآتي:
– التوحد ضمن المجالس العسكرية في المحافظات.
– التنسيق بين المجالس على مستوى سوريا.
– زيادة مستوى السرية، في العمل، وفي تشكيل الكتائب والإعلان عنها. والابتعاد عن الظهور الإعلامي الصارخ للأفراد كما يحصل حالياً.
– تشكيل القوات الأمنية، القادرة، من الثوار.
– الادخار بالسلاح، وعدم إطلاق أية رصاصة إلا في مكانها. ذخراً للقادم.
المرحلة القادمة -بعد سقوط النظام- هي مرحلة صعبة، تحيط بها المؤامرات على كل الصعد، لذا لا بد من التهيئة لها منذ الآن، تشكيل الهياكل العسكرية، والأمنية، والمدنية، القادرة على حفظ الأمن، ونشر الوعي الاجتماعي بين أبناء الشعب، وكتائب الثورة.

 

مقالات سياسية أو أخرى/توجد صورة للكاتب
أحلام مشروعة للأمة بعد فوز الحالة الثورية بمصر..
علي الرشيد
وأخيراً انقشع غبار الانتخابات المصرية بعد طول انتظار، وأعلن محمد مرسي رئيساً لجمهورية مصر العربية، بكل ما لهذا الفوز المستحق من انعكاسات مهمة على الوضعين المصري والعربي.
لم يأت هذا الانتصار سهلاً يسيراً، بل مرّ بكثير من المطبّات، وواجه الكثير من التحديات والعقبات والصعاب، ولعل هذا قد يكون فيه خيراً كثيراً، وإن بدا في ظاهره شراً، “وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم”.
لقد فتحت هذه التحديات عيون قوى الثورة وشبابها والتنظيمات المؤيدة لها على أمور متعددة، وحقائق مهمة تصلح أن تكون دليل عمل لهم، أو خارطة سير لطريقة تعاونهم ومسلكهم السياسي، في مواجهة حالة تريد كيداً بنضالهم، وإجهاضاً لحراكهم الثوري، أو حرفاً له عن مساره الواضح، أو فرملة لانطلاقته القوية، أو وضعاً للعصي في دواليب تحركه، وهو ما أدى فعلياً إلى التكتل والتعاون والتنسيق، وإعادة النظر في بعض التصرفات الحزبية والحركية، ولا أعتقد أن هذا كان ليحدث لولا دخول أحمد شفيق وعمر سليمان على خط الترشح بقوة، أو منع مرشحين من المحسوبين على التيار الإسلامي كخيرت الشاطر وحازم أبو إسماعيل بشخصياتهم الكاريزمية. وقد انعكس مجمل ذلك على:
– العودة إلى التعاون والتنسيق والتكامل بين فصائل الثورة وبين الأحزاب المحسوبة على الحراك الثوري، ليس في الميدان لمواجهة قرارات العسكر، كحلّ مجلس الشعب، والإعلان الدستوري، وسلب صلاحيات الرئيس فحسب، بل في الشراكة المنتظرة في إدارة دفة الحكم في البلاد من خلال الحكومة ونواب الرئيس، خلال الفترة القادمة، بعيداً عن الاستئثار بالسلطة أو التغول أو الانفراد فيها على حساب الغير.
– مراجعة التيار الإسلامي لمسلكه، وبخاصة حزب الحرية والعدالة، وحزب النور، فالإخوان المسلمون كأقوى حزب تنظيماً وشعبية، قبلوا بمشاركة الآخرين لهم، بعد أن لم يفعلوا ذلك في تشكيلات لجان مجلس الشعب والجمعية التأسيسية للدستور، وكذلك كانت الأنانية الحزبية هي السائدة لدى القوى الأخرى، حتى كاد الموقف العام يودي بهم جميعاً.
وعندما عادت اللحمة ووحدة الصف لمكونات واسعة من أطياف حركتهم بعد الخوف من إعلان شفيق رئيساً بدلاً من مرسي، وبعد الإعلان الدستوري، وبعد قرار النزول لميدان التحرير والبقاء الشعبي تغيرت الأمور وتبدلت في المشهد السياسي العام لصالح الثورة.
أما فوز مرسي فكان له انعكاسات مهمة على الحالة الثورية المصرية، وحالة الثورات العربية لعل من أهمها:
– انتصار إضافي لقائمة انتصاراتها، فكثيرون كانوا يراهنون على سقوط الثورة في امتحان تتعرض له سواء لجهة التأييد الشعبي، وهو ما يعني انفضاض الناس عن خطها الأصيل، أو تعبهم من مواصلة السير معها، أو تأييد الخط المناقض لها، وتصديق الدعاية التي أتقنوها بمكر واقتدار، أو لجهة عدم استطاعتها تحقيق أهدافها في الانتقال لحياة تتجسد فيها قيم العدل والخير والمساواة والكرامة الإنسانية، فالثورة والحالة الثورية وسيلة وليست غاية، وانعطافة تاريخية ضمن سياقات معينة، ينبغي أن تليها المراحل الأهم وهي: بناء دولة القانون والاستقرار والحياة الكريمة.
لقد كانت هناك تخوفات جدية من عودة الفلول، وبقايا النظام القديم بكل ما يعني ذلك من تكريس للظلم والعودة لذكريات الماضي البغيض وبكل ما فيه من فساد، ووأد المولود الجديد في مهده.
– منح الأمل لحركات الربيع العربي الأخرى القائم منها، والذي ينتظر دوره، ولكل أنصار الحرية فيها في العالمين العربي والإسلامي والعالم، فهذا النصر يمنح الثوار أملاً في الانتصار على الظلم مهما طال ليله، وتكالبت قواه الماكرة، ويشكل رافعة دعم معنوي ومادي للثورات الأخرى، وفي مقدمتها الثورة السورية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لتقوية حالته، والدفع برفع الحصار الجائر عنه.
– الأمل بتقديم نموذج مختلف في الحكم وإدارة البلاد، حيث يكون الحاكم خادما لشعبه، وليس الشعب خادماً له، ويصبح الوطن للجميع، وليس لطغمة تتحكم في مقدراته وقراراته المصيرية، وتمتص خيراته، وتعيث فيها فساداً. وطن ينعم فيه الجميع بالكرامة البشرية، والحياة الكريمة والاستقلال.
– الرجاء باستعادة الأمة لدورها الحضاري الريادي على مستوى العالم وبين الأمم، كما كانت بعد أن تستعيد زمام قراراتها، وتمتلك أسباب قوتها، وتعمل على بناء وتحقيق نهضتها المنشودة، وتغير من صورتها الذهنية التي سادت منذ عقود، حيث كان الضعف والفساد والتبعية على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، والضعف والهوان هو سيد الموقف في عالمنا العربي.
أملنا بالله كبير، ومن حق أمتنا أن تحلم وترجو وتؤمّل في لحظات الفرح والانتصار.

 
مقالات سياسية أو أخرى
محمد مرسي بين أرض الكنانة وأرض الشام..
فداء السيد
أثار فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئاسة الجمهورية الثانية في مصر المحروسة مشاعر كثيرة كانت في أغلبها شعور بالفرح خاصة بعد المخاض العسير الذي خاضه الشرفاء والوطنيون في ميادين مصر للمطالبة بانتخابات نزيهة وإبعاد أركان النظام السابق الذين كانوا على رأسه حينما أُعطيت الأوامر للبلطجية بالهجوم على جموع المتظاهرين فيما عُرف بعد ذلك بموقعة الجمل وفي مواقع كثيرة ذهب ضحيتها عشراتٌ من خيرة شباب مصر.
لقد آتت تحركات أهل الثورة في مصر بعض أُكلها وما زالت هناك مطالب كثيرة لن تكتمل ثورة مصر إلا بها. أثار فوز الدكتور محمد مرسي أملاً بأن التوافق الوطني من أجل مصر أمرٌ واقعي ممكن الحصول, لقد شاهدنا جميعاً تلك التضحيات التي تم تقديمها من أجل صناعة التوافق الذي يقف وجها لوجه ضد التجييش الإعلامي والاقتصادي الذي أعد له فلول النظام السابق لإعادة أمجاد المخلوع فباءت محاولاتهم جميعاً بالفشل بسبب الاصطفاف الوطني الذي كان سببه تضحية الكبار من أبناء جيل سهر الليالي الطوال في أقبية معتقلات الظلم يُخططون لأيام أجمل وأفضل لهم ولأبنائهم, والذين ما فتئوا يحلمون بذلك اليوم ويُبشّرون الناس بأنه ليس ببعيد.
إن تجربة مرسي وشفيق الانتخابية دقت نواقيس الخطر بأن ثوراتنا العربية لن تكتمل بهذه السهولة التي كنا نتوقعها, فإزالة رأس الهرم أياً كان لا يعني أنّ القواعد التي يقف عليها هذا الرأس وذاك الجسد قد زال بل هناك ثورات وثورات مختلفة على الشعب القيام بها لتطهير هذه المؤسسات والدوائر من أذناب نظام قمعي من رأسه حتى أخمص قدميه, ولذلك فإننا نتوقع أن تتخلل فترة مرسي الرئاسية القلاقل والأزمات سواء من بعض أباطرة العسكر الذي أقسموا بالولاء لمبارك ونظامه الفاسد أو ملوك المال والاقتصاد الذين سرقوا ثرواتهم من لُقم الجائعين والفقراء على مرّ السنين أو أبواق الإعلام السابق – وما أكثرهم – الذين ليس لهم همٌ سوى الإساءة للمشروع الثوري الوطني وتسويد صفحة الميدان والخروج بمصر من جو الحرية والديمقراطية لأيام كانوا يقتاتون فيها على الكذب والنفاق لسيّدهم المخلوع, إذن هي ثلاثية العسكر والمال والإعلام التي على مرسي وطاقمه الاجتهاد كي يتعاملوا معه بذكاء وحنكة لتحييدهم مرة أو كسبهم في مشروع النهضة مرة أخرى أو ربما إزالتهم من الطريق مرة واحدة وأخيرة والمضي قُدما من أجل تحقيق البنود التي وعد بها مرسي الشعب المصري. إنها تحديات كبيرة تنتظر الرئيس الجديد وليس يخفى علينا أن أصحاب الحق وحدهم والمخلصون الصادقون, أولئك الذي يتملكهم الاستعداد التام لحرق أنفسهم من أجل شعوبهم وأوطانهم والتضحية بالغالي والنفيس من أجل إصلاح ما أفسده الطغاة والظالمون.
إن فوز الدكتور محمد مرسي بما يُمثله – في نفوس الشعوب الشقيقة والتي تعيش ربيع الحرية وتتنفس نسائم الثورة – من رمز للثورة والحرية والكرامة والعدالة أعطى بما لا يدع مجالا للشك الأمل والرجاء بأن الأمة قادرة على تجاوز دياجير وغياهب الصعاب, حتى ولو كانت هذه الصعاب هي تلكم الجرائم البشعة التي ترتكب يوميا في سوريتنا الحبيبة, والتي صارت بحق أيقونة الثورة في التاريخ المعاصر, وأكاد لا أبالغ إن قلت – وقد بحثت قديماً وحديثاً – أنني لم أجد في التاريخ ثورة شعبية كثورة الشعب السوري شجاعة وإقداماً وتضحية وصبراً ومعاناة, فلله دره من شعب ولله در الشام من مصنع للرجال لن يتكرر.
لقد كان نصر مرسي من وجهة نظر الشعب السوري نصراً خالصاً كاملاً للشعب السوري نفسه فرأى من خلاله بشائر النصر على النظام السوري الجائر, خاصة وهو يرى الرئيس الجديد ينصرهم بثقة وعزم شديدين, ويشنّ هجوماً على السفير الإيراني والروسي, ويؤكد للجميع أن النظام السوري سيسقط, وأنه سيدعم الشعب السوري بكل ما يستطيع, لقد لقيت هذه الكلمات الرائعة قبولاً عند الشارع السوري وهو الذي يئس من أي دعم دولي أو إقليمي بسبب المواقف المخزية التي لم تُقدم للشعب السوري الأعزل والذي يُذبّح ليلاً ونهاراً, سرّاً وعلانية شيئاً سوى بيانات الشجب والندب, لقد عانى الشعب السوري كثيراً من سياسية المجلس العسكري المصري خاصة فيما يتعلق بقناة السويس والتي سمحت بمرور ناقلات (الموت) والتي حملت أسلحة فتكت بالصغار والكبار في سورية على مر شهور. إن انتصار مرسي علامة فارقة في مسار الثورة السورية نكاد نلمس ذلك من تصريحات العدو الصهيوني الذي بدت عليه علامات القلق والخوف من فوز مرسي فكان رد رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق في الكيان الإسرائيلي إيلاند في إحدى تصريحاته أن فور محمد مرسي سيفاقم المخاطر الإستراتيجية في حال سقط النظام السوري أيضاً في المستقبل. كيف لا والكيان الصهيوني يرى أن نظام مبارك ونظام الأسد بوابتاه الأمنيتان الأقوى في المنطقة, قد سقط الأول وذاك الثاني متهلهلٌ ساقط لا محالة. وقد ازدادت مخاوف الشعب السوري حينما بدى فوز شفيق قاب قوسين أو أدنى وهو الذي يمثل امتداداً لنظام مبارك الذي أذاقهم وشعوب المنطقة ويلات عمالته. المتابع لتقارير إعلام الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية وبعض القوى يعلم الحسرة التي يعيشها حاليا جرّاء فوز مرسي خاصة بعد الجهود الهائلة التي بذلتها دول عديدة وراء الكواليس لإنجاح شفيق, إلا أن هذه المحاولات جمعاء بائت بالفشل, وإن كنا نرى أن هناك مهمة كبيرة جدا أمام الشرفاء تجاه قسم كبير من أبناء الشعب المصري الذي اختار ما يقارب من 12 مليون منه عهد النظام البائد, وما يقارب 25 مليون منه لم يكلف نفسه حتى مهمة إلقاء ورقة في صندوق لتغيير مستقبل وطن بطوله وعرضه, يا لها من مهمة.
الشعب السوري يمر اليوم بأصعب اختبار قد يتعرض له أي شعب, فهم – لوحدهم – سيتعرضون لأبشع عملية تطهير وأشد عملية ولادة في التاريخ , لكنها ستخلّصهم من عذابات العسكري ونفاق الإعلامي وفساد اللص, ستنظّف الوطن من كل ما شابه على مر أربعين عاماً, ستنزّهه من كل ما علق به من خوف وجُبن وانحناء, ستضع تلك الأصنام المحنطة والأهرامات الديكتاتورية من رأسها لساسها في متاحف لتُدرّس في ميادين الأنماط السياسية البدائية التي أسقطتها الشعوب في الميادين بكل بسالة وتضحية.
راسلني أحد الأحباب من أرض إدلب وأقسم ثلاثاً أن المئات من المعتصمين سجدوا لله شكراً حينما سمعوا خبر فوز محمد مرسي, وزغردت النساء فرحاً وخالطت تلك الزغاريد دموع أمهات الشهداء الذين يرون في فوز مرسي بشرى جديدة من بشائر النصر المحتوم. انتهى كلامه, وأقول بدوري موجهاً كلامي للدكتور مرسي: أتمنى أن تكون على قدر هذه المسؤولية التي أُلقيت على عاتقيك, وأن تضع نصب عينيك ثقة الشعب السوري بك وببرنامجك, فكن ذاك الرئيس الذي يعلم بحق قدر أشقائه الذين يشاطرونه الهموم والآمال, فاعترف بمجلسنا الوطني, وادعم جيشنا الحر, وامنع مرور ناقلات (الموت) من قناة السويس, وادعم الثورة إعلامياً وسياسياً وفي كل المحافل المحلية والدولية, واطردوا من أرض الكنانة ممثل النظام الدموي, وافتح أبواب مصر آمنة مطمئنة لأهل سورية شيباً وشباباً, إن فعلت فاعلم أنك ملكت قلوبنا وأفئدتنا, ولتكن بادرة وحدة لا تنقطع.

مقالات اقتصادية أو أخرى/توضع صورة للكاتب
زعيم مطابع الليرة السورية..
محمد كركوتي
“لا يمكنني توفير المال بطرق حقيرة”.. وليام شكسبير أديب إنجليزي..
كما أنه لا يعترف بوجود ثورة شعبية عارمة ضده وضد نظام سحق سورية وشعبها لمدة تزيد على أربعين عامًا، كذلك لا يعترف بشار الأسد سفاح هذا البلد المسحوق، بوجود أزمة اقتصادية مالية هائلة حالكة متداعية فظيعة في حاضرها ومستقبلها، تنشر الخراب في كل مكان.
وإذا قرر التنازل والاعتراف بوجود شيء من هذا القبيل، فالسبب الوحيد يعود إلى تلك العقوبات المفروضة عليه، ولا دخل هنا للنهب التاريخي والسرقة المنظمة والاختلاس الاستراتيجي لأموال ومقدرات الشعب السوري، بما في ذلك المساعدات، بل حتى القروض التي اقتُنصت باسم هذا الشعب.
ولأن المال يُكلف كثيرًا في الحالة العامة العادية، علينا أن نترك لأفكارنا ومخيلاتنا، تقدير هول تكاليفه في الحالة التخريبية الممنهجة والمستدامة. وفي سورية.. المال كما الحرية، فكلاهما منهوب مسروق مملوك لنظام وحشي التكوين، وهمجي المعايير، وطائفي الأدوات.
عندما أعلنت عصابة الأسد الاقتصادية “مضطرة” عن طرح أوراق نقدية جديدة للتداول، تمت طباعتها بلا أدنى غرابة في روسيا.. كانت في الواقع تعلن عن موجة جديدة من هذه الأوراق. فهذا النوع من النقود التي لا تحمل قيمة سوى سعر الأوراق التي طُبعت عليها، أغرقت سورية على شكل موجات انطلقت منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي، ولن تنتهي حتى ينتهي نظام الأسد إلى الأبد؛ لأن ذلك جزء أصيل من اقتصاد الخراب.
أما لماذا “أعلنت مضطرة”؛ فلأن هذه الأوراق النقدية من الليرة السورية، ليست للتخزين بل للتداول، وبالتالي لا يمكن طرحها تمريرًا ولا تسريبًا. والحقيقة أن هذا النظام القاتل، أقدم بالفعل في الشهر التاسع للثورة الشعبية العارمة التي تجتاح سورية، على طباعة كميات كبيرة من أوراق النقد محليًّا، لكنه فوجئ بأن جودتها الطباعية (لا قيمتها الحقيقية) لم تكن بالمستوى الذي يمكن أن يساعد على تسويق عملة تُطرح بلا سند أو رصيد أو غطاء اقتصادي مالي ما.
لكن مهما ارتفع مستوى فخامة الطباعة وجودتها، تبقى الأوراق الجديدة المطروحة مجرد أوراق ملونة، وأفضل ما فيها أنها لا تحتوي على صورة لسفاح سورية الأول حافظ الأسد (ولا الثاني والأخير بشار الأسد) كما هو حال ورقة الألف ليرة المنحوسة بصورته، والمتراجعة بسرعة “أولمبية” في قيمتها.
ولأن الأسد يكذب انطلاقًا من “مفهوم” استراتيجي خاص (بل شخصي) لا مثيل له في التاريخ الحديث، فقد حاول ترويج الأوراق النقدية الجديدة، على أنها مطروحة كبديل لتلك القديمة المتهالكة. لكن الأمر ليس كذلك، ولن يكون. فقد وصل الاقتصاد السوري (هذا إن استحق التوصيف الوطني) إلى منتصف الطريق الذي وصل إليه اقتصاد زيمبابوي (مثلًا)، ويسير بسرعة فائقة ونادرة نحو الهلاك.
والعملية برمتها تهدف إلى دفع رواتب العاملين في القطاع العام، وتسديد النفقات الحكومية المختلفة. لماذا؟ لأن الأسد (وعصاباته) أفرغوا مبكرًا خزائن البنك المركزي، في سياق إفراغ البلاد من كل مقدراتها. ومع ذلك، هناك أسباب أخرى للجوء الأسد إلى طباعة عملة بلا رصيد. في مقدمتها طبعًا، شح السيولة الخاصة بالإيرادات التي يتم تحصيلها عن طريق الخدمات والرسوم الحكومية والضرائب. ففي غضون العام الأول من الثورة الشعبية، تراجعت هذه الإيرادات بنسبة 50 في المائة، وهي مستمرة في التراجع بأشكال مختلفة.
يضاف إلى ذلك التوقف التام للاستثمارات الأجنبية في سورية، وشلل حركة الإنتاج بشكل عام، فضلًا عن توقف شبه تام للحراك السياحي في البلاد.
سيواصل سفاح سورية طباعة المزيد من الأوراق النقدية بلا سند أو رصيد. وهو بذلك يسرق مستقبل البلاد، في إطار سرقته لماضيها وحاضرها. فقد أقدم قبل أربعة أشهر تقريبًا على طرح سندات خزينة للبيع، ويقوم حاليًا باستكمال عمليات بيع ثروة سورية من الذهب في دول يسيطر عليها قطاع طرق، لا مسؤولين اقتصاديين.
والأوراق النقدية الجديدة لا توفر إلا الهموم والمصائب، في بلد يكتوي شعبه بفظائع يومية، باتت مقابلها مثيلاتها السابقة في التاريخ الحديث مجرد رحلات ربيعية. لنستعرض بسرعة الانهيار المنهجي لليرة السورية منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، من جراء السرقة والنهب، وبالتالي الاضطرار التخريبي لطباعة أوراق نقدية بلا قيمة. في عام 1986 كان الدولار الأمريكي يساوي 12 ليرة، وبعدها بأربع سنوات بلغ 48 ليرة، ليصبح في عام 1995 أكثر من 52 ليرة! وقبل ثلاثة أشهر بلغت قيمته لعدة أيام (داخل سورية) قرابة 130 ليرة، وهو يتأرجح الآن ما بين 90 و100 ليرة. في حين كان الدولار في عام 1970 (عندما وصل الأسد الأب إلى السلطة) يساوي 3,90 ليرة سورية.
يقول جوش بيلينج الكاتب الفكاهي الأمريكي “طريق الخراب يكون دائمًا جيدًا في تشييده، والعابرون يدفعون تكاليف التشييد”. بشار الأسد لن يعبر أبدًا بعد الفظائع التي ارتكبها ويرتكبها بحق الشعب السوري والإنسانية. ومع ذلك فإنه سيترك للعابرين الحتميين همومًا اقتصادية، سيعيشون فيها إلى جانب ذكريات فظيعة، ستعجز حتى المصائب عن محوها. إنها ذكريات سيكون نسيانها ترفًا.

 

مقالات الثورة
نظرة في الإعلام السوري وشبيحته..
م. رضا خليل الجروان
حمص لا ماء فيها وحماة لا طعام ودرعا لا غاز وباقي المدن العدم العدم والخراب والإعلام السوري في عالم آخر فماذا يقول:
إن سوريا تخوض اليوم معركة مصيرية ضد عصابات الإرهاب القاعدية فوق أرضها.
إن ما يجري في سوريا هو لصالح “إسرائيل” فإسقاط الدولة السورية هو إسقاط لنهج المقاومة والممانعة.
إن روسيا العظيمة توفر لشعبها الديمقراطية عبر انتخابات مجلس الدوما ورئاسة الدولة التي شهد لها العالم بالشفافية والنزاهة.
العودة المباركة للرئيس بوتين شكلت صعقة لمن يريد الشر لروسيا فلقد عاد لاستلام دفة القيادة للعالم.
إن المقاتل السوري وهو يستخدم السلاح الروسي يشعر بنبض صانعيه من مهندسين وعمال ليسهم بحماية الشعوب ومستقبل أجيالهم.
إن سوريا تسجل لروسيا اليوم الشكر بمداد الروح والوفاء لوقوفها الشجاع في الحرب الإرهابية المفروضة على سوريا.
إن رفع رايات الشكر والعرفان والتحية للشعب الروسي وقيادته الحكيمة فرض عين على كل سوري مخلص لوطنه وحريص على سيادته في يوم عيدها الوطني.
لقد فات أوان التوبة على الأمراء والمشايخ كما فات على غيرهم.
هناك وقفة تأمل وبعض التفكير لا بل نجزم أن أدوار المشايخ والزعامات الإقليمية بعثمانييها الجدد ليس بريئاً فقد دخلوا مع “إسرائيل” بخط واحد.
تحية من قلوب السوريين إلى السيد حسن نصر الله زعيم الممانعة والمقاومة وقاهر العدو الصهيوني.
و وو وو وو وو………
إنكم أيها الشبيحة الإعلاميون تنفخون في قرب مثقوبة..
فالشعب السوري قال كلمته وحدد مصيره: الشعب يريد إسقاط النظام بكل رموزه, الشعب يريد إعدام الرئيس.
وملفنا ارتفع بعون الله إلى عدالة رب الأرباب بعد أن خذلنا الحكام والشعوب ونحن اليوم إن شاء الله في جمعة جديدة خذلنا الحكام فأين الشعوب فهذا الجهد منا وعلى ربنا التوكل لإسقاط النظام.

 

مقالات الثورة
الطيار السوري والمنسف الأردني..
محمد الفاضل
في محاولة منه للتقليل من حجم وتداعيات الحدث سارع النظام المجرم إلى الإعلان عبر قنواته الرسمية أنه فقد الاتصال مع طائرة ميج-21 كانت في طلعة تدريبية!
ثم ما لبث التلفزيون الرسمي أن بث بياناً صادراً من وزارة الدفاع السورية جاء فيه: أن الطيار السوري حسن مرعي هو فار من الخدمة العسكرية وخائن لوطنه وشرفه العسكري!!! حيث هبطت الطائرة في قاعدة عسكرية جوية شمال المملكة الأردنية وقد تم قبول طلبه كلاجئ سياسي بعد أن رفض الأوامر بقصف أبناء شعبه وفضل اللجوء إلى الأردن بطائرته الميج..
ولا ندري ما هو مفهوم الخيانة والوطنية من وجهة نظر النظام؟ وهل ما يقوم به من جرائم يصب في خانة المقاومة والوطنية؟
الحادثة بحد ذاتها ستكون لها انعكاسات وتداعيات على النظام وستسهم في تشجيع الكثير من الضباط على الانشقاق والانضمام للجيش الحر.. لقد دأب النظام على تسخير ماكنته الإعلامية الرسمية وغير الرسمية على تشويه الحقائق وفبركة الأخبار بطريقة هزلية تنم عن غباء منقطع النظير لتصوير الوضع على أنه على ما يرام. وأشهرها الراوية التي سوقها النظام في بداية الثورة عن الآلاف من اللاجئين الذين فروا من بطشه إلى تركيا حيث قيل في وقتها أنهم ذهبوا لزيارة أقاربهم في تركيا!!!
بعض الأخبار التي لا تخلو من طرافة قالت إن الطيار حسن مرعي لجأ إلى الأردن حباً بالمنسف الأردني الشهير بمكوناته التي يسيل لها اللعاب وبالأخص إذا كان يحوي على المكسرات والصنوبر واللوز مع اللحم والسمن البلدي مما يجعل من مقاومة إغرائه أمراً بالغ الصعوبة!!
ويبدو أن المملكة ستشهد إقبالاً منقطع النظير من عشاق المنسف الأردني وربما الكبسة السعودي أو الكباب التركي في الأيام القليلة القادمة!
مقالات الثورة
سقوط النظام السوري..
حسين شيخموس
مازالت آلة القتل والدمار تفتك بالشعب السوري، هذا الشعب الذي أراد الحرية والكرامة، أراد أبسط الحقوق التي تتمتع بها شعوب العالم.
الثورة السورية لم ولن تكن مرتبطة بعوامل خارجية أو إقليمية أو دولية، لها دور حاسم بإشعال الثورة الشعبية السورية، بل هذا النظام الدكتاتوري الفاشي كان يحمل سقوطه، ولكن فترة السقوط امتدت نتيجة عوامل داخلية خاصة به.
ولو أنها بدأت في الثمانينات من القرن الماضي عندما تم حرق مدينة حماه السورية من قبل النظام السوري بقيادة الأخوين حافظ ورفعت الأسد. وبعدها وفي عام 2004 انتفاضة القامشلي التي ولدت يتيمة، حيث امتدت إلى العمق السوري واتُهمت بالانفصالية من قبل النظام، ومع ذلك انطلاقة الثورة كانت حتمياً وإن جاءت بوقت متأخر.
النظام السوري بقيادة حافظ الأسد شجع فكرة عبادة القائد مثله مثل باقي الأنظمة العسكرتارية التي كانت موجودة في تلك الفترة، وزرع فكرة القائد الأوحد في عقول الشعب وهم مازالوا في سن الرشد، المتمثلة بشعارات رنانة، مثل: “قائدنا إلى الأبد حافظ الأسد” وشعارات حزب البعث المتمثلة في قيادة الدولة والمجتمع.
فالشعب السوري كان متضايقاً ومتبرماً ومتزمتاً ومكبلاً من هذا الوضع، ولكنه كان خائفاً لا حول له ولا قوة. لم يكن باستطاعة هذا الشعب أن يعلن عن ضيقه وتبرمه نتيجة الحكم الأمني والعسكري والدكتاتوري في عهد حافظ الأسد.
لكن وبعد توريث ابنه “بشار” شعر الشعب السوري بالضغينة، وعد الوفاء بالإصلاحات التي وعد بها، وخنق الشعب السوري والفساد والمحسوبية، وبالتالي شعر الشعب السوري بالغضب. وقيام بشار بتكريس الدكتاتورية كما كان في عهد حافظ الأسد، وأصبحت القبضة الحديدية المتمثلة بالدوائر الأمنية تسيطر على كل شاردة وواردة، وتدب الرعب في نفوس السوريين في ظل النظام الفاشي العائلي.
وهنا انكشف القناع المزيف للنظام السوري الذي نادى في بادئ الأمر بالإصلاحات الجذرية، ولكنه لم يفي بالوعد مما ألهب الغضب في المجتمع السوري وكانت النتيجة قيام الثورة الشعبية، ثورة الكرامة ضد الدكتاتورية والطغاة حيث أن هذه الثورة تشتد يوماً بعد يوم.
فالدينامية الذاتية الداخلية للثورة السورية وتصميم الشعب السوري على مواصلة الثورة الشعبية رغم قوة النظام سيؤدي إلى إسقاطه.
مما لاشك فيه أن النظام السوري يزداد تخبطا ورعونة وهو فاقد السيطرة على الشارع السوري، وأنه يتهاوى يوماً بعد يوم بسبب الانشقاقات الكبيرة التي تحصل في صفوف الضباط والجنود والتحاقهم بالمعارضة، وهذا دليل ساطع على تخبط النظام وفقدانه البوصلة، وكأنه طبع على بصيرته وختم على قلبه وهو يتجاهل ما يجري على أرض الواقع.
حيث يقول السيد جيمس كلابر مدير الاستخبارات القومية الأمريكية: “إن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد حتمي في مواجهة الاحتجاجات الحاشدة في بلاده. وأضاف: لا أرى كيف يمكن أن يستمر الأسد في حكم سورية، أنا أعتقد أن المسألة مسألة وقت”، وأضاف أنه ورغم أن المعارضة متشرذمة إلا أنها تزيد من الضغوط على الأسد.
يستهل المستشرق الألماني كارسين ويلاند الأسباب الموضوعية لسقوط النظام السوري حيث يقول: “طفولة المعارضة السورية في السنوات الأولى لحكم بشار الأسد مما أفشل الكثير من الخطط المعارضة ضد النظام”، ويتمم مضحكاً من المشاهد السياسية الكوميدية أن يقوم بشار الأسد بالوعد بعدة إصلاحات سياسية وإدارية، منها الانتخابات المبكرة، وكتابة دستور جديد والدعوة إلى الاعتراف بالمعارضة والاستعداد لمحاورتها، ولكن لنعلم أن هذه الدعوات والشعارات، لم يتم إطلاقها غير الآن فقط، ولم يتم خلال هذه السنوات الطويلة تحقيق أي دعوى للإصلاح الإداري، أو السياسي أو الحد من انتشار الفساد، ولكن هذه الدعوات انطلقت الآن تحت ضغط الشارع السوري.
إن وضع نظام الحكم أمام مصيره القاتل والمخيف هو النظام الفاشي الشعبي، على حد تعبير ريموند هينيوش، فالأنظمة الفاشية الشعبية تحاول حماية استقلالها عن طريق تحديث دفاعي.
أما الباحثة الروسية في شؤون الشرق الأوسط فيرونيكا كراشينيكوفا تعبر عن قناعتها بأن سقوط النظام السوري يجلب عواقب كارثية لروسية، وأن سقوط النظام السوري سوف يؤدي إلى وقوع منطقة الشرق الأوسط برمتها تحت النفوذ الأمريكي.
بينما الشرق والغرب يخططون، نحن أنفسنا بالمقابل نتخبط في سياستنا وعلاقاتنا الاستراتيجية، وندع المجال لهؤلاء لهندسة سياســــة الشرق الأوسط، إلى متى نظل ندور في الحلقة المفرغة بعيدين عن أخذ القرار الصائب لمستقبل بلدنا وشعبنا ومتى نرفع أعيننا، لكي نرى الواقع بطريقة خالية من الضبابية، وأن نعتمد على أنفسنا لا على القوى الخارجية، وأن نتصارح ونتصالح ونتخذ الخطوات والإجراءات الضرورية استعداداً لسقوط النظام السوري.

 

مقالات الثورة/توجد صورة للكاتب
الطائرة التركية رحلة فارقة في الأزمة السورية..
غازي دحمان/ الجزيرة نت
تثير حادثة إسقاط طائرة الاستطلاع التركية فوق المياه الإقليمية السورية العديد من التساؤلات، سواء ما تعلق منها بتوقيت الحادثة وأبعادها السياسية والعسكرية، أو ما يخص طبيعة وحدود الرد التركي المتوقع، وما أكانت هذه الحادثة سوف تشكل منعطفاً في الحدث السوري الذي يبدو يوماً بعد آخر بأنه بات يتحول إلى أزمة إقليمية مفتوحة وممتدة.

* توسيع رقعة شطرنج الأزمة

في الواقع يمكن قراءة هذا الحادث باعتباره نتاج سياق طبيعي للأزمة، وهو يؤشر على مدى تعمق الأزمة ودرجة تعقيدها ومحاولات النظام السوري البحث عن مخارج، وإن كانت ذات طبيعة خطرة، تنقذه من ورطته المتمثلة في غرقه المستمر في مستنقع الدم السوري وانسداد كل إمكانيات الخروج من هذه الوضعية وعودته نظاماً قابلاً للتأهيل.

بالمعنى العملياتي تحمل هذه الحادثة طابع المغامرة المدروسة من قبل النظام السوري، الهدف منها فحص التوجهات الدولية وطرق التفكير الإستراتيجية تجاه النظام واستكشاف حدود التحركات الدولية. ويأتي ذلك في ظل استشعار النظام بوجود حركة إقليمية ودولية تأخذ شكل ترتيبات معينة يجد النظام نفسه في ظلها طرفاً مستهدفاً دون إلمامه بطبيعة هذا الاستهداف وحدوده.

ومن الواضح أن التسريبات الكثيرة وذات النمط المتواتر في الفترة الأخيرة المتعلقة ببعض النشاطات الاستخبارية لأطراف دولية وإقليمية في الداخل السوري، والتي تستهدف النظام في أكثر دوائره تماسكاً، قد أربكت صانع القرار الأمني في دمشق ودفعته إلى اتباع إستراتيجية المغامرة في محاولة فك طلاسم التحرك الدولي وتوضيحها، وخاصة أن الحادث كان يمكن تجاوزه عبر القنوات العسكرية بين البلدين التي لا زالت تعمل حتى اللحظة وإن بحدودها الدنيا.

ولا تنفصل عن هذا السياق التطورات النوعية في طبيعة عمل ونوعية تسليح المعارضة السورية المسلحة في ظل تقديرات سورية ودولية عن امتلاك المعارضة لأسلحة نوعية من شأنها التأثير في ميزان القوى الداخلي، وخاصة أن قوات المعارضة باتت تتموضع في مناطق إستراتيجية مهمة، بعضها يشرف مباشرة على العاصمة دمشق وما يمثله ذلك من تهديد إستراتيجي للنظام، وبعضها الآخر، وهو ما يتحسب له النظام بأقصى درجات الحذر والريبة، بات يرسم شبه مناطق عازلة وخاصة في ريف درعا الملاصق للحدود الأردنية في ظل تحولات ملموسة في الموقف الأردني كشفت عنه حادثة لجوء طائرة الميغ 21، وإمكانية لعب الأردن أدواراً معينة في التدريب والتسليح بعد لجوء أعداد كبيرة من عناصر الجيش المنشق عن النظام السوري إليه.

واستتباعاً لما سبق تظهر حادثة إسقاط الطائرة التركية قفزة سورية بالأزمة إلى فضاء جرت دراسته بعناية وتقدير أبعاده واستحقاقاته، وهي محاولة مكشوفة لنقل الصراع إلى الدوائر الإقليمية والدولية حيث تتفاعل الأزمة وتأخذ شكل تجاذبات سياسية وإستراتيجية، ذلك أن نظام دمشق يدرك أن التفاعلات الدولية حَولته طرفاً وكيلاً وغير مباشر في الصراع وأن تصرفاته وسلوكه يراجع فيها الأطراف الدولية والإقليمية الداعمة له بل قل الممثلة له، وهكذا بات النظام يركن إلى حقيقة أن الصراع تجاوزه وصار أكبر منه، هو صراع مع روسيا وإيران، وأن النظام يعمل تحت سقف الشعار الروسي القاضي بعدم قبول إسقاط النظام السوري عبر تدخل قوات عسكرية سواء كانت تشكيلاتها إقليمية أو دولية.

في هذا الإطار أيضًا يدرك النظام السوري أن ثمة قنوات تفاوض دولية مفتوحة مع الروس، وأن ثمة مؤشرات روسية عدة تدلُّ على درجة من المرونة في الموقف الروسي باتت تعبر عن نفسها في أكثر من مجال، ولعل آخرها الإعلان عن زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى بعض دول المنطقة لشرح الموقف الروسي من الموضوع السوري.

ولا شك بأن أجهزة رصد النظام التقطت تلك المؤشرات الجديدة القادمة من موسكو وهو يحاول بسلوكه المغامر إعادة ترتيب الأوراق ودفع الأمور باتجاه تصعيد عسكري ينسف معه أية ترتيبات جديدة ويمنع أي تطورات محتملة في الموقف الروسي، مستغلاً حالة تضارب الاستعدادات اللوجستية والعسكرية الروسية التي تتعاطى مع الحدث بوصفه جزءاً من صراع جيوستراتيجي معقد، وبين ممكنات التسوية والتفاوض التي مهدت لها الدوائر الدبلوماسية الروسية مع أكثر من مكان في العالم .

* ضبط الحادثة في إطار إدارة الصراع

لا شك بأن هذه الحادثة تشكل إحراجاً كبيراً لحكومة أردوغان كما تمثل اختباراً خطيراً للسياسة الدفاعية التركية وتكشف طبيعة ونوعية استعدادات أنقرة للتعامل مع أزمة طالما أكدت أنها تمس أمنها القومي بدرجة أولى.

وتأتي هذه الحادثة في ظل انقسام في المستويات العسكرية والسياسية التركية، الأمر الذي من شأنه التأثير على طبيعة القرار التركي في ظل هذا المناخ المشوب بالتوتر، وما يزيد من حدة الإشكالية إتباع القيادات السياسية لتركيا خطاباً تصعيدياً عبرت عنه تصريحات كل من الرئيس ورئيس الوزراء من أن حادثة إسقاط الطائرة ستكون لها عواقب خطيرة، وهذا المنطق الواضح والصريح يقلل من مرونة التحرك التركي ويحصره في اتجاهات وأفعال محددة، فضلاً عن كونه يرفع سقف توقعات الشارع التركي ويستفزه بنفس الآن.

غير أن ذلك لا يعني بالضرورة قيام الجانب التركي برد عسكري ساحق، بل يمكن تصريف هذا الموقف عبر تكتيكات عسكرية معينة تتم ترجمتها من خلال ضغوط عملياتية تمارسها القوات التركية بهدف إرهاق الجيش السوري بزيادة درجة استنفاره وتوتره وتشتيت جهوده على حدود طويلة جداً، إضافة إلى إمكانية توظيف الفضاء الجوي والمجال البحري الذي تتمتع فيه تركيا بتفوق إقليمي ملموس.

ولعل ما يرجح إمكانية إتباع هذا النمط من التعاطي التركي حقيقة أن تركيا تعمل في الموضوع السوري ضمن إستراتيجية كبرى وتتقاسم الأدوار مع أكثر من طرف في هذا المجال، فهي طرف في مجموعة “أصدقاء سوريا” التي باتت تملك إستراتيجية واضحة في التعامل مع الأزمة وتملك آليات يتوقع أن يصار إلى تفعيلها في مرحلة قادمة، إضافة إلى عضويتها في حلف الناتو وما توفره لها من حماية دولية وتعطيها فرصة للتنسيق مع قوى عسكرية عظمى لها مصالح حيوية في المنطقة، وفي هذا الإطار ترى تركيا نفسها طرفاً في إدارة الأزمة في سوريا وبالتالي لا بد أنها ستتنبه إلى محاولات تحويلها طرفاً في الأزمة.

*استثمار الحادث داخلياً وخارجياً

من المتوقع أيضاً أن تعمد حكومة أردوغان إلى استثمار هذه الحادثة والإفادة منها في علاقاتها الداخلية والخارجية، سواء لجهة الضغط على الأصوات التي تنتقد تدخل الحكومة في الأزمة السورية عبر إثبات نظرية تأثير هذه الأزمة على الأمن القومي التركي، أو عبر علاقاتها مع كل من إيران وروسيا من خلال إثبات أنها طرف إقليمي مسؤول ويعاني من تبعات امتداد الأزمة السورية واستمرارها.

لقد أظهرت السياسة التركية على طول امتداد الأزمة السورية عدم استعجال واضح في الوصول إلى نهايات سريعة وغير مدروسة للأزمة السورية وعملت على موازنة حساباتها بدقة وصبر ملحوظ، كذلك عملت على عدم تطوير مواقفها إلى مرحلة اشتباك طالما حاول النظام السوري دفعها إليه، وفي سبيل ذلك انخرطت السياسة التركية ضمن أطر أوسع لتجنب ارتدادات الحدث السوري ومحاولة حصره ضمن أضيق النطاقات الإستراتيجية، وهي تدرك أن أي اشتباك مع الطرف السوري من شأنه تعقيد الأزمة ومنح النظام طوق نجاة يبحث عنه.

لن تمر حادثة إسقاط الطائرة التركية من دون أن تترك عواقب لها، هذه حقيقة تعنيها الدبلوماسية التركية، لكن طرق تصريفها وخيارات الفعل التركية بصددها قد تأخذ طيفاً واسعاً من الإجراءات، وهو ما قد نلحظه في تطور الموقف الدولي في الأيام والأسابيع القادمة، وإذا كان النظام في سوريا يتوقع أن يجد خلاصاً لأزمته في الملعب التركي فمن المتوقع أنه قد اختار المكان الخاطئ.

 

مقالات الثورة/توجد صورة للكاتب
التآمر الدولي على انتصار الثورة السورية
مهنا الحبيل/ المدينة المنورة السعودية
منعطف التغيير الكبير برز في التصريحات التي انطلقت من أكثر من عاصمة ومصدر ومنها تصريح المسئول الأممي بأن الثوار باتوا يهيمنون على أكثر الأرض ثم أعقب ذلك بمقولة تتناغم مع مواقف المعسكر الدولي والإقليمي المتواطئ ضد الثورة وهو زعيم المسؤول أن ذلك ضمن حرب أهلية شاملة، وهو غير صحيح من خلال قياس ومتابعة دقيقة للميدان وأخلاقيات وانضباط الثورة الحاسم ونتائجه على الأرض الذي منع انزلاق سوريا للحرب الطائفية ولا يزال يمنع ذلك بإيمانه الثوري وتزايد قوة سيطرته على الميدان رغم دفع النظام والإيرانيين وأحزابهم في المنطقة المشهد لهذه الوضعية لتخلق لهم الفوضى الهدامة كخيار أخير لوقف الثورة الخلاقة.

هذه الرسائل التي صدرت من عدة مواقع إثر هذا التقدم النوعي والانضباطي للثورة كُلها تؤكد قضية واحدة أن الثورة تزحف على الأرض وأنّ هناك خشية كبيرة من كل أطراف المعسكر الدولي من حسمها دون تحقيق قيود واستيعاب لحصار الانتصار المحتمل فالناطق باسم الخارجية الأمريكية وفي ذات التاريخ أي عقب تصريح المسؤول الأممي أعلن مجدداً رفض تسليح المعارضة وهو ذات موقف واشنطن الذي يُبلغ دورياً بتحذير أو تهديد وأعقب ذلك في يونيو حزيران الجاري زيارة وزير خارجية موسكو لطهران ورغم أن الثورة تجاوزت مناورات الروس إلاّ أنها أظهرت اعتراف موسكو الضمني للحليف الشريك مع النظام إيران والقريب من الروس بالتحولات الكبيرة على الأرض التي ينقلها له وللرئيس بوتن شعبة المخابرات العسكرية الروسية في قاعدة طرطوس وهو ما يجزم بقلق كبير للروس ولو استمر خطابهم الإعلامي التصعيدي على الثورة للحفاظ على أي مستوى توازن ممكن لنظام الأسد.

هناك إذن قلق كبير خاصةً في “إسرائيل” وموسكو والغرب من أنّ النظام لم يعد قادراً على الصمود أمام الثورة رغم كل الدعم الدولي الذي قدم لموسكو وطهران والتغطية القانونية التي لم يشهد لها العالم مثيلاً للمذابح ومشاركة الإيرانيين فيها، ولذلك يُبقي المعسكر الدولي ومنظمته العالمية المخترقة مساحة تدخل لتحجيم الثورة وليس إنقاذاً للشعب باعتماد ضجيج ومسميات الحرب الأهلية التي يُكذبها حماية الثورة لأحياء الأقليات واللقاءات التنسيقية الدائمة بين الحراك المدني والجيش السوري الحر لرعاية هذه الأقليات وتحديد المطاردة والعقاب القانوني فقط في الشبيحة الجناة، وهو ما يعني أن الثورة السورية تقوم بامتياز بمسئولية الدولة والنظام يُجسد بتطرف مؤسسة عصابة إرهابية لا قانون لها ولا أعراف محترمة، المهم أن ما يعنينا من سياقات التصريحات هو الإقرار بالتقدم النوعي الكبير للثورة والتأسيس لمحاولة حصارها .

هنا القضية تعود من جديد بقوة لمسألة السلاح وهي تُعيد تأكيد المؤكد بمسئولية تأخّر الطرف العربي القادر عن الدعم المركزي المباشر لتسليح الجيش الحر كقوة للشعب وقيادة أساسية ضمن الأضلع الثلاثة – وهو القوة التي لن يسمح تواجدها ومركزيتها بتوسع بؤر أو جيوب على أساس مذهبي ضيق قد يُهيئ لاستثمار أطراف معادية-، هذا التأخر في الدعم سيكلف المنطقة لأنّه سيعطي مهلة لإيران للإشعال الطائفي ليس للبنان فقط بل ومنطقة الخليج العربي وتكون ضريبة الأمر فادحة على المنطقة وخاصةً بأن كل دورة من الزخم الدولي تثبت فراغها من أي فعل وتؤكد تواطؤ واشنطن والغرب لبقاء الحالة على حساب السوريين، فيما يُحسم الأمر بالتقدم الواضح والشجاع المنتظر للتعاطي مع الثورة ودعمها عبر أضلعها الثلاثة الحراك المدني الثوري والمجلس الوطني وهما متفقان على دفع ودعم الضلع الثالث وهو الجيش السوري الحر ، كذراع وحيد يحمي بإذن الله دماء المدنيين وهيكل الدولة.

وحين نقول السلاح فنحن نعني جدياً أولاً هذا السمو الروحي المذهل للشعب السوري وإيمانهم بالوعد الإلهي المقدس وتعلقهم به وركونهم إليه وتبتلهم في فدائهم وأوردة أطفالهم وكفاح حرائرهم وثلة شهدائهم مقاومين وناشطين وصيحات ثكلاهم التي لا تعرف ولم تعرف إلا ربانية رهبانية متعلقة بعمود النصر وقدرة الخالق الناصر للمضطهدين فهو السلاح الذي حقق توازن القوة لدى هذا الشعب العظيم، ولو تمكنت الأطراف الشعبية أو الرسمية من إيصال السلاح النوعي لقيادته الشرعية في الجيش السوري الحر وتحالف المجلس العسكري الأعلى التابع له فإن مهمة التحرير والتخفيف عن هذا الشعب وحقن المزيد من دمائه ستتحقق خاصة بعد الانعطاف الاستراتيجي للثورة الذي يتقدم بالفعل وقد يحتاج أشهراً نرجو بعون الله للثوار الأبطال أن تستبق مطلع العام القادم.

mohanahubail@hotmail.Com

 

مقالات الثورة
حول إيران والثورة السورية
عبدالناصر العايد/ الحياة اللندنية
يبدو أن للتفكير والنهج الإيرانيين بالثورة السورية مستويين، الأول ظاهر وسياسي، يتعلق بالخوف من أن يضع انتصار الثورة السورية حدّاً للتمدد الإيراني في الإقليم، والثاني خفي ووجودي، يتعلق بالقلق من انتقال عدوى الربيع العربي إلى داخل إيران، وتقويض أسس نظامها الحالي.

لقد وضع الخميني تصوراً لإيران تكون فيه دولة مركزية للشيعة، تحتكر تمثيلهم، وتمارس من خلالهم نفوذاً مضاعفاً في الإقليم والعالم. ولتحقيق ذلك كان لا بدَّ من إنعاش الأيديولوجيا الشيعية التي تخاملت لقرون، فابتدع نظرية الولي الفقيه لملء الفراغ المركزي الذي تركه غياب الإمام، وزود المشروع بخطة عمل إضافية هي التي أسماها تصدير الثورة، التي في جوهرها إيقاظ الجيوب الشيعية خارج إيران واستقطابها، لتكون أوراق تأثير سياسي في يد الولي الفقيه على الدول التي يعيشون فيها، وكسب المزيد من تلك الأوراق عبر استئناف التبشير أو الدعوة، تحت شعار كوني هو الانتصار للمظلوم على الظالم، الذي يعبر بجلاء عن التطلع غير المحدود للخمينية.

لكن المشروع الذي عرقله صدام حسين لعقد من الزمان، خبا وهجه لعقد آخر بعد رحيل المؤسِّس، وصعود الإصلاحيين القوميين الذي يعتقدون أن مكانة بلادهم تتحدد بما يملكه شعبهم من قوة في الداخل، قبل أن يصعد المتشددون مجدداً ويغتنموا فرصة الفراغ والفوضى اللتين أحدثهما سقوط الاتحاد السوفياتي، وتجاذبات مرحلة الحرب على الإرهاب، ليحققوا مكاسب كبيرة في العراق والبحرين واليمن ولبنان، ويحكموا قبضتهم على النظام السوري.

وكان النظامان قد التقيا منذ مطلع الثمانينات على خلفيات عدة، ربما كانت المذهبية أوثقها، لكن بعض الوقائع تشير إلى أن حافظ الأسد الذي كان في غنى عن إيران الضعيفة حينها، وتعامل معها بنديَّة، قد قاوم محاولاتها لاختراق ترتيباته الداخلية، ومنعها من النفاذ إلى الطائفة العلوية تحديداً، التي أراد لها أن تحافظ على تمايزها العقيدي، وأن تبقى خالصة الولاء له.

لكن الظروف الإقليمية والدولية السلبية التي أحاقت بالأسد الابن، وانتهت بإخراجه من لبنان، أجبرته على القبول بموقع التابع، بمقابل رعاية حزب الله لمصالحه في لبنان، التي يعتقد أركان النظام السوري أنها النافذة التي يمكن أن تجلب لهم الرياح الأكثر خطورة. تلى ذلك تنازلات على صعيد التبشير الشيعي، بخاصة بين شبان الطائفة العلوية، وعبر بوابة حزب الله، وسرعان ما ظهرت نتائج ذلك على هيئة طبقة من العلويين المتحولين المتحمسين للمرجعيات الإيرانية، الذين تتضاءل مكانة الرئيس لديهم لمصلحة قدسيَّة السيد، أو سيد الكون كما يلقبونه.

إن اشتراك النظامين بالكثير من السمات، وتلامسهما في أكثر من موضع، يجعل الخطر الذي يلحق بأحدهما ويفتك به، هو ذاته الذي يمكن أن يتهدد الآخر. والثورة السورية التي عرَّت بصدقها وبساطتها، النظام من ادعاءاته العروبية العلمانية، وجرّدته من شعاراته ونفاقه، ليبدو على حقيقته، منظومة عصبوية طائفية تسلطية، قد تغري الإيرانيين المناهضين للنظام بتفجير ثورة مشابهة، وحينها سيجبرون النظام هناك أيضاً على خلع كسوته الأيديولوجية، وليضع جانباً شعاراته وادعاءاته الإسلامية والجمهورية والديموقراطية، ليدافع بحقيقته العارية عن نواته الصلبة أي العنصرية الفارسية، وهو انكشاف لا يهدد النظام وحسب، بل وجود الكيان الإيراني، المؤلف من قوميات وأديان تضيق ذرعاً بنظام التمييز القومي والمذهبي الذي يحكمها.

لهذا، يغدو خيار النظام الإيراني الأمثل للتعامل مع الثورة السورية هو نزع صفتها الحقوقية والسياسية، وتصويرها كصراع بين السنّة والشيعة، فهي بذلك ترفع الاستقطاب المذهبي حولها وفي سائر المنطقة، وتدفع مزيداً من الشيعة للجوء إليها، وتضرب معارضيها في الداخل بنسبتهم إلى المؤامرة الطائفية. وقد بدأ هذا المسار فعلياً على يد نظام السوري عبر ارتكابه أنواع الانتهاكات والمجازر كافة التي تصبغ على نحو متعمد بالصبغة الطائفية، لإطلاق سلسلة من أعمال العنف والانتقام الطائفي، التي تحفر خندقاً عميقاً بين السوريين وتفصلهم عن بعضهم بعضاً، ثم تتدخل إيران كحامية العلويين والشيعة من اضطهاد الغالبية السنّية، يلي ذلك طرح صيغة ما لترتيب وضعهم في جيب منفصل، أو مندمج على غرار حزب الله، تهيمن عليه إيران بحكم الحاجة والضرورة، وتتصرف به وفق الخطة الخمينية.

روسيا التي تتعامل مع النظام الإيراني، بتناقضاته اللانهائية مع الآخرين، وبمخزونه النفطي، كدجاجة تبيض الذهب كلما ضاق عليها الخناق، وبعد أن جبت منه كل ما يستطاع نظير دعمها لحليفه السوري، ترحب بتورط إيراني مباشر في سورية، وتمهد له الطريق على الساحة الدولية، بتقديم النظام الإيراني كولي أمر لنظيره السوري حالياً، وكراعٍ إقليمي للطائفة العلوية لاحقاً، على أن تحصد عوائد ذلك اقتصادياً من بعيد، إضافة إلى المكسب السياسي الاستراتيجي المتمثل بدفع التطلعات الإيرانية بعيداً من الحدود الشيعية الجنوبية للاتحاد الروسي.

غالباً لن ينجو النظام الإيراني من موجة التحرر التي تجتاح النظم الاستبدادية، وقدرته على الاستمرار كعامل قلق مذهبي في المنطقة مرتبط بثورة إيرانية شهد العالم بروفة متقدمة لها في الانتخابات الرئاسية السابقة، والقائمون على النظام يدركون ذلك، ويسابقون الزمن بلا جدوى لإنتاج سلاح نووي ينقذ المشروع الخميني ويحميه، وتطلعاتهم تبدو مسدودة الأفق، بخاصة في سورية، لكن تدخلهم وإن كان محدوداً إلا أنه قد يتسبب بصدع في المجتمع السوري لا يمكن رأبه بسهولة، ولمنع حدوثه ليس أمام السوريين سوى التحصن بالأساس الوطني الديموقراطي الذي انطلقت منه ثورتهم، فكونها ثورة لكل السوريين قولاً وفعلاً، بلا تمييز من أي نوع كان، هو ما سيمنع تفكك النسيج السوري في هذه المرحلة الحساسة، وكونها ديموقراطية هي ما سيرفع إمكانية اندماج المكونات المختلفة، واشتراكها في مشروع وطني مستقبلي أكثر جاذبية بكثير مما يعد به الآخرون، أعداء وأصدقاء، من خيارات مفتوحة على الاحتراب والدمار، بخاصة تلك التي تجعل سورية مسرحاً لصدام الحضارات الشرق أوسطية، ذات الإرث الطويل في التناحر العبثي والانتقام اللانهائي.

* كاتب سوري

 

مقالات الثورة
الرد التركي على سورية..
رندة تقي الدين/ الحياة اللندنية
هل ساندت قوات روسية القوات الجوية السورية في إسقاطها طائرة الاستطلاع التركية؟

السؤال يطرح كون القوات الجوية السورية عجزت مرات عديدة في الدفاع عن أمنها الوطني في الأوقات التي تعرضت لضربة إسرائيلية. فأين كانت القوات الجوية السورية عندما ضربت “إسرائيل” الموقع النووي السوري «الكبر»؟ وأين كانت القوات الجوية السورية عندما غزت “إسرائيل” لبنان في ١٩٨٢ وكان الجيش السوري يحتل لبنان ورأينا جنود الجيش السوري الباسل ضد شعبه الآن ينسحب بسرعة خوفاً من الجيش الإسرائيلي؟ فالاحتمال مطروح حول قيام الروس نيابة عن حليفهم النظام السوري في مساندته بالهجوم على الطائرة التركية، ولو أن علاقة روسيا بتركيا متينة. وتحدث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن خرق مروحيات سورية الأجواء التركية خمس مرات دون أن ترد تركيا عليها في حين أن سوريا أسقطت طائرة استطلاع تركية خارج المجال الجوي السوري مما وصفه بالموقف العدواني وطالب حلف الأطلسي بعقد اجتماع طارئ للبحث في الموضوع.

إن مما لا شك فيه أن تصعيد النظام السوري إلى مواجهة عسكرية مع الأتراك ليس تطوراً طارئاً إنما هو تخبط لنظام يريد إدخال حليفه الروسي على الخط وتدويل أزمته معتقداً أنه مخرجه الوحيد للبقاء قيد الحياة.

إن الهجوم على الطائرة التركية هو كما وصفه أردوغان عمل عدواني على تركيا. وتركيا بلد كبير ونظامها ديموقراطي وسياستها تتميز بجدية كبرى واحترام كبير لمواطني البلد. فمن زار تركيا رأى كيف أن هذا البلد قطع أشواطاً على كل الأصعدة إضافة إلى أن الجيش التركي كبير وقوي ولن يبقى صامتاً وراضخاً لهجوم خطير.

فالنظام التركي ليس الحكومة اللبنانية التي تتحمل يومياً الخروق السورية وتبقى صامتة وتنأى بالنفس عن كل ما يقوم به النظام السوري من خرق في لبنان. فحلف الناتو لن يتدخل مباشرة في سورية لأن لا أحد يريد الحرب والنظام السوري مدرك لذلك. إلا أن حلف الناتو قد يبارك أي مسعى تركي للدفاع عن نفسه من التهديد السوري الذي وصفه أردوغان. وقد يعطي الضوء الأخضر لتركيا للقيام بعملية عسكرية مساندة للشعب السوري ليخلصه من نظام أخذ البلد والمنطقة إلى شفير الهاوية. فقد لا يكون الرد العسكري التركي فورياً ولكنه محتمل إذا استمرت الخروق والأعمال التهديدية السورية ضد تركيا.

إن النظام السوري يطلق النار على طائرة خرقت مرة أجواءه وهو يخرق يومياً الأراضي اللبنانية ويدخل ويذهب كما يشاء ويقتل الصحافيين مثلما حدث مع زميلنا الشهيد في محطة «الجديد» ولا أحد في لبنان يتجرأ للرد لأن لبنان ضعيف بانقساماته وتبعياته. والنظام السوري يستخدم طائراته ومروحياته لقتل شعبه والمتظاهرين من أجل الحرية والشعب الباسل مستمر رغم كل ما يحصل له من مآس في المدن في التظاهر ومقاومة نظام لن يبقى منه إلا قدرة القتل والتعذيب والتهديد ودمار بلد جميل أنهكه نظامه بنهجه الاستبدادي.

إن مسؤولية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كبرى في ما يقوم به النظام السوري إزاء شعبه. ومسؤولية الرئيس الأميركي باراك أوباما الضعيف أكبر في أن الولايات المتحدة القوة العظمى أصبحت مشلولة. فضغطها على روسيا أصبح شبه معدوم وهاجسها العراقي يهيمن على كل سياستها الخارجية. علماً أن بوش أنهى صدام حسين وأوباما سلم العراق إلى إيران. فرغم أن اجتماع الناتو أمس لم يأت بنتائج ظاهرة خارقة إنما قد يكون أعطى الضوء الأخضر للحليفة التركية بالدفاع عن نفسها كما تشاء ومتى تراه ضرورياً لأمنها. وهذا ينبغي أن يدركه النظام السوري الذي منذ زمن بعيد يحكم بنكران الواقع.

 
مقالات الثورة
أوامر بالقتل من أعلى المستويات .!..
بقلم : أنور صالح الخطيب/ الراية القطرية
التقرير الذي بثّته شبكة “سكاي نيوز” نقلاً عن أسرى من القوات السورية محتجزون لدى الجيش السوري الحر يُؤكّد بالدليل أن سوريا دخلت فعلاً مرحلة الحرب الطائفية وأن النظام السوري الذي أيقن أن مصيره اقترب يُحاول اتباع سيناريو تقسيم البلاد على أساس ديني ومذهبي طائفي.

الجنود النظاميون الأسرى أخبروا مراسل الشبكة التلفزيونية أن قوات الجيش والأمن السورية تلقت أوامر مباشرة من أعلى المستويات لمهاجمة القرى وقتل السكان المحليين أو إجبارهم على الفرار؟

القناة التلفزيونية الأمريكية قالت: إن كبير مراسليها ستيوارت رامزي دخل إلى سوريا للتحدّث إلى عدد كبير من السجناء من قوات الجيش والأمن النظامية المحتجزين لدى الجيش السوري الحر المعارض في شمال البلاد وأن الأسرى أبلغوه أن قوات الأمن السورية كذبت بشأن الأفراد الذين طُلب منهم تصفيتهم. في حين تحدّث جندي أسير لمراسلها أن القوات السورية تُنفّذ عمليات القصف بصورة عشوائية وكبار السن والشباب يموتون.

كما نقلت الشبكة عن أسير آخر القول “كانت لدينا فكرة بأن قوات المعارضة تقوم بترويع الناس وقتل الأطفال والنساء وكل من حولها، ولكن لاحظنا أن العكس هو ما يحدث في الواقع”.

ما يقوله الجنود السوريون يُؤشّر على الأسباب الحقيقية التي تقف وراء زيادة أعداد الضباط والجنود المنشقين عن النظام والتحاقهم بالجيش السوري الحر فالجندي السوري سينحاز إلى شعبه عاجلاً أم آجلاً حينما تتضح له الصورة ويتبيّن زيف الدعاية المغرضة والصورة التي تقدم لهؤلاء الجنود والضباط عن” العصابات المسلحة” التي تستهدف الوطن …..!!

الشهادات التي قدّمها الجنود الأسرى لا تُقدّر بثمن والواجب على المنظمات الحقوقية الدولية أن تُبادر للالتقاء بهؤلاء الجنود وتوثيق شهاداتهم لأن فيها تأكيدات واضحة على أن ما يحدث في المدن والبلدات السورية جرائم حرب ضدّ الإنسانية يجب ألاّ يفلت مرتكبوها من العقاب.

من المؤسف القول: إن مستوى الاستجابة دوليّاً لما يحصل في سوريا من جرائم حرب منذ عام ونصف العام ليس في المستوى المطلوب وإن المجتمع الدولي أضاع العديد من الفرص بسبب صراعاته ومصالحه للضغط على النظام السوري لوقف القتل والعنف فتحوّلت قضية حرية الشعب السوري إلى حرب باردة تخاض بدماء الشعب السوري.

العقوبات التي يفرضها المجتمع الدولي على النظام في سوريا مع كل الحقائق التي تظهر وتُؤكّد أن النظام يخوض حرباً لا هوادة فيها ضدّ شعبه الذي يُطالبه بالرحيل تبدو وكأنها نوع من ” رفع العتب ” ومحاولة القفز على الوازع الأخلاقي لدى هذه الحكومة أو تلك.

فالعقوبات الجديدة التي فرضتها دول الاتحاد الأوروبي على النظام السوري لن تمنع النظام من مواصلة حصاره وقصفه للمدن السورية بدليل شهادات الجنود الذين يتحدّثون عن أوامر بالقتل العشوائي للمواطنين بل وإجبارهم على الفرار من مدنهم وبلداتهم وقراهم.

إن استمرار انقسام مجلس الأمن الذي تقع عليه مسؤولية حماية الأمن والسلم الدوليين وعدم قدرته على إدانة النظام السوري وإجباره على وقف العنق والقتل والبدء فوراً دفع بسوريا إلى وضع كارثي بدأت آثاره بفعل الواقع المعقد فيها إلى جميع دول المنطقة.

وخير دليل على ذلك التصعيد الأخير الذي شهدته الحدود السورية -التركية والمتمثل بقيام دمشق بإسقاط طائرة تركية والتهديد التركي بالرد وهو ما يُؤشّر إلى المدى الذي يُمكن أن تذهب إليه الأزمة السورية في حال استمرّ المجتمع الدولي بغض النظر عن جرام الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية التي ترتكبها قوات النظام السوري ضد المدنين بشهادة المنظمات الدولية لحقوق الإنسان.

الوضع السوري المتفجّر بات يحتاج إلى تفعيل بنود ميثاق الأمم المتحدة وتطبيق الفصل السابع في الميثاق من خلال إيجاد مناطق حظر طيران ومناطق عازلة لحماية المدنيين السوريين الذين يتعرّضون للمذابح والحيلولة دون تحول الأزمة السورية إلى حرب إقليمية تُهدّد الأمن في المنطقة.
كاتب وصحفي أردني

 

مقالات الثورة/توجد صورة للكاتب
الأقليات والثورات من جديد..
ياسر الزعاترة/ العرب القطرية
في مقاله في صحيفة «الإندبندنت» البريطانية (الاثنين 4/6)، ومن خلال متابعته من القاهرة لما بعد محاكمة حسني مبارك تحدث الصحافي البريطاني روبرت فيسك عن ظاهرة سيئة برأيه تتمثل في تأييد الأقباط المصريين لأحمد شفيق، ليس في الجولة الثانية كما هو متوقع تبعاً لمنافسته مع مرشح الإخوان (محمد مرسي)، بل في الجولة الأولى أيضاً، وهو ما ربطه بتأييد المسيحيين (الغالبية حتى نتوخى الدقة) في سوريا لبشار الأسد.

والحال أن تأييد بشار الأسد في سوريا لا ينحصر في الأقلية المسيحية، بل يمتد ليشمل أقليات أخرى، من بينها الأقلية الدرزية رغم مناشدات الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط لرموزها بضرورة اتخاذ موقف مؤيد للثورة، ربما لحساباته الخاصة حيال النظام السوري، تماماً كما يحدث مع تيار جعجع في الوسط المسيحي اللبناني.

ولعلنا نلاحظ أن غالبية المسيحيين في عدد من الدول العربية يتخذون ذات الموقف من النظام السوري. ولا يمكن التعويل هنا على تهمة التعميم، ليس فقط لأننا لا نعمم، بل أيضاً لأن تأييد الغالبية يكفي للحكم على الظاهرة. كما لا قيمة للقول إن هناك سنّة في سوريا على سبيل المثال يؤيدون نظام بشار الأسد، لأن ذلك محض شذوذ عن القاعدة أيضاً يرتبط بأبعاد مصلحية وليس بأخرى طائفية.

ليس من المستغرب أن يحدث ذلك في ظل تصاعد الصحوة الدينية في العالم العربي، وفي ظل وجود خطاب ينطوي على بعض التخويف من طرف قطاعات إسلامية، ويكفي أن ينحاز السنّة في البحرين مثلاً للنظام وبالطبع خوفاً مما يعتبرونه طغيان الشيعة عليهم في حال سيطروا على السلطة، يكفي ذلك حتى نتفهم الموقف بشكل من الأشكال، مع فارق أن السنّة هنا ليسوا أقلية، وإن كانوا أقل من نصف السكان.

ثم إن المسألة الشيعية تنهض مثالاً آخر أكثر وضوحاً على هذه المعضلة؛ إذ تميل الغالبية من الشيعة في العالم العربي إلى تأييد بشار الأسد على أساس طائفي واضح لا يمكن إخفاؤه بقصة المقاومة والممانعة، ولا التناقض مع المشروع الأميركي الصهيوني، الأمر الذي أخذ يستثير حساسيات مذهبية بالغة الخطورة لم تعرفها المنطقة منذ قرون طويلة.

هي معضلة تطرح نفسها في هذه المنطقة التي قدِّر لها أن تعيش تعددية استثنائية على صعيد الأقليات العرقية والطائفية والمذهبية، وهي معضلة لا بد من تفكيكها بمرور الوقت إذا أريد للإنسان في هذه المنطقة أن يحصل على كرامته وحقوقه بعيداً عن انتمائه العرقي أو المذهبي أو الطائفي.

والحال أن الربيع العربي قد جاء مبشراً بهذا التطور في المسار السياسي العربي، وما هذه التطورات التي يشهدها خطاب الحركات الإسلامية على صعيد التعاطي مع الأقليات وحقوق المواطنة سوى استحقاق طبيعي لذلك، وبالطبع بعد ردح من التركيز المفرط على الهوية الذي ساد خطاب الثمانينيات والتسعينيات.

اليوم لم تعد الهوية مهددة في وعي الحركات الإسلامية كما كانت من قبل، ومن الطبيعي أن تذهب أولوياتها نحو مطالب المواطن في الحرية والعيش الكريم، من دون أن يعني ذلك تنازلاً عن الثوابت الدينية الأساسية التي يمكن أن تتجلى في حراك السياسة من دون الافتئات على حقوق الأقليات.

لا جدال في حق الغالبية في التعبير عن هويتها من دون تجاوز على حقوق الأقليات. وفي حين لا يجادل أحد في الغرب في أن الثقافة المسيحية واليهودية هي الموجِّه لحراك المجتمع والدولة، فإن أحداً لا ينبغي أن يجادل في حق الغالبية المسلمة في جعل هويتها مرجعا للدولة والمجتمع على نحو لا يخل بمبادئ المواطنة، ولا يخل كذلك بحق الأقليات في الاحتكام إلى شرائعها فيما خص قضايا الأحوال الشخصية.

الربيع العربي جاء ثورة على الطغاة الذين لم يكونوا يعبرون عن الأغلبية، بل حتى عن الأقلية كما في المثال السوري، بقدر ما كانوا يعبرون عن نخبة صغيرة احتكرت السلطة والثروة، وهي في الغالب نخبة عابرة للطوائف والمذاهب، ما يعني أن انتصار الغالبية للثورات هو عنوان التحرر للجميع، ربما باستثناء النخبة إياها التي تعتبر الحد من نفوذها عدوانا لا بد من مواجهته بكل الوسائل الممكنة.

 

مقالات الثورة
مدن الخليج في وجه مدينة الصواريخ السورية..
د. ظافر محمد العجمي/العرب القطرية

خرج الميكروباص من القاهرة على طريق الإسماعيلية وتخطى قرى ونجوع شرق الدلتا، وعند مروره بجانب سور على الطريق الزراعي طلب راكب عسكري من السائق التوقف لينزل.

السائق: هل هذه ورش؟ أخبرني جزاك الله خيراً فالكثير من العسكريين يطلبون النزول هنا، ولا أعرف اسم المكان.
العسكري بصوت منخفض: «مطار سري للغاية، لكن لا تخبر مخلوقاً».

وفي اليوم التالي وحين اقترب السائق من نفس المكان صاح بأعلى صوته «حد نازل المطار السري؟».

وقد أصبح سور المطار محطة للنزول والركوب، وافتضح أمر مطار «كفر النور» الذي أقامته مصر بعد هزيمة 67. ورغم امتلاك سوريا واحدة من أضخم القوات الجوية عربياً وفيها 900 مقاتلة، منها طائرات SU-27 وMIG-29 والقادرة على تنفيذ مناورة الكوبرا المعجزة والتي قام بها الطيار فيكتور بوجاشيفي «Viktor Pugachev» في 1989م، فإن سلاح الجو السوري معطل تقريباً ليس فقط لافتقاره للمتطور من الأجهزة المساندة وأنظمة الاتصال، بل لضعف التكتيكات وقلة الخبرة والكفاءة القتالية، لخوف النظام من الفرار أو الانقلاب عليه، وخير دليل هو فرار طيار الميج للأردن وإسقاط طائرة الفانتوم التركية بالمضادات الأرضية وليس طائرات الاعتراض. ولتعويض ذلك وفي موقع سري كمطار «كفر النور» المصري، أقيمت في جبل بالقرب من مدينة حماة «مدينة الصواريخ».

ولأن الصواريخ معرضة لهجمات الطيران وجد السوريون الحل في بناء مكان يحميها، بمساعدة إيران وكوريا الشمالية والصين فبنت مدينة الصواريخ، والتي تدار من قبل مركز الأبحاث والدراسات العلمية. ومدينة الشر التي بنيت تحت الأرض تضم 30 مركز قيادة ومصانع ومختبرات محصّنة ووسائل إطلاق صواريخ باليستية منها سكود Scud-D الحديث بمدى  700كلم، بل ويقال إن دمشق طورت رؤوساً متفجرة كيميائية لكل صواريخ سكود لديها. ونقيض لانخفاض قدرات الطيار السوري، ظهر ارتفاع في مهارات أطقم الصواريخ، ففي مناورة لهم حققوا 19 دقيقة فقط للظهور والإطلاق والاختفاء. ولعل ما أجهض فكرة المنطقة العازلة على الحدود التركية هو زج النظام بكتائب صواريخ بعيدة المدى إلى الحدود، حيث كان إطلاق صاروخ واحد يعني قتل السياحة هناك ووقف 58% من مصادر الدخل وبطالة 34% من المواطنين الأتراك.

لقد تغيرت قواعد الحرب والسلام في المنطقة، فقد أضر الأسد بالمصالح العربية بتحالفه مع إيران وعدم تغليبه للمصلحة الخليجية. وسوف يتعدى الصلف السوري مصاف الكلمات فقد سبق أن ردت دمشق على خادم الحرمين الشريفين حين استنكر قتل الأبرياء بالقول «إن كلمتك أشبه برسالة تهديد» أما المبادرة القطرية فقالت عنها بكلمة واحدة «مرفوضة». وحين تبدأ طائرات الشرعية الدولية في دك معاقل نظام دمشق فلن ترد علينا بثينة شعبان، بل سيأتي الرد من حماة، حيث إن بواعث القلق الخليجي تجاه مدينة الصواريخ تلك تتمثل في ثلاثة محاذير هي:

1- حين تصيح صافرات الإنذار في ليل دمشق، سيكون تسلسل المنطق العسكري السوري، أولاً: ردة فعل تحذيرية لإيقاف الهجوم وتقوية جبهته الداخلية كما فعل الطاغية صدام 1991م. وفي الليلة الثانية والتي تليها سيتبع الأسد وهو يلعق جراحه استراتيجية الإغراق الصاروخي. ولتشابه نظام الأسد مع نظام القذافي في استحالة كسب أية تعاطف من المحيط العربي أو الإسلامي لن يقوم الأسد بقصف الكيان الصهيوني؛ لخروج ردة فعل دمشق من مربع كسب الحلفاء إلى مربع الانتقام. وليس هناك أفضل من العواصم الخليجية.

2- الأنباء الواردة عن تزايد أعداد الجماعات المسلحة في سوريا رفعت مؤشرات القلق لدى المراقبين من أن يؤدي السقوط غير الممنهج لنظام الأسد إلى تسابق تلك الجماعات للحصول على حصتها من أسلحة الدمار، ليكون لديها قوة تزكيها كلاعب على الساحة. ولعل هذا ما دفع الإدارة الأميركية لوضع خطط طوارئ بقوّات خاصة للسيطرة على الأسلحة الكيميائية والبيولوجية. وما يقلقنا في الخليج هو حصول حزب الله العراقي، ومنظمة القاعدة ومثلها من المنظمات الإرهابية على تلك الأسلحة.

ولاشك أن الإجراءات الخليجية المضادة ستكون محدودة إذا انتظرنا ساعة الصفر. ولأن صواريخ بغداد 1991م تختلف عن صواريخ دمشق 2012م، في الإصابة وقدرة التدمير، لذا على صانع القرار الخليجي اتخاذ إجراءات لعل منها:

1- إعادة النظر في عرض واشنطن إنشاء الدرع الصاروخية الخليجية، ليس ضد إيران هذه المرة بل ضد سوريا أيضاً؛ فهل يستطيع الأميركان إقامتها على عجل كما فعلوا مع الكيان الصهيوني؟

2- أو ربما إقامة حائط صواريخ كالذي نفذته مصر 1973م تتقدمه بطاريات باتريوت باك3 المضادة للصواريخ، ولوكهيد مارتن «ثاد» إذا وصل للإمارات مبكراً، مع الأخذ بعين الاعتبار خطر كشف ظهورنا لطهران.

3- تفعيل الاعتماد على الحرب الإلكترونية الخليجية التي وصلت مراحل متقدمة عبر مشاريع حزام التعاون والاتصالات المؤمنة وما يتبع ذلك من نصب أجهزة استشعار للصواريخ، أو بالتشويش عليها بتغيير هيئة الأهداف التي تهاجمها، وقد نجحنا من قبل في تحييد صواريخ سيلكوورم الإيرانية عندما هاجمت مصافي الكويت.

4- الردع هو تحقيق الهدف من دون اشتباك. ولعل من وسائل ردع مدينة الصواريخ السورية، تذكير نظام دمشق بأحد أهم مكونات منظومة الردع الخليجية في قاعدة السليل العملاقة قرب الرياض؛ حيث الصواريخ الباليستية من طراز رياح الشرق «CSS-2 DF-3A East Wind» وما تحمله من رؤوس ردعت طهران طوال الثلاثين عاماً الماضية.

5- قد يكون من الصعب على العمل الاستخباري الخليجي أن يحقق نتائج ذات جدوى في بلد ذاكرته استخبارية، لكن تحسين قابلية التعاون في العمل الاستخباري مع الجيش الحر يعطينا أفضلية في توقع وقت وزمن وحجم الخطر.

لقد انكشف السر عن شرور مدينة الصواريخ في حماة، وقد أعطى مخاوفنا شرعيتها مخاوف واشنطن وتل أبيب، كما أعطى الأسد حق استهدافنا، إهدارنا لدمه على مذبح الشرعية الدولية نصرة للشعب السوري الحر، مما يجعل رفع الجاهزية العسكرية في دول الخليج أمراً حتمياً لا خيار بين خيارات.

http://tinyurl.com/3vr3j4a

http://gulfsecurity.blogspot.com/

 

مقالات الثورة
تركيا والاستنجاد بالأطلسي..
خورشيد دلي/ إيلاف
ربما كان يتوقع البعض أن يكون رد فعل تركيا على إسقاط سورية طائرة لها مغايرة تماماً لما جرى، ولعل سبب ذلك هو أن تركيا ومنذ بدء الأزمة السورية انتهجت خطاباً تصعيداً أوحى في كثير من اللحظات بأنها على أهبة الاستعداد للتدخل عسكرياً إذا ما توفرت حجة لها، بل إن أردوغان ذهب أبعد من ذلك عندما قال مراراً أن الشأن السوري شأن تركي داخلي وأكد أنه لن يسمح بتكرار حماه ثانية.

ومع أن لهجة التصعيد التركية تراجعت في الفترة الأخيرة وظهرت تركيا كنمر من ورق إلا أن حادثة إسقاط الطائرة التركية بنيران المضادات الجوية السورية أربكت تركيا سياسياً إلى أن طلبت أنقرة وبعد 48 ساعة من الحادثة من الحلف الأطلسي الاجتماع بموجب المادة الرابعة من معاهدة ميثاق الحلف والتي تنص على التشاور في حال تعرض أراضي أي من دول الأعضاء أو استقلالها السياسي للتهديد، حيث ينص ميثاف الحلف على الدفاع عن أي بلد عضو من الحلف يتعرض للهجوم.

دون شك، التوجه التركي للأطلسي يمثل تطوراً أمنياً مهماً خاصة بعد أن وضعت بريطانيا طائراتها في حالة تأهب تحسباً لشن أي هجوم ضد سورية في حال قررت تركيا التصرف عسكرياً كرد على إسقاط الطائرة، وهو ما يعني أن اجتماع بروكسل لدول الحلف سيكون منعطفاً جديداً في تعامل الحلف مع الأزمة السورية بعد أن أعلن الحلف طوال الماضية أنه ليس بصدد التدخل عسكرياً في هذه الأزمة، ومع أن الحلف وحسب نظام العمل لديه لن يعلن سوى أنه ضد تهديد أمن وسيادة أي عضو من أعضائه إلا أن الحصيلة ستكون وضع خطط الخيار العسكري على الطاولة.

في الواقع، سياسة الاستنجاد التركية بالأطلسي من قبل القيادة التركية تبدو لها مبررات داخلية تركية، فالمعارضة التركية على خلافات شديدة مع حكومة أردوغان، وثمة من يتحدث عن أزمة ثقة بين حكومة أردوغان والمؤسسة العسكرية، وهو ما يعني صعوبة الإقدام على أي خيار عسكري في ظل هذا الخلاف بين المؤسستين (السياسية والعسكرية).

وعليه، فإن اللجوء إلى الأطلسي كان الخيار الوحيد المتاح أمام حكومة أردوغان للرد على حادث إسقاط التركية. لكن السؤال هنا كيف سيكون رد الأطلسي؟ وهل يمكن أن يلجأ إلى الخيار العسكري بعد أن نفى ذلك طويلاً؟ وهل استخدام مثل هذا الخيار سيكون خارج قرار دولي حيث الفتيو الروسي الجاهز؟ وإذا ما لجأ إلى هذا الخيار فكيف ستكون المواجهة في ظل وجود لاعبين إقليميين ودوليين (إيران روسيا) يقفون بقوة مع النظام السوري؟

يرى البعض أن أي قرار بالتدخل العسكري بسبب إسقاط الطائرة التركية سيكون لصالح النظام السوري الذي قد يجد فيه طوق نجاة لدفن الأزمة داخلياً ودفعها نحو حرب إقليمية وربما دولية في ظل ردود الفعل المحلية والإقليمية المحتملة (إيران، روسيا، حزب الله، العراق، الصين) حيث الحديث الروسي عن أن من الوضع السوري سيولد النظام العالمي الجديد، وعليه فإن حسابات الأطلسي ستكون دقيقة وربما بعمق التفكير بالتداعيات المحتملة.

في الواقع، ينبغي القول إن سياسة الاستنجاد التركي بالحلف الأطلسي جاء بعد الفشل في إقامة منطقة أمنية عازلة داخل الأراضي السورية تكون بمثابة بنغازي سورية، وبعد فشل المواعيد والفرص التي أعطاها أردوغان لإسقاط النظام، وعليه فإن اللجوء إلى الأطلسي يبدو وكأنه تعبير عن أزمة داخلية تركية أكثر من كونه جلب التدخل العسكري في الأزمة السورية، فهذا الأخير (قرار التدخل العسكري) لا يمكن أن يكون إلا وفقاً للتوقيت الأمريكي المرتبط بالانتخابات الرئاسية.

 
مقالات سياسية أو أخرى /توجد صورة للكاتب
العدل الكوني: “جدلية العدل والأمن والحريات في ظل الثورات”
خالص جلبي/ إيلاف
جاء في المقدمة لابن خلدون أن الملك (بهرام) كان يتجول في حديقته مع (الموبذان) كبير الكهنة عندما تفاجأ ببوم ينعب بشدة فسأله تفسير صياحه إن كان يعرف لغة الطيور؟

قال إنه يخطب ود بوم أنثى وهي تشتد في المهر فطلبت خراب عشرين قرية؟ فأجابها: إن أطال الله في عمر الملك أقطعتك ألف قرية خراباً يباباً؟! زلزل الملك واستفرده قائلاً له ويلك ما معنى ما تقول؟

قال أيها الملك إن من حولك تعفنوا بالفساد والرشوة والمحسوبية والوساطة وأنت نائم عنهم فخربت البلد.

شرح ابن خلدون ظاهرة الظلم الاجتماعي تحت فصل بذاته (أن الظلم مؤذن بخراب العمران) يفكك الآلية الاجتماعية لحدوثها: الملك يحرسه القانون وبالعكس في جدلية، والنظام يقوم بالرجال، وهؤلاء يحتاجون للأجور، والمال يحتاج إلى مصادر ثرية، وهي تقوم بدورها على اقتصاد حر نشط، وهذا لا يتم إلا بالأمن الاجتماعي على النفس والمال، وهذه تنضبط بالعدل، وبذا كان العدل أرخص بكثير من الظلم وبه تنتصب الدول بقوة وشباب وحيوية.

ولكنني ففكرت بتحليل العدل أكثر فأقول:  كما يتشكل الضوء من طيف سبعةٍ من الألوان تشكل قاعدته (ثلاثة) ألوان هي الأحمر والأزرق والأصفر ، كذلك فإن جميع ما نتذوقه  قاعدته (سداسية) من مذاقات مثل الحلو والمر والحامض، وفي الأنف مغاطس فراغية محددة لاستقبال الغازات في نهايات عصب الشم يتم التعرف عليها كيميائياً بواسطة شيفرة (سباعية) من الروائح مثل الاتيرية والكافورية والنعناعية والمسكية، وكل  الروائح والمذاقات والألوان هي مزيج من هذه الطيوف بنسب مختلفة.

إذا امتزج اللون الأحمر مع الأصفر أخرج البرتقالي، وإذا لمست مقدمة اللسان السائل عرفت حلاوته، وإذا دخل الإنسان الغرفة استطاع التمييز فوراً بين عطر نفاذ وعفن فاحت رائحته لفترة ثلاث دقائق فقط، ثم يعتاد عليها الإنسان.

كذلك بني الكون المادي على نفس السلم الموسيقي فتم تكوينه درجة درجة من أبسط العناصر الممثل في الهيدروجين، وانتهاءً بأثقلها اليورانيوم المشع.

كذلك عرف أن البناء الذري للعناصر يقوم على (التعادل الكهربي) فأبسط العناصر (الهيدروجين) يحمل في نواته بروتون موجب ويدور في فلكه إلكترون واحد سلبي الشحنة؛ فجوهر (العدل) الوجودي هو التوازن بين عناصره في أي مستوى.

كذلك بنيت (الانفعالات النفسية) عند الإنسان على ما يبدو وفق تركيبة أساسية من (خمس) ألوان من الانفعالات من مشاعر الخوف والغضب والحزن والسرور والاشمئزاز.

هذه الألوان الخمسة من الانفعالات هي التي تولد بقيتها من مزيج منوع منها.

وتبنى فرويد (FREUD) بفضول  الفيزيولوجيا فرأى أنها ستفسر آخر الأمر ما يجري في الجهاز العقلي.
كذلك تصور الفلاسفة في محاولتهم دراسة تصرفات الإنسان أن هناك أكداساً من الدوافع الأخلاقية، ولكن لدى تحليلها كما فعل علماء الذرة أمكن تبسيط التركيب إلى ثلاثة أخلاق أساسية يمكن اعتبارها البنى الجوهرية عند الفرد هي:

(الشجاعة) و(العفة) و(الحكمة).

هذه (الأخلاق) الثلاثة ترتبط ببعضها مثل المثلث ذو الأضلاع الثلاثة، كل ضلع فيه يشكل محوراً لتوجه أخلاقي محدد، نقطة التوازن فيه هي المنتصف، فكل فضيلة هي وسط بين رذيلتين؛ فالشجاعة هي وسط بين الجبن والتهور، والحكمة في منتصف المسافة بين الخبث والحماقة، والعفة تتأرجح بين الجمود والشره، ويهدف المزيج الثلاثي إلى تكوين ما يشبه (السقَّالة) المتوازنة المتشابكة من كل ضلع أخلاقي لإحكام نقطة التوازن في قلب المثلث الأخلاقي، الممثل في خُلُق (العدل) عندما نتصور أن كل فضيلة انطلقت من إسقاط هندسي من منتصف الضلع لتلتقي ببقية الإسقاطات الهندسية من الضلعين الآخرين؛ فالعدل هو الميزان الذي قامت عليه السموات والأرض، وهو الذي يرفع المجتمعات أو يخسف بها، وهو ضمانة التوازن في النفس الإنسانية.

يمكن أن نستوعب (حديث هلاك الأمم) في ضوء جديد؛ فانهيار الأمم يتم بفقدان العدل الداخلي، قبل أن يتشكل بفعل هجوم خارجي (إنما أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد) وهذا يعطي إسقاطاً خطيراً على فهم جوهر النزاع العربي الإسرائيلي، وأن مشكلتنا داخلية بالدرجة الأولى، ولن ينفعنا صب اللعنات على “إسرائيل”، وأن وجود “إسرائيل” نبت وولد من انهيار المناعة الداخلية عندنا؛ فهيأ لانفجار الخراج الصهيوني كما تحدث (الاختلاطات) في الأمراض الخطيرة (قارن كمية الضحايا على يد الجيش السوري في تمرد 2011م ـ 2012م مقارنة بما فعلته إسرائيل؟)

علينا أن نستوعب حقائق كونية في مستوى الذرة وانتهاء بالمجرة، من قوانين الفيزياء إلى قوانين النفس والمجتمع.
إن الهرم لا يجلس بدون قاعدة، كما أن المرض لا ينتشر بدون انهيار الجهاز المناعي، وعود الثقاب يفجِّر برميل البارود لا وعاء الماء، وأن البعوض يخرج من المستنقعات، وأن الغربان تحوم حول الجثث، وأن الأمم يتم السيطرة عليها عندما تفقد القدرة على تقرير المصير، وأن (القابلية) للاستعمار تشكلت عندنا قبل أن يطأ أول عسكري أجنبي أرضنا، وأن الحضارات تتهاوى بفعل الانتحار الداخلي قبل الغزو الخارجي، وأن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً.

عندما كتب (محمد ذو النفس الزكية) إلى جعفر المنصور معللاً قيامه بالثورة المسلحة، استند إلى غياب مجتمع العدل، ونمو مجتمع الشيع والطبقات ذات الامتيازات، فاستخدم الآية القرآنية كسلاح مضمون في الصراع السياسي (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً) وبلغ من تحمس (أبو حنيفة) صاحب الاجتهاد المذهبي المشهور أن قارن خروجه مع خروج رسول الله ص إلى بدر؛ فأرسل له معونة مالية كلفته حياته لاحقاً مسموماً على بعض الروايات، ولكن أبا جعفر المنصور استخدم نفس السلاح من أجل إثبات مشروعية حكمه. (قارن دعاية النظام السوري في قتاله للثورة بضراوة أنه يقاتل العصابات المسلحة المندسة مذكراً بقول فرعون من قبل: إنهم شرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون!)

كانت هذه الأسلحة ومازالت في الصراع الإيديولوجي لاحتكار الحقيقة وبناء سيادة المشروعية مأساة لم تحل المشاكل بل زادتها تعقيدا، وتوالت معارك صفين في التاريخ والتوظيف الإيديولوجي لاحتكار الحقيقة.
انهيار الأمم يتم بفقدان العدل حين ينقسم المجتمع إلى شرائح قوية وضعيفة، فيفقد الانسجام والتراص والتماسك الداخلي، فالحديد الصلب هو ذلك المعدن الذي تنظف من الشوائب إلى حد كبير، وبقدر دخول الشوائب يفقد المعدن من صلابته، وحتى ينظف المعدن من الشوائب لابد من تطهيره بالنار.

كذلك النفس الإنسانية فهي تطهر بالمعاناة (لقد خلقنا الإنسان في كبد) ولذا كانت المكابدة والمعاناة من أسس الوجود التي تصقل الإنسان وتطهر جوهره.

والمجتمع الفرعوني الذي يمثل نموذج اللعنة التاريخية (واتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود) هو ذلك المجتمع المقسم والمهشم والمجزئ إلى شرائح وشيع وطبقات ذات امتيازات (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً).

كما أن المجتمع يتدمر بانزلاقه من مجتمع متجانس إلى مجتمع الشيع والطبقات (أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض) وتتدمر الدعوات وتنفجر المجتمعات داخلياً من خلال تحول أصحاب الرسالة إلى شيع وأحزاب متنافسة متناحرة (من الذين فرقوا دينهم شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون).

لذا كانت رسالة الدين الجوهرية هي أقامة مجتمع العدل من خلال محو الفوارق والتخلص من مرض الانقلاب إلى (شيع) وسحب الامتيازات من أي شخص أو عائلة أو طبقة أو حزب أو تجمع أو طائفة إلا من خلال الجهد والتقوى، وتشكيل مجتمع متجانس توحيدي، والدفاع عن الشرائح المستضعفة والمسحوقة والمهشمة المهمشة من اليتيم والفقير والمسكين والأرمل والأسير والطفل والمريض والعجوز والمراهق، وأهمها إطلاقاً المرأة التي تعتبر الشريحة المسحوقة الأعظم في المجتمع.

قامت الذرة على التوازن الكهربي، واستقامت النفس بالانضباط الأخلاقي، ونما المجتمع بتقلص ظلال الظلم، وشمخت الدول بصرامة العدل، وانهارت الحضارات بالمرض الفرعوني.

مع كل هذا فإن ثغرة العدالة الكونية تطل بصور لانهائية ويبقى يوم الحساب هو الذي يضع الموازين القسط (وإن كان مثقال ذرة أتينا بها وكفى بنا حاسبين).

ومنه كان الإيمان باليوم الآخر يشكل ضرورة كونية.

ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا ظلم اليوم.

 
مقالات الثورة
سورية.. هذا أوان “الفصل السابع”..
رأي الوطن/ الوطن السعودية

تأكيدات وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، في لكسمبورج أول من أمس، على أنه لا مناص من اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بجهد دولي، إذا استمر النظام السوري في تماديه باستخدام سياسة العنف والتنكيل ضد شعبه، هي الموقف البدهي إنسانياً وأخلاقياً وسياسياً أمام استمرار الجرائم البشعة ضد الشعب السوري، بل وتصاعد وتيرة هذه الجرائم وتنامي أعداد القتلى، وتنوع آلات البطش.

النظام السوري يحاول العزف على وتر الوطنية منذ البدء الأول للأزمة، لكن آذان مواطنيه وعقولهم لم تستطع استيعاب معاني الوطنية من نظام يبطش بشعبه، ولذا لجأ أخيراً إلى اختلاق معارك خارجية من خلال استحداث مواجهة مع تركيا تجعل الشعب السوري يشعر بأن بلاده في مواجهة عدو خارجي يستهدف سيادة الوطن، ويخترق أجواءه، وتلك حيلة لن تنطلي على الذين خبروا أساليب هذا النظام الذي لم يبق وسيلة من أساليب التغرير إلا مارسها، لكنه بات مكشوفاً، لأن الأزمنة تغيرت، والعقول أصبحت قادرة على التمييز.

روسيا – كالعادة – تحاول تبرير أفعال النظام السوري بلغة لا تشبه إلا لغة الخطاب الإعلامي السوري نفسه، وتؤكد على أن قيام‭ ‬الدفاعات الجوية السورية بإسقاط طائرة عسكرية تركية، يجب ألا ينظر إليه بصفته عملاً استفزازياً أو متعمداً، لكنها لم توضح زاوية النظر المقترحة إلى هذا العمل الذي استنفر حلف الأطلسي كله، إذ وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن إسقاط الدفاعات السورية للطائرة التركية بأنه “عمل غير مقبول”، مضيفاً “نحن نندد به بأشد العبارات.. لقد أعلن الحلفاء دعمهم القوي وتضامنهم مع تركيا”، موضحاً أن الحلف ما زال “يدرس” الملف، وتلك إشارة إلى أن تركيا لن تكون وحيدة في مواجهة حماقات النظام السوري الذي توهم أن مثل هذا العمل سيهبه شيئاً من التأييد الشعبي الداخلي، متناسياً أن جراح السوريين أعمق من أن تنطلي عليهم هذه الحيلة، خاصة وأن هناك تأكيدات على أن إسقاط الطائرة التركية كان دون إنذار سابق، وهو ما جعل رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان يصف هذا الفعل بأنه “عمل عدواني واعتداء جبان”.

إن عدم اتخاذ إجراءات دولية حاسمة، واستمرار التمييع، سيمنحان النظام المزيد من فرص التلاعب، وخلق الأحداث الهامشية، وهو ما لن ينتهي إلا بحسم دولي يستند إلى “الفصل السابع”، فليس للقمع إلا القوة الدولية.

 
أخبار الثورة
120 شهيداً الثلاثاء ومهاجمة قناة تلفزيونية.. والجيش الحر يسقط مروحية ويدمّر ست دبابات
الجزيرة نت

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 120 شخصاً استشهدوا الثلاثاء بنيران قوات الأسد، معظمهم في ريف دمشق ودرعا ودير الزور وحمص. كما أفادت مصادر في الجيش السوري الحر بأن عناصره دمرت ست دبابات وأسقطت مروحية للجيش النظامي بخان السبل في إدلب.
وقال ناشطون إن أربعة شهداء سقطوا فجر اليوم الأربعاء في محافظة حماة وسط البلاد، وإن قصفاُ استهدف بلدة كرناز والمزارع المحيطة بها من قبل جيش النظام, فيما استمرت أمس المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في قرى وبلدات حماة، حيث بث ناشطون صوراً لمظاهرتين خرجتا في بلدات اللطمانة وكرناز.
وبث ناشطون أمس الثلاثاء صوراً قالوا إنها لمروحية وهي تحترق بعد إسقاطها بإدلب.
وضمن سلسلة الانشقاقات العسكرية في صفوف جيش النظام، أظهرت صور على شبكة الإنترنت انشقاق المقدم حافظ جاد الكريم الفرج من محافظة السويداء، والتحاقه بصفوف الجيش السوري الحر. وعزا الفرج سبب انشقاقه لما وصفه بتخلي الجيش عن مهامه الوطنية، وتحوله إلى مليشيات تقتل المواطنين.
وتعرضت منطقتا قدسيا والهامة لقصف عنيف، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 24 شخصا قتلوا جراء القصف على البلدتين، حيث جرت اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر.
كما قتل شخص برصاص قناص في حي جوبر الدمشقي، حيث ينتشر عناصر الأمن النظامي بكثافة في دمشق، لاسيما في الشوارع والأحياء التي توجد فيها مراكز أمنية ومبان حكومية.
وفي آخر التطورات، قال التلفزيون الرسمي في سورية صباح اليوم الأربعاء إن من أسماها “مجموعة إرهابية” هاجمت مبنى قناة الإخبارية وعبثت بمحتوياته، دون أن يورد التلفزيون المزيد من التفاصيل عن الهجوم.
ولكن ناشطين سوريين قالوا إن مقر قناة الإخبارية تم تدميره خلال اشتباكات بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي.

* أعنف المعارك

وبحسب المرصد السوري، فإن معارك الثلاثاء هي الأعنف في ضواحي دمشق، وقال مدير المركز رامي عبد الرحمن إنها المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة إلى هذا الحد من وسط العاصمة.
وفيما تحدث ناشطون عن مجزرة ارتكبتها قوات النظام في بلدة الهامة، قالت وكالة أنباء (سانا) الرسمية إن “الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة تجمعت في المنطقة واستخدمتها منطلقا لاعتداءاتها على المواطنين”.
وفي محافظة إدلب شمال غرب البلاد، تعرضت بلدة سراقب لقصف أسفر عن استشهاد شخصين، كما استشهد أربعة مواطنين في اشتباكات بخان السبل، واستشهدت فتاة في القصف على منطقة خان شيخون، وجندي منشق في ريف إدلب.
وفي السياق ذاته، أفاد مراسل الجزيرة بأن 13 ضابطاً سورياً منشقاً -بينهم ثلاثة برتبة عقيد- وصلوا إلى الأراضي التركية.
من جانب آخر، قالت مصادر تركية رسمية إن حوالي 350 لاجئاً سوريا، بينهم 26 عسكرياً دخلوا الحدود التركية هرباً من هجمات الجيش النظامي، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية.
وبذلك يبلغ عدد اللاجئين المسجلين في المخيمات 33.500، فضلاً عن آلاف من اللاجئين خارج المخيمات في أنطاكيا والمدن القريبة منها. وتوقعت المصادر الرسمية أن يزداد عدد اللاجئين في الأيام المقبلة، مع ابتعاد الجنود التابعين لقوات الأسد عن الحدود التركية.

* قصف حمص

وفي مدينة حمص -التي يستمر قصف قوات النظام عليها من دون توقف منذ أكثر من عشرين يوما- استشهد مواطن في حي الخالدية جراء ذلك القصف.
وذكر ناشطون أن القصف طال أيضا أحياء حمص القديمة وجورة الشياح وبابا عمرو وجوبر والسلطانية والحميدية وباب هود، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي على أطراف حي بابا عمرو.
وأعلنت الهيئة العامة للثورة استمرار القصف على مدينة الرستن في محافظة حمص براجمات الصواريخ.
وفي مدينة دير الزور بشرق البلاد، تعرضت أحياء عدة للقصف مما أدى إلى استشهاد خمسة أشخاص بينهم طفلة، واستشهد ثلاثة أشخاص في مدينة موحسن بقصف القوات النظامية التي تحاول استعادة المدينة، بحسب المرصد.
وفي محافظة حلب بشمال سورية استشهد شخص بإطلاق رصاص، وفي درعا بجنوب البلاد استشهد ثلاثة أشخاص إثر سقوط قذائف على بلدة كفر شمس، وثلاثة آخرون في بلدة عتمان التي تعرضت للقصف أيضا.

 
حقوق الإنسان
شهداء وإعدامات وتحذير من مجزرة بحمص
الجزيرة نت

قالت لجان التنسيق المحلية في سورية إن عدد الشهداء برصاص قوات أمن الأسد منذ منتصف الليلة الماضية وحتى ساعات الفجر بلغ ستة وعشرين. وأضافت اللجان أن معظم الشهداء سقطوا في ريف دمشق ودير الزور شرق البلاد.
وفيما استمر القصف على حمص وأحيائها، أفاد ناشطون في العاصمة السورية أن منطقة الهامة بريف دمشق تتعرض لقصف عنيف بعد فرض حصار عليها وقطع الاتصالات عنها.
من جهتها أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات أمن النظامية أعدمت خمسة أشخاص ميدانياً أربعةٌ منهم من عائلة واحدة في قرية كفر شمس بدرعا.
وفي درعا أيضاً استشهد ستة عشر شخصاً أغلبهم نساء وأطفال في قصف على مخيم للنازحين.
وقال العقيد الطبيب في مستشفى حلب العسكري عبد الحميد زكري الذي انشق عن الجيش النظامي إن المستشفى كان يتخلص من الجرحى العسكريين إذا كانت جراحُهم بالغة. أما المدنيون فيُستفاد منهم كمصدر للمعلومات وإلا فإن النظام يلجأ إلى قتلهم وسرقةِ أعضائهم، على حد تعبيره.
في غضون ذلك قالت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان إن ثلاثة طلاب في جامعة حلب قضوا تحت التعذيب بعد أن اعتقلتهم عناصر المخابرات. وتم التعرف على الجثث بصعوبة بسبب التشويه الذي تعرضت له.
وكانت المخابرات الجوية قد اعتقلت فجر الأحد الطالبَيْن مصعب برد ، وباسل أصلان، من السنة الرابعة بكلية الطب البشري بينما اعتقلت دورية أمنية الطالب حازم بطيخ من السنة الثالثة اقتصاد.
وقد اعتقل الطلاب الثلاثة إثر مشاركتهم في أعمال إغاثة وإسعاف للجرحى في حلب.

* 78 شهيداً أمس

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت إن ثمانية وسبعين شخصاً استشهدوا أمس الاثنين بنيران قوات نظام الأسد.
ووثقت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان في تقرير الاثنين سقوط خمسة عشر شهيداً دفنوا في مقبرة جماعية بمدينة حماة.
وقال ناشطون إن أعداداً من المدنيين فروا اليوم الاثنين من ريف دمشق بسبب القصف الكثيف الذي يستهدف مناطق قريبة من العاصمة. ونشر ناشطون صوراً على الإنترنت تظهر حافلات صغيرة تقل مدنيين وأمتعتهم يغادرون بلدة دوما التي تتعرض لقصف من القوات الحكومية منذ الأسبوع الماضي.

* مجزرة محتملة

في غضون ذلك قالت الهيئة العامة للثورة إن هناك قصفاً عنيفاً لحي الحميدية في حمص بالصواريخ والمدفعية، مشيرة إلى أن “الانفجارات تهز الحي وتتصاعد أعمدة الدخان جراء القصف”.
كما أشارت إلى تجدد القصف على حي جورة الشياح في المدينة، وعلى مدينة تلبيسة في محافظة حمص.
وتوجه المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر في بيان إلى الدول العربية والإسلامية والصديقة والمنظمات الدولية المعنية، قال فيه إن مدينة حمص “تتعرض لأقوى وأعنف قصف تمهيدي بالصواريخ والمدفعية والدبابات”.
وأشار البيان إلى أن “النظام المجرم يحضر حشوداً تقدر بمائة دبابة، مما يدل بوضوح على نية النظام ارتكاب أعظم مجزرة يشهدها التاريخ”. وحمل المجلس “المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته مسؤولية ما حصل وسيحصل” في حمص.
كما وصف نداء الاستغاثة الذي وزّعه المجلس الوطني ما يجري في حمص بأنه “حملة إبادة جماعية” مستمرة منذ عشرين يوما.
وأضاف النداء “إنها جريمة إبادة وتطهير طائفي بأبشع الأدوات والطرق الهمجية”، محملاً العالم مسؤولية تعرض المدينة “للدمار التام وتغيير تركيبتها السكانية”.
من جانبها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تقيّم المخاطر المترتبة على دخول فريقها إلى حمص في ضوء اعتبارات أمنية حقيقية.

 

حقوق الإنسان
قصف مستمر على حمص ودير الزور.. والعثور على مقبرة جماعية في حماة
الشرق الأوسط

في وقت استمر فيه القصف العشوائي على معظم المناطق السورية، ولا سيما حمص وإدلب وحماة ودير الزور التي وصفتها لجان التنسيق بالمنطقة المنكوبة، وصل عدد شهداء أمس كحصيلة أولية بحسب لجان التنسيق المحلية إلى 55 شهيداً، منهم 12 شهيداً في دير الزور و8 في إدلب و4 في حمص و4 في ريف دمشق و3 في درعا وشهيدان في اللاذقية وشهيد في دمشق إضافة إلى 15 جثة وجدت في حماة.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ثلاثة شهداء بينهم طفلان سقطوا في حي القصر في حمص، كما سقط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى في معرة النعمان بإدلب نتيجة القصف العنيف على المدينة منذ ساعات الصباح الأولى.
وقالت الهيئة العامة للثورة إنّ قصفا عنيفا تعرض له حي الحميدية في حمص بالصواريخ والمدفعية، مشيرة إلى أن “الانفجارات هزت الحي وتصاعدت أعمدة الدخان جراء القصف”. كما أشارت إلى تجدد القصف على حي جورة الشياح في المدينة، وعلى مدينة تلبيسة في محافظة حمص.
وذكرت لجان التنسيق أنّ منطقة تلبيسة تعرضت إلى قصف عنيف بالهاون والمدفعية الثقيلة الذي استهدف أيضا وسط المدينة وحي المشجر الجنوبي والمشجر الشمالي.
كما أكّد أحد الناشطين لـ”الشرق الأوسط” استمرار القصف على الرستن والتلبيسة والقصير التي تعرضت إلى قصف عنيف بالطيران المروحي وقذائف الهاون والدبابات. وسجّل أيضاً تحليق كثيف للطيران وإطلاق رصاص من الرشاشات الثقيلة وإطلاق الصواريخ من المدفعية.
وتعرضت مدينة دير الزور إلى قصف كثيف وإطلاق نار متواصل بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة في أغلب أحياء المدينة، حسب ناشطين أفادوا أنها تعيش منذ يومين تحت وابل من القذائف لا يستثني أحدا.
ووصفت لجان التنسيق مدينة دير الزور بأنها منكوبة وبحاجة للإعانة الطبية ودخول مسعفين إليها بعد معارك عنيفة بين قوات النظام والجيش السوري الحر، وقال ناشطون إن القوات الحكومية استخدمت الدبابات والمدفعية والمروحيات في الهجوم على المدينة.
وقال أحد الناشطين في دير الزور ويدعى الحسن الديري لـ”الشرق الأوسط” إن “القصف استمر أمس متواصلاً على المدينة منذ الثامنة صباحاً من دون أن يتوقف، في ظل عدم توفر الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وخدمة إنترنت”، مشيراً إلى أن “القصف طال المدينة من محاور عدة من مدفعية الدبابات والطيران الذي يحلق في سماء المدينة”.
ولفت إلى “انتشار لعناصر القناصة الذين يعمدون إلى إطلاق النار على كل ما يتحرك في المدينة”.
وأوضح أن “السكان يستغيثون ويطلبون المساعدة لأنهم يعانون من قلة المواد الغذائية ومن انعدام الأدوية خصوصا في الأحياء الساخنة في المدينة”، لافتاً إلى أن “أهالي المدينة ينزحون بشكل كبير عنها إلى المحافظات المجاورة بعدما تهدم عدد كبير من المنازل”.
وفي إدلب قصفت قوات النظام منطقة أريحا بالطيران المروحي والدبابات كما سقط شهيدان في كفرنبل، إثر استهداف قوات الجيش النظامي لسيارتهم بقذيفة.
كما ذكرت لجان التنسيق المحلية، أنّ القصف المدفعي والصاروخي الذي تعرضت له معرّة النعمان أدى إلى هدم عدد من المنازل على رؤوس قاطنيها وسقوط العديد من الجرحى وعدد من الشهداء، فيما اقتحمت الدبابات كفرشمس حيث وقعت اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر.
وبدروها تعرضت سراقب إلى قصف مدفعي عشوائي وإطلاق نار كثيف وسجل تحليق للطيران الحربي في سماء المدينة.
كما وثقت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان في تقريرها اليومي خمسة عشر شهيداً دفنوا في مقبرة جماعية بمدينة حماة. فيما ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أنّ حملة التفتيش والمداهمات والاعتقالات استمرت طوال اليوم في المدينة إضافة إلى دخول نحو خمسين سيارة ومصفحة لإغلاق جميع المداخل والطرق المؤدية إلى الحي.
وفي حلفايا، سقط العديد من الجرحى أثناء اقتحام قوات الأمن للمدينة وإطلاقها النار عشوائيا.
كذلك، شهدت بعض أحياء مدينة حماة حملة مداهمات وتمت محاصرة حي جنوب الملعب ومداهمته من قبل جيش النظام، وهو الحي الذي كان قد شهد خلال الأسبوع الماضي حملة مداهمات شملت معظم المنازل واعتقال عشرات الشباب وسرقة الممتلكات، كما تم اقتحام حي جنوب الثكنة ومداهمة بعض المنازل وتفتيشها.
وجرت بحسب اتحاد التنسيقيات، مداهمة بناء سكني في حي القصور قرب شارع الثلاثين الساعة السادسة صباحاً وتفتيش جميع المنازل في المبنى من قبل عناصر الأمن النظامي والشبيحة مسلحين ومستقلين.
أما في ريف حماة، فقد استشهد شاب واصبب العديد من الأشخاص بجروح مختلفة بعد إطلاق النار عليهم من قبل إحدى سيارات عصابات الأمن النظامي والشبيحة التي اقتحمت المدينة بشكل مفاجئ وأطلقت النار عشوائياً على المارة.
وفي العاصمة دمشق سمع صوت إطلاق رصاص كثيف بعد ظهر يوم أمس في محيط كلية الاقتصاد في منطقة البرامكة وسط المدينة، كما جرت اشتباكات عنيفة في منطقة البساتين في حي المزة وشوهد تحليق طيران حربي. فيما أعلنت “كتيبة سعد بن أبي وقاص” عن نصب كمين لموكب أمني وإصابته إصابة مباشرة و”تكبيده خسائر مادية وبشرية فادحة”. كما سمع دوي انفجارات في حي الميدان قريباً من ساحة الأشمر، وشوهدت سيارات إسعاف تتجه إلى المنطقة.
وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن أعداداً من المدنيين فرّوا أمس من ريف دمشق بسبب القصف الكثيف الذي يستهدف مناطق قريبة من العاصمة. ونشر ناشطون صوراً على الإنترنت تظهر حافلات صغيرة تقل مدنيين وأمتعتهم يغادرون بلدة دوما التي تتعرض لقصف من القوات الحكومية منذ الأسبوع الماضي.
كما ذكرت لجان التنسيق أن تعزيزات عسكرية ضخمة وصلت إلى منطقة عربين في ريف دمشق فيما يبدي الأهالي تخوفهم من حملات دهم واعتقال.
وفي دوما استهدف حي الحميرة السكني في المدينة بقذائف الهاون وسقط أكثر من اثنتي عشرة قذيفة على المنازل، فيما سقط عدد من الجرحى في مسرابا جراء القصف العنيف بمدافع الهاون على المدينة التي سقط فيها أكثر من 50 جريحاً جراء القصف العشوائي الذي تتعرّض له.
كما ذكر مجلس قيادة الثورة أن اشتباكات عنيفة وقعت في عين ترما التي سمع فيها أصوات انفجارات على وقع استقدام الدبابات.
وفي حلب أفادت لجان التنسيق عن وقوع اشتباكات عنيفة وسماع أصوات انفجارات في حلب الجديدة وتوجّه مروحيات من فرع المخابرات الجوية إلى المنطقة، فيما تعرضت منطقة الأتارب إلى قصف منذ ساعات الصباح الأولى.
أخبار الثورة
موجة انشقاقات جديدة عن جيش الأسد
الجزيرة نت

تتواصل الانشقاقات في صفوف جيش الأسد وتزداد حدتها مع مرور الأيام، وفي أحدث موجة انشقاق قال ناشطون سوريون إن ستة ضباط و33 جندياً من الجيش النظامي انشقوا ووصلوا إلى الأراضي التركية.
وقال التلفزيون التركي إن لواءً سورياً وعقيدين ورائدين وملازماً بالإضافة إلى 33 جندياً وصلوا إلى تركية بعد انشقاقهم عن الجيش النظامي.
وأذاعت قناة “سي أن أن ترك” الإخبارية الخاصة خبر انشقاق الجنود، وقالت إنهم وصلوا مع أفراد من عائلاتهم يبلغ مجموعهم 224 فردا.
وأفاد مراسل الجزيرة على الحدود التركية السورية عمر خشرم أن مئات الضباط انشقوا عن الجيش النظامي ووصلوا إلى الأراضي التركية منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/ آذار من العام الماضي.
وأشار المراسل نقلاً عن الضباط المنشقين إلى أن الغالبية من المنشقين يبقون في الداخل للقتال في صفوف الجيش السوري الحر.
وقال العميد أركان حرب أحمد برو المنشق عن الجيش النظامي إن الجيش النظامي أنهك على مدى عام وأربعة وأشهر وإنه فقد السيطرة على نحو 60% من التراب الوطني لصالح الجيش الحر.
وقد ارتفعت وتيرة الانشقاقات في صفوف الجيش النظامي خلال الأيام القليلة الماضية، حيث انشق العقيد طيار حسن مرعي الحمادة الأربعاء الماضي وهرب بطائرة ميغ 21 إلى الأردن وطلب اللجوء السياسي، وقبل الأردن طلبه.
وبعد ذلك بيومين انشق أربعة ضباط هم عميدان وعقيدان عن الجيش النظامي وأعلنوا انضمامهم إلى الجيش الحر. ويوم السبت الماضي أفاد ناشطون أردنيون وسوريون أن ثلاثة طيارين سوريين انشقوا ووصلوا إلى الأردن.

 

أخبار الثورة
اشتباكات عنيفة حول مقرات الحرس الجمهوري في ضواحي دمشق

أ ف ب

تدور اشتباكات عنيفة منذ فجر الثلاثاء في ضواحي دمشق حول مقرات الحرس الجمهوري المكلف حماية دمشق وريفها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “الاشتباكات في قدسيا والهامة بريف دمشق تدور حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم، على بعد نحو 8 كيلومترات عن ساحة الأمويين في قلب العاصمة السورية”.
وأضاف أنه “تم تفجير دبابة للقوات النظامية عند مدخل قدسيا”، لافتاً إلى أن “هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة إلى هذا الحدّ من قلب العاصمة ما يدل على عنف الاشتباكات”.
ولفت عبد الرحمن إلى أن “هذه الاشتباكات هي الأعنف وتختلف عما كان عليه الأمر في كفر سوسة والمزة، كونها تشهد استخدام القصف من قبل القوات الحكومية على مسافات قريبة في ضواحي دمشق”.
وأكد مدير المرصد أنّ “وصول الاشتباكات إلى دمر يعني أنها اقتربت من قلب العاصمة دمشق”.
وأضاف أن القصف والاشتباكات في قدسيا ودمر والهامة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين “مستمر منذ ساعات ما يعني أن ما يحصل ليس عملية كر وفر”، مؤكداً أنّ “أصوات الانفجارات تسمع في كل من دمر والقدسية والهامة ومدينة قطنة”.
وتصاعد السجال الاثنين بين تركية ونظام الأسد على خلفية إسقاط المقاتلة التركية الجمعة الفائت قبالة السواحل السورية، إذ اعتبرت أنقرة أن الحادث يشكل “عملاً عدوانياً إلى أقصى درجة” متوعدة بوقف تصدير الكهرباء إلى سورية.
وجاء هذا الموقف التصعيدي ردّاً على إعلان وزارة الخارجية بحكومة الأسد في وقت سابق الاثنين أن حادث الطائرة التركية هو “انتهاك صريح للسيادة السورية”.
في هذا الوقت، تواصلت أعمال العنف في سورية وخصوصاً القصف العنيف لمدينة حمص وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 95 شخصاً على الأقل بينهم 61 مدنيا.
ووصف نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة بولند أرينج الاثنين إسقاط قوات الأسد الجمعة لطائرة حربية تركية قبالة سواحلها بأنّه “عمل عدواني إلى أقصى درجة”.
وقال أرينج خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع لمجلس الوزراء إن “استهداف طائرة بهذه الطريقة من دون إنذار مسبق هو عمل عدواني إلى أقصى درجة”.
وأضاف “ليس ثمة شك أن السوريين استهدفوا طائرتنا عمداً في الأجواء الدولية. المعطيات التي لدينا تظهر أن طائرتنا أصيبت بصاروخ موجه بواسطة الليزر أو بنظام الحرارة”.
وإذ أكد أرينج أن طائرة إنقاذ بحري تركية تعرضت لنيران قوات الأسد فيما كانت تقوم بعمليات بحث في محاولة للعثور على طياري المقاتلة التركية، أعلن إن تركية ستقرر في الأيام المقبلة ما إذا كانت ستوقف صادراتها من الكهرباء إلى سورية ردّاً على إسقاط قوات الأسد لطائرة حربية تركية الجمعة.
وقال “لقد رأينا حتى الآن ولأسباب إنسانية أنه من الأفضل تزويد سورية بالكهرباء لكي لا تتأثر الحياة اليومية للسكان”.
وأضاف “في الوقت الراهن نواصل ذلك، لكن الموضوع مطروح على جدول أعمال الحكومة. أعتقد أنه سيكون هناك إعلان في غضون يوم أو يومين بشان ما إذا كنّا سنواصل هذا الأمر أم لا”.
ونددت تركية الاثنين بـ”عمل عدائي” قامت به حكومة الأسد في رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وأوردت الرسالة التي حصلت فرانس برس على نسخة منها أن “هذا الهجوم في الأجواء الدولية الذي قد يكون أدّى إلى مقتل طيارين تركيين، يشكّل عملاً عدائياً من جانب السلطات السورية ضد الأمن الوطني لتركية”.
واعتبرت أنقرة أن هذا الحادث “يشكل تهديداً خطيراً للسلام والأمن في المنطقة”.
وأضافت الرسالة أن “تركية تحتفظ بإمكان الدفاع عن حقوقها استناداً إلى القوانين الدولية”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية بحكومة الأسد جهاد مقدسي أعلن في وقت سابق أن حادث الطائرة التركية التي أسقطتها قوات الأسد “انتهاك صريح للسيادة السورية مثبت بالوقائع وبالتصريحات التركية نفسها التي قالت إنه تم انتهاك الأجواء السورية”.
وأشار إلى أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو “روى رواية مغايرة تماماً لوقائع هذا الاعتداء على السيادة السورية”، واصفاً ما قاله بأنه “عار عن الصحة وغير دقيق”.
وكان أوغلو اتّهم الأحد قوات الأسد بإسقاط المقاتلة التركية أثناء وجودها في المجال الجوي الدولي، موضحاً أن الطائرة كانت تقوم بطلعة تدريبية من دون أسلحة وبهدف اختبار نظام رادار.
ودعت تركية على خلفية هذا الحادث حلف شمال الأطلسي التي هي عضو فيه إلى الاجتماع، الأمر الذي استجاب له الحلف معلناً عقد الاجتماع الثلاثاء في بروكسل.
وقال مقدسي إنه إذا دعم هذا الاجتماع الاستقرار “نتمنى له التوفيق… أمّا إذا كان عدواني الطابع، فأطمئنهم بان الأجواء السورية والأراضي السورية والمياه السورية مقدّسة بالنسبة إلى الجيش السوري، كما الأجواء التركية والأراضي التركية والمياه التركية مقدّسة للجيش التركي”.
ووصف دور الاتحاد الأوروبي في الأزمة السورية بأنّه “سلبي”.
وبعدما أجمعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على وصف إسقاط دمشق مقاتلة تركية بأنه عمل “غير مقبول” عززت الاثنين ضغوطها على نظام الأسد لكنها تفادت أي تصعيد عسكري عشية انعقاد اجتماع للحلف الأطلسي مخصص للحادث.
وتبنى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعون في لوكسمبورغ مجموعة عقوبات جديدة بحق نظام الأسد هي السادسة عشرة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية وقمع النظام الدامي لها قبل أكثر من عام، وتستهدف شركات ووزارات جديدة وتوسع نطاق الحظر على شراء الأسلحة.
ونددت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس الاثنين بـ”فشل ذريع” للأمم المتحدة في سورية مجددة الدعوة إلى فرض عقوبات لممارسة ضغط على نظام الأسد، وذلك خلال نقاش في الأمم المتحدة حول حماية المدنيين في النزاعات.
وقالت “منذ أكثر من عام اظهر هذا المجلس أنه عاجز عن حماية الشعب السوري من الأعمال الوحشية التي تقوم بها حكومته” مشيرة إلى أن القمع الذي تقوم به دمشق “أصبح أكثر خطورة على السلام والأمن الدوليين”.

حقوق الإنسان
ثلاثة طلاب من جامعة حلب ضحية التعذيب الوحشي المفضي للموت

الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان

علمت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان بأن ثلاثة من الطلاب السوريين المعتقلين في جامعة حلب قد قضوا نتيجة التعذيب الوحشي على يد عناصر من المخابرات التابعة لنظام الأسد في مدينة حلب. وقد تم التعرف على الجثث بصعوبة نتيجة تعرضها للتشويه الشديد بعد رميها صباح يوم الأحد 24/6/2012 في ساحة النيرب في مدينة حلب  بعد حوالي أسبوع من الاعتقال.

وقد كان جهاز المخابرات الجوية في مدينة حلب قد قام عند الساعة الثانية من فجر يوم الأحد 17/6/2012 باعتقال الطالبين مصعب برد و باسل أصلان (سنة رابعة- كلية الطب البشري) أثناء عودتهما إلى المنزل على أحد الحواجز الطيارة في منطقة سيف الدولة و قام باحتجاز السيارة التي كانا يستقلناها واقتادهما إلى فرع المخابرات الجوية في حلب .

وكانت دورية أمنية تابعة لنفس الجهاز قد قامت أيضا عند منتصف ليل الأحد 17/6/2102 باعتقال الطالب حازم بطيخ (سنة ثالثة اقتصاد)  في منطقة الحمدانية أثناء عودته لمنزله واقتادته إلى الفرع المذكور .

يذكر أن الطلاب الثلاثة قد تم اعتقالهم على خلفية انخراطهم بأعمال إغاثية وإسعافية للجرحى الذين يتعرضون لإصابات أثناء مشاركتهم بالاحتجاجات السلمية التي تصاعدت مؤخراً في مدينة حلب، وقد تعرض الطلاب الثلاثة لعمليات تعذيب وحشية أفضت إلى الموت على يد جلادي المخابرات الجوية الذين عمدوا لإحراق الجثث في محاولة لطمس معالم جريمتهم المروعة.

 

أخبار الثورة
الجيش السوري الحر يفعّل سيطرته قرب الحدود اللبنانية
الشرق الأوسط

بدا لافتاً غياب الحوادث الأمنية على الحدود اللبنانية السورية طيلة الأسبوعين الأخيرين، وهو ما طرح أسئلة عمّا إذا كان تأثير الجيش النظامي قد تقلّص على هذه الحدود لصالح الجيش السوري الحرّ، في ظلّ ما يحكى عن إمساك الأخير بمعظم المراكز العسكرية التي كانت تحت سيطرة الجيش النظامي.
وفي هذا الإطار كشف قائد “تجمّع الضباط الأحرار” في الجيش السوري الحر العميد حسام العواك، أن “فصائل الجيش الحر باتت ممسكة بكثير من المراكز المنتشرة على تخوم الحدود السورية مع لبنان”. وأكد لـ”الشرق الأوسط”، أن “وجود الجيش الحر في المناطق الحدودية لم يقتصر المواقع العسكرية فحسب، بل باتت لديه مراكز تجمّع للتدريب ومصانع للأسلحة قرب هذه الحدود”.
وقال العواك “نحن نخوض معركة شرسة في الداخل ونريد أن نحمي ظهرنا (من جهة لبنان)، ليست لدينا مشكلة مع الشرعية اللبنانية ولا مع الجيش اللبناني، إنما مشكلتنا مع حزب الله الذي نشاهد دورياته المدنية، ونحن نحذّره من الاستمرار في تسيير دورياته التي تتوغل داخل الحدود السورية باللباس المدني، للتحري وجمع المعلومات عن مراكزنا ويستخدمون المناظير لرصدها، لأننا عندها سنعتقلهم ونحقق معهم ونتأكد ما إذا كانت لديهم مهمات قتالية أو أمنية أو مطاردة للاجئين وعائلاتهم ونتعامل معهم وفق الأصول”.
وأضاف العواك “نحن لا نطالب الإخوة اللبنانيين بأن يحمونا، إنما نطالب حزب الله بأن يسحب دورياته عن الحدود كي لا يقع اشتباك بيننا وبينه، نحن نحترم السيادة اللبنانية، لكننا لا نعترف بأي قوة عسكرية لبنانية إلا بالجيش اللبناني والقوى الشرعية، وبالتأكيد لن نشتبك مع هذا الجيش اللبناني الذي يعلم بأماكن عدد كبير من مراكزنا”.
وشدد العواك على أن “الجيش السوري الحر بات الأقوى في المناطق الحدودية القريبة من لبنان، سبق لكتائب الأسد أن حفرت خنادق من أجل أن تتحصن فيها، فقمنا بتحريرها والسيطرة عليها”. مؤكدا أن “معركة الحسم مع نظام الأسد باتت قريبة، ونحتاج إلى جهد مضاعف لنجاح الحسم، بما فيه الدور الذي يمكن أن تلعبه دول الجوار ودول العالم في دعم الجيش الحر الذي سيتولى هذه المهمة بكل ثبات وإيمان”.
أما نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، فاعتبر أن “وجود الجيش الحر سواء في المناطق الحدودية مع لبنان أم في الداخل السوري، هو دليل على تزايد ناشط ومطرد لقوة هذا الجيش التي تتوسع في كل المدن السورية”.
وقال لـ”الشرق الأوسط” إن “أكثر من 80 في المائة من مساحة سورية فيها وجود للجيش الحر، وهذا الوجود ليس مقتصرا على الحدود القريبة من لبنان إنما أيضا على حدود كل الدول المحيطة بسورية”.

 
أخبار الثورة
البنك الدولي يتوقع تراجعا ًبمعدل 6,4% في إجمالي الناتج الداخلي السوري عام 2012
أ ف ب

جاء في تقرير للبنك الدولي بثته النشرة الاقتصادية السورية “سيريا ريبورت” أن الاقتصاد السوري سيشهد عام 2012 تراجعا بمعدل 6,4%.

وستكون نسبة التراجع هذه الأكبر بين الدول العشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحسب ما أوضح التقرير حول الآفاق الاقتصادية العالمية التي نشرت في حزيران/يونيو.
وأوضح البنك الدولي أن “الثورة التي تعصف بسورية منذ آذار/مارس 2011 أدت إلى انكماش كبير في نشاط القطاع الخاص والاستثمارات العامة والاستهلاك”.

من جهة أخرى، يمثّل عجز الميزان التجاري الحالي 16,5 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي في العام 2012 مقابل 2,8% في العام 2011 و0,6% في العام 2010، وفق التقرير. ويضع العجز الحالي هذا البلد في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الثاني بعد لبنان من حيث ارتفاع العجز.

وأوضح البنك انه في غياب المعطيات من الصعب إعطاء تقييم صحيح لحالة الاقتصاد في هذا البلد الذي لم تزره أي منظمة مثل صندوق النقد الدولي منذ اندلاع الثورة.

وفي أيار/مايو، توقع صندوق النقد الدولي تراجعا “كبيرا” في الاقتصاد السوري عام 2012. وبحسب معلوماته، فان نسبة النمو في سورية كانت 3,4% في 2010 مقابل 5,9% في 2009.

 

حقوق الإنسان
اغتيال عدنان وهبي محرك الثورة بدوما
الجزيرة نت

اغتيل عدنان وهبي الطبيب والسياسي وأحد رموز المعارضة السلمية في دوما بريف دمشق في سورية.
وقد دخل القاتل إلى عيادة وهبي مدعيا أنه مريض عادي، واستخدم مسدساً كاتماً للصوت وأطلق رصاصتين على عدنان وهبي إحداهما في صدره والأخرى في رأسه ولاذ بالفرار، وعندما تبعه أحدهم رآه يتوارى في حاجز للجيش النظامي.
لم يكن نشاط عدنان وهبي مقتصراً على العلاج وتأمين الرعاية الطبية والدواء للجرحى فحسب، وإنما كان الصندوق الأسود للثورة في مدينة دوما بريف دمشق ومحركا لها.
عرفه الأهالي بحكيم دوما ورائد الثورة السلمية فيها، وثار غضبهم لدى قتله، وغضب حتى أولئك الذين كانوا يخالفونه في توجهه السلمي.
وكانت الجزيرة نت قد التقته في وقت سابق وتحدّث لها عن أوضاع الجرحى والمصاعب التي تواجه الأطباء، وكانت لديه قوائم بأسماء آلاف الجرحى وأوضاعهم الصحية وصور توثق إصاباتهم، وقال وقتها إن الأطباء الذين اعتقلوا في ريف دمشق تعرّضوا لمعاملة سيئة ومنهم من داس الجنود رأسه بأقدامهم.
وعرض لإحدى محاولات اعتقاله حينما كان يقود سيارته، وعندما بدأ الأمن ملاحقته ولم تنجح محاولاته في الإفلات قام بركن السيارة على جانب الطريق واختبأ في أحد المباني، لكنهم كانوا يحاصرون المكان، فأمسكوا به واقتادوه إلى فرع الخطيب، وهناك قضى شهرين حيث فقد قرابة 15 كيلوغراماً من وزنه، وتعرض للتعذيب.
يقول أحد الناشطين “لقد خفنا عندما اعتقلوه لأن في جعبته الكثير من المعلومات عن الناشطين التي يمكن أن تؤذيهم إذا أجبروه على الكلام تحت الضغط، لكننا تنفسنا الصعداء، فرغم سنّه والتعذيب الذي تعرض له لم يبح بأي معلومة ولم يتضرر أي شخص إثر اعتقاله”.
كان مطلوباً منه الإدلاء بأسماء الناشطين وطرقهم في التنظيم ومقرات المستشفيات الميدانية وأسماء الأطباء فيها، لكنه تكتم على كل ما يعرفه، وكانت الجهات الأمنية قد فاوضته عدة مرات خلال الثورة وطلبت منه تهدئة الحراك الشعبي في المدينة، وكان يقول لهم “هؤلاء لن يرجعوا إلى بيوتهم، لن يفعلوا ذلك من أجلي أم من أجل غيري”.

* كفاح قديم

كان عدنان وهبي عضوا في اللجنة المركزية بحزب الاتحاد الاشتراكي الناصري المعارض (حزب سري وممنوع)، وهو أحد أفراد المجموعة التي تشكّلت في دوما أثناء ثورتي مصر وتونس والتي كانت تهدف لإشعال الثورة في سورية، ولم يكتف بأعباء عمله طبيباً في الثورة ولا بالإعلان عن نفسه معارضا، وإنما كان من أوائل من نزلوا إلى الشارع وتظاهروا، وبقي في مقدمة المظاهرات بدوما وبين الشباب وهو يعمل جاهداً لترسيخ مبادئ النضال السلمي.
وكانت عيادته مفتوحة للنشطاء حيث كانت مقراً لنشاطهم خلال فترات قطع الاتصالات الطويلة، إذ كانوا ينظمون فيها مشاريع الإغاثة والتنسيق للمظاهرات وإعداد البيانات والبرامج السياسية وأيضاً العمل الإعلامي.
وهو كذلك ممن شاركوا في اجتماعات المنبر الديمقراطي التي عقدت مؤخراً بمصر، وكان يعتقد أن هناك حاجة لخطة سياسية واضحة الرؤية وبعيدة الأمد وكذلك إعداد الناس للمقاومة المدنية ذات النفس الطويل.

* طبيب الثورة

وكان الدكتور عمر -وهو من تنسيقية أطباء دمشق- على تواصل معه وقال للجزيرة نت “في آخر مرة اتصل بي الدكتور وهبي طلب فيها أدوية تخدير لأنها نفدت من المستشفى الميداني عندهم”، وأضاف أنّه في بداية الثورة عندما بدأت الدماء تسيل في دوما تواصل مع التنسيقية وكانت الأدوية ترسل إلى المدينة عبره.
يضيف عمر “خلال لقاءاتنا معه كان يقول: نحن نبذل كل هذا الجهد وندخل في كل هذه المخاطرة لكن الهدف أسمى وهو علاج جريح أغلقت أمامه كل المستشفيات”، ويؤكد في كل مرة “يجب أن نبذل كل جهدنا ونحارب بالإمكانيات المتوفرة”، وكان بجانب كل ذلك مشرفا على دورات تأهيل الكوادر الطبية.
وعلى مدار 15 شهرا هي عمر الثورة السورية كان وهبي شديد الانشغال بواجباته الطبية والسياسية حتى على حساب ساعات نومه بحسب ناشطين قالوا إنه لم يكن يستجيب لدعواتهم له بأخذ قسط من الراحة، ويتهمون النظام بتدبير جريمة اغتياله وهو على رأس عمله في عيادته الطبية، مؤكدين التأثير العميق له ولأمثاله من القياديين السلميين والمستهدفين بالدرجة الأولى من قبل السلطة.

 

أخبار الثورة
الاتّحاد الأوروبي يوسع عقوباته ضد نظام الأسد.. ويدين إسقاط الطائرة التركية
الشرق الأوسط
بعدما أجمعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على وصف إسقاط قوات الأسد مقاتلة تركية بأنه عمل “غير مقبول”، عززت تلك الدول ضغوطها، أمس، على نظام الأسد عبر فرض حزمة جديدة من العقوبات، لكنها تفادت أي تصعيد عسكري عشية انعقاد اجتماع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مخصص للحادث.
وأصدر الاتحاد الأوروبي إدانة “شديدة اللهجة” حول إسقاط قوات الأسد مقاتلة تركية، الجمعة، قالت أنقرة إنها كانت في المجال الجوي الدولي، وأكد تضامنه التام مع تركية ووعد بتقديم الدعم لأنقرة خلال مناقشات ستجرى اليوم في مقر (الناتو) ببروكسل.
وخلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، أمس، لم يستطع أي منهم أن يخفي درجة القلق من تطورات الوضع في سورية، وخصوصاً في ما يتعلق بتطورات إسقاط الطائرة التركية.
وفي تصريحات لـ”الشرق الأوسط” قال جان اسيلبورن، وزير خارجية لوكسمبورغ: “نحن ندد بما حدث مع تركية، إنه يتنافى مع القوانين الإنسانية، ولا يمكن أن يأتي هذا الفعل إلا من ديكتاتور لا يحترم حقوق الإنسان، ونحن نساند تركية، وأيضا سنعمل في اجتماع جنيف المقبل (الذي تعقده مجموعة الاتصال حول سورية)، على إنجاح اللقاء سواء حضرت إيران أو لم تحضر”، في إشارة إلى رفض الكثير من الدول المقترح الروسي بإشراك طهران في تلك المحادثات.
وبينما لا يؤيد عدد من دول الاتحاد الأوروبي التي تحمل عضوية “الناتو” تحركاً عسكرياً ضد نظام الأسد، فإن استمرار قتل المدنيين السوريين يثير غضب الدول الأوروبية، مما يجعل السؤال عن مستقبل مهمة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لدى سورية مطروحا.
وفي تصريحات لـ”الشرق الأوسط” قالت كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية: “يجب أن نستمر في تقديم الدعم لكوفي أنان في مهمته الصعبة، وهو الوحيد الذي سيقرر بأي طريقة يمكن أن يستأنف مهمته، ويتشاور الآن مع مجلس الأمن، ونحن ننتظر ذلك كما ننتظر ما سوف تسفر عنه اجتماعات المعارضة السورية التي عقدت اجتماعات في بروكسل خلال اليومين الأخيرين لإعداد برنامج عمل متفق عليه”.
وحول إسقاط الطائرة التركية، قالت أشتون في تصريحات منفصلة نقلتها وكالة “رويترز” “نشعر بقلق بالغ إزاء ما حدث وبتعاطف شديد مع أسرتي الطيارين المفقودين.. وننتظر من تركية بالطبع التحلي بضبط النفس في ردها”.
وبدوره دعا وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، إلى زيادة الضغوط لكنه قال إن حادث الطائرة لم يغير بالأساس الوضع في سورية، حيث يقمع الأسد الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهرا ضد حكمه.
وقال هيغ: “لا أعتقد أن الحادث يبرز مرحلة مختلفة.. من المهم للغاية أن نزيد الضغوط بعقوبات إضافية. وستعمل دول أخرى بقوة لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن”.
ودفع استمرار العنف والقتل ضد المدنيين إلى توسيع العقوبات الأوروبية ضد نظام الأسد، ومن المقرر أن ينشر قرار العقوبات الجديدة في الصحيفة الرسمية للاتحاد الأوروبي، اليوم. وترفع هذه العقوبات إلى “120” عدد الأشخاص الذي يستهدفهم حظر الأموال وتأشيرات الدخول، وإلى “50” عدد الشركات والهيئات المعنية.
وأشار دبلوماسيون أوروبيون عدة إلى أن العقوبات الجديدة ستشمل أصولاً يمكن أن تملكها في أوروبا كل من وزارتي الدفاع والداخلية بحكومة الأسد، كما ستتضمن العقوبات شمول التأمينات على شحنات الأسلحة إلى سورية في الحظر المفروض على بيع الأسلحة لنظام الأسد.
وأثيرت مسألة التأمين على شحنات الأسلحة إلى نظام الأسد من قبل بريطانيا التي منعت سلطاتها الأسبوع الماضي سفينة شحن تنقل طوافات قتالية من روسيا من إكمال طريقها إلى سورية بعدما ألغت شركة التأمين البريطانية “ستاندارد كلوب” تأمينها للشحنة.
إلا أن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أعرب عن أمله في “الذهاب أبعد من ذلك” من خلال فرض عقوبات على الشركة التي تؤمن نقل الاتصالات، ويمكن أن تكون على علاقة مع “إريكسون” (السويدية)، ومن خلال حظر استيراد الفوسفات من سورية.
واصطدم حظر استيراد الفوسفات الذي يعتبر مصدر تمويل مهم بالنسبة إلى حكومة الأسد حتى الآن بمعارضة بعض الدول الأوروبية التي تحتاج إلى هذه المادة الأولية، مثل اليونان.
أخبار الثورة
قطر وأوروبا تدعوان للفصل السابع بسورية
الجزيرة نت
دعت قطر والاتحاد الأوروبي الاثنين مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ خطوات تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بشأن سورية، في حين قرر الاتحاد الأوروبي فرض حزمة عقوبات جديدة على نظام الأسد تستهدف شخصيات وهيئات موالية لبشار الأسد.
فقد قال رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية ورئيس اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسورية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، إن الدمار والقتل الجارييْن في سورية يحتاجان إلى تحرك جدي من قبل المجتمع الدولي لوقفهما.
وأضاف -في تصريحات للجزيرة- أنه من المهم أن يتخذ مجلس الأمن الدولي خطوات بحكم الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بشأن سورية. وأضاف “يجب أن يكون مجلس الأمن موحدا إزاء الموقف من سورية، لكنه للأسف لم يصل بعد إلى هذه المرحلة”.
وقال “إن نظام الأسد أمعن في قتل الأبرياء، ولا بد من اتخاذ إجراء عاجل لوقف ذلك، ونحن في قطر واللجنة الوزارية العربية الخاصة بسورية ندعم أي إجراء لوقف حمام الدم في سورية”.
وأوضح أن اللجنة تتابع بشكل يومي الموقف في سورية، وقدمت عدة حلول للأزمة في سورية لكنها لم تحدث بسبب تعنت نظام الأسد، معتبرا أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه في سورية فستكون له تداعيات على سورية والمنطقة بأسرها.
ودعا إلى لملمة الجراح في سورية والوصول إلى نقل سلمي للسلطة، ورأى أن كلمة الشعب السوري هي الفيصل، وهي ما سيحصل في النهاية.

* دعوة أوروبية

من جهتها دعت مسؤولة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى تحرك موحد من قبل مجلس الأمن الدولي بشأن سورية، بما في ذلك عقوبات شاملة بحكم الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وقالت آشتون -في مؤتمر صحافي تلا اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ الذي تمخّضت عنه حزمة عقوبات جديدة على سورية- “علينا أن نواصل تعزيز الضغوط على نظام الأسد، ونريد رؤية عمل موحّد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك عقوبات شاملة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”.
وينص الفصل السابع على استخدام كافة الوسائل لتطبيق قرار من مجلس الأمن الدولي، ومن ضمنها الوسائل العسكرية.
وقالت آشتون إن مشاركة روسيا في دعم عملية حل سياسي في سورية “أمر بالغ الأهمية”، كما رأت “أنه من الحيوي أن تتوحد المعارضة السورية للعمل معا من أجل الوصول إلى انتقال سلمي. ولهذا استضفنا وموّلنا اجتماعا للمعارضة في نهاية الأسبوع في بروكسل”. وأضافت “أنه كلما استمر القمع سنزيد ضغط العقوبات على نظام الأسد”.

* عقوبات جديدة

وكان الاتحاد الأوروبي قرر الاثنين فرض حزمة عقوبات جديدة على نظام الأسد تستهدف شخصيات وهيئات موالية لشار الأسد. وذكر البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في لوكسمبورغ أنه “لا مستقبل للأسد في سورية الغد”.
وترفع العقوبات الأخيرة عدد الشخصيات التي تستهدفها عقوبات حظر الأموال ومنع تأشيرات دخول الدول الأوروبية إلى 120، إضافة إلى 50 شركة وهيئة معنية. كما تتضمن العقوبات الأخيرة توسيع حظر بيع الأسلحة لنظامالأسد.
ووفقا للقرار الأخير للاتحاد الأوروبي فإن المجموعة الجديدة من العقوبات المفروضة على سورية تعد السادسة عشرة منذ بدء الثورة على نظام الأسد قبل أكثر من عام. وقد جمّدت بموجبها أصول ست هيئات تدعم النظام، واستهدفت شخصية إضافية بحظر السفر وتجميد أصولها.
وقال مراسل الجزيرة في لوكسمبورغ (مقر الاجتماع) نور الدين بوزيان إن البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي نص على أنه “لا مستقبل لبشار الأسد في سورية الجديدة”.
وأكد المراسل أن تلك الجملة وردت في البيان رغم أن مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون لم تذكرها في المؤتمر الصحفي، لكن جميع الوزراء وافقوا على إدراجها في البيان، مما يعني تصعيدا ملحوظا في التعامل الغربي مع نظام الأسد.
وأوضح المراسل أن آشتون أكدت ترحيبها بتخلي أي من المرتبطين بنظام الأسد عنه، وذلك في معرض ردها على سؤال عن الانشقاقات التي يقوم بها أفرد من داخل نظام الأسد ولاسيما الجيش النظامي. وطالبت المسؤولة الأوروبية العناصر الفاعلة في نظام الأسد بالتخلي عن تأييده فورا تفاديا لإمكانية ملاحقتهم قضائيا فيما بعد.
ومن ضمن العقوبات الجديدة تجميد أصول يمكن أن تملكها وزارتا الدفاع والداخلية بحكومة الأسد، حسبما أوضحته مصادر دبلوماسية عدة لوكالة الصحافة الفرنسية, وأشارت أيضا إلى أن العقوبات تشمل هيئات مصرفية وأخرى للاتصالات.
وفي ذات السياق رحبت فرنسا بالمجموعة الـ16 من العقوبات التي قرر الاتحاد الأوروبي فرضها على نظام الأسد, وقالت إنها تريد التحرك أبعد من ذلك. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم الاثنين في تصريح للصحفيين على هامش اجتماع مع نظرائه الأوروبيين “نرحب بتبني العقوبات الجديدة لكن نريد الذهاب أبعد من ذلك”.
كما رحب وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ بتكثيف العقوبات على نظام الأسد. وقال إن العقوبات ضد المصارف والجيش ووسائل الإعلام الحكومية في سورية توجه رسالة لا لبس فيها بأننا سنعمل على تكثيف الضغوط إلى أن يوقف نظام الأسد أعمال القتل، ويطبق خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان ذات النقاط الست بالكامل.
أما أستراليا ففرضت عقوبات إضافية على نظام بشار الأسد، ودعت روسيا إلى الاضطلاع بدور أكبر لإفساح المجال أمام تغيير النظام في سورية.
وتضمنت العقوبات الإضافية حظرا على التبادل التجاري بين أستراليا وسورية في قطاعات النفط والمنتجات النفطية والخدمات المالية والاتصالات والمعادن الثمينة، لتضاف هذه العقوبات إلى حظر على الأسلحة والعقوبات التي استهدفت أشخاصا مرتبطين بالقادة السوريين.
وأوضح وزير الخارجية الأسترالي بوب كار في بيان أن هذه العقوبات تظهر إدانة بلاده لنظام الأسد “واستمرار جهودنا في محاولة لدفع سورية إلى التفاوض”. كما قال إن دمشق تواصل إظهار رفضها التفاوض على وقف إطلاق النار وإنهاء حمام الدم في سورية.
أما روسيا فقد دعاها وزير الخارجية الأسترالي إلى الاضطلاع بدور أكبر, قائلا إن “روسيا، وهي الداعم الخارجي الأكبر لسورية، لم تظهر حتى الآن أي إشارة تهدف إلى ممارسة ضغط على الأسد كي يتنحى وإلى البحث عن خلف له يقترح مفاوضات مع المعارضة”. وأضاف أنه “إذا أعادت روسيا النظر في موقفها فستبني لنفسها سمعة محرك يتجاوز تعزيز مصالحه الوطنية”.
على صعيد آخر يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ونظراؤهم في مجلس التعاون الخليجي اجتماعا في لوكسمبورغ, يتوقع أن يتطرق إلى الأزمة السورية والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

 
أخبار الثورة
تركية تتحدث عن استهداف طائرة ثانية.. وتؤكد: الحادث لن يمر دون عقاب
الشرق الأوسط

واصلت تركية تطوير موقفها تصاعدياً حيال نظام بشار الأسد، في ظل الأزمة الناشئة مع سورية التي أسقطت يوم الجمعة الماضي طائرة استطلاع تركية، رافعة مستوى التوتر بين البلدين إلى أقصى حدوده منذ نهاية التسعينيات. وكشفت أنقرة أمس عن تعرض طائرة ثانية إلى إطلاق نار خلال عمليات البحث عن الطائرة الأولى، وهددت بأن الحادث “لن يمر دون عقاب”.
وكشفت تركية عن أن قوات الأسد أطلقت النار على طائرة تركية ثانية كانت في مهمة للبحث عن طائرة الاستطلاع إف- 4 التي أسقطتها قوات الأسد الأسبوع الماضي لكن الطائرة الثانية لم تسقط. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج في مؤتمر صحافي إن تركية ستحمي نفسها في إطار القانون الدولي ضد ما وصفه “بالعمل العدائي” من سورية. وقال في ختام اجتماع للحكومة استمر سبع ساعات بشأن الحادث إن إسقاط سورية لطائرة الاستطلاع “لن يمر دون عقاب”.
وكان مصدر دبلوماسي أوروبي أفاد في وقت سابق أمس أن حادثاً جوياً جديداً وقع فوق المتوسط بين تركية وسورية دون أن يؤدي إلى ضحايا أو أضرار.
وأوضح المصدر أن نظام الدفاعات الجوية التابع لقوات الأسد رصد طائرة “كازا سي إن – 235” للبحث والإنقاذ تابعة للجيش التركي وحددها هدفاً محتملا، وهي المرحلة الأخيرة قبل فتح النار. وأوضح المصدر “عندما يحدد نظام الدفاع مقاتلة هدفاً فإن أجهزة المقاتلة تنذر الطيار وهذا ما حصل”.
واجتمعت الحكومة التركية أمس لمناقشة تداعيات الأزمة، ويأتي ذلك في وقت تتجه فيه الأنظار اليوم إلى حدثين بارزين، أولهما الكلمة المنتظرة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمام البرلمان، وثانيهما اجتماع حلف شمال الأطلسي (الناتو) المقرر اليوم في بروكسل تضامنا مع أنقرة بصفتها عضوا في ها الحلف.
وتوقعت مصادر دبلوماسية تركية أن يدين ممثلو دول “الأطلسي” “الاعتداء السوري” في “بيان شديد اللهجة” وأن يعربوا عن تضامنهم مع تركية. وقالت المصادر لـ”الشرق الأوسط” إن الجانب التركي لم يطلب إجراءات محددة من “الأطلسي” حتى الآن، لكنها أشارت إلى أن “الاجتماع قد يخرج بتحذير شديد اللهجة من تكرار مثل هذه الاعتداءات” وأن أي اعتداء مستقبلي “لن يمر من دون عقاب”.
وفي الإطار نفسه قال مسؤولون أتراك إن اجتماع الأطلسي اليوم على مستوى السفراء “سوف يفتح الباب أمام دخول الحلف على خط الأزمة السورية”. وأشارت المصادر لـ”الشرق الأوسط” إلى أن الاجتماع، وإن لم يخرج بقرارات محددة، إلا أنه سوف يرسم خارطة طريق في التعاطي مع ملف الأزمة السورية.
وقالت مصادر تركية إن الأزمة لن تصل إلى حد الحرب مع نظام الأسد، لكن هذا لا يعني أن الحادث سيمر من دون عقاب، مشيرة إلى أن نوعية العقاب تحدده أنقرة وفقا للقوانين الدولية.
وأشارت المصادر إلى أن تركية “تفكر جدّيا” في تقديم نصيحة إلى السوريين بعدم اقتراب طلعاتهم الجوية من الحدود التركية لأن من شأن ذلك أن يخلق التباساً يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها. وقالت إنه قد لا يكون بإمكان الطيران التابع لقوات الأسد تنفيذ المزيد من الطلعات الجوية على مقربة من الحدود التركية لقصف تجمعات المعارضين.
وقال كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هورموزلو إن حكومة الأسد “ترتكب خطأ فوق خطأ” مشيراً إلى أن بلاده لن تقوم برد “انفعالي وغير مدروس”، موضحاً أن “اجتماع الناتو اليوم هو بناء على المادة الرابعة من ميثاق الحلف ويهدف إلى اطلاع الدول الأعضاء على حقيقة الوضع”.
وقال هورموزلو إن بلاده “تمارس الدبلوماسية الضاغطة” معتبراً أن “نظام الأسد يرتكب أخطاء متكررة ومتسلسلة”، وعما إذا كان إسقاط الطائرة هو رسالة إلى الأتراك والناتو، قال هورموزلو إن الرسالة الوحيدة التي يجب أن يوجهها النظام هي إلى شعبه، ومفادها أنه سيحقق مطالبهم بالحرية والعدالة وتداول السلطة، وسيعترف بحقهم في اختيار من يحكمهم عبر صندوق الاقتراع لا بفوهات البنادق.
وسلّمت سلطات الأسد تركية جزءا ًمن حطام الطائرة عثرت عليه بحريتها. وقالت مصادر تركية إن جزءاً من ذيل الطائرة سلّم للسلطات التركية وقد ظهر عليه آثار واضحة لطلقات رصاص. وأكدت مصادر تركية لـ”الشرق الأوسط” أن أنقرة رفضت اقتراحاً لسلطات الأسد بتأليف لجنة تحقيق مشتركة للبحث في حقيقة ما جرى.
وأوضح مصدر تركي رسمي لـ”الشرق الأوسط” أن أنقرة أعدّت ملفاً متكاملاً عن “الاعتداء السوري” سلمته إلى كافة السفراء في الخارج والملحقين العسكريين في سفاراتها حول العالم لشرح حقيقة ما جرى للرأي العام العالمي.
وقال المصدر إن “تسجيلات الاتصالات اللاسلكية تؤشر بوضوح إلى أن الطائرة أسقطت فوق المياه الدولية لا في الأجواء السورية” مشيراً إلى أن من حذّر طاقم الطائرة من أنه دخل الأجواء السورية كانت السلطات التركية التي أمرتها بالابتعاد، فانصاع طاقم الطائرة، لكن جرى استهدافها في وقت لاحق.
وأوضح المصدر أن الطائرة التركية كانت تشغل الإشارة التي تعرف عن هويتها، مما يجعل الكلام السوري عن “هدف مجهول” غير صحيح تماما.
إلى ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية بحكومة الأسد جهاد المقدسي أنّ ما جرى في موضوع الطائرة التركية يعتبر انتهاكاً صريحاً للسيادة السورية، مؤكداً أنّ سورية تصرفت مع الموضوع بشكل دفاعي سيادي، مشدّداً على أنّ سورية متمسكة بعلاقات حسن الجوار مع تركية ولا تحمل نوايا عدوانية تجاهها، واصفا ما حصل بأنه حادث وليس اعتداء.
ونفى مقدسي أن تكون الطائرة التركية قد أسقطت من خلال صاروخ، موضحا أنها أسقطت برشاش أرضي، موضحا أنّ الثقوب الظاهرة على الطائرة تبيّن أنها استهدفت من رشاش أرضي.
وأشار المقدسي إلى أنّ قوات الأسد رصدت يوم الجمعة جسما فوق الأراضي السورية وظهر على ارتفاع 100 متر عن الأراضي السورية “وتبين أنه طائرة متجهة نحو الأراضي السورية مما أدى إلى التصدي لها عبر مدفعية مضادة للطائرات وتمت إصابتها بشكل مباشر وسقوطها في المياه الإقليمية السورية”.
وفيما تحدّث المقدسي عن وجود حملة لـ”شيطنة” سورية، أكد تعاون سلطات الأسد التام مع الجانب التركي، كاشفاً عن عرض قدّمته سورية للأتراك لتشكيل لجنة عسكرية تأتي إلى مكان الحادث دون أن تتلقى إجابة حتى الآن. وشدّد على أنّ من أساء للعلاقات السورية التركية ليس سورية، لافتاً إلى أنّها طبقت مبدأ المعاملة بالمثل، معرباً عن اعتقاده بأنّ الهدف من تصريحات الحكومة التركية حشد الشعب التركي وراء تصرفاتها تجاه سورية والتي لا تخدم تركية نفسها.
وردّاً على سؤال آخر، شدّد المقدسي على وجوب أن يكون اجتماع حلف الناتو لتثبيت الأمن والاستقرار “ولكن إذا كان عدواني الطابع فنحن نقول إن الأراضي والمياه والأجواء السورية مقدسة بالنسبة للجيش السوري”.
وفي واشنطن، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ”الشرق الأوسط”: “بالطبع هذه قضية تثير القلق لدينا.. الناتو ينظر بما حدث ونحن مستعدون لمساعدة الأتراك في جهود البحث عن الطيارين”. ولكنه أكد أن الولايات المتحدة لم ترسل حتى الآن أي مساعدات للأتراك في جهودها للبحث عن حطام الطيارة والطيارين المفقودين. ومن الجانب السياسي، قال المسؤول الأميركي: “هذه الحادثة تشكل دليلا آخر على ضعف نظام الأسد وانفجاره داخليا”، إذ إنه تورط في “إجراء ضد قوات مسلحة لدولة مجاورة في وقت يشهد جيشه انشقاقات متتالية”.
مقالات أخرى
عائلة الفيلسوف الفرنسي غارودي تحرق جثته رغم اعتناقه الاسلام
علي نافذ المرعبي
وأخيراً ترجل فارس الفكر والفلسفة، ورجل المواقف النبيلة، عن صهوة حصان الحياة، المفكر والفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي، أو كما أطلق على نفسه اسم رجاء غارودي بعد إشهار إسلامه، بعد حياة مديدة حافلة بالإنجازات الفكرية ضمنها عشرات من كتبه، وزاخرة بالمواقف الأصيلة التي أعلنها بجرأة نادرة…رافضاً كل النمطيات التي حاولت أن تكبل الحقائق، وأن تزور التاريخ…معلناً وقوفه مع الحقيقة مهما كان الثمن، والتي عرف كيف يدافع عنها في حياته، ولم نعرف كيف ندافع عنه في مماته…. فعذراً لروحك سيدي.
عندما أعلن عن رحيله يوم الجمعة 15/6/2012، في ضاحية ‘شامبيني سير مارن’الباريسية، توجهنا إلى مسجد باريس الكبير لنطلع على ترتيبات جنازته ودفنه، و كانت المفاجأة الأولى في سلسلة المفاجآت التي سأتي عليها، فالأخوة في المسجد لا يدرون أي شيء، وكأن الراحل ليس مسلماً وغير معنيين بدفنه حسب الشرع الاسلامي الذي توفاه الله وهوعلى دين الإسلام الحنيف. أجرينا إتصالات بالعديد من الأصدقاء الفرنسيين، حيث علمنا أن الجنازة ستقتصر على ترتيبات داخل أسوار مقبرة ضاحية ‘شامبيني سير مارن’ دون ان نعرف ماهية ترتيبات الجنازة والدفن بعد ظهر يوم الاثنين 18/6/2012، توجهنا مجموعة من الأصدقاء العرب إلى مقبرة الضاحية الباريسية، وعندم وصولنا ظننا أننا أخطأنا بالعنوان لندرة الحضور، ثم توجهنا إلى القاعة، التي كان الحضور بها متواضعاً لدرجة لا تصدق .. حوالى مئتي شخص، جلهم من العرب والمسلمين، غياب تام لأي مراسم…التابوت الذي يضم جثمانه الطاهر مسجى بالقاعة، وفوقه شاشة تلفزيون عملاقة تظهر عليها بشكل بانوراما رتيبة، صور كتبه الكثيرة، وصور له تجمعه مع قادة ومفكرين وكتاب وشخصيات. لاحظت غياب كتابين له، وأعتقد، أنهما الأهم بالنسبة له – غير ترجمته للقرآن الكريم للغة الفرنسية ـ الأول، كتاب: ‘الأساطير المؤسِسَة للدولة الصهيونية’ الذي فند به مبالغات الهولوكوست، معتمداً على الوثائق التي لا يسمح بتدوالها، وهو الكتاب الذي حوكم من أجله تحت مسمى معاداة السامية، ورفض التراجع عن كتابه وتقبل الحكم الجائر بجرأة لا تليق إلا بأمثاله. والكتاب الثاني ‘نداء للأحياء’ والذي يؤكد فيه على القومية العربية، مؤكداً ان العروبة حقيقة قائمة، لأنها انتماء وتاريخ وحضارة في تلك القاعة ‘المشؤومة’ علمنا أن اسرته قررت أن تحرق جثمانه وان لا يصار إلى دفنه، وهذا يؤكد عدم رغبتهم بدفنه حسب الشريعة الإسلامية، ولا يستطيعون دفنه على التقاليد المسيحية لأنه توفي وهو مسلم، وأعتقد أن هذا القرار وراءه جهات خبيثة، أرادت أن تنتقم منه وهو ميت، بعد عدم استطاعتها النيل منه وهو على قيد الحياة. وهي إهانة مريعة لحرمة الأموات المسلمين عند وصول دورنا، لإلقاء النظرة الأخيرة وتوديعه، طلبت من الأصدقاء ان نلتف حول النعش وأن نقرأ عليه سورة الفاتحة بصوت مرتفع، توجهت بعدها إلى أرملته لتقديم واجب العزاء، اقتربت منها وصافحتها قائلاً: أتقدم منك بأصدق التعازي سيدتي، باسمي، و باسم الامة العربية التي احبها الراحل ودافع عن حقوقها العادلة.
والجدير ملاحظته أيضاً، غياب كامل لأي حضور دبلوماسي عربي وإسلامي، وغياب تام للفضائيات العربية والأجنبية، ولوسائل الإعلام الأخرى، وهذا أمر غريب لا يتناسب مع راحل كبير من قامة روجيه غارودي.
إرتأينا في اليوم التالي أن يصار إلى أقامة احتفال تأبيني له في باريس، تكريماً لرحيله ووفاء للخدمات الجلى التي قدمها في دفاعه عن قضايا الأمة العربية العادلة، وكما جرت العادة منذ أكثر من عشرين عاماً، تم الإتصال بإدارة ‘الإيجيكا’ حيث تم فعلاً حجز القاعة ليوم الخميس 21/6/2012، وبدأنا في إرسال الدعوات عبر كافة الوسائل المتاحة: إتصالات، إنترنت، إيميلات….الخ، بعد ظهر اليوم التالي ‘الثلاثاء 19/6/2012’ فوجئنا بإشعارنا من إدارة ‘الإيجيكا’ بالغاء تأجير القاعة في ملابسات مريبة، تحالفت بها إدارة الإيجيكا التي تتبع جمعية بروتستانية، مع مجموعة من شيوعيي الأمس في جمعية ‘النداء الفرنسي ـ العربي’، في دلالة ثأرية من الراحل الكبير، لأنه تحول إلى الإسلام أولاً، وإنسحب من الحركة الشيوعية التي كان من ضمنها
ثانياً، أصبنا بخيبة أمل كبيرة، وتشاورنا بالأمر المستغرب والمستهجن، وإستقر الرأي أن نطلب من مسجد باريس الكبير إقامة صلاة الغائب عن روحه بعد صلاة يوم الجمعة 22/6/2012، وتوجهنا مجدداً إلى المسجد لهذا الغرض… هناك كان عميد المسجد غائباً، والتقينا بنائبه…الذي حاول ان يتملص من الطلب تحت حجج و ذرائع واهية وغريبة منها على سبيل المثال: هل يجوز الصلاة على إنسان تم حرق جثمانه؟! وهل لديكم وثيقة قانونية تثبت أنه مسلم….الخ. طلبنا منه بهدوء ان حرق الجثمان لم يكن بإرادة الراحل، وهل أصبح على المسلم ان يثبت إسلامه بوثيقة رسمية؟!!وبعد حوار وجدل كان يحتد أحياناً، قال لنا بالحرف: هذه مسألة تحتاج لقرار سياسي، وأنا لا أستطيع ان أتحمل مثل هذا القرار… وهكذا خذلنا مجدداً.
أردت من هذه المقالة، أن أوضح للقارئ الكريم هذه الحقائق، التي تدلل على إنعدام الأخلاق عند البعض، وانعدام الوفاء عند البعض الآخر. وآثرت ترفعاً أن لاأذكر الأسماء، وإذا ما أقتضت الضرورة، أو إذا ما حاولت أي جهة أن تنفي ذلك، حينها سأعلن كل الأسماء، والأصدقاء الشهود على كل ما جرى
روجيه غارودي…. لك الرحمة في عليين.
كاتب مقيم في فرنسا

 
دراسات سورية(إلى آخر املف مادة واحدة)
ملف مركز الشرق العربي/خطابات ومقابلات بشار الاسد 27-6-2012

الرئيس الأسد للقناة الأولى في التلفزيون الروسي: أي تفكير بالعدوان على سورية سيكون ثمنه أكبر بكثير مما يستطيع العالم أن يتحمله.. نعول على الموقف الروسي وعلى استمرار دعم روسيا لسورية
31 تشرين الأول , 2011
دمشق-سانا
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن سورية بلد له موقع خاص جدا من النواحي الجغرافية والجيوسياسية والتاريخية ومن النواحي الأخرى وهي موقع التقاء كل مكونات الشرق الأوسط وخط التقاء صفيحتي الزلزال وأي محاولة لهز صفائح الزلزال ستؤدي إلى زلزال كبير يضر كل المنطقة ولمسافات بعيدة وإذا اهتز الشرق الأوسط فكل العالم سيهتز وأي تفكير بهذا النوع من السيناريوهات سيكون ثمنه أكبر بكثير مما يستطيع العالم أن يتحمله.
وأضاف الرئيس الأسد في لقاء مع التلفزيون الروسي القناة الأولى إن هناك معرفة روسية بمخاطر محاولات التدخل الخارجي في سورية ولذلك قامت روسيا بلعب دور مهم على الساحة الدولية وكان آخر مافعلته الفيتو في مجلس الأمن لافتا إلى أن سورية تعول على الموقف الروسي وعلى استمرار دعم روسيا ليس دفاعا عن سورية فقط بل دفاعا عن الاستقرار في العالم.
وأكد الرئيس الأسد أن سورية تتعامل مع القوى المحلية الموجودة سابقا والتي وجدت خلال الأزمة انطلاقا من أن التواصل مع هذه القوى مهم جدا من دون أن نحدد من له قاعدة شعبية أو لا.
وقال الرئيس الأسد إن الشعب السوري يقف ضد التدخل الأجنبي وضد أي شيء من خارج حدود سورية لافتا إلى أن المبدأ الصحيح هو اعتماد الحوار لأنه يؤدي إلى الوصول للحلول التي تؤدي إلى الاستقرار في أي بلد.

واعتبر الرئيس الأسد أن العقوبات الغربية والحصار على سورية تضر بالشعب السوري ولكن لن تخنق سورية التي تعيش من إنتاجها وتصدر للخارج وهي قادرة على تجاوز هذا الحصار بنسب كبيرة والتأقلم مع هذه الحالة الجديدة.

وأوضح الرئيس الأسد أن سورية تكونت لديها معلومات من خلال التحقيقات مع الإرهابيين بحدوث عمليات تهريب للسلاح عبر الحدود السورية من دول الجوار ودفع أموال أيضا تأتي من قبل أشخاص خارج سورية مشيرا إلى أن هناك معلومات عن أشخاص يقودون هذه الأعمال خارج سورية وفي أكثر من دولة.

وأكد الرئيس الأسد أن هناك دولا تقف خلف التسليح في سورية والأسلحة تأتي من دول الجوار ومن الصعب ضبط الحدود مع الدول المحيطة.

وفيما يلي لقاء الرئيس الأسد مع التلفزيون الروسي..

فردا على سؤال حول احتمال قيام الغرب بشن عدوان على سورية وأن العمليات العسكرية الغربية ضد سورية مخطط لها مسبقا والمساعدة التي تعول عليها سورية من روسيا في هذه الحالة.. قال الرئيس الأسد هذه الادعاءات نسمعها من وقت لآخر وخاصة في الأزمات التي تحصل بين سورية وبين عدد من الدول الغربية خلال العقود الماضية والتي تهدف إلى الضغط على سورية لتغيير مواقفها السياسية.

عندما يكون الوطن مهددا بشكل عسكري أو أمني فلا يكون هناك قيمة لموازين القوى

وأضاف الرئيس الأسد.. بالنسبة لنا في سورية نضع دائما كل الاحتمالات بالحسبان حتى وإن لم يكن هذا الموضوع مطروحا في الإعلام من خلال التسريبات ولكن عندما يكون الوطن مهددا بشكل عسكري أو أمني فلا يكون هناك قيمة لموازين القوى ولا يهم من هو أقوى ومن هو أضعف وإذا كانت الدولة تمثل دولة صغيرة وضعيفة والعدو هو كبير وقوي فمن الطبيعي أن تدافع عن بلدك بغض النظر عن الموازين.

وتابع الرئيس الأسد.. إن الحسابات بالنسبة للآخرين تجاه هذا السيناريو هي ليست حسابات سهلة فسورية بلد له موقع خاص جدا من الناحية الجغرافية ومن الناحية الجيوسياسية ومن الناحية التاريخية ومن النواحي الأخرى المختلفة وسورية هي موقع الالتقاء لكل مكونات أو معظم مكونات الشرق الأوسط الثقافية والدينية والطائفية والعرقية وغيرها وهي كخط التقاء صفيحتي الزلزال وأي محاولة لهز استقرار صفائح الزلزال ستؤدي إلى زلزال كبير يضر كل المنطقة ولمسافات بعيدة تصيب دولا بعيدة وإذا اهتز الشرق الأوسط فكل العالم سيهتز وأي تفكير من هذا النوع من السيناريوهات سيكون ثمنه أكبر بكثير مما يستطيع العالم أن يتحمله لهذا السبب حتى الآن تبدو الأمور تذهب باتجاه محاولات ضغط إعلام سياسي اقتصادي.

وقال الرئيس الأسد: لاشك أننا نعول على روسيا أولا للعلاقة التاريخية الموجودة بين بلدنا وروسيا وبنفس الوقت لأن روسيا هي قوة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي وبكل الأحوال هي لعبت هذا الدور منذ الأيام الأولى للأزمة وكان هناك تواصل مباشر بيننا وبين الحكومة الروسية وكنا نشرح لهم بالتفاصيل هذا الوضع انطلاقا من أهمية سورية وتأثيرها على الوضع في الشرق الأوسط وفي هذه المنطقة تحديدا.

نعول على الموقف الروسي وعلى استمرار دعم روسيا ليس دفاعا عن سورية فقط وإنما دفاعا عن الاستقرار في العالم

وأضاف الرئيس الأسد.. كان هناك معرفة روسية لمخاطر محاولات التدخل في سورية سواء سياسيا أو امنيا أو عسكريا أو بأي طريقة أخرى لذلك قامت روسيا بلعب دور مهم على الساحة الدولية وكان آخر مافعلته هو الفيتو في مجلس الأمن فنحن نعول على الموقف الروسي وعلى استمرار دعم روسيا ليس دفاعا عن سورية فقط وإنما دفاعا عن الاستقرار في العالم.

وردا على سؤال حول قيام أحد المعارضين الشيوعيين في سورية بشكر روسيا على استخدامها الفيتو وقيام آخرين بحرق الأعلام الروسية في بعض شوارع المدن السورية ومن هي المعارضة التي يمكن الجلوس معها على طاولة الحوار قال الرئيس الأسد: أعتقد لو التقيت بأي مواطن سوري ستسمع نفس الموقف فكل شخص لديه الحد الأدنى من الشعور الوطني سيكون ممتنا لروسيا لموقفها الأخير في مجلس الأمن وأن نكون معارضة أو موالاة في سورية أو في الوسط لا يعني أن نختلف على الأمور الأساسية فنحن لا نختلف مع المعارضة حول سيادة سورية ورفض التدخل الخارجي و الوقوف ضد العمليات الإرهابية التي تحصل في سورية خلال الأشهر الأخيرة نحن نختلف حول القضايا الداخلية وفي القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها وأعتقد ان هذا الموقف هو موقف عام في سورية.

وتابع الرئيس الأسد.. أما بالنسبة لحرق العلم فلا أعتقد بأننا نستطيع أن نضعه في إطار عمل سياسي فهو لا يمثل معارضة أو غيرها وغالبا يمثل حالات فردية وقد تكون هذه الحالات مدفوعة من الخارج لكي يكتمل المشهد الإعلامي حول الكذبة الكبيرة التي تروج ضد سورية في الإعلام الخارجي ولكي تظهر روسيا وكأنها تقف مع دولة ضد الشعب هذه هي اللعبة الإعلامية المفترضة من هذا العمل.

وأضاف الرئيس الأسد حول من تمثل المعارضة.. أعتقد أن القرار يكون أكثر دقة عندما يكون هناك انتخابات ووجود أحزاب جديدة وانتخابات إدارة محلية وانتخابات مجلس الشعب بعدها بفترة قليلة هو الذي سيحدد من الذي يمثل الشعب من هذه المعارضة وبالنسبة لنا نحن نتعامل مع الجميع.. مع كل القوى الموجودة على الساحة.. كل القوى الموجودة سابقا والتي وجدت خلال الأزمة لأننا نعتقد أن التواصل مع هذه القوى الآن مهم جدا من دون أن نحدد من له قاعدة شعبية أو لا لذلك فإن الجواب الأكثر دقة سيكون بعد الانتخابات التي نعتقد بأنها ستكون في شهر شباط القادم.

الشعب السوري ضد التدخل الأجنبي وضد أي شيء يأتي من خارج حدود سورية

وجوابا على سؤال حول بداية الحوار الوطني الشامل وتنظيم عملية الانتخابات وقيام جزء من المعارضة في اسطنبول بتشكيل مجلس وإبداء عدم استعدادهم لإجراء مفاوضات مع السلطات وفيما إذا كان بالإمكان الاتفاق معهم بطرق سلمية قال الرئيس الأسد: أولا إن الحوار هو دائما بحاجة لطرفين فلا يمكن أن تحاور من طرف واحد وإذا أردت أن تحاور أي طرف فلابد أن يكون قابلا للحوار هذه النقطة الأولى أما النقطة الثانية فلكي نحاور أي جهة بشكل سياسي وبشكل رسمي فلا بد أن نحدد أسسا معينة لكي ننطلق من خلالها.. وتساءل الرئيس الأسد هل هذه القوى التي علينا أن نحاورها مقبولة من قبل الشعب السوري و هل هي قوى صنعت في الخارج من قبل دول أجنبية وهل تدعو أو تقبل بتدخل أجنبي وهل تدعم الإرهاب.. عندما نحدد كل هذه الأسس نستطيع أن نحدد إذا كنا سنحاور أم لا.. فالشعب السوري ضد التدخل الاجنبي وضد أي شيء يأتي من خارج حدود سورية سواء بشكل سياسي أو موقف سياسي.

أما عن المجلس الذي أنشئ في اسطنبول فلا أعرف عنه الكثير ولكن أستطيع أن اقول أن السؤال أو الجواب الدقيق يأتي على هذا المجلس من قبل الشعب السوري عندما يقبل الشعب السوري بمجلس أو ببنية سياسية معينة فلا بد لنا كدولة أن نتحاور معها أما بالنسبة أن نقبل أو نرفض الحوار كمبدأ أو نذهب باتجاه العنف أو القوة فأعتقد بأن المبدأ الصحيح هو اعتماد الحوار لأنه هو الذي يؤدي إلى الوصول إلى الحلول التي تؤدي للاستقرار في أي بلد لذلك نحن لا نعلق كثيرا على هذا المجلس طالما أن الشعب السوري لم يهتم فنحن لن نهتم فعندما يكون هناك اهتمام من الشعب السوري سيكون هناك اهتمام من الحكومة السورية بهذا المجلس أو بغيره.

وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول إمكانية صمود سورية طويلا في وجه العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الغرب والولايات المتحدة الامريكية ومساعدة روسيا في هذا الشأن: إن هذا الحصار قديم على سورية وتحديدا الحصار الاقتصادي أو التقني أو التكنولوجي منذ عقود .. وأنا لا اذكر أننا مررنا في مرحلة ولم يكن هناك نوع من الحصار من قبل الغرب على سورية ولكن هذا الحصار يشتد في الأزمات لذلك قررنا منذ نحو ست سنوات وتحديدا في عام 2005 أن نتوجه باتجاه الشرق.

الحصار يضر بالشعب السوري وليس بالدولة بالدرجة الأولى ولكنه لن يخنق سورية فهي بلد تعيش من إنتاجها وتصدر للخارج

وأوضح الرئيس الأسد أن الحصار يضر بالشعب السوري وليس بالدولة بالدرجة الأولى ولكنه لن يخنق سورية فهي بلد تعيش من إنتاجها وتصدر للخارج ونحن لدينا إنتاج غذائي وصناعي وفي كل المجالات أما بالنسبة للمواد الأخرى التي لا تنتج في سورية فلدينا دول جوار ونحن قادرون على تجاوز هذا الحصار بنسب كبيرة فإذاً علينا أن نتأقلم مع هذه الحالة الجديدة ونحن بالأساس تأقلمنا مع حالات سابقة لكي نتجاوز حالة الحصار.

وتابع الرئيس الأسد.. أما بشأن التوجه نحو الشرق فنحن دائما كانت لنا علاقات مع الغرب خلال العقود الماضية وربما منذ الاستقلال بالرغم من أن هذا الغرب كان يحتل هذه المنطقة وتحديدا فرنسا وبريطانيا ولكن نحن في الواقع جزء من الشرق ونحن شرق وأنتم شرق والهند في الشرق والصين في الشرق وهناك عدد كبير من دول العالم ترتبط بعلاقات جيدة مع سورية سواء تحدثنا عن الشرق أو عن دول امريكا الجنوبية وفي آسيا هناك قوى صاعدة الهند والصين.. و روسيا الآن تلعب دورا هاما على مستوى العالم سياسيا وأيضا اقتصاديا وبالمجالات التقنية هي دولة متقدمة فإذاً لم تغلق أمامنا الأبواب.. فالغرب ليس هو الخيار الوحيد أمامنا وهو يحاصرنا ولكن لدينا علاقات مع معظم دول العالم ولابد من استغلالها بهذا المجال فالعلاقات بين سورية وروسيا تطورت بشكل متسارع بعد العام 2005 عندما قررنا أن نتحرك باتجاه الشرق ولكن أعتقد أن هذه الأزمة ستعزز بشكل أكبر هذه العلاقات وتحديدا في المجال الاقتصادي لذلك فإننا نعول على العلاقة مع روسيا والمساعدة الروسية في المجالات السياسية وكذلك نعول على التعاون الاقتصادي بين سورية وروسيا.

وردا على سؤال حول محاولة أعداء سورية تكرار السيناريو الليبي والخطة السورية لمنع حدوث شيء كهذا قال الرئيس الأسد: إن سورية هي ليست ليبيا ولا أي دولة أخرى لا من الناحية الجغرافية ولا السكانية ولا السياسية ولا من الناحية التاريخية فأي سيناريو من هذا النوع سيكون مكلفا كثيرا للدول الاخرى كما قلت ولا يمكن تطبيقه عمليا في سورية أما من الناحية الإعلامية والتي استخدمت في البداية لتشكيل حالة خارجية لكي تستخدم ضد سورية وخاصة في مجلس الأمن في البداية كان اهتمامنا منصبا على الوضع الداخلي ولم يكن من السهل إظهار أن هناك مؤامرة خارجية على سورية حتى بالنسبة لعدد من السوريين لم يكن من السهل إظهار أن هناك أعمالا مسلحة ضد الدولة واليوم لدينا المئات من الشهداء في الجيش والشرطة والأمن متسائلا كيف قتلوا.. هل قتلوا من خلال المظاهرات السلمية أم قتلوا من خلال الصراخ في المظاهرات أم قتلوا بسلاح فإذاً نتعامل مع مسلحين فالآن ومع تطور الأحداث أصبحت الأمور ظاهرة بشكل واضح وتكون وعي لدى الشعب السوري حول حقيقة ما يحصل في سورية في الأشهر الأخيرة.

وأضاف الرئيس الأسد.. في الشهرين الأخيرين بدأنا نركز على الإعلام الخارجي وبدأنا نقوم بدعوة عدد كبير من وسائل الإعلام لكي تأتي وترى الأمور على حقيقتها والإعلام في الغرب بشكل عام منحاز دائما ليس في الأزمات وحتى في الأوقات العادية هو إعلام منحاز لديه تصور مسبق خاطئ عن الأمور أحيانا لا يدخل بالعمق وأحيانا يعبر عن أجندات سياسية تجاه المنطقة مع بعض الاستثناءات.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن نحاول الآن بالنسبة للإعلام الغربي أن نأتي بهذه الوسائل الاعلامية لكي ترى الحقيقة ولكن نركز بشكل أكبر على الدول الصديقة لكي تأتي وتشرح لشعبها وبنفس الوقت تساعد حكومتها في مواقفها الداعمة لسورية خارجيا فأعتقد الآن التوجه الاساسي هو التوجه الإعلامي وعلينا فضح المخطط الخارجي ضد سورية وبنفس الوقت علينا أن نساعد هذه الدول في أخذ موقف بمساعدة الإعلام المحلي.

هناك دول تقف خلف التسليح في سورية .. والأسلحة تأتي من دول الجوار ومن الصعب ضبط الحدود مع الدول المحيطة

وردا على سؤال حول وجود من يساعد أعداء سورية والحجم الكبير من الأسلحة الموجود لدى هؤلاء الأعداء ومصدرها قال الرئيس الأسد: في الأشهر الأولى وتحديدا في الشهر الأول لم يكن من السهل معرفة حقيقة ما يجري ومن أين تأتي الأموال أو الأسلحة أو هل كان هناك فعلا أموال وأسلحة كان هذا سؤالا في البداية واليوم وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على بدء الأزمة في سورية تكونت لدينا معلومات واضحة ليست مكتملة ولكن من خلال التحقيقات مع الإرهابيين والتي تمت مؤخرا اصبح واضحا بشكل لا يقبل الشك تهريب السلاح عبر الحدود السورية من دول الجوار ودفع أموال أيضا تأتي من قبل أشخاص في الخارج والآن لدينا معلومات عن أشخاص يقودون هذه الأعمال خارج سورية في أكثر من دولة واحدة ولا توجد لدينا معلومات دقيقة حول علاقة هؤلاء الأشخاص بدول ولكن واضح تماما من نوعية الأسلحة ومن حجمها ومن كمية الأموال أن هذا التمويل هو ليس تمويل أشخاص وإنما هناك دول تقف خلف هذا التمويل لكي نقول من هذه الدول لابد أن يكون لدينا معطيات أكثر وضوحا حول هذا الموضوع وعندها لن نتردد في كشف الحقائق.

وجوابا على سؤال حول مصدر الأسلحة والذخائر وخاصة القنابل الإسرائيلية وفيما إذا كان هناك بلدان تقوم بتوريد هذه الأسلحة قال الرئيس الأسد: نعم لدينا أسلحة من دول مختلفة بما فيها بعض الأسلحة صناعة إسرائيلية ولكن لا نستطيع أن نحدد مصدر هذا السلاح هل هو من إسرائيل تحديدا أم من دولة أخرى تمتلك هذا السلاح هناك قنابل وألغام توضع في أماكن فيها مدنيون وقد تستهدف مدنيين في بعض الأحيان وقد تستهدف قوات الأمن أو الشرطة أو الجيش وهناك أيضا أسلحة مضادة للدبابات في بعض الحالات وهذا شيء جديد وخطير لذلك الامور تدل أن هناك دولا تقف خلف هذا التسليح وليس أشخاصا قد يكونون هم الواجهة لهذه الدول.

وأضاف الرئيس الأسد.. من أين تأتي الأسلحة.. من دول الجوار وبالرغم من أن هذه الأسلحة تأتي من هذه الدول فلا نستطيع أن نتهمها بأنها متورطة في التهريب فمن الصعب ضبط الحدود مع الدول المحيطة كما هو الحال في معظم دول العالم.

وشكر الرئيس الأسد القناة الروسية وقال أعتقد بأنكم ستلعبون من خلال هذا البرنامج دورا كبيرا في نقل الصورة الحقيقية للمشاهد الروسي عما يحصل في مناطق مختلفة من العالم ومنها الآن منطقة هامة هي منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في سورية.
=================
الرئيس الأسد: وعي الشعب السوري حمى الوطن وأفشل مخطط إسقاط سورية.. الحل في سورية سياسي.. سنتابع القوانين وستكون هناك انتخابات ومراجعة للدستور..بدأنا بتحقيق إنجازات أمنية
23 آب , 2011
دمشق-سانا

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن ما يطمئن اليوم هو وعي الشعب السوري الذي حمى الوطن وأفشل مخطط إسقاط سورية موضحا أن الوضع من الناحية الأمنية أفضل وانه تم تحقيق انجازات أمنية مؤخرا لن يعلن عنها الآن لضرورة نجاحها.

وأضاف الرئيس الأسد في حوار مع التلفزيون العربي السوري بث مساء أمس الأول لا شيء اسمه الحل الأمني في سورية والحل سياسي فقط وعندما يكون هناك حالات أمنية لابد من مواجهتها بالمؤسسات المعنية للحفاظ على الأمن وقال لو لم نكن اخترنا الحل السياسي منذ الأيام الأولى للأحداث لما ذهبنا باتجاه الإصلاح وأعلنا بعد اقل من أسبوع حزمة الإصلاحات.

وأوضح الرئيس الأسد أن حزمة القوانين صدر جزء منها والباقي سيصدر قريبا ضمن الجدول الزمني المحدد مشيرا إلى أن سورية في مرحلة انتقالية وستكون هناك انتخابات ومراجعة للدستور مؤكدا أن الحوار ضروري في هذه المرحلة الانتقالية وهناك تحضيرات ليكون الحوار على مستوى المحافظات.

وأشار الرئيس الأسد إلى أنه من البديهي أن يكون هناك مراجعة لكل الدستور سواء كان الهدف المادة الثامنة أو بقية البنود السياسية مشيرا إلى انه خلال الأيام القليلة القادمة ستصدر القرارات المعنية بلجنة الأحزاب ولاحقا بعد صدور قانون الإدارة المحلية وتعليماته التنفيذية سيتم تحديد موعد للانتخابات.

وقال الرئيس الأسد إن الشعب السوري عريق وحضاري وسورية من دون أي مكون من مكوناتها لا يمكن أن تكون سورية التي نعرفها.

وأكد الرئيس الأسد أن كل من تورط بجرم ضد مواطن سوري سيحاسب عندما يثبت ذلك بالدليل القاطع ولن تتم تبرئة مخطئ أو محاسبة بريء.

وحول تجاوب الغرب السلبي مع الإصلاحات أوضح الرئيس الأسد أن الإصلاح بالنسبة لكل الدول الاستعمارية من الدول الغربية هو ان تقدم لهم كل ما يريدون وان تتنازل عن كل الحقوق وهذا شيء لن يحلموا به في هذه الظروف ولا في ظروف أخرى.

وحول دعوة الرئيس أوباما قال الرئيس الأسد اخترنا الامتناع عن الرد لنقول لهم كلامكم ليس له قيمة موضحا أن علاقة سورية مع الغرب علاقة نزاع على السيادة وان هدف الغرب أن ينزعوا السيادة عن الدول بما فيها سورية ونحن نتمسك بسيادتنا دون تردد.

وبشأن احتمال ضربة عسكرية قال الرئيس الأسد سورية رفضت كل الضغوط والتهديدات بعد احتلال العراق وأي عمل عسكري ضدها في هذه المرحلة ستكون تداعياته اكبر بكثير مما يمكن أن يحتملوه.

وحول نظرته إلى موقف تركيا والعلاقة بين البلدين قال الرئيس الأسد نحن لا نسمح لأي دولة في العالم بأن تتدخل في القرار السوري ونحن ننظر لهذا الموقف من عدة زوايا نضعها في عدة احتمالات.. فربما يكون هذا الموقف نوعا من الحرص وإذا كان كذلك فنحن نقدره وربما يكون قلقا من أي خلل يحصل في سورية يؤثر على تركيا وهذا قلق طبيعي والاحتمال الثالث هو أن يكون محاولة أخذ دور المرشد أو المعلم أو لاعب الدور على حساب القضية السورية وهذا مرفوض بتاتا من أي مسؤول في أي مكان بالعالم بما فيها تركيا.

وأضاف الرئيس الأسد إنني مطمئن لأن الشعب السوري دائما يخرج أقوى.. وبشكل طبيعي هذه الأزمة سوف تعطيه مزيدا من القوة لذلك لا اشعر بالقلق ولا أدعو أحدا للقلق واطمئن القلقين.

وقال الرئيس الأسد رداً على سؤال حول الدخول في مرحلة الاطمئنان الأمني: لا نستطيع أن نأخذ الجانب الأمني بمعزل عن كل الجوانب الأخرى والمهم هو الجانب السياسي والجانب الاقتصادي والجانب الاجتماعي مهم .. لكن نسمي كل هذه الجوانب بالجانب السياسي.. المهم أن نعرف أين نحن أن نعرف ما الأسباب السابقة للأحداث الحالية وأن نعرف لاحقا كيف نتعامل معها.

وأضاف الرئيس الأسد: إن ما يطمئن اليوم ليس الوضع الأمني الذي يبدو بأنه أفضل ولكن ما يطمئن أن المخطط كان مختلفا تماما.. كان المطلوب إسقاط سورية خلال أسابيع قليلة.. ومن حمى الوطن هو وعي الشعب السوري وهذا ما نطمئن إليه.. فإذا.. تفاقم الأحداث لا يشكل مشكلة الآن.. بالنسبة للوضع الأمني حاليا تحول باتجاه العمل المسلح أكثر وخاصة خلال الأسابيع الأخيرة وتحديدا في الجمعة الماضية من خلال الهجوم على نقاط الجيش والشرطة والأمن وغيرها وإلقاء القنابل وعمليات الاغتيال ونصب الكمائن لحافلات النقل المدنية أو العسكرية.. قد يبدو هذا خطيراً بالنسبة للسؤال هل الوضع أفضل من الناحية الأمنية لكن في الواقع نحن قادرون على التعامل معه.. وبدأنا بتحقيق إنجازات أمنية مؤخراً لن نعلن عنها الآن لضرورة نجاح هذه الإجراءات.. ولكن أنا لست قلقا من هذه الأحداث حاليا.. نعم أستطيع أن أقول إن الوضع من الناحية الأمنية أفضل.

الحل في سورية سياسي ولو لم نكن اخترنا الحل السياسي منذ الأيام الأولى للأحداث لما ذهبنا باتجاه الإصلاح

وجوابا على سؤال يتعلق بالتعامل الأمني للقيادة السورية مع الأحداث والقول إن التعامل السوري اختار الخيار الأمني بعيدا عن كل الخيارات والحلول الأخرى ومنها السياسي قال الرئيس الأسد: طرح هذا الموضوع عدة مرات وكان جوابي إنه لا شيء اسمه الحل الأمني ولا الخيار الأمني.. يوجد فقط حل سياسي حتى الدول التي تذهب لتشن حروبا بجيوشها تذهب من أجل هدف سياسي وليس من أجل هدف عسكري.. لا خيار أمنيا وإنما يوجد حفاظ على الأمن لكي نكون دقيقين.

وأضاف الرئيس الأسد: الحل في سورية هو حل سياسي ولكن عندما تكون هناك حالات أمنية لابد من مواجهتها بالمؤسسات المعنية بالحفاظ على الأمن مثل الشرطة والأمن ومكافحة الشغب ومكافحة الإرهاب إضافة إلى الأجهزة الأمنية المعنية.. فإذا لكي نكون واضحين في سورية الحل هو حل سياسي ولو لم نكن قد اخترنا الحل السياسي منذ الأيام الأولى للأحداث لما ذهبنا باتجاه الإصلاح وبعد أقل من أسبوع أعلنا حزمة الإصلاحات فإذا الاختيار أو الخيار السوري بالنسبة للدولة السورية هو خيار الحل السياسي.. ولكن الحل السياسي لا يمكن أن ينجح من دون الحفاظ على الأمن وهذا واجب من واجبات الدولة.

وحول الجديد الذي حمله اجتماع أعضاء اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي والكوادر الحزبية وممثلي النقابات والمنظمات المهنية الذي عقد قبل أيام وأهم القضايا التي تمت مناقشتها قال الرئيس الأسد.. البعض يتوقع أحيانا من هذا النوع من الاجتماعات اتخاذ قرارات.. هو ليس مؤتمرا وإنما هو اجتماع لكوادر عليا ومتوسطة بالنسبة لحزب البعث العربي الاشتراكي ومن الطبيعي أن تتم هذه اللقاءات من وقت لآخر بشكل دوري وطبعا هذا اللقاء لم يكن لقاء دوريا وإنما كان مرتبطا بالأحداث التي تمر بها سورية.. عقدنا اجتماعات على مستوى القيادة ولكن لم نعقد مثل هذا الاجتماع منذ بداية الأحداث.. طرحنا فيه وجهات النظر واستمعنا لوجهات النظر.. شرحنا للكوادر ما الذي يحصل.. كيف بدأت الأحداث.. كيف تطورت.. أين نحن الآن هذا من جانب.. ومن جانب آخر تناقشنا في موضوع الحزمة الإصلاحية التي طرحت وخاصة بعد قرب انتهاء القوانين التي تحدثت عنها في خطابي على مدرج جامعة دمشق.. ولاحقا في الفترة المقبلة سيكون الانتقال لمناقشة موضوع الدستور وهو شيء جوهري فكان لابد من الاستماع لوجهات النظر الموجودة لدى الكوادر والتي يفترض أنها تعبر عن وجهات نظر القواعد البعثية هذا من جانب.. من جانب آخر حزب البعث هو الحزب الذي صاغ ماضي سورية وحاضرها خلال العقود الخمسة ولقد دار نقاش حول ما هي الآليات التي يمكن أن نطور من خلالها العمل الحزبي لكي يبقى في موقعه خلال العقود القادمة.

وردا على سؤال حول الحوار الوطني وإلى أين وصل اليوم قال الرئيس الأسد: لاحظت خلال الفترة الماضية أن هناك أحيانا سوء فهم لما هو محتوى أو ما مهام هذا الحوار الوطني… في البداية أنا فكرت من خلال لقاءاتي مع المواطنين السوريين أن نبدأ بحوار على مستوى المحافظات لكن تسارع الأحداث والتشكيك بمصداقية عملية الإصلاح دفعنا لكي نبدأ بحوار مركزي قبل أن نبدأ بحوار على مستوى المحافظات.. استغللنا هذا الحوار قبل إصدار حزمة الإصلاحات أو حزمة القوانين التي تسبق الدستور من أجل جس نبض الشارع بشكل عام.. طبعا يقال إنهم لا يمثلون الشارع وطبعا لا أحد يمثل إلا إذا كان منتخبا وهذا شيء بديهي ولكن هم نماذج من مختلف الشرائح في المجتمع السوري أردنا أن نستمع لما هو النبض.. لدينا معرفة بهذا النبض ولكن كنا بحاجة للتدقيق أكثر لكي نصل إلى حزمة القوانين ونحن مطمئنون والآن صدر جزء من هذه القوانين والباقي على الطريق ضمن الجدول الزمني المحدد.. نحن في مرحلة انتقالية وسنتابع القوانين وستكون هناك انتخابات وستكون هناك مراجعة للدستور.. هي مرحلة انتقالية وحتى بعد صدور كل هذه الحزمة سنبقى في مرحلة انتقالية.. والمرحلة الانتقالية هي مرحلة حرجة وحساسة وأهم شيء في هذه المرحلة أن نستمر في الحوار.. فالآن قررنا بعد أن صدرت هذه الحزمة أن نبدأ بالعمل من أجل حوار في المحافظات يتطرق لكل شيء.. للقضايا السياسية وللقضايا الاجتماعية والخدمية.. طبعا هذا من مهام الأحزاب.. ولكن الأحزاب بحاجة لوقت لكي تؤسس وتصبح موجودة في الشارع ولكي تنضج بحاجة لفترة من الزمن.. هذا الحوار خلال هذه المرحلة الانتقالية ضروري جدا فإذا نحن نحضر لكي يكون هناك حوار على مستوى المحافظات.

من البديهي أن تكون هناك مراجعة لكل الدستور سواء كان الهدف المادة الثامنة أم بقية البنود السياسية

وبشأن الدستور وما إذا كنا أمام دستور جديد للبلاد والخطوات الإجرائية لذلك… قال الرئيس الأسد: هذه أحد أهم النقاط التي نوقشت خلال اجتماع اللجنة المركزية والفروع في المحافظات.. وهناك من طرح تعديل المادة الثامنة.. وهذه المادة هي جوهر النظام السياسي الموجود في الدستور.. وهناك عدة مواد متعلقة بهذه المادة.. فتبديل المادة الثامنة فقط هو كلام غير منطقي وتبديل المواد الأخرى من دون المادة الثامنة أيضا كلام غير منطقي.. وهذه المواد التي أتحدث عنها والمرتبطة بالمادة الثامنة بمجملها تجسد جوهر النظام السياسي في سورية.. وبالتالي التعامل مع أي بند يتطلب التعامل مع كل البنود الأخرى.. فمن البديهي أن تكون هناك مراجعة لكل الدستور سواء كان الهدف المادة الثامنة أو بقية البنود السياسية.. لابد من مراجعة الدستور.. على الأقل هذه الحزمة من البنود المرتبطة ببعضها.

وجوابا على سؤال حول الاجراءات التطبيقية والجدول الزمني والتقريبي لتنفيذ قانوني الانتخابات والأحزاب على الأرض بشكل نهائي قال الرئيس الأسد.. ليس تقريبيا بدقة.. في هذا الأسبوع يعني خلال الأيام القليلة القادمة حتى يوم الخميس يجب أن نصدر بالنسبة لقانون الأحزاب.. اللجنة المعنية بقبول الطلبات أي لجنة الأحزاب المؤلفة من وزير الداخلية وقاض وثلاث شخصيات مستقلة.. ونحن تقريبا أنهينا البحث عن الأسماء وسيصدر القرار خلال الأيام القليلة القادمة.. وبالنسبة لقانون الانتخابات أيضا سيكون جاهزا لكن قانون الانتخابات كان مرتبطا من جانب بقانون الأحزاب ومرتبطا من جانب آخر بقانون الإدارة المحلية الذي سيكون أيضا جاهزا خلال الأيام القليلة القادمة لكي يصدر مع تعليماته التنفيذية.. ولاحقا يمكن أن نحدد موعد الانتخابات.

وحول ما تحمله القوانين من جديد للمواطن وللشارع السوري بشكل عام قال الرئيس الأسد: من الناحية التقنية هناك الأشياء الجديدة الموجودة في القانون والتي تزيد من مصداقية وشفافية الانتخابات وهذا معروف من صلب القانون.. ولكن تطبيق القانون يعتمد على الناخب.. من تنتخب وهل سنبقى في الطريق السابقة وهل نتحدث عن أحزاب ونظام سياسي جديد وأشياء كثيرة جديدة وطموحات كبيرة بالآليات السابقة… عندها لن يكون هناك شيء جديد وأنا بالنسبة لي وباعتقادي أن أهم شيء هو كيف ندفع شريحة الشباب في مؤسساتنا سواء المؤسسات في الدولة أو خارجها.. الشباب حسبما لاحظت في لقاءاتي المختلفة وأنا حاورت كثيرا من الشباب خلال الأشهر الماضية هناك شعور كبير لدى الشباب تحديدا بالتهميش وهذا شيء خطر ويخلق إحباطا.. إذا كان الشاب محبطا فأين طاقة الدولة… الشاب هو الطاقة وعندما يحبط الشاب فهذا يعني أن الطاقة في البلد وفي الوطن تخمد وهذا شيء خطر.. فأعتقد أنه لابد من أن نفكر بطريقة مختلفة كمجتمع ككل بأن هذا الشاب له دور.. هو لن يحل محل بقية الأعمار والمجتمع يتكون من كل الشرائح ومن كل الفئات ومن كل الأعمار ولكن ألا يكون له دور أو أن ينظراليه بأنه هامشي وأنه قليل الخبرة أو قليل المعرفة فهذا الشيء خطر جدا وأعتقد أن هذه أهم نقطة نستطيع أن نطور من خلالها المستقبل في سورية بشكل عام.

وحول الاسراع بتطبيق قانون الإعلام وبحدوث حراك سياسي وإصلاح حقيقي وآلية تنفيذ المراسيم والقوانين والجدول الزمني واجراء انتخابات مجلس الشعب وتعديل الدستور قال الرئيس الأسد: صدر حتى الآن ثلاثة قوانين.. إلغاء حالة الطوارىء وقانون الأحزاب وقانون الانتخابات.. وكما قلت خلال الأيام المقبلة سيصدر قرار يسمي لجنة قانون الأحزاب وبعدها مباشرة كل من يرد أن يؤسس حزباً يستطع أن يتقدم لهذه اللجنة ويصبح المرسوم نافذا.. أي بدءاً من الأسبوع المقبل من المفترض أن نكون جاهزين عمليا لإعلان أحزاب جديدة ولقبول طلبات من الأحزاب ضمن جدول زمني يحدده القانون فنعتبر هذا الموضوع منتهياً.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن قانون الإدارة المحلية انتهى منذ أيام قليلة في الحكومة وسوف يصدر خلال الأيام القليلة القادمة.. وربط قانون الإدارة المحلية مع قانون الانتخابات هو ربط طبيعي.. قانون الإدارة المحلية يعطي حداً أدنى مدة 45 يوماً كمهلة لإعلان الانتخابات.. عندما يصدر مرسوم بتحديد موعد الانتخابات فسيكون أمامنا 45 يوما أي شهر ونصف الشهر.. وبما أن هذا القانون أتى بتعديلات على البنية الإدارية للإدارة المحلية فإن وزارة الإدارة المحلية طلبت أن يكون هناك أيضا زمن مماثل كمهلة لكي يتسنى لها الوقت لإعداد هذه البنية الجديدة.. فإذا نستطيع أن نقول ان انتخابات الإدارة المحلية يمكن أن تكون بعد ثلاثة أشهر من صدور هذا القانون.. أي عمليا في شهر كانون الأول.

الزمن المتوقع لانتخابات مجلس الشعب هو في شهر شباط المقبل

وقال الرئيس الأسد: ما تبقى هو قانون الإعلام المفترض أن يصدر قبل نهاية رمضان وتصدر تعليماته التنفيذية ونبدأ مباشرة بتطبيقه.. وبعد حزمة القوانين أي بعد شهر رمضان لابد من الانتقال إلى تشكيل لجنة من أجل البدء بدراسة ومراجعة الدستور.. هذه اللجنة تحتاج كحد أدنى إلى ثلاثة أشهر ولا أعتقد أنها تحتاج إلى أكثر من ستة أشهر.. طبعا هذا الموعد الدقيق أو الجدول الزمني الدقيق يجب أن يوضع بالتنسيق مع اللجنة التي ستقوم بالدراسة والتي ستقول إننا بحاجة لأربعة أو خمسة أو ستة أشهر ويبقى هناك انتخابات مجلس الشعب.. كانت هناك عدة آراء تتراوح بين أربعة أشهر إلى ثمانية أشهر بعد صدور التعليمات التنفيذية لقانون الانتخابات والهدف هو أن تتاح الفرصة للأحزاب لكي تتشكل وتكون قادرة على دخول المنافسة.. ونعتقد أن الزمن المنطقي ستة أشهر كحل وسط فإذا نستطيع أن نقول إن الزمن المتوقع لانتخابات مجلس الشعب هو في شهر شباط المقبل.. وبهذه الحزمة من القوانين والإجراءات نكون قد أنهينا مرحلة الإصلاح من الناحية التشريعية والانتخابية وننتقل بعدها للتطبيق وعندها يكون هناك كلام آخر.

وردا على سؤال حول ما إذا كان مرسوم تجنيس الأخوة الأكراد جاء نتيجة القلق من احتمال تحريك هذا العامل في الأزمة قال الرئيس الأسد.. الحقيقة أن أول مرة طرح هذا الموضوع كان في شهر آب عام 2002 عندما قمت بزيارة الحسكة والتقيت بالفعاليات في المحافظة ومنها الأخوة الأكراد وتحدثوا في هذا الموضوع وكان جوابي في تلك الزيارة أن هذا الموضوع حق وحالة إنسانية يجب أن نتعامل معها وسنبدأ بحل الموضوع.

وأضاف الرئيس الأسد.. بدأنا مباشرة باتخاذ الإجراءات ودراسة الاحتمالات وكانت هناك عدة سيناريوهات أي ما الشكل القانوني والدستوري لإصدار مثل هذا القرار… وسرنا في ذلك وطبعا لم تكن الحركة سريعة ولكن كدنا ننتهي في بداية عام 2004 إلى أن بدأت الأحداث في الحسكة والقامشلي تحديدا في شهر آذار عام 2004 حيث حاولت بعض القوى أو الشخصيات أو الجهات أن تستغل موضوع منح الجنسية لمكاسب سياسية ستؤدي بالنتيجة لتنافر بين الأكراد والعرب.. وعندها توقفنا وأجلنا الموضوع وبدأنا عملية حوار مع القوى المختلفة ولاحظنا بأن هناك محاولة مستمرة لاستغلال هذا الموضوع.

سورية من دون أي مكون من مكوناتها لا يمكن أن تكون سورية التي نعرفها ولا يمكن أن تكون مستقرة

وأضاف الرئيس الأسد: الحقيقة أنه عندما قررنا إصدار هذا المرسوم في بداية الأحداث كان جاهزا لذلك صدر بسرعة أي أن الدراسات كانت منتهية والقرارات جاهزة على الورق ولم يكن باقيا سوى توقيع المرسوم ونحن كمبدأ لا يمكن أن نفكر بهذه الطريقة لأن هذا فيه أولا اتهام للأكراد بأنهم غير وطنيين وإذا كنا نفكر بهذه الطريقة فهذا يعني أن التعامل بين الدولة والشعب هو بطريقة الرشوة وهذا خطر.. لا يوجد دولة تحترم شعبها وتحوله إلى مرتزقة.. وهذا الكلام مرفوض والشعب السوري هو شعب عريق وحضاري والإخوة الأكراد هم جزء أساسي من النسيج العربي السوري.. كما قلت منذ سنوات سورية من دون أي مكون من مكوناتها لا يمكن أن تكون سورية التي نعرفها ولا يمكن أن تكون مستقرة إن لم يشعر كل مواطن بأنه أساس وليس ضيفا وليس طائرا مهاجرا لا يمكن أن يكون وطنيا وهذا شيء محسوم لنا في سورية.. والقضية كانت تقنية والبعض حاول تحويلها إلى قضية سياسية .. ولو عدنا إلى تاريخنا فكما كافحنا الفرنسي وغيره من المستعمرين كان للأكراد ايضا عدد من القيادات التي واجهت الفرنسي أي من قيادات الثورة وليس مجرد ثوار عدا التاريخ السابق والتاريخ اللاحق واليوم.. وبالتالي هذا التشكيك نعتبره مرفوضا ونعتبر الحالة الوطنية العامة بالنسبة للأكراد والعرب وغيرهم هي بديهية.
وجوابا على سؤال حول ما يقوله البعض إن القوانين والمراسيم التي صدرت في الآونة الأخيرة ليست إلا حبرا على ورق.. قال الرئيس الأسد: الحقيقة لا نستطيع أن نعمم أن نفترض أن كل المراسيم كانت إنجازا أو أن كل المراسيم كانت حبرا على ورق.. هناك كل الحالات ولكن إذا أردنا أن نأخذ الجانب الذي يسمى حبرا على ورق.. بغض النظر عن الكلام المغرض.. أنا أتحدث الآن عن القوانين التي فعلا لم تحقق نتائج على الأرض فعلينا أن نحلل الأسباب أولا.. القانون يرتبط بالصياغة.. بجوهر القانون.. بالصياغة اللغوية.. فأحيانا تضع كلمة مكان كلمة أخرى فيصبح القانون أضعف من خلال هذا البند.. ربما تصدر تعليمات تنفيذية لقانون جيد ولا تحقق النتائج المطلوبة.. فيتحول القانون إلى قانون ضعيف أو ربما غير مؤثر على الإطلاق.. هناك نقطة مهمة لا ينتبه إليها الناس وهي ضرورة الترابط بين القوانين.. نحن نريد أن نصل إلى نتيجة معينة.. هذه النتيجة تحتاج إلى سلسلة من القوانين وليس قانونا واحدا.. مع كل أسف نعتقد أن هذا القانون سيحقق هذه النتيجة فلا نصل إلى هذه النتيجة.. لأن هناك تتمة من القوانين التي يجب أن تساعد هذا القانون.. وأحيانا نرى هذه الحزمة ولكن نبدأ بشكل مقلوب فنبدأ بالأولوية الخامسة قبل الأولوية الأولى.. طبعا نحن نجرب ونتعثر فنحن نجرب بأنفسنا فلا يوجد لدينا خبراء.. نحاول أن نتعلم.. أعتقد أن الحل الأساسي هو في توسيع دائرة الحوار مع الشرائح المستفيدة.

وأضاف الرئيس الأسد: المسؤول الذي يصدر أو يقترح القانون أو المرسوم يجب أن يناقشه مع المستويات الأدنى في المؤسسة التي ستقوم بتطبيق القانون.. وهذا لم يكن يحصل سابقا والآن بدأنا بتطبيقه.. والدائرة الثانية هي محاورة الجهات المستفيدة أو المتضررة من هذا القانون.. فلا يمكن أن تصدر قانونا من دون أن تناقش كل الشرائح حول نتائج أو تداعيات هذا القانون.. أيضا بدأنا به.. وكلما وسعنا دائرة الحوار بالنسبة لإصدار القوانين خففنا من الأخطاء.. ولكن سنستمر بإصدار القوانين ولدينا مرونة لكي نبدل بالقانون والتعليمات التنفيذية.. فهي ليست كتبا منزلة.. والقوانين تبدل ربما في نفس اليوم ولا عيب في ذلك.

كل من تورط بجرم ضد مواطن سوري سواء كان مدنيا أم عسكريا سوف يحاسب عندما يثبت عليه ذلك بالدليل القاطع

وردا على سؤال حول محاسبة من أخطأ في المرحلة السابقة أيا كان.. قال الرئيس الأسد.. كمبدأ نعم والحقيقة إنه ربما يفهم أحيانا من سؤال أو ما يدور بين الناس بأنه لم تتم المحاسبة بل تمت محاسبة عدد من الأشخاص.. عدد محدود.. هذا العدد المحدود ارتبط بإمكانية إيجاد أدلة دامغة على تورط هؤلاء.. فبالمبدأ كل من تورط بجرم ضد مواطن سوري سواء كان عسكريا أو مدنيا فسوف يحاسب.. هذا الكلام حاسم.. كل من يثبت عليه بالدليل القاطع بأنه متورط فسوف يحاسب لن نبرئ مخطئا ولن نحاسب بريئا.. هناك لجنة قضائية مستقلة لديها كل الصلاحيات وأنا اتصلت بهذه اللجنة عدة مرات من خلال الأقنية الرسمية لكي نسأل أين وصلت التحقيقات… ربما لكي نوضح التفاصيل أكثر أن يكون هناك ظهور إعلامي للجنة تشرح المعوقات.. هل هناك بطء أو إهمال أو ضغوطات… لا يوجد لكن الأفضل أن تتحدث اللجنة بشفافية مع المواطنين لكي يعرفوا أين وصلت الأمور.. لكن أنا أستطيع أن أتحدث عن المبادئ فأنا لست من يقوم بالتحقيق بالمبادئ.. لديهم غطاء كامل.. وهناك شفافية كاملة.. وهناك مبدأ محاسبة سيطبق على الجميع ولا يموت بالتقادم.. لأن حق الدم ليس فقط حقا للعائلة وإنما هو حق للدولة.. وحتى لو تنازلت العائلة عن الدم فسيبقى الحق العام فهذا حقنا لأنه حق الانضباط العام.. فمن دون المحاسبة لا يمكن أن يكون هناك انضباط في المؤسسات.

وحول التجاوب السلبي للغرب مع موضوع الاصلاحات قال الرئيس الأسد: لو عدنا لمراحل سابقة مع الحكومات الغربية أي شيء تفعله ماذا هو الرد عادة… الرد التقليدي لا يكفي.. أيام جورج بوش وكوندوليزا رايس.. طبعاً هم يغيرون اللغة.. فبشكل بديهي يقولون لك لا يكفي لأنه بالأساس الإصلاح ليس هدفا بالنسبة لهؤلاء.. الحقيقة هم لا يريدون إصلاحا.. والبعض منهم ينزعج.. هو يريدك ألا تصلح لكي تتخلف بلدك وتبقى في مكانك لا تتطور.

الإصلاح بالنسبة لكل الدول الاستعمارية هو أن تقدم لهم كل ما يريدون وأن تتنازل لهم عن كل الحقوق وهذا شيء لن يحلموا به

وأضاف الرئيس الأسد.. الإصلاح بالنسبة لكل هذه الدول الغربية الاستعمارية ولا أقول كل الغرب.. كل الدول الاستعمارية من الدول الغربية.. هو فقط أن تقدم لهم كل ما يريدون وأن تقول لهم أنا متنازل عن كل الحقوق.. هذا هو الإصلاح بالنسبة لهم.. تنازل عن المقاومة.. تنازل عن حقوقك.. دافع عن أعدائك.. كل الأشياء البديهية التي نعرفها عن الدول الاستعمارية في الغرب.. وهذا شيء أقول بكل بساطة لن يحلموا به في هذه الظروف.. ولا في ظروف أخرى.

وحول رده على دعوة أوباما على لسان وزيرة خارجيته وبريطانيا وفرنسا وألمانيا للتنحي قال الرئيس الأسد: في عدة لقاءات مع مواطنين سوريين في الأيام القليلة الماضية سئلت السؤال بطريقة أخرى.. كانوا يسألونني لماذا لم تردوا ولم يسألوني ما الرد… عادة أحياناً تردون وأحياناً لا تردون.. فقلت نحن نرد.. نتعامل مع كل حالة بطريقتها.. وأحيانا إن كانت دول شقيقة أو صديقة نرد لكي نوضح الموقف.. وخاصة إذا علمنا بأن هذه الدول ربما أخذت موقفا لا يتناسب مع قناعاتها لأسباب دولية معينة.. أما مع الدول غير الصديقة فأحياناً نرد لكي نقول لهم بأنكم إذا كنتم ستذهبون بعيدا في سياساتكم فنحن جاهزون للذهاب أبعد.. وفي حالات أخرى نريد أن نقول لهم بأن كلامكم ليس له أي قيمة من خلال الامتناع عن الرد.. في هذه الحالة اخترنا هذه الطريقة لكي نقول لهم كلامكم ليس له قيمة.. ولكن بما أننا نتحدث الآن مع التلفزيون السوري وهو مؤسسة غالية على كل مواطن سوري وانطلاقاً من الشفافية نستطيع أن نقول لو أردنا أن نناقش هذا الكلام نقول بكل بساطة هذا الكلام لا يقال لرئيس لا يعنيه المنصب.. لا يقال لرئيس لم تأت به الولايات المتحدة ولم يأت به الغرب.. أتى به الشعب السوري.. لا يقال لشعب يرفض المندوب السامي أن يكون موجوداً أيا كان هذا المندوب السامي.. لا يقال لشعب يقف مع المقاومة كمبدأ من مبادئه وليس كمبدأ من مبادئ دولته وهذا الفرق.. الشعب هو يقف مع المقاومة يقف مع هذه المبادئ لا يتنازل عن الحقوق.. يقال لرئيس صنع في أمريكا ويقال لشعب خانع وذليل ويقبل بتلقي الأوامر من الخارج.

وأضاف الرئيس الأسد.. أما عن موضوع المصداقية فيما يقال وربما لهذا السبب لم نهتم ولم نرد فنقول.. ما المبدأ الذي اتكلوا عليه في كلامهم.. حقوق الإنسان يعني لو أردنا أن نناقش فقط هذا المبدأ المزيف الذي يستند إليه الغرب كلما أراد أن يصل لهدف في منطقتنا.. فأقول هذه الدول التي تحدثت في هذا الموضوع لو عدنا إلى تاريخها الراهن وليس الماضي لم نتحدث عن الاحتلالات والاستعمار في السابق.. اليوم من أفغانستان إلى العراق مروراً بليبيا اليوم من المسؤول عن المجازر التي تحصل.. الملايين من الشهداء والضحايا.. ملايين أخرى وربما أكثر من الملايين ربما عشرات الملايين من المعوقين والجرحى والأرامل ومن اليتامى.. فإذا أخذنا فقط هذا الجانب ونسينا وقوفهم إلى جانب إسرائيل في كل جرائمها تجاه الفلسطينيين والعرب فمن يجب أن يتنحى.. الجواب واضح.

وعن وصفه علاقة سورية مع الغرب وتحديداً الدول الكبرى قال الرئيس الأسد: نستطيع أن نصفها بأنها علاقة نزاع على السيادة هدفهم المستمر أن ينزعوا السيادة عن الدول بما فيها سورية.. المشكلة ليست فقط مع سورية.. ونحن نتمسك بسيادتنا من دون تردد وهذه العلاقة ليست الآن.. ليست خلال الأزمة.. حتى في الأوقات التي كان يعتقد الكثيرون بأنها أوقات شهر عسل كما يطلق عليها بيننا وبين الغرب لم تكن كذلك في كل مرحلة في كل مناسبة كانوا يحاولون التدخل في الشأن الداخلي بطرق لطيفة.. طرق تدريجية لكي نعتاد.. ونحن كنا بالمقابل نجعلهم يعتادون على أن سورية بلد لا تمس سيادته ولا يمس قراره المستقل فأنا فقط أردت أن أوضح أن هذه العلاقة مستمرة ليس فيها شيء جديد خلال الأزمة سوى المظهر.. يضعون لك الأفخاخ بلغة التهديد أو يضعونها بلغة جميلة.. هذا هو الفرق.

أي عمل ضد سورية ستكون تداعياته أكبر بكثير مما يمكن أن يحتملوه

وحول موضوع الضغوط الغربية على سورية والتدخل بشؤونها الداخلية مع الحديث عن استصدار قرار إدانة من مجلس الأمن واحتمال ضرب سورية عسكرياً من حلف الناتو.. قال الرئيس الأسد: بالنسبة للموضوع العسكري أولا أذكر في عام 2003 بعد سقوط بغداد بأسابيع قليلة ولم يكن هناك مقاومة ولا ورطة أمريكية ولم يكن الفشل في أفغانستان قد ظهر.. كان هناك خضوع دولي مخيف للولايات المتحدة وأتى أحد المسؤولين الأمريكيين والتقيت به وتحدث بنفس المنطق العسكري بشكل مباشر أكثر لأن الخطة كانت بعد العراق أن يأتوا إلى سورية ويقولون المطلوب منكم واحد اثنان ثلاثة أربعة.. فكان الجواب هو رفض كل هذه البنود.. بعدها بدأت تأتينا التهديدات بشكل مستمر لدرجة أن هناك خرائط عسكرية أرسلت لنا تحدد الأهداف التي ستقصف في سورية.. هذا الشيء يتكرر من وقت لآخر.. طبعا هذه المعلومات أتحدث بها للمرة الأولى.. ونفس الشيء بالنسبة للتهديد بالعمل العسكري وللتهديد بمجلس الأمن.. أي عمل ضد سورية ستكون تداعياته أكبر بكثير مما يمكن أن يحتملوه لعدة أسباب.. السبب الأول هو الموقع الجغرافي السياسي لسورية.. والسبب الثاني هو الإمكانيات السورية التي يعرفون جزءا منها ولا يعرفون الأجزاء الأخرى التي لن يكون بمقدورهم تحمل نتائجها.. ولذلك نحن علينا أن نفرق بين التهويل والحقائق أي بين الحرب النفسية والحقائق دون أن نهمل هذا التهويل بمعنى لا نلغي أي احتمال ولكن لا يدفعنا للخوف أو القلق.. فإذا تعاملنا بهذه الطريقة مع التهديد العسكري.. مجلس الأمن نتعامل معه بطريقة أسهل.

وأضاف الرئيس الأسد.. في عام 2005 عندما حاولوا القيام بنفس الشيء بعد اغتيال الحريري وجعلوا مجلس الأمن الأداة التي ستسحب السيادة من سورية تحت عنوان التحقيقات كنا واضحين وقلت في خطابي في الجامعة إن السيادة الوطنية أو القرار الوطني أهم بكثير من أي قرار دولي هذا موضوع مبدئي.. الموضوع منته.. بمجلس الأمن أو بغير مجلس أمن لا يعنينا الموضوع.. لكن بالنسبة لكلمة ..أن نخشى .. هذا الموضوع يتكرر الآن ايضا بين الناس أقول يجب أن يكون الموضوع مبدئيا.. إذا كنا نخاف من مجلس الأمن ومن حرب ومن غيرها فعلينا ألا نواجه بالأساس وألا نتمسك بالحقوق ولكن إذا قررنا أن نتمسك بالحقوق والثوابت فعلينا أن نضع الخوف جانبا.. إذا قررنا أن نخاف فليؤخذ قرار وطني من قبل الشعب ولا اعتقد بأن الشعب سيذهب بهذا الاتجاه وهو لم يفعلها سابقا في ظروف صعبة أخرى فموضوع الحقوق والمبادئ سيبقى ثابتا وبالتالي علينا أن نضع الخوف جانبا ونستمر بالتحرك إلى الأمام ولا ننسى أن هذه الدول التي تهدد هي نفسها في ورطات.. ورطات عسكرية واقتصادية وسياسية وحتى اجتماعية أي ان وضعها ضعيف وهي أضعف بكثير منذ ست سنوات فإن لم نكن قد خضعنا لها قبل ست سنوات عندما كانت في ذروة القوة ..نخضع اليوم .. لن نخضع .

وحول وضع سورية الاقتصادي الآن وفي المستقبل القريب في ظل الضغوط الاقتصادية التي تمارسها الدول الغريبة على سورية والخوف من تاثيرها على لقمة عيش المواطن السوري قال الرئيس الأسد: لا شك أن الأزمة أثرت اقتصاديا ولكنها أثرت لأسباب معنوية ..الوضع الاقتصادي بدأ خلال الشهرين الأخيرين يستعيد عافيته من خلال تحرك دورة الاقتصاد داخليا وهذا شيء إيجابي.. بما فيه السياحة طبعا والتي لها تأثير مهم على الاقتصاد في سورية ولكن عندما نتحدث عن حصارات.. أولا الحصار موجود لم يتغير ومازالوا ينتقلون من خطوة إلى أخرى في ظروف مختلفة حتى في ظروف العلاقة الجيدة ظاهريا بيننا وبينهم ..لكن بكل الأحوال بالرغم من العلاقات القوية اقتصاديا واعتمادنا بشكل كبير على العلاقة مع أوروبا تحديدا وليس مع الولايات المتحدة.. لكن في العالم الذي نعيش فيه اليوم البدائل موجودة ونحن في العام 2005 عندما بدؤوا بعملية الحصار أخذنا قرارا في مؤتمر حزب البعث بالتوجه شرقا وبدأنا بخطوات عملية في هذا الاتجاه.. كان يمكن أن تكون خطواتنا أسرع ولكننا الآن مستمرون بالتوجه شرقا.. فإذا كانت الساحة الدولية هي السؤال فالساحة الدولية لم تعد مغلقة.. ومعظم البدائل موجودة من أعلى التقنيات إلى أبسط المواد التي نحتاجها هذا من جانب.

سورية لا يمكن أن تجوع و ذلك مستحيل فلديها اكتفاء ذاتي وموقعها الجغرافي أساسي لاقتصاد المنطقة

وأضاف الرئيس الأسد: من جانب آخر إن سورية لا يمكن أن تجوع فنحن لدينا اكتفاء ذاتي فأن تجوع سورية هذا كلام مستحيل.. النقطة الثالثة الموقع الجغرافي لسورية أساسي في اقتصاد المنطقة فأي حصار على سورية سيضر عددا كبيرا من الدول وسينعكس على دول أخرى لذلك علينا ألا نخشى من هذا الموضوع والمهم أن تكون معنوياتنا عالية في الموضوع الاقتصادي وألا تهزنا الأزمة وأن نحاول قدر المستطاع أن نعيش الحياة الطبيعية من بيع وشراء وتبادل تجاري في الداخل ومع دول الجوار ومع الدول الصديقة.

وحول العلاقة السورية التركية والموقف التركي المتذبذب كثيرا وإن كان يميل إلى اللهجة التصعيدية فيما يتعلق بعلاقتها مع سورية والذي دفع البعض للقول إن تركيا أصبحت أداة أو لعبة بيد واشنطن تحركها كيف تشاء في الشرق الأوسط وفي أي ساعة تشاء قال الرئيس الأسد: لو بدأنا بالإطار العام فنحن دائما نلتقي مع مسؤولين من دول مختلفة ولا نشعر بالحرج من أن نتحدث معهم في الشؤون الداخلية.. نأخذ نصائح وأحيانا نتقبل بعض الدروس.. يعني نجامل.. ولكن إذا كانت هناك خبرة نحاورهم في خبراتهم وخاصة الدول التي تشبهنا من حيث المجتمع وبشكل أخص الدول الأقرب.. هذا شيء طبيعي ولكن عندما يصل الموضوع إلى القرار فنحن لا نسمح لأي دولة في العالم لا قريبة ولا بعيدة بأن تتدخل في القرار السوري هذا بشكل عام.. بالنسبة لتركيا يجب أن ننظر من عدة زوايا.. ما فعلناه مع تركيا ثنائي الجانب خلال العقد الماضي.. هو أننا أردنا أن نلغي من ذاكرة الشعبين الجوانب السلبية التي سادت لقرن من الزمن في القرن العشرين بشكل أساسي ونجحنا في هذا الشيء ولا بد من فصل هذه العلاقة عن علاقة الدولة.

وتابع الرئيس الأسد.. بالنسبة لتصريحات المسؤولين.. بما أننا لا نعلم النوايا الحقيقية لأن الله أعلم بنوايا الإنسان نستطيع أن نضع هذه التصريحات في عدة احتمالات.. ربما تكون نوعا من الحرص كما نسمع من وقت لآخر وإذا كانت نوعا من الحرص فنحن نقدر ونشكر حرص الآخرين على سورية.. وربما تكون قلقا من أي خلل يحصل في سورية يؤثر على تركيا وهذا قلق طبيعي.. والاحتمال الثالث هو أن يكون محاولة أخذ دور المرشد أو المعلم أو لاعب الدور على حساب القضية السورية وهذا الموضوع مرفوض رفضا باتا من أي مسؤول في أي مكان في العالم بما فيها تركيا.. لكن بما أننا لا نعرف ما هي النوايا لا نستطيع أن نحدد ما هي خلفية هذه اللهجة.. ولكن بما أننا قسمناها فهم يعرفون بأن في كل نية من النوايا لدينا أسلوب تعامل معين.

وبالنسبة للإعلام الوطني خاصة بعد قانون الإعلام الجديد وعن رفع السقف فيما يتعلق بطرح القضايا الشائكة وممارسته دور الرقيب قال الرئيس الأسد .. أنا لا أعتقد بأنه يجب ان نضع سقفا فالسقف هو القانون الذي يحكم أي مؤسسة .. السقف هو أن يكون الإعلام موضوعيا .. وألا تكون لدينا صحافة صفراء تعتمد على الفضائح والابتزاز هذا هو السقف وإن لم نكن نريد للإعلام أن يساهم بشكل جدي في المرحلة المقبلة فلا داعي لإصدار قانون جديد فإذاً الإعلام يجب أن يكون له دور أساسي ومحوري في العملية المقبلة.. نحن نتحدث عن وجود أقنية مابين الدولة والمواطنين ولابد من توسيع هذه الأقنية لكن من الناحية العملية لا يمكن أن تكون هناك أقنية مفتوحة بين الدولة وكل المواطنين.. عشرات الملايين من المواطنين وهنا يأتي دور الإعلام.

وأضاف الرئيس الأسد في موضوع مكافحة الفساد هناك عدة جوانب.. هناك دور المؤسسة ووعي المواطن ومشاركته ولكن هناك دور الإعلام وهناك أحزاب وهناك دولة وحراك خارجي.. وبالنسبة للموقف السياسي هناك إعلام يكون الرأي العام فنلاحظ بأن الإعلام هو العقدة الموجودة بين مختلف مكونات المجتمع فوجود هذه العقدة السليمة والصحية يساهم بشكل كبير خاصة في المرحلة الانتقالية.. المرحلة الانتقالية.. سيكون فيها الكثير من العثرات والاستغلال فهنا يكون دور الإعلام مهما جداً ولكن بعد تجاوز هذه المرحلة أعتقد بأن الإعلام سيكون قناة لأي مواطن وسيكون قناة لأي مسؤول لكي يتحاور بشفافية مع المواطن وهذا يعني أن الاعلام في كل مكان في المجتمع.

وجوابا على سؤال حول نظرته إلى الإعلام في المرحلة الحالية وفيما اذا واكب الاعلام الفكر الإصلاحي قال الرئيس الأسد.. لكي نكون موضوعيين وأنتم تسمعون كما أسمع أنا من انتقادات للإعلام الرسمي فعلينا أن نقول.. هل أعطينا المعلومات للإعلام الرسمي لكي ينطلق هذا أولا.. وهل أعطيناه الهامش أيضا لكي ينطلق… فعندما نعطي الإعلام الرسمي الهامش والمعلومات يحق لنا أن نقيمه سلباً أو إيجاباً عدا ذلك فمؤسسات الدولة الأخرى تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في نقاط الضعف الموجودة في الإعلام ومع ذلك أستطيع أن أقول والكثيرون حتى من ينتقد الإعلام الرسمي يقول إن الإعلام في الشهرين الأخيرين قد حقق نقلة مهمة للأمام مع التوضيح بنفس الوقت بأن الإعلام الرسمي لا يمكن أن يكون إعلاماً خاصاً في كل العالم ولا يجوز أن نبالغ في توقعاتنا من الإعلام الرسمي لأن الإعلام الرسمي إعلام رصين وله أهداف واضحة.. هو اعلام موجه ولا يتحدث عن أي شيء فقط من أجل أن يحقق أكبر عدد من المشاهدين فعندما نفهم كل هذه الأمور يصبح التقييم موضوعيا وأعتقد بأن ما قمتم به في الأشهر الأخيرة بهذه الظروف الصعبة شيء مهم جداً.. والمهم مع الانفتاح الذي نقوم به وإعطاء المعلومات والمزيد من الشفافية وقانون الإعلام الجديد هو أن يكون لديكم المزيد من التسارع في عملية التطوير في الإعلام السوري.

إنني مطمئن لأن الشعب السوري كان دائما يخرج أقوى.. و بشكل طبيعي هذه الأزمة كأي أزمة سوف تعطيه المزيد من القوة

ورداً على سؤال حول ماذا تقولون للشعب السوري وخاصة أن سورية مرت قبلاً بأكثر من أزمة وخرجت منها أقوى قال الرئيس الأسد: عندما نقول سورية خرجت من الأزمة اقوى فمن خرج هو الشعب السوري نفسه .. فلست بصدد أن أقول للشعب السوري عليك أن تطمئن وعليك ألا تخاف لأنك أقوى ولأنك ستخرج أقوى.. فهو يعرف ذلك.. نحن نتحدث عن حضارة عمرها خمسة آلاف عام على الأقل ربما منذ كتب التاريخ وقبل ذلك.. لا نعرف.. ولكن بكل تأكيد كنا موجودين قبل ذلك بكثير فهذا الشعب موجود وفي كل مرحلة من المراحل كان يصبح أقوى ومن هنا أتت الحضارة السورية بشكلها الراهن ولا يمكن أن نسقط إلا إذا أتت أزمة وأنهت سورية بشكل كامل.. ولا أعتقد أننا في مواجهة أزمة ستنهي سورية.. فالخيار الطبيعي الذي استطيع أن أتحدث عنه لنفسي أن أقول بأنني مطمئن لأن الشعب السوري كان دائما يخرج أقوى وبشكل طبيعي هذه كأي أزمة سوف تعطيه المزيد من القوة.. ولذلك أنا لا أشعر بالقلق ولا أدعو أحداً للقلق وأطمئن القلقين.
=================
الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: سورية تتعرض لمؤامرة كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة وقريبة ولها بعض الخيوط بالداخل..الحالة الوطنية الحامي الأساسي لسورية..البوصلة في كل شيء نقوم به هي المواطن
01 نيسان , 2011
دمشق-سانا
ألقى السيد الرئيس بشار الأسد أمس الأول كلمة أمام مجلس الشعب تحدث فيها عن القضايا الداخلية والظروف التي تمر بها المنطقة وسورية.
وقال الرئيس الأسد في مستهل كلمته.. يسعدني أن التقي بكم مرة أخرى تحت قبة مجلسكم وأن أتحدث إليكم اليوم وأن أخاطب عبركم أبناء سورية الأعزاء.. سورية التي تنبض في قلب كل واحد فينا حبا وكرامة.. سورية القلعة الحصينة بتلاحمها.. العظيمة بأمجادها.. الشامخة بشعبها في كل محافظة ومدينة وبلدة وقرية.

نحن في لحظة استثنائية تبدو الأحداث والتطورات فيها كامتحان لوحدتنا وهو امتحان تشاء الظروف أن يتكرر كل حين

وأضاف الرئيس الأسد.. أتحدث إليكم في لحظة استثنائية تبدو الأحداث والتطورات فيها كامتحان لوحدتنا ولغيريتنا.. وهو امتحان تشاء الظروف أن يتكرر كل حين بفعل المؤامرات المتصلة على هذا الوطن.. وتشاء إرادتنا وتكاتفنا وإرادة الله أن ننجح في مواجهته في كل مرة نجاحا باهرا يزيدنا قوة ومنعة.

وقال الرئيس الأسد.. من ينتمي للشعب السوري دائما رأسه مرفوع إن شاء الله.. أتحدث إليكم بحديث من القلب تختلط فيه مشاعر الفخر بالانتماء إلى هذا الشعب.. بمشاعر العرفان والتقدير لما أحاطني به من حب وتكريم وبمشاعر الحزن والأسف على الأحداث التي مرت وضحاياها من اخوتنا وأبنائنا.. وتبقى مسؤوليتي عن السهر على أمن هذا الوطن وضمان استقراره الشعور الملح الحاضر في نفسي في هذه اللحظة.

نقول للأعداء لا يوجد خيار أمامكم إلا أن تستمروا في التعلم من فشلكم.. أما الشعب السوري فلا خيار أمامه إلا أن يستمر بالتعلم من نجاحاته

وأضاف الرئيس الأسد.. أنا أعرف أن هذه الكلمة ينتظرها الشعب السوري منذ الأسبوع الماضي.. وأنا تأخرت بإلقائها بشكل مقصود ريثما تكتمل الصورة في ذهني أو على الأقل بعض العناوين الأساسية والرئيسية من هذه الصورة ولكي يكون هذا الحديث اليوم بعيدا عن الإنشاء العاطفي الذي يريح الناس ولكنه لا يبدل ولا يؤثر في الوقت الذي يعمل فيه أعداؤنا كل يوم بشكل منظم وعلمي من أجل ضرب استقرار سورية.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن نقر لهم بذكائهم في اختيار الأساليب المتطورة جدا فيما فعلوه ولكننا نقر لهم بغبائهم في الاختيار الخاطئ للوطن والشعب حيث لا ينجح هذا النوع من المؤامرات ونقول لهم لا يوجد خيار أمامكم إلا أن تستمروا في التعلم من فشلكم أما الشعب السوري فلا خيار أمامه إلا أن يستمر بالتعلم من نجاحاته.

وأضاف الرئيس الأسد.. لا يخفى عليكم أيها الأخوة التحولات الكبرى التي تحصل في منطقتنا منذ أشهر وهي تحولات كبرى وهامة وستترك تداعياتها على كل المنطقة من دون استثناء ربما الدول العربية وربما أبعد من ذلك وهذا الشيء يعني سورية من ضمن هذه الدول.

وقال الرئيس الأسد.. إذا أردنا أن ننظر إلى ما يعنينا نحن كسورية في ما حصل حتى الآن في هذه الساحة العربية الكبيرة نقول.. إن ما حصل يعزز وجهة النظر السورية من زاوية هامة جدا ويعبر عن إجماع شعبي وعندما يكون هناك إجماع شعبي يجب أن نكون مرتاحين سواء كنا نوافق أو لا نوافق على كثير من النقاط ويعني هذا الكلام أن الحالة الشعبية العربية التي كانت مهمشة لعقود على الأقل ثلاثة أو أربعة وربما أكثر بقليل عادت الآن إلى قلب الأحداث في منطقتنا وهذه الحالة العربية لم تتبدل حاولوا تدجينها ولكنها لم تدجن وسيكون لهذا الموضوع عدة تأثيرات.

نتمنى أن تؤدي التحولات العربية إلى تغيير مسار القضية الفلسطينية من مسار التنازلات إلى مسار التمسك بالحقوق

وأضاف الرئيس الأسد.. أولا بالنسبة لنا تذكرون في كثير من خطاباتي وكلماتي السابقة كنت دائما أتحدث عن الشارع العربي وعن بوصلة الشارع وعن رأي المواطن وكان الكثيرون في الصحافة أحيانا يسخرون.. السياسيون الأجانب يرفضون.. يبتسمون وخاصة في اللقاءات.. وعندما اشتدت الضغوط على سورية وكانوا يطرحون علينا طروحات معاكسة ومناقضة لمصالحنا وفيها تآمر على المقاومة وعلى غيرنا من العرب وعندما كان يشتد الضغط كنت أقول لهم.. حتى ولو قبلت بهذا الطرح فالشعب لن يقبل به وإذا لم يقبل به الشعب فسوف ينبذني وإذا نبذني فهذا يعني انتحارا سياسيا.. فكانوا يبتسمون ابتسامات وكلام غير مصدق.. واليوم وبعد هذه التحركات حصلت عدة لقاءات وكررت نفس الكلام فكانوا يوافقونني على ذلك.

وتابع الرئيس الأسد.. هذا جانب مهم جدا حتى الآن والجانب الآخر.. بما أن الشعوب العربية لم تدجن ولم تتبدل في مضمونها فالأعمال لرأب الصدع العربي تصبح أكبر بالنسبة لنا في التحولات الجديدة إن استمرت هذه التحولات بالخط الذي رسم على المستوى الشعبي كي تحقق أهدافا معينة فيه.

وقال الرئيس الأسد.. الجانب الآخر هو توجهات الشعوب العربية أيضا تجاه القضايا المركزية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. ونعتقد ونتمنى أن يكون اعتقادنا صحيحا بأن هذه التحولات ستؤدي إلى تغيير مسار القضية الفلسطينية الذي سارت عليه خلال أكثر من ثلاثة عقود تقريبا من مسار التنازلات إلى مسار التمسك بالحقوق وبكل الاتجاهات نعتقد أن ما يحصل إيجابي في مقدماته.

في الوضع الداخلي بنيت سياستنا على التطوير والانفتاح وعلى التواصل المباشر مع المواطنين

وأضاف الرئيس الأسد.. إن سورية ليست بلدا منعزلا عما يحصل في العالم العربي ونحن بلد جزء من هذه المنطقة نتفاعل نؤثر ونتأثر ولكن بنفس الوقت نحن لسنا نسخة عن الدول الأخرى ولا توجد دولة تشبه الأخرى لكن نحن في سورية لدينا خصائص ربما تكون مختلفة أكثر في الوضع الداخلي وفي الوضع الخارجي.

وقال الرئيس الأسد.. في الوضع الداخلي بنيت سياستنا على التطوير وعلى الانفتاح.. وعلى التواصل المباشر بيني وبين الشعب والمواطنين وبغض النظر عما إذا كان هناك من سلبيات وإيجابيات أنا أتحدث عن المبادئ العامة.. وبغض النظر عما تم إنجازه وعما لم ينجز لكن كمبادئ عامة هذه مبادئ السياسة الداخلية.

السياسة الخارجية بنيت على أساس التمسك بالحقوق الوطنية والتمسك بالحقوق القومية الاستقلالية ودعم المقاومات العربية

وأضاف الرئيس الأسد.. إن السياسة الخارجية بنيت على أساس التمسك بالحقوق الوطنية والتمسك بالحقوق القومية الاستقلالية ودعم المقاومات العربية عندما يكون هناك احتلال.. والرابط بين السياستين الداخلية والخارجية كان دائما نفس الكلمة التي بدأت بها بأن البوصلة بالنسبة لنا في أي شيء نقوم به هو المواطن وبالتالي عندما نبتعد عن البوصلة فهذا هو انحراف بشكل طبيعي وهذا هو دور المؤسسات أن تعدل هذا الانحراف.

وتابع الرئيس الأسد.. هاتان السياستان أو محصلتهما كونت حالة من الوحدة الوطنية في سورية غير مسبوقة وهذه الحالة الوطنية التي تكونت كانت السبب أو الطاقة أو الحامي الحقيقي لسورية في المراحل الماضية وخاصة في السنوات القليلة الماضية عندما بدأت الضغوط على سورية وتمكنا من خلالها من القيام بتفكيك ألغام كبيرة جدا كانت موضوعة في وجه السياسة السورية وأن نحافظ على موقع سورية المحوري.. وهذا لم يدفع الأعداء للاطمئنان.

وقال الرئيس الأسد.. أبدأ الآن بالمؤامرة وعندها ننتقل إلى وضعنا الداخلي لكي لا يقولوا في الفضائيات إن الرئيس السوري اعتبر كل ما يحصل هو مؤامرة من الخارج لكن نحن علينا أن نبدأ بالمحاور واحدا بعد الآخر ثم نقوم بعملية ربط.

سورية تتعرض لمؤامرة كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة ودول قريبة ولها بعض الخيوط داخل الوطن

وأضاف الرئيس الأسد.. تزايد هذا الدور أو الحفاظ على هذا الدور بمبادئه المرفوضة للآخرين سيدفع الأعداء للتحضير من أجل إضعافه بطريقة أخرى.. وكنت دائما أحذر من النجاحات لأن النجاحات تدفع للاطمئنان والشعور بالأمان.. وفي المعركة تعرف عدوك تعرف الخطة لكن بعد المعركة لا تعرف ماذا يحضر لك.. فإذا دائما بعد كل نجاح علينا أن نعمل أكثر لكي نحافظ على النجاح ونحمي أنفسنا من أي مؤامرة قد تأتي من الخارج ولا يخفى أن سورية اليوم تتعرض لمؤامرة كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة ودول قريبة ولها بعض الخيوط داخل الوطن وتعتمد هذه المؤامرة في توقيتها لا في شكلها على ما يحصل في الدول العربية.

المؤامرة اعتمدت الخلط بين الفتنة والاصلاح والحاجات اليومية

وقال الرئيس الأسد.. اليوم هناك صرعة جديدة هي ثورات بالنسبة لهم ونحن لا نسميها كذلك فهي ليست كذلك هي حالة شعبية بمعظمها.. ولكن بالنسبة لهم إذا كان هناك شيء يحصل فيكون الغطاء موجودا.. في سورية.. ثورة هناك وثورة هنا.. إصلاح هناك وإصلاح هنا.. الحرية.. الشعارات.. الوسائل كلها نفسها وبالتالي إذا كان هناك فعلا دعاة للإصلاح وكلنا أعتقد دعاة للإصلاح فسنسير معهم من دون أن نعرف ما الذي يجري حقيقة لذلك قاموا بالخلط بشكل ذكي جدا بين ثلاثة عناصر.. وأنا أعرف أن معظم الشعب الذي يسمعنا بشكل مباشر الآن وأنتم تمثلونه يعرف كثيرا من هذه التفاصيل.. ولكن أريد أن أدخل بها مرة أخرى لكي نوحد المفاهيم بالمعلومات الموجودة حتى الآن.. ربما هناك أشياء قد تظهر لاحقا.. فقاموا بالخلط بين ثلاثة عناصر.. الفتنة والإصلاح والحاجات اليومية.. هناك معظم الشعب السوري يدعو إلى الإصلاح وكلكم إصلاحيون.. معظم الشعب السوري لديه حاجات لم تلب وكنا نختلف ونتناقش وننتقد لأننا لم نلب حاجات الكثير من المواطنين ولكن الفتنة دخلت على الموضوع وبدأت تقود العاملين الآخرين وتتغطى بهما ولذلك كان من السهل التغرير بالكثير من الأشخاص الذين خرجوا في البداية عن حسن نية.. لا نستطيع أن نقول.. كل من خرج متآمر.. هذا الكلام غير صحيح.. نريد أن نكون واقعيين وواضحين.

وقال الرئيس الأسد.. دائما المتآمرون هم قلة.. وهذا شيء بديهي وحتى نحن في الدولة لم نكن نعرف الحقيقة مثل كل الناس.. لم نفهم ما الذي حصل.. حتى بدأت عمليات التخريب بالمنشآت ظهرت الأمور.. ما العلاقة بين الإصلاح والتخريب.. ما العلاقة بين الإصلاح والقتل حتى لدرجة أن بعض الفضائيات يقولون دائما يفكرون بالمؤامرة.. لا يوجد نظرية مؤامرة.. يوجد مؤامرة في العالم.. والمؤامرة جزء من الطبيعة الإنسانية.. في بعض الفضائيات أعلنوا عن تخريب أماكن محددة عامة قبل تخريبها بساعة كاملة.. كيف عرفوا.. هل هي قراءة للمستقبل وحصلت أكثر من مرة.. فعندها بدأت الأمور تظهر.. كان من الصعب علينا في البداية مكافحة هذا الموضوع لأن الناس ستخلط بين مكافحتنا للفتنة ومكافحتنا للإصلاح نحن مع الإصلاح ونحن مع الحاجات هذا واجب الدولة ولكن نحن لا يمكن أن نكون مع الفتنة وعندما كشف الشعب السوري بوعيه الشعبي ووعيه الوطني ما الذي يحصل أصبحت الأمور سهلة وكان الرد لاحقا.. أتى من قبل المواطنين أكثر منه ما أتى من قبل الدولة وكما لاحظتم الدولة انكفأت وتركت الجواب للمواطنين وهذا ما حقق المعالجة السليمة والسالمة والأمينة والوطنية وأعاد الوحدة الوطنية بشكل سريع إلى سورية.

وقال الرئيس الأسد.. إن ما نراه الآن هو مرحلة من مراحل لا نعرفها هل هي مرحلة أولى.. هل هي مراحل متقدمة.. ولكن نحن يهمنا شيء وحيد المرحلة الأخيرة هي أن تضعف سورية وتتفتت.. هي أن تسقط وتزال آخر عقبة من وجه المخطط الإسرائيلي.. هذا ما يهمنا كيف تسير المخططات لا يهمنا ونحن نتحدث بهذه التفاصيل لأنهم سيتابعون وسيعيدون الكرة بشكل آخر وكل تجربة تبنى على ما سبقها.. وإذا فشلوا فسوف يطورون من هذه التجربة وإذا نجحنا فعلينا أن ننطلق من هذه التجربة.. فإذا الحديث بالتفاصيل بالرغم من أنني نصحت من أكثر من شخص ألا أتحدث بالتفاصيل وأن يكون كلاما عاما بل يجب أن أدخل بالتفاصيل كما هي العادة لنكون نتحدث بشفافية.

وأضاف الرئيس الأسد.. بدؤوا أولا بالتحريض .. بدأ التحريض قبل أسابيع طويلة من الاضطرابات في سورية.. بدؤوا التحريض بالفضائيات وبالانترنت ولم يحققوا شيئا وانتقلوا بعدها خلال الفتنة إلى موضوع التزوير.. زوروا المعلومات زوروا الصوت و الصورة زوروا كل شيء.. أخذوا المحور الآخر وهو المحور الطائفي.. اعتمد على التحريض وعلى رسائل ترسل بالهواتف المحمولة رسائل قصيرة تقول لطائفة انتبهوا الطائفة الأخرى ستهجم ويقولون للطائفة الثانية إن الطائفة الأولى ستهجم ولكي يعززوا مصداقية هذا الشيء أرسلوا أشخاصا ملثمين يدقون الأبواب على حارتين متجاورتين من طائفتين لا أقول مختلفتين بل شقيقتين ليقولوا للأولى الطائفة الثانية أصبحت بالشارع انتبهوا انزلوا إلى الشارع.. وتمكنوا من إنزال الناس إلى الشارع وقاموا بهذا العمل ولكن تمكنا من خلال لقاء الفعاليات من درء الفتنة.. فتدخلوا بالسلاح وبدؤوا بقتل الأشخاص عشوائيا لكي يكون هناك دم وتصعب المعادلة هذه الوسائل.

وقال الرئيس الأسد.. البنية لم نكتشفها كلها.. ظهر جزء من البنية ولكنها بنية منظمة.. هناك مجموعات دعم لها أشخاص في أكثر من محافظة وفي الخارج.. وهناك مجموعات إعلام.. ومجموعات تزوير.. و مجموعات شهود العيان.. وهي مجموعات منظمة مسبقا وأنا أعطي العناوين فقط وما يهمنا هو إذا امتلكوا هيكلية.

أهل درعا لا يحملون أي مسؤولية فيما حصل ولكنهم يحملون معنا المسؤولية في وأد الفتنة

وتابع الرئيس الأسد.. ابتدؤوا بمحافظة درعا00 البعض يقول إن درعا هي محافظة حدودية وأنا أقول لهم إذا كانت درعا هي محافظة حدودية فهي في قلب كل سوري أما إذا لم تكن محافظة درعا في وسط سورية فهي في قلب الوفاء لسورية ولكل السوريين وهذا هو تعريفها وهذا هو حاضرها.. فدرعا محافظة نسق أول مع العدو الإسرائيلي..والنسق الأول يدافع عن الأنساق الخلفية.. النسق الأول مع محافظة القنيطرة وجزء من ريف دمشق هم يدافعون عن الأنساق الأخرى في الخلف.. ولا يمكن لشخص أن يكون من موقعه يدافع عن الوطن وبنفس الوقت يتآمر على الوطن أو يضر به فهذا الكلام مستحيل وغير مقبول وبالتالي أهل درعا لا يحملون أي مسؤولية فيما حصل.. ولكنهم يحملون معنا المسؤولية في وأد الفتنة.. ونحن مع درعا وكل المواطنين السوريين معها.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن أهل درعا هم أهل الوطنية الصادقة والعروبة الأصيلة.. وهم أهل النخوة والشهامة والكرامة وهم من سيقومون بتطويق القلة القليلة التي أرادت إثارة الفوضى وتخريب اللحمة الوطنية.

وقال الرئيس الأسد.. قاموا بنقل المخطط إلى مدن أخرى وكما تعرفون انتقلوا إلى مدينة اللاذقية ومدن أخرى وبنفس الآليات.. قتل وتخويف وتحريض إلى آخره.. وكانت هناك تعليمات واضحة لمنع جرح أي مواطن سوري.. مع كل أسف عندما تنزل الأمور إلى الشارع ويصبح الحوار في الشارع خارج المؤسسات تصبح الأمور بشكل طبيعي فوضى ويصبح رد الفعل هو السائد وما نسميها أخطاء اللحظة تصبح هي السائدة وتسيل الدماء وهذا ما حصل وكلكم تعرفون هذا الشيء.. سقطت ضحايا.

الدماء التي نزفت هي دماء سورية وكلنا معنيون بها لأنها دماؤنا.. فالضحايا هم إخوتنا وأهلهم هم أهلنا

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الدماء التي نزفت هي دماء سورية وكلنا معنيون بها لأنها دماؤنا.. فالضحايا هم أخوتنا وأهلهم هم أهلنا.. ومن الضروري أن نبحث عن الأسباب والمسببين ونحقق ونحاسب وإذا كان الجرح قد نزف فليكن ذلك من أجل وحدة أبناء الوطن وليس من أجل تفريقهم.. ومن أجل قوة الوطن وليس من أجل ضعفه.. ومن أجل ضرب الفتنة وليس من أجل تأجيجها.. ولنعمل بأقصى سرعة على رأب الجرح لنعيد الوئام لعائلتنا الكبيرة ولنبقي المحبة رابطا قويا يجمع بين أبنائها.

الوعي الشعبي الوطني هو الرصيد الذي يحمي سورية في كل مفاصلها

وتابع الرئيس الأسد.. إن جانبا مما يحصل اليوم متشابه مع ما حصل في 2005.. هي الحرب الافتراضية وأنا قلت في ذلك الوقت بأنهم يريدون منا أن نقدم صك الاستسلام مجانا عبر حرب افتراضية بالإعلام والانترنت.. ولو أن انتشار الانترنت كان أقل في ذلك الوقت.. ونشعر بأن الأمور انتهت ولا مجال أمامنا سوى الاستسلام وبالتالي نقدم لهم صك الاستسلام مجانا من دون معركة.. واليوم نفس المبدأ هي هزيمة افتراضية مخططة لسورية ولكن بشيء مختلف.. هناك فوضى في البلد لأسباب مختلفة بشكل أساسي تحت عنوان الإصلاح.. هذه الفوضى وعناوين الإصلاح ستؤدي إلى طوائف.. طوائف قلقة.. طوائف تختلف مع بعضها تتصادم وتتحقق الهزيمة الافتراضية لسورية بشكل آخر.. نحن أفشلنا هذه الهزيمة الافتراضية المخططة في عام 2005 بالوعي الشعبي.. واليوم طبعا الوضع أصعب لأن انتشار الانترنت أكثر ولأن وسائلهم أحدث ولكن بنفس الوقت الوعي الشعبي الذي رأيناه في هذه المرحلة كان كافيا للرد السريع وأنا مع ذلك أقول دائما لن نطمئن لما لدينا.. علينا أن نعزز أكثر هذا الوعي الشعبي الوطني لأنه هو الرصيد الذي يحمي سورية في كل مفاصلها.

وأضاف الرئيس الأسد.. يبقى هناك سؤال أساسي.. نحن نتحدث عن التحولات التي حصلت في المنطقة على أساس أنها موجة.. كلما سألنا شخصا يقول هناك موجة يجب أن تنحني.. و بغض النظر عما حللناه بأن هذه الموجة فيها أشياء إيجابية هل تقودنا الموجة أم نقودها .. عندما تدخل هذه الموجة إلى سورية أصبح الموضوع يعني السوريين وعلينا نحن أن نحدد هذه الموجة.. إذا أتت فهي طاقة لكن هذه الطاقة يجب أن توجه بحسب مصالحنا.. ونحن فاعلون ولسنا منفعلين.. من هذا السؤال أنا أنتقل لما أعلناه يوم الخميس بعد اجتماع القيادة القطرية عندما أعلنا زيادة رواتب والحديث عن موضوع الأحزاب والطوارئ وهذه النقاط أيضا أحاول أن أفسر كيف نفكر.. أنا لا اضيف أشياء جديدة ولكن عندما تفهمون كيف نفكر يكون هناك تناغم بيننا.. عندما يحصل أي شيء.. نصدر أي قرار تفهمون كيف تفكر الدولة وينقصنا دائما التواصل.. لدينا دائما مشكلة في التواصل كثير من الأشياء لا نعرف تسويقها ونرى بأنها أشياء أحيانا جيدة تفهم بشكل خاطئ أو تفهم بشكل صحيح لكن في مكان آخر.. فهل قمنا بهذه الإصلاحات لأن هناك مشكلة أو فتنة أم لا ولو لم يكن هناك فتنة لما كنا قمنا بهذه الإصلاحات إذا كان الجواب نعم فهذا يعني أن هذه الدولة هي دولة انتهازية تنتهز الفرص وهذا شيء سيىء.

العلاقة بين الدولة والشعب ليست علاقة ضغوط بل تبنى على حاجات المجتمع التي هي حق له.. ومن واجب الدولة أن تستمع لهذه الحاجات وتعمل على تلبيتها

وتابع الرئيس الأسد.. أما اذا قلنا إنها حصلت تحت ضغوط حالة معينة أو ضغوط شعبية فهذا ضعف وأنا أعتقد أن الناس الذين يعودون دولتهم على أن تكون خاضعة للضغوط في الداخل فيعني أنها ستخضع للضغوط في الخارج.. فالمبدأ خطأ..لأن العلاقة بين الدولة والشعب ليست علاقة ضغوط.. ولا تبنى على الضغوط.. بل تبنى على حاجات المجتمع التي هي حق للمجتمع.. ومن واجب الدولة أن تستمع لهذه الحاجات وتعمل على تلبيتها.. وهذه الحاجات لا تسمى ضغوطا فهي حقوق للمواطنين.. وعندما يطالب المواطن بحقوق فمن الطبيعي ومن البديهي أن تستجيب الدولة لهذه الحقوق وهي سعيدة.. وحتى لو لم تتمكن يجب أن تقول ذلك و هذا يعتمد على نوع الحوار.. فأنا أردت أن أصحح المبادئ أما الضغط الوحيد الذي يمكن أن يتعرض له المسؤول وهذا يجب أن يشعر به من تلقاء ذاته فهو ضغط الثقة التي وضعها الناس فيه وضغط المسؤولية التي يحملها والضغط الأكبر الآن هو ضغط الوعي الوطني الشعبي الذي رأيناه.. وهو وعي غير مسبوق أذهلنا كما أذهلنا سابقا في كل مرة.. هذه كلها ضغوط تجعلنا نفكر فعلا كيف نرد الجميل لهذا الشعب.. بوضع أفضل وبتطوير و ازدهار و إصلاح بكل هذه الأمور.

وأضاف الرئيس الأسد.. ما طرح يوم الخميس هو ليس قرارات.. فالقرار لا يصدر مرتين.. القرار يصدر مرة واحدة وهذه هي قرارات المؤتمر القطري في عام 2005 لماذا أعدنا طرحها يوم الخميس.. لسببين.. الأول له علاقة بالأزمة.. والثاني ليس له علاقة بالأزمة.. السبب الأول هو المضمون ليس له علاقة بالأزمة بل لحاجتنا للإصلاح.. عندما طرحنا هذه النقاط نفسها في عام 2005 لم يكن هناك ضغوط على سورية.. قبلها في عام 2004 وفي قمة تونس وكانت أول قمة عربية بعد غزو العراق وكانت هناك حالة انهيار وخضوع للأمريكي وكان الأمريكي يريد أن يفرض علينا في القمة مشروع إصلاح وديمقراطية.. على الدول العربية وقاتلنا بشدة ضد هذا المشروع في القمة العربية في تونس وأفشلناه ورفضناه.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن طرحنا في عام 2005 نفس المواضيع ولكن لبلدنا ومن منطلقات ذاتية ولم تكن الضغوط على سورية مرتبطة بذلك الموضوع.. كانت ضغوطا لها علاقة بالمقاومة وبالعراق وقضايا خارجية.. وكانت سببا في تأخرنا.. الجانب الآخر عندما تحدثت عن العناصر الفتنة والإصلاح والحاجات أردنا من طرحها في ذلك التوقيت أن نقوم بعملية فرز.. أنتم تريدون إصلاحا نحن فعلا تأخرنا هذا هو الإصلاح أو هذه بدايات إصلاح أو هذا مؤشر بأننا فعلا نريد الإصلاح الآن نريد أن نقوم بعملية فرز من يريد إصلاحا.. ها قد سرنا أما الآخرون فأنتم ستصبحون معذورين يعني كان عاملا مساعدا حتى لو لم نقم به وأنا أؤكد أن الوعي الشعبي كان كافيا.. ولكن لماذا قمنا به كدولة.. لكي نساعد في عملية الفرز.. أعود وأقول إن هذه الإصلاحات لا تؤثر بالفتنة بشكل مباشر.. لأن الفتنة بحاجة فقط للوعي الشعبي وإذا كان هناك إصلاح فالإصلاحات تأتي تأثيراتها لاحقا وقد يكون فيها جوانب تعزز الوعي الشعبي ولكن أيضا هو عملية تراكمية لا تظهر مباشرة ولكن النقطة الأساسية التي تطرح دائما بأن الدولة طرحت وعودا بالإصلاح ولم تنفذها ولكي نفهم هذه النقطة اعرض بشكل سريع مسار عملية الإصلاح منذ العام 2000.

وقال الرئيس الأسد.. أتيت إلى هذا المجلس في عام 2000 في خطاب القسم وتحدثت عن إصلاح.. لم يكن هذا الطرح موجودا.. وعندما طرحته كنت أعتبر أني أعبر عن صدى لما يجول في عقل السوريين وهذا صحيح.. طرحنا الموضوع في ذلك الوقت لكنه كان بالعناوين لم يكن هناك صورة واضحة لما هو شكل الإصلاح ظهر في عام 2005.. بدأت الانتفاضة بعد شهرين من ذلك الخطاب بدأ التآمر على المقاومة بدأت الضغوطات.. أتت حادثة 11 أيلول حادثة في نيويورك واتهام المسلمين والإسلام والعرب معهم طبعا.. احتلال أفغانستان والعراق.. التآمر على سورية.. أصبح المطلوب من سورية أن تدفع ثمن موقفها ضد الغزو.. تعرفون ما حصل في لبنان عام 2005 ولاحقا حرب عام 2006 وتداعياتها.. حرب غزة في آخر 2008.. يعني كانت مرحلة من الضغوط أضيف إليها أربع سنوات من الجفاف أضرت كثيرا بالبرنامج الاقتصادي.. الذي حصل فعليا في تلك المرحلة هو تغير الأولويات وهذه نقطة مهمة يجب أن نعرفها.. تحدثت بها في أكثر من مقابلة صحفية لكن أعتقد كانت مع صحف أجنبية كنت أقول إن الأحداث التي مررنا بها خلال عملية الإصلاح دفعتنا إلى تغيير الأولويات وهذا ليس مبررا.. أنا لا أبرر لكن عندما أشرح هذه الأمور هي وقائع نقوم من خلالها بالفرز بين ما هو موضوعي وما هو غير موضوعي.. عندما أقول هناك جفاف فهذا خارج عن إرادتي ولكن لا يعني بأنه لا يوجد إجراءات أخرى نستطيع أن نقوم بها لكي أحسن اقتصادي لكي نعرف ونتذكر مع بعض.. من كان عمره عشر سنوات عام 2000 اليوم عمره عشرون عاما.. هناك أجيال يجب أن تعرف هذا الوضع.. فتغيرت الأولويات أصبحت الأولوية الأهم هي استقرار سورية ونحن الآن نعيش في حالة تؤكد هذا الشيء.. الوضع والأولوية التي توازيها بالأهمية هي الحالة المعيشية.. ألتقي أناسا كثيرين أكثر من 99 بالمئة من الحديث هو حول الموضوع المعيشي.. هناك مظالم أخرى وأشياء أخرى وظيفة وإلى آخره.

وأضاف الرئيس الأسد.. بما أنه لا يبرر التأخير في المحاور الأخرى لكن لم يكن هناك تركيز على الجانب السياسي كقانون الطوارئ والأحزاب وغيرها من القوانين السبب ربما يكون أحيانا إنسانيا.. نستطيع أن نؤجل بيانا يصدره حزب.. نؤجله أشهرا أو سنوات ولكن لا نستطيع أن نؤجل طعاما يريد أن يأكله طفل في الصباح.. نستطيع أن نؤجل أحيانا معاناة معينة قد يسببها قانون الطوارئ أو غيرها من القوانين أو الإجراءات الإدارية التي يعاني منها المواطن ولكن لا نستطيع أن نؤجل معاناة طفل لا يستطيع والده أن يعالجه لأنه لا يمتلك الأموال والدولة لا يوجد لديها هذا الدواء أو هذا العلاج.. وهذا شيء نتعرض له بشكل مستمر.. فكانت القضية قضية أولويات ولكن هذا لا يمنع أننا على الأقل في عام 2009 و2010 كانت الأمور أفضل فكان يمكن أن نقوم بهذا الإصلاح.. أيضا القيادة القطرية قامت بهذا الشيء.. قانون الأحزاب موجود لديهم كمسودة وقانون الطوارئ موجود لديهم كمسودة.. ولكننا لم نناقشه.. فلا نستطيع أن نقول إنهم لم يقوموا.. قاموا بالعمل.. الأمور لدينا تسير ببطء.. تأخرنا أم لم نتأخر هذا الشيء نتركه لتقييم المواطنين ولكن بالمبادئ العامة لو لم نكن نريد هذه الإصلاحات بالأساس لما قمنا بها عام 2005 بل لقمنا بها اليوم تحت هذه الضغوط إذا هي معلنة.. القضية قضية روتين وإهمال وقضية تأخر وبطء.. هناك عوامل مختلفة نحن بشر كلنا أبناء البلد ونعرف طباعنا بشكل أساسي لكن أشرح هذا الوضع كي نفهم تماما أين نحن.. إذا هذا الإصلاح لا شك إيجابي لكن المهم أن نعرف ما هو مضمون هذا الإصلاح ماذا كنا نخطط بدقة والآن هناك مجلس شعب جديد قريبا بعد الانتخابات وإدارة محلية جديدة.

وقال الرئيس الأسد.. هناك حكومة كان مخططا أن تستقيل في هذه المرحلة وهناك مؤتمر قطري فكنا نفكر أنه في العام 2011 كل شيء هو سيكون عبارة عن دماء جديدة وعلى هذه الدماء الجديدة نحن ننتقل إلى مرحلة أخرى.. وأجلنا المؤتمر القطري لأننا كنا سنحاسب أيضا أمام المؤتمر القطري كيف أخذت القرارات في مؤتمر عاشر وأتيتم إلى المؤتمر الذي يليه ولم تقوموا بهذه الأشياء.. قلنا لننجز هذه الأشياء ونقدمها للمؤتمر فكنا نفكر بدم جديد في كل المجالات.

وتابع الرئيس الأسد.. ما أريد الوصول إليه من كل هذا الكلام شيء وحيد كيف نتعامل مع الموضوع ما أريد أن أقوله.. إن الإصلاح هو ليس صرعة موسم فعندما يكون مجرد انعكاس لموجة تعيشها المنطقة فهو مدمر بغض النظر عن مضمونه وهذا ما قلته في حديثي مع جريدة وول ستريت جورنال منذ شهرين عندما بدأت الأمور في مصر تتدهور وسألوني عن الإصلاح وماذا عن سورية.. وسألني هل تريدون أن تقوموا بالإصلاح.. قلت له.. إن لم تكن قد بدأت بالأساس ولم يكن لديك النية والخطة فالآن تأخرت وإذا لم يكن لدينا هذه النية والرؤية انتهى الموضوع ولا داعي لأن نضيع وقتنا.

علينا أن نتجنب إخضاع عملية الإصلاح للظروف الآنية التي قد تكون عابرة لكي لا نحصد النتائج العكسية

وتابع الرئيس الأسد.. لا.. لدينا وكل الشعب لديه والدولة وأؤكد نقطة أيضا كما هي عادتي صريح معكم كان يسألني هذا السؤال أكثر من مسؤول مروا بسورية مؤخرا من الأجانب.. يريد أن يطمئن بأن الرئيس إصلاحي ولكن من حوله يمنعونه وقلت له بالعكس هم يدفعونني بشكل كبير.. النقطة التي أريد أن أصل إليها لا يوجد عقبات يوجد تأخير ولا يوجد احد يعارض ومن يعارض فهم أصحاب المصالح والفساد وأنتم تعرفونهم.. قلة كانت موجودة ولم تعد موجودة الآن.. قلة محدودة جدا تعرفونها بالاسم ولكن الآن لا يوجد عقبات حقيقية وأعتقد أن التحدي الآن ما هو نوع الإصلاح الذي نريد أن نصل إليه وبالتالي علينا أن نتجنب إخضاع عملية الإصلاح للظروف الآنية التي قد تكون عابرة لكي لا نحصد النتائج العكسية.

وقال الرئيس الأسد.. خلال عشر سنوات تحدثنا في الإصلاح وإصلاحنا اليوم يجب أن يعكس عشر سنوات للخلف وعشر سنوات للأمام.. لن يعكس هذه المرحلة ولا الموجة في الخارج ولا الموجة في الداخل هذه هي طريقة التفكير التي نفكر بها والحالة الآنية التي تأتي يمكن أن تؤخر الموضوع ويمكن أن تسرع الموضوع يمكن أن تعدل الاتجاه نستفيد من التجارب.. تجربة تونس كانت مفيدة لنا كثيرا أكثر من تجربة مصر لأنه كان لدينا رؤية نموذجية للتطوير في تونس وكنا نحاول أن نرسل خبراء كي نستفيد من التجربة وعندما اندلعت الثورة رأينا بأن الأسباب هي أسباب لها علاقة بتوزيع الثروة والتوزيع ليس توزيع الثروة بمعنى الفساد فقط وإنما التوزيع بين الداخل والوسط وهذه النقطة نحن في سورية تلافيناها والآن نؤكد عليها أكثر بالقول هو التوزيع العادل للتنمية في سورية.

وأضاف الرئيس الأسد.. في المبدأ لو أردنا أن نقول إننا لا نريد الإصلاح نقول بكل بساطة لا نستطيع أن نبقى دون إصلاح.. بشكل طبيعي البقاء دون إصلاح هو مدمر للبلد والتحدي الأساسي هو أي إصلاح نريد.. هنا البراعة التي سنثبتها كسوريين عندما نبدأ النقاش في القوانين المطروحة قريبا.. وفي هذا الإطار فإن حزمة الإجراءات التي أعلن عنها يوم الخميس لم تبدأ من الصفر لأنني كما قلت القيادة القطرية كانت قد أعدت مسودات قوانين سواء فيما يتعلق بقانوني الأحزاب أو الطوارئ منذ أكثر من عام بالإضافة إلى قوانين أخرى غيرها سيتم عرضها على النقاش العام ومن ثم على المؤسسات المعنية ريثما تصدر.

وتابع الرئيس الأسد هناك إجراءات أخرى لم تعلن يوم الخميس البعض منها متعلق بتعزيز الوحدة الوطنية والبعض الآخر متعلق بمكافحة الفساد وبالإعلام وزيادة فرص العمل يتم العمل عليها وستعلن عند انتهاء دراستها وبدأت بها الحكومة السابقة وستكون من أولويات الحكومة الجديدة.. على سبيل المثال ما وضعناه في الحزمة من موضوع الرواتب زيادة الرواتب الأخيرة كنا نناقشه في اجتماع مع الفريق الاقتصادي.. أنا ترأست ذلك الاجتماع.. ناقشنا حزمة قرارات اقتصادية صدر منها فقط موضوع الرواتب وهناك تتمة.

وقال الرئيس الأسد.. بهذه المناسبة وخارج موضوع الحديث كله والخطاب بالنسبة لما حصل في موضوع زيادة الرواتب والـ1500 ليرة التي دمجت قامت الحكومة في اجتماعها الأخير أمس بتلافي هذه الملاحظة بمبادرة منها.. وصلتها الشكاوى وأرسل لي منذ ساعة تقريبا التعديل لكي تحل هذه المشكلة.. الحقيقة هم من قاموا بهذا العمل بمبادرة وليس بتوجيه فأردت أن أعلن هذا الشيء للمواطنين.

من واجبنا أن نقدم للشعب السوري الأفضل وليس الأسرع.. نحن نريد أن نسرع لا أن نتسرع

وتابع الرئيس الأسد.. أردت أن أعلن هذا الشيء للمواطنين.. وسأطلب من الجهات المعنية حول هذه النقاط عندما نعلن ما هي الإجراءات التي لم تعلن ونتمنى خلال شهر أن نحدد ما هي هذه الإجراءات ولكن أنا أفضل أن نعلن الاسم بالتفصيل بعد أن ننهيه.. لكي لا يبقى فقط في إطار العنوان سنطلب إطارا زمنيا لكل واحد منها.. وطبعا أنتم كمجلس شعب والمجلس القادم سيحدد وهذه نقطة هامة أن يكون هناك دائما جداول زمنية لأي موضوع لأنها هي تنظم العمل.. البعض طلب مني أن أعلن الآن جدولا زمنيا في مجلس الشعب لكن إعلان جدول زمني لأي موضوع هو موضوع تقني.. ربما أعلن جدولا زمنيا يكون أقل بكثير مما هو ضروري لهذه الحالة فيكون الضغط على حساب النوعية.. وأعتقد أنه من واجبنا أن نقدم للشعب السوري الأفضل وليس الأسرع.. نحن نريد أن نسرع لا أن نتسرع.

وقال الرئيس الأسد.. هناك من سيقول بالفضائيات اليوم لا يكفي.. نقول لهم لا يكفي لا يوجد لدينا ما يكفي لكي ندمر وطننا.. وبهذه المناسبة لا تغضبوا مما قامت به بعض الفضائيات لأنهم يقعون دائما بنفس الفخ هم يحاولون التشويش علينا وعلى الشعب السوري.. فالحقيقة أنهم يعتمدون مبدأ اكذب اكذب حتى تصدق فيصدقون الكذبة ويقعون في الفخ.

وأضاف الرئيس الأسد.. أيها الأخوة والأخوات وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم صدق الله العظيم.. ولكن نحن بشر ولا يمكن أن نحب ما حصل أو نحب الفتنة أو أن نحب الدماء.. ولا يمكن أن نحب التوتر.. ولكن الأزمات هي حالة إيجابية إن استطعنا أن نسيطر عليها وأن نخرج منها رابحين.. وسر قوة سورية هو الأزمات الكثيرة التي واجهتها عبر تاريخها وخاصة بعد الاستقلال ما أعطاها المزيد من المناعة والقوة.. فإذا علينا مواجهة الأزمات بثقة كبيرة وبتصميم على الانتصار أما القلق فيجب أن يكون حالة إيجابية لا سلبية تدفعنا للسير إلى الأمام وليس للهروب إلى الأمام.. عندما نسير إلى الأمام نسير بثقة وتوازن.. وعندما نهرب للأمام فنحن نسير بتخبط والنهاية تكون السقوط والكثير من الناس في الأزمات يبحثون عن أي حل بأي طريقة..والأفضل أن تبقى من دون حلول إن لم تكن تعرف تماما أنك ستجد حلا للمشكلة وهذا أيضا من الدروس التي نتعلمها في مثل هذه الأزمات.

وأد الفتنة واجب وطني وأخلاقي وشرعي

وأضاف الرئيس الأسد.. وأد الفتنة واجب وطني وأخلاقي وشرعي وكل من يستطيع أن يسهم في وأدها ولا يفعل فهو جزء منها.. والفتنة أشد من القتل كما جاء في القرآن الكريم فكل من يتورط فيها عن قصد أو من غير قصد فهو يعمل على قتل وطنه وبالتالي لا مكان لمن يقف في الوسط.. فالقضية ليست الدولة بل الوطن.. المؤامرة كبيرة ونحن لا نسعى لمعارك.. والشعب السوري شعب مسالم وودود ولكننا لم نتردد يوما في الدفاع عن قضايانا ومصالحنا ومبادئنا.. وإذا فرضت علينا المعركة اليوم فأهلا وسهلا بها.

الرئيس بشار هو الذي يفتدي وطنه وشعبه

وقال الرئيس الأسد.. سأذكركم بمصطلح الدومينو الذي وجد بعد غزو العراق عندما افترضت الولايات المتحدة في ذلك الوقت.. الإدارة السابقة.. بأن الدول العربية هي أحجار دومينو وستأتي المشاريع لتضرب الأحجار أو تضرب حجرا ويسقط الباقي.. ما حصل هو العكس تحولت المشاريع إلى أحجار دومينو وضربناها وسقطت واحدا تلو الآخر وهذا المشروع سوف يسقط.

وأضاف الرئيس الأسد.. وبما أن البعض ذاكرته قصيرة على الفضائيات فأنا أعود وأذكر أنه ليس كل ما يحصل هو مؤامرة لكي يتذكروا.

وختم الرئيس الأسد كلمته بالقول.. أما أنتم يا بنات وأبناء هذا الشعب العظيم فإن غيرتكم على وطنكم التي تعبرون عنها كل يوم وبشكل أكثر وضوحا في أوقات الشدة وعبرتم عنها بالأمس من خلال التظاهرات الحاشدة غير المسبوقة في أنحاء القطر تشعرني بمزيد من الثقة وتمدني بالعزيمة.. وإن تلاحمكم في مواجهة الفتنة يشعرني بمزيد من الإيمان بالمستقبل.. وإن كنتم قد هتفتم بالروح بالدم نفديك يا بشار فالسليم هو أن الرئيس بشار هو الذي يفتدي وطنه وشعبه.

وأنا أرد عليكم بأن أقول الله سورية شعبي وبس وهو الذي أي أنا سيبقى الابن البار بشعبه والأخ والرفيق الوفي لأبنائه يسير معهم وفي مقدمتهم لبناء سورية التي نحبها ونفخر بها.. سورية العصية على أعدائها.. المقاومة والمقاومة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
=================
الرئيس الأسد للحكومة الجديدة: الشفافية الكاملة مع المواطن.. إنجاز القوانين المتعلقة برفع حالة الطوارىء الأسبوع المقبل..قانون جديد للإدارة المحلية وآخر عصري للإعلام في مراحلهما الأخيرة
18 نيسان , 2011
دمشق-سانا

ترأس السيد الرئيس بشار الأسد ظهر أمس الأول الاجتماع الأول للحكومة الجديدة برئاسة الدكتور عادل سفر.

وألقى الرئيس الأسد كلمة جاء فيها..أود في البداية أن أرحب بكم في موقع هام من مواقع المسؤولية الوطنية وأرحب بشكل خاص بالوزراء الجدد الذين انضموا إلى هذه الحكومة.. وأردت أن نبدأ بأقصى سرعة بعد تشكيل الحكومة فكل يوم يمر هو يوم نستطيع أن نحقق فيه إنجازات كثيرة.

وأضاف الرئيس الأسد: أمضيت أسبوعاً حافلاً بلقاءات مع الفعاليات الشعبية من مختلف المحافظات السورية خلال الأسبوع الماضي وهناك وفود أخرى ستأتي لاحقاً من محافظات أخرى لأنني أردت أن أستمع من هذه الوفود لرأيها في المرحلة التي تمر بها سورية اليوم ورأيهم بالنقاط التي يعتقدون أنها يجب أن تكون أولويات بالنسبة لنا في الحكومة وفي الدولة بشكل عام.

العالم يتغير بسرعة وعلينا أن نسير بالسرعة نفسها لكي نتطور.. لا تستطيع أي حكومة أن تحقق أي إنجاز في أي ظرف إلا إذا كان هناك دعم شعبي

وقال الرئيس الأسد: بالنسبة للمواطنين فإن الحكومة الجديدة تعني دماء جديدة والدماء الجديدة تعني آمالاً جديدة وكبيرة ولكن هذه الدماء لكي لا تصبح قديمة بفترة قصيرة لابد من العمل على تجديدها بشكل مستمر وهذا التجديد يكون من خلال تجديد الأفكار.. ليس بالضرورة أن تكون الدماء هي الأشخاص الذين ينضمون إلى الحكومة أو إلى الدولة وإنما الأفكار الجديدة التي ننتجها كل يوم لأن العالم يتغير بسرعة من حولنا وعلينا أن نسير بنفس السرعة لكي نستطيع أن نقول إننا نتطور.. عدا عن ذلك فنحن نعود للخلف فالعالم يتطور كل شهر وكل أسبوع وأحياناً في كل يوم.

وتابع الرئيس الأسد.. التحديات المطروحة أمامنا وأمام الحكومة هي كبيرة جداً بكبر الآمال المعلقة من قبل المواطنين على هذه الحكومة وهي كبيرة بكبر حجم التحديات الموجودة أمامنا سابقاً وحاضراً ولا تستطيع أي حكومة أن تحقق أي إنجاز في أي ظرف إلا إذا كان هناك دعم شعبي.

إيجاد أقنية بين مؤسسات الدولة والمواطن وملء الفجوة بالثقة..عندما نكون شفافين فبكل تأكيد المواطن السوري واع وسيكون متفهما

وقال الرئيس الأسد: إنه ومن خلال اللقاءات الشعبية التي قمت بها الأسبوع الماضي لاحظت أن هناك فجوة بدأت تظهر بين مؤسسات الدولة وبين المواطنين ولابد من إغلاق هذه الفجوة ومن إيجاد أقنية بيننا وبين المواطنين تعمل باتجاهين.. نوسع هذه الأقنية ونكثفها.. نستطيع أن نملأ هذه الفجوة ولكن نملؤها بشيء وحيد هو الثقة.. ثقة المواطن بمؤسسات الدولة.

وأضاف الرئيس الأسد.. هذه الثقة لا يمكن أن تأتي إلا من خلال الشفافية الكاملة مع المواطن.. حتى هذه الشفافية وهذه الثقة قادرة على إعطاء الدعم الشعبي الكافي لحكومتكم لإنجاز مهامها حتى ولو لم ننجز عدداً من الأمور.. عندما نكون شفافين مع المواطن ونقول له هذه هي الإمكانيات وهذه هي الحاجات أو التحديات عندها بكل تأكيد المواطن السوري واع وسيكون متفهماً أما عندما لا نشرح للمواطن ما الذي يحصل وما هي الأوضاع بتفاصيلها فكيف نطلب منه أن يتفهم الظروف إن لم يكن هو يعلم بها.

عدم التواصل مع المواطن يجعل الإنجاز أقل ويخلق شعورا بالإحباط

وقال الرئيس الأسد: المهم من هذه التوجهات أن نصل إلى حالة من الوحدة.. وحدة التوجه بين الحكومة ومؤسسات الدولة والشعب.. فالمفترض أننا نسير باتجاه متواز.. عندما نسير بنفس الاتجاه فستكون محصلة القوى هي في حدها الأقصى.. وسيكون الإنجاز كبيراً وكلما تباعدنا عن المواطن قلت القوى وكانت الإنجازات أقل.. أخطر شيء هو أن يكون هناك تناقض في التوجهات بيننا وبينه.. ستكون محصلة القوى صفراً وسيكون الإنجاز هو العودة إلى الخلف.. المهم كما قلت.. أنا أركز على هذه الأقنية لأن عدم وجود تواصل مع المواطن يخلق شعوراً بالإحباط ويخلق شعوراً بالغضب وخاصة عندما يكون هناك حاجات ضرورية وضمن إمكانيات الدولة ولا نقدمها له فعندها لن تكون النتائج جيدة.

وتابع الرئيس الأسد: نحن نريد أن نفتح حواراً موسعاً مع الجميع يعني أي شخص نلتقي به لابد أن لديه فكرة معينة أو شكوى معينة.. لابد أن نركز في حواراتنا الموسعة والمستمرة مع النقابات والمنظمات التي تمثل معظم أصحاب المهن والمصالح على ساحة الوطن.. أن نتشاور معها أن نتحاور معها وأن تكون جزءاً من القرار الذي نتخذه والذي يمس مصالح الشرائح المنتمية إلى هذه النقابات أو المنظمات.

مناعة سورية الداخلية مرتبطة بالإصلاحات التي سنقوم بها وبحاجات المواطنين

وأضاف الرئيس الأسد.. كما تعلمون الآن سورية تمر بمرحلة دقيقة جداً وكما قلت في خطابي أمام مجلس الشعب هناك مكونات لهذه المرحلة.. هناك المؤامرة.. هناك الإصلاحات وهناك الحاجات.. المؤامرة دائماً موجودة طالما أن سورية تعمل باستقلالية وطالما أنها تتخذ قراراتها بمنهجية لا تعجب الكثيرين وطالما أن هناك خصوماً أو أعداء فلابد أن تكون المؤامرة من الأشياء الطبيعية المحيطة بنا لذلك لا نركز كثيراً على هذا المكون.. المهم المناعة الداخلية الموجودة داخل سورية وهذه المناعة ترتبط بالإصلاحات التي سنقوم بها وترتبط بالحاجات.. حاجات المواطنين.

وقال الرئيس الأسد: الإصلاحات طبعاً مهمة جداً والكثير من الإصلاحات لا تظهر نتائجها إلا متأخرة.. ونحن لا نستطيع أن نقول إننا ننتظر نتائج الإصلاحات ولابد من القيام بالتوازي بالتعامل مع حاجات المواطنين ضمن الإمكانيات المتوفرة لكي نلبيها.. وعندما نقول حاجة ليس فقط الاقتصاد.. فالاقتصاد هو المشكلة الأكبر والحاجات اليومية المعاشية هي المشكلة الأكبر لكن المواطن بحاجة إلى خدمات.. بحاجة إلى أمن.. وبحاجة إلى كرامة وكل هذه العناصر مرتبطة ببعضها.

وأضاف الرئيس الأسد.. الكرامة لا تعني بالضرورة أن يهان الشخص بشكل مباشر من قبل شخص آخر في الدولة أو خارج الدولة وإنما قد تعني إهمال المواطن.. قد تعني تأخير معاملة له في دائرة.. قد تعني طلب الرشوة منه.. كل هذه إهانات للمواطن السوري علينا أن نتخلص منها بشكل نهائي هذه العناصر مرتبطة ببعضها.. الاقتصاد مرتبط بالخدمات.. الخدمات مرتبطة بالكرامة.. الاقتصاد بالكرامة.. والأمن بكل هؤلاء.. يعني كل هذه العناصر متداخلة يجب أن نحققها بشكل متواز بنفس الوقت.

الدماء التي هدرت آلمتنا جميعا وكل شخص فقدناه نعتبره شهيدا

وقال الرئيس الأسد: بهذه المناسبة طالما أننا نتحدث عن المرحلة التي نمر بها الآن فأنا أقول إن الدماء التي هدرت في سورية آلمتنا جميعاً.. آلمت قلب كل سوري.. حزناً على كل شخص فقدناه وعلى كل جريح نزف دماً وندعو الله أن يلهم أهلهم الصبر والسلوان ونعتبرهم شهداء جميعا سواء كانوا مدنيين أم شرطة أم من القوات المسلحة.. وعلى كل الأحوال لجنة التحقيق تستمر في عملها لمعرفة أسباب ما حصل وتحديد المسؤولين ولاحقاً تحاسبهم.

وتابع الرئيس الأسد.. لدينا الكثير من المحاور الأساسية المطلوبة.. وهذه النقاط التي سجلتها أمامي استقيتها من لقاءاتي مع المواطنين خلال الأسبوع الماضي ولكن لم أضع كل النقاط.. وضعت النقاط التي يعتبرها المواطن أولوية.. ففي الجانب السياسي هناك أشياء تم إنجازها وهناك أشياء لم تنجز بعد.. قانون منح الجنسية للأخوة الأكراد تم إصداره منذ حوالي الأسبوعين.. وهذا القانون من شأنه أن يعزز الوحدة الوطنية في سورية ولا يبقى على الحكومة الجديدة سوى أن تقوم بمتابعة الإجراءات من أجل إنجاز مضمون هذا القانون.

الحد الأقصى لإنجاز القوانين المتعلقة برفع حالة الطوارئ الأسبوع المقبل

وأضاف الرئيس الأسد: النقطة الثانية هي رفع حالة الطوارئ.. تحدثت في خطابي أمام مجلس الشعب عن رفع حالة الطوارئ وتم بعدها مباشرة تشكيل لجنة قانونية قامت برفع مقترح لحزمة متكاملة من القوانين التي تغطي رفع حالة الطوارئ.. طبعاً ضمن المعايير الدولية المتبعة في كل دول العالم.. واعتقد أنه تم الانتهاء من دراستها منذ أيام قليلة.. وسيتم رفع هذه المقترحات للحكومة من أجل تحويلها إلى تشريعات كي تصدر فوراًً.

وقال الرئيس الأسد.. لا أعرف كم يوماً تستغرقون كي تتعرفوا إلى وزاراتكم ولكن لنقل أن الحد الأقصى لإنجاز هذه القوانين المتعلقة برفع حالة الطوارئ الأسبوع المقبل.. وإذا تمكنا من إنجازها هذا الأسبوع سيكون أمراً جيداً.. عدا عن ذلك يجب أن تنجز في الأسبوع المقبل كحد أقصى وأنا أعتقد أن رفع حالة الطوارئ بعكس وجهة نظر البعض الذي يعتقد بأنه سيؤدي إلى خلل في الأمن.. أنا أعتقد بالعكس تماماً أن رفع حالة الطوارئ سيؤدي إلى تعزيز الأمن في سورية.. الأمن مع الحفاظ على كرامة المواطن.

وأضاف الرئيس الأسد.. أن القانون الأخير الذي اقترح ضمن حزمة القوانين التي اقترحتها اللجنة هو قانون السماح بالتظاهر لأن الدستور السوري يسمح بالتظاهر ولكن لا يوجد لدينا قانون لكي ينظم عملية التظاهر.. وهذا الإجراء عملياً.. هو تحد لأن الشرطة لم تهيأ في سورية لمثل هذه المواضيع فلابد من تهيئة جهاز الشرطة بشكل أساسي ودعمه بالعناصر والمعدات وربما بالهيكلية.. إعادة النظر بالهيكلية لكي تتماشى مع الإصلاحات الجديدة فمن مهام الشرطة أن تقوم بحماية المتظاهرين وبنفس الوقت حماية الأشخاص الآخرين والاملاك الخاصة والعامة من أي محاولة للتخريب أو للعبث بأمن المواطنين.

وقال الرئيس الأسد: طبعاً عندما تصدر هذه الحزمة لا يعود هناك حجة لتنظيم التظاهرات في سورية والمطلوب مباشرة من قبل الأجهزة المعنية وخاصة وزارة الداخلية أن تطبق القوانين بحزم كامل ولا يوجد أي تساهل مع أي عملية تخريب.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن بهذا القانون نكون قد فرزنا بين الإصلاح والتخريب وهناك فرق بين مطالب الإصلاح ونيات التخريب وعلينا أن نطبق مباشرة القانون ولا نريد أي تخريب وعبث بأمن المواطنين.. الشعب السوري شعب حضاري.. شعب ملتزم يحب النظام ولا يقبل الفوضى ولا يقبل الغوغائية.

وأضاف الرئيس الأسد: الموضوع الآخر هو قانون الأحزاب.. تم طرح عدة مسودات سابقاً وأفكار مختلفة ولكنها لم تكن ضمن الإطار الحكومي في أي حكومة سابقة.. المطلوب من هذه الحكومة أن تبدأ بدراسة هذا الموضوع ضمن جدول زمني معين وتقدم مقترحات.. طبعاً هذا الموضوع هام جداً وله حساسية خاصة لأنه سيؤثر في مستقبل سورية بشكل جذري.. اما أن يؤدي إلى المزيد من الوحدة الوطنية وإما أن يؤدي إلى تفكك المجتمع لذلك يجب ان تكون الدراسة وافية وناضجة ويفضل أن يكون هناك حوار وطني بما أن هذا الموضوع يمس مستقبل سورية لا يبقى على مستوى الحكومة ولا المنظمات ولا الأحزاب يطرح للحوار الوطني في سورية لنرى ما هو النموذج الأفضل الذي يناسب المجتمع السوري.

قانون الإدارة المحلية من أهم القوانين التي من الممكن أن تؤدي أيضاً إلى تغيرات جذرية في سورية

وتابع الرئيس الأسد.. الموضوع الآخر هو قانون الإدارة المحلية.. باعتقادي أن هذا القانون هو من أهم القوانين التي من الممكن أن تؤدي أيضاً إلى تغيرات جذرية في سورية.. تم البدء بدراسة هذا القانون منذ أقل من عام تقريبا وكان هناك حوارات بين وزارة الإدارة المحلية وبين المحافظين.. طبعاً هو مكون من جانبين.. جانب له علاقة بالهيكلية والصلاحيات وجانب له علاقة بالانتخابات.. فأي تعديل في قانون الانتخابات بالنسبة للإدارة المحلية من دون تعديل الهيكلية ليس له أي قيمة.. فبدأنا بدراسة الهيكلية والصلاحيات وطبعا سيكون هناك دراسة للمكون الثاني.. هذا أيضاً من المهام الأساسية المطروحة أمام الحكومة.

وقال الرئيس الأسد: يضاف إلى ذلك قانون جديد وعصري للإعلام..أيضاً هذا القانون تمت دراسته واعتقد انه كان في المراحل الأخيرة قبل الإصدار ولكن كان هناك بعض الملاحظات والتحفظات عليه أو الأفكار التي يمكن أن تضاف إليه فيمكن لهذه الحكومة أن تكمل هذا القانون وأيضاً ضمن جدول زمني تضعه وتعلنه.

عملية الإصلاح لا تنجح فقط من خلال التشريعات وإنما تنجح من خلال المؤسسات لأن النجاح يكون من خلال التطبيق والتنفيذ

وأضاف الرئيس الأسد.. هذه الحزمة باعتقادي تؤدي إلى توسيع المشاركة مع زيادة الحريات في سورية.. ولكن هناك شروط لنجاح عملية الإصلاح.. عملية الإصلاح لا تنجح فقط من خلال التشريعات وانما تنجح من خلال المؤسسات لأن النجاح لا يكون من خلال الإصدار وانما من خلال التطبيق والتنفيذ.. المؤسسات في سورية بحاجة للكثير من التطوير.. نجاح هذه الحزمة من الإصلاحات مرتبط بنجاح المؤسسات التي ستدير هذه الإصلاحات.. عندما نبدأ بالتطبيق لذلك أنا أقول دائماً نسرع ولا نتسرع.. الزمن ضروري.. يجب أن نستعجل ولكن نريد نتائج تخدم البلد لا نريد أن نتسرع ونأتي بنتائج معاكسة في أي موضوع.. يجب أن يكون أي إصلاح مبنياً على الاستقرار الداخلي وعلى الأمن.

وقال الرئيس الأسد: المهم في هذه المحاور بالنسبة للحكومة أن تحدد لكل محور جدولاً زمنياً ويكون هذا الجدول الزمني معلناً.. عندما يكون الجدول الزمني معلنا يكون هناك إمكانية لتحميل مسؤولية التقصير لأي مسؤول معني في موضوع ما.. فإذا.. هذا الإصلاح إن نجحنا به نحصن الوطن ويجعلنا قادرين على مواجهة الرياح العاتية التي تأتي دولياً أو إقليمياً وأنا امتلك ثقة كبيرة بالشعب السوري في هذا الإطار لأنه شعب يمتلك إرادة.. يمتلك تاريخاً.. يمتلك ديناميكية عالية والأسابيع الثلاثة أو الأربعة الأخيرة التي مرت بها سورية “وكان الرهان الخارجي فيها على الشعب” جعلهم يفشلون.. بالمقابل السياسة السورية التي راهنت على الشعب أثبتت صحة الرهان لذلك أنا أستطيع أن أقول إن هذه الإصلاحات من الناحية الشعبية تطمئن.. لدينا شعب ناضج وواع وقادر على أن يتماشى مع هذه الإصلاحات من دون سلبيات تذكر.

وأضاف الرئيس الأسد.. يبقى تطوير المؤسسات لكي يكون هناك قانون ومؤسسة وشعب بنفس المستوى لكي تنطلق سورية إلى الأمام.. واذا نجحنا سيكون في هذا رد تاريخي حتى على المستشرقين الذين كتبوا في الماضي كثيراً عن المجتمع العربي وقالوا إن هذه المنطقة نتيجة تركيبتها الاجتماعية غير قادرة على أن تذهب بالمسار الديمقراطي على الإطلاق.. سيكون هذا الرد رداً سورياً ونستطيع أن نقدم نموذجاً في منطقتنا العربية أو الشرق أوسطية في ديمقراطية حضارية تؤدي إلى خدمة كل المواطنين.

البطالة هي المشكلة الأكبر التي تواجهنا ولا بد من مشاريع سريعة لمعالجتها

وأضاف الرئيس الأسد.. في القضايا التي تهم المواطنين وهي كثيرة ولا مجال لحصرها وتعدادها.. المواطن يريد عدالة.. يريد طرقاً.. يريد مياهاً.. يريد تنمية.. يريد صحة.. يريد تعليماً.. وغيرها من القضايا.. قررت أن أختار بعض النقاط كي اتحدث عنها.. لا شك أن البطالة هي المشكلة الأكبر التي تواجهنا في سورية.. لدينا الكثير من الشباب العاطل عن العمل ولدينا نسبة تزايد سكاني عالية جداً نسبة حتى للدول العربية الأقل تقدماً من سورية.. عندما يشعر هذا الشباب بأن الأفق مسدود أمامه فربما يحبط ويصل إلى اليأس وربما يدفعه هذا اليأس للانقلاب على كل مفاهيمه العائلية أو حتى الاجتماعية والوطنية فلذلك هذا تحد ليس فقط اقتصادياً وانما هو تحد وطني مرتبط باستقرار سورية.

وأوضح الرئيس الأسد: في هذا الإطار دائماً نقول الوضع الاقتصادي يخلق فرص عمل.. صحيح ولكن أيضاً الوضع الاقتصادي ربما بحاجة بالمعنى العام لفترة طويلة لكي يتطور.. لابد من مشاريع سريعة تعالج حالة البطالة وتتعامل معها بشكل مباشر مع هؤلاء الشباب العاطلين عن العمل.. كان هناك دراسة في الحكومة السابقة لهيئة مشاريع صغيرة متوسطة..أيضاً على هذه الحكومة أن تتابع إنجاز هذا القانون كي نساعد هؤلاء الشباب.

وقال الرئيس الأسد.. أيضاً في إطار البطالة لا ننسى الزراعة.. فالزراعة هي المكون الطبيعي الموجود في منطقتنا.. أكثر من 60 بالمئة من مجتمعنا هو مجتمع يعتمد على الزراعة أو يعيش في مناطق ريفية ولا شك أن الزراعة هي أساس الاقتصاد السوري واهتمت الدولة بشكل كبير بهذا القطاع خلال العقود الماضية ولكن أيضاً خلال الأعوام القليلة الماضية لم يكن الاهتمام بالمستوى المطلوب وخاصة مع مرور 4 سنوات من الجفاف.. حتى هذا العام لدينا بعض المناطق فيها أمطار جيدة وبعض المناطق جافة فهذه السنوات الأربع أثرت بشكل مباشر على الفلاح وأدت إلى تراجع المردود من المحاصيل الزراعية وأدت إلى هجرة الكثير من الناس وترك مجال الزراعة والهجرة إما إلى مهن أخرى أو مناطق أخرى.. فإذا الزراعة تمتص أيادي عاملة كثيرة.. الاهتمام بالزراعة مجال مباشر للتعامل مع قضية البطالة في سورية ولكن لا نستطيع ان نتحدث عن الزراعة فقط أرض ومطر وخدمات زراعية.. لا يمكن للمزارع أن يعيش في هذه الأرض ولا توجد خدمات أخرى محيطة بها متعلقة بحياته اليومية من التعليم إلى الطرق إلى الخدمات الأخرى المطلوبة.

وتابع الرئيس الأسد.. بالمحصلة هذا يعني الاهتمام بكل المناطق الريفية بشكل عام.. الشيء الجيد في سورية مقارنة مع الكثير من الدول الأكثر تطوراً في منطقة الشرق الأوسط والتي اطلعت على تجاربها هو توزيع الخدمات خلال العقود الخمسة الماضية بين المدن الكبرى وبين الريف فهو توزيع عادل نسبياً ولكن يجب أن يكون أكثر عدالة.. في هذا الإطار مشروع المنطقة الشرقية مشروع هام جداً بدأنا به منذ عدة سنوات.. الفكرة مهمة ولكن لا أعتقد أن التطبيق حقق النتائج المرجوة ولا بد من إعادة دراسة مضمون هذا المشروع وآلياته من أجل تحقيق أفضل النتائج.

وقال الرئيس الأسد: أيضاً في مجال البطالة.. الصناعة تضررت لأسباب مختلفة لها علاقة بالأزمة المالية.. لها علاقة بالوضع داخل سورية.. بخفض القدرة الشرائية.. بالمنافسة التي أتت من الخارج.. طبعاً لا نعني بهذا الكلام أن نتراجع عن الانفتاح ولكن أن يكون الانفتاح مضبوطاً وإيجابياً وأن يحقق مصلحة الاقتصاد في سورية ولا يكون ضد مصلحة الاقتصاد أو ضد مصلحة المواطنين.

وأضاف الرئيس الأسد.. في مجال جذب الاستثمارات نتحدث دائماً عن الإعفاءات.. الإعفاءات لا تكفي.. المستثمر لا يبحث عن الإعفاءات فقط.. هو يبحث عن آليات صحيحة للاستثمار تمنع الفساد وتؤمن له عمالة مؤهلة.. فالتأهيل مهم بمقدار مكافحة الفساد وبمقدار تطوير العدل أو الجهاز القضائي الذي يؤدي إلى جذب المستثمرين.

تطوير القطاع العام بكل مجالاته لأنه ضامن للاستقرار ورافد للخزينة

وقال الرئيس الأسد: علينا أن نركز على تطوير القطاع العام بكل مجالاته.. القطاع العام ليس فقط معامل بل هو أيضاً خدمات للمواطنين.. القطاع العام أثبت بأنه ضامن للاستقرار في سورية.. هو رافد للخزينة وبنفس الوقت هو ضامن للاستقرار.. ودور الدولة في الاقتصاد الآن أصبح أكثر أهمية.. وخاصة مع الظروف العالمية وغلاء أسعار المواد في الخارج ومع ظهور حالات من الاحتكار التي تؤدي إلى رفع الأسعار.. فتقديم الدولة لمواد استهلاكية بأسعار معقولة يؤدي لحماية المواطن ويؤدي أيضاً بنفس الوقت لتخفيض الأسعار من قبل كل من يفكر بالاحتكار أو استغلال المواطن.

وتابع الرئيس الأسد.. عندما نقول إننا نهتم بالقطاع العام أيضاً لا يعني أننا لا نهتم بالقطاع الخاص.. والاهتمام بالقطاع الخاص لا يعني الاهتمام بكبار المستثمرين أو كبار رجال الأعمال فقط..بل أيضاً بالمهن الصغيرة التي تفتح في كل مكان.. في السابق كنا نعطي إعفاءات للمشاريع التي يبلغ رأسمالها عشرات الملايين.. الحقيقة أن الاقتصاد السوري يبنى على المشاريع الصغيرة والمتوسطة.. لا يبنى بالدرجة الأولى على المشاريع الكبيرة.. لذلك ربما الفكرة الصحيحة هي السير بالتوازي مع ميزات للمشاريع الكبيرة وميزات أخرى للمشاريع الصغيرة.

وأشار الرئيس الأسد إلى أن المواطنين يتحدثون عن العدل والعدالة.. هم يريدون العدالة في توزيع الدخل والثروة وبنفس الوقت بين المناطق وليس فقط بين الأشخاص.. بين المناطق كما قلت بين الريف والمدينة وبين المدن الكبرى والمدن الصغرى.. ويريدون قضاء متطوراً .. علينا أن نسير بأتمتة القضاء وهناك حاجة كبيرة للمزيد من القضاة ليتمكنوا من تسيير المعاملات أو القضايا الموجودة أمامهم وهي كثيرة جداً وبنفس الوقت هم بحاجة لدور قضاء في المناطق المختلفة من سورية لكي تستوعب العدد الجديد من القضاة والقضاء العادل هو أساس في الاستثمار.. أساس في الاستقرار.. أساس في الاقتصاد.. وأساس في العدل بين المواطنين بشكل عام.

البحث عن خطوات عملية لمكافحة الفساد

وأضاف الرئيس الأسد.. النقطة الأهم التي نسمعها يومياً هي الفساد.. الذي هو آفة الآفات ومصيبة المصائب في أي مجتمع عندما ينتشر الفساد فيه هدر للمال وهدر للأخلاق ولكل إمكانيات البلد وهو عكس التطوير تماماً.. تم طرح الكثير من الأفكار في السابق ولكنها كانت أفكاراً عامة.. لابد من البحث عن خطوات عملية لمكافحة الفساد.. أعتقد بأن أسوأ شيء هو أن يتهم مسؤول بالفساد.. ولذلك أرى أن يقوم المسؤولون في سورية.. ونبدأ من الحكومة بتقديم براءة ذمة “بيان” وأن يقوم وزراء الحكومة بتقديم بيان بالأملاك الخاصة وعندما يتهم مسؤول بالفساد نستطيع أن نعود لهذه الاستمارة أو لهذا البيان ونستطيع أن نقارن وضع هذا الشخص قبل وبعد الاتهام.. في بعض الدول يقال إن هذا البيان يقدم سنوياً وفي بعضها يقدم مرة واحدة.. المهم أن يكون لدينا مرجعية.. نحن بدأنا بتطبيق هذا الموضوع منذ حوالي ثلاث سنوات تقريباً ولكن لم يكن على مستوى وزراء ولم يكن شاملاً.. كان في البداية تجريبياً ولم نستخدم هذه البيانات.

وقال الرئيس الأسد: النقطة الثانية والتي طرحت كثيراً هي حول وجود هيئة لمكافحة الفساد.. هيئة فيها أشخاص موثوقون ويقومون بمهمتين.. التحقيق في الاتهامات بالفساد من جانب والتدقيق أحياناً في بعض القضايا التي ربما يكون هناك شك في نزاهة إجراءاتها لكي يطمئنوا إلى أن الإجراءات تسير بشكل صحيح.. على سبيل المثال مناقصة هامة فيها أرقام كبيرة من الممكن لهذه الهيئة الاطلاع عليها ومراقبتها.

معالجة الرشوة من خلال الإصلاح الإداري وتخفيف الاجراءات غير الضرورية وأتمتة العمل الإداري

وتابع الرئيس الأسد.. النقطة الثالثة هي الرشوة التي تدفع بشكل يومي بأرقام صغيرة.. ولكنها تنهك المواطن وتسبب الكثير من الغضب.. وطبعاً هذا شيء بديهي.. هذه الرشوة لا يمكن أن تعالج إلا من خلال الإصلاح الإداري الذي يتضمن .. أولاً تخفيف الإجراءات غير الضرورية بالنسبة للمعاملات.. ثانياً أتمتة العمل الإداري الذي هو بحاجة لإعادة هندسة كاملة للإجراءات وبنفس الوقت مراقبة الموظف ولكن إن لم نقم بعملية الأتمتة وتنظيم الإجراءات فسيكون من الصعب علينا أن نتمكن من السيطرة على هذا الموضوع.

وقال الرئيس الأسد: هناك جانب تم طرحه من أكثر من مسؤول في دول مختلفة حول المناقصات الكبرى التي تحصل والتي يمكن أن يكون هناك الكثير من الكلام حولها في المجتمع.. لا مانع من أن نكون شفافين مع الناس وأن تكون هذه المناقصات معلنة.. البعض منهم يعلنها حتى على التلفزيون بنقل مباشر.. أقصد عملية فض العروض أو ما شابه في بعض الحالات.. فكلما كنا شفافين كلما حمينا أنفسنا من أي تهم غير حقيقية.. طبعاً في نفس الإطار لابد من الإصلاح الضريبي لأنه منفذ كبير من منافذ الفساد في سورية.. صحيح أن الواردات الضريبية تحسنت خلال السنوات الماضية لكن ما زال الهدر في هذا الجانب كبيرا.. فالإصلاح الضريبي هو محور هام من أجل الوصول لمكافحة الفساد… أيضاً ضبط الإنفاق الحكومي ولو أنه لا يرتبط مباشرة بالفساد.. لكن قد يكون فيه جانب من الفساد وجانب من الإهمال أحياناً ولكن الإنفاق الحكومي غير المبرر علينا أن نتخلص منه سواء ما يتعلق بالسيارات أو بالوقود أو بالأبنية أو بالسفر غير الضروري وخاصة في هذه الظروف.. لا أعتقد أننا بحاجة لحضور مؤتمرات في أي مكان يجب على الوزراء أن يبقوا في هذه المرحلة في سورية.. الأولوية للوضع داخل البلد ويجب أن يكون القطاع العام شفافاً في نفقاته أمام الناس يطرح كل شيء ليكون المواطن مطلعاً على النفقات.. كيف تصرف ولماذا تصرف.. يعني الشفافية هي الأساس في كل هذه المحاور.

تطوير آلية العمل الحكومية وزيادة فعاليته ورفع كفاءة القرار المتخذ

وأضاف الرئيس الأسد.. هذه بعض النقاط التي ركز عليها المواطنون خلال لقاءاتي معهم ولكن حتى لو كان لدينا النية الجيدة لإنجاز أو لتحقيق هذه النقاط فلا يمكن فعلياً أن نحققها إلا من خلال تطوير آلية العمل الحكومية وزيادة فعالية العمل الحكومي ورفع كفاءة القرار المتخذ على مستوى الحكومة.

وأوضح الرئيس الأسد: هناك عدة مبادئ لابد أن تكون هي الأساس في العمل الحكومي.. أولا توسيع المشاركة عند اتخاذ القرار.. يعني المشاركة تشمل الكل من دون استثناء.. عندما نصدر مرسوماً.. من يطبق المرسوم.. لا يطبقه الوزير بل يطبقه الموظفون في مستويات أخرى.. هذا الموظف مطلع على إمكانية تطبيق هذا المرسوم من خلال خبرته.. فالأفضل أن يشارك برأيه فقد يكون هناك نقاط أحياناً غير واقعية لا تتماشى مع الواقع في القانون وربما يدلنا عليها.. فأولاً المشاركة داخل المؤسسة والمشاركة الثانية هي كما قلت في البداية مع المنظمات والنقابات التي يعنيها هذا القرار.. فهناك أصحاب مصالح ولديهم وجهات نظر.. عندما نوسع القرار نتأكد بأن هذا القرار الذي أصدرناه لكي يحقق مصالح تلك الفئة لن يتناقض مع مصالحها بجوانب أخرى وكلما وسعنا المشاركة كلما قلت نسبة الخطأ.. وكلما كان هناك من يدافع عن هذا القرار الحكومي والحكومة بحاجة إلى من يدافع عن قراراتها.

وأضاف الرئيس الأسد..أن هناك هيكليات صيغت في أزمنة مختلفة وربما كانت هذه الهيكليات ضرورية في مراحل معينة ولكنها لم تعد ضرورية اليوم.. إذا علينا أن نلغي هذه الهيكليات غير الضرورية.. وفي المقابل لابد من إحداث هيكليات نحن بحاجة إليها الآن.. على سبيل المثال نتحدث عن الرجل المناسب في المكان المناسب وتحدثنا كثيراً وكان هناك تجارب كثيرة ولكن كلها جزئية لم تحقق سوى الجزء اليسير مما نريد.. نحن بحاجة لبنية مركزية.. هناك دراسة الآن لموضوع هيئة.. هيئة إدارة عامة أو هيئة خدمة عامة.. المهم أنها بنية موجودة في رئاسة الوزراء معنية بالوظيفة العامة تقوم بتقييم وبوضع معايير وخطط للتدريب ومسار وظيفي لهذا الموظف.. على أي أساس يترفع.. على أي أساس يتم تقييمه.. كل هذه المعايير تكون مركزية وتطبق في الوزارات.. هذه واحدة من الهيكليات الجديدة الضرورية جداً للوصول إلى النوعية الأفضل في القطاع العام أو في الدولة.

أتمتة العمل الحكومي ووضع إطار زمني لأي مشروع أو لأي قانون

وقال الرئيس الأسد: أيضاً أتمتة العمل الحكومي بهدف الوصول إلى الحكومة الإلكترونية واعتقد بأننا في هذا المجال تأخرنا كثيراً عن كثير من الدول العربية أو غير العربية في منطقتنا.. عندما نؤتمت كما قلت نخفف الفساد ونختصر الوقت في الإنجاز ونخفف المعاناة عن المواطن أو المستثمر أو أي شخص له علاقة بمؤسسات الدولة.

وتابع الرئيس الأسد.. أيضاً لابد من وضع إطار زمني لأي مشروع أو لأي قانون.. عندما تعلن الحكومة أنها تدرس قانوناً فيجب أن تقول سننجز هذا القانون خلال زمن كذا.. سنقوم بمشروع ننجزه خلال زمن كذا.. لابد من وضع مشاريع وربطها بإطار زمني.. وهناك الآن مكتب متابعات في مجلس الوزراء يمكن لهذا المكتب أن يقوم بالمتابعة على الأقل من ناحية الإنجاز الزمني لكي يساعد رئيس الوزراء على تلافي التقصير من قبل أي مسؤول في الدولة.

وتطرق الرئيس الأسد إلى موضوع تخفيف المركزية وقال ..إن كثيراً من المسؤولين يميلون لسحب كل الصلاحيات من الموظفين ووضعها في أيديهم وهذا يؤثر سلباً على فاعلية العمل الحكومي.. أنا أطلب من كل وزير أن يعطي الصلاحيات كاملة لموظفيه ليكون لديه الوقت لكي يفكر بالاستراتيجية ولكي يراقب ويحاسب الموظفين عندما يقصرون أو يخطئون.

وأضاف الرئيس الأسد.. في إطار مشابه.. هناك موضوع اللجان.. يطرح موضوع على مجلس الوزراء فنقوم أو يقوم مجلس الوزراء بتشكيل لجنة.. في كثير من الأحيان هذه اللجان تشكل في مواضيع بالأساس هي من صلاحيات وزير.. وهذا خطأ.. الوزير هو المعني بدراسة هذا الموضوع وهو المسؤول وهو الذي يقترح.. إذا أراد الوزير أن يستعين بلجنة لا مانع.. هو يستطيع أن يستعين باللجنة.. ولكن أمام مجلس الوزراء المسؤول هو الوزير.. يمكن أن نشكل لجنة عندما يطرح موضوع جديد لا يرتبط بوزارة معينة.. موضوع عام يرتبط ربما بوزارات كثيرة.. يمكن في تلك الحالة أن نشكل لجنة لدراسة هذا الموضوع.. عدا عن ذلك لا يجوز أن نعفي الوزير من مسؤوليته وننقلها للجنة.. كيف نحاسب.. هل نحاسب اللجنة.. الوزير هو المعني بكل الأحوال.

وقال الرئيس الأسد: المذكرات المتداولة بين الوزراء ومستويات مختلفة.. كثير من المسؤولين في المستوى الأدنى يرفعون للمستوى الأعلى مذكرة عن المشكلة ولكن ليس فيها مقترح.. وتعود المذكرة مع كلمة “لتطبيق الأنظمة والقوانين”.. والشيء البديهي أن أي مسؤول يطبق الأنظمة والقوانين ولا يجوز أن يكون هناك شيء خارج الأنظمة والقوانين.. لكن المسؤول يرفع مذكرة عليها شيئان إما قرار أو مقترح.. من دون قرار أو مقترح يتحمل المسؤولية ويصبح مسؤولاً مقصراً ويلقي المسؤولية على المستوى الأعلى.. وإذا كان هذا المسؤول يعتقد أن هناك مقترحاً ليس من صلاحياته أو بحاجة إلى مخالفة الأنظمة والقوانين لمصلحة هامة فإنه يستطيع أن يقترح هذا الكلام على مجلس الوزراء.. ومجلس الوزراء يتخذ القرار ويبرره له.

وأضاف الرئيس الأسد.. معظم القضايا والمشاريع التي تطرح مرتبطة بأكثر من وزارة واحدة.. ولدينا مشكلة كبيرة في التعاون بين الوزراء.. الحل هو دائماً أن يكون في أي موضوع هناك جهة واحدة معنية حتى ولو تعددت الجهات المعنية بهذا الموضوع ولكن يجب أن يكون هناك وزارة هي تقود العمل وباقي الوزارات يكون عملها مساعداً أو مكملاً وبالتالي نتعامل مع هذا الوزير ولا نتعامل مع مجموعة وزراء في موضوع واحد.

وقال الرئيس الأسد: في كثير من الأحيان نطرح عدداً كبيراً من المشاريع وتستمر هذه المشاريع سنوات وربما عشرات السنوات في بعض الأحيان ولا تنجز.. الأفضل في مثل هذه الحالة.. طبعاً عندما ندفع أموالاً على مشروع ولا نستثمره فهذا هدر وإضاعة لهذه الأموال.. فعمليا نحن نضيع هذه الأموال لسنوات طويلة.. الأفضل في مثل هذه الحالة ان نختصر هذه المشاريع ويكون زمن الإنجاز قصيراً لكي تدخل مباشرة في الاستثمار وبعد دخولها في الاستثمار يمكن أن ننتقل لمجموعة مشاريع جديدة.. فإذا علينا ألا نشتت الجهود.. وكما قلت عندما نتحدث للمواطنين ونشرح لهم هذا الموضوع يقدرون معنا الأولويات الزمنية للمشاريع المطروحة.

وأوضح الرئيس الأسد أن الاعتماد على التشريعات طبعاً شيء مهم ولكن يجب أن نعرف أن التشريعات ليست أكثر من قاعدة للتطوير.. أما التطوير الحقيقي فهو يكون من خلال المشاريع المرتبطة بهذه القوانين.. فإذا علينا أن نفكر بشكل موسع بمشاريع تستهدف كما قلنا البطالة.. نستهدف البطالة.. نستهدف الزراعة.. نستهدف المنطقة الشرقية.. مشاريع يكون لها إدارة وتستند إلى القوانين التطويرية.. وهذه المشاريع تجعل المواطن يحس فعلاً بنتائج ملموسة.. أما أن نقول إننا أصدرنا قانوناً فلا يعني الكثير في معظم الحالات.

وأضاف الرئيس الأسد.. عندما نعلن الأرقام يجب أن تكون هذه الأرقام مرتبطة بواقع المواطن.. عندما نعلن أرقاماً مثلاً نسبة نمو اقتصادي ما نسبة النمو السكاني.. ما التضخم.. ما البطالة.. وما الأرقام الأخرى المرتبطة بها.. وما الوضع المعيشي.. دخل المواطن.. بالنسبة لهذه الأرقام.. الأرقام مهمة ولكن الأرقام تعطينا مؤشراً بالدرجة الأولى إلى أننا نستطيع أن نحقق الأفضل إذا كان الرقم إيجابياً ولكن ليس بالضرورة أن يعني هذا الرقم أن وضع المواطن أصبح أفضل.. فعلينا ألا نتحدث عن الأرقام بشكل مجرد.

وقال الرئيس الأسد: التشاركية كما قلت في البداية هي توسيع القرار.. ولكن هنا التشاركية لها معنى مختلف قليلاً لأن المهام كما قلت كبيرة جداً.. ولا تستطيع أي دولة أن تحقق كل المتطلبات.. إمكانياتنا معروفة لا نستطيع.. لكن هناك مجتمعا أهلياً نشيطاً في سورية وهو يتوسع بشكل سريع.. فلماذا لا نتشارك مع هذا المجتمع الأهلي في القطاعات المختلفة ونتوزع المهام ونتبادلها بدلاً من أن يكون هناك ازدواجية في المهام سواء مع منظمات المجتمع الأهلي أو مع المنظمات والنقابات التي يقوم البعض منها بمشاريع ونكتشف بعد فترة أن الدولة تقوم بنفس المشروع وتصرف المزيد من الأموال وهذا يعني هدراً.. فإذا يجب أن يكون هناك حوار معهم وتوزيع للمهام وبنفس الوقت المجتمع الأهلي هو مشاركة من المواطن وهو آلية وهو قناة من الأقنية التي تحدثنا عنها في البداية والتي تسمح للمواطن أن يشعر بأنه مسؤول مع الدولة ومشارك في بناء وطنه.

وتابع الرئيس الأسد.. عودة لموضوع التواصل.. هناك الحوار.. ولكن هناك التواصل الإعلامي لا تستطيعون بمجموعكم أن تتحاوروا مع كل الناس دفعة واحدة ولكن تستطيعون أن تقوموا بهذا العمل من خلال الإعلام.. على كل مسؤول.. على كل وزير أن يتحدث من وقت لآخر مع الإعلام.. يشرح ماذا فعل.. وماذا يفعل وكيف يفكر.. أحياناً بشكل معلن وأحياناً بشكل غير معلن.. وأن يدعو الصحفيين ويشرح لهم خارج إطار الإعلام لكي يكون لديهم الخلفية المعرفية بالقضايا التي تتم وبالتالي يكون الإعلام قادراً على نقل الصورة الحقيقية للمواطنين.

وأضاف الرئيس الأسد.. بالوقت نفسه هناك إمكانية لوجود الناطق باسم الحكومة ليس بالضرورة أن يكون ناطقاً رسمياً بالطريقة التقليدية بمعنى أن يكون شخصاً مهمته فقط ناطق رسمي.. بعض الحكومات أو بعض الدول تتبع هذا النموذج والبعض الآخر يضع وزيراً هو ناطق رسمي.. وفي بعض الحالات يكون المطلوب من وزير معين ليس بالضرورة الوزير المحدد كناطق رسمي أن يتحدث عن موضوع تقني لا يمكن للوزير الذي يأخذ دور الناطق أن يعبر عنه قد يكون موضوعاً تقنياً بحاجة للوزير نفسه.. ولكن عندما يكون هناك قرارات مهمة في اجتماعات مجلس الوزراء لابد من الحديث عنها وشرحها مباشرة بعد الاجتماع ويكون هناك سؤال وجواب وأيضاً هذه طريقة مهمة لفتح الأقنية بيننا وبين المواطن.

المواطن هو البوصلة ونحن نقوم بالسير معه في الاتجاه الذي يحدده

وأوضح الرئيس الأسد.. أن هناك حالة عامة وهي أن الاعتراف بالتقصير دائماً صعب ولكن علينا ألا نرى صعوبة إذا كان هناك تقصير أو فشل وقد يكون فشلاً مبرراً أو غير مبرر.. المهم أن نكون شفافين.. نقول هناك تقصير ونعدد الأسباب أيضاً.. الناس تتفهمنا عندما نكون واضحين في هذا الموضوع أما إنكار التقصير أو إنكار الفشل فهو الفشل بحد ذاته.

وأضاف الرئيس الأسد.. أنا دوري سيكون بالنسبة لكم هو مراقبة ومحاسبة ودعم.. أو دعم ومراقبة ومحاسبة.. نعطي الدعم الأولوية.. المهم أن نكون نحن والمواطنون طرفاً واحداً لا أن نكون طرفين.. المواطن هو البوصلة ونحن نقوم بالسير معه في الاتجاه الذي يحدده.. المهم أن نكون هنا فقط لخدمة هذا المواطن ومن دون هذه الخدمة لا مبرر لوجود أي واحد فينا.. المهم أن يشعر هذا المواطن بمواطنيته بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.

تواضعوا مع الناس لا مبرر للغرور لأنه بداية الانحدار وبداية الفشل وبداية السقوط

وقال الرئيس الأسد: النصيحة الأخيرة التي أنصحها لكل مسؤول ألتقي به وكل حكومة هي التواضع.. تواضعوا مع الناس لا مبرر للغرور فالغرور هو بداية الانحدار وبداية الفشل وبداية السقوط لأي إنسان ولأي دولة ولأي شعب عندما يصاب بالغرور.. عندما يصبح الإنسان مسؤولاً يجب أن يفقد شعوره بنفسه وبقيمته الذاتية ويشعر أن أي مواطن هو أعلى منه قيمة ولكنه يسترد هذه القيمة فقط من خلال رضا المواطن.. عندما يرضى المواطن فعليك أن تشعر كمسؤول بقيمتك كإنسان تستحق الاحترام ولكن أيضاً من دون غرور.

وختم الرئيس الأسد.. أتمنى لكم كل التوفيق في مهامكم وأتمنى أن نتمكن جميعاً أنا وأنتم وكل مسؤول في هذه الدولة من التعبير عن سورية.. سورية الشامخة التي تتموضع في قلب أمتها العربية وفي جوهر حياتها ونعبر فعلاً عما توصف به بلدنا.. قلب العروبة النابض.. مرة أخرى أتمنى لكم التوفيق وشكراً لكم…

من جانبه رئيس الحكومة الدكتور عادل سفر قال: سيدي الرئيس أتقدم باسمي وباسم زملائي الوزراء بشكري لثقتكم الغالية التي منحتمونا إياها وهي تلقي علينا مزيداً من المسؤولية للعمل على خدمة المواطن والوطن.. إننا ونحن نحمل هذه الأمانة نقدر حجم المسؤولية الوطنية الكبرى الملقاة على عاتقنا في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها وطننا الحبيب.

وأضاف سفر.. نعاهد سيادتكم على العمل الجاد على تنفيذ ما أعلنتم عنه من إصلاحات تخدم قضايا الوطن وتعالج هموم المواطنين وأن نعمل على التواصل مع المواطنين وكسب ثقتهم مع التركيز على أن يكون البرنامج الحكومي للمرحلة القادمة مبنياً على الموضوعية والشفافية والمحاسبة والبرامج الملموسة والزمنية لتطبيق الإصلاحات التي وجهتم بها.

وكانت الحكومة الجديدة أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس الأسد صباح أمس الأول.
=================
الرئيس الأسد: سورية بخير وخيارنا الوحيد هو التطلع للمستقبل وصنعه بدلاً من أن تصنعه الأحداث.. المطالب الملحة للشعب بوشر بتنفيذها قبل بدء الحوار..الحوار الوطني بات عنوان المرحلة الحالية

22 حزيران , 2011

دمشق-سانا

ألقى السيد الرئيس بشار الأسد ظهر أمس الأول كلمة على مدرج جامعة دمشق تناول فيها الأوضاع الراهنة قال فيها..

السلام عليكم وعلى سورية وعلى كل من يحمي هذا الوطن الغالي.. السلام على الشعب والجيش وقوى الأمن وكل من سهر ويسهر على منع الفتنة ووأدها في جحورها الكريهة.. السلام على كل أم فقدت عزيزاً وكل طفل فقد والداً وكل عائلة فقدت فلذة.. السلام على أرواح شهدائنا الذين أنبتت دماؤهم أقحواناً في الربيع والصيف عندما استبدلت فصول الإزهار والإثمار بفصول المؤامرة والقتل.. لكن حتى فصول المؤامرة تزهر في سورية.. إنها تزهر عزة ومناعة.

وأضاف الرئيس الأسد.. أخاطب اليوم عبركم كل مواطن سوري على امتداد الوطن.. وأردت أن يكون لقائي معكم مباشراً ترسيخاً للتفاعل والعفوية اللذين ميزا العلاقة بيننا وكنت أتمنى أن التقي كل مواطن سوري ولكن يقيني بأن اللقاء مع البعض منكم في أي مناسبة يجعلني أشعر بأني أتواصل معكم جميعاً. وأرسل عبركم التحية إلى كل مواطن ومواطنة.. إلى كل أخ وأخت.. إلى كل شاب وشابة.. إلى كل أب وأم وهم يعبرون عن تعلقهم بوحدة وطنهم ويعملون من أجل سلامته ويقدمون الغالي والرخيص كي يبقى قوياً.

وإن تأخرت عليكم بالكلام رغم الحاح البعض علي ممن التقيت بهم للحديث الى المواطنين فذلك لأني لا أريد منبراً دعائياً فلم أشأ الحديث عما سننجزه وإنما عما تم إنجازه أو في طريقه إلى الإنجاز وليكون جوهر ومضمون حديثي مبنياً على ما سمعته ولمسته من المواطنين خلال الأسابيع الماضية.. فالمصداقية التي شكلت أساس العلاقة بيني وبين الشعب والتي بنيت على الفعل لا القول.. على المضمون لا الشكل هي التي بنت الثقة التي شعرت بكبرها وأهميتها خلال اللقاءات الشعبية التي عقدتها مؤخراً والتي وإن كانت مع مجموعات قليلة العدد قياساً إلى مجمل الشعب السوري الكبير إلا أنها جسدت بشكل واضح عظمة هذا الشعب الذي ينضح وعياً وطنياً وطيبة وذكاء وإباء.

وقال الرئيس الأسد: تأخري في الحديث حتى اليوم فسح المجال للكثير من الشائعات في البلد.. أنا سمعتها وأنتم سمعتموها.. الشائعات ليست مهمة الأهم بالنسبة لي الزمن الذي كان ضرورياً.. فكل يوم كانت الأحداث تأتي بمعلومات جديدة وكل لقاء بيني وبين المواطنين مع الوفود الشعبية الكثيرة والعديدة التي التقيت بها كان يأتي بمزيد من المعلومات.

وأضاف الرئيس الأسد.. بالنسبة للإشاعات كان الكثير من الوفود عندما يدخل كي يطمئن على عدم صحة الإشاعة أو ليطمئن عني أنا شخصياً أريد أن أقول إن كل ماسمعتموه عن إشاعات متعلقة بالرئيس وعائلته وعمله ليس لها أساس وكلها خاطئة وغير صحيحة سواء كانت مغرضة أم بريئة.

الشهداء الذين سقطوا خسارة كبيرة لأهلهم وذويهم وللوطن وخسارة ثقيلة لي شخصيا

وقال الرئيس الأسد: نلتقي اليوم في لحظة فاصلة في تاريخ بلدنا.. لحظة نريدها بإرادتنا وتصميمنا أن تكون فاصلة بين أمس مثقل بالإضطراب والألم سالت فيه دماء بريئة أدمت قلب كل سوري وغد مفعم بالأمل في أن تعود لوطننا أجمل صور الألفة والسكينة التي طالما نعم بها على أرضية مكينة من الحرية والتكافل والمشاركة.. أيام صعبة مرت علينا دفعنا فيها ثمناً كبيراً من أمننا واستقرارنا من خلال محنة غير مألوفة خيمت على بلدنا أدت إلى حالات من الاضطراب والخيبة بفعل حوادث شغب وأعمال قتل وترويع للمواطنين وتخريب للممتلكات العامة والخاصة تخللت الاحتجاجات الشعبية سقط خلالها أعداد من الشهداء سواء من المواطنين أم من رجال الأمن والشرطة والقوات المسلحة وجرحت أعداد كبيرة أخرى وكانت خسارة كبيرة لأهلهم وذويهم وخسارة كبرى للوطن.. ولي شخصياً كانت خسارة ثقيلة واني اذ أرجو من الله سبحانه وتعالى الرحمة والمغفرة لجميع الشهداء فإني أتقدم بالتعزية القلبية لأسرهم وذويهم.

وتابع الرئيس الأسد.. بالقدر الذي تعز علينا خسارتهم وما تحمله من ألم وحسرة بالقدر الذي تدفعنا لتأمل هذه التجربة العميقة والمهمة بجانبها السلبي وما تحمله من خسائر بالأرواح والممتلكات والأرزاق في المستوى المادي والمعنوي وبجانبها الإيجابي وما يحمله من اختبارات مهمة لنا جميعاً اكتشفنا من خلالها معدننا الوطني الحقيقي بقوته ومتانته وبنقاط ضعفه.

وبما أن الزمن لا يعود للوراء فخيارنا الوحيد هو التطلع إلى المستقبل وهذا الخيار نمتلكه عندما نقرر أن نصنع المستقبل بدلاً من أن تصنعه الأحداث.. عندما نسيطر عليها بدلاً من أن تسيطر علينا.. نقودها بدلاً من أن تقودنا.. وهذا يعني أن نقوم بالبناء على تجربة غنية أشارت إلى نقاط الخلل وعلى تحليل عميق استخلص العبر بحيث نحول الخسائر إلى أرباح فترتاح أرواح شهدائنا التي لن تكون حينئذ مجرد دماء مهدورة بل دماء ضحى بها أصحابها من أجل أن تزداد قوة ومناعة وطنهم.

وقال الرئيس الأسد: في كل ذلك نحن ننظر للأمام.. ورؤية المستقبل تتطلب حتماً قراءة عميقة للماضي وفهماً دقيقاً للحاضر.. ومن البديهي أن يكون السؤال السائد اليوم ما الذي يحصل.. ولماذا.. وهل هي مؤامرة ومن يقف خلفها.. أم هي خلل فينا فما هو هذا الخلل… وغيرها من التساؤلات الكثيرة والطبيعية في مثل هذه الظروف.

الحل هو في معالجة مشاكلنا بأيدينا وتلافي التراكمات التي تضعف مناعتنا الوطنية

وأضاف الرئيس الأسد.. لا أعتقد أن سورية مرت بمرحلة لم تكن فيها هدفاً لمؤامرات مختلفة قبل أو بعد الإستقلال لأسباب عديدة بعضها مرتبط بالجغرافيا السياسية المهمة لسورية والبعض الآخر مرتبط بمواقفها السياسية المتمسكة بمبادئها ومصالحها.. فالمؤامرات كالجراثيم تتكاثر في كل لحظة وكل مكان ..لا يمكن إبادتها وإنما يمكن العمل على تقوية المناعة في أجسادنا لصدها.. فما رأيناه من مواقف سياسية وإعلامية ليس بحاجة للكثير من التحليل ليؤكد وجودها.. ومواجهتها لا تكون بإضاعة الوقت بالحديث عنها أو بالخوف منها بل تكون بالبحث عن نقاط الضعف الداخلية التي يمكن أن تنفذ منها وترميمها.. وعندها لا يكون من الأهمية بمكان الحديث عن مخطط رسم في الخارج ونفذ لاحقاً في الداخل.. أم ان ظهور الخلل هو الذي شجع الآخرين على محاولات التدخل لأن الحل هو في معالجة مشاكلنا بأيدينا وتلافي التراكمات التي تضعف مناعتنا الوطنية.

وقال الرئيس الأسد: الجراثيم تتواجد في كل مكان على الجلد وداخل الأحشاء ولم يفكر العلماء عبر تاريخ التطور العلمي بأن يقوموا بإبادة الجراثيم وإنما فكروا دائماً كيف نقوي مناعة أجسادنا وهذا ما علينا أن نفكر به أهم من التحليل بالنسبة للمؤامرة لأنه لا أعتقد أن المعطيات ستظهر قريباً كل التفاصيل وربما لن تظهر خلال سنوات ولكن البعض يقول إنه لا توجد مؤامرة وهذا الكلام غير موضوعي ليس بالنسبة للأزمة وإنما بالنسبة للظروف والتاريخ أو السياق التاريخي لسورية.. فماذا نقول عن المواقف السياسية الخارجية الفاقعة بضغطها على سورية وبمحاولات التدخل في الشأن الداخلي ليس حرصاً على المواطن السوري وإنما من أجل الوصول إلى ثمن معروف مسبقا.. تنازلوا عن كل ما تتمسكون به من مبادئ وحقوق ومصالح وسياسات وغيرها.. وماذا نقول عن هذه المواقف السياسية وماذا نقول عن الضغط الإعلامي وماذا نقول عن الهواتف المتطورة التي بدأنا نجدها في سورية تنتشر بين أيدي المخربين وماذا نقول عن التزوير الذي شاهدناه جميعا لا يمكن أن نقول عنه عملاً خيرياً وهو بكل تأكيد مؤامرة ولكن لن نضيع وقتنا وقلت هذا الكلام أمام مجلس الوزراء وقلته في خطاب مجلس الشعب وأؤكد عليه دائماً وعلينا أن نركز على الوضع الداخلي وفي هذا الخطاب لن أتحدث سوى في الوضع الداخلي ولن أعير الاهتمام لأي شيء خارجي لا سلباً ولا إيجاباً.

الحاجات الملحة للبعض لاتبرر مطلقاً السعي لنشر الفوضى أو خرق القانون أو إلحاق الضرر بالمصالح العامة

وأضاف الرئيس الأسد.. أن ما يحصل في الشارع السوري الآن له ثلاثة مكونات الأول هو صاحب حاجة أو مطلب يريد من الدولة تلبيتها له ولقد تحدثت سابقاً عن المطالب المحقة فهذا واجب من واجبات الدولة تجاه مواطنيها عليها العمل من دون كلل لتحقيقها ضمن إمكانياتها وعلينا جميعاً في مواقع المسؤولية أن نستمع إليهم ونحاورهم ونساعدهم تحت سقف النظام العام.. فلا سعي الدولة لتطبيق القانون وفرض النظام يبرر اهمال مطالب الناس ..ولا الحاجات الملحة للبعض تبرر مطلقاً السعي لنشر الفوضى أو خرق القانون أو إلحاق الضرر بالمصالح العامة.

وقال الرئيس الأسد: بالنسبة لهذا المكون التقيت بالعديد منهم وعندما أقول هذا المكون أصحاب الحاجات فلا يعني المتظاهرين تحديداً وإنما يعني كل من هو صاحب حاجة البعض منهم خرج للتظاهر والقسم الأكبر لم يخرج للتظاهر لكن هو صاحب حاجة فعلينا أن نتعامل معه.. أنا التقيت بوفود عديدة البعض منها من المتظاهرين والبعض منها من غيرهم من كل المناطق والأطياف وأستطيع أن أقول أول شيء علينا أن نميز بين هؤلاء وبين المخربين.

وأضاف الرئيس الأسد.. المخربون هم مجموعة قليلة فئة صغيرة مؤثرة حاولت استغلال الآخرين وحاولت استغلال الأكثرية الطيبة من الشعب السوري من أجل تنفيذ مآرب عديدة.. فالتمييز بين الفئة الأولى والثانية هام جداً.. هذا المكون مكون وطني كل المطالب التي سمعتها او التي طرحت طرحت تحت سقف الوطن لا يوجد أجندات خارجية ولا ارتباطات خارجية وهم ضد أي تدخل خارجي تحت أي عنوان.. هم يريدون المشاركة وعدم التهميش والعدالة.. هناك نقاط كثيرة طرحت.. على سبيل المثال هناك أشياء متراكمة منذ 3 عقود منذ مرحلة الصدام مع الإخوان المسلمين تلك المرحلة السوداء في الثمانينيات ما زال البعض أجيال جديدة تدفع ثمن تلك المرحلة.. عدم توظيف وعدم إعطاء موافقات أمنية لقضايا مختلفة يعني عملياً حملنا نفساً وزر أخرى وهذا الشيء غير صحيح وبدأنا بحل هذا النوع من المشاكل وسمعت هذه النقاط تحديداً من أكثر من وفدين وأذكر منهم إدلب وحماة على وجه التحديد وبدأنا بحل هذه المشكلة وسنقوم بحلها نهائياً لا يجوز أن نبقى نعيش بعد 3 عقود في مرحلة سوداء.. هذه القضايا تتعلق بالعدالة والظلم ويشعر بها كل مواطن.

وقال الرئيس الأسد.. هناك قضايا أخرى لها علاقة بموضوع مثلاً جوازات السفر بالرغم من أننا منذ نحو سنتين أعطينا توجيهات لكل السفراء بالخارج أن يبدؤوا بإعطاء جوازات السفر حتى للمطلوبين سواء كانوا فارين أو غير فارين لكن يعتقدون أنهم مطلوبون في سورية.. عدد كبير من هؤلاء كان يشعر بالخوف ولم يذهب للسفارات لاستلام جواز السفر.. حتى بعد العفو الأخير لم يقوموا باستلام جوازاتهم مازال هناك نوع من الخوف يمنع الناس من المبادرة تجاه مؤسسات الدولة وهذا الخوف يشعرهم بوجود الظلم أحياناً.

وأضاف الرئيس الأسد.. بما أننا مررنا على موضوع العفو ففي لقاءاتي الأخيرة شعرت أن هذا العفو لم يكن مرضياً للكثيرين والحقيقة أن هذا العفو هو أشمل عفو صدر منذ نحو 23 عاماً وأعتقد أن العفو المماثل كان في عام 1988 ومع ذلك هناك رغبة بأن يكون هذا العفو أشمل وعادة نحن لا ندخل بالأسماء بل بالمعايير ونقول نعفو عن الجميع ما عدا مثلاً المخدرات والإرهاب والتمرد المسلح والقضايا الأخلاقية وما شابه ومع ذلك في هذه الظروف واعتماداً على ما سمعته من عدد من الأشخاص ووردني من أشخاص آخرين لم ألتق بهم فسأطلب من وزارة العدل أن تقوم بدراسة ما هو الهامش الذي يمكن أن نتوسع به في العفو ولو بمرسوم آخر بشكل يشمل آخرين دون أن يضر مصلحة وأمن الدولة من جانب وبنفس الوقت مصالح المواطنين المعنية بالحقوق الخاصة للمواطنين أصحاب الدم على سبيل المثال.

وقال الرئيس الأسد: اما المكون الثاني فيمثله عدد من الخارجين على القانون والمطلوبين للعدالة بقضايا جنائية مختلفة وجدوا في مؤسسات الدولة خصماً وهدفاً لأنها عقبة في وجه مصالحهم غير المشروعة ولأنهم مطاردون من قبل أجهزتها.. فالفوضى بالنسبة لهؤلاء فرصة ذهبية لا بد من اقتناصها من أجل بقائهم طلقاء وتعزيز أعمالهم غير القانونية.. وإذا كان من البديهي أن نسعى لتطبيق القانون على الجميع فهذا لا يعفينا من البحث عن حلول ذات أبعاد اجتماعية من شأنها أن تبعد هؤلاء عن سلوك الطريق الخاطئ وتدفعهم ليكونوا مواطنين صالحين مندمجين بمجتمعهم.

وتابع الرئيس الأسد.. قد يكون السؤال ما هو عدد هؤلاء… أنا شخصياً فوجئت بهذا العدد كنت أعتقد أنه بضعة آلاف في السابق, العدد في بداية الأزمة 64 ألفاً وأربعمئة وكسور تخيلوا هذا الرقم من المطلوبين لقضايا مختلفة تصل أحكامهم من بضعة أشهر حتى الإعدام وهم فارون من وجه العدالة.. 24 ألفاً من هؤلاء حكمه من ثلاث سنوات فما فوق وطبعاً منذ أيام تراجع هذا العدد قليلاً أقل من 63 ألفا لأن البعض منهم سلم نفسه للسلطات المختصة والعدد 64 ألفاً أكثر أو أقل يعادل بالمعنى العسكري تقريباً خمس فرق عسكرية.. أي تقريباً جيش كامل.. لو أراد بضعة آلاف من هؤلاء أن يقوموا بحمل السلاح والقيام بأعمال تخريب تستطيعون أن تتخيلوا مدى الضرر الذي من الممكن أن يلحق بالدولة.

وأضاف الرئيس الأسد.. أما المكون الثالث فهو الأكثر خطورة بالرغم من صغر حجمه وهو يمثل أصحاب الفكر المتطرف والتكفيري.. هذا الفكر الذي اختبرناه وعرفناه منذ عقود عندما حاول التسلل إلى سورية واستطاعت أن تتخلص منه بوعي شعبها وحكمته.

واليوم لا نرى هذا الفكر مختلفاً عما رأينا منذ عقود فهو نفسه وما تغير هو الأدوات والأساليب والوجوه.. فهو يقبع في الزوايا المعتمة ولا يلبث أن يظهر كلما سنحت له الفرصة وكلما وجد قناعاً يلبسه فهو يقتل باسم الدين ويخرب تحت عنوان الإصلاح وينشر الفوضى باسم الحرية.

المسلحون استخدموا المسيرات السلمية كغطاء واعتدوا على المدنيين والشرطة والعسكريين

وقال الرئيس الأسد: من المحزن أن يكون في أي مجتمع في العالم مجموعات تنتمي لعصور أخرى عصور غابرة.. تنتمي إلى فترة لا نعيشها ولا ننتمي إليها وهي في الحقيقة العقبة الأكبر في عملية الإصلاح لأن التطوير يبدأ بالإنسان لا يبدأ بالكمبيوتر ولا يبدأ بالآلة ولا يبدأ بالتشريعات ولا يبدأ بشيء بل يبدأ بالإنسان.. فإذا علينا تطويق هذا الفكر إذا أردنا فعلا أن نتطور.. وهناك مكونات أخرى وأنا لم أتحدث عن المكون الخارجي ودوره في الأزمة ولم أتحدث عن المكونات التي نعرفها جميعاً فهناك أشخاص تدفع لهم أموال ليقوموا بعمليات التصوير والتعامل مع الإعلام والبعض تدفع له أموال ليشارك في مظاهرات لمدة دقائق ويتم تصويرها وهي مكونات لا تهمنا كثيرا لذلك وبمراقبة المسار والأحداث كان التصعيد والفوضى هما المرادف لكل خطوة إصلاحية أعلن عنها أو تم إنجازها وعندما فقدت المبررات كلياً كان استخدام السلاح هو الخيار الوحيد أمامهم لتنفيذ المخطط.. ففي بعض الأحيان استخدمت المسيرات السلمية كغطاء يختبئ تحته المسلحون.. وفي أحيان أخرى كانوا يقومون بالإعتداء على المدنيين والشرطة والعسكريين عبر الهجوم على المواقع والنقاط العسكرية أو عبر عمليات الإغتيال.. أغلقت المدارس والمحلات في الأسواق والطرق العامة بقوة السلاح.. تعرضت الممتلكات العامة للتخريب والنهب والحرق المقصود.. فصلت المدن عن بعضها من خلال قطع الطرق الرئيسية التي تصل بينها.. وما يعنيه ذلك من تهديد مباشر لنسف الحياة اليومية للمواطنين لأمنهم وتعليمهم واقتصادهم وللتواصل مع عائلاتهم.

وأضاف الرئيس الأسد.. شوهوا صورة الوطن خارجياً وفتحوا الأبواب بل دعوا إلى التدخل الخارجي.. وحاولوا بذلك إضعاف الموقف السياسي الوطني المتمسك بعودة الحقوق الوطنية كاملة.

عملوا على استحضار خطاب مذهبي مقيت لا ينتمي إلينا ولا ننتمي إليه ولا نرى فيه سوى التعبير عن فكر قبيح.. حاشى ديننا وتاريخنا وتقاليدنا أن تربط به أو تقربه.. وحاشى انتماؤنا الوطني والقومي والأخلاقي أن يدنس به.

وقال الرئيس الأسد: طبعاً في كل هذه الأمور ما عدا المكون الأول أنا أتحدث عن قلة قليلة لا تمثل سوى جزء بسيط جداً من الشعب السوري لذا الموضوع ليس مقلقاً لكن أقول مرة أخرى لا بد من معالجته.. فعندما فشلوا في المرحلة الأولى عندما حاولوا استغلال المكون الأول وهو أصحاب المطالب انتقلوا للصدام المسلح والأعمال المسلحة وعندما فشلوا في هذه المرحلة انتقلوا إلى نوع جديد من العمل بدؤوا به في جسر الشغور عندما ارتكبوا المجازر الشنيعة التي رأينا صورها في الإعلام.. قتلوا رجال الأمن ودمروا مراكز البريد التي هي ملك الشعب والمدينة التي يعيشون فيها هي التي تستخدمها.. هناك حقد كبير.. المهم أنهم كانوا يمتلكون أسلحة متطورة لم تكن موجودة في السابق وأجهزة اتصالات متطورة وانتقلوا لعمل آخر حاولوا بالقرب من معرة النعمان أن يستولوا على مخازن استراتيجية للوقود وتمكنوا من احتلالها واضطرت القوات المسلحة للتدخل من أجل استعادتها وفوجئنا بأنهم يملكون سيارات رباعية حديثة ركبت عليها أسلحة متطورة للتعامل حتى مع الحوامات وأيضاً أجهزة اتصال.

وأضاف الرئيس الأسد.. وحاولوا أن يرتكبوا مجزرة أخرى في معرة النعمان أيضاً بحق مفرزة أمنية وكادوا ينجحون لولا تدخل أهل المدينة الذين حموا المفرزة في بيوتهم والبعض دفع الثمن عندما عذب وضرب وكسرت عظامه وغيرها.. وأنا أوجه التحية لهؤلاء الذين وقفوا هذا الموقف الوطني وأتمنى أن ألتقي بهم قريباً.

الرد على المؤامرة أتى من قبل الشعب الذي هب بمجمله ليثبت مرة أخرى وعيه الوطني الذي فاق التوقعات

وقال الرئيس الأسد: هناك أشخاص كثر حاولوا أن يقوموا بأعمال مشابهة.. منع الفتنة في أماكن مختلفة من سورية والكثير منهم نجح والبعض حتى الآن لم ينجح ولو لم يكن هناك هذا الشعور الوطني لدى الكثيرين لكان الوضع في سورية أسوأ بكثير من الآن.. لكن الرد أتى من قبل الشعب السوري الذي هب بمجمله ليثبت مرة أخرى وعيه الوطني الذي فاق التوقعات في ظل هجمة افتراضية غير مسبوقة لم يكن من السهل خلالها التمييز بين الحقيقي منها والوهمي وبين الأصلي والمزور.. لكن الحس الوطني والحدس التاريخي اللذين يمتلكهما شعبنا والمبنيين على تراكمات من الخبرة عبر الأجيال كانا أقوى بما لا يقاس.. وأهمية هذه التجربة إذا أنها أظهرت مدى الوعي الوطني الذي يشكل الضمانة الأهم لنجاح عملية التطوير التي نقوم بها والتي ترتكز على ثلاثة أسس هي الوعي والأخلاق والمؤسسات.. وغياب أي منها سيؤدي حتماً لانحراف العملية عن أهدافها وسيؤدي إلى فشلها وما يعنيه ذلك من آثار خطيرة على مجتمعنا وعلى مستقبلنا.

وأضاف الرئيس الأسد.. ما يحصل اليوم من قبل البعض ليس له علاقة بالتطوير أو بالإصلاح.. ما يحصل هو عبارة عن تخريب وكلما حصل المزيد من التخريب كلما ابتعدنا عن أهدافنا التطويرية وعن طموحاتنا.. وأنا هنا لا أقصد التخريب المادي فقط فهذا إصلاحه قد يكون أكثر سهولة.. لكنني أقصد بالدرجة الأولى التخريب النفسي والأخلاقي والسلوكي الذي يصعب إصلاحه مع الوقت والذي نرى البعض يعمل على تكريسه.. ويكرس معه تدريجياً عدم احترام المؤسسات وما ترمز إليه وطنيا وبالتالي تراجع الحالة الوطنية التي تشكل وتؤسس وتحمي الوطن وهذا بالضبط ما يريد أعداؤنا أن نقوم به وأن نصل إليه.

وقال الرئيس الأسد: اليوم لدينا جيل من الأطفال تربى بهذه الأحداث أو تعلم الفوضى عدم احترام المؤسسات.. عدم احترام القانون.. كره الدولة.. هذا الشيء لا نشعر بنتائجه اليوم سنشعر بنتائجه لاحقاً وسيكون الثمن غالياً.. وأريد أن أسأل هنا هل أوجدت الفوضى مزيداً من فرص العمل للباحثين عنها.. هل حسنت الأوضاع العامة.. هل حسنت الأمن الذي كنا ننعم بوجوده ونفاخر به.. فلا تطوير دون استقرار.. ولا إصلاح عبر التخريب ولا عبر الفوضى.. والقوانين والقرارات وحدها لن تكون كافية لتحقيق أي تقدم بمعزل عن البيئة السليمة التي يجب أن تحيط بها.

وأضاف الرئيس الأسد.. إذاً علينا أن نصلح ما تخرب ونصلح المخربين أو نعزلهم وعندها نستطيع الاستمرار بالتطوير.. كل ما سبق يتصل بالمبادىء والتشخيص أما في الممارسة فنبدأ من الواقع والواقع يبدأ من الناس.. لذلك بدأت بسلسلة طويلة من اللقاءات التي شملت مختلف الشرائح والفئات من مختلف المناطق والمحافظات في سورية بهدف فهم ورؤية هذا الواقع كما هو أو بأقرب ما يمكن إلى حقيقته من الزوايا المختلفة التي ينظر منها المواطنون السوريون.. بالشكل الذي يساعدنا على ترتيب أولويات مؤسسات الدولة بما يتوافق مع أولويات المواطنين.

وقال الرئيس الأسد: أردت أن أفهم التفاصيل المباشرة من المواطنين بعيداً عن أي أقنية قد تقوم بعملية تصفية أو فلترة للمعلومات..ربما تنقل المعلومة كاملة ولكن لا تنقل المشاعر والعلاقة بين الناس هي ليست فقط علاقة معلومات وحقائق وإنما أيضاً مشاعر.

وأضاف الرئيس الأسد.. أردت أن أبني كل ما سأقوله في المستقبل على هذه اللقاءات.. عملياً جوهر هذا الكلام وهذا الخطاب وهذا الحديث مبني على تلك الحوارات التي تمت بيني وبينهم أردت أن أكون على الأرض وكما قلت التقيت بكل أنواع الناس وبكل الأطياف متظاهرين وغير متظاهرين والحقيقة أنا اعتبر أن أهم عمل قمت به خلال وجودي في موقع المسؤولية هو هذه اللقاءات بالرغم من صعوبة الظروف وبالرغم من الآلام والإحباطات الموجودة في الأجواء العامة المحيطة بها إلا أنني استطيع أن أقول إن الفائدة منها كانت مذهلة والمحبة والحب الذي لمسته من أولئك الأشخاص الذين يعبرون عن معظم الشعب السوري محبة لم أشعر بها في أي مرحلة من مراحل حياتي وأتمنى بكل تأكيد أن أبادل هذه المحبة أولئك الأشخاص وأبادل هذه المحبة لكل مواطن سوري لاأعرفه ولكن أتمنى أن التقي به في لقاءات مشابهة ولكن أتمنى أكثر أن أتمكن من تحويل هذه المحبة إلى عمل.. وهذا الشيء يمكن أن يتم بمساعدتكم.

وقال الرئيس الأسد: كانت لقاءاتي مفيدة وصريحة وعميقة وشاملة تطرقت لكل المواضيع المطروحة من دون استثناء بعضها محلي على مستوى المدينة والمحافظة وبعضها شامل للقطر وكانت الأولويات بالنسبة لي هي المواضيع التي تمس الشرائح الأوسع من الشعب قبل القضايا المحلية على أهميتها.

عبر المواطنون في تلك اللقاءات عن غضبهم الممزوج بالمحبة وعن عتبهم المصقول بالوفاء لشعورهم بأن دولتهم ابتعدت عنهم سواء ببعض السياسات أم ببعض الممارسات.. ولمست معاناة مرتبطة بجوانب عدة.. بعضها مرتبط بالجانب المعيشي والخدمي وبعضها متعلق بالمساس بكرامة المواطن أو بتجاهل آرائه أو إقصائه عن المشاركة في مسيرة البناء التي يعتبر هو غايتها وجوهرها.. لكني لمست أيضاً حب هذا الشعب الذي طالما مدني بصدقه ووقفاته الأبية.. بالقوة والاستمرار في خطنا السياسي ونهجنا المقاوم.. أما الفساد فلمست الرغبة العارمة باجتثاثه كسبب رئيسي من أسباب عدم تكافؤ الفرص وافتقاد العدالة.. وما يولده من شعور بالغبن والظلم والقهر.. عدا عن تداعياته الأخلاقية الخطيرة على المجتمع.

الفساد هو النتيجة لانحدار الأخلاق وتفشي المحسوبيات وغياب المؤسسات.. لابد من العمل فوراً لتعزيز المؤسسات بالتشريعات المتطورة وبالمسؤولين الذين يحملون المسؤولية

وقال الرئيس الأسد: والأخطر من كل ذلك هو ما أوجده الفساد في بعض الحالات من تفرقة وتمييز غير عادل بين بعض المواطنين على أسس ضيقة بغيضة.. وهذا بحد ذاته كاف لتقويض أشد الأوطان مناعة.

فالفساد هو النتيجة لانحدار الأخلاق وتفشي المحسوبيات وغياب المؤسسات والتي بغيابها يغيب الضامن والحامي للحالة الوطنية لتحل محلها الإنتماءات الضيقة.. لا بد إذاً من العمل فوراً لتعزيز المؤسسات بالتشريعات المتطورة وبالمسؤولين الذين يحملون المسؤولية بدلاً من أن يحملهم المنصب أو الكرسي.. ولن يكون هناك أي تساهل بشأن من هو غير قادر على حملها.. لكن النجاح في ذلك لن يتم إلا من خلال إيجاد الأقنية التي يمكن للمواطن من خلالها المشاركة والمراقبة والإشارة إلى الخطأ.

وأضاف الرئيس الأسد.. أنا قلت لكثير من الوفود تستطيع الدولة أن تتعامل أو أن تكافح أو أن تقلل من الفساد في المستويات العليا أما في المستويات الأدنى فلا بد من إيجاد أقنية وهذا من مهام هيئة مكافحة الفساد التي انتهت اللجنة من دراسة آلياتها مؤخراً.

أنا لا أقصد الفساد عندما نتحدث.. يعني كيف سنقوم بالعمل.. يقال كلام جميل كيف سنطبقه وليس مديحاً.. هذا كلام جميل لكن كيف السبيل إليه… فمن السهل أن نقول يجب علينا ولكن التنفيذ يبقى هو الفيصل.. كما قلت منذ قليل فإن هدفي من اللقاءات كان معرفة الواقع بصورة أعمق.. لكنني وجدت نفسي في قلب حوار وطني حقيقي.. والحوار الوطني لا يعني نخباً محددة.. ولا حوار المعارضة مع الموالاة أو السلطة.. وليس محصوراً بالسياسة فقط.. بل هو حوار كل أطياف الشعب حول كل شؤون الوطن.

وقال الرئيس الأسد: فإذا افترضنا أن حجم السلطة بمقياس معين وحجم المعارضة بمقياس معين ففي كل الدول وفي كل المجتمعات القسم الأكبر من الشعب هو الذي لا ينتمي لا للطرف الأول ولا للطرف الثاني فلا يمكن أن نتحدث عن حوار وطني وتخطيط لمستقبل أو رسم مستقبل سورية لأجيال وعقود بإهمال القسم الأكبر من الشعب وهنا برزت فكرة الحوار الوطني بالشكل الذي بدأنا به مؤخراً.

وأضاف الرئيس الأسد.. وإذا كنت بلا شك جزءاً من حوار وطني فلا أستطيع الإدعاء بأني أنجزته.. فأنا بنهاية الأمر فرد ومن التقيت بهم هم مئات أو آلاف بينما الوطن يضم عشرات الملايين.

من هنا انطلقت الفكرة الأساسية حول إطلاق حوار وطني تشارك فيه أوسع الشرائح الإجتماعية والفكرية والسياسية في القطر بشكل مؤسسي وتم لهذه الغاية تشكيل هيئة حوار وطني تكون مهمتها وضع الأسس والآليات الكفيلة بقيام حوار شامل لمختلف القضايا التي تهم جميع أبناء الوطن.. يسمح من جانب بمناقشة مسودات القوانين المطروحة في هذه المرحلة.. ويفسح المجال من جانب آخر للمساهمة في صياغة مستقبل سورية بمعناه الشامل للعقود والأجيال المقبلة ويساعدنا جميعاً على إنضاج رؤية واضحة لهذا المستقبل.. ويدفع الحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي في وطننا ريثما تأخذ الأحزاب دوراً أوسع في الحياة العامة بعد إقرار قانون جديد للأحزاب.. وقد برز الكثير من الآراء حول الصيغ الممكنة للحوار وسيكون من أولى مهام هيئة الحوار الوطني التشاور مع مختلف الفعاليات من أجل الوصول للصيغة الأفضل التي تمكننا من تحقيق مشروعنا الإصلاحي ضمن برامج محددة.. وآجال محدودة.

الحوار الوطني بات عنوان المرحلة الحالية

وقال الرئيس الأسد: وكما قلت أنا أمام مجلس الوزراء كل شيء يجب أن يكون مرتبطاً بزمن واعتقد أن مطلبكم جميعا هو كل شيء نتحدث عنه.. ما هو جدول الزمن… ونستطيع القول إذا إن الحوار الوطني بات عنوان المرحلة الحالية وعندما بدأنا بهذه الفكرة فكرنا بأن يكون هناك حوار على مستوى المحافظات.. فما لاحظته أنا من خلال لقاءاتي مع المواطنين من مختلف المحافظات بأن القضايا نفسها لا ترى بنفس الزاوية والسبب هو التنوع الاجتماعي الكبير الموجود في سورية ولو كان هناك تقاطعات كبيرة ولكن هناك اختلاف إلى حد ما.. ففكرنا في البداية أن نقوم بحوار على مستوى المحافظات كمرحلة أولى لينتقل لاحقاً إلى حوار مركزي ليبنى هذا الحوار المركزي بمواضيعه على ما تم الاتفاق عليه أو على القضايا التي نرى حولها إجماعاً في حوار المحافظات ولاحقاً بعد تشكيل هيئة الحوار.. ونتيجة الرغبة باختصار الزمن والظروف الحالية التي تمر بها سورية رأوا أن يبدؤوا مباشرة بعملية الحوار المركزي.

وتابع الرئيس الأسد.. كان هناك تساؤلات الآن أصبحت من مهام الهيئة.. إذا أردنا أن نبدأ الحوار من يشارك بالحوار… وما هي المعايير… كيف نضع المحاور… ومن يشارك في كل محور من المحاور… وغيرها من التفاصيل التقنية وهناك خلط حتى هذه اللحظة مع أن هذا الموضوع تم شرحه في التلفزيون حول دور الهيئة فالهيئة لا تحاور وهي تشرف على الحوار.. فقط تضع الآليات والجدول الزمني وبعد أن ينتهي الحوار.. ما يتم الاتفاق عليه يرفع إلى الهيئة فإذا كانت قوانين تصدر من الرئيس وإذا كان هناك مواضيع أخرى بحاجة إلى إجراءات معينة تقوم الدولة بمتابعتها.. وعلى كل الأحوال فان الهيئة لم تشأ أن تحتكر لنفسها موضوع المعايير فقررت أن تقوم باجتماع تشاوري اعتقد خلال الأيام المقبلة تدعو فيه أكثر من مئة شخصية من مختلف الأطياف وتتشاور معهم حول المعايير والآليات وبعدها يبدأ الحوار مباشرة وتحدد جدولاً زمنياً تقول إن مدة الحوار شهر أو شهران حسب ما يرى المشاركون في الجلسة التشاورية.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن هذا الحوار عملية مهمة جداً ويجب أن نعطيه فرصة لأن كل مستقبل سورية إذا أردناه أن ينجح فيجب أن يبنى على هذا الحوار الذي يشارك فيه مختلف الأطياف الموجودة على الساحة السورية ولا نستطيع أن نتوقع دائماً رؤية تظهر من الدولة والحكومة.. فبضع عشرات من الأشخاص لا يمكن أن يخططوا لعشرات الملايين من الأشخاص وهنا تكمن أهمية هذا الحوار.

وتابع الرئيس الأسد.. أما المطالب الملحة للشعب فقد بوشر بتنفيذها قبل بدء الحوار فقمنا برفع حالة الطوارىء وإلغاء محكمة أمن الدولة والذي من شأنه أن ينظم عمل الأجهزة المختصة بالشكل الذي يعزز كرامة المواطن من دون المساس بأمن الوطن.. وأصدرنا قانون تنظيم حق التظاهر السلمي الذي يعزز إمكانية التعبير عن الآراء والمواقف بشكل حر وسلمي ومنظم.. كحالة صحية تساعد الدولة على تصحيح الخلل وعلى تصويب الاتجاه.

وقال الرئيس الأسد: كان لدى البعض تساؤلات حول موضوع التوقيف الذي استمر بعد رفع حالة الطوارئ وأعتقد أن معظم الناس سواء في الدولة في الأجهزة المختصة أو خارجها لم يفهموا معنى حالة الطوارئ وماذا يعني رفعها ولكن أكدنا على مضمونها.. المضمون هو أن أي عملية اعتقال تتم من خلال إذن من النائب العام هناك مدة محددة للتحقيق.. إذا أرادوا أن يمددوا هذه المدة فيكون بإذن من النائب العام أو من القضاء ولكن هناك سقف محدد أما بالجرم المشهود فلا يكون هناك إذن ويلقى القبض على الشخص وتتابع الإجراءات نفسها بإذن من النائب العام.. ولكن رفع حالة الطوارئ لا يعني خرق القانون وهذه النقطة التي يجب أن نعرفها.. رفع حالة الطوارئ لا يتعلق بالعقوبات ومضمون العقوبات.

المساواة والعدالة والشفافية والنزاهة هي عناوين المستقبل الذي ننشده لبلادنا

وأضاف الرئيس الأسد.. ويقيناً منا بضرورة الوصول إلى تمثيل أفضل للمواطنين في المؤسسات المنتخبة وفي مقدمها مجلس الشعب ومجالس الإدارة المحلية تم تشكيل لجنة لاعداد مسودة لقانون جديد للانتخابات.. وهذا يعزز دور تلك المؤسسات لأجل المصالح العامة وتكون أكثر فعالية وأوسع مشاركة.. الأمر الذي يرسخ مفاهيم العدالة والمساواة والنزاهة والشفافية.. إن المساواة والعدالة والشفافية والنزاهة هي عناوين المستقبل الذي ننشده لبلادنا.

وقال الرئيس الأسد: النزاهة هي عناوين المستقبل الذي ننشده لبلادنا.. هذا الموضوع الآن هو قيد النقاش العام.. انتهت اللجنة من إعداد المشروع واعتقد أنه سيكون قانوناً هاماً لأن أغلب الانتقادات التي سمعتها من المواطنين هي حول ممثليهم في المجالس المختلفة.. هذا القانون سيعطي فرصة للمواطنين لانتخاب الممثلين الذي يمثلونهم ويمثلون مصالحهم.

وتابع الرئيس الأسد.. كما شكلت لجنة أخرى لإعداد التشريعات والآليات الضرورية من أجل مكافحة الفساد بهدف الحد منه وتطويقه.. وتحويله إلى حالة شاذة بدلاً من أن يكرس كظاهرة عامة أو كأمر واقع لا مفر منه.. حيث سيكون للمواطن دور واسع في المراقبة والمشاركة في هذه العملية.. ولا يمكن النجاح كلياً في استئصال هذه الآفة دون المساهمة الفعلية لكل المواطنين.. والإعلام هنا يلعب دوراً مركزياً.. سيكون عين وصوت المواطن.. وقال الرئيس الأسد: لقد بدأنا ورشة كبيرة لتحديث وعصرنة الإعلام وتوسيع نطاق حريته وتعزيز مسؤوليته بحيث يصبح قناة تواصل شفافة بين الدولة والمواطن.. وسيطرح القانون على النقاش العام للأخذ بالملاحظات قبل إصداره.. وأعطيت اللجنة مهلة حتى 24 تموز.

وقال الرئيس الأسد: أما قانون الإدارة المحلية فلقد تم إعداده كمشروع وهو قيد النقاش.. وباعتقادي فإنه من أهم الخطوات التي سيتم اتخاذها سواء من حيث منعكساته التنموية أو من ناحية التشاركية في إدارة الشؤون المحلية.. وسيسهم في معالجة العديد من الإشكالات التي لا يمكن حلها بالمركزية الإدارية الحالية.. ومن شأنه أن ينظم الصلاحيات والعلاقات بين مستويات الإدارة المحلية المتعددة وينعكس إيجاباً على الأداء العام لها وبالتالي على المواطن.

وأضاف الرئيس الأسد.. وكذلك تم إعطاء الجنسية السورية للمواطنين الأكراد المسجلين في سجلات الأجانب والذي من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية وخلق المزيد من الاستقرار على المدى البعيد.. وعدد الطلبات المقدمة حتى اليوم 36 ألف طلب وكسور.. وعدد الهويات التي أعطيت حتى الآن 6700 هوية أيضاً وكسور.

قانون جديد للأحزاب يغني التعددية الحزبية ويفسح المجال أمام مشاركة أوسع للتيارات المختلفة في الحياة السياسية

وكان تشكيل لجنة لدراسة قانون جديد للأحزاب خطوة أساسية في مجال التطوير السياسي وتوسيع الحياة الديمقراطية.. وإن قانوناً جديداً للأحزاب يغني التعددية الحزبية ويفسح المجال أمام مشاركة أوسع للتيارات المختلفة في الحياة السياسية.

وقال الرئيس الأسد.. إن من شأن هذه القوانين هذه الحزمة السياسية التي ذكرتها أن تخلق واقعاً سياسياً جديداً في سورية من خلال توسيع المشاركة الشعبية في إدارة الدولة.. وجعل المواطن مسؤولاً يساهم في اتخاذ القرار والمراقبة والمحاسبة.. كما ستقود إلى تحولات عميقة على مستوى الحراك السياسي والنشاط الجماهيري.. الأمر الذي سيؤدي إلى إعادة النظر بالكثير من قواعد العمل السياسي في البلاد ويستدعي بالتالي إجراء مراجعة للدستور سواء لتعديل بعض مواده.. أو لإقرار دستور جديد يواكب المتغيرات التي شهدتها البنية الإقتصادية والسياسية والاجتماعية في سورية والتي حصلت خلال العقود الأربعة الماضية التي تلت إقراره.

وقال الرئيس الأسد: كل هذه الحزمة سوف تعرض على الحوار الوطني وطبعاً هناك عدد من النقاط المفيد ذكرها بشأن هذه الحزمة.. البعض يعتقد أن هناك مماطلة من قبل الدولة في موضوع الإصلاح السياسي بمعنى لا يوجد جدية من قبل الدولة للقيام بهذا الإصلاح وأنا أريد أن أؤكد أن عملية الإصلاح بالنسبة لنا هي قناعة كاملة ومطلقة لأنها تمثل مصلحة الوطن ولأنها تعبر عن رغبة الشعب ولا يمكن لإنسان عاقل أن يقف ضد مصلحة الوطن أو ضد الشعب.

وأضاف الرئيس الأسد.. الأهم من ذلك لا يوجد من يعارض الإصلاح.. وهذا السؤال سئلته.. أنا شخصياً لم ألتق بشخص في الدولة يعارض الإصلاح والكل متحمس للإصلاح.. المشكلة هي أي إصلاح نريد… ما هي التفاصيل… حزمة القوانين أو مجموعة القوانين التي ذكرتها هي قوانين بالمعنى العام لكن ما هي التفصيلات التي نريدها ونعتقد أنها مفيدة… البعض يريد أو يتوقع بأن القانون يصدر والرئيس يوقع هذا القانون القضية سهلة… هل ممكن أن يحصل هذا الشيء طبعاً… هل يؤدي هذا الشيء لنتائج إيجابية ويحقق المصلحة العامة ربما.. وعندما أقول ربما يعني الاحتمالات واردة.. لا نستطيع أن نقوم بعمل مفصلي وبعملية إصلاح كاملة بعد خمسين عاماً من شكل سياسي معين أن ننتقل من خلال قفزة في المجهول.. لا بد من أن نعرف إلى أين نسير وأن نتوقع للأمام.. ما نقوم به الآن هو صناعة المستقبل وصناعة المستقبل ستكون في المستقبل عبارة عن تاريخ.. هذا التاريخ أو المستقبل الذي نصنعه الآن سيؤثر على العقود أو الأجيال المقبلة لعقود قادمة.. حتى لو قاموا بتعديلات تتناسب مع ظروفهم في المستقبل فما نقوم به الآن هو أهم مفصل سيؤثر على سورية في المستقبل.. فلذلك لابد من أوسع مشاركات وهنا تكمن أهمية الحوار الوطني.. أوسع مشاركة لكي نرى بزاوية أوسع وأكبر وبشكل أبعد باتجاه المستقبل فأن يقول البعض بأنه على الرئيس أن يقود عملية الإصلاح فلا يعني أن يقوم الرئيس باستبدال الشعب ويقوم وحده بعملية الإصلاح.. والقيادة لا تعني أن يقف الإنسان لوحده وإنما أن يكون في المقدمة فإذا هو يسير في الأمام والناس تسير معه وهذه القيادة عملية تشاور وتفاعل.. هنا أعود وأؤكد على أهمية الحوار الوطني.

وقال الرئيس الأسد: ما هي الأشياء التي نتحاور حولها.. نتحدث عن قانون انتخابات… ما هو قانون الانتخابات الذي يحقق المصلحة العامة في سورية هل نريد مثلاً دائرة صغرى… هل نريد دائرة متوسطة… هل نريد دائرة كبرى… كل واحدة من هذه الدوائر فيها إيجابيات وفيها سلبيات… إيجابيات كبيرة وسلبيات كبيرة ما هو قانون الانتخابات الذي يحقق اندماج المجتمع السوري ولا يحقق تفكك المجتمع السوري ما هو قانون الانتخابات الذي يتماشى مع قانون الأحزاب الجديد الذي نريده وما هو قانون الأحزاب الذي أيضاً يؤدي إلى اندماج سورية من جانب المجتمع… يحافظ على وحدة سورية وبنفس الوقت يمنع أن تتحول سورية إلى كرة ويلعب بها كما كان الوضع منذ عقود خلت عندما كانت سورية كرة لم تكن لاعباً.. هناك الكثير من الأسئلة التي يجب أن نسألها.

وأضاف الرئيس الأسد.. قانون الانتخابات هل نريد أن ننتخب شخصاً أم برنامجاً… هناك أسئلة لا يوجد لدينا جواب لها حتى لو كان لدينا جواب لا يجوز أن نقول هذا هو الجواب الصحيح ونسير للأمام ونحمل كل السلبيات للأجيال المقبلة لا بد من أن نتحمل المسؤولية سوية ولدينا شعب واع والقضية قضية نقاش.. فإذا لا بد من الإجابة عن هذه الأسئلة التي هي نماذج من أسئلة كثيرة.. هناك أسئلة أخرى هل نصدر قوانين الأحزاب والانتخابات قبل انتخابات مجلس الشعب المقبل.. الغالبية تقول نعم.. البعض يريد أن يفصل قانون الانتخابات عن قانون الأحزاب ويريد للمجلس الجديد أن يصدر قانون الأحزاب.. هل نريد أن نؤجل مجلس الشعب 3 أشهر كما يطرح البعض أم لا نؤجله.. بالنسبة لنا معظم هذه الأسئلة لا نريد أن نتبنى جواباً لها وقد نكون حياديين كدولة والمهم هو الإجماع الشعبي فإن لم يكن هناك إجماع حول هذه النقاط وغيرها فسيكون لدينا مشكلة كبيرة في سورية.

وقال الرئيس الأسد: الدستور.. طبعاً الدستور وضعه منفصل قليلاً.. هل نبدل بضع مواد من الدستور بما فيها المادة الثامنة أم نبدل كل الدستور على اعتبار أنه مضى على عمر هذا الدستور حوالي الأربعين عاماً وربما يكون الأفضل تبديله كاملاً لكن البعض يطرح أن نقوم بخطوات معينة الآن وتعديل بعض المواد.. ولاحقاً ننتقل لمراجعة شاملة للدستور.. وإذا كان هناك تعديل بعض المواد فلا بد من مجلس شعب.. وإذا كان المطلوب تغيير الدستور كاملاً فهو بحاجة لاستفتاء شعبي.. هناك أسئلة كثيرة ولكن يبقى السؤال في إطار هذه الأسئلة.. وأنا أستطيع أن أطرحها ولا أعطي جدولاً زمنياً لكن الأفضل أن أعطي جدولاً زمنياً حتى في ظل وجود هذه الأسئلة.

وأضاف الرئيس الأسد.. الآن معظم اللجان انتهت من أعمالها ما عدا لجنة الإعلام حتى شهر تموز.. ولكن لجنة قانون الأحزاب تنتهي خلال الأيام المقبلة وإذا انهينا قانون الأحزاب والانتخابات أهم قانونين في الإصلاح السياسي نستطيع أن نبدأ مباشرة الحوار الوطني وتناقش كل هذه القوانين والتي تصدر لاحقاً.

وقال الرئيس الأسد: الحوار الوطني.. أنا لا أريد أن أحدد نيابة عنهم زمناً لهذا الحوار لكن البعض منهم يطرح شهراً والبعض يطرح شهرين.. على كل الأحوال انتخابات مجلس الشعب إن لم تؤجل فستكون في شهر آب وسيكون لدينا مجلس شعب جديد في شهر آب بشكل عام.. ونستطيع أن نقول إننا قادرون على إنجاز هذه الحزمة حتى نهاية شهر آب لنقل أول أيلول تكون هذه الحزمة منتهية.. أما الدستور فالموضوع مختلف لأنه بحاجة لمجلس شعب فإذا انتخب مجلس الشعب الجديد في شهر آب فيستطيع أن يبدأ مباشرة بدراسة التعديلات بالنسبة للدستور وإذا تم تأجيله بحسب قرار الحوار الوطني لأشهر.. 3 أشهر.. كل هذه الحزمة تنتهي قبل نهاية العام أي خلال 5 أشهر.. أما إذا كنا نريد مراجعة كل الدستور ووضع دستور جديد فالعملية مختلفة تماما عندها يكون هناك هيئة تأسيسية وتقوم بطرح الدستور على الاستفتاء الشعبي لكن ما سنقوم به الآن مباشرة هو تشكيل لجنة لإعداد دراسة بكل الأحوال لموضوع الدستور يعني أن نختصر الزمن وتبدأ اللجنة خلال الأيام المقبلة بالدراسة نعطيها مهلة شهر وأعتقد أنه يكفي وتطرح الدراسة على الحوار الوطني وعندها يكون الجدول الزمني واضحاً بشكل دقيق 3 أشهر إذا افترضنا لأول أيلول أو 5 أشهر إذا افترضنا حتى نهاية العام يعني هذا هو الهامش ولكن نحن مستمرون بكل القوانين وبدراسة الدستور التي ستكون المرحلة الأخيرة.

وقال الرئيس الأسد: طبعاً قيل الكثير عن موضوع تأخر الإصلاح الشيء الذي تحدثت به أمام مجلس الشعب عندما قلت تأخرنا البعض بدأ يتساءل لماذا تأخروا.. لم يكن هناك مبرر أنا قلت تأخرنا ولم أقل توقفنا بمعنى أن قانون رفع حالة الطوارئ كان جاهزاً منذ نحو عام ونصف تقريباً ومسودة قانون الأحزاب موجودة أيضاً منذ عام تقريباً والإدارة المحلية بدأنا بها منذ حوالي أقل من عام والسبب لماذا أجلنا ولم نصدر الأول والثاني… لأننا اعتقدنا أن قانون الإدارة المحلية وهو الأهم في عملية الإصلاح فيه جانبان جانب الانتخابات وجانب المشاركة.. والدخول في موضوع قانون الإدارة المحلية كان يتطلب بكل الأحوال تعديل قانون الانتخابات فنحن دخلنا في موضوع الأولويات حقيقة ولكن لم نكن مهملين لباقي القوانين وإنما كنا ننظر لأولوية مختلفة عن التي ننظر إليها الآن.

وأضاف الرئيس الأسد.. لم ننس في خضم هذه الورشة الكبيرة من الإصلاحات والقوانين والحوار أن الهموم المعيشية الآنية للمواطن السوري تبقى الأكثر إلحاحاً.. فقد أصدرت الحكومة قرارات عدة تصب في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.. وكان في مقدمتها قرارها بتخفيض أسعار المازوت والذي كان الطلب الأكثر وروداً لدى كل الوفود التي التقيتها دون استثناء.. ونأمل أن تظهر منعكساته المعيشية في المدى القريب وخاصة بالنسبة للشرائح الشعبية في سورية.

وتابع الرئيس الأسد.. تم العمل على تخفيض تكاليف البناء من خلال إعادة دراسة الرسوم المتعلقة بذلك بالتعاون مع نقابة المهندسين بغية تخفيف الأعباء المالية عن المواطنين بالمقدار الذي تسمح به الإمكانيات المتوفرة.. عسى أن يساعد تخفيض التكاليف بشكل عام على دفع الإقتصاد إلى الأمام وزيادة فرص العمل وتجاوز الخسائر الكبيرة التي مني بها الاقتصاد السوري خلال الأحداث الراهنة والتي سيكون من شأنها زيادة معاناة المواطنين إن لم نواجهها بإجراءات سريعة تخفف من وطأتها حاضراً وتعكس اتجاهها لاحقاً.

وقال الرئيس الأسد: هذه مجموعة من الإجراءات لكي نخفف من الأزمة ومن الأعباء على المواطنين وهناك إجراءات أخرى تقوم بها الحكومة ولكن من المهم الآن أن نعمل جميعاً على استعادة الثقة بالاقتصاد السوري.. أخطر شيء نواجهه في المرحلة المقبلة هو ضعف أو انهيار الاقتصاد السوري وجزء كبير من المشكلة هو جزء نفسي.. لا يجوز أن نسمح للإحباط والخوف أن يهزمنا لا بد من أن نقوم بهزيمة المشكلة بالعودة للحياة الطبيعية.

وأضاف الرئيس الأسد.. الحياة الطبيعية هي التي تؤثر معنوياً والاقتصاد يتأثر بالحالة النفسية.. طبعاً نعود للحياة الطبيعية قدر الإمكان.. الأزمة تدمينا نعم.. تؤلمنا نعم.. تهزنا نعم.. تسقطنا على الأرض نعم.. ولكن بشرط أن ننهض مرة أخرى بشكل قوي وبعناد من أجل متابعة حياتنا بشكل طبيعي.

التطوير الإداري يبقى التحدي الأكبر في عمل مؤسساتنا وسننطلق في خططنا من تنظيم الصلاحيات وضبط الممارسات وبالتالي منع التداخل في عمل المؤسسات

وقال الرئيس الأسد: وأنا هنا أريد أن أوجه الشكر والتقدير لكل مواطن ساهم في حملة دعم الليرة السورية.. يعني هناك أشخاص يمتلكون أقل من ألف ليرة ساهموا فيها.. البعض أيضاً يمتلك بضعة آلاف قام بهذا الشيء.. يجب أن نسأل في يوم من الأيام عندما نتجاوز هذه الأزمة بإذن الله أن نسأل كل مقتدر ما هو دورك… كيف ساهمت في هذه الحملة… هذا واجب وطني.

وأضاف الرئيس الأسد.. ويبقى التطوير الإداري التحدي الأكبر في عمل مؤسساتنا.. وسننطلق في خططنا من تنظيم الصلاحيات وضبط الممارسات وبالتالي منع التداخل في عمل المؤسسات من قبل مؤسسات أخرى أو من قبل أشخاص من داخل الدولة أو خارجها.. بالإضافة لاعتماد المعايير السليمة لاختيار الكوادر وتقييم الأداء..أي أن نمنع الوساطات.. هناك إجراءات تمت.. الآن ألغيت حوالي 120 موافقة أمنية كانت تعتبر جزءا من الروتين بالنسبة للروتين أو الإجراءات الموجودة داخل الدولة وبنفس الوقت فصلت العلاقة بشكل كامل مؤخراً بين الأجهزة الأمنية وبين المؤسسات المدنية.. علينا أن نعتمد أكثر على التفتيش وعلى القضاء وعلى الرقابة المالية وعلى هيئة مكافحة الفساد بصيغتها الجديدة.. وسيساهم الإعلام في مراقبة ذلك وإضفاء طابع الشفافية على العمل الحكومي.. وسيشكل قناة للتواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين تضاف للأقنية الأخرى بين المسؤول والمواطنين المباشرة منها أو غير المباشرة عبر المنظمات والنقابات التي تمثل مصالحهم.

المرحلة المقبلة هي مرحلة تحويل سورية إلى ورشة بناء لتعويض الزمن والأضرار ولرأب الصدع وبلسمة الجراح

وقال الرئيس الأسد: علينا أن نبحث في الموضوع الاقتصادي أيضاً عن نموذج اقتصادي جديد.. في السابق كان هناك نموذجان اشتراكي ورأسمالي.. الكثيرون يعتبرون أو يعتقدون أن هذه النماذج نماذج سقطت.. اليوم لا يوجد أمامنا تجارب نأخذها كما هي ونطبقها.. لابد من البحث عن نموذج يناسب سورية.. هذه الإجراءات التي نقوم بها الآن هي تعامل مع الآلام وتعامل مع المعاناة.. تعامل مع مشاكل آنية ولكن لا تحل مشكلة على المدى البعيد.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن لم نعرف ما هو النموذج الذي يناسب سورية الذي يحقق العدالة الاجتماعية بين الفقير والغني بين الريف والمدينة.. هناك مشكلة كبيرة في الفرق بين الريف والمدينة بالرغم من سياسة التنمية المتوازنة التي اتبعتها سورية من تكافؤ الفرص واستقلالية الاقتصاد والاعتماد على الموارد المحلية.. اعتقد أن هذا الموضوع بحاجة لحوار وطني في المجال الاقتصادي نقوم به لاحقاً لكي نعرف أين نذهب في هذا المجال.

وقال الرئيس الأسد: هذه بعض العناوين الأساسية للمرحلة المقبلة والتي تشكل المحاور التي يدور حولها أي عنوان آخر.. ولا شك أن خطاباً واحداً لا يمكنه التطرق إلى كل المواضيع المطروحة ولذلك سيكون الحوار الوطني هو المكان الذي سيطرح فيه أي موضوع يغني ما تحدثت عنه في خطابي أو يزيد.. والمرحلة المقبلة هي مرحلة تحويل سورية إلى ورشة بناء لتعويض الزمن والأضرار ولرأب الصدع وبلسمة الجراح.. فأن يسيل دم مواطن سوري كائناً من كان وفي أي ظرف من الظروف يعني أن الوطن برمته ينزف.. ووقف النزيف مسؤولية وطنية يشارك فيها كل مواطن.. أما الوقوف على الحياد فهو تعميق للجرح.. فكلنا مسؤولون عن حماية أمن واستقرار الوطن بغض النظر عن مواقعنا أو آرائنا.

وأضاف الرئيس الأسد.. سنعمل على ملاحقة ومحاسبة كل من أراق الدماء أو سعى إلى إراقتها.. أما تأخر الإجراءات القانونية لأسباب بيروقراطية فلا يعني التسويف ولا يعني التساهل.. فالضرر الحاصل أصاب الجميع والمحاسبة على ذلك هو حق للدولة بمقدار ما هو حق للأفراد.

تطبيق القانون لا يعني الانتقام بأي شكل من الأشكال من أشخاص خرقوا القانون دونما قتل أو تخريب

وقال الرئيس الأسد: إن لجنة التحقيق القضائية الخاصة تقوم بعملها من دون أي تدخل ولديها حصانة كاملة.. وتعمل باستقلالية وأنا أتابع معها من وقت لآخر لكنها لا تعمل بحسب المعايير السياسية.. هي تعمل بحسب المعايير القضائية والمعايير القضائية تعمل دائماً على البحث عن الأدلة من أجل إدانة الأشخاص.. البعض يعتقد أنها لم تقم بأي شيء حتى الآن.. هذا الكلام غير صحيح.. قامت بتوقيف عدد من الأشخاص المتورطين وهي تعمل على استكمال التحقيق من أجل المحاسبة وسوف تستمر بهذا الاتجاه.. وعندما نعمل على تطبيق القانون فلا يعني الإنتقام بأي شكل من الأشكال من أشخاص خرقوا القانون دونما قتل أو تخريب.. فالدولة هي كالأم أو الأب تحتضن الجميع ويتسع صدرها لكل أبنائها وتستند في علاقتها معهم على التسامح والمحبة لا على الحقد والانتقام.. وعندما تعفو الدولة عن المخطئين فبهدف تكريس هذه العلاقة السليمة بينها وبين أبنائها دون أن يعني ذلك التخلي عن الحزم عندما تصل الأمور إلى حد إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.

وقال الرئيس الأسد: هناك من يقول بأن بعض المتظاهرين يستمر بالتظاهر لأنه تظاهر مرة ويعتقد بأنه ملاحق من قبل الدولة.. نحن أعلنا عن عفو عن كل من يسلم نفسه خلال شهري نيسان وأيار وهناك من سلم نفسه مع السلاح وتم العفو عنه مباشرة.. وأنا أقول لكل هؤلاء جربوا أن تتواصلوا مع الدولة وسوف تجدون كل الاستجابة والتسامح من قبل مؤسسات الدولة حتى للذي حمل السلاح ولكن لم يستخدمه ضد أي جهة.. أما الترويع.. ترويع المواطنين والإرهاب والقتل فهذا موضوع آخر لا يمكن للدولة إلا أن تطبق القانون على هؤلاء بحزم كبير.

أدعو كل شخص أو كل عائلة هاجرت من مدينتها أو قريتها أن تعود بأسرع وقت ممكن

وأضاف الرئيس الأسد.. بنفس الوقت أنا أدعو كل شخص هجر مدينته أو قريته أن يعود.. عودة المهجرين موضوع أساسي وهام جداً لأن المدينة تموت من دون أبنائها وبالحديث عن الحياة الطبيعية والحياة الاقتصادية لا يمكن أن تتم وهناك أشخاص هاجروا من مناطق إلى مناطق أخرى.. فأنا أدعو كل شخص أو كل عائلة هاجرت من مدينتها أو قريتها أن تعود بأسرع وقت ممكن وأؤكد على دعوة الحكومة السورية للذين هاجروا من أهالي جسر الشغور والقرى المحيطة بها إلى تركيا لكي يعودوا إلى جسر الشغور وقراهم مباشرة.. هناك من يقول لهم أو يوحي لهم بأن الدولة ستنتقم.. أنا أؤكد لهم أن هذا الشيء غير صحيح.. الجيش موجود من أجل أمنهم ومن أجل أمن أبنائهم فنتمنى أن نراهم قريباً في جسر الشغور.

وقال الرئيس الأسد: يسأل كل شخص كيف أساهم.. أنا أريد أن أقوم بعمل ما كيف نساهم في حل المشكلة.. طبعاً لا يوجد لدينا حلول كاملة ولكن نستطيع أن نساهم الآن.. أنا أقول هناك دور للشعب وهناك دور للدولة.. الدولة تقوم بدورها من خلال الإصلاحات التي تحدثت عنها.. الإصلاح السياسي والإصلاح في المجال الاقتصادي والمجالات الأخرى هناك دور للدولة في موضوع الخدمات.. الدولة عليها أن تقدم الخدمات هناك تقصير هناك مظالم هناك إجراءات أضرت بالمواطنين لا بد من أن تقوم الدولة بإصلاح هذا الخلل.. هناك محاسبة أو ملاحقة المخربين الذين يقومون بعمليات الترويع والقتل والتخريب.. من واجب الدولة أن تطارد هؤلاء.. في هذا المجال يطرح سؤال أو تعليق أو رأي.. هل الحل سياسي أم أمني… أو يطرح بأن الحل الأمني فشل فإذا على الدولة أن تسير باتجاه الحل السياسي.. الحقيقة وجهة نظرنا بالدولة أن الحل سياسي.. المشكلة بشكل أساسي هي مطالب سياسية ومطالب اقتصادية ومطالب اجتماعية ولكن ما يحدد طريقة الحل ليس فقط وجهة نظر الدولة إنما طبيعة المشكلة.. يعني نحن لم نحدد أن يكون هناك.. لم نرغب أو لم نفرض.. وجود مخربين.. المخربون نتعامل معهم سياسياً.. هذا الكلام غير موضوعي.. لا يوجد حل سياسي مع من يحمل السلاح ويقتل.

وأضاف الرئيس الأسد.. نحن نرغب بالحل السياسي ونتمنى أن يعود الجيش إلى ثكناته بأقصى سرعة.. نتمنى أن يعود عناصر الأمن إلى مكاتبهم وأبنيتهم ومواقعهم أيضاً بأقصى سرعة.. والشيء الطبيعي أن يتعامل مع المواطن جهاز الشرطة والقضاء.. علاقة المواطن ليست مع الجيش ولا مع الأمن بل مع الشرطة ومع القضاء.. المشكلة أن جهاز الشرطة جهاز صغير في سورية ولم يهيأ أو يؤهل لمثل هذه الحالات.. بدأنا مباشرة بعمليات تطويع ولكن نسبة الاستيعاب قليلة وبنفس الوقت عملية التأهيل هي عملية طويلة فنحن بكل الأحوال بغض النظر عن الأزمة إذا أردنا أن ننظم العلاقة بين المواطن والدولة بهذا الاتجاه فهي بحاجة لبعض الوقت.

الأحزاب عندما تأخذ دوراً في المستقبل ستصبح القناة الطبيعية لتحويل الطاقات الشعبية إلى عمل وممارسة على الأرض

وقال الرئيس الأسد.. أما بالنسبة للمواطنين.. للشعب فأول شيء أقول.. نحن نريد منهم دعم الإصلاح وهذا بديهي لأن الشعب هو يطالب بالإصلاح فمن الطبيعي أن يدعم الإصلاح ولكن دعم الإصلاح يكون بالعزل ما بين الإصلاحيين الحقيقيين وما بين المخربين وما بين من يريد أن يركب موجة الإصلاح لكي تتحول هذه الموجة لمكاسب شخصية.. نريد منهم العمل على منع الفوضى.. هناك أشخاص ساهموا كما قلت بالعمل من أجل منع الفوضى الأهل مع الأبناء الأخ مع الأخوة الصديق مع أصدقائه.. هي عملية توعية.. نريد أن نحول المظاهرات إلى قلم.. إلى رأي يكتب.. إلى فكرة.. إلى حوار.. إلى عمل ينجز.. وأنا الآن لا أتحدث عن شيء نظري أنا أتحدث عن شيء عملي.. في عدد من المناطق خرج الأمن وقام أهالي المنطقة ببدء العمل مع الدولة من اجل عملية التنمية.. من أجل مكافحة الفساد.. من أجل حفظ أمن القرى والمدن التي يعيشون فيها.. هذا يتطلب أن توجد أقنية بين هؤلاء وبين الدولة.. عندما عملنا على إيجاد هذه الأقنية تحولوا من متظاهرين إلى أشخاص يريدون أن يبنوا البلد.. المظاهرة هي للتعبير عن ألم.. عن معاناة لا تستجيب لها الدولة.. عندما استجابت لها الدولة كان الوضع مختلفاً تماماً.. فنستطيع أن نزيد من هذه الأقنية لكي نحول كل مواطن إلى منتج.. طبعاً هذه مرحلة مؤقتة ريثما تأخذ الأحزاب دوراً في المستقبل فتصبح الأحزاب هي القناة الطبيعية من أجل تحويل هذه الطاقات إلى عمل وممارسة على الأرض.. والمساهمة في عودة الحياة إلى طبيعتها.. فهذه أهم نقطة.. حتى لو استمرت هذه الأزمة أو غيرها لأشهر أو لسنوات علينا أن نتأقلم معها وعلينا أن نطوقها لكي تبقى أزمة محصورة بأصحاب الأزمة فقط.

وقال الرئيس الأسد: أما الآن فلدينا جيش موجود.. ريثما يعود هذا الجيش إلى ثكناته فعلينا أن نساند هذا الجيش ونطلب منه المساعدة في كل مكان فأبناء هذا الجيش هم أخوة لكل مواطن سوري والجيش دائماً هو الشرف وهو الكرامة.

وأضاف الرئيس الأسد.. الشباب لهم دور كبير في هذه المرحلة لأنهم أثبتوا أنفسهم خلالها.. بدءاً من الجيش الإلكتروني الذي كون جيشاً حقيقياً في واقع افتراضي إلى حملة تبرع الدم إلى غيرها من المبادرات الكثيرة أعتقد أن الشباب السوري.. وأنا التقيت بوفود شبابية عديدة من مختلف الشرائح.. شباب واع ويتمتع بالحس الوطني وهو من هذا الوطن وهذا الموضوع من البديهيات.. وعلى هذا الجيل أن يحضر نفسه للمرحلة السياسية القادمة لكي نكون نحن النموذج لكل المنطقة.. بدلاً من أن نأخذ دروساً سوف نعطيهم دروساً.. أنا تطرقت لبعض النقاط المهمة في هذا الخطاب والتقيت بعدد كبير من الوفود.. لدي الآن مواضيع بلغ عددها بعد تصنيفها أكثر من ألف ومئة موضوع صغير أو كبير ويتمنى كل شخص من هؤلاء الأشخاص أو من غيرهم لو أن الرئيس ذكر هذا الموضوع.. فبالنسبة له الموضوع الذي يتعلق به هو موضوع مهم.. أنا ذكرت هذه القضايا ليست لأنها كل ما نعاني منه ولكنها الأهم والأشمل.. لكن كل القضايا الأخرى نحن كدولة مستمرون بمعالجتها.

وقال الرئيس الأسد: لقد سمحت لي لقاءاتي المكثفة مع الوفود الشعبية بتوسيع أقنية التواصل المباشرة الموجودة أساساً بيني وبين المواطنين وشكلت مصدراً غنياً للمعلومات عن الواقع بكل حقائقه.. وهذا ما يحتاجه كل مسؤول.. وسأسعى في المرحلة المقبلة للاستمرار بتلك اللقاءات التي بالإضافة لكونها تمدني بالثقة فهي بمثابة البوصلة التي ستبنى عليها سياساتنا الداخلية كما هو الحال بالنسبة للسياسات الخارجية التي حرصت على أن تكون منبثقة من نبض الشارع ومعبرة عنه في كل موقف واجهناه.. هذا النبض الشعبي الذي لا يرضى سوى بسورية المستقلة بأرضها وبقرارها.. هذا النبض الذي يأبى أن يكون وطنه كرة بدل أن يكون لاعباً على أرضه وفي ساحته.. أو أن يقاس دوره بالحجم الجغرافي لا بالحجم التاريخي.. فتحاصر سورية داخل حدودها بدلاً من أن تخرج إلى بعدها الإقليمي والحيوي والطبيعي لتتحول إلى دولة القبائل المتناحرة على فتات يلقى لأبنائها من خارج الحدود.

طالما أنتم بمثل هذه الروح العظيمة وبمثل هذا الانتماء العميق فسورية بخير

وأضاف الرئيس الأسد.. من خلال كل ذلك علينا أن ندرك أن إنجاز الإصلاح والتطوير لا يمثل حاجة داخلية فقط بل هو ضروري وحيوي من أجل مواجهة تلك المخططات.. وبالتالي لا خيار لنا سوى النجاح في المشروع الداخلي لكي ننجح في مشروعنا الخارجي فالضغوطات تستهدف دور سورية المقاوم لمخططات التقسيم الطائفي في المنطقة.. حيث لا مقاومة ولا حقوق بل انهيار واستسلام.. وتحقيق الأمن هو المنطلق للإنجاز.. والشعب هو الأقدر على الحفاظ على الأمن وعلى الوطن.. وأقول ذلك انطلاقاً من التجربة ومن الواقع لا من قبيل المجاملة.. فمن حمى البلد خلال السنوات الصعبة ومن يحميها اليوم عملياً هو الشعب.. هم هؤلاء الشباب الذين تصدوا.. وبادروا.. ونفذوا.. مشكلين لجاناً شعبية ومجموعات شبابية.. بمبادرات شخصية.. أعلت اسم الوطن وعكست روحه ونبض شبابه وشعبه.. فقوة الدولة من قوة الشعب.. وقوته من كرامته.. وكرامته من حريته.. وحريته من قوة دولته.. فليتعانق الشعب والدولة ولتتشابك أيادي الجيش والأمن والشرطة مع أيادي المواطنين لمنع الفتنة.. لحماية الوطن.. لرفعته.

وختم الرئيس الأسد بالقول: إن قدر سورية أن تصيبها الملمات.. ولكن قدرها أيضاً أن تكون عزيزة قوية مقاومة ومنتصرة.. وأن تخرج من المحن أقوى بتماسك مجتمعها.. برسوخ قيمها.. بتصميم شعبها الذي منحه الله الوعي والحضارة والانفتاح.. فأنتم من منع الخلط بين أطماع الدول الكبرى ورغبات الشعوب في الإصلاح والتغيير فحميتم الشعلة الشبابية من القتل على مذبح الجشع الدولي.. وأنتم من أوقف كل محاولات الفتنة المذهبية المحتشدة على أبواب الوطن وقطع رأس الأفعى قبل أن تلدغ الجسد السوري وتقتله.. أقول لكم طالما أنتم بمثل هذه الروح العظيمة وبمثل هذا الانتماء العميق فسورية بخير.
=================
الرئيس الأسد في كلمة وجهها للقوات المسلحة بذكرى تأسيس الجيش: جيشنا الوطني يجسد مواقف الشمم والكبرياء.. سنبقى أحراراً في قرارنا الوطني وأسياداً في علاقاتنا الدولية ونهجنا المقاوم
01 آب , 2011
دمشق-سانا

وجه السيد الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة كلمة عبر مجلة جيش الشعب إلى أبناء قواتنا المسلحة بمناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيس الجيش العربي السوري جاء فيها:

إخواني رجال قواتنا المسلحة الباسلة ضباطا وصف ضباط وأفرادا وعاملين مدنيين..

أحييكم جميعا تحية المحبة والتقدير وأنتم تجسدون مواقف الشمم والكبرياء والانتماء الخالص لبلدنا المفدى سورية العربية.. أم الأبجدية الأولى ومهد الحضارة الإنسانية.. ويسرني أن أشد على أياديكم فردا فردا.. وأقدم لكم أطيب الأمنيات وأحر التهاني بمناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيس جيشنا العربي السوري الذي كان منذ اللحظات الأولى لولادته رمز الجيش الوطني الملتزم بقضايا الأمة.. والمدافع عن حقوقها في مواجهة المخططات العدوانية التي تستهدف الحاضر والمستقبل.. وقد أثبت جيشنا العقائدي البطل عبر مراحل تاريخه النضالي أنه الحصن المنيع.. والعرين الذي تتحطم على أقدام جنوده الميامين أحلام المعتدين ومشروعاتهم المشبوهة.. لتبقى سورية بشعبها وجيشها انموذجا يحتذى في الوحدة الوطنية والمحبة والتآخي والعيش المشترك الذي نعتز به ونفتخر.. ونكمل الدرب معا نحو المستقبل المنشود.

إذا كان قدر سورية أن تكون في موقع القلب لهذه المنطقة الجيوستراتيجية من العالم فإن إرادة أبنائها تأبى إلا أن تكون قلب الأمة النابض

وقال الرئيس الأسد.. إذا كان قدر سورية أن تكون في موقع القلب لهذه المنطقة الجيوستراتيجية من العالم فإن إرادة أبنائها تأبى إلا أن تكون قلب الأمة النابض بكل مقومات العزة والسيادة والكرامة والإباء.. وإننا على يقين تام بأن تمسكنا بثوابتنا الوطنية والقومية يزيد حقد الأعداء علينا.. لكننا في الوقت ذاته على ثقة مطلقة بأننا قادرون بوعي شعبنا وبوحدتنا الوطنية أن نسقط هذا الفصل الجديد من المؤامرة التي نسجت خيوطها بدقة وإحكام بهدف تفتيت سورية تمهيدا لتفتيت المنطقة برمتها إلى دويلات متناحرة تتسابق لكسب رضا من عملوا على تفتيتها.. وقد فات أولئك أن لسورية خصوصيتها الذاتية العصية على كل المؤامرات والمتآمرين.

جميع أبناء سورية الشرفاء على يقين بأننا سنخرج من الأزمة أشد قوة

وأضاف الرئيس الأسد.. إن سورية العربية شعبا وجيشا وقيادة اعتادت أن تشيد الانتصارات.. وتلحق الهزائم بأعداء الوطن والأمة.. ونحن اليوم أكثر تصميما على متابعة نهج الكرامة بخطا واثقة تستند إلى القدرات الذاتية.. وتعرف كيف تفعلها لإضافة انتصار جديد.. وترك صناع الحروب وتجار الدم يجترون مرارة الهزيمة والخيبة والخذلان.

وتابع الرئيس الأسد.. لقد أرادوها فتنة لا تبقي ولا تذر.. لكن الشعب العربي السوري كان أكبر من كل ما تم رسمه والتخطيط له.. واستطعنا معا أن نئد الفتنة.. وأن نقف مع الذات وقفة جادة ومسؤولة تستكشف مواطن الخلل والوهن وتعمل على معالجتها.. وتفتح الآفاق الرحبة أمام الإصلاح الشامل الذي انطلقت عربته ولن تتوقف رغم كل ما سخر ويسخر من طاقات مادية وتقنية ودبلوماسية وإعلامية وعسكرية بهدف تمزيقنا والقضاء على المقاومة نهجا وثقافة وسلوكا.. ولن يكون مصير هذه الهجمة الشرسة أفضل من مصير سابقاتها.. وجميع أبناء سورية الشرفاء على يقين بأننا سنخرج من الأزمة أشد قوة وأكثر حضورا وفاعلية إقليميا ودوليا.

وخاطب الرئيس الأسد القوات المسلحة بالقول.. لقد أثبتم للعالم أجمع بأنكم الأوفياء لشعبكم ووطنكم وعقيدتكم العسكرية.. وما قدمتموه من جهد وتضحيات سيبقى موضع التقدير العالي والإعجاب الشديد بتماسككم وانضباطكم وحرصكم على تمثل القيم النبيلة للمؤسسة العسكرية التي لم تبخل يوما في تقديم الغالي والنفيس للحفاظ على أمن الوطن والمواطن.. ويكفيكم فخرا أن دماءكم الطاهرة وجراحكم النازفة وصبركم وإقدامكم وتصميمكم على تنفيذ مهامكم المقدسة قد أزهر وأثمر.. وقطع الطريق على أعداء الوطن.. وأسقط الفتنة.. وحافظ على سورية وطنا أبيا عزيزا يحتضن جميع أبنائه.. وقد عقدوا العزم على إكمال الدرب يدا بيد وكتفا إلى كتف في سبيل الحفاظ على الوطن وسيادية قراره الوطني الكفيل بتصدير نموذج سوري للحرية والديمقراطية والتعددية السياسية الكفيلة بإطلاق القدرات وتوفير الأجواء الملائمة لانطلاقة واثقة نحو مستقبل نصنعه بأيدينا.. ووفق قناعاتنا ومصالحنا.. لا وفق ما يريده أعداء الأمة.

الجولان العربي السوري سيبقى عربيا سوريا.. وسيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم سورية

وأضاف الرئيس الأسد.. يخطئ من يظن أن الضغوط وإن اشتدت.. والمؤامرات وإن تنوعت قادرة على أن تدفعنا للتنازل عن بعض حقوقنا ومبادئنا.. فإيماننا بالسلام العادل والشامل.. وحرصنا على بلوغه وتحقيقه لا يعني قط التخلي عن ذرة تراب أو قطرة ماء.. والجولان العربي السوري سيبقى عربيا سوريا.. وسيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم سورية.. وسنبقى أحرارا في قرارنا الوطني.. وأسيادا في علاقاتنا الدولية ونهجنا المقاوم لإحلال السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران 1967.. ومن يراهن على غير ذلك يكن واهما.. فالشدائد تزيدنا صلابة.. والمؤامرات تزيدنا قوة.. والضغوط تدفعنا للتمسك أكثر بثوابتنا وحقوقنا العصية على التذويب أو التهميش.. وأبناء الرجال الذين صنعوا تشرين التحرير يعرفون كيف يشقون الطريق إلى تشرين جديد.. وستبقى سورية رغم أنوف أعدائها رمزا للمحبة والسلام والأمن والأمان والاستقرار الذي يحافظ على هيبة الدولة وكرامة المواطن.

إننا لعلى موعد مع نصر جديد.. ورسم معالم مستقبل باهر يتناسب مع طموحات شعبنا العربي السوري

وقال الرئيس الأسد.. أهنئكم ثانية بعيد جيشنا الباسل.. وأقدر عاليا جهودكم وتضحياتكم وانضباطكم وحرصكم على تمثل الأخلاق النبيلة والمعاني السامية التي تجسدها المؤسسة العسكرية.. وهي تعيد البسمة للوطن والأمل لأبنائه.. وتتابع درب التضحية والفداء بهمة عالية وثقة مطلقة بالقدرة على إعادة الأمن والطمأنينة إلى ربوع وطننا الحبيب.

وختم الرئيس الأسد كلمته للقوات المسلحة بالقول.. تحية الإكبار والإجلال لأرواح شهدائنا الأبرار الذين افتدوا سورية بدمائهم الطاهرة.

.. تحية لكل أم شهيد ولكل أسرة شهيد.

.. تحية لكم ولأسركم الكريمة التي اعتادت أن تتحمل كل الأعباء التي تفرزها طبيعة عملكم ومهامكم المقدسة.

.. تحية لشعبنا الأبي على امتداد ساحة الوطن الذي أثبت بوعيه الوطني أنه الأقدر على الحفاظ على وحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك.. وإننا لعلى موعد مع نصر جديد.. ورسم معالم مستقبل باهر يتناسب مع طموحات شعبنا العربي السوري.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الفريق بشار الأسد رئيس الجمهورية/ القائد العام للجيش والقوات المسلحة.
=================
الرئيس الأسد: لم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية.. نسعى إلى حكومة موسعة من السياسيين والتقنيين تمثل أطياف المجتمع كله

11 كانون الثاني , 2012

دمشق-سانا

ألقى السيد الرئيس بشار الأسد خطاباً قبل ظهر أمس حول القضايا الداخلية والأوضاع محلياً وإقليمياً في مدرج جامعة دمشق وفيما يلي نصه الكامل..

أعلم أنني غبت فترة طويلة عن الإعلام لكنني اشتقت لمثل هذه اللقاءات للتواصل المباشر مع المواطنين لكني كنت دائماً أقوم بمتابعة الأمور اليومية وتجميع المعطيات كي يكون كلامي مبنياً على ما يقوله الشارع.

وأضاف الرئيس الأسد.. أحييكم تحية العروبة التي ستبقى عنواناً لانتمائنا وملاذاً لنا في الملمات كما سنبقى قلبها النابض بالمحبة والعنفوان.. وأحييكم تحية الوطن الذي سيبقى مصدر فخرنا واعتزازنا كما سنبقى أوفياء لقيمه الأصيلة التي ضحى من أجلها الآباء والأجداد كي يبقى شامخا مستقلا وأحيي صمودكم لتبقى سورية قلعة حصينة في مواجهة جميع أشكال الاختراق.. حرة ضد الارتهان للأجنبي.

وقال الرئيس الأسد.. أتحدث إليكم اليوم بعد مضي عشرة أشهر على اندلاع الأحداث المؤسفة التي أصابت الوطن وفرضت ظروفاً مستجدة على الساحة السورية.. هذه الظروف التي تمثل لنا جميعا امتحاناً جدياً في الوطنية لا يمكن النجاح فيه إلا بالعمل الدؤوب وبالنوايا الصادقة المبنية على الإيمان بالله وبأصالة شعبنا وبمعدنه النقي والذي صقلته العصور فجعلته أشد متانة وأكثر إشراقاً.

وأضاف الرئيس الأسد.. وإن كانت هذه الأحداث كلفتنا حتى اليوم أثماناً ثقيلة أدمت قلبي كما أدمت قلب كل سوري فإنها تفرض على أبناء سورية مهما كانت اتجاهاتهم وانتماءاتهم أن يتخذوا سبيل الحكمة والرشاد وأن يستنيروا بإحساسهم الوطني العميق كي ينتصر الوطن بكليته بتوحدنا وبتآخينا وبسمونا عن الآفاق الضيقة والمصالح الآنية.. بارتقائنا إلى حيث هي قضايانا الوطنية النبيلة.. فهذا هو قدرنا وهنا تكمن قوة وطننا وعظمة تاريخنا.

التآمر الخارجي لم يعد خافياً على أحد لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحاً جلياً

وقال الرئيس الأسد.. إن التآمر الخارجي لم يعد خافيا على أحد لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحاً جلياً ولم يعد الخداع ينطلي على أحد إلا على من لا يريد أن يرى ويسمع.. فالدموع التي ذرفها على ضحايانا تجار الحرية والديمقراطية لم تعد قادرة على إخفاء الدور الذي لعبوه في سفك دمائها للمتاجرة بها.. ولم يكن من السهل في بداية الأزمة شرح ما حصل فقد كانت الانفعالات وغياب العقلانية عن الحوار بين الأفراد هي الطاغية على الحقائق أما الآن فقد انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية.

وتابع الرئيس الاسد.. إن الأقنعة سقطت الآن عن وجوه هذه الأطراف وبتنا أكثر قدرة على تفكيك البيئة الافتراضية التي أوجدوها لدفع السوريين نحو الوهم ومن ثم السقوط.. كان يراد لهذه البيئة الافتراضية أن تؤدي إلى هزيمة نفسية ومعنوية تؤدي لاحقاً إلى الهزيمة الحقيقية.. كان المطلوب أن نصل من هذه الهجمة الإعلامية غير المسبوقة إلى حالة من الخوف وهذا الخوف الذي يؤدي إلى شلل الإرادة وشلل الإرادة يؤدي إلى الهزيمة.

هناك أكثر من ستين محطة تلفزيونية في العالم مكرسة للعمل ضد سورية

وقال الرئيس الأسد.. الآن هناك أكثر من ستين محطة تلفزيونية في العالم مكرسة للعمل ضد سورية البعض منها يعمل ضد الداخل السوري والبعض منها يعمل لتشويه صورة سورية في الخارج.. وهناك العشرات من مواقع الانترنت والعشرات من الصحف والوسائل الإعلامية المختلفة.. يعني نحن نتحدث عن المئات من وسائل الإعلام.. كان الهدف أن يدفعونا باتجاه حالة من الانهيار الذاتي كي يوفروا على أنفسهم الكثير من المعارك وفشلوا في هذا الموضوع ولكنهم لم ييئسوا.

وتابع الرئيس الأسد.. إن إحدى المحاولات التي تعرفونها هي ما قاموا به معي شخصياً بمقابلتي مع القناة الأميركية وأنا لا أشاهد نفسي على التلفاز نهائيا منذ أن أصبحت رئيساً.. لم أرَ نفسي لا في مقابلة ولا في خطاب.. لا أشاهد نفسي على التلفزيون.. وفي هذه المرة شاهدت نفسي وعندما شاهدت نفسي كدت أصدق ما أقوله.. أنا قلت الكلام فإذا كانوا قادرين على إقناعي بالكذبة ما هو الوضع بالنسبة للآخرين.. لحسن الحظ كان لدينا نسخة أصلية.. هم تجرؤوا وفعلوا هذا الشيء لأنهم يعتقدون أنه لا توجد نسخة أصلية ولو لم يكن لدينا نسخة أصلية نعرضها على المواطنين ونقوم بعملية مقارنة ولو تحدثت في هذا المكان لساعات وأنا أقول لكم أنا لم أقل هذا الكلام لكان من الصعب لأي شخص أن يصدق عملية الفبركة المتقنة التي قاموا بها.

وقال الرئيس الأسد.. طبعاً هم يهدفون إلى شيء وحيد.. عندما فشلوا في خلق حالة انهيار على مستوى سورية.. على المستوى الشعبي أو المؤسساتي.. أرادوا أن يصلوا إلى رأس الهرم في الدولة لكي يقولوا للمواطنين وطبعاً ليقولوا للغرب.. إن هذا الشخص يعيش في قوقعة لا يعرف ما الذي يحصل وليقولوا للمواطنين وخاصة الموجودين في الدولة.. إذا كان رأس الهرم يتهرب من المسؤولية ويشعر بالانهيار فمن الطبيعي أن يفرط العقد.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن المحاولات مستمرة لا تنتهي.. مرة الرئيس سافر ومرة هاجر وهذا الكلام الذي تعرفونه يعني بما معناه الرئيس يتخلى عن المسؤولية وهذا ما يحاولون تسويقه.. نقول لهم خسئتم لست أنا من يتخلى عن مسؤولياته.

وتابع الرئيس الأسد.. عندما كنت أشرب الماء في الخطاب الماضي كانوا يقولون الرئيس متوتر.. لا في الأزمات ولا في الأحوال العادية.. نحن دائماً نستبق الاصطياد في الماء العكر.. سيستخدمون هذه الكلمة ليقولوا الرئيس السوري يعلن بأنه لن يتنازل عن المنصب وهم يخلطون بين المنصب والمسؤولية وأنا قلت في عام 2000 أنا لا أسعى إلى منصب ولا أهرب من مسؤولية.. المنصب ليس له قيمة هو مجرد أداة ومن يسع الى منصب لا يحترم.

وقال الرئيس الأسد.. نحن نتحدث الآن عن المسؤولية وهذه المسؤولية أهميتها بالدعم الشعبي فأنا أكون في هذا الموقع بدعم من الشعب وعندما أترك هذا الموقع يكون أيضاً برغبة من هذا الشعب وهذا الموضوع محسوم.. ومهما سمعتم كلاما فأنا في سياساتي الخارجية وفي كل المواقف استندت إلى الدعم الشعبي وإلى البوصلة الشعبية.. ولكن ماذا نستفيد من موضوع المقابلة مع المحطة الأميركية في الإطار الإعلامي.. وكان هناك سؤال متكرر عن حسن نية لدى الكثيرين من داخل سورية ومن خارجها.. لماذا لم نكن نسمح للإعلام أن يدخل إلى سورية.. الحقيقة خلال الشهر أو الشهر ونصف الشهر من بداية الأزمة كان الإعلام الأجنبي والعربي حراً تماماً في التحرك داخل سورية ولكن كل الفبركات الإعلامية والحالة السياسية والإعلامية التي بنيت ضد سورية بنيت على تلك المرحلة وعلى ذلك التزوير ولكن هناك فرق بين أن تزور الحقيقة من داخل سورية وتأخذ مصداقية وبين أن تزور من خارج سورية وتكون المصداقية أقل لذلك أخذنا قراراً بألا نغلق الباب ولكن أن تكون هناك انتقائية في دخول الإعلام على الأقل لنضبط نوعية المعلومات أو نوعية التزوير الذي يخرج خارج الحدود.

الانتصار قريب جدا طالما أننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر

وتابع الرئيس الأسد.. صبرنا وصابرنا في معركة غير مسبوقة في تاريخ سورية الحديث فما ازددنا إلا صلابة وإن كانت هذه المعركة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة وتحديات مصيرية فإن الانتصار فيها قريب جدا طالما أننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر.

وقال الرئيس الأسد.. إن وعيكم الشعبي المبني على الحقائق لا على التهويل ولا التهوين ولا على المبالغات ولا التبسيط كان له الدور الأهم في كشف المخطط والتضييق عليه تمهيدا لإفشاله تماماً وفي سعينا لتفكيك تلك البيئة الافتراضية بادرنا بالحديث بشفافية عن تقصير هنا وخلل أو تأخير هناك وفي بعض المجالات حرصاً منا على أهمية الوضع الداخلي في التصدي لأي تدخلات خارجية.. وأنا أقصد في الخطابات السابقة عندما كنت أتحدث عن أخطاء.. لكننا لم نقصد مطلقا التقليل من أهمية تلك المخططات الخارجية ولا أعتقد أن عاقلاً يستطيع اليوم إنكار تلك المخططات التي نقلت أعمال التخريب والإرهاب إلى مستوى آخر من الإجرام استهدف العقول والكفاءات والمؤسسات بهدف تعميم حالة الذعر وتحطيم المعنويات وإيصالكم إلى حالة اليأس الذي من شأنه أن يفتح الطريق أمام ما خطط له خارجياً ليصبح واقعاً لكن هذه المرة بأياد محلية.

وأضاف الرئيس الأسد.. لقد بحثوا في البداية عن الثورة المنشودة فكانت ثورتكم ضدهم وضد مخربيهم وأدواتهم وهب الشعب منذ الأيام الأولى قاطعاً الطريق عليهم وعلى أزلامهم وعندما صعقتهم وحدتكم حاولوا تفكيكها وتفتيتها باستخدام سلاح الطائفية المقيت بعد أن غطوه برداء الدين الحنيف.. وعندما فقدوا الأمل بتحقيق أهدافهم انتقلوا إلى أعمال التخريب والقتل تحت عناوين وأغطية مختلفة كاستغلال بعض المظاهرات السلمية واستغلال ممارسات خاطئة حصلت من قبل أشخاص في الدولة فشرعوا بعمليات الاغتيال وحاولوا عزل المدن وتقطيع أوصال الوطن وسرقوا ونهبوا ودمروا المنشآت العامة والخاصة وبعد تجريب كل الطرق والوسائل الممكنة في عالم اليوم.. مع كل الدعم الإعلامي والسياسي الإقليمي والدولي.. لم يجدوا موطئ قدم لثورتهم المأمولة.

الدول العربية ليست واحدة في سياساتها تجاه سورية

وتابع الرئيس الأسد.. هنا أتى دور الخارج بعد أن فشلوا في كل محاولاتهم.. لم يكن هناك خيار سوى التدخل الخارجي.. وعندما نقول الخارج عادة يخطر ببالنا الخارج الأجنبي.. مع كل أسف أصبح هذا الخارج مزيجا من الأجنبي والعربي وأحيانا وفي كثير من الحالات يكون هذا الجزء العربي أكثر عداءً وسوءاً من الجزء الأجنبي وأنا لا أريد التعميم.. الصورة ليست بهذه السوداوية.. الدول العربية ليست واحدة في سياساتها.. هناك دول حاولت خلال هذه المرحلة أن تلعب دوراً أخلاقياً موضوعياً تجاه ما يحصل في سورية.. وهناك دول بالأساس لا تهتم كثيراً بما يحصل بشكل عام يعني تقف على الحياد في معظم القضايا.. وهناك دول تنفذ ما يطلب منها.. الغريب أن بعض المسؤولين العرب معنا في القلب وضدنا في السياسة.. وعندما نسأل لماذا.. يقول أنا معكم ولكن هناك ضغوطا خارجية.. يعني هو إعلان شبه رسمي بفقدان السيادة.. ولا نستغرب أن يأتي يوم تربط الدول سياساتها بسياسات دول خارجية على طريقة ربط العملة بسلات عملات خارجية وعندها يصبح الإستغناء عن السيادة هو أمر سيادي.

وقال الرئيس الأسد.. الحقيقة هي ذروة الانحطاط بالنسبة للوضع العربي ولكن دائماً أي انحطاط هو الذي يسبق النهوض.. عندما ننتقل من الاستقلال الأول وهو التحرير الأول الذي حصل عندما جلا المستعمر عن أراضيها.. ننتقل الى الاستقلال الثاني وهو استقلال الإرادة وهذا الاستقلال سنصل إليه عندما تأخذ الشعوب العربية زمام المبادرة في الأوطان العربية بشكل عام.. لأن ما نراه من سياسات رسمية لا يعكس نهائيا ما نراه على الساحات الشعبية في العالم العربي.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن هذا الدور العربي الذي رأيناه الآن بشكل مفاجئ لا نراه عندما تكون هناك أزمة أو ورطة بدولة عربية ما ولكن نراه بأفضل حالاته عندما تكون هناك ورطة لدولة أجنبية.. لدولة كبرى.. وغالبا ما يكون إنقاذ تلك الدولة من ورطتها على حساب دولة أو دول عربية وغالباً ما يكون من خلال تدمير دولة عربية.. وهذا ما حصل في العراق وليبيا.. وهذا ما نراه الآن في الدور العربي تجاه سورية.. فبعد أن فشلوا في مجلس الأمن لعدم إمكانية إقناع العالم بأكاذيبهم كان لا بد من غطاء عربي.. وكان لا بد من منصة عربية ينطلقون منها.. فهنا أتت هذه المبادرة.

وقال الرئيس الأسد.. الحقيقة أنا من طرح المبادرة وموضوع المراقبين في لقائي مع وفد الجامعة العربية منذ عدة أشهر وقلنا طالما أن المنظمات الدولية أتت إلى سورية واطلعت على الحقائق وكان هناك رد فعل إيجابي.. على الأقل يطلع على الأمور.. ونحن لا نقول الأمور كلها إيجابية.. يرون الإيجابي ويرون السلبي ونحن لا نريد أكثر من معرفة الحقيقة كما هي فالأحرى بالعرب أن يرسلوا وفدا لكي يطلع على ما يحصل في سورية.. وطبعا لم يكن هناك أي اهتمام بهذا الطرح الذي طرحته سورية وفجأة بعد عدة أشهر نرى أن هذا الموضوع أصبح هو محل اهتمام عالمي.. ليس اهتماماً مفاجئاً بما طرحناه على الإطلاق وإنما لأن المخطط بدأ من الخارج تحت هذا العنوان.

وتابع الرئيس الأسد.. بكل الأحوال استمرينا بالحوارات مع الجهات المختلفة وتحدث وزير الخارجية بمؤتمراته الصحفية حول تفاصيل لن أكررها.. وكنا نركز على شيء وحيد هو سيادة سورية.. وكنا ننظر على اعتبار أن المواطن العربي والمسؤول العربي والمراقب العربي مهما يكن.. على سوء الوضع العربي.. يبقى لديه عواطف تجاهنا.. يعني نحن نبقى عرباً نتعاطف مع بعضنا البعض.

وقال الرئيس الأسد.. لماذا بدؤوا المبادرة العربية.. نفس الدول التي تدعي الحرص على الشعب السوري كانت في البداية تنصحنا بموضوع الإصلاح.. طبعاً هي لا يوجد لديها أدنى معرفة بالديمقراطية وليس لها تراث في هذا المجال ولكن كانوا يعتقدون بأننا لن نسير باتجاه الإصلاح وسيكون هناك عنوان لهذه الدول لكي تستخدمه دوليا بأن هناك صراعاً داخل سورية بين دولة لا تريد الإصلاح وشعب يريد أن يصلح أو أن يتحرر أو ما شابه.

لو أردنا أن نتبع الدول التي تعطينا نصائح فعلينا أن نعود باتجاه الخلف على الأقل قرنا ونصف القرن

وأضاف الرئيس الأسد.. عندما قمنا بالإصلاح كان هذا الشيء مربكاً بالنسبة لهم فانتقلوا إلى موضوع الجامعة العربية أو المبادرة العربية.. والحقيقة لو أردنا أن نتبع هذه الدول التي تعطينا نصائح فعلينا أن نعود باتجاه الخلف على الأقل قرنا ونصف القرن.. ما الذي حصل منذ قرن ونصف القرن.. عندما كنا جزءا من الإمبراطورية العثمانية تشكل أول برلمان ونحن كنا جزءاً من هذه الإمبراطورية.. المفروض أننا معنيون فيه بشكل أو بآخر.. أول برلمان افتتح في عام 1877 وإذا وضعنا هذا الأمر جانبا فأول برلمان في سورية كان في عام 1919 يعني أقل من قرن بقليل.. فتخيلوا هذه الدول التي تريد أن تنصحنا بالديمقراطية.. أين كانت في ذلك الوقت.. وضعهم كوضع الطبيب المدخن الذي ينصح المريض بترك السيجارة وهو يضعها في فمه.

وتابع الرئيس الأسد.. بالمحصلة كان رد الفعل العربي أو الشعبي في سورية تجاه موضوع الجامعة العربية الغضب.. الحقيقة أنا لم أغضب.. لماذا أغضب من شخص لا يمتلك قراره.. إذا قام شخص بالهجوم علينا بسكين ونحن ندافع فنحن لا نصارع السكين.. نحن نصارع الشخص.. السكين مجرد أداة.. فصراعنا ليس مع هؤلاء.. صراعنا مع من يقف خلفهم.. كان رد الفعل الشعبي غضباً واستياءً واستغراباً.. لماذا لم يقف العرب مع سورية بدل أن يقفوا ضد سورية.. أنا أسأل سؤالاً متى وقفوا مع سورية.. لن أعود بعيداً في الماضي.. لكن لنتحدث فقط عن السنوات القليلة الماضية.. لنبدأ في حرب العراق بعد الغزو عندما بدأ التهديد تجاه سورية بالقصف والاجتياح وكل هذا الكلام.. من وقف مع سورية… في عام 2005 عندما استغلوا اغتيال الحريري من وقف مع سورية.. في عام 2006 ومواقفنا من العدوان الإسرائيلي على لبنان.. في 2008 في موضوع الملف في هيئة الطاقة الذرية في الملف النووي المزعوم من وقف معنا… الدول العربية تصوت ضدنا.. هذه الحقائق ربما غير معروفة للكثير من المواطنين ولكن في هذه المفاصل وهذه الحالات لا بد من شرح كل شيء.. في موضوع حقوق الإنسان مؤخراً الدول العربية تصوت ضد سورية.. بالمقابل دول غير عربية تقف مع سورية.. فلذلك علينا ألا نستغرب.. يعني ألا نفاجأ بوضع الجامعة.

وقال الرئيس الأسد.. إن الجامعة العربية هي مجرد انعكاس للوضع العربي.. هي مرآة لحالتنا العربية المزرية فإذا كانت قد فشلت خلال أكثر من ستة عقود في إنجاز موقف يصب في المصلحة العربية فلماذا نفاجأ بها اليوم والسياق العام هو ذاته لم يتغير ولم يتبدل سوى أنه يسير بالوضع العربي من سيىء إلى أسوأ وما كان يحدث بالسر أصبح يحصل بالعلن تحت شعار مصلحة الأمة.

وأضاف الرئيس الأسد.. هل استقلت الجامعة عمليا بدولها.. وبالتالي بذاتها وهل نفذت قراراتها يوما ومسحت عنها غبار الأدراج وتمكنت من تحقيق ولو جزء يسير من طموحات الشعوب أم هي ساهمت بشكل مباشر في زرع بذور الفتنة والفرقة.. وهل احترمت ميثاقها ودافعت عن دول أعضاء فيها انتهكت أراضيها أو حقوق شعبها.. وهل أعادت شجرة زيتون واحدة اقتلعتها إسرائيل أو منعت هدم بيت عربي واحد في فلسطين العربية المحتلة.. وهل منعت تقسيم السودان أو حالت دون مقتل أكثر من مليون عراقي أو أطعمت جائعاً في الصومال.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن اليوم لسنا في صدد الهجوم على الجامعة لأننا جزء منها وإن كنا في زمن الانحطاط العربي ولا أتحدث لأن الجامعة أو لأن الدول العربية اتخذت قراراً بإخراج سورية أو بتجميد عضويتها فهذا الموضوع لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد وإنما أتحدث لأنني لاحظت مدى الإحباط الشعبي الذي يجب أن نضعه في إطاره الطبيعي.. فالجامعة حكم عليها منذ زمن طويل وعندما كنا نجلس في القمم العربية كنا نسمع الذم والقدح وتتردد أصداؤه داخل قاعات المؤتمرات وكنا نتحدث به كمسؤولين عرب بشكل صريح ولكن البعض يخجل والبعض منا لا يعنيه هذا الموضوع.. إذا الخروج من الجامعة العربية أو تعليق العضوية وكل هذا الكلام ليس القضية.. والسؤال من يخسر هل تخسر سورية أم تخسر الجامعة العربية.. بالنسبة لنا خاسرون مع الدول العربية طالما أن الوضع العربي سيىء وهذه حالة مزمنة ولا شيء جديداً ولا يوجد ربح.. ونحن نعمل منذ سنوات لتخفيف الخسائر لأن الأرباح غير ممكنة ولكن خروج سورية من الجامعة العربية يطرح سؤالاً.. هل يمكن للجسد أن يعيش من دون قلب.. ومن قال ان سورية هي قلب العروبة النابض ليس سورياً بل جمال عبد الناصر هو من قال هذا الكلام وما زال مستمراً.

الجامعة بلا سورية تصبح عروبتها معلقة

وأضاف الرئيس الأسد.. بالنسبة للكثير من العرب لديهم قناعة بهذا الموضوع والعروبة.. بالنسبة لسورية ليست شعاراً بل هي ممارسة.. فمن أكثر من سورية قدم للقضايا القومية ودفع الثمن وما زال.. ومن أكثر من سورية قدم للقضية الفلسطينية تحديدا.. ومن أكثر من سورية قدم للتعريب في كل مكان.. في الإعلام.. وحتى أن هناك تشددا في التعريب وفي المناهج التربوية.. ومن يقدم للعروبة أكثر.. ومن قام بعملية التعريب والإصرار على الثقافة العربية في مناهجه كما هي سورية الآن في كل الجامعات والمدارس.

وتابع الرئيس الأسد.. إن القضية بالنسبة لنا إذا ليست شعاراً وإذا كانت بعض الدول تسعى لتعليق عروبتنا في الجامعة فنحن نقول.. إنهم يعلقون عروبة الجامعة ولا يستطيعون تعليق عروبة سورية.. فالجامعة بلا سورية تصبح عروبتها معلقة.

وقال الرئيس الأسد.. إذا كان البعض يعتقد أنه يستطيع أن يخرجنا من الجامعة فانه لا يستطيع إخراجنا من العروبة لان العروبة ليست قراراً سياسياً بل هي تراث وتاريخ.. أما تلك الدول التي تعرفونها فهي لم تدخل العروبة ولن تدخلها لأنها لا تملك تراثاً ولا تقرأ التاريخ وإذا كانوا يعتقدون أنهم بالمال يشترون بعض الجغرافيا ويستأجرون ويستوردون بعض التاريخ من هناك فنقول لهم.. إن المال لا يصنع أمما ولا يخترع حضارات وبالتالي وبحسب ما سمعت من كثير من السوريين.. وأنا أوافق حول هذه النقطة.. ربما بموقعنا الحالي نكون أكثر حرية في ممارسة عروبتنا الحقيقية والصافية التي كان المواطن السوري أفضل من يعبر عنها عبر تاريخه.

وأضاف الرئيس الأسد.. لذلك نستطيع أن نقول انهم بهذه المحاولة قد لا يركزون كثيراً على إخراج سورية من الجامعة وإنما يركزون أكثر على تعليق العروبة لكي يبقى اسمها فقط جامعة عربية ولكنها لن تكون لا جامعة ولا عربية وإنما ستكون جامعة مستعربة لكي تتناسب مع سياساتهم ومع الدور الذي يقومون به على الساحة العربية.. وإلا كيف نفسر هذا اللطف غير المعقول وغير المسبوق مع العدو الصهيوني في كل ما يمارس.. وهذا الحسم والتشدد مع سورية.. ونحن نسعى منذ سنوات لتفعيل مكتب مقاطعة إسرائيل ودائما تأتينا الأعذار بأن هذا الشيء لم يعد مقبولا في هذا الوقت.. ولكن خلال أسابيع يفعلون مقاطعة سورية أي أن هدفهم استبدال سورية بإسرائيل وهذا مجرد نموذج ونحن لسنا ساذجين ونعرف هذا الوضع العربي منذ زمن طويل ولم نتعلق بأوهام وأردنا من صبرنا على هذه الممارسات قبل الأزمة وخلالها بأن تظهر لمن لديه شكوك حول سوء النوايا المنمقة والمغلفة بكلام جميل أن تظهر لهم سوء النوايا وخبث الأهداف وأعتقد أنها الآن أصبحت واضحة للكثيرين.

لن نغلق أي باب على أي مسعى عربي طالما أنه يحترم سيادة بلادنا واستقلالية قرارنا ويحرص على وحدة شعبنا

وتابع الرئيس الأسد.. كنا ندرك كل ذلك ولكننا من منطلق العروبة الصادقة واستعادة الفكرة الأساسية للجامعة العربية والتي تساندنا فيها بعض الدول الشقيقة الحريصة على أن تعود الجامعة العربية جامعة وعربية لم نغلق الباب على الحلول والاقتراحات ولن نغلق أي باب على أي مسعى عربي طالما أنه يحترم سيادة بلادنا واستقلالية قرارنا ويحرص على وحدة شعبنا.

وقال الرئيس الأسد.. إن كل هذه التراكمات السلبية على الساحة العربية على مدى عقود يضاف إليها الحالة الراهنة أدت إلى أن يصب البعض من مواطنينا جام غضبهم على العروبة التي التبست مع الجامعة أو مع أداء بعض المستعربين على نحو خاطئ إلى حد تنكرهم لها.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن وطننا العربي بتنوعه الواسع يرتكز ببنيته الاجتماعية على دعامتين قويتين متكاملتين بأبعادهما الحضارية هما العروبة والإسلام.. وكلتاهما عظيم وغني وضروري.. ولا يمكن بالتالي أن نحملهما وزر الممارسات البشرية الخاطئة كما أن التنوع الإسلامي والمسيحي في بلادنا هو دعامة عروبتنا وأساس قوتنا.. وعندما نغضب من العروبة أو نتنكر لها بسبب ما قام به البعض على هذه الساحة العربية الواسعة.. ففي ذلك تجن كبير.. فكما رفضنا تعميم أخطاء بعض المسؤولين على البلاد كلها لا يجب تعميم أخطاء بعض المستعربين على العروبة.. نحن الآن ما نقوم به كرد فعل تجاه العروبة.. كما قام الغرب به تجاه الإسلام وخاصة بعد 11 أيلول.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن نقول ان هناك شريعة عظيمة هي الإسلام وهناك إرهابي يتغطى بالإسلام فعمن نبتعد.. عن الشريعة أم عن الإرهاب.. نذم الشريعة أم نذم الإرهابي.. نحارب الدين الإسلامي أم نحارب هذا الإرهاب .. الجواب واضح .. لا ذنب للإسلام عندما يوجد إرهابي يغطي نفسه أو يلبس عباءة الإسلام.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الدين المسيحي دين المحبة والسلام فما ذنبه في حروب شنت تحت عنوان الدين المسيحي وفي جرائم ارتكبت في قلب أمريكا أو الدول الأوروبية من ناس يدعون التمسك بقيم هذا الدين.. لا ذنب لهم وذات الشيء بالنسبة للعروبة.. لا يجوز أن نربط بين العروبة وبين ما يقوم به البعض من المستعربين وإلا فإننا نذهب باتجاه الخطيئة الكبرى.. هناك أشياء وجدت من خلال سياق تاريخي لا نستطيع برد فعل أو بقرار.. لأنها لم تأت بقرار.. أن نغيرها.. هناك سياق تاريخي وهناك إرادة إلهية بالنسبة للأديان والقومية لا يجوز أن نتعامل معها برد الفعل.

وتابع الرئيس الأسد.. إن رد الفعل الأول كان طرح سورية أولا ومن الطبيعي أن تكون سورية أولاً فأي شخص ينتمي لوطنه قبل أن ينتمي لأي وطن آخر ولا يجوز أن يكون الوطن ثانياً ولا ثالثاً ولا رابعاً ولكن السياق الذي طرح فيه هو سياق انعزالي يعني سورية فقط.. لم تكن سورية أولاً وإنما كانت تعني أن سورية فقط.

وقال الرئيس الأسد.. إن كل إنسان ينتمي لمدينته أكثر من باقي المدن .. يرتبط بها بشكل طبيعي .. وكل إنسان يحب القرية التي عاش وتربى فيها أكثر من باقي القرى ولكن الأولى والثانية لا تتناقض ولا تمنع أن يكون هذا الإنسان وطنيا ويحب كل الوطن.. فأن نكون سوريين لا يمنعنا بأن نكون عرباً وإذا كنا عرباً لا يوجد تناقض بين عروبتنا وسوريتنا.

وأضاف الرئيس الأسد.. لذلك علينا أن نؤكد على هذه النقطة بأن العلاقة بين العروبة والوطنية هي علاقة وثيقة وضرورية للمستقبل وللمصالح ولكل شيء وهي ليست قضية رومانسيات ولا مبادئ فقط بل هي مصالح .. فإذا فصلنا هذا الأمر عن ردة الفعل فعلينا أن نعرف دائما أن العروبة هي انتماء لا عضوية.. العروبة هي هوية يمنحها التاريخ لا شهادة تمنحها منظمة.. العروبة هي شرف يتمثل بالشعوب العربية وليست عاراً يحمله البعض من المستعربين على الساحات السياسية في العالم أو في الوطن العربي.

وتابع الرئيس الأسد.. قد يقول البعض ان كل هذا الكلام عن العروبة.. ونحن نتحدث عن العرب والعروبة.. لا يوجد في سورية إلا عرباً.. فأقول.. من قال إننا نتحدث عن عرق عربي.. لو كانت العروبة هي فقط عرق عربي لما كان لدينا الكثير لكي نفخر به.. فآخر شيء في العروبة هو العرق.. والعروبة هي حالة حضارية وهي المصالح المشتركة والتاريخ المشترك والإرادة المشتركة والأديان المشتركة وهي كل شيء مشترك بين القوميات المختلفة التي تتواجد على هذه الساحة وآخر شيء العرق .. وقوة هذه العروبة هي في تنوعها وليس في انعزالها ولونها الواحد.

وتابع الرئيس الأسد.. إن العروبة لم تبن من قبل العرب.. العروبة بنيت من كل من ساهم في بنائها من الأصول غير العربية التي تشكل هذا المجتمع الغني الذي نعيش فيه.. قوة العروبة بغناها.. لو كانت هناك مجموعة من الأصول غير العربية وأرادت اليوم أن تغير تقاليدها وعاداتها أو تستغني عنها أو تذوب فسنقف في وجهها ونقول.. لا نقبل بهذا الأمر لأنكم تضعفون العروبة.. فإذا.. نحن قوتنا في العروبة بالانفتاح والتنوع وإظهار مكوناتها وليس بدمجها لكي تظهر وكأنها مكون واحد لأن العروبة اتهمت ظلماً عبر عقود بأنها شوفينية وهذا الكلام غير صحيح وإذا كان هناك شخص شوفيني لا يعني بأن العروبة شوفينية بل هي حالة حضارية.

وقال الرئيس الأسد.. إن كل ما سبق لن يؤثر على رؤيتنا للوضع الداخلي في سورية وكيفية التعامل معه ولا شك أن الأحداث الراهنة وتداعياتها قد طرحت كماً هائلاً من التساؤلات والأفكار التي تهدف إلى إيجاد حلول مختلفة للوضع الحالي الذي تمر به سورية وإذا كان الأمر طبيعيا وبديهيا إلا أنه لا يمكن أن يكون إيجابياً وناجعاً إلا عندما ينطلق من ضرورة مواجهة المشكلة وليس الهروب منها .. أي عندما ينطلق من الشجاعة لا من الذعر ومن الإقدام لا من الهروب إلى الأمام.

وأضاف الرئيس الأسد.. إذا أردنا أن نتحدث في الشأن الداخلي واعتقد هو محور الاهتمام بالنسبة للسوريين الآن لابد من أن نحدد الأمور.. فهناك أفكار كثيرة وقد تكون جيدة ولكن إن لم يكن هناك إطار لهذه الأفكار تصبح أفكارا بلا فائدة وأحيانا تصبح أفكارا ضارة فبدلا من أن تسير الأفكار باتجاه واحد تتناقض وتتصارع .. لذلك دعونا نضع بعض التعاريف قبل أن ندخل في التفاصيل.

لا يمكن أن نقوم بعملية إصلاح داخلي بدون التعامل مع الوقائع

وتابع الرئيس الأسد.. أولا لا يمكن أن نقوم بعملية إصلاح داخلي بدون التعامل مع الوقائع كما هي على الأرض سواء أعجبتنا أم لم تعجبنا.. لا نستطيع أن نتعلق بقشة في الهواء فلا القشة تحمل ولا الهواء يحمل وهذا يعني السقوط.. البعض تحت ضغط الأزمة يتحدث عن أي حل ويطالب بأي حل.. ولن نقوم بأي حل قد يؤدي بالبلد إلى الهاوية أو قد يؤدي إلى تعميق الأزمة وإلى الدخول في نفق لا يمكن الخروج منه.. لذلك ضغط الأزمة لا يدفعنا للقيام بأي خطة حتى لو كان الزمن ضروريا لكنه ليس أهم من نوعية الحل الذي نقوم به.

وقال الرئيس الأسد.. نحن اليوم نتعامل مع جانبين في الإصلاح الداخلي.. الأول هو الإصلاح السياسي والجانب الآخر هو مكافحة الإرهاب الذي انتشر بشكل كبير مؤخراً في مناطق مختلفة من سورية.. ففي العملية الإصلاحية هناك من يعتقد بأن ما نقوم به الآن هو طريق لحل الأزمة أو هو كل الحل للأزمة.. وهذا كلام غير صحيح.. نحن لا نقوم به لهذا السبب فعلاقة الإصلاح مع الأزمة علاقة محدودة وفي البداية كان لها دور أكبر عندما قررنا أن نقوم بعملية فرز ما بين من يدعي الإصلاح لأهداف تخريبية وبين من يريد الإصلاح فعلاً.. وهذا الفرز تم.. لماذا لا يوجد علاقة بينهما.. وهذه الرؤية هي رؤيتي منذ البداية.. ولكن لم يكن من السهل الحديث فيها كما قلت في البداية لأن الأمور لم تكن واضحة بالنسبة للكثير من السوريين كما هي واضحة الآن.

وتساءل الرئيس الأسد .. ما هي العلاقة بين العملية الإصلاحية والمخطط الخارجي.. وإذا قمنا اليوم بالإصلاح هل ستتوقف المخططات الخارجية تجاه سورية.. أنا أريد أن أقول لكم شيئاً.. نحن نعرف الكثير من الحوارات التي تدور في الخارج وخاصة في الغرب حول الوضع في سورية.. لا أحد من هؤلاء يهتم لا بعدد الضحايا ولا بالإصلاحات ولا ما سيأتي ولا ما تم إنجازه.. الكل يتحدث عن سياسة سورية وهل تغير سلوك سورية من بداية الأزمة حتى هذا اليوم.

الجزء الخارجي من المخطط هو ضد الإصلاح الذي سيجعل سورية أقوى

وقال الرئيس الأسد.. من جانب آخر هناك من أتى لكي يساوم.. أي لو قمتم بواحد واثنين وثلاثة وأربعة… فالأزمة على الأقل في جزئها الخارجي وأذياله الداخلية ستتوقف فوراً.. إذا.. لا علاقة بين الإصلاح والجزء الخارجي لان هذا الجزء من المخطط هو ضد الإصلاح الذي سيجعل سورية أقوى.. وإذا كانت سورية أقوى فهذا يعني تكريس النهج السوري وكلنا نعلم أن النهج السوري غير مرغوب خارجيا بل مكروه من كثير من الدول التي تريد منا أن نكون عبارة عن إمعات.

وأضاف الرئيس الأسد .. النقطة الثانية تتجسد في طبيعة العلاقة بين الإصلاح والإرهاب.. فإذا قمنا بالإصلاح هل سيتوقف الإرهابي وهل هذا الإرهابي الذي يقتل ويخرب يسعى لقانون أحزاب أو لانتخابات أو لإدارة محلية أو ما شابه.. الإصلاح لا يعني الإرهابي ولا يهمه.. والإصلاح لن يمنع الإرهابي من القيام بإرهابه.. فإذا.. ما هو المكون الذي يعنينا.

وتابع الرئيس الأسد.. إن الجزء الأكبر من الشعب السوري هو الذي يريد الإصلاح وهو الذي لم يخرج ولم يخالف القانون ولم يخرب ولم يقتل.. والإصلاح بالنسبة لنا هو السياق الطبيعي لذلك أعلنا عنه على مراحل في العام 2000 وأنا تحدثت في خطاب القسم الاول عن التحديث والتطوير وكنت أركز في ذلك الوقت على مؤسسات الدولة.. وفي العام 2005 تحدثنا عن الإصلاح السياسي.. وجزء مما نقوم به الآن هو ما طرح في المؤتمر القطري في العام 2005 وفي ذلك الوقت لم تكن هناك ضغوطات على سورية في هذا الإطار وإنما كانت هناك ضغوطات مختلفة باتجاه آخر ولم يكن هناك من يتحدث عن موضوع الإصلاح الداخلي فطرحناه لأننا نعتقد بأنه سياق طبيعي وليس قسرياً.. لا يمكن أن يكون قسرياً وهو حاجة طبيعية للتطوير ولا يمكن أن نتطور من دون أن نقوم بعمليات إصلاح.. تأخرنا أم لم نتأخر هذا موضوع آخر.. لماذا تأخرنا موضوع آخر.. ولكن هو حاجة طبيعية ولو كان الإصلاح قسرياً أو جزءاً من الأزمة فسيفشل لذلك دعونا نفصل في حديثنا عن الإصلاح بين الحاجات الطبيعية وبين الأزمة.

وقال الرئيس الأسد.. إذا انطلقنا من الأزمة الحالية سيكون الإصلاح مبتوراً ومرتبطاً بالظروف الحالية المؤقتة.. أما بالنسبة للعقود المقبلة فالأمور تختلف وعلينا أن نربط ما قبل الأزمة بما بعد الأزمة بغض النظر عنها وننطلق من العملية الإصلاحية.. طبعا هذا الكلام ليس مطلقا ونحن نأخذ أحيانا بعين الاعتبار ما نمر به الآن في الإصلاح.. لا نفصله بشكل كامل كالجدول الزمني.. أحيانا نستعجل وأحيانا نفترض بأن رد فعل الناس بحاجة لتحرك باتجاه معين.. يعني يكون هناك بعض التأثيرات للأزمة ولكن لا نبني الإصلاح على الأزمة.. إذا بنيناه سنعطي المبرر للقوى الخارجية لكي تتدخل في أزمتنا تحت عنوان الإصلاح.. فلنتفق حول موضوع الفصل ونتعامل مع التفاصيل انطلاقاً من هذا الشيء.

وأضاف الرئيس الأسد.. طرحت في خطابي في هذه القاعة في حزيران الماضي خطة العمل وتحدثت بشكل أساسي حول المحور التشريعي بما يتعلق بالقوانين والدستور في ذلك الوقت ووضعت جدولاً زمنياً.. وبالنسبة للقوانين صدرت بأكملها تقريبا ضمن الجدول الزمني الذي حدد في ذلك الوقت.. الآن لو سمعنا من كثير من الناس حول هذا الموضوع سيقولون إننا لم نلمس نتائج وأنا أحب أن أتحدث دائما بشفافية حول المواضيع.. وكل موضوع على حدة.

وتابع الرئيس الأسد.. إن أول قانون أصدرناه هو رفع حالة الطوارئ.. وفي مثل هذه الظروف التي تمر فيها سورية هل يمكن لأي دولة الا أن تفرض حالة الطوارئ ومع ذلك لم نقم بهذا الشيء وأصررنا على رفع حالة الطوارئ.. والبعض من المواطنين السوريين اتهمنا بأننا نتنازل عن جزء من الأمن في سورية بسبب رفع حالة الطوارئ.. طبعاً هذا الكلام غير دقيق لأن رفع حالة الطوارئ أو حالة الطوارئ نفسها لا تعطي الأمن وإنما هي قضية تنظيمية.. وعندما يكون هناك حالة طوارئ يكون هناك إجراءات وعندما ترفع يكون هناك إجراءات مختلفة.. التنازل عن الأمن غير موجود.. لا يوجد دولة يمكن أن تقبل بالتنازل عن الأمن.

وقال الرئيس الأسد.. إن القوانين والإجراءات الموجودة حاليا تعطينا كامل الصلاحية لكي نقوم بعملية ضبط الأمن بغض النظر عن قانون الطوارئ وإن رفع حالة الطوارئ بحاجة لتأهيل الأجهزة المعنية من الأمن والشرطة وغيرها التي تتعامل مع المواطن.. وكلنا يعلم أن هذه الأجهزة منتشرة في كل مكان في سورية والبعض منهم لم يأخذ إجازات ولم ير عائلاته منذ أشهر فهل من المعقول والمنطقي والواقعي أن نقوم بتأهيله.. هذا الكلام مستحيل.. لن يكون هناك تأهيل في الظروف الحالية.. ومع ذلك نحن نصر على الأجهزة بأن يتم التأكيد على بعض الأساسيات من الأنظمة المتعلقة برفع حالة الطوارئ.

وتابع الرئيس الاسد.. عندما يكون هناك بيئة تخريب وقتل وفوضى وخرق للقانون وإذا كان هناك أخطاء فسوف تتضاعف مئات المرات وليس عشرات المرات لذلك علينا أن نتعامل ليس فقط مع النتائج وإنما أيضا مع الأسباب.. والنتائج هي الأخطاء التي نراها من قبل البعض ولكن الأسباب مرتبطة بالفوضى في حد ذاتها.. فعلينا أن نعمل من أجل ضبط الفوضى وبمعنى آخر لا يمكن أن نشعر بالنتائج الفعلية لرفع حالة الطوارئ في ظل الفوضى.. وطبعا هنا أنا أفرق بين الأخطاء بمختلف مستوياتها والقتل.

لا يوجد أي أمر في أي مستوى من مستويات الدولة بإطلاق النار على أي مواطن

وأضاف الرئيس الأسد.. أولا.. لا يوجد غطاء لأحد.. موضوع القتل بحاجة الى أدلة.. البعض يعتقد أنه لم يتم إلقاء القبض على أي شخص ممن ارتكبوا أعمال قتل.. وأنا أقصد العاملين في الدولة.. وهذا الكلام غير صحيح حيث تم إلقاء القبض على عدد محدود في جرائم قتل وغيرها ولكن أقول محدودا لأن الأدلة المتوفرة بحد ذاتها كانت محدودة ومربوطة بهؤلاء الأشخاص.. ووجود الأدلة أو البحث عنها بحاجة لمؤسسات والمؤسسات بحاجة لبيئة وظروف والبيئة الحالية تعيق عمل هذه المؤسسات.. لكن أؤكد بأنه لا يوجد غطاء لأحد وأؤكد مرة أخرى على أنه لا يوجد أي أمر في أي مستوى من مستويات الدولة بإطلاق النار على أي مواطن ولا يحق إطلاق النار بحسب القانون إلا دفاعا عن النفس ودفاعاً عن المواطن وعند الاشتباك مع شخص مسلح يحمل السلاح.. يعني هناك حالة محددة في القانون.. وأؤكد على التعامل مع الأسباب والنتائج في هذا الموضوع.

وقال الرئيس الأسد.. وفيما يخص الأحزاب فقد صدر قانون الأحزاب وتقدمت أحزاب وأعطي الترخيص لأول حزب منذ أسابيع قليلة وهناك حزب ثانٍ على الطريق بعد أن توفرت فيه كل الشروط وهناك عدة أحزاب أخرى.. يعني تنتظر الجهة المعنية استكمال الأوراق أو الشروط المطلوبة لكي تعطي الترخيص.. ونحن لم نشعر بالأحزاب لأنها بحاجة إلى وقت.. ولكن بكل الأحوال بعد أن صدر قانون الأحزاب ونحن نقوم ليس بإعطاء الرخص فقط بل بتشجيع جهات كثيرة على أن تقدم من أجل أن يكون لديها أحزاب.. ولا أعتقد أن الدولة تتحمل المسؤولية في هذا المجال فنحن لن نقوم بتشكيل أحزاب أو بالظهور على الإعلام أو ممارسة نشاطات نيابة عن أي أحد فإذا.. لا توجد عقبات في هذا الموضوع والقضية قضية زمن.

وتابع الرئيس الأسد.. أما بالنسبة للإدارة المحلية فقد صدر القانون وحصلت الانتخابات في ظروف صعبة جداً ومن الطبيعي ألا تعطي النتائج المتوقعة بسبب الظروف الأمنية لأن المشاركة لم تكن بالنسبة للمرشحين أو الناخبين كما كان يفترض مع قانون جديد.. وكان هناك وجهة نظر تقول.. علينا أن نؤجل انتخابات الإدارة المحلية لمرحلة لاحقة.. وكان هناك وجهة نظر مختلفة وهو ما تبنيناه من أجل أن نقوم بعملية تبديل لأن أي تبديل سيكون إيجابياً وخاصة ان كثيرا من شكاوى المواطنين كانت حول أداء الإدارة المحلية ولذلك سرنا في هذا الموضوع ولكن بكل الأحوال كل ما يتعلق بالانتخابات لا يمكن أن يعطي نتائج إن لم يكن هناك مشاركة واسعة في الترشيح والتصويت لكي يكون هناك منافسة.. وإن لم يكن هناك منافسة لن تشعروا بهذا الموضوع وبالتالي ما يتعلق بالانتخابات بحاجة الى جزء من المسؤولية يحمله المواطن وليس فقط الدولة.

وأضاف الرئيس الأسد.. بالنسبة لقانون الإعلام فقد انتهت الحكومة الأسبوع الماضي من إعداد تعليماته التنفيذية وأصبح جاهزا للتنفيذ وهناك طلبات جاهزة لمحطات تلفزيونية وصحافة وغيرها.. أما قانون الانتخابات فقد صدر والهدف منه تأطير كل هذه الأفكار التي نسمعها على الساحة السياسية ومن لديه فكرة فليذهب إلى صندوق الانتخاب وهو الفيصل في كل شيء في هذا البلد.

وقال الرئيس الأسد.. إن القانون المهم هو قانون مكافحة الفساد وهو القانون الوحيد الذي تأخر لعدة أشهر لأنه قانون مهم جدا وفيه جوانب كثيرة جداً.. وأنا طلبت من الحكومة أن تدرسه بشكل واسع وبالتعاون مع مختلف الفعاليات والجهات وقد تم وضعه على الانترنت.. وكان هناك الكثير من المشاركات والأفكار المفيدة وقد انتهت الحكومة من دراسته وأرسل إلى رئاسة الجمهورية وأعيد مؤخراً إلى الحكومة.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن قانون مكافحة الفساد قانون جيد وفيه نقاط مهمة جدا ولكن هناك نقطة تتعلق بهيئة التفتيش ففي القانون الحالي ألغيت هيئة التفتيش وحلت هيئة مكافحة الفساد مكانها ولكن قانون مكافحة الفساد يختص في قضايا الفساد فقط أي أنه يختص بقضية ضيقة غالبا هي ليست بقائمة للفساد وإنما التعامل مع الفساد بعد ظهوره بينما كانت هيئة التفتيش تأخذ مهام أوسع بما فيها تنظيم الإدارة ورفع مقترحات في مجال الإدارة ومراقبة عمل الدولة من الناحية الإدارية بالإضافة الى مكافحة الفساد.. ولذلك فإن إلغاء كل هذه المهام وربطها فقط بعنوان واحد هو الفساد شيء غير جيد وخاصة انه لا يمكن مكافحة الفساد بمعزل عن تنظيم الإدارة.

وتابع الرئيس الأسد.. لا يمكن أن نكافح الفساد لوحده لأن هذا خلل كبير عدا عن وجود نقاط أخرى وهناك مقترحات حول دمج هيئة التفتيش مع هيئة الرقابة المالية وهذا الموضوع ليس مهما فالأهم هو ما هي علاقة التفتيش مع هيئة مكافحة الفساد.. وإذا كان هناك إلغاء لهيئة التفتيش فهل ستقوم هيئة مكافحة الفساد بضم كل المهام الموجودة في الهيئتين أم تبقى هناك هيئتان وتأخذ كل واحدة مهام مختلفة أم يكون هناك تنسيق بينهما في موضوع الفساد.. ولذلك تمت إعادة هذا القانون للحكومة لحل هذه النقطة وبعدها سيتم إصدار قانون مكافحة الفساد.

وقال الرئيس الأسد.. لو صدر هذا القانون بأفضل الأحوال سيكون من السهل على الدولة مكافحة الفساد على المستوى المتوسط فما فوق.. ولكن من الصعب عليها أن تكافحه من مستوى ما دون متوسط من دون مساهمة المواطن والإعلام.. وهذا يعني أنه حتى هذه الهيئة لن تقوم هي بالملاحقة وانما ستتلقى المعلومات فعلينا أن نبحث عن المعلومات ونحولها إلى هذه الجهات وهذا يعني أن نجاح هذا القانون بحاجة الى وعي شعبي كبير.

وتابع الرئيس الأسد.. في إطار موضوع الفساد هناك كثير من الناس الذين ألتقي بهم يأتون إلي ويقولون نريد من الرئيس أن يحاسب.. وهنا أريد أن أوضح أن الرئيس لا يحل محل مؤسسات.. أنا أعالج قضية وقضيتين عندما أرى خطأ.. ولكن المؤسسة تحاسب الافا أو تعالج آلاف القضايا وعندما يحل الرئيس محل المؤسسات ولو كان يقوم بعمل صحيح هذا ليس مطمئناً ولذلك يجب علينا العمل من أجل تفعيل المؤسسات.

وأضاف الرئيس الأسد.. أنا أقول لجميع المواطنين الذين التقي بهم انني سأهتم بهذا القانون وبتفعيل هذه المؤسسات وأريد أن أرى مكافحة الفساد بالأقنية القانونية الطبيعية وعندها نحل مشاكل آلاف وعشرات آلاف ومئات آلاف وملايين من السوريين.. فأنا أركز دائماً على العمل المؤسسي ولو قمت بحل مشكلة فهي مشكلة فردية ونحل مشكلة شخص لا نحل مشكلة آلاف الأشخاص.

الدستور سيركز على نقطة أساسية جوهرية هي التعددية الحزبية والسياسية

وقال الرئيس الأسد.. أما المحور الآخر في الإصلاح فهو الدستور وقد صدر المرسوم الذي شكلت بموجبه لجنة تقوم بإعداد الدستور وأعطيت مهلة زمنية أربعة أشهر وأعتقد أن اللجنة أصبحت في المراحل الأخيرة وهذا الدستور سيركز على نقطة أساسية جوهرية هي التعددية الحزبية والسياسية.. وقد كانوا يتحدثون عن المادة الثامنة فقط وقلنا انه يجب أن نعدل كل الدستور لأن هناك ترابطاً بين المواد.. والدستور سيركز على أن الشعب هو مصدر السلطات وخاصة من خلال الانتخابات وتكريس دور المؤسسات وحريات المواطن وغيرها من الأمور والمبادئ الأساسية.

وأضاف الرئيس الأسد.. لقد كان هناك سؤال .. لماذا قمنا بالإصلاح القانوني قبل تغيير الدستور.. وهنا أقول.. منطقياً يجب أن نبدأ بالدستور وبعدها نأتي بالقوانين وهذا الكلام صحيح من الناحية المنطقية.. ولكن ضغط الناس والتشكيك بمصداقية الدولة بأنها ترغب بالقيام بإصلاح حقيقي دفعنا الى العمل بالتوازي.. والقوانين أسرع بالوقت فهي تأخذ بضعة أشهر وهذا أقل مما يحتاجه الدستور وإذا تناقض المنطق مع الواقع فنحن نسير مع الواقع وعلى كل الأحوال هذه ليست قضية مهمة.. والمهم عندما تصدر القوانين ويصدر الدستور سنكون في مرحلة جديدة وهي ليست انتقالية وهذا بالنسبة للجانب التشريعي.

وحول المواعيد المتعلقة بالدستور قال الرئيس الأسد.. بعد أن تنتهي اللجنة في المدة المحددة من إنجاز الدستور كان هناك عدة طروحات إما أن يقوم الرئيس بإصدارها بمرسوم أو أن تذهب إلى مجلس الشعب وتصدر بقانون وأنا رفضت الأولى والثانية.. وأؤكد على أن يكون هناك استفتاء شعبي لأن الدستور ليس دستور الدولة بل هو قضية تخص كل مواطن سوري.. ولذلك سنذهب إلى الاستفتاء بعد أن تنهي اللجنة أعمالها وتقدم الدستور وسنضعه في الأقنية الدستورية بهدف الوصول إلى الاستفتاء.. ومن الممكن أن يكون الاستفتاء على الدستور في بداية شهر آذار.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن انتخابات مجلس الشعب مرتبطة بالدستور وخاصة أن معظم القوى السياسية تريد أن تكون انتخابات المجلس بعد الدستور وأنا كنت أفكر كما قلت في خطابي الأخير بأن تكون الانتخابات في نهاية العام الماضي أو في بداية هذا العام لكن وافقنا نزولا عند رغبة معظم القوى السياسية على أن تكون الانتخابات مرتبطة بالدستور الجديد كي تعطي الوقت لهذه القوى لتؤسس نفسها وقواعدها وتحضر نفسها للانتخابات.

وتابع الرئيس الأسد.. إن الجدول الزمني مرتبط بالدستور الجديد وإذا كانت المهلة الدستورية شهرين فإن الاستفتاء سيكون في شهر آذار ومن الممكن أن تكون الانتخابات في أوائل أيار أما إذا كانت المهلة الدستورية ثلاثة أشهر فيمكن أن تكون في أوائل حزيران وكل هذا يعتمد على الدستور الجديد.

وتابع الرئيس الأسد.. أما بالنسبة للأشياء التي يمكن أن نقوم بها كمبادرات فقد سمعنا كثيراً عن حكومة وحدة وطنية وأنا أحب أن أدقق دائماً في المصطلحات.. فلا يجوز أن نأخذ المصطلح دون أن نعرف المضمون.. فحكومة وحدة وطنية نسمع بها في دول فيها انقسام كامل على المستوى الوطني بين أطراف وحرب أهلية وأمراء طوائف وأمراء قوميات وأمراء حرب اجتمعوا على الطاولة بشكل مباشر أو من خلال ممثلين وشكلوا حكومة وحدة وطنية.. ونحن لا يوجد لدينا انقسام وطني.. لدينا مشاكل ولدينا انقسام في حالات معينة لكن لا يوجد لدينا انقسام وطني بالمعنى الذي يمكن أن يطرح.. وأنا أعرف أنهم لا يقصدون هذا الكلام لكنني لا أستخدم كلمة حكومة وحدة وطنية لهذا السبب.. فلا يوجد لدينا حكومة انشقاق وطني في كل الأحوال فالحكومات في سورية دائما هي حكومات متنوعة فيها المستقلون والأحزاب المختلفة.

كلما وسعنا المشاركة في الحكومة كان هذا أفضل من كل النواحي وللشعور الوطني بشكل عام

وقال الرئيس الأسد.. الآن لدينا خريطة سياسية جديدة مع الأزمة.. ومع الدستور الجديد ومع قانون الأحزاب ظهرت قوى سياسية جديدة فلابد أن نضعها بالاعتبار فهناك من يطرح مشاركة هذه القوى السياسية في الحكومة بكل أطيافها والبعض يركز على المعارضة.. وأنا أقول.. إن كل الأطراف السياسية من الوسط إلى المعارضة إلى الموالاة والكل يساهم.. فالحكومة هي حكومة الوطن وليست حكومة حزب أو دولة.. وكلما وسعنا المشاركة كان هذا أفضل من كل النواحي وللشعور الوطني بشكل عام.. فتوسيع الحكومة فكرة جيدة.. ولا أعرف ما هي التسمية التي نطلقها.. فالبعض سماها وفاقاً وطنياً والبعض توسيع مشاركة.. والمهم أننا نرحب بمشاركة كل القوى السياسية وفي الواقع قمنا ببدء الحوار مؤخراً.. حوار ولو بالعناوين العامة مع بعض القوى السياسية لنأخذ رأيها في هذه المشاركة فكانت الجوانب إيجابية.

وأضاف الرئيس الأسد.. إذا تحدثنا عن مشاركة كل الأطياف بما فيها المعارضة فمن هي المعارضة.. كل شخص الآن يستطيع أن يسمي نفسه معارضة والتقيت انا بعدد من هؤلاء وكنت أسألهم سؤالاً من تمثل.. المعارضة تعني قاعدة شعبية ولا تعني بأنني معارض كشخص والآن لدينا شخصيات معارضة وتيارات معارضة.. ولكن المعارضة عادة هي حالة مؤسساتية وتظهر من خلال الانتخابات.. الآن لا يوجد لدينا انتخابات.. كيف نعرفها .. ومن يشارك .. وما هو حجم المشاركة.. لا يوجد لدينا الآن معايير قبل الانتخابات المقبلة.. كنا نستطيع أن نقول هذه الحكومة بهذا الشكل يمكن أن تتم بعد الانتخابات ولكن نحن نريد أن نستبق الأمور ونسرع الزمن ونبدأ الآن بالمشاركة قبل تلك الانتخابات.. إذا.. سنعتمد على معايير خاصة وليس على معايير مؤسساتية.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن لم نخن الشعب والمعايير واضحة.. فماذا تعني المعارضة الوطنية .. لا نريد معارضة تجلس في السفارات أو معارضة تأخذ المؤشرات من الخارج حيث يقولون لها الان لا تحاوروا الدولة يعني ان الموضوع منته.. الانهيار بقي له بضعة أسابيع.. أجلوا الحوار الآن.. نحن لا نريد معارضة تجلس معنا وتبتزنا تحت عنوان الأزمة لتحقق مطالب شخصية ولا نريد معارضة تحاورنا بالسر كي لا تغضب أحدا ويقولون لنا نحاوركم لكن بالسر.

وقال الرئيس الأسد.. إذا أخذنا المعايير الوطنية والأشخاص أو الشخصيات الوطنية فإنها موجودة ونستطيع أن نبدأ مباشرة الآن بالعمل من أجل هذه الحكومة بعد أن فهمنا الموضوع.. وليسموها ما شاؤوا.. حكومة وحدة وطنية.. انقساما .. لم يعد هذا الأمر مهما على الإطلاق.. إذا.. سنبدأ بهذا الموضوع خلال فترة قصيرة جدا ولكن يبقى سؤال مهم .. هل الحكومة سياسية أم تقنية.. البعض طرح حكومة سياسية مصغرة.. هذا الكلام لا يمكن أن ينجح لعدة أسباب أولا.. نحن بلد فيها قطاع عام كبير وهذا القطاع العام ليس له استقلالية وكل مؤسسة تعتمد حتى الآن على الوزارة والوزير ومعاون الوزير والمديرين وغيرهم.

وتساءل الرئيس الأسد.. هل سيستطيع الشخص السياسي أن يقود قطاعاً تقنياً.. طبعاً هذا الكلام غير ممكن عدا عن أن مشاكل الناس الآن لا ترتبط فقط بالموضوع الأمني فهناك قضايا خدمية والكل يشكي منها الآن.. فهل ستأتي حكومة سياسية لتؤمن المازوت والغاز والدواء وإلخ… هذا الكلام غير واقعي في ظروفنا فلتكن حكومة موسعة وفيها مزيج من سياسيين ومن تقنيين تمثل القوى السياسية وإذا كانت تريد أن تمثل ويكون فيها الجانب التقني لا نخسر هذه ولا نخسر تلك.. أعتقد هذا الشكل هو الشكل الأفضل.. طبعاً مع ذلك أنا دائماً أحب ان أحاور وأناقش وأن نرى سلبيات كل طرح من الطروحات.. وأنا الآن أضع عناوين لم نحسمها بشكل نهائي ولكن أضع تفضيلات ممكن تغييرها من خلال النقاش.

وتابع الرئيس الأسد.. كان هناك سؤال عن الحوار الذي بدأ شهر تموز وكان المفترض أن نبدأ بالحوار الموسع وننتقل للحوار المركزي وقد ضغطت القوى المختلفة من أجل عكس الآية فوافقنا وقمنا بالمرحلة الأولى أو أنجزنا المرحلة الأولى من الحوار ولم تشارك كل قوى المعارضة وإنما شارك جزء منها فقط وقد انتقلنا إلى الحوار الموسع الذي كان حواراً مفيدا جدا وكانت هناك مشاركة واسعة جدا من مختلف الفعاليات في المحافظات حيث طرحت من نحو الشهرين العودة للمرحلة الثالثة من الحوار بشكل مركزي.

مقبلون على تبديلات وأهم شيء في هذه التبديلات أن نركز في المستقبل على جيل الشباب

وقال الرئيس الأسد.. أستطيع أن أقول اننا نحن كدولة أو كحزب أو كسلطة مستعدون للبدء غدا بهذا الحوار ولا يوجد لدينا مشكلة ولكن جزءا من القوى في المعارضة غير مستعد.. فالبعض يريد أن يحاورنا بالسر من أجل مكاسب والبعض يريد أن ينتظر ليرى كيف تذهب الأمور لكي يحدد ومع ذلك لن ننتظر هذه القوى لكي نقوم بحوار بطريقة مهرجانية لكي يقال اننا نجري حواراً.. نحن الآن نحاور القوى الأخرى المستعدة للحوار بشكل علني.. ونتحدث حول هذه الافكارالتي طرحت قبل قليل وما أردت توضيحه بأن التأخير في موضوع الحوار لا يرتبط بسورية وحتى المبادرة العربية التي بدؤوا بها تحت فكرة الحوار مع كل القوى بما فيها القوى المعادية التي ارتكبت جرائم إرهاب في السبعينيات والثمانينيات وقد قلنا إنه لا يوجد لدينا مشكلة في الحوار حتى مع هذه القوى إذا أرادت أن تأتي إلى سورية ونحن نقدم كل الضمانات ولا يوجد لدينا أي قيود.. لدينا انفتاح كامل.. عندما نرى أن الجميع مستعد للحوار وتكون لديه وجهة نظر حول هذا الحوار ونحن على استعداد للبدء به مباشرة.

وتابع الرئيس الأسد.. ويبقى السؤال كنوع من الفضول حول هل سنكون مقبلين على تغييرات وتبديلات وعادة لا أتحدث حول هذه النقطة فعندما يكون هناك تبديل نبدل ولكن من الواضح من الكلام الذي طرح انفا اننا مقبلون على تبديلات فعندما نتحدث عن حكومة جديدة وشكل جديد وعندما تعلن القيادة القطرية منذ أسبوع عن مؤتمر قطري قريباً فنحن مقبلون على تبديلات جزء منها بدأ منذ أيام وأهم شيء في هذه التبديلات ان نركز في المستقبل على جيل الشباب لأن هذا الجيل يعتبر نفسه مهمشاً في كثير من الحالات في الوقت الذي وقف فيه بوجه هذه الأزمة ولاحظنا كم كان الشباب فاعلين في الدفاع عن وطنهم بكل ما تعني هذه الكلمة من معان خلال الأزمة.

سورية بحاجة لكل أبنائها الصادقين بغض النظر عن الانتماءات السياسية

واضاف الرئيس الأسد.. بكل الأحوال فإن سورية بحاجة لكل أبنائها الصادقين بغض النظر عن الانتماءات السياسية وعندما نتحدث الآن عن المرحلة المقبلة ونحن في بداية العام الجديد.. البعض يتحدث عن سورية الجديدة.. وأنا أقول لا يوجد لدينا سورية الجديدة وإنما لدينا سورية المتجددة.. فالتجدد عملية مستمرة ونحن نتحدث عن مرحلة جديدة وليس عن سورية جديدة.. وعلينا أن نستوعب كل مرحلة من المراحل وإذا لم نستوعب هذه المرحلة فكل ما قلناه ليس له قيمة وكل ما أتحدث عنه هو إجراءات وقوانين والأساس في نجاح عملية التطوير والانتقال في هذه المرحلة الجديدة التي تحدثت عنها هو الوعي.. واستطيع أن أعطي جواباً مباشراً عن هذه النقطة وأقول إن هذه الأشهر العشرة بكل مآسيها كانت مفيدة جدا بالنسبة لهذه الناحية حيث أثبت الشعب السوري أنه شعبٌ واعٍ وقادر على أن يقدم نموذجا لدولة عصرية تسبق بمراحل وقرون.. وأنا كنت أتحدث عن 150 عاماً إلا أننا نستطيع أن نسبق ب1000 عام تلك الدول التي تعطينا دروساً في الديمقراطية.. وأنا مطمئن لهذا المستقبل ولكن مع ذلك كلما تمكنا من تعميم حالة الوعي التي رأيناها كان هذا الموضوع أفضل.. وبمقدار ما رأيناه من وعي شامل في سورية هناك بؤر صغيرة من الجهل ولكنها تؤثر على الوضع العام ولا نريد لهذه البؤر ولبعض حالات الجهل أن تؤثر على عملية التطوير ونريد أقصى حد من الايجابيات والحد الأدنى من السلبيات.

وقال الرئيس الأسد.. إن الأمور في موضوع الإصلاح الداخلي أصبحت واضحة فبعد أن يصدر الدستور لا يوجد لدينا أي خطوات إضافية نقوم بها سوى الإجراءات.. وإذا كان هناك خلل في القوانين فيمكن بعد إصدار الدستور أن نعيد دراسة القوانين ونحن لم نقف عند هذه المرحلة من التطوير وسيكون هناك ملاحظات حول القوانين والممارسة ومن خلال الممارسة ستنكشف الأخطاء وعملية التجدد هي عملية مستمرة على المستوى التشريحي.

وتابع الرئيس الأسد.. إن ما يجري في سورية هو جزء مما هو مخطط له في المنطقة منذ عشرات السنين فحلم التقسيم فلا يزال يراود أحفاد سايكس بيكو لكن حلمهم ينقلب كابوساً اليوم فإذا كان البعض يعتقد أن زمن الصراع على سورية قد عاد فهو واهم فالصراع اليوم مع سورية وليس عليها وهزيمة سورية التي لن نسمح لهم بتحقيقها تعني هزيمة الصمود والمقاومة كما تعني سقوط المنطقة كليا بيد القوى الكبرى والهزيمة ليست بالضرورة عسكرية ولكن يمكن أن تتحقق من خلال نجاحهم في جعلنا ننكفئ على أنفسنا ونهمل أو ننسى قضايانا الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن هدفهم الذي يريدون تحقيقه في المحصلة هو سورية المنشغلة بقضايا ذاتية هامشية والمنعزلة ضمن حدودها القطرية لا حدودها الطبيعية القومية التاريخية وسورية المنكمشة والآيلة للفناء والزوال عبر الانقسام والتقسيم.. وهدفهم هو تفكيك الهوية والشخصية الثقافية لشعبنا التي كانت تحمينا من الهزائم بمختلف أنواعها.. وتفكيك هذه الهوية هو الذي يؤدي إلى الهزيمة الفعلية التي لم تحققها الحروب المتكررة بل يحققها تدمير بنية المجتمع الذي أنتج منظومات المقاومة الاجتماعية والثقافية التي أثارت قلقهم أكثر من أي منظومة أخرى لأنها أساس كل مقاومة والحاضن الفعلي لها ولكنهم لم ينجحوا في تدمير هويتنا ولا في زعزعة قناعاتنا بأن المقاومة هي في صلب هذه الهوية التي ستبقى راسخة كما كانت أبداً عبر التاريخ.

لا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام.. ولا تساهل مع من يروع الآمنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه

وقال الرئيس الأسد.. إن الدول تعيد ترتيب أولوياتها في حالة الحرب أو المواجهة والأولوية القصوى الآن والتي لا تدانيها أي أولوية هي استعادة الأمن الذي نعمنا به لعقود وكان ميزة لنا ليس في منطقتنا فحسب بل على مستوى العالم.. وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين القتلة بيد من حديد فلا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام ولا تساهل مع من يروع الآمنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن المعركة مع الإرهاب لن تكون معركة الدولة أو مؤسساتها فقط بل هي معركتنا جميعا وهي معركة وطنية من واجب الجميع الانخراط بها .. فالفتنة أشد من القتل .. وهي تفتت المجتمع وفي النهاية تقتله وهذا ما لن نسمح به لتبقى سورية محصنة عصية.

وتابع الرئيس الأسد.. إن الدولة القوية هي التي تعرف متى وكيف تسامح وكيف تعيد أبناءها إلى طريق الصواب فتنزع من أيادي المضللين بنادقهم المأجورة وتعيدهم إلى طريق بناء الدولة العصرية والحديثة والمحافظة على أصالتها وينابيع عروبتها.. وبمقدار ما علينا أن نضرب الإرهابيين بمقدار ما علينا أن نستعيد من وقع في الخطأ إلى جادة الصواب .. فهناك أشخاص وقعوا في الخطأ وهناك أشخاص غرر بهم وبعد أن بدؤوا في الخطأ قيل لهم الدولة ستنتقم منكم ولا يمكن أن تعودوا إلى الخلف فتابعوا في هذا الطريق.. والهدف أن يدفعوهم باتجاه الجريمة لكي يصلوا إلى نقطة اللاعودة.

وقال الرئيس الأسد.. إن الدولة كالأم التي تفتح المجال دائماً لأبنائها لكي يكونوا في كل يوم أفضل حفاظا على الاستقرار وحقنا للدماء لذلك في هذا الإطار كنا نصدر من وقت لآخر العفو تلو الآخر والبعض كان يعتقد بأن إصدار العفو يؤدي لمزيد من الخلل الأمني ولكن الحقيقة أن أغلب الحالات كانت معاكسة ففي معظم الحالات كانت النتائج إيجابية وخاصة عندما تم العفو بالتنسيق مع الأهالي والفعاليات المحلية في كل مدينة وقرية ومحافظة الذين التقينا بهم وتحدثنا إليهم وكان لديهم وعي كاف لكي يعيدوا أبناءهم الى طريق الصواب.

الحزم والحسم ضروريان ولكن الاستمرار بالتسامح والعفو من وقت لآخر ضمن أسس واضحة وبآليات سليمة هو شيء ضروري ويجب أن نستمر به دون توقف

وأضاف الرئيس الأسد.. طبعا هناك حالات لا تنجح ولكنها ليست الحالة العامة ولذلك أعتقد أن الحزم والحسم ضروريان ولكن الاستمرار بالتسامح والعفو من وقت لآخر ضمن أسس واضحة وبآليات سليمة هو شيء ضروري ويجب أن نستمر به دون توقف. وتابع الرئيس الأسد.. سأشرح هذه النقطة لأن البعض لم يفهم تماماً ماذا نفكر عندما نصدر العفو في هذه الظروف الأمنية… لقد قمنا بالحوار مع كل القوى ما عدا المجرم الذي يرتكب الخطأ وأنا التقيت بعدد من هؤلاء في الأيام القليلة الماضية.. وقسم كبير منهم تغير تماماً عندما رأى أن الأمور تذهب باتجاه السلاح والقتل وذهب باتجاه التعاون مع الدولة التي كان يقف ضدها لأسباب قد تكون موضوعية وقد لا تكون.. لكن البعض أصر على غيه وهؤلاء وردت فيهم الآية الكريمة “في غيهم يعمهون” يعني من يصاب بالعمى البصري يعوضه الله بالأحاسيس الأخرى ويتفوق على أقرانه بالفن .. بالعلم .. بالأدب .. بأشياء مختلفة.. بالمهن.. ولكن من يصب بالعمى العقلي لا أمل منه فالعمى هو العمى العقلي وليس عمى العيون.

وقال الرئيس الأسد.. البعض من هؤلاء يعتقد فعلا بأنه ثائر.. فتعالوا نرى ماذا فعل هؤلاء وما هي مواصفاتهم.. هل يمكن لثائر أن يسرق سيارة أو بيتا أو منشأة وهل يمكن للثائر أن يكون لصاً.. بالنسبة لنا صورة الثائر هي صورة ناصعة ومثالية وغير ملطخة وفيها شيء خاص جدا وقد قاموا بعمليات اغتيال غدر لشخصيات مختلفة بريئة في الدولة وخارج الدولة.. فهل يمكن للثائر أن يتصف بالجبن وبالغدر… هم منعوا المدارس من القيام بمهامها وواجباتها على مستوى المجتمع وذات الشيء بالنسبة للجامعات.. فهل من الممكن أن يكون هناك ثائر ضد العلم.. في بعض المناطق انخفض التدريس إلى النصف.. يعني أصبحنا نخرج نصف متعلم ..نصف جاهل.. ومع ذلك لدينا جيش آخر غير القوات المسلحة والأمن والشرطة وقوات حفظ النظام هم العاملون في المجال التربوي تحديدا في المدارس في بعض المناطق التي انخفض فيها التدريس خمسين بالمئة .. كانت نسبة الدوام 85 بالمئة وهم يخاطرون بحياتهم من أجل أن تستمر العمليات التربوية وحتى نهاية عام 2011 كان عدد الشهداء من الأساتذة والمعلمين في الكادر التربوي قد قارب الثلاثين شهيدا وعدد المدارس التي أحرقت أو خربت أو دمرت قارب الألف.

وأضاف الرئيس الأسد.. أوجه باسمكم تحية لكل العاملين في المجال التربوي.. للمدرسين والموجهين والأذنة في المدارس وللإداريين وغيرهم.. فهل من الممكن أن تكون هناك ثورة ضد العلم وثورة ضد الوحدة الوطنية أو ثائر يستخدم ألفاظا وشعارات تفتيتية في المجتمع.. هل من الممكن أن يكون الثائر ضد المواطن يقطع عنه الغاز الذي يحتاجه يومياً في أمور الطبخ والطعام لكي يموت من الجوع ويقطع عنه المازوت والوقود لكي يموت من البرد ويقطع عنه الدواء لكي يموت من المرض ويقطع الأرزاق ويحرق المعامل والمنشآت الحكومية والخاصة لكي يجعل الفقراء أشد فقراً.

وتابع الرئيس الأسد .. إن هذه ليست ثورة .. فهل من الممكن أن يعمل الثائر لمصلحة العدو بما يعني ثائراً وخائناً.. هذا غير ممكن.. وهل من الممكن أن يكون من دون شرف ولا أخلاق ولا دين.. لو كان لدينا فعلا ثوار حقيقيون بالصورة التي نعرفها لكنت أنا وأنتم وكل الشعب الآن نسير معهم وهذه حقيقة.

وقال الرئيس الأسد.. إن السؤال الأساسي الذي طرح معي بشكل مكثف يبقى متى وكيف تنتهي الازمة.. وطبعا هذا سؤال صعب ولا نستطيع أن نعطي جواباً من دون معطيات وهناك أشياء نعرف معطياتها وهناك أشياء لا نعرفها .. وأول نقطة.. لا نعرف معطيات تحديدا .. ولكن نستطيع أن نستقرئ.. فالمؤامرة تنتهي عندما يقرر الشعب السوري أن يتحول إلى شعب خانع وعندما نخضع ونتنازل عن كل تراثنا.. تراث حرب 1973 حرب تشرين التحريرية وعندما نتنازل عن مواقفنا القومية وعندما دافعنا عن لبنان في عام 1982 وكانت منطلق المقاومة في ذلك الوقت والتي أدت بالمقاومة إلى تحرير لبنان في العام 2000 وعندما نتنازل عن وقوفنا إلى جانب المقاومة في عام 2006 وفي 2008 في لبنان وفي غزة وعندما نقدم مجانا التنازلات كلياً أو جزئياً في عملية السلام وتحديداً في أراضينا المحتلة في الجولان وعندما نتنازل عن مواقفنا القومية تجاه القضية الفلسطينية .. هذا الموقف القومي الذي حملناه عبر التاريخ منذ عام 1948 وعندما نقبل أن نكون شهود زور على ما يحصل تجاه المسجد الأقصى الآن من عملية تدمير منهجية لا نسمع عنها إلا فيما ندر.

وتساءل الرئيس الأسد لا أعرف إذا كانت الجامعة العربية ستشكل لجنة لمعالجة هذا الموضوع.. ولا أعتقد ذلك لأن هذا الموضوع لا يهم سوى مليار وثلاثمئة مليون مسلم .. لا يستحق الاهتمام .. ولذلك لن يقوموا بذلك وهذا فقط للمقارنة.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الشعب السوري لن يخضع لعدة أسباب أولاً.. للمبادئ التي تربى عليها المواطن السوري وثانيا.. لان النماذج التي قدمت لنا من مسؤولين خاضعين أو سياسات خاضعة أو من دول خاضعة لا تبشر بالخير.. فدائما في كل الظروف وفي أسوأ الظروف كان وضع سورية أفضل من وضع كل تلك الدول حتى من يظهر بأن وضعه جيد الآن فالأعراض لم تظهر وستظهر في يوم من الأيام.

لا يمكن أن نتنازل عن الكرامة لأنها أغلى ما يملكه الشعب السوري.. فكرامتنا أقوى من جيوشهم وأغلى من ثرواتهم

وقال الرئيس الأسد.. إن هذه الأمور نختصرها بكلمة واحدة هي الكرامة السورية فلا يمكن أن نتنازل عن الكرامة لأن هذه الكرامة هي أغلى ما يملكه الشعب السوري فكرامتنا أقوى من جيوشهم وأغلى من ثرواتهم.

وتابع الرئيس الأسد.. إن النقطة الثانية مرتبطة بالأولى.. متى تتوقف ومتى تنتهي.. عندما يتوقف تهريب السلاح الذي يأتي من الخارج والأموال وهذه النقطة مرتبطة بالأولى.. وعندما نخضع ونتنازل سنصل إلى النقطة الثانية.. ولكن ما أعرفه تماما أن المؤامرة تنتهي وتتوقف عندما ننتصر عليها ولا يجوز أن نكون منفعلين.. وتنتهي متى ننهيها ويمكن أن ننتصر عليها أولا عندما ننتصر عليها في الخارج سياسيا وفي الداخل وعندما ننتصر على الذراع الخطيرة لهذه المؤامرة وهو الإرهاب.. أما النقطة الثانية فهي مرتبطة بوعينا فننتصر على المؤامرة عندما ننتصر على أهوائنا وانفعالاتنا وعندما نعود الى العقل والمحبة الصافية التي كانت عليها سورية والحمد لله فهذه الحالة عامة ولكن أنا أتحدث عن بعض البؤر.

وأضاف الرئيس الأسد.. سورية قوية لا شك في هذا الشيء ولكن القوة ليست شيئا مطلقا فالإنسان القوى صحيح الجسم تنخفض أو تضعف مناعته وعندما تضعف مناعته يصاب بالمرض فالقوة ليست شيئاً مطلقاً ولكن الموت والانهيار ليسا شيئاً حتمياً.. هذه المناعة تضعف عندما تكون هناك فوضى والفوضى والأحداث التي حصلت في سورية أضعفت هذه المناعة وعندما ضعفت هذه المناعة ضرب الإرهاب وبالتالي كل من يسهم في الفوضى الآن هو شريك في الإرهاب وشريك في سفك الدماء السورية ولا نستطيع أن نفصل الأولى عن الثانية ولا نستطيع أن نكافح الإرهاب من دون أن نكافح الفوضى فكلاهما مرتبط وهذه النقطة يجب أن تكون واضحة بمعنى أن المناعة تضعف عندما يضعف الوعي الوطني.

وقال الرئيس الأسد.. أنا هنا أتحدث عن أصحاب النية الطيبة أما سوء النوايا فلا يعنينا .. وكنا نقول لأصحاب النية الطيبة في البداية إن هناك مؤامرة خارجية ويقولون هذا نوع من إلقاء المسؤولية على الآخرين فنقول لهم .. هناك سلاح ويقولون هذه فبركات إعلامية من قبل الدولة .. والآن أصبحت الأمور واضحة ولكن متأخرة .. ولا يمكن لهذا الإرهاب أن يظهر فجأة فهناك مراحل بدأت منذ البداية فكان هناك إرهاب صغير بالحجم وبنوعية السلاح وبالمساحة الجغرافية وكبر حتى وصل إلى هذا المستوى وهذه المرحلة.

وأضاف الرئيس الأسد.. نحن تأخرنا وهم تأخروا حتى فهموا هذا الشيء وهذا كان عقبة أساسية ولكن تأخرنا لا يعني بأننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة أو أن الأمور غير عكوسة .. المهم الآن أن نقف في صف واحد وعندما تصبح القضايا وطنية لا يعود هناك خلافات .. نختلف وهناك صندوق انتخابات نذهب إليه .. نأتي بحكومتنا ونأتي ببرلماننا فهذا موضوع آخر .. ولكن عندما يهدد الوضع الدول والأمم التي تحترم نفسها فهي تتوحد وتضع الخلافات جانبا والكل يقف صفا واحدا ولا يوجد لون رمادي في هذه الحالة ومن يقل إنه رمادي يظهر نفسه بأنه رمادي أو في الوسط ومن يقف في الوسط في القضايا الوطنية يخن الوطن .. لا يوجد خيار فيجب أن نقف صفا واحدا وكلنا مسؤول وكلنا نساهم بالقول والكلمة والفعل وبأي طريقة.

وقال الرئيس الأسد.. النقطة الثانية عندما نضع الخلافات علينا بالتوازي أن نفرق بين أخطاء الأشخاص والمؤسسات وقلت هذا الكلام سابقا فالمؤسسات لا تخطئ وإنما هي تتبنى سياسات خاطئة وهذا موضوع آخر ولكن الأخطاء هي أخطاء أفراد وعلينا أن نفرق بين أخطاء الأفراد وسياسات المؤسسات.. ونحن نتبع سياستين الأولى .. هي الاستمرار في الإصلاح والثانية.. هي مكافحة الإرهاب .. فهل يستطيع أن يقول أي شخص أن هذه السياسة خاطئة أو أنه ضد الإصلاح ومع الإرهاب .. هذا كلام مستحيل طبعا ولكن في الإعلام الذي نراه الآن لا يوجد شيء مستحيل وأنا أتحدث هنا على الساحة السورية.

وتابع الرئيس الأسد .. عندما نضع هذه الأمور جانبا ماذا يعني هذا الكلام .. يعني بأننا نقف صفاً واحداً مع مؤسسات الدولة.. نساعدها ونساعد الجيش والأمن ونحتضنهما معنويا ولو عدنا للسبعينيات والثمانينيات عندما قام إخوان الشياطين الذين تغطوا بالإسلام بأعمالهم الإرهابية في سورية في البداية كان هناك الكثير من السوريين غرر بهم وكانوا يعتقدون بأنهم فعلا يدافعون عن الإسلام فلم يأخذوا أي موقف حتى ظهرت الأمور .. بدأ الحسم وكان الحسم سريعا عندما وقف الشعب مع الدولة في ذلك الوقت وطبعا استغرقت هذه الأمور والاغتيال والقتل ست سنوات .. ونحن لا نريد أن ننتظر كل ذلك الوقت فالأمور واضحة بالنسبة لنا جميعا .. إذا وقفنا الآن واحتضنا الأمن والأجهزة المختلفة المختصة فأنا أعتقد أن النتائج ستكون حاسمة وسريعة لأن الإرهاب يضرب وكلما ضرب الإرهاب كان ثمن الإصلاح أكبر وكان الإصلاح أصعب.

وأضاف الرئيس الأسد.. القضية قضية سباق بين الإرهابيين والإصلاح.. فالإرهاب ومن يقف خلف الإرهاب لا يريد أن يصلح ويريد أن نصل إلى مرحلة نقول الآن لم يعد وقت الإصلاح.. دعونا نهتم بالإرهاب ليكون لديه حجة ليستفرد بالتدخل في سورية.

وقال الرئيس الأسد.. مؤخراً لمسنا كلنا قلق الناس واستياءهم وغضبهم عبر التلفزيون والانترنت والإذاعات وكل الأماكن والكل يطالب بالحسم.. طبعاً هذا الموضوع محسوم بالنسبة لنا فالتعامل مع الإرهاب لا بد أن يكون بأشد الطرق القانونية ونحن نحرص على القانون لأننا نحرص بنفس الوقت على دماء الأبرياء ولا نريد أن يكون ثمن مكافحة الإرهاب دماء الأبرياء ولكن المشكلة أنهم بدؤوا بضرب الأبرياء والآن يقتل الشعب السوري ولا علاقة لمن قتل بانتمائه السياسي فقد يكون معارضاً للدولة ولكنهم يقتلون الشعب السوري ويعاقبونه لأنه رفض أن يتخلى عن أخلاقه وأن يتحول إلى مرتزقة وأن يبيع الضمير فكان لا بد من معاقبته في كل مكان.

وأضاف الرئيس الأسد.. علينا أن نتوحد وأن نحسم ولكن المحور الأساسي هو كيف يقف المواطن مع الدولة وفي بعض الحالات دخل الجيش إلى مدينة وكان هناك من يسيطر عليها من الإرهابيين ولا أريد أن أقول يحتل .. فقام أشخاص من سكان المنطقة بتشكيل فرق لحماية مجنبات الجيش لكي يدخل وفي مناطق أخرى شكلوا دوريات مراقبة لكي يمنعوا الإرهابيين من القيام بأعمال القتل والتخريب أو الفتنة في بعض المناطق ..وفي مناطق أخرى كانوا يدلون بمعلومات.. لدينا وسائل كثيرة وأنا اعتقد أننا يجب أن نبدأ الآن مباشرة حواراً بين الجهات المعنية في الدولة والمناطق المختلفة والفعاليات المختلفة لنرى كيف يمكن أن نحقق الأمن على كل الأراضي السورية.

وقال الرئيس الأسد.. أريد أن أمر على نقطة وحيدة مرتبطة هي موضوع المصالحة الوطنية كونها طرحت في هذا الإطار يعني إذا حسمنا وإذا وقفنا صفاً واحداً إلى أين نصل بعدها.. هناك من طرح في بداية الأزمة مصالحة وطنية.. المصالحة الوطنية هي في نهاية الأزمة أن الكل يسامح الكل … نقول يعني الكل أخطأ مع الكل وهناك أخطاء كثيرة والكل يسامح الكل والانتقام لا يؤدي إلى نتيجة إيجابية والانتقام لا يبني بلدا ولا يعيد الدماء التي هدرت والفوضى تدمر الوطن كما نرى الآن.. وفقط التسامح يبني الأمم ويحقق المستقبل المزهر.

وتابع الرئيس الأسد.. إذا.. حالة المصالحة الوطنية تنطلق من هذا الشعور الموجود لدى المواطنين لأن البعض في بداية الأزمة طرح المصالحة الوطنية فهي بحاجة لشعور عام لدى المواطنين بأننا اقتربنا من نهاية الأزمة ونقف في مكان واحد غير منقسمين ولكن النقطة الأهم من هي الأطراف.. فالمصالحة الوطنية تقوم بين أطراف وهذه الأطراف لم تحدد فإذا.. نحن نصل للمصالحة الوطنية بالوعي الوطني ولا نصل إليها بقرار يأخذه الرئيس ويصدر قانونا وعفوا عاما… لأن الدولة تعفو عن طرف ولكن ماذا عن أطراف أخرى .. فهي حالة وطنية تلحق بقوانين وتشريعات وغيرها فإذا.. نحن لا بد من أن نصل لتلك المرحلة ولكن في التوقيت المناسب وأنا أرى أننا الآن نتيجة الوعي الشعبي الذي ظهر مؤخرا نستطيع أن نسير بهذا الاتجاه مع حسم الإرهاب على الساحة السورية.

وقال الرئيس الأسد.. لكي ننجح في كل هذه الإجراءات والإصلاحات والمواجهات والظروف المعقدة علينا أن نحذر المنهزمين نفسيا الذين يسعون لبث روح الهزيمة والإحباط بين المواطنين سواء انطلاقاً من أسبابهم النفسية أو لاعتباراتهم المصلحية .. فإذا قررت هذه القلة القليلة أن تساهم في هزيمة الوطن في الساحات الافتراضية فالشعب بغالبيته العظمى قرر الانتصار في ساحاته الحقيقية.

وتابع الرئيس الأسد.. إن المعارك الوطنية لها ساحاتها ورجالاتها ولا مكان فيها للأيدي المرتعشة والقلوب المذعورة .. وأما حصارهم فلن يرهب شعبنا ولن يتمكن من إذلاله فليس السوري من يبيع شرفه وعرضه مقابل المال وهذا ليس من قبيل الإنشاء اللفظي فنحن من أطعم دولا عربية عدة في سنوات عجاف.. وأنا أتحدث عن السنوات العجاف التي مرت من ثلاث أو أربع سنوات.. هناك أربع دول أكلت من القمح السوري إضافة إلى الشعب السوري.. ونحن من طور صناعته في الثمانينيات من دون احتياطي ولم يكن لدينا حتى جزء بسيط من الاحتياطي وكنا بالكاد ندفع الرواتب في ذلك الوقت وبالكاد نحصل على القمح من أجل الخبز.. وأقول للجيل الذي لا يذكر تلك المرحلة والذي لم يكن قد ولد ربما.. لا تسمح للخوف أن يدخل الى قلبك نتيجة الحرب الإعلامية التي تحصل تجاهك فسورية مرت بظروف أصعب بكثير حتى أمنيا كانت الظروف اصعب بكثير وتفوقنا عليها وانتصرنا.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الأزمات بكل ما تحمله من سلبيات أو مآس هي فرص للشعوب الأصيلة القادرة لكي تنجز واليوم نحن أقدر على تحويل كل ذلك إلى مكاسب من خلال الاعتماد على الذات إذا فكرنا بشكل علمي وجماعي بعيدا عن الأنانية وبذلك نعوض الخسائر في المدى القريب ونحولها لأرباح في المدى الأبعد.

وقال الرئيس الأسد.. إن أهم شيء ألا يظهر لدينا طبقة محتكرة تستغل الأزمات لكي تبني الثروات على حساب قوت ودماء الشعب.. وطبعاً هذه من مسؤوليات الدولة بأن تكافح هذه الحالة ونحن دائماً نوجه المؤسسات لكي تضبط هذا الموضوع ولكن نحن نعرف بأنه في ظروف الفوضى أيضا يتسلل الخلل إلى المؤسسات وهنا عقبة أخرى تعترضنا وهذه حقيقة ولكن بالتعاون نستطيع أن نجد الحلول لهذا الموضوع.

وأضاف الرئيس الأسد.. علينا أن نركز على الصناعات المتوسطة والصغيرة في الموضوع الاقتصادي وأن نركز على الحرف أولا نحو قاعدة عريضة من فرص العمل والمزيد من العدالة الاجتماعية.. نحن دائما نتحدث عن مقدار النمو ولكن لا نحدد ما هو الهرم .. قاعدة الهرم المستفيدة من هذا النمو .. وهذا النوع من الصناعات بالإضافة الى الحرف يخلق عدالة اجتماعية كبيرة وبنفس الوقت لا يتأثر كثيرا بالحصار الخارجي ولا يتأثر كثيرا بالظروف الأمنية لذلك بدأنا مؤخراً نركز بشكل كبير على المناطق الحرفية ولذلك دعم الحرف في هذه المرحلة ضروري جداً.

وقال الرئيس الأسد.. إن الزراعة في سورية قطعت مراحل جيدة بالرغم من كل الصعوبات واهتممنا بشكل مستمر بالفلاحين والعمال ولكن أعتقد بأن الاهتمام بموضوع الحرفيين وهذا المستوى من المهن لم يكن كما يجب.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن جزءاً كبيراً من الحرب النفسية الآن الموجهة لسورية انتقل إلى الموضوع الاقتصادي عندما فشلوا في الموضوع الطائفي والموضوع الوطني وفي كل القضايا ذات الجانب السياسي.. طبعاً أسعار الأسهم والليرة لها تأثير ونعرف عندما تنخفض الليرة ترتفع الأسعار ولكن هذا ليس المعيار الوحيد بل هناك معيار أهم.. ما هو مقدار الإنتاج في سورية.. الإنتاج في سورية بشكل عام كان إنتاجا ضعيفا وفي السنوات الأخيرة مع الانفتاح تحولنا للاستهلاك وحتى المادة الموجودة في سورية نشتريها صناعة غير سورية وهذا أضر كثيرا في الاقتصاد.

وتابع الرئيس الأسد.. إذا.. علينا أن نركز على مستوى الإنتاج في سورية ونحن قادرون حتى في هذه الأزمة أن نزيد من هذا الإنتاج ويجب أن نعرف أنه لدينا نقاط قوة كبيرة فالمديونية في سورية قليلة جدا وعلاقاتنا مع الدول المختلفة لم تنقطع .. ولدينا الزيتون وأعتقد بأننا كنا في المستوى الخامس عالميا وهناك من يقول اننا قفزنا للمستوى الرابع أو الثالث ولست متأكدا من هذه النقطة .. نحن دولة صغيرة وأن نكون بهذا المستوى الخامس من بين مئات الدول فهذا شيء كبير جدا.. إضافة إلى إنتاج القمح.. فالأرض موجودة والمزارع موجود والأمطار موجودة بمعنى أنه لدينا نقاط قوة حقيقية لكن يجب أن ننظم العملية الاقتصادية ونستطيع أن نقلع حتى في قلب هذه الأزمة.

إذا أرادوا أن يحاصروا سورية فسيحاصرون معها منطقة كاملة

وأضاف الرئيس الأسد.. إنهم يحاولون التصوير بأن سورية معزولة وفي كل مرة يقولون هذا الكلام .. طبعا نقاط قوتنا هي الموقع الاستراتيجي وإذا أرادوا أن يحاصروا سورية فسيحاصرون معها منطقة كاملة .. فلدينا نقاط قوة نستطيع أن نواجه فيها.

وقال الرئيس الأسد .. بالنسبة للعلاقة مع الغرب.. فالغرب يقول مجتمعاً دولياً وبالنسبة له المجتمع الدولي هو عدد من الدول الكبرى الاستعمارية وكل العالم بالنسبة لهم عبارة عن ساحات وفيها عبيد يقومون بخدمة مصالحهم.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الغرب مهم بالنسبة لنا ولا نستطيع أن ننكر هذه الحقيقة لكن الغرب اليوم ليس هو الذي كان قبل عقد من الزمن فالعالم يتغير وهناك قوى صاعدة وهناك بدائل.. وهذا مهم ولكنه ليس الأوكسجين الذي نتنفس من خلاله وليس حبل النجاة الذي نغرق من دونه .. نستطيع أن نسبح لوحدنا ومع أصدقائنا ومع أشقائنا وهم كثر ولذلك قررنا في عام 2005 أن نتوجه شرقا ففي ذلك الوقت كنا نعرف بأن الغرب لن يتغير.. ما زال استعماريا بشكل أو بآخر .. فهو يتغير من الاستعمار القديم إلى الاستعمار الحديث وينتقل من الاستعمار الحديث أيام سايكس بيكو إلى الاستعمار المعاصر.. هي أساليب وأشكال ولكن لن يتغير.. فإذا.. علينا أن نتوجه شرقا ونحن كدولة بدأنا بهذا الإجراء منذ سنوات عدة وكانت زياراتي خلال السنوات الماضية تصب في هذا الاتجاه بشكل أو بآخر ولكن هذا لا يكفي ولا بد من توجه القطاع الخاص في سورية من أجل فتح أقنية مع هذه الدول.

وقال الرئيس الأسد.. إن علاقات معظم دول العالم جيدة مع سورية وحتى في ظروف هذه الأزمة والضغوط الغربية عليها بقيت مصرة على إقامة علاقات مع سورية وكل هذا لا يعني بأننا لن ندفع ثمنا وبأنه لن يكون هناك خسائر من الحصار ومن الظروف السياسية والأمنية ولكن نستطيع أن نحقق إنجازات تخفف من الأضرار.

وتابع الرئيس الأسد .. في هذه المرحلة تبقى نقطة أساسية وهي أن كل هذه الإنجازات مربوطة بموضوع الأمن .. يعني قطع الطرق وموضوع الغاز والمازوت أو يمر قطار في مكان فنلغي القطار وننقل المازوت أو الوقود أو الغاز بسيارات وتصبح الكلفة أكبر وكمية النقل أقل بما لا يتوافق مع استهلاك المواطن ولا مع استهلاك محطات الكهرباء أو أي منظومات أخرى .. فكل معيشتنا الآن مرتبطة بموضوع ضبط الحالة الأمنية لذلك نعود لهذا الموضوع لكي نتعاون جميعا من أجل حسمه كي لا نخون الأمانة كدولة ..والتي كلفنا بها تجاه المواطن.. فالأمن والاقتصاد وكل هذه الأشياء هي أشياء أساسية بالنسبة للمواطن السوري.

وأضاف الرئيس الأسد.. بالرغم من كل هذه الظروف المعقدة فإن ثقتي بالمستقبل كبيرة وهي في ذلك تنطلق منكم ومن حناجركم التي هتفت بالعزة والكرامة والتحدي عندما ملأتم بالملايين عشرات المدن والساحات على امتداد الوطن وأقول لكم وأنا كما عهدتموني دائما واحد منكم .. وعندما لا نستجيب للتحدي لا نستحق اسم سورية وعندما لا نجرؤ أو لا نستطيع أن ندافع عنها ونهزم الأعداء فنحن لا نستحق أن نعيش على ترابها.

وقال الرئيس الأسد.. إن شعبنا أثبت أصالته ونقاء معدنه فلم يتمكن الإعلام الدموي من ضرب وحدته ولا محاولات التجويع من تركيعه والمساس بشرفه وكرامته .. إن شعبا بمثل هذا الانتماء الصوفي للوطن وبمثل هذه الأخلاق الرفيعة التي يجابه بها أخطر المحن وبمثل هذه الثقة العميقة بقدرته على تجاوز هذه اللحظات الفاصلة في تاريخه لن يدع حفنة من الضالين أو المضللين تحرف مساره عن جادة الحق والحقيقة ولن يفسح المجال لفئات باعت نفسها لشيطان الأهواء الخبيثة والمصالح المشبوهة أن تخرب ما بناه عبر تاريخ طويل من الجهد والتضحيات.

دماء شهدائنا وهي أساس صمود الوطن ستكون المنارة التي تضيء طريق الأجيال المقبلة لبناء سورية المستقبل

وأضاف الرئيس الأسد.. إن ثقتي في ذلك تنطلق منكم ومن رجال قواتنا المسلحة.. رجال الضمائر الحية والعزائم الصلبة.. الذين يعبرون عن وجدان الشعب ويحمون قيمه وتطلعاته ويقدمون التضحيات كي ينعم بالأمان فباسمكم جميعا وباسم كل مواطن شريف نوجه لهم التحية وهم يقفون على أهبة الاستعداد ويصونون شرف الوطن ووحدة ترابه وشعبه.

وتابع الرئيس الأسد .. أما دماء شهدائنا وهي أساس صمود الوطن فستكون المنارة التي تضيء طريق الأجيال المقبلة لبناء سورية المستقبل فعندما تروي دماؤهم الأرض فإنها تثمر غدا أكثر أمناً ووحدة وحرية لنا جميعا أما قوة عائلاتهم في فقدان أعز الناس إليهم فقد جعلتنا أكثر صلابة وتحديا وتصميماً على المضي بالطريق نفسها التي سلكها أخوتهم وآباؤهم وأبناؤهم دفاعاً عن الوطن وقيمه مهما تطلب ذلك من ثمن ليكونوا قدوة لنا جميعا في كيفية فناء الفرد ليحيا الوطن.

واختتم الرئيس الأسد خطابه بالقول.. أوجه التحية لكم يا أبناء هذا الشعب العظيم بمختلف مواقعكم الفكرية وانتماءاتكم السياسية.. يا من تدافعون بقوة واستبسال عن قيم التضامن والمحبة التي توحد أبناء شعبنا ضد مشاعر الحقد والكراهية التي يحاول البعض بث سمومها في أرجاء البلاد والذين يعملون بلا كلل من أجل تطوير الوطن واستعادة أمانه وتكريس وحدته وصون سيادته.. والمجد للشعب الأبي الذي يرفض الانكسار في عصر الانهيار ويقول لأعدائه.. هيهات منا الهزيمة .. فبك أيها الشعب الأبي نصمد وبك نستمر وبك ننتصر وسوف ننتصر بإذن الله.
=================
الرئيس الأسد يفاجئ المحتشدين في ساحة الأمويين: أردت أن أكون معكم في قلب دمشق عاصمة المقاومة والتاريخ والحضارة..نقبض بيد على الإصلاح وبالأخرى على مكافحة الإرهاب

12 كانون الثاني , 2012
انقر هنا لمشاهدة الفيديو

محافظات-سانا

فاجأ السيد الرئيس بشار الأسد من مكتبة الأسد الصرح الثقافي العريق المحتشدين في ساحة الأمويين بانضمامه إليهم وتحيته لهم مؤكدا على المضي معهم من أجل سورية المتجددة مخاطبا إياهم بالقول: أردت أن أكون معكم في ساحة الأمويين في قلب دمشق عاصمة المقاومة والتاريخ والحضارة.

وقال الرئيس الأسد للمحتشدين: أتيت إلى هنا لكي نضع أيدينا مع بعضنا وننظر إلى المستقبل.. إلى الأمام.. إلى سورية التي نحب.. سورية القوية الشامخة.. سورية الكرامة والعزة.. ولنسير إلى الأمام.. نقبض بيد على الإصلاح وبالأخرى على مكافحة الإرهاب.

وفي مشهد عكس حالة الوعي والحس الوطني العالي للشعب السوري توافدت حشود ضخمة منذ صباح أمس إلى ساحات الوطن دعما لخطاب السيد الرئيس بشار الأسد وبناء سورية المتجددة وتأكيدا على الوحدة الوطنية ورفضا للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية السورية مؤكدين العزم والاصرار على مواصلة العمل للوصول إلى سورية المنشودة التي رسم ملامحها الرئيس الأسد في خطابه .

وتوافدت الحشود إلى ساحات الأمويين بدمشق وسعد الله الجابري بحلب والمحافظة باللاذقية والسبع بحرات بدير الزور والقائد الخالد بالحسكة ودوار البريد بدرعا والمجاهد سلطان باشا الأطرش وتشرين والشارع المحوري بالسويداء والرئيسية في مدينتي سلقين وجسر الشغور وبلدة ابو الظهور بإدلب والأهرام بحمص والقائد الخالد بالرقة مرددة الهتافات التي تعكس الصورة الحضارية للشعب السوري وتؤكد قدرته بوعيه وإخلاصه والتفافه حول قيادته على مواجهة جميع الضغوط والحملات المغرضة التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار سورية بهدف حرفها عن نهجها القومي الذي تحرص من خلاله على حفظ حقوق ومصالح الأمة العربية ومنع استغلالها من قبل قوى الهيمنة والاستعمار.

ورفع المشاركون الأعلام الوطنية واللافتات التي تؤكد التفاف الشعب السوري حول قيادته وتنوه بتضحيات الجيش العربي السوري في سبيل عزة ورفعة واستقرار الوطن وتدعو إلى نبذ الفتنة ورفض حملات التحريض والتضليل التي تقودها بعض وسائل الإعلام عبر تزييفها الحقائق وفبركتها الأكاذيب الهادفة لنشر الفوضى والنيل من أمن واستقرار سورية.

ففي دمشق .. عبرت الحشود الضخمة في ساحة الأمويين عن دعمها لما جاء في خطاب الرئيس الأسد الذي يرسم آفاق سورية المتجددة مؤكدة رفضها للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية السورية مع الإصرار وتمسكها بالوحدة الوطنية وإصرارها على مواصلة العمل لبناء سورية.

وردد المشاركون قسم الولاء للرئيس الأسد .. نقسم بالله العظيم نقسم بالله العظيم ..نقسم بالله العظيم.. نقسم يا سيد البلاد أن نضع يدنا بيدك لنحمي سورية ممن يسعى لدس الهزيمة بيننا .. نصمد معك وبك ..نستمر معك وبك .. وننتصر معك وبك وأن نبقى معك في مكان واحد متحدين غير منقسمين وأن نقف معك صفا واحدا داعمين للجيش العربي السوري وأن تبقى حناجرنا تهتف بالعزة والكرامة وأن تبقى المقاومة في قلب هويتنا العربية دمت لنا قائدا ودمت لنا سيدا للوطن ودامت سورية بخير بك.

وفي تصريحات لوكالة سانا أكد محمد شعبان عزوز رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال أن خطاب السيد الرئيس أعاد لنا الأمل والثقة لنفوسنا جميعا بصلابة موقفه إزاء الأوضاع التي يتعرض لها بلدنا الحبيب وسنبقى على العهد للوطن وقائده المفدى وسنقدم التضحيات فداء لتراب سورية الثمين.

وقال جمال القادري رئيس اتحاد عمال دمشق نحن نعتز بكل عربي يريد الأمان والسلام لسورية والأراضي العربية كافة وندعو لجنة المراقبين أن ينقلوا الحقيقة كما هي بموضوعية وصدق ومهنية لإظهار ما يجري على هذه الأرض الطيبة للمجتمع الدولي والعربي خاصة أن القنوات المغرضة والمضللة ومن خلال حملاتها التحريضية تسعى لتشويه صورة الشعب السوري مؤكدا أن هذا الشعب خرج بملايينه لساحات الوطن مؤيدا لمسيرة الإصلاح ورافعا شعار الوحدة الوطنية.

وقال شعبان شعبان أمين سر اتحاد عمال دمشق إن المؤامرة على سورية قد فشلت رغم حجم الضغوطات التي تمارس والعقوبات التي فرضت عليها وسنبقى كشعب سوري وطبقة عاملة الجنود الأوفياء نعمل بيد ونحمل السلاح لندافع به عنها باليد الأخرى.

بدوره أكد محمد ضرار جمو رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب أن خطاب الرئيس الأسد وضع معالم الطريق وخارطة للمرحلة القادمة يكون فيها للفكر الاصلاحي الدور الاستراتيجي مشيرا إلى أهمية الإصلاحات التي شهدتها سورية في تطوير الحالة السياسية وتفعيل العمل المؤسساتي والجمعيات والاحزاب والتنافس ضمن المبادئ الوطنية التي تخدم الوطن والمواطنين وأوضح جمو أن قوة سورية تكمن في شعبها المقاوم الذي استطاع بفعل وعيه أن يقف في وجه المؤامرة ويحول كل الأزمة إلى مصادر قوة مبينا أن الشعب السوري العظيم سيهزم المؤامرة بفضل التفافه حول قيادته وتمسكه بوحدته الوطنية رافضا التدخل بشؤونه الداخلية.

من جانبه أكد المحلل السياسي طالب إبراهيم أن الجماهير الشعبية المحتشدة في ساحة الأمويين جاءت لتعبر عن رفضها للمؤامرة وتمسكها بوحدتها الوطنية لافتا إلى أنه لا يحق لأحد أن يتكلم باسم الشعب السوري الذي خرج ليعبر عن مدى التفافه حول الرئيس الأسد وخاصة بعد وقفته بين أبنائه يبادلهم المحبة.

وقال المواطن سعد حسين إن وجود السيد الرئيس بيننا زاد من عزيمتنا وإرادتنا في مواجهة المخططات المشبوهة وفي مواصلة البناء والسير بثبات في عملية الإصلاح التي تشهدها سورية مؤكدا رفضه لكل أشكال التدخل في شؤون سورية الداخلية وأن السوريين قادرون على حل مشاكلهم بنفسهم.

وعبرت شذا العلي عن سعادتها بوجود الرئيس الأسد في المسيرة وإلقائه للكلمة التي عززت الثقة بالوطن وقوته وصموده في وجه المؤامرة مشيرة إلى أن نزول المواطنين السوريين إلى الساحات هو التعبير الأوضح عن التفاف الشعب السوري حول قيادته ودعمه لبرنامج الاصلاح الشامل.

واستنكر علي سليمان جميع الأعمال التخريبية والجرائم البشعة التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق المواطنين مبينا أن سورية أقوى من كل المؤامرات فهي تبرهن في كل مرة أنها الوطن المتجدد لجميع أبنائها.

وقال محمد عبد الستار إن الرئيس الأسد يمثل ضمير كل السوريين وقائدهم الذي يلبي تطلعاتهم داعيا إلى ضرورة وقوف السوريين كصف واحد في وجه الهجمة الشرسة التي تستهدف بلادهم.

كما أكد وليد نصري الرفاعي أن من يريد أن يعزل سورية فليعزل نفسه أولا لأنها قلب العروبة النابض فهي كانت وما تزال المقاوم والمدافع عن مصالح وكرامة الأمة العربية والداعم الأساسي لكافة حركات المقاومة ضد الاحتلال وقال: إن شعبنا بالتفافه حول قائده وأرضه الغالية سيكون اليد التي ستبتر هذه الأزمة كما أن سورية ستعود قوية كما كانت في قيادة العمل العربي المشترك.

وقال المواطن محمد علي إن العقوبات التي تفرض على سورية هي جزء من المؤامرة الاستعمارية بالتعاون مع الأنظمة الرجعية لزعزعة الثقة بين صفوف شعبنا الأبي مؤكدا أن الشعب السوري الذي صمد عبر التاريخ في وجه كل عدو على أرضه الطاهرة سينتصر اليوم بعزيمته وقوته ووحدته الوطنية.

من جانبها قالت نوال الكعدي إن المؤامرة الخارجية لم تعد خافية على أحد والرامية إلى زعزعة استقرار سورية من خلال تزوير الحقائق والوقائع والأحداث التي تجري على الارض خدمة لبعض الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت النيل من مواقف العز والكرامة للشعب السوري لافتة إلى أن حضور الرئيس الأسد وتحيته للمواطنين المحتشدين كان حدثا عظيما وتاريخيا.

بدوره أكد نورس سليمان أن سورية سوف تنتصر بقوة الشعب وإيمانه والتفافه حول قيادته مشيرا إلى أن ما يخطط في الغرف المظلمة للنيل من مواقف وصمود سورية أصبح واضحا ومكشوفا لجميع السوريين.

من جهتها بينت ديما موسى أن الشعب السوري يعبر عن مدى التزامه بخياراته الوطنية ورفضه لكل أشكال التدخل الخارجي من أي جهة كانت لافتة إلى أن خطاب الرئيس الأسد كان بمثابة الضربة القاصمة للمتآمرين على سورية ووحدتها الوطنية. كما لفت شادي حسن إلى أن خيوط المؤامرة انكشفت لدى الجميع بالرغم من الهجمة الإعلامية والتحريضية الكبيرة وذلك بهدف النيل من عزيمة وصمود الشعب السوري في وجه المخططات الغربية والاستعمارية مشيرا إلى أن سورية ستخرج من هذه المحنة أكثر منعة وقوة على جميع الصعد الاقتصادية والسياسية والوحدة الوطنية.

بدورها قالت كفاح أبو قاسم إن وعي الشعب السوري وتماسكه الداخلي سوف يفشل المؤامرة التي تتربص بالبلاد لافتة إلى أن المشروع الاستعماري المتجدد في المنطقة وحلمه في تقسيمها وتفتيتها سينقلب كابوسا حقيقيا على كل من يخطط وينفذ هذه المؤامرة الدنيئة.

كما عبرت سعاد محمد عن ثقتها بتجاوز سورية لهذه الأزمة التي تقف وراءها جهات خارجية في سبيل إبعاد سورية عن دورها القومي ومحيطها الطبيعي.

من جهتها قالت آسيا لميا إن الشعب السوري عبر تاريخه الطويل لم ولن يتنازل عن كرامته باعتبارها أغلى ما يملك وهي تتجسد في هذه المرحلة بأبهى صورها بالرغم من كل ما يحاك ضده من مؤامرات معبرة عن فرحتها الغامرة بحضور الرئيس الأسد والتحامه بالجماهير التي تعطيه القوة والشرعية الحقيقية.

وفي حلب احتشدت جموع غفيرة من المواطنين في ساحة سعدالله الجابري دعما لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس الأسد وتأكيدا على التفافهم حول قيادتهم ورفضا للتدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية وأحرقوا العلمين الأمريكي والإسرائيلي.

وعبر الدكتور محمد سهيل عبدالله عن تمسكه بالوحدة الوطنية ورفضه القاطع لأي تدخل أجنبي في شؤون سورية الداخلية مؤكدا أن السوريين يدعمون النهج الإصلاحي للرئيس الأسد لتبقى سورية قوية منيعة في وجه جميع التحديات والمؤامرات التي تحاك ضدها.

وقال أحمد سلام: إن خطاب الرئيس جاء شاملا ووضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالقضايا المطروحة داخليا وعربيا ودوليا وأكد ثبات الموقف السوري على نهج المقاومة والممانعة والاستمرار في نهج الإصلاح وفق البرنامج الذي صاغه وعبر عنه بسلسلة من القرارات والمراسيم التي يجري تنفيذها في كل مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بما يحقق الاستجابة للحالة الشعبية من جهة وقطع الطريق أمام القوى المغرضة التي تحاول أن تتخفى خلف المطالب الإصلاحية للشعب لتنفذ مخططاتها ومؤامراتها العدوانية.

وأشار أحمد عايشة ومصطفى قدور وشادية سلطان إلى أن مشاركتهم جاءت للتعبير عن تأييدهم لما جاء في كلمة الرئيس الأسد الذي تناول مجمل القضايا والمحاور الهامة حول واقع سورية وما تتعرض له من ضغوطات وتحديات والجهات الخارجية الداعمة لما يجري من أحداث فيها مؤكدين أن الخطاب أعطى الشعب السوري ثقة قوية بأن سورية ستبقى قوية صامدة في وجه المؤامرات الخارجية.

وقال نجيب فارس مدير مؤسسة الخطوط الحديدية: إن كلمة الرئيس التاريخية أحيت الأمل في نفوس السوريين جميعا الذين كانوا ومازالوا وسيبقون صامدين لدحر الاستعمار والوقوف في وجه الإرهاب والمتآمرين.

وأوضح محمد علي كرابيج أن خطاب الرئيس طمأن السوريين بأن سورية الأبية والمعطاءة لا يمكن لأحد أن يفرق بين أبنائها لأنهم أسرة واحدة لا تسمح لدخيل أن يعبث بأمنها واستقرارها.

ولفت المواطن كريم حسن العارف إلى أن الشعب السوري بأكمله يفدي وطنه بروحه ودمه وأنه لا مكان بيننا للعملاء والخونة الذين يقطعون الطرق ويحرقون ويقتلون الأبرياء.

وأكد الطلاب أحمد محمد وحسن عبد الكريم وماهر السيد أن طلاب سورية سيواصلون السير على طريق العلم مهما حاولت يد الإرهاب تدمير مدارسهم وإحراقها لأن العلم سيبني سورية الغد القوية المنيعة مؤكدين دعمهم لبرنامج الإصلاح الشامل الذي تشهده سورية بمختلف المجالات.

وفي السويداء احتشدت جماهير غفيرة في ساحتي المجاهد سلطان باشا الأطرش وتشرين والشارع المحوري للتعبير عن التمسك بالوحدة الوطنية ودعم برنامج الاصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس الأسد.

وعبر خليل أبو راس وأنور الحسنية عن فخرهما بانتمائهما لسورية الصمود والمقاومة مؤكدين أن خطاب الرئيس الأسد بعث برسالة للعالم أجمع مفادها أن سورية عصية على كل المؤامرات وستبقى قلعة الصمود والتصدي.‏

ولفت طلعت الحسين إلى أن خطاب الرئيس الأسد رسم المستقبل المنشود لسورية القائم على الاستقرار والحفاظ على أمن الوطن ومتابعة مسيرة الإصلاحات ورفض أي شكل من أشكال التنازل عن السيادة الوطنية والقرار الوطني المستقل.

وأشارت عبير صيموعة إلى أن خطاب الرئيس أدخل الطمأنينة والثقة إلى نفوس وقلوب كل السوريين و كان بمثابة منهج عمل شامل للمرحلة المقبلة ووازن بين الاستمرار بالإصلاح بخطى ثابتة وبين التصدي للمؤامرة التي تحاول النيل من صمود الوطن ومنعته.

وقال المدرس بسام سلوم: إن خطاب الرئيس كان شافيا ومعبرا عن نبض الشارع مبينا أن الجماهير خرجت إلى الساحات العامة وفاء للوطن وقائده وللتأكيد أن سورية ستبقى قلب العروبة النابض مهما اشتدت المؤامرات عليها.

وأكد الدكتور طلعت النمر أنه مهما أطلقت القنوات الإعلامية المغرضة من أكاذيب فإن ذلك لن ينال من عزيمة السوريين الذين خرجوا للشوارع ليعلنوا تمسكهم بالخيار الوطني ورفضهم لكل أشكال التدخل الخارجي والإرهاب ودعمهم لمسيرة الإصلاحات الشاملة.

وقالت هويدا زين الدين: إن خطاب الرئيس الأسد أثلج صدور السوريين جميعا وأدخل الطمأنينة إلى قلوبهم مؤكدة أن المواطنين خرجوا إلى الساحات تعبيرا عن استعدادهم للتضحية من أجل عزة سورية وكرامتها.

ورأى حكمت العشعوش أن الخطاب أعطى انطباعا للجميع عن قوة سورية رغم ما يحاك ضدها في الخارج مبينا أن تواجد أبناء الشعب السوري في الساحات أكبر دليل على صوابية نهج الإصلاح الذي يسير به الرئيس الأسد والتمسك بالمبادئ الوطنية والقومية ورفض كل محاولات التدخل الخارجي بشؤون سورية الداخلية.

وفي إدلب خرج أبناء مناطق سلقين وجسر الشغور وابو الظهور في مسيرات حاشدة تأييدا لمسيرة الإصلاح الشامل ورفضا للتدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية منددين بالقنوات الإعلامية المغرضة وما تقوم به من تزييف للحقائق وفبركة للأحداث بهدف ضرب الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي السوري.

ورأى عدي نفاخ “طالب” أن مشاركته في المسيرة أقل تعبير عن حبه لوطنه وقائده مؤكدا دعمه لمسيرة الإصلاح التي رسم ملامحها الرئيس الأسد في خطابه .

ودعا عبد الرؤوف الخطيب ورفاقه من قرية سقاط الزاهرة إلى محاسبة القنوات الإعلامية المغرضة التي تشوه الحقائق وتضلل الرأي العام مؤكدين ثقتهم بعدم قدرتها على تحقيق ما ترمي إليه بفضل وعي الشعب السوري والتفافه حول قيادته.

وأشار عبد الكريم وعقيل إبراهيم إلى أن المؤامرة فشلت بفضل وعي المواطنين وتكاتف أبناء الشعب السوري بمختلف فئاته والروح الوطنية العالية التي فطروا عليها مبينين أن خطاب الرئيس بعث الثقة في نفوس الجميع.

بدورهم أكد أبناء مدينة جسر الشغور رفضهم واستنكارهم لما تبثه قنوات التحريض الإعلامي من تزوير للحقائق في نقل الأحداث معبرين عن تأييدهم لبرنامج الإصلاح الشامل.

وأشار عبد الحليم نجاري إلى أن ما تبثه القنوات الإعلامية المغرضة عار عن الصحة وهدفه زعزعة أمن واستقرار سورية مؤكدا أن مصير هذه المحاولات الفشل ولن تثنيهم عن محبتهم للوطن وتعزيز انتمائهم له.

ورأى فراس كميل أن الأقنعة تكشفت من خلال ما خلفته المجموعات الإرهابية المسلحة من خراب ودمار وقتل للأبرياء تنفيذا لأجندات خارجية نسجت ضد سورية في الغرف السوداء.

واعتبر عبد السلام عيد أن الحرية التي يطالب بها البعض لا تكون بالقتل وسفك الدماء وتخريب الممتلكات وترويع الآمنين من أبناء المدينة بل بالحوار الوطني الهادف الذي دعا إليه الرئيس الأسد وأكد عليه في خطابه .

وأشار عبد الكريم المصطفى وعدنان المحمد من أهالي ناحية ابو الظهور إلى أن تجمع المواطنين يأتي رفضا لمحاولات التدخل الخارجي في شؤون الشعب السوري مؤكدين أن الإعلام السوري أسهم بشكل كبير في كشف خيوط المؤامرة وفضح مراميها العدوانية منوهين بدور الجيش العربي السوري في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة التي ترتكب أعمال القتل والتخريب بدعم من جهات خارجية تريد الشر بسورية.

وفي دير الزور احتشد أبناء المدينة في ساحة السبع بحرات تأييدا لبرنامج الإصلاح الشامل بقيادة الرئيس الأسد ودعما للقرار الوطني المستقل ورفضا للتدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية.

وقال نورس ذياب: جئنا إلى الساحة لنوجه رسالة للعالم أجمع مفادها أننا في سورية متمسكون بوحدتنا الوطنية وببرنامج الإصلاح الشامل الذي رسم ملامحه الرئيس الأسد مؤكدا ثقته بأن سورية ستخرج من الأزمة أقوى وأكثر منعة.

وأعربت نهلة الجراح وهبة هلاط من مجموعة بصمة شباب سورية عن رفضهما لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية مشيرتين إلى أن خطاب الرئيس الأسد عزز ثقة الشعب السوري بأن سورية مقبلة على مرحلة جديدة من التطور وستغدو مثالا يحتذى به في الديمقراطية والتقدم.

ورأى درويش نوري المحمد أن وعي الشعب السوري أفشل المؤامرة التي حيكت ضده من خارج حدود الوطن بهدف ضرب أمنه واستقراره ومحاربته في لقمة عيشه.

وعبر الدكتور بشار محمد غازي عن رفضه لأي تدخل خارجي في شؤون سورية الداخلية واستنكاره للإرهاب الذي تنفذه أدوات خارجية مؤكدا أن المؤامرة سقطت وفشلت بفضل تمسك الشعب السوري بوحدته الوطنية وقراره الوطني المستقل وإدراكه لتضليل القنوات الإعلامية المغرضة بهدف ضرب أمنه واستقراره.

وفي درعا احتشد المواطنون في ساحة دوار البريد دعما لمسيرة الإصلاحات الشاملة ورفضا لمحاولات التدخل الخارجي واستنكارا لأعمال القتل والتخريب التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة.

وأشار سليم الكفري إلى أن جماهير درعا أعلنت اليوم موقفها الداعم لوحدة الوطن واستقراره لافتا إلى أن الأزمة في طريقها إلى الانحسار بفضل صمود سورية ووعي شعبها ووقوف جميع الشرفاء إلى جانب شعبها وقيادتها.

وعبر أحمد المقداد عن ثقته بأن المؤامرة التي تتعرض لها سورية لا يمكن أن تمر مع وجود هذا الالتفاف الشعبي الكبير حول قيادة الرئيس الأسد ومشروعه في مقاومة كل من تسول له نفسه المساس بأمن سورية وشعبها مشيرا إلى أن المشهد الذي تعيشه سورية اليوم من مسيرات ملأت ساحات الوطن في كل مكان خير دليل على أن الجيش السوري لن يكون وحده في مواجهة المؤامرة.

وقال طلال العبدالله إن خطاب الرئيس الأسد جاء شاملا وأجاب عن تساؤلات المواطنين فيما يتعلق بالوضع الداخلي والخارجي وقدم تحليلا وتوصيفا دقيقا للواقع وللمؤامرة التي تشهدها سورية وتستهدف أمنها واستقرارها وثنيها عن مواقفها الوطنية والقومية.

وفي الرقة توافد المواطنون إلى ساحة القائد الخالد أمام مبنى المحافظة رفضا لكل أشكال التدخل الخارجي وتعبيرا عن تأييدهم لمسيرة الإصلاح الشامل ولقيادة الرئيس الأسد.

وقالت خولة البطران: إن خروجنا اليوم رسالة لجميع المتآمرين على سورية ووحدتها الوطنية مفادها أننا سنبقى مع البرنامج الإصلاحي وإن سورية ستبقى عزيزة كريمة وقلعة للصمود العربي.

وأوضح محمود القاسم أن الرئيس الأسد قدم في خطابه مفاهيم جديدة كتعريف العروبة بوصفها انتماء وتاريخا مشتركا وآمالا وطموحات مشتركة وليست مجرد عرق وأن الجامعة العربية بتجميدها لعضوية سورية إنما تجمد وتعلق عروبتها فلا جامعة بدون سورية معتبرا أن سورية ستبقى قلب العروبة النابض.

ورأى حسن محمد الفلاجان خطاب الرئيس الأسد أزال كل لبس وتضليل وعرت كلماته المتآمرين على أمن الوطن واستقراره في الداخل والخارج مؤكدا أن عملية الإصلاح ستجعل سورية أقوى بعزيمة أبنائها.

وقالت ناديا حسين الجاسم: نحن شباب سورية وطلبتها نعلن رفضنا القاطع لكافة أشكال التدخل الخارجي ونؤكد دعمنا للقرار الوطني السوري الحر المستقل البعيد عن جميع الإملاءات الخارجية ونرفض أي قرار يمس السيادة الوطنية السورية وسنبقى صامدين في ساحات النضال حتى نسقط جميع المخططات الاستعمارية التي تستهدف أمن سورية وسيادتها بقصد زعزعة استقرارها.

وذكرت خولة الصالح و آمال خضور: إن خطاب الرئيس الأسد الشامل أدخل الطمأنينة لقلوب كل السوريين الأوفياء الذين يفضلون الموت على أن يرهنوا أنفسهم للأجنبي الساعي للسيطرة على مقدرات الشعوب ومصائرها في سبيل تحقيق مخططات استعمارية تهدف للنيل من كرامة الوطن مؤكدتين رفضهما لجميع أشكال التدخل الأجنبي.

وقال منير عبد الكريم و خليل الرمضان: إن الخطاب أماط اللثام عن وجوه المتآمرين وبدد انكسارات المتخوفين مؤكدين أن سورية كانت وما زالت عصية على الأعداء وذلك بعزيمة أبنائها الأخيار ووعيهم الوطني العالي.

وأضاف المهندس الطيار أحمد مصطفى الحسين رئيس اللجنة الاجتماعية بالرياض شيخ عشيرة الفريجات: إن الجالية السورية في الرياض تتابع الأحداث التي تجري في سورية بألم وإن كل قطرة دم تسيل على أرض سورية تعصر قلوبنا جميعا مؤكدا أن سورية ستبقى قلب العروبة النابض.

وفي حمص احتشد المواطنون في شارع الأهرام رافعين اللافتات والأعلام الوطنية استنكارا للتدخل الخارجي ودعما لمسيرة الإصلاح التي يقودها الرئيس الأسد.

وأكد المشاركون في المسيرة التي جابت حي عكرمة الجديد وشارع الحضارة ووادي الذهب والأحياء المحيطة بها دعمهم لمسيرة الإصلاحات وإيمانهم بانتهاء الأزمة التي تمر بها سورية منادين بملء حناجرهم لا للتدخل الخارجي لا للطائفية مؤكدين أن خروجهم إلى الشوارع ما هو إلا تعبير صادق عن تماسكهم وإيمانهم بوحدتهم الوطنية.

ولفت جمال نصر مدير حملة سورية بيتنا إلى أن تجمع أبناء حمص يأتي دعما لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس الأسد مؤكدا أن أهل حمص جنود أوفياء لسورية ومن واجبهم الوقوف إلى جانب قيادتهم.

وقال المدرس أحمد المحمود: خرجنا إلى الشوارع بعد خطاب الرئيس الأسد الذي أثلج صدورنا وقلوبنا وأعاد لنا التفاؤل لنقول له نحن معك في مسيرة بناء سورية وضد المؤامرة التي تحاك ضدها.

وأشار زهير ابراهيم إلى أن كلمة الرئيس الأسد أثبتت للعالم أن الشعب السوري شعب الأصالة والحضارة لا تهزه الرياح ولا تكسره المؤامرات ولا تزعزعه الخيانات.

وقالت الطالبة زينة المحمد: تجمعنا اليوم لنقول.. نعم لكل الإصلاحات التي تشهدها سورية بخطى متسارعة مؤكدة على اللحمة الوطنية التي تجمع أبناء الشعب السوري الواحد.

وبينت زهور إلياس أن المؤامرات لن تزعزع عزيمة الشعب السوري وأن الخطاب أعاد للسوريين الطمأنينة خاصة لأهالي حمص مؤكدة أن الشعب السوري سيبقى واحدا ولن يفرقه أي شيء.

وقال المهندس أحمد إبراهيم: افتخر أني سوري وأحمل الشرف والكرامة والعزة في دمي لأني من بلد المقاومة والحضارة التي لا تزول ولن تزول ولن تتمكن كل المؤامرات من أن تغير وجه الحقيقة الناصع لسورية.

وفي اللاذقية احتشدت جموع غفيرة في ساحة المحافظة وسط المدينة تأييدا لما جاء في خطاب الرئيس الأسد وتأكيدا على التفاف السوريين حول قيادته في مواجهة جميع الضغوط والحملات المغرضة التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار سورية ورفضا لكافة أشكال التدخل الخارجي.

وحمل المشاركون الأعلام الوطنية واللافتات التي تؤكد اصطفاف الشعب السوري حول قيادته وتمجد التضحيات التي قدمها الجيش السوري في سبيل عزة ورفعة الوطن معربين عن رفضهم لحملات التحريض والتضليل الإعلامي الهادفة إلى تزييف الحقائق وفبركة الأكاذيب لنشر الفوضى والنيل من أمن واستقرار سورية.

وأكد ورد عباس وقصي أسعد وأوس جوني أن المشاركة تأتي تأييدا لمواقف القيادة السياسية في سورية ودعما لاستقلالية القرار الوطني والرفض المطلق لكافة أشكال التدخل الخارجي الهادف إلى النيل من صمود سورية واستقرارها خاصة فيما يتصل بالأعمال الإرهابية التي يرتكبها المسلحون مشيرين إلى أن الرئيس الأسد كرس في كلمته مفهوم الكرامة والسيادة الوطنية التي لا يمكن لأي سوري أن يبيعها بالمال.

وأشار سمير هيفا إلى أن خطاب السيد الرئيس جاء ملبيا لتطلعات الشعب السوري وأجاب على جميع النقاط التي تساءل حولها المواطنون.

وبينت كل من مرح عباس ورغداء جديد وسهام بركات وجلنار حسن أن السيد الرئيس الأسد عبر في خطابه عن الثقة الكبيرة بمستقبل وقدرة سورية على تجاوز هذه الأزمة الأمر الذي انعكس إيجابيا على كافة أفراد الشعب السوري بحيث أصبح لدى الجميع رؤية واضحة لحقيقة ما يجري على الأرض وللسياسة التي تتبعها الدولة لتطويق هذه المؤامرة.

وأكدن أن الخطاب حمل رسالة حازمة وواضحة لكل المتآمرين على سورية مفادها أن الشعب السوري سيبقى على الدوام رهن مسؤولياته وواجباته التي يمليها عليه حسه الوطني العالي وادراكه لحقيقة المؤامرة التي يتعرض لها الوطن.

وأشارت الطالبة روان بدور إلى أن خطاب الرئيس الأسد عزز الطمأنينة والارتياح في قلوب السوريين كافة من خلال تأكيده على أن سورية تسير على الطريق الصحيح في تجاوزها للأزمة الراهنة وبناء مستقبل أكثر إشراقا في المرحلة الآتية مؤكدة أن خروجنا يأتي دعما لمسيرة الإصلاح ورفضا للتدخل الخارجي في الشأن السوري وتنديدا بكافة العمليات الإجرامية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة على أرض الوطن.

وقال المهندس ياسر بدر المدير العام لمؤسسة أخشاب اللاذقية: إن خطاب السيد الرئيس عرى مواقف الجهات التي تتآمر على سورية وعزز ثقة المواطن السوري بقيادته منوها بتضحيات حماة الديار في الذود عن حياض الوطن.

وأكد عصام جوني مدير عام مؤسسة المياه أن هذه المسيرة تعبر بوضوح عن إيمان الشعب السوري بوطنه وقائده الذي يثبت أنه كما عهدناه رجل المرحلة الصعبة الصامد في وجه الضغوط صمود الجبال الراسية الحامل لهموم شعبه وأمته.

ولفت علي داوود رئيس فرع اتحاد عمال المحافظة إلى أن خطاب الرئيس  خلق جوا من الثقة بأن سورية بخير وقادرة على تجاوز الأزمة رغم شدتها ورغم ما يسخر لها من طاقات وأجندة خارجية.

وأوضح معن ديب أن إصرار الجماهير على المشاركة الواسعة في هذه المسيرة يعكس إيمانهم بسورية الوطن الحاضن لكل أبنائه لافتا إلى أن خطاب الرئيس الأسد يشكل بلسما للآلام والجراح التي خلفها الإرهابيون جراء جرائم القتل والتخريب مع الإشارة إلى عزم الشعب على حسم الأمور الأمنية بالتزامن مع المضي قدما في الإصلاحات الشاملة.

وأكدت الدكتورة ماركيتا ملنيوفان من جمهورية التشيك وتعيش في سورية أنها تسعى دائما للمشاركة في مثل هذه المسيرات انطلاقا من محبتها لسورية الوطن وإيمانا منها بأن ما تتعرض له سورية مؤامرة من القوى الامبريالية لضرب موقعها الريادي مشيرة إلى أن معاشرتها عن قرب للشعب السوري أظهر أن هذا الشعب محب لوطنه ويضحي بروحه في سبيل عزته.

بدوره أكد زكريا علي أن خطاب الرئيس الأسد وضع الأمور في نصابها حيث يحمل في طياته خلاصة الحلول من خلال التصميم على مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سورية.

من جهته قال إياد محمد ومحمود أيوب إن الشارع السوري استبشر خيرا بخطاب الرئيس الأسد للمرحلة القادمة من خلال تشخيصه للحقائق بما يمكن اعتباره خارطة طريق أجابت على كل النقاط الغامضة والاستفسارات.

وأشار قصي يوسف وغابي قدسية وجنان إبراهيم إلى أن خطاب الرئيس الأسد أعاد تصويب البوصلة من خلال تأكيده على مفهوم العروبة الذي يتعرض لمحاولات الاختراق والتشويه.

وقال مالك خير بك إن مسيرة اليوم تعبر أن الشعب السوري هو شعب الثورة الحقيقية الذي يدافع عن قضايا العرب والعروبة داعيا إلى الضرب بيد من حديد للقضاء على من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن.

وأقسمت الجموع المحتشدة خلال الاحتفال الذي افتتح بالنشيد العربي السوري القسم التالي:

نقسم بالله العزيز الكريم نحن شعب سورية العظيم أن نبقى لوحدتنا الوطنية صائنين ولحدودنا الغالية حارسين ولجولاننا الحبيب محررين وعلى درب رئيسنا بشار سائرين وعلى قسمنا يشهد الله وأرواح شهدائنا الطاهرين.
=================
الرئيس الأسد: العملية السياسية تسير إلى الأمام والفصل بينها وبين الإرهاب أمر أساسي للوصول إلى حل للأزمة.. أبواب سورية مفتوحة لكل من يريد إصلاحاً حقيقياً وحواراً صادقاً

04 حزيران , 2012

دمشق-سانا

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن سورية تواجه حربا حقيقية من الخارج ومشروع فتنة وتدمير للوطن أداته الإرهاب الذي ضرب كل الأطراف دون استثناء ورغم أن العملية السياسية تسير للأمام إلا أن الإرهاب يتصاعد دون توقف أو تراجع.

وقال الرئيس الأسد في خطاب له في مجلس الشعب أمس بمناسبة الدور التشريعي الأول إن المهام تتجاوز الحلول وإذا كان البعض قد أرسل للشعب السوري الموت والدمار فنحن نريد أن نقدم لشعبه نموذجا حضاريا يقتدي به لينال حريته وليصبح شريكا في وطنه بدلا من أن يكون الحاكم مالكا للأرض وللشعب وللوطن وعندها ستصلنا رسائل الإنسانية من إخوة في بلدان الحرية بدلا من نصائح الديمقراطية التي تأتينا من بلدان العبودية.

وأوضح الرئيس الأسد أن عدم الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية خطأ كبير يعطي الشرعية للإرهاب التي بحث عنها الإرهابيون وأسيادهم منذ اليوم الأول للأحداث مشيرا إلى أن الفصل بينهما أساسي من أجل فهم ومعرفة كيفية التحرك والحل.

وأشار الرئيس الأسد إلى أن الأمن الوطني خط أحمر ولا مبرر للإرهاب تحت أي ذريعة أو عنوان ولا تساهل ولا مهادنة معه ولا مع من يدعمه ومهما كان الثمن غاليا فلا بد من الاستعداد لدفعه حفاظا على قوة سورية ووحدة مجتمعها وأن أي عمل سياسي يجب أن يرتكز على الأسس التي حددتها الجماهير ومنها الحوار الوطني الذي ما زالت أبوابه مفتوحة دون شروط ما عدا مع القوى التي تتعامل مع الخارج وترتهن له.

ودعا الرئيس الأسد أعضاء مجلس الشعب إلى أن يكونوا على قلب رجل واحد أمام مصلحة الوطن والمواطن قريبين منه وشاعرين بآلامه ومحققين لطموحاته وأن يضعوا اليد باليد والكتف بجانب الكتف للنهوض بالوطن وجعل الدور التشريعي الأول انطلاقة للورشة الكبيرة لسورية المستقبل وأن تكون بوصلتهم دائما هي سيادة سورية واستقلال قرارها وسلامة ترابها وكرامة أبنائها.

وشدد الرئيس الأسد على أن القوات المسلحة بناء عريق وشامخ بنى الوطن ودافع عنه وحمى استقلاله وما يزال ولا يجوز المساس برمز يعبر عن وطنيتنا ووحدتنا وشرفنا مؤكدا أن الشعب السوري سيتجاوز المحنة بإرادته وسيقهر الأعداء بوحدته ولن يتمكن الصخب من تغييب صوت الحق ولا التضليل الحاقد من التعمية على الحقيقة وأن سورية الأبية ستبقى عرين العروبة وقلعة الصمود وستسترد عافيتها وترد كيد الحاقدين وستشهد من جديد هزيمتهم المخزية.

وفيما يلي نص الكلمة:

ألقى السيد الرئيس بشار الأسد قبل ظهر أمس خطابا في مجلس  الشعب بمناسبة الدور التشريعي الاول قال فيه.. في مستهل هذا الدور التشريعي نتذكر إخوة كان من المفترض أن يكونوا معنا اليوم تحت قبة هذا البرلمان يشاركوننا هذه الورشة الوطنية الكبرى لكن رصاص الغدر حال دون ذلك حيث استشهدوا لمجرد أنهم صمموا على حمل المسؤولية الوطنية فرشحوا لانتخابات مجلس الشعب ولم يتمكنوا من أن يشاركونا هذا اليوم التاريخي.

نقف إجلالاً وإكباراً لأرواح كل الشهداء ونرسل لأهاليهم تحية ومحبة ونقول لهم دماؤهم لن تذهب هدراً

وأضاف الرئيس الأسد.. لأرواحهم وأرواح كل الشهداء الأبرياء المدنيين والشهداء العسكريين الذين سقطوا منذ الأيام الأولى لهذه الأحداث نقف إجلالاً وإكباراً ونرسل لأهاليهم أولاً تحية ومحبة ونقول لهم.. دماؤهم لن تذهب هدراً ليس انطلاقاً من الحقد وإنما انطلاقا من الحق فالحق لا يسقط إلا عندما يتنازل عنه صاحبه.

وقال الرئيس الأسد.. عزاؤنا الوحيد وأنا لا أتحدث هنا عن عائلاتهم وإنما أتحدث عن العائلة السورية الكبيرة.. عزاؤنا الوحيد جميعا أن يعود وطننا سليماً معافى وأن ينعم أبناء هذا الوطن بالأمن والسلام والطمأنينة والاستقرار.

وأضاف الرئيس الأسد.. السيد رئيس مجلس الشعب.. السيدات والسادة أعضاء المجلس يسعدني أن أهنئكم اليوم بنيلكم ثقة الشعب وأن يكون بيننا الأعضاء الجدد الذين انضموا إلى هذه المؤسسة الوطنية ليعبروا عن الدماء الجديدة والأفكار الخلاقة التي تضخ في قلب المؤسسة ليتجدد بها الوطن وتحيا عبرها آمال المواطنين بغد مشرق مليء بالأمان والازدهار.

هذه الظروف الدقيقة تقتضي منا المزيد من الجرأة والصلابة والشعور بالمسؤولية

وقال الرئيس الأسد.. أعبر عن تقديري العميق لتصميمكم على خوض الانتخابات في هذه الظروف الدقيقة التي تقتضي منا المزيد من الجرأة والصلابة والشعور بالمسؤولية والذي يبرهن على مدى استعدادكم للبذل والتضحية في وقت ينوء البعض بأعباء المسؤولية الوطنية ولا يتصدى لها سوى المؤمنين بقدسية العمل الوطني ولا يتحمل أعباءها سوى من نذر نفسه لخدمة شعبه والدفاع عنه.

وأوضح الرئيس الأسد أن مجلس الشعب هو مجلس كل الشعب فهو مجلس المزارع الحالم بمحصول أفضل وبغد أبهى وهو مجلس الفلاح الماسح عرق الجبين ليطعم أبناءه وأهله ومجلس الموظف الكادح الممسك بيد ابنه يرافقه إلى المدرسة ليكون مستقبل أولاده اكثر أمنا واستقراراً ورفاهية وهو مجلس الجندي الناذر حياته للدفاع عن الوطن وهو أيضا مجلس المثقف والمتعلم والطبيب والمهندس والمحامي والصحفي والعامل وهو مجلس المرأة التي ما برحت في مجتمعنا السوري تتقدم وتتطور وهو مجلس للشعب منه يستلهم وبه يحيا ولأجله يشرع ويراقب السلطة التنفيذية.

قيام أعضاء مجلس الشعب بمهامهم التشريعية والرقابية لا يمكن أن يتم على الشكل الأمثل دون امتلاك رؤيا تطويرية واضحة

وقال الرئيس الأسد إن قيام أعضاء مجلس الشعب بمهامهم التشريعية والرقابية لا يمكن أن يتم على الشكل الأمثل دون امتلاك رؤيا تطويرية واضحة وانضاج هذه الرؤيا بحاجة لعاملين.. الأول هو الحوار البناء تحت قبة هذا المجلس بين أعضائه والثاني هو التواصل مع المواطنين سواء لمعرفة التحديات والصعوبات التي يواجهونها أو للاستماع منهم لحلول ومقترحات تغني ما لدى أعضاء المجلس من برامج وخطط وتجعلها أقرب إلى الواقع وأقدر على ملامسة هموم المواطنين.

ولفت الرئيس الأسد إلى أن التواصل بين المسؤول سواء كان في السلطة التشريعية أو في السلطة التنفيذية هو حاجة للمواطن كي ينقل همومه ولكن هو حاجة أكبر للمسؤول لأن نجاح المسؤول في أي سلطة سواء كانت تشريعية أم تنفيذية مرتبط بشكل مباشر وله صلة وثيقة بعلاقته مع المواطن وقدرته على التفاعل مع هذه العلاقة وقدرته على استخلاص الأفكار والخطط والرؤى المنبثقة من طموحات وطروحات المواطن وحاجته لحياة أفضل.

لابد أن يكون رأي المواطن هو البوصلة التي نسترشد بها

وقال الرئيس الأسد.. إذا كان المواطن هو الهدف بالنسبة لنا فلابد أن يكون هو المنطلق وإذا كنا نعمل من أجله وكانت الغاية هي مصلحة المواطن فلابد أن يكون رأي المواطن هو البوصلة التي نسترشد بها.

وأوضح الرئيس الأسد أن التركيز على الدور الرقابي للمجلس لا يجوز أن يغفل دوره التشاركي مع السلطة التنفيذية فمن يراقب ويسائل عليه أيضاً أن يكون قادراً على طرح الحلول وهذا يتطلب تحويل هذه المؤسسة إلى خلية نحل من العمل والحوار لكي تكون مولد الطاقة والمحرك لمجمل عملية التطوير في سورية.

وأضاف الرئيس الأسد.. كثيراً ما توصف العلاقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية سواء كانت الحكومة أو المؤسسات الأخرى بأنها جيدة أو سيئة وأعتقد أن هذا الوصف غير صحيح لأن العلاقة بين السلطة التشريعية والتنفيذية ليست علاقة مجاملة أو منافسة بل هي علاقة تكامل وعلاقة التكامل يجب أن توصف بأنها منهجية أو غير منهجية وعندما نقول انها يجب أن تكون منهجية فنحن بحاجة لآليات وهذا هو أهم شيء تبدأ به أي مؤسسة عملها في بداية مرحلة معينة.

وتابع الرئيس الأسد.. عندما نتحدث عن الدور الرقابي للمجلس.. وهو أهم دور يقوم به على السلطة التنفيذية فالرقابة لا تبدأ مع التقصير الذي يقوم به المسؤول التنفيذي بل هي تبدأ بالتخطيط وتكتمل عندما يكون هناك تقصير أو خلل ما وعندما تبدأ السلطة التنفيذية بالتخطيط لابد أن يكون هناك حوار مباشر بينها وبين السلطة التشريعية ويناقش المجلس مع هذه الجهات ويبدأ مع الحكومة عندما تقدم البيان الوزاري ولاحقا يطلب من كل وزير خطته وما هي رؤيته لهذا القطاع المسؤول عنه ثم يأتي بعد ذلك دور المجلس في المتابعة والرقابة ولاحقا عندما يكون هناك تقصير يكون دور المجلس هو المحاسبة وهنا يتحمل المجلس أمام الناخب وأمام المواطن مسؤولية النقاش ويجب أن يكون عضو المجلس قادرا على النقاش والموافقة على خطة يتحمل مسؤوليتها مع السلطة التنفيذية وطبعا هو لا يتحمل مسؤولية التنفيذ وهذا يتطلب من كل عضو ألا يتحول إلى مجرد قناة بين المواطن ومؤسسات الدولة بل هو حالة تفاعلية قادرة على طرح الأفكار والخطط ومناقشتها أيضاً مع السلطة التنفيذية لنرى إذا كانت هذه الخطة ممكنة وقابلة للتنفيذ أم لا.

اليوم تبدؤون دوركم التشريعي في مرحلة مفصلية تتجاوز خطورتها ما واجهته سورية منذ جلاء المستعمر الفرنسي

وقال الرئيس الأسد.. تخيلوا عندما يكون لدينا بدلا من عشرات الوزراء يفكرون ويخططون في مؤسسة.. مئات من الأعضاء مع العشرات يخططون ويفكرون وينفذون.. بكل تأكيد عملية التطوير ستكون اكثر إنجازاً وأكثر فاعلية.

وتوجه الرئيس الأسد إلى أعضاء مجلس الشعب بالقول.. اليوم تبدؤون دوركم التشريعي في مرحلة مفصلية تتجاوز خطورتها ما واجهته سورية منذ جلاء المستعمر الفرنسي.. وهذا يتطلب منكم دورا استثنائيا للتعامل مع قوتين متعاكستين.. الأولى تدفع للوراء بما تحمله من محاولات لإضعاف سورية وانتهاك سيادتها ومن قتل وتخريب وجهل وتخلف وارتهان البعض للخارج.. والثانية تدفع باتجاه الأمام بما تحمله من تصميم على الإصلاح تجلى بحزمة القوانين والدستور الجديد التي وسعت المشاركة الشعبية في إدارة شؤون الوطن.

بالإصلاحات نصد جزءاً كبيراً من الهجمة علينا ونبني سدا منيعا في وجه الأطماع الإقليمية والدولية

وأضاف الرئيس الأسد.. إذا كان الوقوف في وجه الهجمة الإقليمية والعالمية على بلدنا ليس بالمهمة السهلة فإن التأقلم مع الإصلاحات وتعزيزها ليس بالعملية السهلة أيضا.. بهذه الإصلاحات نصد جزءاً كبيراً من الهجمة علينا ونبني سدا منيعا في وجه الأطماع الإقليمية والدولية ونجاحنا في ذلك يعتمد على استيعابنا لمتطلبات الإصلاح على المستويين الرسمي والشعبي.. والشعب الذي تمكن من استيعاب حجم وأبعاد المخطط الذي رسم لسورية وللمنطقة وواجهه بتصميم ووعي وطني كبيرين هو نفسه القادر على استيعاب متطلبات الإصلاح.. ومن حق هذا الشعب علينا وهو الذي أثبت قدراته باختبارات وطنية فائقة الصعوبة ونجح فيها أن نرتقي بأدائنا إلى مستوى وعيه وصلابته لكي يحق لنا أن نفخر بتمثيله ونتشرف بالعمل لأجله.

وتابع الرئيس الأسد.. لقد قمنا منذ الأيام الأولى للأزمة بالإعلان عن خطوات سياسية واضحة نعزز بها عملية التطوير من خلال توسيع المشاركة الشعبية ونقطع بها الطريق على كل من حاول الاختباء تحت عناوين الإصلاح واستغلال الأحداث لأهداف غير شريفة وغير وطنية.. وقد تم إنجاز هذه الخطوات ضمن الجدول الزمني المعلن بعكس توقعات الخصوم والأعداء الذين شككوا بصدق نوايانا.. ورغم إنكار ما تم تحقيقه في المجال السياسي من قبل القوى الخارجية والداخلية التي راهنت على الأزمة ورغم المحاولات المستمرة لإفشال العملية السياسية لم نتوقف عن القيام بما أعلناه وبدأنا به فكان صدور القوانين وإجراء انتخابات الإدارة المحلية ومن بعدها الاستفتاء على الدستور ردا على تلك المحاولات.

إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها رغما عن القتل والتهديد والإرهاب كان الرد الحاسم من قبل الشعب على القتلة المجرمين وعلى أسيادهم ومموليهم

وأكد الرئيس الأسد أن إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها رغما عن القتل والتهديد والإرهاب كان الرد الحاسم من قبل الشعب على القتلة المجرمين وعلى أسيادهم ومموليهم.. وجاءت هذه الخطوة الدستورية والديمقراطية لتوجه صفعة لهؤلاء الذين أرادوا لسورية أن تنغلق على ذاتها وتغرق بدماء أبنائها وتعود عقودا إلى الوراء.. وها هي سورية تخرج بحلة نيابية جديدة تستكمل مسيرة ما وعدنا به قبل الأزمة وخلالها وتسير نحو المستقبل بكثير من الامل والتصميم والتحدي.

وقال الرئيس الأسد.. لقد أدمت هذه الأحداث الوطن واستهلكت الكثير من رصيده ماديا ومعنويا وأخلاقيا.. وفي خطابي الأول تحت قبة هذا المجلس وفيما كانت الأزمة في أسابيعها الأولى تحدثت عن العامل الخارجي فيها دون التركيز عليه على اعتبار أن المسؤولية الأكبر عن الخلل الذي يصيب المنزل تقع على عاتق مالكيه وساكنيه قبل أن تقع على عاتق الغرباء ولكن البعض ذهب في ذلك الوقت إلى حد إنكار العامل الخارجي كليا واعتبار هذا الطرح تهربا من استحقاقات داخلية وإن مجمل المشكلة هو خلاف صرف بين أطراف سورية وأن ما يجري على الأرض هو حراك سلمي خالص وأن أي عنف يقع فمصدره الدولة وقد طرح البعض هذا الطرح بخبث وسوء نية.. والبعض الآخر بسذاجة وعدم معرفة وتأثر بالتزوير الإعلامي.

وأضاف الرئيس الأسد.. اليوم وبعد سنة ونيف تتضح الأمور وتنزع الأقنعة.. فالدور الدولي فيما يحصل معرى أساسا منذ عقود بل قرون مضت ولم يتغير ولا أراه متغيرا في المدى المنظور.. الاستعمار يبقى استعمارا وتتغير الأساليب والهجوم.. والدور الإقليمي فضح نفسه بنفسه عندما انتقل من فشل إلى آخر فيما خطط له فاضطر إلى إعلان حقيقة موقفه ونواياه على لسان مسؤوليه أنفسهم.. أما بعض القوى والشخصيات المحلية والتي نصبت نفسها وكيلا عن الشعب فرأت الشعب يعبر عن نفسه في الشارع من دون حاجة لوصي أو وكيل ينتهز الفرصة ليركب موجة عارضة ويبني لنفسه أمجادا على حساب دماء الشعب.

الشعب احتقر ونبذ إلى غير رجعة من وضع جسده في الداخل وقلبه وعقله في الخارج

ولفت الرئيس الأسد إلى أن الشعب احتقر ونبذ إلى غير رجعة من وضع جسده في الداخل وقلبه وعقله في الخارج وبالمقابل كان هناك من يسعى إلى طرح الأفكار بهدف الوصول إلى حل منذ البدايات وقد ارتكز البعض منها على انفعال عاطفي في أزمة خطط لها بالعقل في حين استند البعض الآخر إلى معلومات متداولة من دون تدقيق في أزمة أسس لها على قاعدة متينة من التزوير مشيرا إلى أننا نقدر النوايا الطيبة لكن ما يحصل أكثر تعقيدا وأشد خطورة من أن نتعامل معه بتبسيط في التحليل أو بعاطفة انفعالية أو بطروحات طوباوية فبعد كل هذه الحقائق الصارخة في وضوحها وبعد كل تلك الدماء الزكية التي سفكت والأرواح البريئة التي أزهقت فنحن بحاجة للكثير الكثير من العقل.

وأضاف الرئيس الأسد.. نحن بحاجة لنتعلم من الشعب الذي ننتمي إليه والذي تمكن من فك رموز المؤامرة في بداياتها وحل شيفرة التزوير على تعقيدها مستندا إلى حس شعبي لا يخطئ وذاكرة وطنية تنهل من تراث مليء بالتجارب الغنية وتراكم أخلاقي شكل حصنا حمى مجتمعنا من الانحراف وتقاليدنا وهويتنا من الاندثار.

وقال الرئيس الأسد.. إن ما تعلمناه من الشعب هو مبدأ بسيط قديم ولكنه عميق.. إذا أردنا حل مشكلة ما فعلينا أن نواجه هذه المشكلة لا أن نهرب منها ومعظم ما طرح من حلول كان يعبر عن حالة لا شعورية من الهروب إلى الأمام وقد تكون مواجهة المشكلة مؤلمة في كثير من الأحيان لكنها بالمحصلة شافية أما الهروب منها فهو كالمدمن الذي يشعر بالنشوة الكاذبة ولكنه في حقيقة الأمر يسير نحو الموت.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الكثير قيل حول الحل السياسي منذ بداية الأزمة وهناك من يتحدث عن حل سياسي وغيره من النقاط أو التفاصيل المرتبطة به ولكن أحدا من هؤلاء لم يطرح حتى الآن ما هي العلاقة بين الحل السياسي والإرهاب الذي طغى وتزايد منذ بداية الأزمة حتى الآن.. فهل يمنع الحوار والحل السياسي الذي نتحدث عنه الإرهابي من أن يقوم بما قام به حتى اليوم.. وهل هذا الإرهابي قام بقطع الرؤوس والتفجير والاغتيال وبكل أنواع الإرهاب البشع لأن هناك طرفين سوريين اختلفا سياسيا مع بعضهما البعض.. وهل هذا يعني عندما نتحاور ونتفق على حل سياسي ما.. سيأتي هذا الإرهابي ويقول زالت الأسباب وأنا سأتراجع عن الإرهاب.. إن هذا الكلام غير منطقي.

العملية السياسية تسير للأمام ولكن الإرهاب أيضا يتصاعد من دون توقف

وأكد الرئيس الأسد أن الإرهاب ضرب كل الأطراف من دون استثناء ولم يضرب فئة دون أخرى ولم يكن جزءا من خلاف سياسي ولم يقف مع طرف ضد طرف ويقرر لنفسه أن يكون موجودا على الساحة كجزء من هذه المشكلة السياسية.

وأشار الرئيس الأسد إلى أن العملية السياسية تسير للأمام ولكن الإرهاب أيضا يتصاعد من دون توقف ولم يتراجع ولم تؤثر القوانين التي ظهرت والتي صدرت منذ بداية الأزمة عليه وجعلته يتراجع.

وتابع الرئيس الأسد.. قالوا في البداية إن المشكلة هي عدم وجود أحزاب فصدرت قوانين الأحزاب وان المشكلة في المادة الثامنة فتغيرت وذهب الدستور وتغير غيرها من الحجج والمبررات والعناوين التي وضعت ولكن الواقع لم يتغير بالنسبة للأعمال الإرهابية.. وهذا هو الجواب الواقعي فنحن لا نحلل ولا نبتكر بل الواقع هو الذي يعطي الجواب الواضح.

وشدد الرئيس الأسد على إن الإرهابي لا يعنيه الإصلاح ولا الحوار بل هو مجرم كلف بمهمة وهو لا يهتم بالإدانة ولا بالاستنكار ولا يتأثر ببكاء الأرامل والثكالى والأيتام وهو لن يتوقف حتى ينجز هذه المهمة بغض النظر عن أي شيء ولن يتوقف إلا إذا قمنا نحن بإيقافه.

وأكد الرئيس الأسد أن عدم الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية هو خطأ كبير يرتكبه البعض ويعطي الشرعية للإرهاب التي بحث عنها الإرهابيون وأسيادهم منذ اليوم الأول للأحداث مشيراً إلى أن الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية أساسي كي نفهم ونعرف كيف نتحرك باتجاه تحسين الظروف التي نعيش بها.

وقال الرئيس الأسد.. إن علينا بداية أن نعرف المشكلة ونشرحها ونحدد القوى المؤثرة فيها كي لا تبقى طروحاتنا تدور في حالة من الفراغ وبالتالي نطرح فقط الحلول القاصرة أو الوهمية أو الخاطئة ونخسر الزمن والدماء والوطن ويجب أن نعرف أولا أننا لا نواجه مشكلة سياسية لأننا لو كنا نواجه مشكلة سياسية فلابد من وجود طرف يطرح برنامجاً سياسياً أو اقتصادياً ثم نواجه هذا الطرف ببرنامج سياسي أو اقتصادي وهذا ما فعلناه بالرغم من معرفتنا منذ اليوم الأول أن المشكلة ليست مشكلة سياسية.

ما نواجهه هو مشروع فتنة وتدمير للوطن وأداة هذه الفتنة هي الإرهاب فكيف يمكن أن نربط بين العمل السياسي والإرهاب

وتابع الرئيس الأسد.. إن ما نواجهه هو مشروع فتنة وتدمير للوطن وأداة هذه الفتنة هي الإرهاب فكيف يمكن أن نربط بين العمل السياسي والإرهاب.. وبالتالي فان هذا الفصل ضروري جدا ومع ذلك نحن منذ الأيام الأولى لم نترك طريقة سياسية إلا وجربناها وأنا أقول هذا الكلام لأن البعض ربما يتوقع من الرئيس في كل خطاب أن يأتي بحل معجزة مثل العصا السحرية التي أتحدث عنها دائما.

وأضاف الرئيس الأسد.. لا يوجد لدينا عصا سحرية ونحن جربنا كل الطرق السياسية من القوانين وتغيير الدستور والعفو عمن تورط وما زلنا مستمرين بهذا الموضوع.. وحتى الحوار الوطني قلنا لا يوجد مشكلة فيه كمبدأ ولكن هذا الحوار بحاجة إلى تهيئة وإلى أطراف معروفة تتفق وعندها نستطيع أن نصل إلى الحوار الوطني.

وقال الرئيس الأسد.. إن كل الطروحات السياسية وافقنا عليها وكنا مرنين جدا ولكن هناك فرق بين أن نقوم بعملية سياسية ونعتقد أنها ستنتج ونصاب بالإحباط ويكون الإرهاب قد قطع مراحل للأمام وبين أن نعرف أن هذه العملية السياسية نحن نحتاجها بغض النظر عن موضوع الإرهاب.

نواجه الآن حربا حقيقية من الخارج والتعامل مع حرب يختلف عن التعامل مع خلاف داخلي

وأضاف الرئيس الأسد.. عندما نقول إن القضية قضية إرهاب فنحن لم نعد في الإطار الداخلي السياسي بل نحن نواجه الآن حربا حقيقية من الخارج والتعامل مع حرب يختلف عن التعامل مع خلاف داخلي أو مع أطراف سورية وهذه النقطة يجب أن تكون واضحة.

وقال الرئيس الأسد.. إن الكثير قيل حول الحوار والبعض ممن لا يحب الشعارات ويقول إنها شعارات جوفاء.. حول الحوار من دون أن يشعر إلى شعار أجوف.. فأين هي الخطط وما هي التصورات لهذا الحوار ومن هي الأطراف المعنية بالحوار ومن يحاور من وحول ماذا تتحاور هذه الأطراف وما هي هذه الأطراف وما هي علاقتها بالأحداث وهل هي أطراف مؤثرة فعلا في الأحداث التي تجري يوميا أم هي عبارة عن أطراف تركب موجة معينة لكي تحقق مكاسب شخصية وهل يجب أن تكون هذه الأطراف ممثلة شعبيا لكي تشارك بالحوار أم لا.. فإذا كان الجواب لا يهم فما قيمة حوار لا يعني الشعب أو أن الشعب غير معني به وأعتقد الجواب واضحا.. وإذا كان الجواب نعم فكيف نحدد أن هذه الأطراف تمثل حالة شعبية أو جزءا أو فئة من الشعب.

وأضاف الرئيس الأسد.. مبدئيا إن الأساس الوحيد الموجود هو الانتخابات فهل شاركت هذه القوى التي ستحاور في الانتخابات أم أنها تنطحت للدفاع عن الشعب أو للتحدث باسم كل الشعب وعندما أتى الاستحقاق الانتخابي هربت لكي لا نرى الحجم الحقيقي لهذه القوى.

وقال الرئيس الأسد.. إن هذه القوى هربت من الانتخابات تحت عنوان المقاطعة وعندما نقاطع الانتخابات فنحن لا نقاطع الدولة والحكومة والحزب الحاكم بل نقاطع الشعب لأن الانتخابات حق للشعب ولأن الناخب هو المواطن وليس الدولة ولا الحزب وبالتالي كيف يمكن لشخص أن يقف أمام الناس ويقول أنا أمثل الشعب وأنا أقاطع الشعب فهذا تناقض غير ممكن وإذا أردنا أن نضعه في فيلم خيال لما تمكنا.

وأكد الرئيس الأسد أن أي عملية سياسية لا ترتكز على الحالة الشعبية هي عملية ليس لها قيمة من الناحية الفعلية.. والحالة الشعبية عبرت عن نفسها حيث نزل الملايين من الناس إلى الشوارع.. رجالا ونساء وشبابا وشابات وأطفالا وشيوخا وعبروا بشكل واضح عن رفضهم للتدخل الأجنبي وللارتهان للخارج ورفضهم للمساس بوحدة الوطن ووحدة أراضيه ونسيجه الاجتماعي.. كما عبرت عن نفسها بالمشاركة في الانتخابات في هذه الظروف الصعبة وقبلها في انتخابات الإدارة المحلية وفي المشاركة الواسعة بالاستفتاء على الدستور رغم التهديد والإرهاب.

وقال الرئيس الأسد.. إن أي عمل سياسي نقوم به يجب أن يرتكز على الأسس التي حددتها الجماهير ومنها الحوار الوطني الذي نتحدث عنه.. والحوار الوطني المقبل يجب أن يرتكز على هذه الأسس لكي لا يبقى حوارا شكليا لا يحقق أي نتائج للمواطنين وللوطن.. ولذلك أقول.. عملية سياسية ولا أقول حلا سياسيا.. فعندما نقول حلاً سياسياً فإن هذا يعني أن ما نقوم به الآن سيؤدي إلى تحسن الظروف ونحن قلنا ان الإرهاب منفصل عن العمل السياسي.. ولذلك أنا أقول هو مسار سياسي.

وأضاف الرئيس الأسد.. عندما يقول المواطن.. أنتم أعطيتموني حلا ولم ينجح.. ألم تكونوا تعرفون… لا.. كلنا نعرف منذ اليوم الأول أن هذا الحل الذي نطرحه أو هذا المسار السياسي لن يؤدي لحل لكننا قمنا بهذا المسار السياسي أو بدأنا به لأننا تحدثنا عنه وأقررناه في العام 2005 ولأن المجتمع السوري يحتاج لهذا المسار السياسي بغض النظر عن الأزمة.

وأشار الرئيس الأسد إلى أن هذا المسار بدأ بالقوانين التي صدرت وبالأحزاب التي شكلت وبالتعددية السياسية التي أقرها الدستور والتي طبقت.. واستمر بانتخابات الإدارة المحلية والاستفتاء على الدستور وبانتخابات مجلس الشعب الأخيرة موضحا أن الحوار المقبل كيفما كان شكله ومهما كانت النتائج الصادرة عنه يجب بالمحصلة أن تخضع للمصادقة الشعبية التي تكون بإحدى طريقتين.. إما عن طريق ممثلي الشعب أي مجلس الشعب أو عن طريق الاستفتاء المباشر من قبل المواطنين كما حصل في الاستفتاء على الدستور.. وطبعا يعتمد على ما هو نوع الطرح الموجود في الحوار الوطني.

وقال الرئيس الأسد.. بما أننا نتحدث عن حوار الشعب مع ممثليه فلابد أن يكون لمجلس الشعب دور في هذا الحوار.. وقد يكون السؤال.. أين وصل الحوار… في الخطاب الماضي بالشهر الأول تحدثت عن الحوار.. والحقيقة أننا أعلنا ودائما نقول.. نحن مستعدون للحوار وأبوابنا مفتوحة للحوار وهناك قوى معارضة مختلفة أقصد متنوعة.. والبعض منها أعلن عن رغبته واستعداده للحوار والبعض الآخر لم يعلن.. جزء من قوى المعارضة الوطنية شارك بالانتخابات وعبر عن رغبته فعلا واستعداده للحوار وهو موجود معنا في هذه القاعة وأتى إلى مجلس الشعب من خلال القاعدة الشعبية التي يمثلها.

وأضاف الرئيس الأسد.. ولكن هناك جزء آخر من المعارضة حتى الآن ما زال ينتظر التوازنات في الخارج.. ونحن نتحدث بكل صراحة بعيدا عن الدبلوماسية فهو ينتظر توازنات في الخارج والبعض ينتظر الإشارات من الخارج.. ومع ذلك نحن نقول.. الأبواب ما زالت مفتوحة ونحن على استعداد دائما للبدء بالحوار من دون شروط باستثناء القوى التي تتعامل مع الخارج ومرتهنة له.. والقوى التي طالبت بالتدخل الخارجي أو التي انغمست مباشرة بدعم الإرهاب.

أبواب سورية مفتوحة لكل من يريد اصلاحا حقيقيا وحوارا صادقا وقلوبنا مفتوحة لإشراك كل سوري صادق في مسيرة النهوض بالدولة

وأكد الرئيس الأسد أن المسار السياسي يكتمل طبعا بموضوع الحكومة ولكنني تحدثت في الخطاب الماضي عن الحكومة.. فالدستور الحالي يقر باستقالة الحكومة بعد انتخابات مجلس الشعب.. وقريبا سنكون أمام حكومة جديدة تأخذ بالاعتبار القوى السياسية الجديدة وبشكل خاص تأخذ بالاعتبار طبعا التوازن الجديد في مجلس الشعب.

وجدد الرئيس الأسد التأكيد على أن أبواب سورية مفتوحة لكل من يريد اصلاحا حقيقيا وحوارا صادقا وأن قلوبنا مفتوحة لإشراك كل سوري صادق في مسيرة النهوض بالدولة.. ولا رجعة عن كل ما قمنا به من اصلاحات وانفتاح.. وسورية التي تسير نحو المستقبل رغم الجراح هي سورية الحاضنة لكل أبنائها مهما اختلفت الآراء اذا ما بقي الاختلاف سلميا وديمقراطيا ولأجل الوطن وليس عليه.

وقال الرئيس الأسد.. أما الارهاب فلا يرتبط بالعملية السياسية وهو يستهدف الوطن كل الوطن بشعبه ومؤسساته وأحزابه وهو حالة منفصلة وعلاجه مختلف لا يخضع لأي من المعايير التي سبق ذكرها وعلينا إذا أن نكافح الارهاب لكي يشفى الوطن.. ولا تساهل بالتالي ولا مهادنة معه ولا مع من يدعمه.. ولا تسامح إلا مع من تخلى عنه.. وسنستمر بالحزم في مواجهته بالتوازي مع فتح الباب لكل من يريد العودة عنه في حال لم تتلوث يداه بالدماء وقد استجاب الالاف من المتورطين بحمل السلاح وتسامحت معهم الدولة.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن هذا يؤكد صحة النهج الذي تبنته الدولة في هذا الاطار ويؤكد مصداقية الدولة فيما تقوله بالرغم من محاولات التشكيك وهناك أشخاص كثر ترددوا في القيام بهذه الخطوة بسبب التشكيك الذي يأتيهم من اشخاص آخرين لكي يبقوا متورطين.. وأنا الآن أشجع هؤلاء الاشخاص الذين كانوا مترددين أن يقوموا بهذه الخطوة وأؤكد مرة أخرى على أن الدولة لا تنتقم بحسب ما يقولونه لهم ان الدولة ستنتقم.. وإن لم تنتقم الآن فلاحقا بعد انتهاء الأزمة.. وأنا أؤكد أننا لن ننتقم عاجلا ولا اجلا ونحن في الماضي وفي مفاصل مختلفة تسامحنا مع أشخاص من غير السوريين اساؤوا لسورية كثيرا فكيف لا نتسامح مع ابن الوطن.

الأمن الوطني خط أحمر

وأكد الرئيس الأسد أن الأمن الوطني خط أحمر وقد يكون الثمن غاليا وهو حتى الان ثمن غال دفعته سورية والوطن ولكن مهما كان الثمن غاليا فلابد من أن نكون مستعدين لدفعه حفاظا على وحدة النسيج والمجتمع السوري وعلى قوة سورية.

وقال الرئيس الأسد.. إنه وبعد الحديث عن المسار السياسي فما هو الحل السياسي.. فالمسار لا يحل الأزمة الحالية ولا يخفف الإرهاب.. ولكن الحل السياسي هو شيء أشمل من مجرد قوانين ودستور وهو مرتبط بكل الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة والتي سمحت للأجانب.. إذا افترضنا أن البعض من المستعربين أجانب.. بالتدخل في الأمور الداخلية السورية.. وهذه الأزمة خلقت إشكالات وثغرات سنعاني منها في المستقبل.. لذا نحن بحاجة إلى حل سياسي لكل هذه الاشياء وما قمنا به من تشريعات يساعد ولكن إلى حد معين.. والحل السياسي لا يبدأ بالقوانين ولا يبدأ بالدستور ولا بكل هذه الاجراءات وانما يبدأ بالمفاهيم والثغرات التي ظهرت لدينا في هذه الأزمة.. هذه الثغرات في المفاهيم التي لم نكن نراها حقيقة ولابد من التعامل معها وخاصة في هذه المرحلة.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الحل السياسي يبدأ عندما نفرق بين الاختلاف بالرأي الذي يعني الغنى والاختلاف حول الوطن الذي يعني التدمير.. فالتعددية لا تعني الصراع ولا التصادم بل التكامل دون التماثل.. والتعددية هي حالة فكرية قبل أن تكون حزبية عندما نقبل الافكار المخالفة لأفكارنا من دون أن تخالف أي منها مصلحة وسلامة الوطن.. والحل يبدأ عندما نعرف أن الأمم العريقة تذوب اختلافاتها في الأزمات والملمات لصالح الوطن وتصبح القضية مع الوطن أو ضد الوطن لا مع الدولة والحكم او ضدهم وعندما تبنى الأولويات على مصلحة الوطن وليس على المشاعر والانفعالات الشخصية وعندما نرتقي في نقاشاتنا لنفرق بين الرأي والحقائق.. بين الطموح والواقع.. ونفهم العلاقة بين العقائد والمصالح.. نعرف ان التكتيك دون استراتيجية تقوده وتوجهه هو فشل محتوم.

وأشار الرئيس الأسد إلى أن البعض يخلط بين أن يكون ضد سياسة دولة أو ضد أداء مسؤول وبين أن يكون ضد الوطن.. وهذا ما يحصل في كثير من الحالات وهناك أشخاص فرقوا بين الحالتين وهناك اشخاص نزلوا إلى المسيرات المؤيدة التي رأيناها بكثافة وهم لا يتفقون مع سياسة الدولة ويعارضون الكثير من المسؤولين في أدائهم ولكنهم أشخاص وطنيون عرفوا كيف يفرقون بين الحالة الأولى والثانية ونزلوا إلى الشارع تأييدا للوطن وخوفا عليه.

وقال الرئيس الأسد.. هناك من أساء لهم موظف او عنصر في مؤسسة ما قد يكون عنصرا في مؤسسة أمنية أو غيرها وهذ ليس مبررا لكي يتحول هذا الشخص إلى الانتقام من مؤسسات الدولة أو الوطن.. وهناك مثل أجنبي يقول.. قطع أنفه نكاية في وجهه ولا يمكن أن نطبق هذا المثل على الوطن.. وهناك بالمقابل اشخاص كأهل الشهداء الذين التقيت بهم وأبنائهم أو اخوتهم ممن استشهدوا ولم يكونوا في معركة لا من الجيش أو الأمن أو الشرطة وسقطوا بالخطأ في مكان ما وقالوا لي شخصيا أو قالوا لآخرين.. إن حال الوطن هي أولوية وقضية الوطن أهم من قضيتنا الشخصية ونتحدث بقضيتنا الشخصية عندما نتجاوز هذه الأزمة وهؤلاء هم الأشخاص الوطنيون وأغلب الشعب السوري هو كهؤلاء.. ولذلك يجب أن نعمم هذه الحالة لكي لا نخلط بين الخطأ الصغير والتحدي الكبير.

وأضاف الرئيس الأسد.. في الأزمات لابد من الترفع عن الصغائر.. ولابد أن نكون كبارا بحجم التحدي وقد نطرح شيئا قد يكون صحيحا في وقت آخر ولكنه في هذا الوقت بالذات طرح خاطئ وعندما نفهم هذه المفاهيم ونتبع هذا المنهج عندها نستطيع أن ننقذ الوطن فلا يكفي أن نحب الوطن لكي نجعله قويا بل يجب ان نعرف كيف نحبه.. فكم من أب وأم خرجوا للمجتمع أبناء فاشلين بتربية لا تخلو من المحبة ولكنها تخلو من المعرفة والعقلانية ولا يكفي ان نكره الدماء لكي لا تسيل ويجب ان نعرف كيف نمنعها من السيلان وهناك البعض يبني مواقفه السياسية على كلمتين.. يكره العنف ويكره الدماء.. وانا أقول.. من هو الإنسان العاقل الذي يحب الدماء… هذا الكلام من البديهيات ولكن عندما يدخل الطبيب الجراح إلى غرفة العمليات ويفتح الجرح وينزف الجرح ويقطع ويستأصل ويبتر.. ماذا نقول له تبت يداك هي ملوثة بالدماء أم نقول له سلمت يداك لأنك أنقذت المريض.

وأضاف الرئيس الأسد.. عندما تحمل المقاومة سلاحا هل تحمله حبا بالدماء… هل قام الرسول صلى الله عليه وسلم بحروبه حبا بالدماء أم دفاعا عن الرسالة… وكذلك الأمر بالنسبة لحروب الخلفاء الراشدين.. ونحن اليوم ندافع عن قضية وندافع عن وطن.. نحن لا نقوم بهذه الأعمال حبا بالدماء وقد فرضت علينا معركة فكانت النتيجة هذه الدماء التي نزفت.. وقد يقول البعض كنا نتمنى أن تكون هذه الدماء على الحدود وعلى الجبهة.. هذا الكلام صحيح ولكن العدو اصبح في الداخل ولم يعد على الحدود.. غير التكتيك وغير الأسلوب.

وتابع الرئيس الأسد.. رغم أن العدو أصبح في الداخل ما زلنا كلنا نكره الدماء ولكن نحن نتعامل مع الواقع وأتمنى أن نبني أفكارنا على الواقع وليس على المشاعر عندئذ لا نخشى مجرما أو مأجورا أو مخططا يقوده مستعمر مسعور ويموله حاكم موتور عندئذ لا نخشى تشوش وتشويش البعض الذي أراد أن يقولب الأزمة لكي تناسب ما في عقله بدلا من أن يعيد صياغة أفكاره ومنطقه لكي يتماشى مع الحقائق التي تحيط بنا.

وقال الرئيس الأسد.. أنا لا أتحدث عن عميل في الداخل أو متآمر في الخارج فهذا هو موقعهم الطبيعي أن يقوموا بكل ما فيه ضرر لهذا الوطن.. وانا بهذا الخطاب لن أتحدث عن الوضع الدولي ولا الإقليمي.. لن أضيع وقتكم بهذا الكلام أنا اعتقد دائما بأن المشكلة تبدأ من هنا وسأركز في كل الكلمة على الوضع الداخلي.. أنا لا أتحدث عن عميل في الداخل أو متآمر في الخارج بل أعاتب سوريا أحب بلده لكنه لم يعرف كيف يحميه ولم يفهم ما الذي يحيط به فانجرف مع الموجة وغرق في الشعارات الخلابة وساهم من حيث لا يدري في ضرب وطنه سواء بسبب الشخصانية التي تسيطر عليه أو الأحقاد التي تتحكم فيه أو لقصر نظر ومحدودية رؤيته.

وأضاف الرئيس الأسد.. البعض من هؤلاء يفترض بانه الأكثر معرفة في مجتمعنا وأقول لهؤلاء.. تعلموا من الشعب بدلا من أن تعلموه.. فهو الأكثر ثقافة ومعرفة وهو الأصوب رؤية.. سيروا خلفه لكي لا تضلوا طريق الوطنية تعلموا منه كيف نبني الوطن وكيف نحميه.. تعلموا من إحساسه الفطري كيف توضع الأولويات.. وكيف لا تحل الهوامش محل الأساسيات تعلموا منه رؤية الوطن بالحجم الحقيقي لا بالمقياس الجغرافي لكي تعرفوا خطوط التماس السياسية الحقيقية بيننا وبين خصومنا وأعدائنا وتكونوا أهلا لخوض المعارك الوطنية الكبرى.

وأكد الرئيس الأسد أن الشعب السوري ذكي لأن المنطقة معقدة وطبعا كل شعب ذكي في منطقته لكن هذه المنطقة معقدة منذ آلاف السنين وتتشابك فيها المصالح.. والشعب الذي يمتلك حضارة كالشعب السوري لا يقلد عادة بشكل ببغائي كل ما يأتيه من الخارج وخاصة عندما تأتي الرسائل والأفكار عبر الأقنية التي تعبر عن دول لا أريد أن أقول انها حديثة الحضارة.. أنا أقول انها لم تدخل عصر الحضارة بعد وما تزال تعيش على هامش التاريخ.

وقال الرئيس الأسد.. عندما نقول للبعض ممن يقع بخطأ سماع لهذه الأبواق.. لأن البوق ليس مجرد قناة قد يكون شيئا آخر.. لماذا اتخذت هذا الموقف… يقول لأنني ضد الأخطاء التي تحصل.

وتساءل الرئيس الأسد هل الملايين من السوريين التي نزلت إلى الشوارع نزلت دعما للأخطاء… أم نزلت لأنها ضد الحرية… أم نزلت لأنها تدعم الفساد والرشوة… مضيفا.. إن هذه الملايين هي أكثر من يعاني من هذه الأخطاء وأكثر من يقف ضدها ولكنها ميزت الزمن وعرفت أن هذا الوقت هو ليس وقت الحديث عن هذه الأمور وعرفت أن الهدف هو استبدال هذه الأخطاء بكوارث كبرى هذا ما فهمته هذه الملايين التي نزلت إلى الشارع.. اليوم وبعد 14 شهرا ثبتت رؤية الغالبية العظمى من المواطنين.

وتابع الرئيس الأسد.. هنا نسأل أولئك الأشخاص هل تمكنتم من إصلاح هذه الأخطاء… هل الوضع اليوم أفضل مما كان عليه قبل بداية الأزمة.. الجواب أيضا يأتي من خلال الواقع لكن خطأ هؤلاء أنهم أعطوا المبرر لكل من يريد أن يتدخل ولو بالكلام من الخارج وطبعا لم يتوقف التدخل على الكلام كما تعلمون.

القضية ليست حول الإصلاح والديمقراطية كما طرح في البداية بل هي حول دور سورية المقاوم ودعمها للمقاومة وتمسكها بحقوقها

وأضاف الرئيس الأسد.. إن المشكلة أنه لدينا أشخاص وهم قلة لحسن الحظ لا يتعلمون إلا على خلفية من الدماء والأشلاء والمشكلة أن البعض لا يرى الأمور إلا وهي مدبرة لا يراها وهي مقبلة أي لا يتمكن من رؤية المستقبل حتى ولو كان شديد الوضوح.

وقال الرئيس الأسد.. لم يفهموا بأن القضية أكبر بكثير من قضية خلاف بين أطراف سياسية.. لم يفهموا أن القضية ليست حول الإصلاح والديمقراطية كما طرح في البداية بل هي حول دور سورية المقاوم ودعمها للمقاومة وتمسكها بحقوقها والمطلوب الآن أن يضرب هذا الدور وأن يسحق أو أن يقسم هذا الوطن أو كلا الأمرين معاً.

وأضاف الرئيس الأسد.. الغريب أن هناك أمورا واضحة كانت منذ البداية حيث بدأت الأزمة مع الأبواق الطائفية فكيف لم يفهموا ماذا تعني الطائفية.. تعني تقسيم وتفتيت وتفجير المجتمع فكيف لم يروا هذه الأمور على وضوحها.

وقال الرئيس الأسد.. أنا أسأل سؤالاً لماذا لم يضرب هذا الإرهاب الذي نراه اليوم بشدة قبل الأزمة مع أن سورية مطوقة بدول فيها هذه الحالات الإرهابية منذ أكثر من 10 سنوات.. والجواب لأن الفوضى هي البيئة الطبيعية التي تحتضن الإرهاب ولأن من سوق للفوضى هو من طبل لعهد جديد من الحرية والازدهار وهو لا يعرف عماذا يتكلم فاحتضن الأول الفوضى والفوضى احتضنت الارهاب فأصبح هؤلاء الأشخاص من دون أن يدروا مساهمين بشكل أو بآخر في موضوع الإرهاب.

وأضاف الرئيس الأسد.. اليوم نرى نتيجة قصر النظر أن هذه الحرية التي هتفوا لها هي عبارة عن أشلاء أبنائنا وهذه الديمقراطية التي تحدثوا عنها غارقة اليوم بدمائنا.

وتابع الرئيس الأسد.. ان الثمن الذي دفعناه الآن غال ولكن أنا أتوقع أن الثمن الذي سندفعه بعد الخروج من الأزمة قد يكون أغلى ليس من الناحية الأمنية وإنما من الناحية الأخلاقية فأنتم تعرفون ما هي المفاهيم الجديدة التي دخلت لدى قسم كبير من الجيل الشاب في سورية مفاهيم.. الإرهاب.. العنف.. اللصوصية والمرتزقة.

وأضاف الرئيس الأسد.. البعض عاطل عن العمل يأخذ أموالاً ليخرج للمظاهرات.. كلنا نعرف هذه الحقيقة لكن البعض لديه عمل تركه لأنه رأى العمل الآخر أسهل حيث يخرج لمدة ساعة أو نصف ساعة فيأخذ الأموال وهناك شباب في سن المراهقة 14-15 تقريباً أعطوا نحو 2000 ليرة سورية لقتل كل شخص فما هو الثمن والوقت والجهد المطلوب منا كي ننظف ما علق في عقول وقلوب أولئك الشباب.. وكيف يمكن أن نعيد تربية هؤلاء كي يعرفوا بأن الفوضى لا تجلب سوى الفوضى وأن المجتمع لا يمكن أن يبنى إلا على الأخلاق الحميدة وأعتقد بأن التحدي أمامنا كبير جداً في هذا الإطار.

وقال الرئيس الأسد.. على كل الأحوال كما تلاحظون أنا تحدثت كثيراً عن الوضع الداخلي وعاتبت بشكل مكثف الأشخاص الذين أخطؤوا لأن الكل تحدث عن التدخل الخارجي والمؤامرة الخارجية والكل تحدث عن الإرهابيين في الداخل طبعاً كتحميل مسؤولية ولكن لم نتحدث عن مسؤولية الأشخاص الوطنيين الذين يحبون وطنهم وكما قلت لم يعرفوا كيف يحبونه.. هذه مشكلة كبيرة لا تقل خطورة عن الطرف الأول والثاني لذلك أنا توسعت في هذا الموضوع اليوم.

وتابع الرئيس الأسد.. هذه العناصر الثلاثة واضحة منذ بداية الأزمة لكنني تحدثت عن هذا الآن لعدة أسباب.. السبب الأول أن الزمن الذي استغرقته الأزمة حتى الآن طويل بما فيه الكفاية لكي يتعلم أي شخص ومن لم يتعلم الحقائق ولم يفهم ما هي حقيقة الأزمة التي مر بها حتى اليوم فهو برأيي غير قابل للتعلم ولو طالت الأزمة سنوات والسبب الثاني أن الثمن الذي دفعناه غال جداً وهو أغلى بكثير من الدروس المستفادة من هذه الأزمة أو الفوائد التي يمكن أن نجنيها في حال افترضنا أن هناك فوائد يمكن أن نجنيها من هذه الأزمة والسبب الثالث أن هذا الخطاب هو الخطاب الأول بعد تبديل الدستور وإنجاز حزمة الإصلاحات.

الرمادية الوطنية غير مقبولة

وقال الرئيس الأسد.. كما تعلمون كل ما كان يطرح أو ما كنا نطرحه قبل تلك المرحلة كان يعتبر من قبل بعض القوى محاولة للتبرير وللتهرب من عملية الإصلاح.. اليوم نحن أحرار فالدستور صدر والحزمة التشريعية صدرت ومصداقيتنا في رغبتنا بالإصلاح ثبتناها كدولة وأصبحنا قادرين على أن نقول بشكل واضح ونخرج من جو النفاق الذي فرض في سورية في بداية الأزمة عندما كان كل شخص بغض النظر عن اتجاهه يسمى وطنيا يعني كل الوطنيين حتى لو كانوا مرتهنين للخارج وهذا الكلام لم يعد مقبولا الآن فنقول الوطني وطني ونقول لغير الوطني انت غير وطني.

وأضاف الرئيس الأسد.. الرمادية الوطنية لم تعد مقبولة لماذا أقول رمادية وطنية ففي خطابي السابق أمام مدرج الجامعة تحدثت عن الرمادية بأنها لم تعد مقبولة ففهم البعض بأنني أنا أقوم بإلغاء أطياف سياسية يعني يا أبيض يا أسود والحقيقة أن هؤلاء لم يفرقوا بين الرمادية السياسية والرمادية الوطنية وعندما يكون هناك أحزاب داخلية أو تيارات سياسية أو أشخاص سوريون في حالة خلاف أو تنافس أو تناقض أستطيع أن أقف في المنطقة الرمادية لا مع الأول ولا مع الثاني ولا مع الثالث أو الرابع أما عندما تكون القضية وطنية وتكون المشكلة بين وطني وأوطان أخرى فأنا حتما مع وطني وإلا أكون خائنا فالرمادية الوطنية غير مقبولة وأنا لا أتحدث عن رمادية سياسية.. البعض يقف في موقف الرمادية الوطنية ويقول هذه رمادية سياسية وهذا ما أقصده بالرمادية الوطنية.

الرئيس هو لكل من يقف تحت سقف الوطن والدستور والقانون

وقال الرئيس الأسد.. إن البعض يطرح في نفس هذا الإطار ومن بداية الازمة أن الرئيس يجب أن يكون لكل الشعب وأنا أقول كي أكون دقيقا إن الرئيس هو لكل من يقف تحت سقف الوطن والدستور والقانون وإلا ساويت بين العميل والوطني وبين الضحية والجلاد وبين الفاسد والشريف وبين من يخرب ومن يبني وبالتالي في هذه الرمادية الوطنية مخالفة للدستور ونكث بالقسم وضرر بالمصلحة العامة وخيانة للأمانة الوطنية.

وأضاف الرئيس الأسد.. أما لمن يبحث عن رئيس من دون لون أو طعم أو رائحة لبلد هو الأغنى بالألوان والأكثر استساغة للعيش فيه والأزكى رائحة بعبق تاريخه فأقول لهم.. إن لوني من لون هذا الشعب الذي فيه من أطياف السيادة والمقاومة والكرامة والمحبة وأما كل طيف آخر من أطياف الإرهاب والطائفية والأشياء الأخرى التي رأيناها مؤخراً فهي أطياف غريبة لا تنتمي إلينا ومصيرها سيكون الاضمحلال والزوال.

قواتنا المسلحة الباسلة قدمت تضحيات كبيرة جداً وأظهر أبناؤها شجاعة نادرة في مواجهة القتل والإرهاب

وتابع الرئيس الأسد.. في قلب هذه الأحداث كانت قواتنا المسلحة الباسلة في مركز الهجوم الذي استهدف سمعتها ودورها وصورتها التي رسمت عبر عقود من التضحيات ولم يكن من الممكن لمؤسسة أن تقدم ما قدمته قواتنا المسلحة من تضحيات لولا وجود عقيدة توجه أبناءها بالاتجاه الصحيح فكان المستهدف هو العقيدة التي تعبر عن انتماء الشعب فاستهدفت هوية الشعب عبر استهداف المؤسسة التي يفخر بها.

وأكد الرئيس الأسد أن هذه المؤسسة قدمت تضحيات كبيرة جداً وأظهر أبناؤها شجاعة نادرة في مواجهة القتل والإرهاب كي يشعر كل واحد فينا بالأمان وعبروا ببسالتهم عن بسالة هذا الشعب الذي ينتمون إليه وحموه بأرواحهم ودمائهم على مدار الساعة وأقل ما نقدمه لهم هو احتضان الشعب وحمايته لهم وهي موجودة وملموسة ولولاها لما كان ممكنا أن يعبروا عن وحدتنا الوطنية بصمودهم وبتماسكهم وهذا ما سيدفع الأعداء للتركيز أكثر على تشويه تاريخ قواتنا المسلحة معتمدين على بساطة البعض ممن يتشربون المعلومة دون أي تدقيق.

ولفت الرئيس الأسد إلى أنه لم يكن خافياً على أحد عمليات التزوير التي تمت لإلصاق الكثير من الأعمال الإرهابية الشنيعة بهذه المؤسسة الوطنية كما تم استغلال الاخطاء التي تحصل من وقت لآخر من قبل بعض الأفراد لتضخيمها وإظهارها كنهج تتبناه الدولة ومؤسساتها بشكل عام وهنا علينا أن نفرق بين الأخطاء الفردية التي يرتكبها أي شخص ينتمي لأي مؤسسة في الدولة وأخطاء المؤسسة نفسها فلا يجوز أن نعمم خطأ شخص أو مجموعة أشخاص على كل زملائهم والخطأ يتحمله الشخص الذي ارتكبه حصراً لأنه يعبر عن نفسه لا عن غيره ولا عن تعليمات رؤسائه ولا عن سياسات مؤسسته.

قواتنا المسلحة بناء عريق شامخ بنى الوطن ودافع عنه وحمى استقلاله وما يزال

وقال الرئيس الأسد إن قواتنا المسلحة بناء عريق شامخ بنى الوطن ودافع عنه وحمى استقلاله وما يزال ولا يجوز المساس برمز يعبر عن وطنيتنا ووحدتنا وشرفنا.. فباسمكم جميعا أوجه كل معاني الاحترام والتقدير إلى الجند الميامين الذين نذروا أنفسهم فداء للوطن وأقسموا على الذود عنه فكانوا خير أمناء على قسمهم.

وأضاف الرئيس الأسد.. في الأسبوع الماضي وبعد مجزرة الحولة الشنيعة قاموا باتهام القوات المسلحة وقالوا في البداية إنها بسبب قصف مدفعي ودبابات ولكنهم تراجعوا عن هذا الطرح فوراً لأنهم شعروا بالاحتضان الشعبي وشعروا أن اتهام القوات المسلحة بالجريمة هو اتهام لكل مواطن سوري دون استثناء بأنه مجرم وإرهابي فانتقلوا باتجاه الحديث عن ميليشيات موالية للدولة كما أطلقوا عليها التسمية.

ما حصل في الحولة والقزاز والميدان ودير الزور وحلب وأماكن أخرى كثيرة في سورية وصفناه بالمجازر البشعة والشنيعة والوحشية وفي الحقيقة حتى الوحوش لا تقوم بما رأيناه وخاصة في مجزرة الحولة

وقال الرئيس الأسد.. إن ما حصل في الحولة والقزاز والميدان ودير الزور وحلب وأماكن أخرى كثيرة في سورية وصفناه بالمجازر البشعة والشنيعة والوحشية وفي الحقيقة حتى الوحوش لا تقوم بما رأيناه وخاصة في مجزرة الحولة وأعتقد أن اللغة العربية وربما اللغة البشرية بشكل عام غير قادرة على وصف ما رأيناه ونحن كسوريين عايشنا هذه المرحلة وسنبقى نشعر بالخجل كلما تذكرناها طالما أننا أحياء ونتمنى ألا تبقى في ذاكرة الأبناء والأحفاد بل أن تبقى الدروس من هذه الأزمة دون أن تبقى الصور والمشاعر موجودة في مجتمعنا.

وتابع الرئيس الأسد.. لو لم نشعر بالألم الذي يعتصر القلب وبالغضب الذي يصل حتى درجة الانفجار كما حصل معي ومع كل واحد منكم للمشاهد القاسية التي شاهدناها على التلفزيون وخاصة مشاهد الأطفال فنحن لسنا ببشر وهذا هو الشعور الطبيعي الإنساني والوطني أيضا.. وإذا أردنا أن نعزي فلا نريد أن نعزي الأهالي والأقرباء فالعائلات ذهبت بأكملها بل نعزي أنفسنا بالمستوى الذي وصل إليه بعض السوريين ونعزي أنفسنا بالضحايا ولكن نعزي أنفسنا أكثر بمستوى الإجرام الذي وصلنا إليه والذي هو مؤلم كألم الجريمة بحد ذاتها.

وقال الرئيس الأسد.. هل تدفعنا هذه المشاعر أم نقودها نحن وهل تحركنا أم نحن نحدد إلى أين نتحرك والمشكلة أن البعض يدفعه الغضب باتجاه تدمير الوطن وهذا الشيء رأيناه في الأيام الأولى باليوم الأول أو الثاني.. لدينا فئة من الناس مع كل أسف ومرة أخرى أقول.. إن هذه الفئة محدودة جدا ولكن هذه الفئة منذ بداية الأزمة تسقط في كل مرة بنفس الفخ.. ففي كل مرة تسمع أكذوبة أو إشاعة ظهرت في قناة إعلامية أو على الإنترنت أو غيرها وتبني مواقفها عليها وتدفعنا باتجاه تدمير الوطن.. فهل نريد أن نستخدم هذه المشاعر لحقن المزيد من الدماء وحماية المزيد من الأطفال.. وخاصة أن المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة وغيرها هم ليسوا مجرمين لساعة وليسوا مجرمين ليوم.. هم مجرمون بشكل مستمر.. هم يخططون بكل تأكيد لجرائم أخرى عندما تسنح لهم الفرصة.. فهل نحمي أطفالنا وأبناءنا ودماءنا من المزيد من الجرائم أم نحضر أنفسنا للمزيد منها.. هنا يظهر الفرق بين الوعي الوطني وغياب الوعي الوطني.. لا نريد أن ننقاد بغرائزنا ولا بأقنية ولا بأبواق تطرح علينا الأمور من الخارج.

وأضاف الرئيس الأسد.. هذا ما حصل معنا في الثمانينيات.. وحاولوا أن يكرروه الآن والبعض عاصر تلك المرحلة وربما هناك جيل لا يذكر هذه المرحلة مشيراً الى حادثة وقعت إما في عام 1980 أو 1979 عندما قتل شيخان من طائفتين في مدينة واحدة وكادت تندلع الفتنة لولا وعي معظم الأهالي وهذا ما يحاولونه الآن.

وقال الرئيس الأسد.. السؤال البديهي الذي نسأله في مثل هذه الحالة من هو المستفيد وهل قامت الدولة أو موالون للدولة بهذا العمل قبل زيارة كوفي عنان كي تفشل خطة عنان.. ونحن نعرف من يريد أن يفشل خطة وزيارة عنان.. هل قامت الدولة أو الموالون للدولة بهذا العمل كي تستجلب المزيد من العداء في مجلس الأمن الذي يطغى عليه اللون المعادي بكل الأحوال.. هذا الكلام غير منطقي.

وتابع الرئيس الأسد.. القضية بسيطة وبديهية.. بدؤوا بمراحل في هذه الأزمة.. بدؤوا بحالة الثورة الشعبية التي توقعوا أن تندلع خلال أسابيع وفشلوا فيها حتى رمضان.. وبعد رمضان بدؤوا بالعمل المسلح وأرادوا منه مواجهة الجيش والأمن والشرطة وفشلوا.. انتقلوا بعدها لمرحلة الاغتيالات والتفجيرات وإرهاب المواطنين بشكل مباشر وكان الشعب صامدا وفشلوا فكان لابد من العمل على خلق فتنة طائفية.. أنا أعتقد أن هذه الحالة وهذا الكرت هو الكرت الأخير بالنسبة لهم وهو يدل على الإفلاس داعياً أولئك الأشخاص الذين يأخذهم الانفعال إلى الحد الأقصى في مثل هذه الحالات إلى أن يفكروا ويتفكروا بشكل عميق بكل ما حصل وبكل الأحداث التي مرت منذ بداية الأزمة حتى اليوم.

وقال الرئيس الأسد.. نحن نعيش في جو تزوير وقد يكون الإنسان صاحب قلب طيب.. يقول إن كل ما يطرح صحيح حتى يثبت العكس وهل من المعقول بهذه الظروف ان كل ما يحيط بنا هو عبارة عن تزوير فقط.. يجب أن نقول إن كل هذه الأمور تزوير حتى يثبت العكس.. ولذلك أنا أدعو أولئك الأشخاص الذين يأخذهم الانفعال إلى الحد الأقصى كي يغيروا طريقة تفكيرهم وأؤكد على نقطة هامة جدا في هذه الأزمة.. الأزمات تظهر المعدن الحقيقي للشعوب والأمم الحضارية فإذا كنا حضاريين فأول ميزة للأمم الحضارية عندما يكون هناك ملمة أو أزمة حادة فيتوحد الشعب وليس العكس.. الأمم غير الحضارية تظهر ثغراتها ومشاكلها وانقساماتها في الأزمات.. فأنا أتمنى فعلا أن نثبت كما نقول دائماً بأننا شعب حضاري ننتمي لواحدة أو لعدة من أقدم الحضارات على وجه الأرض.

المطلوب اليوم أن نقف صفا واحدا مع الوطن ويجب أن يشعر كل واحد منا بأنه مسؤول عن القيام بواجبه لإنقاذ الوطن

وأضاف الرئيس الأسد.. المطلوب اليوم أن نقف صفا واحدا مع الوطن ويجب أن يشعر كل واحد منا بأنه مسؤول عن القيام بواجبه لإنقاذ الوطن لأنه خفير وشرطي وجندي فالاعتماد على الدولة وحدها لا يكفي فالأزمة ليست أزمة داخلية بل هي حرب خارجية بأدوات داخلية وكل مواطن معني بالدفاع عن وطنه وإذا تشابكت أيدينا اليوم فأنا أؤكد أن انتهاء هذا الوضع قريب بغض النظر عن التآمر الخارجي ولن نسمح للقادمين من خارج التاريخ أن يكتبوا شيئا لم يكتبه التاريخ من قبل وهو أن السوريين يوما دمروا وطنهم بأيديهم.. لقد انتصرنا عبر التاريخ على كل الحاقدين وها نحن اليوم نرسم سويا بسواعد الشرفاء وبمؤسساتنا الوطنية وببسالة جنودنا خطوط النصر الآتي لا محالة بإذن الله.

وقال الرئيس الأسد.. إن شعبنا الصامد تعرض لمحاولات التجويع والحصار والتلاعب بقوته اليومي.. فكونوا على ثقة بأن كل هذا زائل عندما نعمل معا على تحقيق ما يحتاجه المواطن من عدالة اجتماعية تتجلى بتوزيع منصف للثروة وتكافؤ للفرص والحصول على الخدمات الأساسية ولابد من إنماء متوازن بين الريف والمدينة وتعميم شبكات الدعم الاجتماعي بهدف تعزيز وتوسيع الطبقة الوسطى في المجتمع.

وأكد الرئيس الأسد أن كل ذلك بحاجة لإصلاح إداري يقضي على الهدر والفساد والمحسوبيات والتسيب وضعف الشعور بالمسؤولية وعلينا أن نحاسب كل من يحاول استغلال هذه الأزمة من أجل التلاعب بقوت الشعب كما أن علينا دعم الزراعة كقطاع استراتيجي وكدعامة من دعائم استقرار المجتمع واستقلالية القرار الوطني مع ضرورة الاستمرار في تعزيز وتحديث الصناعة إضافة إلى دعم الحرف والصناعات الصغيرة والمتوسطة كأحد عوامل التوازن الاجتماعي ورافد مهم للناتج الوطني والتي يجب أن تشكل القاعدة الأوسع لاقتصادنا دون أن يغيب عن ذهننا الطاقات التي استنزفتها الظروف الراهنة وأعاقت مسار التطوير بشكل جدي فعطلت مشاريع حيوية وأدت لاختناقات في توفير بعض المواد نتيجة الحصار الاقتصادي الخارجي إضافة الى تخريب البنية التحتية من قبل الإرهابيين ما أدى لتراجع مستوى عدد من الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون.

وأضاف الرئيس الأسد.. علينا العمل بشكل يومي للبحث عن موارد بديلة وترشيد الإنفاق وإعادة ترتيب الأولويات وإصلاح ما تخرب من البنية التحتية ولكن هذه الظروف لن تفت في عزيمتنا بل ستكون حافزا للمزيد من العمل ولا يجوز أن تتحول إلى ذريعة للمقصرين لإلقاء تبعات تقصيرهم عليها بدلا من القيام بواجباتهم.

وشدد الرئيس الأسد على أن الشباب هم عماد الوطن وأساسه فقد بدأنا بتفعيل دورهم في كثير من المفاصل الاجتماعية والاقتصادية وحتى التشريعية وأعتقد أن أصغر الأعضاء سنا في هذا المجلس لم يتجاوز الثلاثين من العمر ولولا سواعد هؤلاء الشباب وعقولهم المتطورة لما كان لهذه الهجمة الحاقدة علينا أن تصد وكما شمروا عن سواعدهم ونزلوا إلى الشوارع متحدين واثقين بوطنهم يجب أن يشمروا عن سواعدهم لبناء الوطن وتحديثه.

إذا كان البعض أرسل لشعبنا الموت والدمار فنحن نريد أن نقدم لشعبه نموذجاً حضارياً يقتدي به لينال حريته وليصبح شريكا في وطنه بدلا من أن يكون الحاكم مالكا للأرض وللشعب وللوطن

وقال الرئيس الأسد.. إن المهام تتجاوز الحدود وإذا كان البعض قد أرسل لشعبنا الموت والدمار فنحن نريد أن نقدم لشعبه نموذجاً حضارياً يقتدي به لينال حريته وليصبح شريكا في وطنه بدلا من أن يكون الحاكم مالكا للأرض وللشعب وللوطن وعندها ستصلنا رسائل الإنسانية من إخوة في بلدان الحرية بدلاً من نصائح الديمقراطية التي تأتينا من بلدان العبودية.

وأضاف الرئيس الأسد.. بإرادتنا سنتجاوز المحنة وبوحدتنا سنقهر الأعداء ولن يتمكن الصخب من تغييب صوت الحق ولا التضليل الحاقد من التعمية على الحقيقة التي تنطق بها الوقائع صادقة معبرة ولن يتمكن الإرهاب الآثم من كسر إرادة شعبنا وستبقى سورية الأبية عرين العروبة وقلعة الصمود وستسترد عافيتها وترد كيد الحاقدين وستشهد من جديد هزيمتهم المخزية.

وتوجه الرئيس الأسد إلى أعضاء مجلس الشعب بالقول إن المواطن الذي انتخبكم إنما يريدكم قريبين منه لا متعالين عليه شاعرين بآلامه ومحققين لطموحاته لا طامحين لجاه خاص أو لمنفعة شخصية فلنضع اليد باليد والكتف بجانب الكتف ولننهض بالوطن ولنجعل الدور التشريعي الأول انطلاقة للورشة الكبيرة التي أردناها لسورية المستقبل.

وختم الرئيس الأسد.. كونوا على قلب رجل واحد أمام مصلحة الوطن والمواطن حتى لو اختلفت رؤاكم فالمسؤول الحقيقي هو الذي ينبض قلبه على وقع نبض شعبه والبوصلة دائما لنا جميعا هي سيادة سورية واستقلال قرارها وسلامة ترابها وكرامة أبنائها وتذكروا أن الفرد زائل والشعب باق وأن المناصب متغيرة والوطن ثابت وأتمنى لكم كل التوفيق في مهامكم في هذا الدور التشريعي الأول.
وقبل أن يغادر الرئيس الأسد مبنى مجلس الشعب صافح أعضاء المجلس.

 

أضف تعليق